محمد فتح الله درويش

من Ikhwan Wiki | الموسوعة التاريخية الرسمية لجماعة الإخوان المسلمين
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث
محمد-فتح-الله-درويش.jpg
محمد فتح الله درويش عضو مكتب الإرشاد العام وأحد الرعيل الأول


مقدمة

منذ نشأت جماعة الإخوان المسلمين وقد برز فيها أعداد كثيرة من الناس لكن بعضهم سرعان ما يختفي وتختفي أخباره رغم بلوغهم منزلة القيادة وعضوية مكتب الإرشاد يوما ما، دون معرفة الأسباب ودون أن نلقي باللوم على من عاصروهم الذين لم يدركوا أو يفطنوا لتدوين تاريخ هؤلاء أو هم أنفسهم لم يسجلوا عن أنفسهم شيئا.

محمد فتح الله درويش

محمد فتح الله درويش واحد من هؤلاء الذين برز اسمهم داخل مراكز القيادة مذ أن انتقلت الدعوة من الإسماعيلية إلى القاهرة عام 1932م، وبدأت الدعوة يتسع نطاقها، وتشكلت أول هيئة لمكتب الإرشاد ومجلس الشورى العام حيث كان محمد فتح الله درويش ضمن أول تشكيل لهيئة مكتب الإرشاد عام 1933م.

كان له وضعه داخل الجماعة ومكتب إرشادها إلا أننا وجدنا أنه اعتذر عن حضور اجتماع مجلس الشورى العام الثاني للإخوان والذي عقد في بورسعيد في 2، 3 من شوال 1352هـ الموافقين 19، 20 من يناير 1934م. لكن وجدناه ضمن الحاضرين في اجتماع المجلس الثالث الذي عقد في القاهرة يوم السبت 11 من ذي الحجة 1353هـ الموافق 16 من مارس 1935م.

وحينما أعيد تشكيل مكتب الإرشاد بعد اجتماع المجلس تم اختيار الأستاذ درويش حيث اسندت إليه مهمة مراقبة المالية الخاصة بالمكتب والجماعة. وحينما نشرت الجماعة عام 1939م أسماء أهل الشورى للجماعة في تلك الفترة وجدنا اسم الأستاذ فتح الله درويش ضمن هذه الأسماء.

وحينما زار الأستاذ حسن البنا السيد عباس القطان محافظ المدينة المنورة بمناسبة نجاح العملية التي أجراها صحب معه بعض قيادات الجماعة وكان على رأسهم الشيخ مصطفي الطير وكيل مكتب الإرشاد والأستاذان - فتح الله درويش أفندي وأسعد أفندي راجح.

وأثناء انعقاد مجلس الشورى العام الثالث عرض الأستاذ درويش النظام الاقتصادي لجماعة الإخوان المسلمين فقال:

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

إخواني: طبيعي أنه ما دفعنا للاجتماع في هذا الحفل المبارك إلا عامل واحد يشغل نفوسنا جميعًا هو العمل لنصرة الإسلام، وطبيعي أيضًا أننا ما اتحدنا إلا لتحقيق غاية واحدة هي تسويده على كل ما عداه من المعتقدات باعتباره دينًا وباعتباره تشريعًا ولإعلاء كلمته في الأرض وتحقيق غاياته السامية في كل نواحي الحياة.

إخواني: لا محيص لكل هيئة – كهيئتنا – تنشد غاية واحدة وتعمل لفكرة واحدة عن نظم وافية ثابتة تسير وفقها في أمورها المختلفة من إدارية ومالية وغير ذلك حتى يتأتى لها الوصول إلى ما تنشد بأخصر طريق تضمن به عدم الانحراف عن الغاية.

وإذا اختصصت بالتحدث إليكم في الناحية المالية في هذا الانعقاد المبارك فإني أسألكم في إلحاف أن تعيروني آذانكم المصغية وقلوبكم الواعية لما لهذا الموضوع من الأهمية والخطر في نجاح الدعوة وتقريب أمد الوصول إلى الغاية المبتغاة.

المال والدعوات: إخواني قامت الدعوات منذ خلق الله الكون على النصرة والجهاد بالمال والجاه، وإني أسوق إلى حضراتكم أمثلة تاريخية لا شك في صحتها؛ فالسيدة خديجة رضي الله عنها ناصرت النبي صلى الله عليه وسلم في بدء دعوته بمالها وجاهها كما أنه ليس بغائب عنا نزول أبي بكر الصديق

وسيدنا عمر رضي الله عنهما، الأول عن كل ماله والثاني عن نصف ماله وذلك لتجهيز جيش المسلمين في إحدى الغزوات، كما أثر عن سيدنا عثمان رضوان الله عليه تجهيزه لجيش العسرة ولو أردت أن أسوق إليكم أمثلة لمفاداة السلف الصالح للدعوة بكل غال وثمين لما وسعني الوقت ولما استطعت من الوجهة العلمية أن أوفي الموضوع حقه.

وهؤلاء يا سادة هم سلفنا الصالح الذين علينا أن نحذو حذوهم ونترسم خطاهم في كل شئوننا وبوجه خاص في كل ما سبقونا إليه من سبل نصر الدعوة والعمل لإعزاز الإسلام. تقدمت لحضراتكم بهذه الكلمة لأبرهن لكم أن المال عرض لابد من بذله في سبيل، ولا محيص عن ذلك لمن يعتنق دعوتنا، ويوطن نفسه على إرضاء الله والرسول صلوات الله عليه. انتقل بحضراتكم الآن لنقطة هامة وهي مركز مكتب الإرشاد بالنسبة للدعوة.

تعلمون أنه لابد لفوز دعوة ما، من جماعة مؤمنة تبايع الله على اتجاهها، وقيادة موحدة تسير أمامها تنير لها السبيل في كل ما يستدعي الإنارة والإرشاد، وتمثيلها في جميع المناسبات وتعمل باسمها كل ما تستلزمه شئون الدعوة.

وكل هذه المهام قد أداها مكتب الإرشاد برئاسة فضيلة الأستاذ المرشد العام على أتم وجه والحمد لله فالمكتب هو الذي قام:

أولاً: بإصدار الجريدة واضطلع بكل شئونها من حيث التحرير والطبع والإنفاق للآن.

ثانيًا: هو الذي قام بتنفيذ مشروع المطبعة ولاحظ إدارتها لغاية الساعة.

ثالثًا: هو الذي يتصل بالفروع ويرشدها ويؤدي المصالح الكثيرة لها وللعدد الكبير من أعضائها في شتى الظروف والمناسبات.

رابعًا: المكتب هو الذي يقوم بالرحلات الإرشادية إلى كل الفروع على نفقته ونفقة أعضائه الخاصة.

كما أنه يؤدي خدمات كثيرة غير ما ذكرت تجعله حريًا بثقتكم فينا بالاطلاع بعبء دعوتكم. إذا كان حديثي هذا إليكم قد صادف ارتياحًا في نفوسكم – ويقيني أن الأمر كذلك - إذن فلا مناص لكم من أداء واجبكم نحو هيئة القيادة "مكتب الإرشاد" وذلك بإمداده – فوق ثقتكم – بنصركم المالي "وهو عصب الحياة في العصر الحاضر" حتى يستطيع القيام بواجبه على صورة ترضي الله تعالى.. وترضي رسوله صلى الله عليه وسلم "قائدنا الأعظم".

كما كتب بحثًا قيمًا بعنوان: "رسالة الأزهر في القرن العشرين" عرض فيه دور الأزهر ورسالته على النحو التالي:

1. الأزهر في نظر المسلمين الآن.

2. رسالة الأزهر من جانبها العلمي والعام:

أ. العالم الأزهري صفاته وواجباته.

ب. موقف الازهر إزاء ما أحدثته المدنية الحديثة من تطور في المعاملات المالية والاقتصادية وغيرها.

ج. موقف الأزهر إزاء البحوث العلمية الإسلامية بأوروبا.

د. موقف الأزهر إزاء تفكك المسلمين اجتماعيًا.

3. رسالة الأزهر في مصر:

أ. موقفه إزاء الجهل العام بالدين.

ب. الأزهر والتوجيه الديني للمتعلمين.

ج. موقفه إزاء المرأة المصرية.

د. المظاهر التي لا تليق ببيئة فيها الأزهر.

ه. الإحسان المنظم وما يتعين على الأزهر إزاءه.

و. موقف الأزهر إزاء الرأي العام وواجب توجيهه.

4. رسالة الأزهر في الشرق الإسلامي:

أ. الشرق العربي.

ب. الشرق الإسلامي.

ج. رسالة الأزهر في الشرق غير الإسلامي.

5. رسالة الأزهر في العالم الغربي.

  • الموارد المالية لتحقيق رسالة الأزهر.

أخيرا

كمثل غيره من قيادات الإخوان التي لم نعرف عن بقية تاريخهم شيء فلم نعثر على أي معلومة بعد عام 1940م ولا نعلم ماذا جرى، وهل استمر في الجماعة أم تركها، ومتى رحل عن دنيانا.