لماذا قاطع إخوان ليبيا مؤتمر المعارضة في لندن؟

من Ikhwan Wiki | الموسوعة التاريخية الرسمية لجماعة الإخوان المسلمين
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث
لم تعد النسخة القابلة للطباعة مدعومة وقد تحتوي على أخطاء في العرض. يرجى تحديث علامات متصفحك المرجعية واستخدام وظيفة الطباعة الافتراضية في متصفحك بدلا منها.
لماذا قاطع إخوان ليبيا مؤتمر المعارضة في لندن؟
الاخوان ليبيا.jpg

كتب- عمر مهدي

الرئيس الليبي معمر القذافي

أثار قرار جماعة الإخوان المسلمين الليبية بمقاطعة مؤتمر المعارضة الليبية المنعقد بالعاصمة البريطانية لندن عددًا من التساؤلات، خاصةً وأنَّ الجماعة هي المتضرر الأكبر من ممارسات وتسلط النظام منذ انقلاب عام 1969م.

بعض المراقبين فسَّر قرار المقاطعة بأنه جاء نتيجة لما تداولته بعض الصحف والمصادر الليبية بأنَّ قرارًا بالإفراج عن عدد من معتقلي الإخوان سيصدر قريبًا في بادرة من النظام لتحسين صورة حقوق الإنسان في ليبيا لدى العالم الخارجي، إلا أنَّ الجماعة أكدت أنَّ قرارها سببه وجود "قرارات استباقية" للمؤتمر، وتبنيه "سقف مطالب عاليًا" وغير واقعي، يتمثل في تنحي الزعيم الليبي معمر القذافي عن كافة سلطاته، إلى جانب خلافات بين الجماعة ولجنة إعداد المؤتمر بشأن آليات التغيير.

وما أكدته في تصريح رسمي صادر عن القيادي في الجماعة ناصر المانع يوم الجمعة 24/6/ 2005 م: "إنَّ سقف المؤتمر وشروطه ونخص بالذكر الشرطين: تنحي العقيد القذافي عن سلطته وتشكيل حكومة انتقالية كانا السبب الرئيسي في انسحابنا من جلسات الإعداد ومقاطعة المؤتمر، وأوضحنا وقتها رأينا للجميع بأنه من أجل إنجاح مؤتمر وطني لا بد أن تُطرح القضية الليبية بكل ملابساتها وجميع أطرافها المختلفة ومجالاتها المتنوعة بشكلٍ مفتوحٍ ودون شروط مسبقة من أجل تحقيق مصلحة الوطن العليا، كما تحفظنا على الآلية التي تمَّ بها إقرار هذه المحددات والمطالب".

ورغم أنَّ المؤتمر جاء بالأساس نتيجة للحوارات التي بدأتها الجماعة مع باقي قوى المعارضة إلا أنَّ إصرارَ بعض أطراف المعارضة على وضع برنامج استباقي وأهداف محددة للمؤتمر مثل التخلص من النظام الليبي الحالي دفعت الجماعة إلى عدم المشاركة بصفة رسمية أو على مستوى الأفراد، ويرى البعض أن أحد أسباب انسحاب الجماعة من المؤتمر غير المعلنة هو اتهام بعض المصادر لمنظمي المؤتمر بتلقي أموال من جهات أجنبية لتمويل انعقاده وهو ما أنكره منظمو المؤتمر ولم تعلنه الجماعة أيضًا في أسباب رفضها، وإن كان بعض المراقبين للشأن الليبي قد أشار إلى ذلك خصوصًا مع حساسية الإخوان لأي شكل من أشكال الدعم الخارجي لعملية الإصلاح التي تدعو إليها باعتبارها هدفًا للجماعة يجب أن ينبع من الداخل وليس الخارج.

أما عن وجود صفقة سياسية مع النظام بمقاطعة المؤتمر مقابل الإفراج عن المعتقلين، فقد أكد المانع أنه ليست هناك أي صفقة سياسية بيننا وبين النظام، ولكنه لم ينفِ الحوار مع النظام مؤكدًا أنَّ ذلك "من أجل مصلحة الوطن العليا ولم نحاوره لمصالحنا الخاصة، والعبرة عندنا بمضمون الحوار، كما نعتبر أنَّ مبدأ الحوار مع جميع الليبيين مبدأ شرعي وسياسي أصيل".

أما المتحدث باسم الجماعة الدكتور سليمان عبد القادر فقد أكد أنَّ "الموقف الرافض من قبل الحركة ليس وليد اللحظة، وإنما اتُّخذ منذ سنة وشهر تقريبًا منذ الجلسات التحضيرية الأولى للمؤتمر".

وقال عبد القادر: "قرار الإفراج عن الإخوان المسلمين وسجناء الكلمة ب ليبيا غير معلوم لنا حتى الآن، ويُسأل عنه صاحب مبادرة الإفراج"، وتابع: "وأسجل هنا استغرابي من أنَّ هذه الخطوة الإيجابية على أهميتها تقف في طريقها إجراءات إدارية".

احترامًا للقرار

قرار الجماعة بالمقاطعة لاقى تقديرًا وتفهمًا من باقي القوى الليبية حتى منظمي المؤتمر ورأوا فيه اجتهادًا خاصًّا بالجماعة، بينما رآه آخرون دليلاً على فشل المؤتمر المسبق لمقاطعة أكبر قوة ليبية له.

فالسيد إبراهيم صهد ، الأمين العام لـ" الجبهة الوطنية لإنقاذ ليبيا "، قال تعليقًا على مقاطعة الإخوان للمؤتمر إنَّ " الإخوان لن يحضروا ونحن نقدِّر اجتهادهم ونحترمه، لكنني أقول إن الطريق طويل ومن شأنه أن يجمعنا حتى ولو لم يحضروا هذا المؤتمر، فنحن في بداية العمل المشترك".

بينما وصف المعارض المستقل، الإعلامي المقيم في لندن عاشور الشامس صاحب موقع (أخبار ليبيا ) بأنه "مؤتمر معارضين.. وليس مؤتمر المعارضة)، وقال الشامس: "ظلت فكرة مؤتمر للمعارضين الليبين تراود الكثيرين منذ أن كانت هناك معارضة، فهي ليست ‏وليدة اليوم، وهي ليست جديدة ولا خلاف عليها، والمحك هو المحتوى والأداء والجوهر، ثم ‏النتائج والمترتبات.

وللأمانة، فإنَّ الفضل في طرح فكرة المؤتمر الحالي يعود إلى أكبر فصيل في الساحة الليبية ‏على مستوى الداخل والخارج- يقصد الإخوان - ولكن المفارقة العجيبة أنَّ هذا الفصيل قرر فيما بعد الانسحاب ‏من لجنة الإعداد له وعدم المشاركة فيه، وربما كان عزوفه هذا ‏بسبب ما طرأ من تغيير جذري في الأجندة التي كانت مطروحة ابتداءً".

وخلص الشامس إلى القول: "والمعارضة أصلاً ليست مهنة أو حرفة أو هواية أو وسامًا يُرتدَى للزينة، بل هي موقف ‏ومسئولية والتزام تترتب عليها تبعات وطنية وتاريخية وأخلاقية، وليس من الحكمة ولا ‏الإنصاف أن تختزل المعارضة أو العمل الوطني في لقاء يحضره مَن يحضره ويتغيب عنه ‏مَن يتغيب، أو في تنظيم واحد أو أسلوب واحد أو برنامج واحد، ويجب ألا تكون مجالاً ‏للمزايدة على أحد ولو كان مواطنًا عاديًّا".

أهداف المؤتمر

حدد القائمون على المؤتمر أهدافًا ثلاثة له سيتبناها خلال جلساته وتعتبر سقفًا للمشاركين فيه وهي:

أولاً: تنحي العقيد معمر القذافي عن كافة سلطاته وصلاحياته الثورية والسياسية والعسكرية والأمنية.

ثانيًا: تشكيل حكومة انتقالية من عناصر مشهود لها بالوطنية والنزاهة لإدارة البلاد لمدة لا تزيد عن سنة واحدة، تكون مهمتها الأساسية العودة بالبلاد إلى الحياة الدستورية.

ثالثًا: إقامة دولة دستورية ديمقراطية مؤسسة على التعددية السياسية والثقافية والتداول السلمي للسلطة، تكفل الحريات الأساسية وحقوق الإنسان، وترسي قواعد العدل والمساواة وتكافؤ الفرص لكافة أبناء الوطن دون أي تمييز، وتصون الثروات الوطنية وتنميها، وتقيم علاقات خارجية متوازنة مؤسسة على الاحترام المتبادل.

المصدر