مجلة ألمانية: مقاطعة الإخوان لـ"المحليات" فضحت النظام

من Ikhwan Wiki | الموسوعة التاريخية الرسمية لجماعة الإخوان المسلمين
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث
مجلة ألمانية: مقاطعة الإخوان لـ"المحليات" فضحت النظام
صناديق الاقتراع خاوية!!

بقلم: محمد هاني

- النظام يسعى إلى قمع الإخوان بسبب التزامهم بقضايا الفقراء

- مبارك يسعى إلى عرقلة الإخوان في أية عملية سياسية

نشرت مجلة "فوكس" الألمانية تقريرًا موسَّعًا عن حالة الانتخابات المحلية في مصر وما شهدته من أعمال عنفٍ شديدٍ، لكنها ركَّزت في تقريرها على قرار الإخوان بالانسحاب ومقاطعة الانتخابات، وأكَّدت أنَّ قرارَ الإخوان كان صائبًا في فضح النظام المصري وتعريته بسبب الأسلوب الذي تعامل به مع المعارضة.

أشارت المجلة إلى الحالة التي كانت عليها البلاد منذ التحضير للانتخابات واستباقها بحملة اعتقالاتٍ ضد جماعة الإخوان المسلمين، وقالت في تقريرها: إنَّ حركةَ الإخوان المسلمين في مصر تحظى بشعبيةٍ كبيرةٍ؛ ليس فقط بسبب تاريخها النضالي، ولكن أيضًا لنشاطها الاجتماعي والتزامها بقضايا الفقراء؛ الأمر الذي يُخيف النظام المصري الذي يحاول تحجيم الحركة سياسيًّا وقمعها بكل الوسائل.

وعي الإخوان السياسي

وأوضحت أن الإخوان كان لديهم من الوعي السياسي ما يؤكِّد لهم أن انتخابات المحليات لن تمر مرور الكرام، وأن ذلك ظهر من خلال تصريحات نائب المرشد العام للإخوان المسلمين محمد حبيب قُبيل الانتخابات بأنَّ الحكومةَ المصريةَ تهدف بحملةِ اعتقالاتها إلى منع تحقيق الحركة نتائجَ إيجابيةً في الانتخابات البلدية المقبلة؛ فقد أقدمت قوات الأمن المصرية على إلقاءِ القبض على عشراتٍ من أعضاء الإخوان المسلمين، كما تدخَّلت الشرطة المصرية بعنفٍ ضد الآلافٍ من أنصار الحركة، وقامت بتحديد مساحة حريتهم ومنعهم من المشاركة في الترويج لبرامجهم السياسية.

الأمن لم يجد صعوبة في تقفيل اللجان

ورأت حركة الإخوان المسلمين أن سياسة الدولة المصرية كان هدفها عرقلة فوزها في الانتخابات البلدية المقبلة، وهو ما أكَّدته المنظَّمات الحقوقية.

وأشارت المجلة إلى مدى أهمية الانتخابات المحلية بالنسبة للإخوان؛ لأنَّ فوزَ الإخوان المسلمين بمائة وأربعين مقعدًا من شأنه أن يسمح للحركة بتقديم مرشَّحٍ للانتخابات الرئاسية المقبلة.

وأكَّدت أنَّ الانتقادات الموجَّهة للنظام المصري لا تنطلق من داخل الحركة الإسلامية فحسب، بل أيضًا من جانب العديد من المنظَّمات الدولية التي تنتقد ممارسات الأمن المصري أيضًا، وقد احتجَّت منظَّمة العفو الدولية على إقدامِ السلطات المصرية على اعتقال ما يزيد عن ثمانمائة من حركةِ الإخوان المسلمين قُبيل الانتخابات، مؤكدةً أن الرئيس المصري حسني مبارك لا يريد أن يمنح الشعب حق تقرير مصيره السياسي.

رفض الإصغاء للشعب

وقالت: ليس تلك المرة الأولى التي يرفض فيها الرئيس المصري مبارك الإصغاء لنبض الشارع المصري، ورأيه الذي يفرض قانون الطوارئ منذ سنة 1981م بدعمٍ من الولايات المتحدة لسياسته وبدعمٍ من الدول الغربية عمومًا، لكنَّ المنظمات الحقوقية ترى أنَّ مبارك أبعدُ ما يمكن عن الديمقراطية، فلمَّا تبيَّن له في انتخابات عام 2005م إمكانية تحقيق الإخوان المسلمين نصرًا كبيرًا أَمَرَ قوات الأمن بعرقلةِ توجُّه أنصار الحركة إلى مكاتب الاقتراع؛ ما خلَّف مقتل اثني عشر شخصًا.

وأكَّدت المجلة أنَّ عملياتِ الترهيب تلك لم تنجح في الحدِّ من شعبيةِ حركة الإخوان، والتي رغم أنها محظورة في مصر إلا أنها تمثِّل خُمس البرلمانيين المصريين، ويقدِّم هؤلاء البرلمانيون أنفسهم كمستقلين، لكن الحكومةَ تتهم الحركة برغبتها في الانقلاب على الديمقراطية!!

إقبال ضعيف من الناخبين على انتخابات المحليات

وأوضحت أنَّ حركةَ الإخوان المسلمين التي تأسست سنة 1928م تعترف بأنها تهدف إلى بناء نظامٍ مجتمعي يحكمه الإسلام، لكنها ترفض من جهةٍ أخرى الإرهاب، مؤكدةً أن رؤيتها للإسلام لا تتعارض مع الديمقراطية، وتُعتبر الحركةُ ثانيَ أكبر قوة سياسية في البلاد، وتتمتع بسمعةٍ إيجابية، كحركةٍ كبرى ترفض الظلم الاجتماعي والفساد والتغريب، وأيضًا كمنظمةٍ نشطة اجتماعيًّا، خصوصًا في الأحياء الفقيرة، التي ما زال الخبز فيها عملةً نادرة.

ونقلت المجلة عن الخبير في شئون الجماعات الإسلامية ضياء رشوان قوله: إن النظامَ الحاكمَ في مصر لا يحترم القضاء، خاصةً في الأحكام الصادرة لصالح الإخوان والمعارضة، وهو أمر غير مُستغرَب عليه، كما أنَّ قرارَ الجماعة في مقاطعة الانتخابات كان صائبًا مثل قرارهم في البداية في المشاركة؛ لأنَّ الهدفَ الرئيسي من المشاركة أو المقاطعة تحقق؛ وهو فضح النظام الحاكم، وفي كل الأحوال هو يصبُّ في مصلحة الإخوان.