ما الذي يجري في دهاليز سلطة المقاطعة / كمال عبدالله

من Ikhwan Wiki | الموسوعة التاريخية الرسمية لجماعة الإخوان المسلمين
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث
ما الذي يجري في دهاليز سلطة المقاطعة

تحالف فياض - فرج يحسم معركة التوريث


بقلم:كمال عبدالله

تناقلت وسائل الإعلام مؤخرا، أنباء الحملة على دحلان وأتباعه، فما حقيقة ما يجري؟

بعد الصفعة التي وجهتها أمريكا لفريق أوسلو بإعلانها ضرورة العودة لمفاوضات جديدة دون شروط ودون تجميد الاستيطان حتى لفترة مؤقتة، سدت الطرق أمام فريق التسوية، فلم يعد لديه ما يراهن عليه، وتاهوا في البحث عن سبل الخروج من هذا المأزق، والأهم أن الأمريكان وجهوا رسالة ضمنية مفادها أن أيام عباس في المقاطعة أصحبت في حكم المنتهية، وهنا اشتعل الخلاف بين الطامعين في الوراثة.

اللاعبون الإقليميون لم يغيبوا عن الطمع في ترشيح دُماهم لهذا المنصب فوقفت مصر وراء نبيل شعث داعمة ترشيحه، ووقفت الأردن داعمة القدوة، فيما وصلت أنباء عن ترشيح عريقات كمرشح محتمل عن فريق المقاطعة.

ولكن حظوظ هؤلاء في موازين القوى بقيت دون المستوى المطلوب للمنافسة بقوة على هذا المنصب، حيث أن الحظ الأوفر لمن يحظى بدعم " إسرائيلي" أمريكي، فذلك المرجح الأكبر في معركة التوريث المشتعلة، كونه من تقف خلفه أمريكا وربيبتها "إسارئيل" سيحظى بالمال وبالغطاء الدولي والإقليمي.

تنبه دحلان إلى أن الأمريكان يدفعون بسلام فياض بقوة ليشغل هذا المنصب، فسارع للتحرك، قبل أن يفوته نصيب من الكعكعة، خاصة أنه اعتقد أنه الأقوى في هذه المعركة، وسعى ليسوق نفسه كمرشح قوي قادر على إدارة الأمور، يحظى بدعم جهات نافذة في الكيان مهاجما عباس في مختلف الساحات وبالأخص الساحات التنظيمية، مظهرا عجزه وضعفه وطريقة إدارته السيئة للأمور والتي اوصلتهم للأزمة الحالية، ومحاولا في الوقت نفسه تعزيز جبهته في هذا الجانب ورفع رصيده في موازين القوى، الأمر الذي يفتقده فياض وهو العصبة الفتحاوية ..

فياض بدأ معركة الوراثة مبكرا فقد حدد مع الأمريكان مواطن ضعفه وهي الافتقار إلى العصبة والشرعية الثورية، وعدم وجود شعبية له.. فدعموه بالمال وساهموا في تأليف عصبة له من الأجهزة العميلة التي تدين له وحده بالطاعة وليس لفتح..وحاولوا إيجاد شرعية له عبر الحديث عن دولة كرتونية بعد سنتين يقوم هو بإنشاء مؤسساتها، وأما الشعبية فرغم ضآلة وزنها النسبي في موازين القوى إلا أنهم مع ذلك يحاولون رفع شعبيته بطرق مختلفة عبر تكرار ظهوره الإعلامي، وافتتاحه شخصيا لكل مشروع على الأرض في الضفة الغربية، ولايهم حجم المشرو ع أو من بدأه أو نفذه، المهم أن يظهر هو بمظهر رجل الإنجاز والمشاريع..

ولكن بقيت نقطة ضعف فياض الأساسية في عدم وجود عصبة أو عشيرة تناصره وتعاضده، فتكفل الأمريكان بإيجاد هذه العصبة عبر تكوين ما سماه دايتون الفلسطيني الجديد، المنبت عن أرضه ووطنه وشعبه، ولا يدين إلا بهوى الأمريكان، وفي الطريق إلى هذا السبيل تخلصوا من جميع منافسيهم وغير المريحين لهم داخل الأجهزة المعاد تركيبها أمريكيا، وسعوا لتركيز القوة في أيدي فريق صغير داخل هذه الأجهزة ..

وهكذا تخلصوا من الطيراوي، وهب الريح وعدد من المسؤولين الأمنيين السابقين في سبيل تركيز القوة بيد ماجد فرج العميل الصاعد بقوة إلى صدارة المؤسسة الأمنية الفلسطينية..

شكل ثنائي فرج - فياض عامل ترجيح قوي، في ميزان القوى، فأصبح فرج ركيزة فياض الأساسية في المؤسسة الأمنية، مما سمح له بتوجيه ضربة قوية لأقرب منافسيه وأقواهم وهو دحلان محيدا أهم عامل من عوامل القوى لدى دحلان وهو العصبة الفتحاوية ونفوذه في المؤسسة الأمنية..

هناك نقطة أخرى وهي أن سيطرة فرج على الأجهزة الأمنية ليست مطلقة بل هناك من ينافسه وإن لم يرتق لمستوى فرج في السيطرة، وأعني هنا الضميري الذي يعده الأمريكان كعامل توازن مع فرج في السيطرة على منظومتهم الأمنية.. وهكذا اكتملت أركان مثلث القوى بوجود الضميري حيث يشكل كل من الضميري وفرج قاعدته ورأسه سلام فياض ..

بعد الفراغ من دحلان وفريقه، واجتثاثهم من دوائر التأثير في القرار، ستخلو الساحة عمليا من المنافسين الفعليين في ظل الهجمة على الحركة الإسلامية في الضفة الغربية، وعزوفها عن دعم مرشح مستقل, بالإضافة إلى أن الدعم الأمريكي الإسرائيلي يبقى هو المرجح لأي مرشح على لمنصب رئيس المقاطعة...