مسألة نسبية

من Ikhwan Wiki | الموسوعة التاريخية الرسمية لجماعة الإخوان المسلمين
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث
لم تعد النسخة القابلة للطباعة مدعومة وقد تحتوي على أخطاء في العرض. يرجى تحديث علامات متصفحك المرجعية واستخدام وظيفة الطباعة الافتراضية في متصفحك بدلا منها.
مسألة نسبية!


الكاتب:أ. إبراهيم عيسي


مشكلة القائمة النسبية أنها مطلب من المعارضة المصرية وليست أمرا من الإدارة الأمريكية ولا رغبة من الأخ جمال مبارك ولا تعليمة من البيت الرئاسي ولا مطلوبة لزيادة المعونة، مما يجعل مطلب المعارضة بالقائمة النسبية وحيدا بلا ضغط، مكتوبا باللغة العربية وليست بالإنجليزية التي تفهمها أمانة السياسات حيث يعمل نظام الحكم عندنا ألف حساب لنصائح الإدارة الأمريكية للنجل خلال زياراته وسفرياته لبلاد العم والخال سام ويستجيب لها حتي ولو بالالتفاف أو بالتحايل أو بشغل الحواة أو باعتمادها وتمريرها لكن بعد تفريغها من محتواها.

وقد قرأت وتابعت تصريحات السيد صفوت الشريف منذ أيام عن مناقشات سعادته مع سعادات أعضاء حزبه عن النظام الانتخابي وكيف أن الحزب مرتاح للانتخابات بالنظام الفردي، وقال في تفسير هذا كلاما مكررا وهشا ومعناه الوحيد بعد مسح الروج والماسكرا والفاونديشن التي يضعها الشريف علي حزبه أن النظام الفردي أضمن للتزوير.

الحقيقة أن القائمة النسبية هي أمل مصر، لكن مَنْ قال إن هذا الحكم المستبد الظلوم الغاشم الذي بني عرشه علي قانون الطوارئ وتزييف إرادة الناس واعتقال عشرات الآلاف من المصريين، ومنع إنشاء الأحزاب (مع السماح فقط لأحزاب مجموعة من مخبري أمن الدولة وأمناء الشرطة) يريد أن يحقق أمل مصر؟!

هذا النظام لا هدف له سوي البقاء للأبد علي مقاعد الحكم، أما تطوير مصر، أما النهوض بمصر.. بلاش يغور في داهية التطوير والنهوض، دعونا نتكلم عن صحة المصريين، هل هدفه هو صحة المصريين أم أننا نعيش أزهي عصور المبيدات، وأزهي عصور الفيروس سي والتَليُّف الكبدي والسرطان؟!.. ثم ألا تلاحظ معي أنه لا يوجد وزير أو مسئول واحد في مصر من كبرائها الذين يمصون دمها قد مَرِض بفيروس سي؟!.. ربنا يعطيهم الصحة ويعطي الجميع، لكن هذه مجرد إشارة للفصام التام بين صحة الشعب وصحة حكامه!!

المهم، نرجع مرجوعنا للقائمة النسبية، فمن الواضح أن النظام استفتي أجهزة الأمن عن مدي القدرة علي التحكم في نتائج الانتخاب بالقائمة، فأفتاهم بأن تطبيق نظام القائمة النسبية سوف يؤدي إلي خروج الأمر من قبضة أجهزة الأمن، وسوف يحصل معارضون ومارقون علي مقاعد مقلقة ومزعجة، كما أن الإخوان المسلمين قد يحصدون مقاعد كثيرة في مجلس الشعب عن طريق النسبية، ولأن الإخوان المسلمين هم البعبع للنظام، وهم الجماعة التي يكرهها رجال الحكم كما يكرهون الموت والديمقراطية تماما، فقد نجح تقرير الأمن في إفزاع النظام من القائمة النسبية والتي أضيف إلي محاذير تطبيقها أن الحزب الوطني ساعتها لن يضمن ولاء رجاله، وأنه لن يستطيع التحكم في الانتخابات في دوائر الريف والصعيد حيث سيفقد عنصر المصلحة الشخصية المباشرة لمرشح الوطني، وهو ما يهدد بانهيار للحزب الحاكم في الانتخابات القادمة.. ورغم أن أكثر من عضو قيادي في الحزب الوطني قال إن الحزب لا يمانع أبدا في تطبيق القائمة النسبية، إلا أن هذا مجرد فض مجالس وكلام ابن عم حديت.

أما أن نعتقد أن هذا النظام يمكن أن يستجيب لمطالب الأمة والمعارضة بقائمة نسبية، فهو ما أشك فيه تماما لهذا لننتظر معاً انتخابات برلمانية في العام القادم هي الأكثر عرة وعارًا في تاريخناً وسلم لي علي إشراف القضاء.. والقدر.