محمود نفيس حمدي

من Ikhwan Wiki | الموسوعة التاريخية الرسمية لجماعة الإخوان المسلمين
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث
محمود نفيس حمدي


أسماء محمود عبدالمعطي خليل زوجة محمود نفيس حمدي


إخوان ويكي

تقديم

يحمل التاريخ بين طياته عناصر مجهولة لا يسمع عنها إلا القليل ولم يذكرهم إلا من عايشهم وكانت له مواقف معهم لكن مع مرور الزمن يتناساهم الجميع إلا ما تسطره بعض الحروف تعريفا بهذا النوعيات الفريدة من البشر... وكان محمود نفيس من هؤلاء الذين تركوا بصمات لكنها غير معروفه.

ولد محمود نفيس حمدي عام 1930م والتحق بقسم اللغة العربية بكلية الآداب جامعة الملك فؤاد (جامعة القاهرة).

تعرف على الإخوان المسلمين وتم اختياره عضوا بالنظام الخاص وارتبط اسمه بالنادي الإنجليزي بالقاهرة عام 1947م، فيقول أحمد عادل كمال: وكانت التعليمات تقضى بأن من يجد صعوبة فى تنفيذ عمليته أن يعود دون أن يغامر بنفسه. ويبدو أن العملية كانت صعبة بالفعل فى ظروف اليقظة التامة والتأهب. ومع ذلك فقد نفذ كثير من الإخوان عملياتهم بنجاح فكانت شبه مذبحة للجنود الإنجليز السكارى. وكانت القوات تروح وتجىء تتفرس وجوه الناس فاشتبه ماهر رشدى حكمدار بوليس العاصمة وكان فى لورى بوليس، اشتبه فى شابين يسيران متجاورين فى شارع عبد الخالق ثروت وأوقف سيارته ونزل جنوده بسرعة فأحاطوا بهما واقتادوهما معهم فى السيارة. كانا محمود نفيس حمدى وصديقى حسين عبد السميع وكانت قنابله ما زالت فى جيبه... وصارت قضية .

وصدر الأمر بنقل أحمد بك الخازندار من الإسكندرية ليشغل وظيفة رئيس محكمة استئناف القاهرة وقدمت إليه القضيتان القضية المتهم فيها حسين ونفيس والقضية المتهم فيها عبد العال. ولقد شهدت جلسات القضية الأولى. اعتمد الدفاع أساسا على نفى إتيان المتهمين لأى اعتداء على جنود الحلفاء، ثم على طريقة المحامين ذهب الدفاع إلى أنه إذا افترضنا جدلا أن لهما شأنا فى ضرب الجنود الإنجليز السكارى بالقنابل ، فأى دافع يكون وراء ذلك؟ لا شك أنه دافع وطنى يهدف إلى تحرير أرضنا من دنس الاحتلال و... وإذا بالخازندار بك ينتفض فوق منصته ويدقها بقبضته ويصيح فى الأستاذ المحامى الذى كان يترافع بذلك فقال له "كلام فارغ إيه ده يا أستاذ اللى بتقوله؟ دول حلفاء موجودين هنا للدفاع عنا بموجب معاهدة الشرف والاستقلال... في معمعان ثورة الشعب على طغيان العسكريين الإنجليز وتعديهم على أفراد الشعب- بإلقاء قنبلة يدوية على نادي الضباط الإنجليز بالقاهرة في ليلة عيد الميلاد من عام 1947م، ولم يصب أحدٌ مِن هذه القنبلة، ولم يقبض عليهما في مكان الحادث، بل ضبطا في أثناء سيرهما، وعند تفتيشهما وُجد في جيب الأول قنبلة لما سُئل عنها قال إنه وجدها في الطريق.

ولما عُرضت هذه القنبلة على ضابط استكشاف القنابل قدَّم تقريرًا بأنها ليست مِن النوع الذي ألقي في تلك الليلة... وقد قدم هذان الشابان إلى محكمة الجنايات برياسة المستشار أحمد الخازندار بك؛ فأصدرت حكمها في 18 يناير 1948م بحبس حسين عبد السميع ثلاث سنوات مع الشغل وغرامة مائة جنيه وعلى عبد المنعم عبد العال بالسجن خمس سنوات، وبراءة محمود نفيس حمدي، واستأنف الإخوان الأحكام، فرفض نقض حسين وقبل نقض عبد المنعم وحصل على البراءة.

شارك محمود نفيس في حرب فلسطين وأبلى بلاء حسنا لكنه نال جزاء سنمار حيث اعتقل مع بقية من تم اعتقاله في محنة 1948م وأثناء تداول قضية السيارة الجيب نودي محمود نفيس حمدي، وهو طالب بكلية الآداب، وكان معتقلاً في هايكستب، مع الشيخ سيد سابق، أحد المتهمين في القضية. وبعد أن حلف اليمين، سأله الأستاذ مختار عبدالعليم المحامي عن الشيخ سيد سابق عن الخطب الدينية التي كان الشيخ سابق يلقيها في المعتقل عقب صلاة الجمعة وموضوعها.

فأجاب بأنه خطب ثلاث مرات وكان موضوع الخطب الأول الرضاء بقضاء الله. وتناول في الثان حادث مقتل المرحوم الشيخ حسن البنا، فاستنكر قتله، وقال إن الإسلام يبرأ من الجريمة، وإنها تأتي في المرتبة الثانية بعد الشرك بالله، وتناول في الخطاب الثالث تفسير سورة "ق".

ثم أجاب الشاهد على سؤال الدفاع بأن الشيخ سيد سابق كان دائمًا يستنكر في أحاديثه العادية مع المعتقلين الجريمة مهما يكن الباعث عليها.

الاستعداد لخوض معركة القنال مع الإنجليز عام 1951

وكان الإخوان بجامعات القاهرة وعين شمس والأزهر قد أنشئوا معسكرات لتدريب الشبان بموافقة الحكومة الوفدية , وانضم إليها عدد من طلاب الجامعات ممن اقتنعوا بفكرة الجهاد في سبيل الله .

وعمل الإخوان على مد هذه المعسكرات بعدد من رجال الجيش ومن رجال النظام الخاص , وكان حسن دوح مسئولا عن معسكر جامعة القاهرة ومحمد مهدي عاكف والدكتور عز الدين وعلى رياض والشهيد عمر شاهين والمهندس حسن الشافعي ونفيس حمدي ومحمود الشاوي نساعد في تنظيم المعسكر وتدريب أفراده ... وكان الضباط سعد الدين خليل من ضباط الجيش يشرف على التدريب.

قبل المحنة

يقول زهير الشاويش

وفي أثناء حُكم الشِّيشَكلي تعرَّض بعضُ العلماء والدُّعاة لمُضايقات كبيرة ومُلاحقات واعتقالات، فقرَّرَت قيادةُ الجماعة أن تحُلَّ التنظيم، وقامت بتأليف قيادة جديدة سرِّية، واقتضت المرحلةُ ألا يكونَ لي ولا للأستاذ عصام العطار والأستاذ كامل حتاحت أيُّ عمل قيادي؛ لأننا معروفون مشهورون، ومن السَّهل تتبُّعنا ومُراقبة أعمالنا.

فقرَّرنا السفرَ إلى مصر، ولم نُمنَح جوازات سفر إلا بعد تدخُّل أستاذنا الشيخ علي الطنطاوي الذي طلب إلى نقيب الأشراف الشيخ سعيد الحَمزاوي المساعدة. وتدخَّل من أجلي أستاذي الشيخُ محمد كامل القصَّاب، ويومها لبستُ العِمامَة وتصوَّرتُ فيها، لتثبيت أنني طالبُ علم، وأنني مُخالفٌ لقرار الشيشكلي.

وقبل سفرنا اجتمعَ بنا الأستاذُ عبدالرحمن الباني، وكان على صلةٍ وثيقةٍ بالإخوان في مصر، ومعرفة بأحوالهم وأوضاعهم، فبصَّرَنا بأمور كثيرة كنَّا غافلين عنها، وقدَّم لنا نصائحَ مفيدة، ولما وصلتُ مع الأستاذ عصام العطار وجدنا أن كلَّ ما قاله لنا كان حقًّا وصوابًا. وتعاونَّا مع الذين أوصانا بالعمل معهم، ومنهم الأساتذةُ والمشايخ الأفاضل: عبدالعزيز كامل، وعز الدين إبراهيم، ومحمود نفيس حمدي، وجمال عطية، وعبدالحليم أبو شقة، وكمال أبو المجد، والمجاهد محمود عبده وهو قائدُ المجموعة التي قاتلت في فلسطين، والمرشد العام حسن الهضيبي، وسيد قطب، وعبدالبديع صقر، ومحمود محمد شاكر (لم يكن في الجماعة)، وغيرهم. وبحقٍّ كانت كلماتُ الأستاذ الباني ووصاياه لنا جدَّ مفيدة

محنة عبد الناصر

عمل الإخوان على نجاح ثورة 52م على امل أن تتحول البلاد لحكم نيابي بعد القضاء على الفساد لكن العسكر قلبوا على الإخوان وطالتهم عصا الحل والاعتقال فكان حل الجماعة في 195413/1/، وذلك حين اصطدم طلاب الإخوان بجامعة القاهرة مع أنصار الحكومة، وكان في هذا الاجتماع الزعيم نواب صفوي زعيم حركة فدائيان إسلام في إيران،يقول الدكتور القرضاوي: وكنت حاضرا في هذا التجمع الكبير، ممثلا لجامعة الأزهر، وقد أحرقت سيارة جيب لهيئة التحرير (حزب الحكومة)، واشتعل الموقف، واجتمع مجلس الثورة في المساء، وقرر (حل الإخوان) واعتقالهم، أو اعتقال قياداتهم والمؤثرين فيهم، فزج بعضهم في السجن الحربي، وبعضهم في معتقل العامرية، بجوار الإسكندرية. وكنت ممن اقتيد إلى هذا المعتقل أولا، ثم نقلت مع مجموعة من الإخوة إلى السجن الحربي، ولا ندري: لماذا نقلنا؟

( كنا ستة نودي علينا، ثم أخذنا، وكان البعض يظنونه إفراجا عنا، فإذا هو نقل إلى السجن الحربي. أما الستة فهم: محمود عبده، عز الدين إبراهيم، محمود حطيبة، محمود نفيس حمدي، أحمد العسال، يوسف القرضاوي).

تعرض الإخوان للتعذيب الشديد ولمحنة كبيرة بعد حادثة المنشية حيث تم اعتقالهم الآلاف والزج بهم في السجون كان منهم محمود نفيس، وحدث التعذيب الرهيب وقُتل بعض الإخوان فى السجن الحربى وحدثت مذبحه طرة وغيرها من السجون فى عهد عبد الناصر ... مما ولد فى نفوس بعض الشباب شيئاً من اليأس من هؤلاء الحكام أو إصلاحهم بالحكمة والموعظة الحسنة , وتولد عندهم بالتالى فكر تكفير الحاكم .. وظهر مبدأ الحاكمية لله .. وغيرها من الأفكار التى تحض على العنف وعلى تغيير الحكم والحاكم بالقوة.

بعدما خرج من السجن سافر للخارج وعمل بمدارس منارة الرياض ثم جامعة الملك سعود.

قالوا عنه

يقول محمد بن لطفي الصباغ : عرفتُه في الرياض مديرا لمدرسة منارة الرياض، ثم عرفته مسؤولا عن التوجيه في عمادة شؤون الطلاب في جامعة الملك سعود، فعرفتُ فيه الرجل المؤمن الصادق الإيمان، وعرفتُه شجاعا مقداما لا يخشى في الله لومة لائم.

كان يأتي إلى عمله قبل الدوام بساعة، ويبقى في عمله بعد الدوام، كان يعمل الكثير ولا يَظهر، وكان يحبه الأساتذة الذين تحت إمرته، لأنه كان لا يكلفهم بأمر إلا ويعمل معهم ويدافع عنهم دفاعه عن أولاده، وقد كان في وجوده في عمادة شؤون الطلاب أثر كبير في الدعوة إلى الله، فقد كان ينظم المحاضرات، ويقيم الرحلات، ويجعلها هادفةً مذكِّرةً داعيةً إلى الله، عمل في عمادة شؤون الطلاب مع الدكاترة: الدكتور محمود سفر، والدكتور رضا كابُلي، والدكتور محمد الوهيبي، والدكتور محمد علي عيسى، وكان كلٌّ من هؤلاء الرؤساء معجبا به وبعمله، لأنه كان يعمل كل شيء، ويُسند ذلك إلى غيره.

وقد شهدتُ موقفا له مملوءا بالشجاعة والثبات، وذلك عندما شب حريق في منى، وكان واحدا من المسؤولين عن المخيم الجامعي في منى، فعندما اقتربت النار من مخيم الجامعة فرَّ كلُّ من كان في المخيم من الطلاب والمسؤولين، ولكنه بقي في المخيم محافظا عليه ولم يرض أن يخرج معنا، وبقي حتى انجلت الغمة، وكان حسن الإدراة، محبوبا مِن قِبَل مَن فوقه في العمل ومَن تحته.

وكان رحمه الله مربيا عظيما، تلمس أثر ذلك في أبنائه وبنته الكرام، الذين رباهم على التقوى والتزام الإسلام.

وكان كريما صادقا، تراه دائما في مساعدته لإخوانه، محسنا إلى الفقراء، وكان مهتما بشؤون العالم الإسلامي، متابعا لأحوال المسلمين فيه، يناقش هذه الأحوال مع من يجالس من الناس بعُمق وبصيرة.

كان رحمه الله أمّارا بالمعروف، ونهّاءً عن المنكر، قويا في أداء الفطرة السليمة، مدافعا عن العلماء العاملين.

له من الأولاد ثلاثة ذكور: الأستاذ الدكتور سيف الإسلام، والمهندس عبدالحميد، والمهندس أحمد، وله بنت واحدة: الأستاذة سماح، حفظهم الله، وجعلهم خير خلف.

كان -رحمه الله وغفر له- شديد الغيرة على الدعوة الإسلامية وعلى اللغة العربية، وكان متمكنا من اللغة العربية أدبِها ونحوِها، عاش زاهدا داعية إلى الله، وكان في غاية النشاط والحيوية، وكان عظيم الأمل والثقة بالله.

وعندما كان مديرا لمنارة الرياض أقام فيها عددا من المحاضرات العلمية ذات الطابع الإسلامي، وكنتُ واحدا من هؤلاء الذين دعاهم، وكان منهم الدكتور عبدالرحمن باشا، والدكتور رشاد سالم رحمهما الله، والأستاذ عبد الرحمن الباني.

وفاته

توفي الأستاذ (محمود نفيس حمدي) ليلة الجمعة مساء الخميس 19 شوال 1425 الموافق 2 ديسمبر 2004م

زوج السيدة اسماء محمود عبدالمعطي خليل ووالد الدكتور سيف الاسلام والمهندس عبدالحميد والدكتورة سماح والمهندس احمد وقد اقتصر علي تشييع الجنازة عقب صلاة الجمعة حسب وصيته.