مؤتمر صحفي: اعتقال الأطباء والصيادلة مهزلة!!

من Ikhwan Wiki | الموسوعة التاريخية الرسمية لجماعة الإخوان المسلمين
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث
مؤتمر صحفي: اعتقال الأطباء والصيادلة مهزلة!!
منصة المؤتمر الصحفي بنقابة الأطباء

بقلم: هاشم أمين

استمرارًا للفعاليات التضامنية مع المعتقلين والمحالين للعسكرية نظَّمت نقابتا الأطباء والصيادلة ظهر اليوم مؤتمرًا صحفيًّا للتضامن مع الأطباء والصيادلة سجناء الرأي المعتقلين والمحالين للمحاكم العسكرية وأسرهم بدار الحكمة.

في البداية أكد د. أشرف عبد الغفار عضو مجلس نقابة الأطباء أن الاعتقال تحوَّل في مصر الآن إلى نظام حياة، فلا يوجد طبيب ممن تشملهم الاعتقالات إلا وقد تم اعتقاله أكثر من مرة ولعدة شهور ثم يتم الإفراج عنه دون إثبات أي تهم، مضيفًا أنه من المستحيل أن تجد طبيبًا من هؤلاء قد اعتقل مرة واحدة فقط.

وتعجَّب من أن يكون هذا هو جزاء هؤلاء الأطباء والصيادلة الذين أضافوا إلى مهنتهم مهنةً أخرى وهي الخدمة العامة والعمل العام، ومع ذلك تتم معاملتهم بهذه الطريقة، موضحًا أن النظام لا يريد أن يكون هناك مَن يخدم الناس ويرشدهم، مؤكدًا أن ما يحدث في مصر لا يحدث في أي دولةٍ في العالم المتحضر؛ حيث يتم اعتقال الأطباء والصيادلة.

وتساءل د. عبد الغفار عن الذنب الذي اقترفه هؤلاء حتى يفقدوا حريتهم، وعن الذنب الذي اقترفته أسرهم حتى يتم حرمانهم من عائلهم ويتم ترويعهم ونهب أموالهم، وما ذنب المجتمع حتى يحرم من خدماتهم ومجهوداتهم؟!.

بينما أوضح د. محمد سعد عليوة عضو مجلس نقابة أطباء الجيزة أن هناك ترديًا للحريات بصفة عامة في مصر، فلا يوجد مكان لأي صاحب رأي إلا داخل السجون والمعتقلات، مؤكدًا أنه لا يمكن لهذا الوضع أن يستمر بهذا الشكل، فهذه مهزلة بكل المقاييس.

وأضاف أننا كنا في السابق نعاني من ظلم ضباط أمن الدولة وتعنتهم معنا، ولكن الأمر تحوَّل الآن إلى منظومة متكاملة من التواطؤ في النيابة وغيرها، مشيرًا إلى أن الاعتقال الآن يتم بناءً على النية، قائلاً: لقد تم اعتقالي ومجموعة أخرى معي بتهمة نية القيام بمظاهرة في ميدان التحرير، حتى إن إخواننا بالمعتقل أطلقوا علينا "تنظيم النية"!!.

وأكد أن النظام لا يقبل أو يحترم أي رأي آخر وشعاره: (لا أريكم إلا ما أرى)، متعجبًا من سياسة محاكمة الأشخاص أو اعتقالهم ويتم الإفراج عنهم بعد عدة شهور أو أكثر من سنة كما في المحاكمة العسكرية المستمرة الآن ثم يقال له: "كويس إننا أفرجنا عنك"!!، متسائلاً: هل الأصل أن يظل المعتقل داخل السجن طوال عمره وإذا أفرجوا عنه فإنهم يمنون عليه بهذا الإفراج وأنه يجب عليه أن يكتفي بهذا؟!.

واستطرد أنه تتم إهانة المعتقلين في السجون ويعاملون معاملةً غير آدمية بل وينام بعضهم على الأرض، واستشهد بموقف حدث مع زوجته يسخر من هذا الواقع حيث كانت تقف في طابور الزيارة بالسجن وسألتها إحدى الزوجات عن سبب وجودها في السجن، فأجابت أنها جاءت لزيارة زوجها المعتقل السياسي بتهمة الانضمام لجماعة الإخوان، فكان رد الزوجة الأخرى تلقائيا: "إخوان إيه؟!.. الحمد لله إحنا تجارة مخدرات"!!.

وأوضح د. سيف الله إمام الأمين المساعد لنقابة الصيادلة أن انتخابات النقابة لم يتم إجراؤها منذ سنوات وبعض أعضاء المجلس توفاهم الله ولم يتبق إلا القليل الآن، ومع ذلك تم اعتقال ثلاثة منهم خلال الفترة الماضية دفعةً واحدةً، ولم تسلم نقابة فرعية واحدة من الاعتقالات بصفوف أبنائها.

وأضاف أن الديمقراطية في مصر تتوقف عند القدرة على التعبير عن الرأي فقط، فهم يسمحون لك بتنظيم مؤتمرات والحديث لوسائل الإعلام والكتابة في الصحف ولكنهم لا يسمحون بالشق الآخر من الديمقراطية وهو القدرة على التغيير، مؤكدًا أنه لم يبقَ لدى النظام أي شيء يعول عليه في الاستمرار والبقاء، فهناك غباء في اتخاذ القرارات وضيق في الأفق.

د. جابر عطا

وتحدث د. جابر عطا من نقابة الصيادلة بمحافظة كفر الشيخ، مؤكدًا أن الاعتقال ينال كل فئات الشعب، من له في السياسة ومن ليس له فيها، مضيفًا أنه تتم استباحة أموال الناس وبيوتهم وشركاتهم كما حدث للمحاكمين عسكريًّا مؤخرًا، بينما يُترك المفسدون تزيد ثرواتهم بالمليارات ولا أحد يحاسبهم!!.

وأكد أن طريقة التعامل مع المعتقلين غير آدمية بالمرة حتى لو تم الإفراج عنهم فإنهم يلاقون تعنتًا وتضييقًا حتى يصلوا إلى بيوتهم سالمين، مضيفًا أنه ليست هناك قرية ولا نجع ولا مركز في مصر إلا وفيه معتقلون، موضحًا أن أخطاء النظام قد زادت وانكشفت عوراته، وكل ذلك يؤكد أن زواله قريب.

فاطمة أحمد عبد الرحمن

وعن أسر المعتقلين تحدثت الطالبة فاطمة بكلية طب الأسنان وابنة الدكتور أحمد عبد الرحمن (استشاري الجراحة العامة ومدير مستشفى مكة بمحافظة الفيوم وأحد قياديي الإخوان بالمحافظة) قائلةً: بالفعل ليست هذه أول مرة يتم فيها اعتقال أبي، فأول اعتقال له كان وهو طالب بكلية الطب أثناء أحداث سبتمبر 81، مضيفةً أن النظام لم يُغيِّر من عقليته الأمنية طوال هذه السنوات، فقد أُخذت أوراق المذاكرة الخاصة بنا كأحراز حين تم إلقاء القبض على والدي!! وبفضل الله ورغم ذلك لم يؤثر الأمر علينا وقد نجحنا بتفوق، وقد حدث أيضًا أن اعتُقل والدي من قبل أثناء دراستي بالثانوية العامة ونجحت وقتها بتفوقٍ أيضًا.

أما تسنيمأحمد عبد الرحمن الطالبة بكلية الصيدلة فقد كشفت عن أن اعتقال والدها كان بسبب انتخابات المحليات؛ حيث كانت أول مجموعة تم اعتقالها بهذا السبب، ثم كان أيضًا انتقامًا وتصفيةَ حساباتٍ من جانب الأمن معه، قائلةً: لقد استقبل المستشفى الذي يديره أبي أحد المواطنين وهو جثة هامدة من آثار التعذيب بأحد أقسام الشرطة، وتمت ممارسة ضغوط كبيرة على أبي أثناء كتابة التقرير الخاص بالوفاة ولكنه رفض كل هذه الضغوط، ولم يتم حتى الآن دفن الجثة والقضية ما زالت مستمرة حتى الآن، وقد جاء اعتقال والدي بعدها مباشرة!!.

وأشارت تسنيم إلى أنه قد تم اعتقال والدها أثناء تأديتها للامتحانات وقد وعدها والدها بمذاكرة مادة "الفارما" معها قبل الامتحان، ولكن تم اعتقاله وبفضل الله حصلت على أعلى تقدير في هذه المادة، وأوضحت أن شعار بيتنا بعد الاعتقال: "مرحبًا بالمعتقلات في سبيل المعتقدات".

كما تم توزيع بيان بأسماء الأطباء والصيادلة المحالين للعسكرية وهم: د. محمود أبو زيد (أستاذ الجراحة العامة بكلية الطب جامعة القاهرة)، ود. عصام عبد المحسن (أستاذ الكيمياء الحيوية بكلية طب الأزهر)، ود. صلاح الدسوقي عامر (أستاذ التشريح بكلية طب الأزهر)، ود. محمد علي بليغ (أستاذ الرمد بمعهد بحوث أمراض العيون)، ود. أمير بسام (أستاذ علم الأنسجة بطب الأزهر فرع أسيوط)، ود. عبد الرحمن سعودي (طبيب بالجيزة)، ود. محمد حافظ (استشاري طب العيون)، ود. أحمد عبد الحافظ (صيدلي بشركة أدوية).

وضم البيان أيضًا أسماء المعتقلين من الأطباء والصيادلة، والذين وصل عددهم إلى 30 طبيبًا و9 صيادلة، وتم الإفراج عن 11 طبيبًا و12 صيدليًّا خلال الفترة الماضية.