مدينة أسيوط والإخوان المسلمون .. التأسيس والنشأة

من Ikhwan Wiki | الموسوعة التاريخية الرسمية لجماعة الإخوان المسلمين
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث
لم تعد النسخة القابلة للطباعة مدعومة وقد تحتوي على أخطاء في العرض. يرجى تحديث علامات متصفحك المرجعية واستخدام وظيفة الطباعة الافتراضية في متصفحك بدلا منها.
مدينة أسيوط والإخوان المسلمون .. التأسيس والنشأة

إعداد: ويكيبيديا الإخوان المسلمين

بقلم: السعيد العبادي

مدينة أسيوط

خريطة توضح موقع مدينة أسيوط في محافظة أسيوط

تمثل مدينة أسيوط أحد أهم مدن صعيد مصر وتعتبر هي المدخل الحقيقي للصعيد سواء تاريخياً أو حديثاً ومثلت أسيوط محطة انطلاق هامة فى انتشار دعوة الإخوان بالصعيد وجنوب مصر، وأسيوط وهي عاصمة محافظة أسيوط ويوجد بها أول أكبر جامعة إقليمية هي جامعة أسيوط، وفرع جامعة الأزهر بكلياتة العلمية والدينية المختلفة.

أصل الاسم

أصل كلمة أسيوط هي كلمة (سيوت) وهي كلمة قبطية الاصل معناها "بلد المجد" وعندما دخلها العرب مع أهلها تمت تسميتها بإضافة حرف الالف في بدايتها (أسيوط) ,عندما احتل الفرنسيون مصر كانوا يضيفون أداة التعريف a قبل اسم المدينة سيوت ثم تداولتها الناس إلى ان صارت أسيوط اي إلى سيوت.

تميزها الإداري عبر التاريخ

في عهد الفراعنة كانت أسيوط قاعدة للإقليم الثالث عشر، وكان يسكنها نائب الملك، وفى عهد الإغريق قسمت مصر إلى الدلتا، ومصر الوسطى، ومصر العليا، وكانت أسيوط عاصمة مصر العليا، كما كانت عاصمة للقسم الشمالى في عهد الرومان، وفى عهد محمد على قسمت مصر إلى سبع ولايات إحداها تضم جرجا وأسيوط، وسميت "نصف أول وجه قبلى" وعاصمتها أسيوط.

الموقع والمناخ

مناخها قاري بارد شتاءا حار جدا صيفا تحدها شمالا محافظة المنيا، وجنوبا محافظة سوهاج ،و غربا محافظة الوادي الجديد ،و شرقا محافظة البحر الأحمر. المسافة بينها وبين القاهرة 375 كم وبين أسوان 530كم وبين المنيا 125 كم وبين سوهاج 100 كم وبين الوادي الجديد 220.

الوكالات الإسلامية

نوجد بمنطقة القيسارية بمدينة أسيوط ثلاث وكالات إسلامية أثرية ترجع إلى العصر العثمانى، وهي: "وكالة ثابت" و"وكالة لطفى" و"وكالة شلبي". وقد شُيدت هذه الوكالات على الطراز المعماري العثماني. حيث يتوسطها فناء مستطيل الشكل وسقفها به نافذة كبيرة للإضاءة والتهوية وتتكون الوكالة عادة من طابقين الاسفل منه للدواب وتخزين البضائع في غرف والطابق العلوي للمعيشة والإقامة المؤقتة للتجار القادمين من المدن البعيدة. وقد لعبت الوكالات دورا هاما في الناحية الاقتصادية والتجارية حيث كانت أسيوط نقطة تجارة هامة في ذلك الوقت حيث أنها كانت بداية لدرب الأربعين الذي يصل إلي إقليمي دارفور وكردفان بأسوان.

الوكالات التجارية بمدينة أسيوط :-

تقع بشارع محمد محمود باشا "القيسارية" سابقاً، وفيها شارع الأنكشاري والذي يرجع اسمه إلى عهد الحكم العثماني للبلاد. في بقعة جميلة من مدينة أسيوط توجد مساجد تاريخية إسلامية مثل مسجد سيدي جلال الدين السيوطي ومسجد المجاهدين ووكالات تجارية إلخ. وهي منطقة تجارية قديمة ترجع إلى العصر العثماني بها حوانيت للتجارة والخردوات والمصنوعات النحاسية والأقمشة اليدوية المختلفة، وهي تشبهه إلى حد كبير منطقة خان الخليلي والأزهر ووكالة الغوري بالقاهرة.


تاريخ أسيوط القديم

قناطر أسيوط

- أقام قدماء المصريين مدينة أسيوط على نهر النيل وكان اسمها في ذلك الوقت سيوط وهو مشتق من كلمة( سأوت ) وتعنى الحارس باللغة المصرية القديمة وقد أضاف العرب إلى الاسم حرف الألف فأصبحت أسيوط وهكذا احتفظت أسيوط باسمها كما احتفظت بمكانتها كعاصمة عبر العصور فكانت في عهد ألفراعنة قاعدة للأقليم الثالث عشر وكان يسكنها نائب الملك وفى عهد الإغريق قسمت مصر إلى الدلتا ومصر الوسطى ومصر العليا وكانت أسيوط عاصمة أحد هذه الأقسام كما كانت عاصمة للقسم الشمالى في عهد الرومان وفى عهد محمد على قسمت مصر إلى سبع ولايات إحداها تضم جرجا وأسيوط وسميت نصف أول وجه قبلى وعاصمتها أسيوط .أما الآن فعلم محافظة أسيوط يضم رمزها وهو قناطر أسيوط باللون البنى ونسر صلاح الدين الأيوبى باللون الأصفر رمز القوة وغصن الزيتون رمز السلام باللون الأخضر.

- انضمت أسيوط إلى طيبة عاصمة البلاد في نضالها ضد الهكسوس و قد ادت تبعية أسيوط للسلطة المركزية العليا إلى توجيه إمكانياتها لخدمة أغراض الوطن .ولما خضعت مصر للحكم الإغريقى ومن بعده البطلمى استمر الاحتفاظ بنظام البلاد (مصر العليا ومصر السفلى) . وفى العصر الرومانى وجه الرومانيون اهتمامهم للأقاليم الشمالية مما أدى إلى ازدهارها و تخلف مدن الوجه القبلي و لما دخلت المسيحية مصر لم يرحب الرومان بها و أدى الاضطهاد إلى نزوح المسيحية إلى مناطق خالية نسبياً .وبخضوع مصر للحكم العربى دخل الكثير من أهلها في الإسلام وفى عهد المماليك زار أسيوط الرحالة الشهير ابن بطوطة وقال عنها إنها مدينة رفيعة وأسواقها بديعة .وتعتبر محافظة أسيوط من اعرق محافظات مصر و قد اكتسبت أهميتها في مصر القديمة لما لها من موقع متوسط بين أقاليم مصر الفرعونية و لكونها مركزا رئيسياً للقوافل التجارية المتجهة إلى الواحات بالصحراء الغربية و البداية لطريق درب الأربعين الذى يصل إلى دارفور بالسودان

و كانت محافظة أسيوط بحدودها الإدارية الحالية تضم خمسة أقاليم رئيسية وهى :

  • 1- المقاطعة الرابعة عشرة "قيس " ومكانها الحالى مدينة القوصية ومعبودها حتحور.
  • 2- المقاطعة الثالثه عشرة "سأوت" ومكانها الحالى مدينة أسيوط ومعبودها آوب واوات.
  • 3- المقاطعة الثانية عشرة "برعنتى " ومكانها الحالى البر الشرقى لمدينة أسيوط ومعبودها حورس.
  • 4- المقاطعة الحاديه عشرة "شس حتب " ومكانها الحالى قرية شطب ومعبودها حورس.
  • 5- المقاطعة العاشره "واجت " ومكانها الحالى البداري ومعبودها آوب واوات.


دعوة الإخوان في أسيوط وشعبها

تعتبر أسيوط من أوائل المدن التى انطلقت فيها الدعوة بصورة مبكرة وكان لآل شريت دور كبير فى نشر الدعوة فى أسيوط خاصة والصعيد عامة.

فيتحدث الأستاذ البنا عن وصول دعوة الإخوان لأسيوط فيقول فى مذكراته:

قام الأستاذ عبد الرحمن البنا شقيق الإمام والمشهور بعبد الرحمن الساعاتي، وزميل دراسته الأستاذ محمد أسعد الحكيم بتأسيس جمعية دينية في مدرسة التجارة المتوسطة بشارع الفلكي، هما وبعض زملائهما اتخذوا من مصلى المدرسة مقرًا لاجتماعاتهم، وبعد التخرج من المدرسة والعمل في هندسة ديوان السكة الحديد تم لهم تأسيس جمعية الحضارة الإسلامية في حجرة متواضعة لها فناء فسيح بحارة الروم.

وكان ممن انضم إليهم الأستاذ محمد حلمي نور الدين وغيره من الإخوان، وفي صيف عام 1929م الموافق 1348هـ دعت جمعية الحضارة الإسلامية الإمام الشهيد لإلقاء محاضرة لرواد الجمعية بعنوان "الإسلام أساس السعادة"، وبعدها اجتمع أعضاء جمعية الحضارة وقرروا الانضمام إلى جمعية الإخوان المسلمين في الإسماعيلية، وعرضوا ذلك على الإمام الشهيد فوافق على ذلك، وأشار عليهم أن يتخذوا دارًا جديدة غير هذه الدار، فتم اختيار دار جديدة هي منزل سليم باشا حجازي بسوق السلاح، وقد عمل الإخوان بأنفسهم حتى أصبحت الدار مقصدًا لكثير من الطلاب والشيوخ، وكان منهم الشيخ محمد فرغلي والشيخ أحمد حسن الباقوري والشيخ محمد أحمد شريت وأخواه حامد شريت وأحمد شريت، والشيخ عبد اللطيف الشعشاعي، والأستاذ محمد النبراوي، والشيخ جمال العقاد السوري الحلبي، وقد قامت الإسماعيلية بجهود مشكورة في إمداد فرع القاهرة الناشئ بالمعونات المادية حتى تصبح منبرًا لدعوة الإخوان في العاصمة المصرية.

وقد كان لجهود آل شريت الفضل في افتتاح شعبة أسيوط وكان يمثلها في مجلس شورى الإخوان كل من الشيخ مصطفى الرفاعي اللبان والشيخ حامد أحمد شريت.

وبعد هذه الانطلاقة بدأت الشعب في التكوين، وقد مثل شعب الإخوان في أسيوط عدد من الإخوان في مجلس الشورى العام للإخوان المسلمين الثاني والذي انعقد في بورسعيد في 2، 3 من شوال 1352هـ الموافقين 19، 20 من يناير 1934م، وقد اعتذر عن عدم الحضور بالبرق وبالخطابات الأستاذ الشيخ مصطفى الرفاعي اللبان والشيخ حامد أحمد شريت عن دائرة أسيوط، والأستاذ محمد بهي الدين سعد أفندي – أسيوط.

وبعد مرور عام انعقد مجلس الشورى العام الثالث في الفترة من يوم السبت 11 من ذي الحجة 1353هـ الموافق 16 من مارس 1935م حتى يوم الاثنين 13 من ذي الحجة 1353هـ الموافق 18 من مارس 1935م، وقد حضر عن الواسطى الأستاذ عبد الرحمن رضا أفندي ، وعن ملوي الشيخ علي شعبان أفندي، وقد اعتذر الأستاذ محمد الكيلاني أفندي من ملوي، كما اعتذر من الواسطى الأستاذ عبد الرحمن رضا أفندي .

وفي عام 1937م جاء بيان بشعب وفروع الإخوان في أسيوط في مجلة الإخوان كالتالي:

المنطقة الرابعة عشرة – أسيوط
الدائرة / الشعبة النائب / المندوب
1- أسيوط المندوب/ الأستاذ محمد خلف الحسيني
2- الواسطى النائب/ الشيخ محمد عمر طه

المندوب/ الشيخ فرحان سيد

3- ريفا المندوب/ الشيخ محمد سلامة
4-درنكة نقيب/ الشيخ محمود خليل قراعة


وفي أغسطس من عام 1938م افتُتحت كثير من الشعب في هذه الرحلة المباركة، نذكر منها شعبة تل العمارنة بديروط، وشعبة المعصرة مركز ملوي، كما افتتحت شعبة ديروط، واختار الإمام الشهيد الأستاذ أحمد محمد قميص المحامى ليكون نائب الشعبة، وكان من نتائج زيارته إنشاء شعبة سوالم أبنوب بأسيوط، وكيمان المطاعنة.


توزيع مناطق الإخوان في أسيوط عام 1940م

كما جاء توزيع مناطق الإخوان في أسيوط عام 1940م كالتالي حيث كان مندوب هذه المنطقة الأستاذ [محمد حامد أبو النصر]:

المندوب / النائب اسم الشعبة
الشيخ فرحات أبو العلا

الشيخ محمد عمر طه

الواسطة - أسيوط
الشيخ مرسى العقالي العقال البحرى -البدارى

المندوب/ الشيخ فرحان سيد

الاستاذ حنفي غالي المحامى أسيوط


مشاركة إخوان أسيوط في الهيئة التأسيسية

اختير عدد من الإخوان في أسيوط في الهيئة التأسيسية للإخوان، أمثال السيد محمد حامد أبو النصر – منفلوط، الشيخ حامد شريت – مفتش الوعظ بأسيوط، ومحمد فهمي مصطفى أبو غديرأسيوط، حامد شريت، والحاج هاشم خليل – أبو تيح.

كما اشترك عدد منهم في الجمعية العمومية والتي عقد في عام 1945م وكان ممن حضر كالتالي:


زيارات الإمام البنا لأسيوط

الإمام البنا مع إخوان أسيوط أثناء زيارته لها

لقد حرص الإمام البنا على زيارة الشعب والمناطق وبحكم موقع ومكانة أسيوط كعاصمة الصعيد كان كثيرا ما ينزل عليه الإمام البنا.

فبعد زيارة الأستاذ البنا لمدينة طوخ قام برحلة إلى مدن الصعيد وقد كتب عنها الأستاذ مصطفى الرفاعي اللبان في مجلة الإخوان المسلمين واصفًا تلك الرحلة تحت عنوان:

"رحلة المرشد العام في الصعيد" والتي تمت في 20رمضان 1354هـ الموافق 16ديسمبر 1935م هذا نصها:

لقد كنت من الذين تمتعوا بمرافقة المرشد العام بعض الوقت حين جاء إلى الصعيد في أواخر رمضان الماضي، وانتظرت أن يكتب بعض الإخوان شيئًا عن رحلته النافعة وها هو قد طال انتظاري ولذا فقد اعتزمت كتابة هذه الكلمة تذكارًا لها.

علمت أن الأخ المرشد قادم من القاهرة في اليوم العشرين من رمضان بعد الظهر فذهبت لاستقباله، وهناك وجدت لفيفًا من الإخوان يحدوهم الشوق إلى لقياه ووصل القطار فأسرعت إلى لقائه وإذا وجهه يفيض بشرًا وعلائم النشاط التام ظاهرة عليه، فسلمنا عليه وخرجنا من المحطة إلى مكتب الأستاذ محمد خلف الحسيني المحامي وهو شاب مسلم غيور على دينه معتز به فاستراح الأخ المرشد إلى نحو الساعة الرابعة ثم ركبنا السيارات إلى بلدة الواسطى وتعد من ضواحي أسيوط وكان في استقبالنا آل غدير الكرام وكثير من رجال البلدة، وهناك صلينا المغرب وتناولنا فطورنا الذي تخلله أحاديث شتى في العلم والأدب والدين والأخلاق.

وقد صلينا العشاء في مسجدها وأمنا الأستاذ الكبير الشيخ أحمد شريت المدرس بمعهد أسيوط والمشهور بعطفه على الجمعيات الإسلامية وكان المسجد مملوءًا فيه المئات من الناس المتعطشين إلى الوعظ والإرشاد، فوعظهم الأخ المرشد وعظًا مخلصًا وجلت منه قلوبهم وأحسوا بحاجتهم إلى العمل على الخلاص مما هم فيه من ضعف وفرقة وبلاء وتبعته بكلمة في رمضان ومعنى صيامه وفي ليلة القدر وسموها وجلالها،وغادرنا المسجد إلى منزل كبير اجتمع فيه حفل عظيم وكانت ليلة عظيمة تكلم فيها الأخ المرشد فاحيا النفوس وأيقظ الأمل وبين للناس كيف ينقذون أنفسهم مما حل بهم بسبب التقصير وقد شاركه بعض الإخوان فجلوا مبادئ الإسلام العليا، بينوا كيف أهملها المسلمون وفيها سعادتهم وهناؤهم.

وقد سررت من هذه الليلة كثيرًا وربا أملي وقلت: لو أن الناس يعملون بما يسمعون لقدمنا على عهد يقظة شاملة تنتظمنا جميعًا فنحظى بالأماني ونظفر بالعزة والسلطان.

وفي 22 رمضان سنة 1354هـ الموافق 18ديسمبر 1935م، عاد الأخ المرشد إلى أسيوط بعد أن ملأ الواسطى بعظاته القيمة وقد بقي إلى الساعة الواحدة مساء وسافر معه بعض الإخوان إلى منفلوط فالقوصية لزيارة شعبتها وتفقد أحوالها.

وفي 23رمضان سنة 1354هـ الموافق 19ديسمبر 1935م، رجع الأخ المرشد إلى أسيوط موفقًا وفي الساعة الثامنة مساء حفلت جمعية الشبان المسلمين بعدد كبير من المثقفين لسماع محاضرته القيمة، وقد جعلها في بيان أن الإسلام تكفل بجميع المبادئ التي تكفل رقي البشر وسعادتهم، وفصلها تفصيلاً بديعًا سر منه السامعون كثيرًا وكان صوته موسيقيًا عذبًا وإلقاؤه سهلاً جميلاً وتمكنه من حشد الآيات القرآنية والأحاديث النبوية دلالة على قوله عجيبًا، وقد هتف له الناس كثيرًا وشكروا الله الذي هيأ لهم سماعه، وفي غرة شوال سنة 1354هـ 27ديسمبر 1935م،بدأ يوم عيد الفطر المبارك وكان يومًا مشهودًا وخطب فيه الأخ المرشد بمسجد الفرغل ولقى قبولاً عظيمًا واستحسانًا عامًا، وعاد إلى أسيوط وقت الأصيل وحظيت به جمعية الشبان المسلمين مرة أخرى وخطب في ناديها فألان الأفئدة واسترعى الأسماع ونثر من درره ما نرجو أن يكون مفيدًا إن شاء الله.

ولما كانت الليلة الختامية لمقامه في أسيوط فقد حفلت بالعديد من إخوانه المخلصين وكان الأستاذ الشيخ شريت فارسها وداره العامرة ميدانها فدار الحديث عن الإسلام والمسلمين ووسائل تقويتهم ونهوضهم.

وفي 2 شوال سنة 1354هـ الموافق 28 ديسمبر 1935م، شد الأخ المرشد رحاله ليعرج إلى منفلوط ومنها إلى القاهرة خاتمة مطافه السعيد المفيد، وإن الأيام التي سعدت بلقائه فيها لا تنسى أبدًا وبخاصة أنها كانت لله وفي سبيل الله وجهادًا مشكورًا مخلصًا لا رياء فيه ولا سمعة.

في ديسمبر من عام 1938م زار الإمام البنا أبو تيج زيارة مفاجئة؛ حيث زار الإخوان وألقى محاضرة قيمة وهو في طريقه لحضور مؤتمر لطلبة الإخوان بأسيوط.

كما قام الإمام البنا برحلة الصعيد المعتادة فى صيف عام 1939م لمدة أربعين يومًا تقريبًا، ضمت جميع محافظات الصعيد؛ بدءا من المنيا وانتهاء بأسوان، زار خلالها أكثر من ثلاثين مدينة وقرية، وتفقد شعب الإخوان فى تلك المدن والقرى التى احتوى بعضها على أكثر من شعبة. وكان برنامج الرحلة كالتالي فيما يخص محافظة أسيوط:

ولقد تسابقت بعض الوفود في البلاد التي زارها الإمام البنا والتي لم تكن فى برنامج زيارة الإمام البنا لدعوته لزيارتها؛ مما أحدث اضطرابًا فى برنامج الرحلة، لا سيما أن تلك الوفود لم تكن من الإخوان، كما أنها لم تكن من عوام الناس؛ بل كان بعضها من نواب البرلمان؛ مما اضطر الإمام لإجابة رغباتهم، وهو ما أحدث الاضطراب فعلا؛

فقد دعا الشيخ إسماعيل فواز عميد آل فواز عضو مجلس الشيوخ الإمام البنا لزيارة بلدته، فلبى فضيلة الإمام الدعوة، وتألفت شعبة جديدة للإخوان، وقد أدت تلبية الإمام للدعوات المختلفة لتأخير موعد انتهاء الرحلة لمدة أسبوع تقريبًا؛ حيث كان المقرر أن تنتهي فى 10 سبتمبر، ولكنها امتدت إلى 16 سبتمبر 1939م.

ولقد اصطحب الإمام فى تلك الرحلة الأخ الفاضل الشيخ عبد المعز عبد الستار والشيخ سليمان عويضة، كما اصطحب بعض الإخوة فى أجزاء من الرحلة،كان منهم الشيخ أحمد حسن الباقوري الذى ساهم بالخطابة فى أكثر من موضع، وألقى قصيدة فى الواسطى أثناء زيارة الإمام لها، ومنها هذه الابيات:

أذّن النصر والتقت أعلامه
وانجلى الكفر حين رِيع ظلامه

أى ركب مظفر أينما راح

ففى قبضة الإله زمامه

كلما حلّ واديًا راح يجري

فى رباه الندى وفاض غمامه

وإذا صاح منشدًا رجع الكون

وأصغى فى غابِه ضرغامُه
أى ركب؟ وأى صحب كرام؟

ولم تقتصر رحلة الإمام البنا على الدعوة وزيارات الشعب؛ بل تضمنت عيادة المرضى ومواساتهم، كما تضمنت المشاركة فى عقد زواج بعض الإخوة، وإجراء المصالحة بين العائلات والمتخاصمين؛ ففى أثناء رحلة الإمام زار شعبة أولاد مازن، وبعد الزيارة اجتمع شباب أولاد مازن وأولاد يحيى لتوديع الإمام عند سفره إلى نجع حمادى، وركبوا السيارات، ولخطأ من السائقين اصطدمت سيارتان تصادمًا عنيفًا أدى إلى إصابة الإخوة رياض محمود وعبد اللطيف أبو طالب من إخوان أبو مازن،فتوقف الركب، وطالب الجميع المرشد بإكمال المسير إلى نجع حمادى؛ لأن الجمع ينتظره هناك، وأن إخوان أبو مازن سيقومون بالواجب تجاه إخوانهم؛ حيث إن جروحهم بسيطة، لكن الإمام الشهيد رفض التحرك إلى نجع حمادى، وأصر على تغيير وجهة السير إلى البلينا، وهناك عرض الإمام الشهيد الأخوين على طبيب إخصائى، واطمأن عليهما.

وعندما انتهى من ذلك كان ميعاد حفل نجع حمادى قد فات، بالرغم من أن الجميع كان حريصا على حضور هذا الحفل.

أنشطة الإخوان الخدمية والدعوية في أسيوط

تميز إخوان أسيوط بالمشاركة فى العديد من الانشطة الخدمية والدعوية ومن هذه الانشطة:

الاحتفال بالمناسبات الإسلامية والخدمية

ولقد احتفلت بذكرى الهجرة كثير من شعب الإخوان خاصة فى مديريات المحافظات والشعب والمراكز الكبيرة على مستوى الجمهورية وذلك في فبراير من عام 1939م، ومن تلك الشعب: "بنها، بنى عديات، مركز منفلوط، والإخوان المسلمون فى أبى تيج.

وفى أسيوط فقد افتتح الإخوان العيادة الطبية عام 1945م، وكان مديرها الدكتور عباس محمد حسين، وكانت العيادة تقوم بمعالجة جميع المرضى مجانًا، شاملا العلاج لجميع الأمراض على اختلاف أنواعها، من التاسعة إلى الحادية عشرة صباحًا يوميًا، ما عدا يوم الجمعة.


بعض الانشطة الدعوية والتربوية

وقد أرسل مكتب الإرشاد عام 1938م إلى الشعب والمناطق لعمل الكتائب، وقد سارعت الشعب فى تكوين تلك الكتائب وسمتها "كتائب المجد"، ومن أمثلتها:

كتائب الواسطى بأسيوط : وفى الواسطى اتخذ الإخوان بها دارًا قديمة، وقاموا بإصلاحها وترميمها وتنظيف المنطقة المحيطة بها حتى تصلح مكانًا لمبيت الكتيبة، فضلا عن أن تكون منتدى لهم، وقد تكونت من الواسطى وأسيوط كتيبة ضمت كلا من:

1- شاكر محمد حسن

2- عبس حسن فراج

3- عطا الله إبراهيم

4- فرحان سيد

5- مصطفى سيد علي

6- أحمد عبد الفتاح

7- قاسم أحمد حسانين

8- حسن عبد الوهاب

9- توفيق محمد حسين

10- أحمد سعودي

11- محمد حماد

12- حسين أحمد حسن

13- حسن مصطفى حسن

14- أبو القاسم نجيب

15- محمد سيد عبد الرحمن

16- سعد حسن على زرزور

17- محمد قاسم عبد الكريم

18- حسين محمد فاضل

19- محمد فاضل

20- على محمد أبو زيد

21- عبد العزيز محمد

22- قاسم أبو غدير

23- محمود محمد محمود أبو غدير

24- أحمد محمد محمود أبو غدير

25- سعيد أبو سلامة

26- محمد سيد أبو سلامة

27- مصطفى إبراهيم

28- أحمد محمد حسين بلدو

29- حمدى محمود عبد العال

30- أحمد محمود مصطفى

31- محمد سيد عبد العال

32- محمد على حسنين أبو غدير

33- قاسم محمد قاسم أبو زيد

34- محمد محمد أحمد أبو زيد

وقد قام مكتب الإرشاد فى شهر نوفمبر 1938م باستدعاء مندوبين من كل شعبة لتلقى دورة فى هذه الكتائب، وتلقى التعليمات والمطبوعات حتى تتم الكتائب على الوجه المرجو، وأُرسل إلى كل شعبة خطاب بذلك نورد نصه:

خطاب من مكتب الإرشاد العام إلى شعب الإخوان المسلمين

"حضرة الأخ المفضال، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وكل عام وحضراتكم وكافة الإخوان بخير وهناءة. أما بعد..

فنظرًا لما يعتزم المكتب التقدم به من تكوين الكتائب عقب عيد الفطر المبارك نرجو أن تنتدبوا اثنين من الإخوان الأكفاء المخلصين بشعبتكم للحضور إلى دار الإخوان بالقاهرة والإقامة بها ليلتين أو ثلاثًا؛ ابتداء من ظهر اليوم الثانى من شهر شوال؛

لتلقى تعليمات وتسلم مطبوعات خاصة بهذا التكوين، تمكنهما من القيام بهذه المهمة فى شعبتهما بعد العودة من القاهرة، على أن تتفضلوا بإفادتنا عن اسمى الأخوين اللذين يقع عليهما الاختيار فى موعد غايته 25 رمضان المبارك سنة 1357هـ - 17 نوفمبر 1938م إن شاء الله؛ حتى يمكن إعداد ما يلزم لراحتهما فى هذه المدة، والسلام عليكم ورحمة الله.

كما أقام الإخوان معسكرا كبيرا في أسيوط حيث قرر المركز العام لجوالة الإخوان المسلمين إقامة معسكر صيفي فيها في الفترة بين 20 يوليو حتى 30 من نفس الشهر عام 1939م، حيث كان مندوب هذا المعسكر الأستاذ يوسف أفندي غنيم، وقد جاء فيه:

"هذا المعسكر أقيم فى الجهة الغربية من الواسطى بجوار نهر النيل فى منطقة من الأرض فسيحة، وقد انتظم فيه إخوان شعب أسيوط المختلفة، وتم فيه نشر الدعوة كغيره من معسكرات الأقاليم؛ فقام الإخوان بزيارة الواسطى يوم الجمعة 11جمادى الآخرة 1358هـ، وصلّوا الجمعة فيها، وقاموا بشرح مبادئ الإخوان.

كما قاموا بزيارة بلدة الوليدية يوم الأحد الموافق 13 جمادى الآخرة؛

حيث صلوا الظهر فى المسجد الكبير، كما ألقى داعية الإخوان الأخ مصطفى عبد البديع كلمة عن دعوة الإخوان، ثم اخترق إخوان الكشافة شوارع أسيوط حتى وصلوا إلى دار الإخوان، ثم عادوا ثانية بنفس الطريقة إلى معسكرهم".

وكان من أعجب المواقف التي ذكرها الإمام البنا في مذكراته فى ذلك المعسكر مشاركة الحاج سليمان صالح الحبارون شيخ الإخوان ببنى مجد التابعة لمركز منفلوط، والذى أشرف على بلوغ الثمانين عامًا، وإصراره على المشاركة الفعالة، وعلى أن يتساوى مع جميع إخوانه فى كل التكاليف؛فيقوم بالحراسة، ويؤدى التدريبات الرياضية، كما يقوم بأعمال النظافة والطبخ كأى شاب من شباب الإخوان، ويحرص على ذلك.

وقد حدَّث الإمام الشهيد -رحمه الله- أنه فى إحدى دوريات الحراسة قبل فجر ليلة من الليالى مرّ يتفقد الخيام، وكانت مسماة بأسماء أبطال الصحابة؛ فهذه خيمة أبى بكر، وهذه خيمة أبى عبيدة، وهذه خيمة خالد، وأخرى لسعد بن أبى وقاص..وهكذا.

فخيل إليه أنه يرى أصحاب هذه الخيام داخل خيامهم، فأخذته نشوة من الحماسة، جعلته يلوح بسيفه فى الهواء، ويهتف بكل قوته بصوت غير مسموع حتى لا يوقظ النائمين "الله أكبر ولله الحمد"، قال: فما راعنى إلا أن رأيت نورًا موصلا بين سماء المعسكر وأرضه يجلله ويتغشاه، ذكرنى بخيط من النور رأيته مغرب يوم عرفة ممتدًا من السماء إلى الصخرات الكبار بجبل الرحمة سنة 1324هجرية حين أديت فريضة الحج، فشغلت بمشاهدته عن الهتاف، واستمر لحظات قصار، ثم عاد كل شىء كما كان، وزاولت مهمتى من إيقاظ الإخوان للاستعداد لصلاة الفجر، ولم أحدّث بهذا أحدًا غيرك لتطمئن على المعسكر، ولتعلم أننا والحمد لله على نور من ربنا.

أما قصة السيف فتتلخص فى أن الحاج سليمان -رحمه الله- حين قُبل بالمعسكر ونودى اسمه بين الجنود فيه، قال: "اشتهيت أن أكون من سكان خيمة أبى بكر، ولكن لم أطلب هذا الطلب حتى لا يقال: جندى متمرد يختار لنفسه ويخالف النظام"، ولكن سرعان ما فوجئت بالأخ يوسف قومندان المعسكر يقول: "الحاج سليمان خيمة أبى بكر"، فقلت فى نفسى: "هذا أول التوفيق"، وحمدت الله.

وفى توزيع دور الحراسة انتدبنى "الحكمدار" ليخطرنى بدوريتى، فخرجت معه، وقلت له: هل يكون حارس بغير سلاح؟ وأين السيف الذى أجاهد به؟ فابتسم، وقال:

إنه حاضر، وسآمر لك به، وسرعان ما أمر، فأحضر سيفًا أثريًا، كان بعض الإخوان قد تبرع به للمعسكر، وقدمه إلىّ ضاحكًا، فتناولته فرحًا مسرورًا، وتقلدته لساعتى، واعتقدت أنه توفيق آخر، وأن عملنا فى هذا المعسكر سلسلة من التوفيق والحمد لله، وبهذه الروح كان الإخوان يقيمون معسكراتهم، ويزاولون فيها نواحى نشاطهم. فرحم الله الحاج سليمان، وأفسح له فى جنته، آمين.


اخوان أسيوط والتفاعل مع القضايا العربية

لم يقتصر دور الإخوان وجهودهم على فلسطين فحسب بل اعتنوا أيضا بقضايا الدول العربية والإسلامية، ولقد شارك إخوان أسيوط في هذه الفاعليات، فعندما حضرت الوفود العربية إلى مصر لدعم سوريا ولبنان في محنتيهما ضد فرنسا استقبلها الإخوان، وحياهم الأستاذ السكري باسم الإخوان، وفي اليوم التالي احتشد الإخوان المسلمون في جامع الكخيا بميدان الأوبرا في صلاة العصر، وصلى بهم الأستاذ المرشد إمامًا، وبعدها دعا الإخوان إلى صلاة الغائب على أرواح الشهداء، فأدوا الصلاة، وخرجوا بعدها في جموعهم وقد رفعوا أعلامهم وانتظموا في مظاهرة سارت من مسجد الكخيا إلى ميدان إبراهيم باشا، فشارع إبراهيم باشا، وكان الأخ حامد شريت سكرتير الإخوان بأسيوط يركب سيارة، ومعه المذياع، فأخذ يهتف وسط الجموع فيرد الإخوان هتافه بحماسة بالغة وشعور فياض، فدوى الهتاف بحياة سوريا المجاهدة ولبنان الباسلة، وسقوط فرنسا الغاشمة، كما هتف الإخوان بمبادئهم: الله غايتنا، والنبي إمامنا.


مشاركة اخوان أسيوط في الانتخابات

أعلن الإخوان دخولهم الانتخابات البرلمانية بناء على ما جاء في المؤتمر السادس وقراراته، وبناء على ذلك تقدم الأستاذ البنا عام 1943م أثناء وزارة النحاس باشا غير انه تنازل تحت الضغط، وحدثت مشكلة مع الأستاذ البنا، فقام بعض أعضاء مكتب الارشاد بتوضيح الصورة ومن أمثلة الزيارات التى قام بها أعضاء مكتب الإرشاد للأقاليم لتوضيح رؤية الإمام البنا للتنازل عن الانتخابات؛الزيارة التى قام بها الأستاذ عبد الحكيم عابدين سكرتير عام الجماعة لأسيوط، وعقد لذلك اجتماعًا لنواب الإخوان فى دارهم بأسيوط، كما ذكر الأستاذمحمد حامد أبو النصر ثم عاود الترشح هو وعدد من الإخوان عام 1945م أثناء وزارة أحمد ماهر، فقد تقدم للترشيح من الإخوان المسلمين كل من المرشد العام عن دائرة الإسماعيلية، والأستاذ أحمد السكري عن دائرة الفاروقية بحيرة،والأستاذ صالح عشماوي عن دائرة مصر القديمة، والأستاذ عبد الحكيم عابدين عن دائرة فيدمين الفيوم، والأستاذ عبد الفتاح البساطي عن دائرة بندر الفيوم، والسيد محمد حامد أبو النصر عن دائرة منفلوط.


نشاط طلبة الإخوان بأسيوط

كان لطلبة الإخوان أنشطة كثيرة في أسيوط فقد قامت الشعب بتشكيل روابط للطلاب، وكان تكوين تلك الروابط هو بداية تكوين قسم الطلاب فى المناطق والشعب، ولقد عقد الطلاب الكثير من المؤتمرات الطلابية فى تلك الفترة مثل المؤتمر الذي عقد في أسيوط فى مساء يوم الجمعة 10شوال 1357هـ الموافق 3ديسمبر 1938م؛ حيث بدأ المؤتمر بقراءة القرآن الكريم، ثم استهل كلمات المؤتمر الشيخ محمد حسنين مقرر المؤتمر،ثم تلاه الأستاذ عبد الحكيم عابدين عن الجامعة، ثم قدم الأخ حامد شريت مندوب دار العلوم الذى اعتذر عن عدم إلقاء الكلمة حتى يفسح المجال للإمام الشهيد، وتنازل الخطباء عن كلماتهم، ثم أنشد الأخ عبد الستار إبراهيم قصيدة من شعره الإسلامى أثارت إعجاب الحضور، ثم ألقى الإمام البنا كلمته ثم ختم المؤتمر بتلاوة قراراته.

وفي أسيوط أيضا أقام قسم الطلبة مؤتمرا في يوم الخميس 13من صفر 1365هـ الموافق 27/1/1946م بدار الإخوان بأسيوط, حيث رفعوا قرارات المؤتمر إلى الملك فاروق والتي جاء فيها

بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمـَنِ الرَّحِيمِ

الى مقام حضره صاحب الجلالة مولانا الملك المعظم فاروق الأول ملك وادي النيل يا صاحب الجلالة

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

وبعد فأن طلاب الإخوان المسلمين بالمعاهد والمدارس الثانوية بأسيوط يرفعون إلى مقام جلالتكم مذكرتهم هذه متضمنة قرارات مؤتمرهم المنتقد في يوم 13 صفر 1365هـ الموافق 17/ 1/1946م) بدار الإخوان المسلمين بأسيوط وأرسلوا برقية للملك جاء فيها:

يا صاحب الجلالة: إن الشباب إذ يرفع لجلالتكم تلك القرارات يلتمس فيكم الأصل ويرقب في ذلكم الرجاء ويؤمن الإيمان العميق قرب فجر النصر والسلام العام والقرارات يا صاحب الجلالة كالآتي:

  • (1)- تأييد مكتب الإرشاد العام في كل خطواته.
  • (2)- ضرورة السعي الجدي لتوحيد صفوف لصالح الوطن.
  • (3)- تعميم الجامعات الشعبية لإيقاظ الروح القومي في الشعب .
  • (4)- إصدار تصريح من جانب مصر باعتبار أن المعاهدة لاغيه قانونا .
  • (5)- الجلاء فورا عن وادي النيل من منبعه إلى مصبه من كل القوات الأجنبية.
  • (6)- مقاطعة الزعماء الحكم حتى تتحقق أهداف البلاد.
  • (7)- وحدة وادي النيل تحت التاج المصري وتحضير قناة السويس.
  • (8)- على وزارة المعارف تدريس الحقوق الوطنية بمدارسها المختلفة.
  • (9)- مطالبة الانجليز بسداد ما عليهم من ديون لمصر بالطرق المشروعة.
  • (10)- تدعيم مقاطعه الصهيونية بحث الحكومة على إصدار قانون يحرم على كل مصري التعامل مع من يثبت اتصاله بصهيوني ,وتجريد كل يهودي من جنسيته المصرية لو تشيع للصهيونية.
  • (11)- استقلال البلدان العربية واعدة المستبعدين السياسيين وفى مقدمتهم الزعيم الوطني الكبير سماحة المفتى «محمد ابن الحسيني»، وإننا يا صاحب الجلالة نضع أمالنا بين أيديكم راجين العمل على تحقيقها.

دامكم الله يا صاحب الجلالة ذخرا وملاذا وللعروبة والإسلام خصبا وملجأالإخوان المسلمون بأسيوط،

قسم الطلبة


كما قام طلبه الإخوان بكلية الزراعة (قسم البكالوريوس) بدمنهور جامعه فاروق الأول برحله إلى الصعيد,وفى هذه الرحلة قاموا بزيارة إخوانهم طلاب معهد أسيوط, وأقام لهم المكتب الإداري بأسيوط حفل تكريم, كما قاموا بزيارة إخوانهم في كوم امبو وأسوان, ثم عادوا إلى بلادهم سالمين.

ولقد حدث أن خرجت المظاهرات في معهد أسيوط في عام [1947]م فتعاملت معها الداخلية بالشدة والعنف كل ذلك كان يؤدى في بعض الأحياء لتعطيل الحكومة للدراسة لتهدأت الطلبة , مما دفع النائبين محمد حنفي الشريف ومحمد توفيق خشبة أن يتقدما باستجواب عما حدث من أحداث في معهد أسيوط بين الطلبة والبوليس والتي أدت لتعطيل الدراسة بالمعهد, وتقديم شيخ المعهد والأساتذة استقالتهم, وسفر الطلاب إلى بلادهم.

كما عقد طلاب الإخوان في أسيوط مؤتمرهم السنوي في مارس من عام 1947م في فناء المدرسة الإسلامية بأسيوط فى تمام الساعة السادسة والنصف مساء وخطب فيه الشيخ الباقوري وعبد العزيز كامل والشيخ عبد المعز عبد الستار وفهمي أبو غدير المحامى ورئيس المكتب الإداري.

كما قام قسم الطلبة بأسيوط بعمل حفل تعارف، ألقيت فيه القصائد والأناشيد، وقد تزاحم الإخوة الطلبة على التعرف على إخوانهم الذين لم يعرفوهم.


النشاط الرياضى والجوالى

لقد كان لإخوان أسيوط فرقة جوالة تابعة لجوالة المركز العام كما كان لهم فرق رياضة، فقد كانت جوالة الإخوان تقوم بعمل استعراضات فى كثير من المناسبات والاحتفالات, حيث قامت بعمل استعراض تقدمت فيه فرق البوليس وطافت بأنحاء البلد حتى وصلت إلى المديرية فاستعرضها مدير أسيوط وذلك في فبراير من عام 1947م.

أما في الرياضة فقد تقابل فريق مكتب إداري أسيوط مع فريق مكتب إداري بني سويف يوم 25/ 4/ 1947م على أرض إخوان المنيا وقد تغلب فريق بني سويف على أسيوط 4 مقابل 1.


بعض ذكريات الاستاذ محمد حامد ابوالنصر حول معسكر تربوى لاخوان أسيوط

الأستاذ محمد حامد أبو النصر بمكتبة

يذكر الاستاذ محمد حامد ابو النصر المرشد السابق للإخوان المسلمين أحد ذكرياته حول إخوان أسيوط فيقول فى كتابه (حقيقة الخلاف بين " الإخوان المسلمون " وعبد الناصر)

في معسكر الدخيلة أول معسكر تربوي للإخوان المسلمين :

في صيف سنة 1937 أعلن الإخوان عن إقامة معسكر لهم بقرية " الدخيلة " (غرب الإسكندرية) فاشتركت في هذا المعسكر ، وذهبت من أسيوط إلي الإسكندرية علي متن طائرة لشركة مصر للطيران ، وأقيم المعسكر علي بساط رملي يطل علي ساحل البحر المتوسط ، وأقيمت علي أرضه خيام أعد بعضها للإيواء ، والطعام (ميس) والبعض الآخر للصلاة ، وإلقاء الدروس ، والشئون الإدارية للمعسكر ، وتتوسط هذه جميعا خيمة صغيرة لفضيلة الإمام الشهيد / حسن البنا ، وكان المعسكر مكونا من حوالي أربعين أخا علي مستويات مختلفة من الثقافة والأعمار ، فمنهم الحقوقي والأزهري ، والعسكري ، والطبيب ، والمهندس ، والطالب ، والعامل ، والمزارع والتاجر ، وأذكر منهم الاقتصادي الكبير الأستاذ / محمود أبو السعود الذي كان مسئولا عن إدارة المعسكر ، وفضيلة الواعظ المشهور الشيخ / عبد اللطيف الشعشاعي رحمه الله ، والمربي الفاضل الأستاذ / محمد الدسوقي بقنينة رحمه الله وغيرهم ، وغيرهم كثير من أفاضل الإخوان الذين لهم السبق والتعرف علي مبادئ هذه الجماعة ، وقد وضع لهذا المعسكر برنامج يومي يبدأ بقيام الليل ، ثم صلاة الصبح في جماعة خلف الإمام الشهيد ، والجلوس لاستماع المواعظ الدينية ، ثم السير في شكل طابور رياضي لمسافات لا تقل عن أربعة كيلو مترات ، وبعد شروق الشمس يسبح الإخوان في مياه البحر بلباس يستر عوراتهم ، وبعد الاستحمام يذهبون حيث صنبور من الماء العذب فيملأ كل منهم وعاءه الصغير ليزيل الماء المالح بسرعة ونشاط ، وفي السابعة يصطفون لتلقي عليهم التوجيهات والتعليمات من الأخ المسئول ، وفي منتصف الثامنة صباحا يعلن البروجي للتجمع لتناول الإفطار وبعد ذلك ينصرف الإخوان ليصحب كل أخ أخاه في تلاوة القرآن الكريم ، - وفي العاشرة صباحا يجتمع الإخوان في الخيمة الكبرى يستمعون للدرس الذي كان يلقيه الإمام الشهيد ، وفي الحادية عشرة صباحا ينصرف الإخوان للتريض والاستعداد لصلاة الظهر ، وبعد الصلاة يتناولون طعام الغذاء ، ثم ينصرف كل إلي خيمته للراحة والقيلولة ، وقبل صلاة العصر يستيقظ الجميع لأدائها ، وبين العصر والمغرب يتجاذبون الحديث حول ما يطالعون من ثقافات متنوعة ، وبعد صلاة المغرب يستمعون إلي درس من الإمام الشهيد ، ثم يؤدون صلاة العشاء ، وبعدها يتناولون طعام العشاء الخفيف ، ثم تعقد حلقات السمر البرئ في النافع المفيد ، وفي العاشرة مساءً يعلن البروجي نوبة نوم فيأوى الإخوان إلي مضاجعهم في – هدوء وسكينة .

وهذا البرنامج اليومي كان ينفذ طيلة إقامة المعسكر الذي بلغت مدته أربعين يوما تقريبا .

واختتمت أيام المعسكر بحفل وداع شاركنا فيه المجاهد الكبير الصاغ المرحوم / محمود لبيب – رحمه الله – والذي أصبح فيما بعد وكيلا للجماعة ، وقد حمل إلينا هديته وهي حَمَلٌ مشوي (خروف) ومعه قفصان من العنب فطعمنا ودعونا له ، وشكرنا الله الذي رزقنا من غير حلول منا ولا قوة . وكان هذا المعسكر مجالا خصبا لتربية النفس وتهذيب الخلق وبناء الإنسان المسلم . علي هذه الصورة كان الإخوان يلتقون ، وقد سمت أرواحهم بتناولهم الطعام الخفيف ، وبذلك غلبت أرواحهم أجسادهم ، وبالعبادة والطاعة تقوت نفوسهم ، وبمزاولة العمل المضبوط انضبط سلوكهم ، وبهذه الصورة ذابت الفوارق بينهم ، وتجمعت قلوبهم ، وهذا هو الحب في الله الذي اجتمعوا وارتبطوا عليه .

ومن الطَّريف ما وقع مني علي سبيل المزاح في الأيام الأولي من إقامة المعسكر حيث الرياضة والهواء الطلق ، وانشراح الصدر جعلني في حاجة إلي المزيد من الطعام – فحينما حمل إلينا الأخ فضيلة الشيخ / عيد الباري – المسئول عن المطبخ طعام الإفطار في سلته التي ملئت بأشطر الفول المدمس أن أخذت شطرا دون إذن لأسد به جوعني وما أن انتهي الأخ من التوزيع حتى تبين له أن هناك شطرا ناقصا أخذ دون إذنه كمسئول فنادي أيها الإخوان أن أحدكم أخذ نصيبا من الطعام زيادة عن حقه المقرر فعليه أن يعلن عن نفسه ، فصمتُّ ثم قلت لفضيلة الإمام الشهيد الذي كان يجلس بيننا ماذا يكون الحال لو أعلن الأخ عن نفسه ، فقال فضيلته وهو يبتسم لا شيء المطلوب فقط معرفة الاسم فقلت أمري إلي الله أنا صاحب هذا الحادث لأنني كنت جائعًا ومازلت جائعًا – فضحك الجميع ، وقال الشيخ عبد الباري في تشنج لفضيلة الإمام الشهيد لابد من عقاب هذا الأخ مشيرا إلي .. فقال فضيلة الإمام الشهيد وبماذا تريد أن تعاقبه .. قال الشيخ عبد الباري يبقي معي غدا في المطبخ ليعاونني في غسل الأواني وتنظيف المطبخ وتنفيذ ما يطلب منه ، وفي المساء أعلن القرار بعقوبتي ، وفي الصباح الباكر سلمت نفسي له وقمت بتنفيذ ما أمرني به طيلة اليوم برضا وتسليم ، ومن أصعب المهمات التي قمت بها غسل أربعين قروانة أجهدتني غاية الإجهاد ، وأرهقتني غاية الإرهاق ، وقد أخذت من هذا الدرس عبرة وعظة حيث كنت في الماضي حينما يجئ وقت الغذاء ويتأخرون في تقديم الطعام وكان يقال لي إن سبب التأخير هو غسل الأواني فكنت لا أقر ذلك وأثور في غضب ، والآن بعد هذه التربية الإخوانية أصبحت لا أتسرع الأمور وأتجمل بالصبر والأناة وبذلك أسعد ويسعد من معي .

ومما هو جدير بالذكر .. تعود الإخوان المعسكرين صلاة الجمعة في مسجد القرية وعندما قام فضيلة إمام المسجد ليصعد المنبر لأداء خطبة الجمعة – تعرض له في تحمس أخ ليمنعه وليمكن الإمام الشهيد من أداء الخطبة ، فما كان من الإمام الشهيد إلا أن وقف ونهي الأخ ونهره في غضب وأجلسه .. وقال له : نحن هنا مأمومون ولسنا آمين والأداء من حق فضيلة الإمام الراتب .. فسر لذلك إمام المسجد ، وأعلن لجمهور المصلين أن ينتظروا بعد الصلاة لسماع موعظة من الأخ الأستاذ / حسن البنا مرشد الإخوان المسلمين ، فاستجاب المصلون – وجلسوا يستمعون فيرغبة وتطلع إلي الموعظة وتعرفوا علي مبادئ الإخوان وتعاطفوا معهم ، وكانت جلسة مباركة أعطت أطيب الثمرات . وهكذا التصرف السليم الذي يتسم بالحكمة للداعية المثالي الذي يجمع ولا يفرق ويوحد ولا يفتت ... وعلي هذه المبادئ ينجح الأفراد وتقوم الجماعات .


المراجع

1- حسن البنا: مذكرات الدعوة والداعية، دار التوزيع والنشر الإسلامية.

2- جمعة أمين عبدالعزيز: أوراق من تاريخ الإخوان المسلمين، دار التوزيع والنشر الإسلامية.

3- محمد حامد أبو النصر: حقيقة الخلاف بين الإخوان المسلمون وعبد الناصر، دار التوزيع والنشر الإسلامية.

4- جريدة الإخوان المسلمين السنة الأولى، العدد 27، الموافق 23 شوال 1352هـ ، 8فبراير 1934م.

5- مجلة النذير، السنة الثانية، العدد 31، 4 شعبان 1358هـ الموافق 19 سبتمبر 1939م.


للمزيد عن إخوان أسيوط

من أعلام الإخوان في أسيوط

ملفات متعلقة وأبحاث

أخبار متعلقة

تابع أخبار متعلقة

وصلات فيديو