محمد صالح عمر

من Ikhwan Wiki | الموسوعة التاريخية الرسمية لجماعة الإخوان المسلمين
مراجعة ٠٠:٣٧، ٢١ يناير ٢٠١١ بواسطة Rod (نقاش | مساهمات)
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث
الداعية الشهيد .. محمد صالح عمر

بقلم: الأستاذ عبد الحليم الكناني


حياته وتعليمه

الداعية الشهيد .. محمد صالح عمر


  • ولد في الخرطوم بالسودان عام 1930م = 1350هـ.
  • والده الشيخ عمر محمد الأمين و والدته الحاجة فرحين سيد أحمد حاج.
  • تلقى تعليمه الاولي بجزيرة بدين ومن ثم انتقل الي مدرسة القولد الوسطي.
  • تلقى تعليمه الثانوي بمدرسة وادي سيدنا الثانوية بأمدرمان.
  • تخرج في كلية الحقوق (القانون) قسم الشريعة بجامعة الخرطوم في الأول من أبريل 1959م حيث تم استيعابه معيداً بكلية الحقوق .
  • تم ابتعاثه ل جامعة لندن School of Oriental & African Studies حيث حصل علي درجة الماجستير في القانون في 24 أكتوبر 1961م ، وعمل استاذاً للشريعة بجامعة الخرطوم .


حياته السياسية

  • محمد صالح عمر من قادة الحركة الإسلامية فى السودان ، ومن الرواد الكبار لثورة يوليو 1964 ، وكان وزيراً فى حكومة الثورة ، واستشهد فى أحداث مدينة أبا بالسودان سنة 1970 إبان الحكم الديكتاتوري هناك .
  • نشأ محمد صالح عمر فى أحضان الدعوة الإسلامية وتربى على منهج الإسلام منذ صغره ، وبرز كداعية مثقف واع يفند بقوة مزاعم العلمانيين والشيوعيين ، ويتصدى لها تنظيراً وممارسة ، وأصبح أحد أبرز قيادات الحركة الإسلامية ، حيث أظهر حنكة وجدارة فى تسييرالأمور، معالجة القضايا وحل المعضلات .
  • تم اختياره في وزارة سر الختم الخليفة وزيراً للثروة الحيوانية في حكومة ثورة أكتوبر 1964م التي خلفت حكومة الفريق إبراهيم عبود حيث كان ممثلاً لجبهة الميثاق الوطني.
  • استقال لاحقاً من وظيفته كمحاضر بجامعة الخرطوم والتحق بالمقاومة الفلسطينية الجناح العسكري لحركة فتح. رجع إلي السودان في عام 1969 بعد وصول الشيوعيين إلي السلطة في السودان تحت ظل ثورة 25 مايو 1969م. انضم الي الجبهة الوطنية وانضم لمعسكر أنصار الإمام المهدي في الجزيرة أبا بالنيل الأبيض تحت إمرة الإمام الهادي المهدي. توفي مقتولاً في مارس 1970م أثناء المعركة بين الأنصار وجيش الحكومة بمدينة ربك علي النيل الأبيض.
  • زار بيروت فى اوائل الستينات للبحث فى سبل التصدي للهجمة الشرسة على الإسلام والمسلمين وعلى الحركة الإسلامية واستهداف قادتها .
  • أثمرت جهودة مع إخوانه فى الإطاحة بالنظام الديكتاتوري فى السودان وتشكلت حكومة إئتلافية كان أحد وزرائها ، لكنها لم تدم طويلاً ، حيث وقع إنقلاب عسكري مدعوم من الاستعمار ، أطاح بالحكومة وبدأ مخططه فى الحرب على الإسلام ودعاته .


آراؤه ومنطلقاته الفكرية والجهادية

  • زخرت الحركة الاسلامية في فترة من فترات تطورها الطبيعي بشخصيات قيادة يندر أن يأتي بها الزمان زهداً وأدباً وعلماً..ومن بين هؤلاء الشهيد محمد صالج عمر فهو يمثل أحد الرموز الحقيقية للحركيين الاسلاميين الأصل الذين لم ينجروا وراء السلطة ومكاسبها.
  • له عائلة عاملة في الحركة الاسلامية أبرزهم ابنه معاذ الذي حمل كل صفات والده الشهيد في العمل والمثابرة والاخلاص في العمل الاسلامي والدعوي، وبنات الشهيد فهن ووالدتهن أنموذجاً أيضاً في كل ملامح الشهيد محمد صالح عمر ورع وتقوى وخلق وتمسك بالمبادئ.
  • كان الشهيد محمد صالح عمر من أروع الناس وأزهدهم في كل منصب علي الرغم من قبوله المنصب الوزاري في حكومة أكتوبر بعد عزم وتصميم الحركة علي أن يمثلها محمد صالح ،
  • كان محمد صالح عمر أستاذا للشريعة بكلية القانون عابدا زاهداً جلداً صبوراً مقيماً علي ما استبان له من وجوه الحق وعلي الرغم من خلافه مع الدكتور الترابي في مسالة منهج الحركة هل الأولوية للحركة السياسية أم للتكوين التربوي فقد ظل كريماً في فعله عفيفاً في قوله
  • عندما اعتقلت قيادة الحركة عقب اندلاع مايو أرسل مؤكداً ولاءه لقيادة الحركة المعتقلة علي الرغم من وجوده في الأردن وهو يخوض الجهاد لتحرير فلسطين، كتب (أبو معاذ) وهو اسمه الحركي في الجهاد طالباً التعليمات وعندما وردت التعليمات
  • لم يتوان لحظة واحدة في قيادة حركة جهادية انتهت باستشهاده مع الإمام الهادي في الجزيرة أبا 1970م ولم يذكر أحد من الناس محمد صالح عمر إلا بالخير
  • كان وقوف محمد صالح عمر علي رأس المنادين بمنهج التكوين التربوي في مقابلة التعجيل بالعمل السياسي سببا في انقسام الرأي داخل الحركة بين هذا التيار والتيار الآخر.
  • وكانت هذه الفترة هي بداية مفارقة الإسلاميين للنهج الإسلامي الحقيقي ذلك لأن الدراسات والممارسة أثبت صحة ما جاء به الشهيد محمد صالح عمر أن الشخص عندما يكون بعيداً عن الروحانيات وبعيدا عن مراقبة الله تعالى لنفسه لا يمكن ألبتة الاعتماد عليه في المهام الكبيرة والواجبات التي تتمثل أهمية كبرى في حياة الناس، ومن هنا جاءت إخفاقات (الحركة الاسلامية)
  • وكان الشهيد محمد صالح عمر أكثر المحذرين من أن اليسار يدبر أمرا لتعويق التحرك المتسارع نحو الإسلام ولذلك فقد دعا ثلة من الإخوان للانطلاق للجهاد معه في فلسطين لإعداد نواة للحركة الجهادية في السودان والتي كان يتوقع أن يأتي أوانها إذا ما أنقض اليسار علي الديمقراطية بمساندة عبد الناصر (وقد حدث ذلك بأسرع من التوقعات جميعاً) ..
  • كان محمد صالح عمر ثورياً إسلاميا أثرت ثقافته الشرعية العميقة علي رؤاه الفكرية فكانت فكرة الجهاد الإسلامي هي الفكرة المسيطرة علي سائر التوجهات لديه ولكنه كان يؤمن بدور عربي خاص في مشروع البعث الإسلامي وكان يري أن الجهاد الإسلامي سوف ينبثق من قضية فلسطين وكان رأيه في هذا مطابقاً لرأي الإمام حسن البنا رحمه الله والذي كان يري أن الجهاد في فلسطين هو مفتاح البعث الإسلامي ، في كل مكان بيد أن محمد صالح عمر كان من دعاة التكوين التربوي الذي يركز علي بناء صف مخصوص ولم يكن من دعاة الحركة السياسية الواسعة التي لا ترتكز علي البناء التربوي المعمق للكوادر
  • كان محمد صالح عمر داعية دمث الخلق ، لين الجانب مع إخوانه ، صلب متمرس فى ميادين القتال ، سياسي محنك لا يغتر بالأعيب السياسة ولا وعود أربابها ، يتجاوز النزعة الإقليمية فى فهمة ، يؤمن بعالمية الإسلام ، ويسعى لإقرارها .
  • عاش صالح عمر محباً للشهادة ، حريصاً على نيلها ، فرت منه أمام اليهود فلحق بها فى بلاده .
  • قال عنه د/عبد الله عزام رحمه الله : وهذا المجاهد محمد صالح عمر الوزير السوداني يدوس الدنيا بقدمه ليعيش فى الخيام مجاهداً فوق أرض فلسطين ، ويواصل جهاده حتى يلقى ربه شهيداً فى جزيرة أبا .
  • ورثاه الداعية فتحي يكن بقوله: " عرفتك أيها الشهيد الجديد فعرفت فيك الإخلاص والصدق والجرأه فى الحق والنظر الثاقب ، والفكر النير والرأي السديد ، إن خسارتنا بك كبيرة وإن تك خسارة السودان أكبر......واليوم نفتقدك في الليلة الظلماء ، نقتقدك ونحن فى أحوج مانكون إليك ،نفتقدك وأنت فى أوج عطائك ونضجك ، لكنك أيها الراحل الكبير ستكون كما كان الذين سبقوك شحنة إيمان وقبساً من نور فى طريق الزحف الإسلامي الكبير.

رحم الله محمد صالح عمر وجمعنا وإياه فى الجنة مع النبيين والصديقيين والشهداء وحسن أولئك رفيقاً .