ما بين الوهم والحقيقة

من Ikhwan Wiki | الموسوعة التاريخية الرسمية لجماعة الإخوان المسلمين
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث
ما بين الوهم والحقيقة

بقلم : الدكتور عبد العزيز الرنتيسي

لقد طالعتنا "معاريف" نقلا عن الأسبوعية اللندنية "فورين ريبورت" "أن رئيس هيئة أركان العدو الصهيوني "شاؤول موفاز" عرض على المجلس الوزاري المصغر في حكومة "شارون" خطة معدلة لاجتياح السلطة الفلسطينية تحت عنوان "تدمير السلطة الفلسطينية وتجريد القوات الفلسطينية من سلاحها"، تستند إلى مشاركة 30.000 جندي إسرائيلي، وتهدف إلى تدمير السلطة الفلسطينية وتجريد 40.000 من القوات الفلسطينية المسلحة من سلاحهم أو يُقتلوا أو يُعتقلوا".

وأضافت الأسبوعية "أن العملية التي ستستمر نحو شهر ستبدأ كرد فعل على عملية استشهادية يقع فيها عدد كبير من الإصابات، ذلك لأنه في مثل هذا التوقيت سيكون بالإمكان عرض العملية العسكرية كعملية انتقامية - الأمر الذي يساهم في تحفيز الجنود الإسرائيليين، ويمكن السفراء والأوساط الرسمية الأخرى الادعاء في مباحثات مع أوساط أجنبية بان العملية العسكرية كانت انتقاما عادلا".

والتقديرات هي "أن الخسائر في الجانب الصهيوني ستصل إلى عدة مئات وفي الجانب الفلسطيني سيصل عدد القتلى إلى آلاف".

في الوقت الذي لا يستغرب فيه المرء أن عقلية دموية كعقلية شارون يمكن أن تبدع خطة دموية كهذه، فهو صاحب التاريخ الإجرامي البشع المتمثل في اقتحام لبنان والمتوج بمذابح صبرا وشاتلا، وفي الوقت الذي ندرك فيه أن العدو الصهيوني لا يمكن أن يصبر على حرب استنزاف طويلة الأمد كتلك التي يدور رحاها الآن في الضفة والقطاع، نرى أن خطة كهذه تحمل في طياتها مخاطر جمة على الكيان الصهيوني ذاته إنما هي خطة وهمية غير قابلة للتنفيذ، فالشعب الفلسطيني بات اليوم صاحب تجربة طويلة وهامة في المواجهة المسلحة لهذا العدو، يعرف جيدا نقاط ضعفه ونقاط قوته، مما يؤهله في حال اقتحام صهيوني لمدنه وقراه من خوض مواجهة شرسة طويلة الأمد لا يمكن للصهاينة أن يتحملوا آثارها المدمرة عليهم، .

وإذا ما عدنا إلى التاريخ القريب نرى أن المقاومة الإسلامية الباسلة قد أجبرت الصهاينة على البحث عمن يخلصها من براثن المقاومة، فلجأت إلى التفاوض مع منظمة التحرير الفلسطينية كي تتمكن من الفرار من مدن الضفة والقطاع، فهل يعقل بعد ذلك أن تعود ثانية إلى المحرقة التي منها ولت هاربة، ثم إن تنفيذ خطة كهذه يمكن أن تفجر الشارع العربي والإسلامي مما سيؤدي إلى إعادة صياغة الخارطة السياسية في عالمنا العربي والإسلامي بدرجة تهدد وجود هذا الكيان الصهيوني الزائل، فلقد تحركت الشعوب بعنف بعد مقتل محمد الدرة، فما بالكم بخطة تستهدف قتل الآلاف من الأطفال والشباب والشيوخ والنساء، ولما كان تحرك شعوب المنطقة قد يهدد مصالح الغرب وعلى رأسه أمريكا تهديدا مباشرا فمن المسلم به أن العدو الصهيوني لا يمكنه الحصول على الضوء الأخضر للقيام بتنفيذ خطته المزعومة هذه،

ولا أعتقد أبدا أن في مقدوره أن يخوض هذه المغامرة الغير محسوبة دون مباركة الغرب لها، بل ليس من المستغرب أن يقف الغرب من العدو الصهيوني موقفا حازما إذا ما هددت مصالحه، ثم إن تنفيذ هذه الخطة سيضع حدا لآمال هذا العدو في الانفتاح على عواصم وأسواق عالمنا العربي وسيزيد من عزلته في المنطقة.

من كل ذلك نستطيع القول أن هذه الخطة المروج لها في الإعلام الصهيوني ليس لها وجود على أرض الواقع، فهي إذن خطة وهمية، هذا وقد نفى الوزير الصهيوني "ماتان فيلنائي" أمر وجود مثل هذه الخطة، وقال "ليس هناك أساس للنبأ".

ولكن الترويج لها يأتي في سياق الخطة الحقيقية التي بدأ العدو في تنفيذها فعلا مع قدوم الرجل الأول في المخابرات المركزية الأمريكية "جورج تينيت " إلى المنطقة، لقد صنعوا من هذه الخطة الوهمية سيفا مسلطا على رقاب الجميع، فهي الورقة الأشد ضغطا على السلطة الفلسطينية كي تعود إلى دائرة التعاون الأمني،

ومن ثم إلى اعتقال وملاحقة المجاهدين مما يحقق ما ذهب إليه شارون من جلب الأمن لشعبه دون أن يدفع ثمنا لذلك، وتهدف الخطة أيضا إلى تضييق الخناق على حركة المقاومة الإسلامية حماس حيث أن الخطة الحقيقية تروج إلى ربط الخطة الوهمية بعملية كبرى تقوم بها حماس، مما جعل حماس أمام خيارين اثنين، إما أن توقف عملياتها الكبرى مما يعطي العدو الصهيوني فرصة في اغتيال المجاهدين وهو في مأمن&

المصدر

للمزيد عن الدكتور عبد العزيز الرنتيسي

ملفات متعلقة

مقالات متعلقة بالرنتيسي

مقالات بقلم الرنتيسي

تابع مقالات بقلم الرنتيسي

.

حوارات مع الرنتيسي

حوارات مع عائلة الرنتيسي

بيانات حول إغتيال الرنتيسي

أخبار متعلقة

تابع أخبار متعلقة

.

وصلات فيديو

.