مذبحة "رابعة".. الإعلام يبدأ بالتحريض وينتهي باعتبار "الداخلية" أبطالا

من Ikhwan Wiki | الموسوعة التاريخية الرسمية لجماعة الإخوان المسلمين
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث
مذبحة "رابعة".. الإعلام يبدأ بالتحريض وينتهي باعتبار "الداخلية" أبطالا


كتب:مصطفي سعد - القاهرة

مذبحة رابعة.. الإعلام يبدأ بالتحريض.jpg

(الجمعة 14 أغسطس 2015)

مقدمة

كان للإعلام المصري دورٌ كبير في التحريض على ما اعتُبر أكبر مذبحة ضد المدنيين في تاريخ مصر الحديث، رابعة العدوية، والتي تمر ذكراها الثانية خلال هذه الأيام، فقد شاركت أذرع إعلام الانقلاب العسكري، بما ارتكبته من تلفيق وتوجيه مباشر في تلميع تلك الجريمة، بل واعتبار مَن قاموا بها من قوات أمن الانقلاب أبطالا يستحقون التكريم.

في هذا التقرير نستعرض أبرز المحطات التي صاحبت الاعتصام، ودور الإعلام الموالي للانقلاب والمسيّر من كبار قياداته كما كشفت تسريبات مكتب عبد الفتاح السيسي، في التلفيق والتحريض ضد المعتصمين، بكل الأشكال والطرق حتى انتهاء المجزرة وما بعدها.

البداية

قبل ستة أسابيع من المجزرة قام قائد الجيش ووزير الدفاع – حينها - عبد الفتاح السيسي بالانقلاب على أول رئيس مُنتخب ديمقراطيا في تاريخ مصر ، محمد مرسي ، وردا على تلك الخطوة قام مئات الآلاف من مؤيدي مرسي بالاعتصام في عدد من الميادين العامة، وفي مقدمتها ميدان رابعة العدوية، احتجاجا على ما اعتبروه أنه ثورة مضادة لثورة يناير 2011 التي انتهت بالتخلص من حكم حسني مبارك الذي استمر حكمه ثلاثة عقود.

التفويض

"أطلب من المصريين الشرفاء النزول يوم الجمعة لإعطائي تفويضا لمحاربة الإرهاب"، أحد أشهر كلمات السيسي التي أطلقها قبل ثلاثة أسابيع من المجزرة، داعيا مؤيديه للنزول لتفويضه لمحاربة معتصمي رابعة والنهضة وكل ميادين مصر التي نادت بإسقاط الانقلاب.

التفويض ومجزرة المنصة

وكانت كلمة السيسي خلال ما سمّي بجمعة التفويض، إيذانا ببدء عملية إعداد ممنهجة لفض الاعتصام، بدأت منذ نفس يوم طلب التفويض، وهو ما أصبح يعرف بيوم "مجزرة المنصة".وقامت قوات أمن الانقلاب في ذلك اليوم وعلى مدار اليوم حتى ساعات النهار الأولى من اليوم التالي، باستهداف تجمعات المعتصمين التي امتدت حتى النصب التذكاري الموجود أمام المنصة التي قُتل عليها الرئيس الأسبق، أنور السادات.

وراح ضحية تلك المجزرة وحدها قرابة 150 قتيلا، وعدة مئات من الجرحى الذين أصيبوا إصابات دامية بالرصاص أو الخرطوش الذي تم إطلاقه من قبل قوات الأمن، فضلا عن الآلاف الذين أصيبوا جراء الاختناق والاستخدام المفرط للغاز المسيل للدموع.

التحريض الإعلامي منذ اللحظة الأولى

تقدَّم الإعلام المصري - منذ اللحظة الأولى للاعتصام - صفوف المتورطين والمتواطئين في مذبحة فض الاعتصام، وذلك بما لعبه من دور تحريضي على المعتصمين السلميين ورميهم بقذائف أكاذيبه، بهدف استعداء الشعب عليهم وتبرير قتلهم. وتبنّى الإعلام حملات الشيطنة ضد المعتصمين في الميدان؛ حيث وصفهم تارة بالمغيبين والمخطوفين ذهنيا، وتارة أخرى بالإرهابيين المسلحين، وتارة ثالثة بالقتلة المجرمين الذين يقومون بتعذيب المواطنين ودفن جثامينهم تحت منصة الميدان.

ولم يكتفِ الإعلام بمهاجمة المعتصمين فقط، وإنما قاد حملات تحريضية أكثر ضراوة على قتل المتظاهرين، حيث لم يتوانَ الإعلاميون الموالون للانقلاب في التحريض على فض الاعتصام بالقوة وتبرير قتل المتظاهرين تحت دعاوى الإرهاب الباطلة. كما كان لصحف الانقلاب دور بارز هي الأخرى في التحريض، حيث كانت تحمل عناوينها تحريضا مباشرا على القتل.

وزيرة الإعلام تدعو للمجزرة

قالت الدكتورة درية شرف الدين، وزيرة الإعلام السابقة، إن مجلس الوزراء قرر تكليف وزير الداخلية بفض اعتصامَي رابعة والنهضة، زاعمة بعد ضبط كميات كبيرة من الأسلحة أثناء توجيها للمعتصمين لاستخدامها ضد الشرطة والجيش.

بعد الفض.. "الداخلية" أبطال

عقب فض اعتصام ميدان رابعة العدوية، والذي وصفه الإعلام الغربي بأنه عملية تشبه عملية فض اعتصام ميدان السموي "تيان مين" في الصين في دويها، اعتبر الإعلام المصري عملية الفض كأنها إنجاز قومي، برغم ما أسفرت عنه من قتلى وجرحى ومفقودين ومعتقلين، ولم يرَ في هذه العملية إلا عملية نظيفة، وحاول تقديم المشرفين عليها إلى الشعب على أنهم فدائيون وأبطال.

ونشرت "الشروق" تحقيقا في عددها الصادر الإثنين 19 أغسطس 2013 بعنوان: "فض رابعة والنهضة.. عملية نظيفة في عيون الأمن المركزي"، في حين أجرت صحيفة "الوفد" نشر حوار مع قائد عملية فض اعتصام رابعة (المقدم بهاء الشريف) بالصفحة السابعة، في اليوم نفسه، جاء في عناوينه المنسوبة إليه: "الغاز والمياه السلاح المستخدَم في فض الاعتصام.. القناصة في العمارات تحت الإنشاء وراء استمرار عملية الفض 15 ساعة.. قناصة الإخوان بادروا بإطلاق النار وقتلوا ضابطين".

المصدر