معلومات خطيرة عن نكسة 1967م

من Ikhwan Wiki | الموسوعة التاريخية الرسمية لجماعة الإخوان المسلمين
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث
جرائم العسكر معلومات خطيرة عن نكسة 1967م

مقدمة

أولا: وقائع محاكمة اللواء متقاعد عثمان نصار، قائد الفرقة الثالثة مشاة سابقاً، يوم 10 فبراير 1968م، القاهرة

حول بعض الأحداث في الجبهة المصرية أثناء حرب يونيه 1967م

المصدر: جريدة "الأهرام": العدد الصادر في 11 فبراير 1968م

ثانيا: المخابرات العسكرية المصرية ونكسة حرب 1967

ثالثا: وقائع محاكمة السيد شمس بدران وزير الحربية المصري السابق

نبذة تاريخية

حرب 1967 وتُعرف أيضاً في كل من سوريا والأردن باسم نكسة حزيران وفي مصر باسم نكسة 67 وتسمى في إسرائيل حرب الأيام الستة.

وهي الحرب التي نشبت بين إسرائيل وكل من مصر وسوريا والأردن بين 5 حزيران/يونيو 1967 والعاشر من الشهر نفسه، وأدت إلى احتلال إسرائيل لسيناء

وقطاع غزة والضفة الغربية والجولان وتعتبر ثالث حرب ضمن الصراع العربي الإسرائيلي.

وتألفت القوات المصرية المتواجدة في سيناء من 100,000 جندي في سبعة فرق عسكرية (أربعة مدرعة واثنين مشاة وواحدة ميكانيكية) وامتلكت هذه القوات 900-950 دبابة و1,100 ناقلة جنود مدرعة و1,000 قطعة مدفعية.

أما القوات الإسرائيلية المحتشدة قرب الحدود المصرية فقد تألفت من ستة ألوية مدرعة ولواء مشاة واحد ولواء ميكانيكي واحد وثلاثة ألوية مظليين بمجموع 70,000 مقاتل ونحو 700 دبابة، موزعة على ثلاثة فرق مدرعة. اعتمدت الخطة الهجومية الإسرائيلية على مباغتة الجيش المصري بهجوم جوي بري متزامن. وقد كانت القيادة العسكرية المصرية تتوقع أن يقوم الجيش الإسرائيلي بذات الهجوم الذي شنه في حرب عام 1956 أي من الطريق الشمالي والمتوسط، غير أن القوات الإسرائيلية دخلت من الطريق الجنوبي، ما سبب حالة من الإرباك (كما جاء في الموسوعة الحرة).

وكما ورد في الصحف العربية والعبرية أنه كان من أحد اكبر أخطاء الهزيمة هو فصل المخابرات العامة عن المخابرات الحربية وعدم وجود التنسيق بينهما في امور الاستطلاع ومعرفه نوايا العدو وعقد اجتماعات تنسيقية بينهما وتوحيد تقاريرهما ، وتقديم دراسات متعمقة متناسقة عن "كل لاحتمالات" وتضع حلولها امام المسئولين. يقول مناحيم بيجن لصحيفه جيروساليم بوست يوم 22 اغسطس عام 1982م:[ بالرغم من تمركز الجيش المصري في سيناء فأن نوايا عبد الناصر كانت واضحه في انه لا يرغب في قتالنا بل نحنا الذين هاجمناه].

ويقول الفريق محمد صادق في مذكراته: ان الهند قد أخبرت فعلا عبد الناصر بأن هناك هجوما وشيكا ستقوم به إسرائيل على القواعد والمطارات العسكرية المصرية صباح يوم 5 يونيو عام 1967.

ويؤكد على ان عبد الناصر قد نقل تلك المعلومة بعد التيقن من صحتها من جهات امنيه اخرى الى هيئه اركان الجيش المصري يوم 2 يونيو عام 1967 ثم اعاد عليهم هذه المعلومة مرة اخرى في قاعدة أنشاص الجوية في نفس اليوم.

ويتهم الفريق صادق الاتحاد السوفيتي في خداع مصر عام 1967 عن طريق تقديم معلومات خاطئة لأنور السادات بأن هناك اعتداء إسرائيلي وشيك على سوريا وهو الامر الذى انكرته تماما القيادات السوفيتية حتى الان وتسألت من اين جاء السادات بهذه المعلومات وهو الأمر الذى بقى بدون تحقيق بسبب وفاة عبد الناصر وتعيين السادات رئيسا للجمهورية.

ولذا نقدم للقارئ موضوعين في غاية الأهمية للوقوف على حقيقة ما جرى من خفايا وأسرار جرت في حرب 1967م.

وهي أولا: وقائع محاكمة اللواء متقاعد عثمان نصار، حول بعض الأحداث في الجبهة المصرية أثناء حرب يونيه 1967م،

وثانيا: المخابرات العسكرية المصرية ونكسة حرب 1967

ثالثا: وقائع محاكمة السيد شمس بدران وزير الحربية المصري السابق

أولا: وقائع المحاكمة والتي أظهرت معلومات هامة وخطيرة عن تسيب وإهمال القادة في الحرب.

الرئيس: بسم الحق تبارك وتعالى

وباسم الشعب وحقه على الثورة نفتتح الجلسة

الرئيس: أرست المحكمة طلب الدفاع بضم أوراق التحقيقات الخاصة بمن سئلوا أمام مكتب التحقيق والادعاء ولم يقدموا للمحاكمة وتبين أن عددهم 66 شخصاً، منهم أشخاص لم يقدمهم الادعاء للمحاكمة لعدم توافر أدلة كافية على علمهم بالمؤامرة، ومنهم أشخاص من المدنيين ممن كانوا على اتصال بالمشير في مجال إيجاد رأي عام بين المدنيين، وقد استبعدوا من الاتهام. ومنهم أفراد من أتباع المشير لا يرق موقفهم إلى موقف المساءلة.

ولما كان الاطلاع على أقوال هؤلاء جميعاً يجب أن ينظر إليه في ضوء أقوال كل شخص على حدة وفي ضوء ما تقرره المحكمة تقديراً للعدالة.

يتم اطلاع الدفاع بالنسبة لكل محام على حدة دون ما حاجة إلى ضم أوراق.

لذلك قررت المحكمة رفض طلب الدفاع ضم أوراق التحقيق الخاصة بمن سئلوا في القضية أمام مكتب التحقيق والادعاء.

على أن تنظر المحكمة بعد ذلك في طلبات الدفاع إذا أراد الاطلاع على أوراق أشخاص معينين بالذات على ضوء الأسس التي بيناها.

وقبل أن تستأنف المحكمة سؤال المتهم لواء متقاعد عثمان نصار إحنا نحب نعود لما ذكره المتهم خاصاً بالعمليات العسكرية، فقد تركت هذه الأقوال انطباعاً عاماً كان لابد للمحكمة أن تستخلص الحقائق من مصادرها في القوات المسلحة.

وقد وردت للمحكمة البيانات الآتية:

مذكرة عن سجل أعمال اللواء عثمان نصار بمسرح القتال يومي 5 و 6 يونيه.

تعين اللواء عثمان نصار يوم 25 مايو قائداً للفرقة الثالثة المشاة التي كانت تحتل النطاق الدفاعي الثاني في سيناء حول الحسنة ومعها أسلحة الدعم، ويحتوي سجله على 3 فترات:

الفترة الأولى وقعت في المنطقة بين جبل لبنى وبير لحفن، واستغرقت 13 ساعة بدأت بين الساعة 9 مساء يوم 5 يونيه إلى حوالي الساعة 10 صباح يوم 6 يونيه، وقد فشل خلالها في إجراء ضربة مضادة وقوية ضد قوى العدو، رغم وجود تدخل قوي معاد ورغم وجود أسلحة دعم معه.

الفترة الثانية وقعت حول الحسنة بعد ظهر يوم 6 يونيه وقد ألح خلالها على قائد الجيش الميداني أن يوافق على انسحاب قواته إلى الخلف فلم يوافق، ثم عاد وطلب انتقال مركز قيادته إلى منطقة جنوبي الحسنة، رغم أن الموقف الفعلي لم يكن يبرر ذلك.

المرحلة الثالثة وقعت فيما بين الحسنة والقاهرة، واستغرقت 22 ساعة، من الساعة 7 مساء 6 يونيه و5 مساء 7 يونيه، وقد تغيب خلالها عن مركز قيادته تحت زعم حضور مؤتمر في الميدان مع قائد الجيش الميداني ومغادرته مسرح سيناء، رغم تكليف قائد الجيش له بالعودة فوراً للميدان وتكليفه بمهام خطيرة، وتواجد صباح 7 يونيه بالإسماعيلية ثم بالإسماعيلية عصراً.

وأنا لا أقرأ كل التفاصيل، وإنما أتعرض للخلاصة.. فرغم أنه توفرت له المعلومات الكافية والقوات والمهام الواضحة لشن ضربة مضادة، لكنه أهمل اتخاذ إجراءات المعركة الصحيحة، فأدخل قواته في كمين مدرع معاد وفقد السيطرة على قواته ولم يتمكن من أن يدمر قوات العدو رغم توفر 75 دبابة معه وكتيبتين مشاة، علاوة على انعدام النشاط الجوي المعادي، كما تسبب ارتداد اللواء عثمان نصار دون إخطار قائد الجيش الميداني في فتح طريق المناورة أمام العدو، مما مكن العدو من سرعة الوصول إلى نطاق الدفاع الثاني، وعاد بعد فشله في الضربة المضادة إلى قيادة الفرقة الثالثة مشاة في الساعة 4.15 مساء 6 يونيه.

ملخص أحداث الفترة الثانية: وفي الساعة 4.15 يوم 6 يونيه بدأت طلائع العدو تلتحم مع جوانب الفرقة، فتصدى لها اللواء الثاني حتى 1.30 يوم 7 يونيه، واتصل اللواء نصار بالقائد الميداني طالباً التصديق على ارتداده مرة أخرى من الحسنة إلى الخلف ليدخل في حمى الفرقة الرابعة المدرعة، ولما رفض قائد الجيش الميداني هذا الطلب لعدم وجود ما يبرره، عاد فاتصل به في الساعة السابعة مساء وطلب انتقال مركز قيادة الفرقة إلى موقع تبادلي جنوب الحسنة للابتعاد به عن موقع تهديد العدو، وما إن صدق له، حتى أخطر رئيس أركان الفرقة بالتصديق وأبلغه أنه قائم للتوجه إلى قيادة الجيش لحضور مؤتمر هناك، وهذا كذب وهروب.

ثم غادر مركز قيادة الفرقة وهي في التحام مباشر مع العدو، وتجتاز ظروفاً تتطلب وجود القائد بين جنوده.

ملخص أحداث الفترة الثالثة: ترك اللواء نصار مركز قيادته يوم 6 يونيه الساعة 7.30 مساء تحت زعم حضور مؤتمر، وكان أول من قابله قائد الجيش الميداني الساعة 11 مساء 6 يونيه، وأمره بالعودة إلى مركز قيادته وكلفه بمهام بالغة الأهمية، ولكن اللواء نصار لم يعد إلى مركز قيادته وواصل ارتداده غرباً واجتاز قناة السويس. وشوهد في الإسماعيلية، ثم انتقل إلى القاهرة وهاكستب عصر يوم 7 يونيه. وأثناء ذلك كانت الفرقة الثالثة مشاة تقاتل العدو في مواقعها حتى الثانية والربع صباح 7 يونيه، ثم ترتد إلى غرب القناة. وطيلة هذا الوقت الحاسم في مصير الفرقة كان قائدها متغيباً عنها، وبدلا من توقف العدو في أبو عجيلة والحسنة، ارتدت عبر المحور الجنوبي فتدخلت أرتالها في أرتال الفرقة السادسة مشاة فحدث ازدحام شديد بينهما في مضيق ممر متلا وأصبحت القوات هدفاً سهلاً للعدو ونجح العدو في إلحاق خسائر بها.

من تقارير مركز خبرة القتال لقائد الجيش الميداني ورئيس هيئة أركان حرب الفرقة ولجان تقصي الحقائق العسكرية سجلت بعض الحقائق والتصرفات بالنسبة للواء عثمان نصار، وهي تصرفات لا تليق بقائد مقاتل وتنافي التقاليد العسكرية السائدة، ولو لم يدخل في القضية لكان اليوم أمام المحكمة العسكرية الميدانية العليا. ( انتهى رئيس المحكمة من التلاوة )

الرئيس: والمحكمة إزاء ما ذكر من هذه المعلومات تقرر أن هذه المحاكمة التي نحن بصددها لا تجب مسئولية المتهم العسكرية ووجوب اتخاذ إجراءات محاكمته عسكرية أمام المحكمة الميدانية العسكرية العليا. والحقيقة أن المحكمة أدلت بهذا البيان علشان توضح به للرأي العام أقواله اللي بدأ بها مناقشته في الجلسة السابقة. نرجع للقضية. انتهينا من كلام جلال هريدي لموضوع التوقيتات.

- بس فيه يا أفندم.

بالنسبة لهذا الموضوع غير مطلوب تعليق..

- بس أحب أضيف نقطة. سيادتك كنت بتسألني على أساس إني كنت بأعمل توقيت حقيقي للطريق، وأنا قريت في الجرايد إن جلال قدر الوقت للذهاب والعودة بساعتين. إحنا محسبناش وقت زي ما يجب، وإحنا كناس عسكريين نقدر نقدرها بالضبط، لكن تقدير جلال قال ساعتين، يبقى إحنا مقدرناش الوقت بتوقيت دقيق.

- المسألة مسألة تمشية فعلاً، مش أنا خارج علشان أحسب الوقت. والنقطة الثانية، جلال بيقول إنني لما رجعت من الإسماعيلية قدمت تقرير للسيد المشير، فهل التقرير تحريري أو شفوي. انت اللي تقول لنا.

- مفيش إلا كلام.

انت قلت له إيه؟

- قلت له علي بيسلم عليك.

طيب نسمع.

- قل له علي بيسلم على سيادتك، فقال أنا سمعت إن موقفه وحش، فقلت له لا ده كويس جدا وصديقي من أيام ثانوي.

في مجال القضية اللي إحنا فيها كلمته وحش وكلمته كويس، تعني مسائل معينة. كلمة وحش لها وضع وكويس لها وضع. كلمة كويس دي إنه من الناس اللي يمكن التعويل عليه في هذه المؤامرة، يعني هي تعني أكثر مما تعني في الموقف العادي؟

- أنا وأنـ بأقولها مكانش فيه مؤامرة.

لا.. دي المسألة إنه بعد العملية العسكرية كان فيه إحساس بإن مفيش إمكانية خروج من هذه المسئوليات العسكرية وإلا إن يبقى فيه انقلاب وفرصة لتغطية كل هذه المسائل. يعني فيه إثارة كبرى. واللهفة اللي حصلت بينك وبين جلال هريدي لأن دي الوسيلة الوحيدة اللي يمكن تغطي بها المساءلة العسكرية. - أنا يا أفندم مش هارد برضه.

ترد في تفاصيل المؤامرة. دي قد تكون دوافعه.

- أنا مش هاتعرض للموضوع العسكري.

طيب عاوز تقول إيه عن موضوع التوقيتات.

- أنا بأقول لو أنا عاوز أعمل توقيتات لازم أسجل في ورقة.. ساعة ما أوصل مسطرد. أكتب، ولما أوصل لأنشاص أسجل، وجلال قال إننا هانروح في ساعتين. إذن ما يبقاش ده أي توقيت على الطبيعة. دي كانت فسحة بالليل.

على أي حال ده كلام جلال بالنسبة للتوقيتات، ودي طبعاً يمكن لا تبين شيء قبل انتقالنا إلى الكلام اللي نوقش فيه الخطة تفصيلاً في اجتماعات المشير. كان العملية في الأصل إنه ييجي القيادة في مدينة نصر، لكن لما حصل توقيتات حصل تغيير في الخطة. يعني التوقيتات جزء أساسي في الخطة.

- التوقيتات مكانتش دراسة للخطة ولا حاجة.

طيب نيجي للخطة الأولى اللي وضعت يوم 12 أغسطس.

- جلال هريدي قرر إني عرضت عليه خطة للتخلص ثم الاستعانة بالصاعقة لعودة المشير، فأحضرت ورقة ورسمت كروكي لمنطقة القنال وتحركات المشير للقناة، ثم عودته للقيادة، وتبين إن العملية دي لا يمكن إتمامها في ليلة واحدة، وأن الأمر سوف يتطلب الاتصال بقوات الوحدات وأهمها المدرعات، وإنه لابد من ضرورة السيطرة على الوحدة المدرعة. والسؤال الآن.. ما أهمية السيطرة على الوحدة المدرعة في تفكيرك.

- كل الكلام ده حصل فعلاً. سيادة المشير وهو مسافر إسكندرية قال اقعد مع جلال تفاهم معاه وخليه يهدأ، فأنا جبت جلال وشرحت له إن الكلام ده لا يودي ولا يجيب، وجبت له ورقة وشرحت له الصعوبات اللي هاتعترضه وده لتعجيزه علشان ميفكرش في ذلك.

إذا كان الكلام ده حقيقي. ده في كلام جلال إنك وضعت خطة مكتوبة وتركتها على مكتب المشير؟

- هو يقصد الورقة دي بالذات.

ورقة ايه؟

- أنا جبت ورقة ورسمت له فيها القاهرة وأنشاص والإسماعيلية والسويس. دخل المشير الإسماعيلية هل الدبابات هتسكت واللا متصلة بالريس. وإذا كان الريس هايرفض طلبات المشير. إذن يبقى فيه حرب أهلية، واليهود هاتخش وشمس قبل كده قال الكلام ده، وقال إذا الريس مش هايوافق يبقى هاتقوم حرب أهلية واليهود هاتخش والصاعقة بتاعتك مش هاتنفع. ولو فيه خطة مش صعب على المشير إنه يحطها.

أصل بعد كده الخطة دي بالاعتراضات اللي حصلت عليها أدت إلى تعديلها فعلاً وخصوصاً إن الفكرة نشأت من عناصر إثارة وناس قالوا إحنا مستعدين نروح للصاعقة. والصاعقة عاوزة تروح وناس بتوع نصار عاوزين يروحوا والنهاردة لما تييجي تناقش جلال هريدي على أساس إنك تهديه وتبعده وعمال تحسب له بالتوقيتات إن هذه العملية مش ممكن إتمامها في يوم واحد علشان العدو هايتدخل.

- تمام.

كويس منك هذا الشعور الفياض، إنما أنت قلت الخطة مش ممكن تنفيذها لأنها تتجاوز يوم علشان بتتعدل. وفعلاً جت ناس تتحرك إلى أنشاص، وناس إلى فرق المدرعات وإلى القناة، وأصبحت فعلاً العملية قابلة للتنفيذ نتيجة مناقشتك الموضوعية اللي فيها فعلاً حساب. إحنا لما نناقش الموضوع بنربط بين الأحداث بنناقش ما انتهت إليه الخطة المبدئية وما انتهت به الخطة في النهاية.

- المشير لما طلب مني أهدي جلال دي كانت الوسيلة الوحيدة اللي في مخي أن أبين له استحالة تنفيذ الخطة.

طيب قل لنا اتصالك باللواء سعد عثمان.

- القوة اللي اشتغلت معايا يوم 6 و 7 يونيه كان من القوة المدرعة اللي يقودها سعد عثمان، ولما شفت عربية سعد عثمان وأنا رايح لعلوي افتكرت إني أطلع له آخذ منه تقرير فني عن الميدان.

رحت له بيته؟

- أيوه

يوم إيه؟

- قبل 23 يوليه، وبالصدفة لقيت عربية واقفة، فقلت أطلع آخذ منه تقرير فني عن الدبابات لأن قائد اللواء كان مات، ولما طلعت سألني إيه الأخبار، وجات سيرة المشير، فأنا قلت له قاعد في الجيزة، فقال طيب أنا عاوز أزوره، فقلت له أجيب لك ميعاد وأرد عليك، ولم أستطع أن أجيب ميعاد لأن المشير ماكانش موجود، ورحت لسعد عثمان واعتذرت له. ولما قابلت المشير بعد كده وقلت له، قال لا بلاش تجيب ضباط هنا في البيت لأنهم بيخرجوهم من الجيش، ورحت لسعد عثمان واعتذرت له وانتهى موضوع سعد. هل سبق أن زرته قبل كده؟

- أيوه زرته قبل كده وكان زميلي في ثانوي.

لدرجة انك تزوره 3 مرات في يوم واحد؟

- دول مرتبطين بأول مرة. أول مرة علشان التقرير، وثاني مرة علشان أقول له المشير مش موجود، والثالثة علشان أعتذر له.

هل أخذت منه معلومات فعلاً عن الحرب؟

- لا ما أخذتش منه والمقابلة لم تستمر أكثر من 10 دقائق، وكنت منتظر لما ييجي يزور المشير ونبقى نتكلم.

هل ده كان يوم 23؟

- قريب قوي من 23، وبدي أوضح برضه جه في كلام جلال إن المشير بعتني لسعد عثمان، وده فهمته من مواجهة بيني وبين جلال في المخابرات، وأحب أقول إن ابن سعد عثمان كان كل يوم في بيت المشير لأنه صديق أولاده. وكان يقدر المشير يلمح له لو كان عاوزه.

أمال ليه جلال قال كده؟

- أنا مش عارف جلال قال كده ليه.

وفي موضوع الاعتقالات حبيت أوضح إن العملية مش سهلة، لما قال لعباس تبقى تروح وزارة الداخلية، قلت له يا افندم عربيات الشرطة المدنية أكثر من عربيات القوات المسلحة، ويمكن مدير الأمن يحركها فتربك تحركاتنا، ودي علشان أحط نقط أمام عباس علشان يناقش فيها المشير. مش المسألة سهلة زي ما قال له جلال.

ده انت اللي قلت يزودوا على الأسماء اسم مدير الأمن؟

- لا أنا قلت إن عربيات الشرطة أكثر من عربيات القوات المسلحة.

الكلام ده يفهم منه اعتقال مدير الأمن؟

- أيوه. وبعد كده مباشرة عباس قدر يفهمني وقال للمشير إن المقاومة الشعبية معاها سلاح ومنتشرة ونشطة.

تبقى بقى المناقشة لتوضيح الأمور؟

- دي مش مناقشة دا الكلام بيأخذ ويدي. حبيت أحط نقط أمام عباس يناقش فيها.

الكلام ده مش حصل أمامك؟

- جلال قال لعباس سيادة الوزير امبارح قال إن البوليس الحربي متأمن والكرسي جاهز.

مين سيادة الوزير؟

- شمس بدران.. وجلال بيكلم عباس. لما اندهش عباس قال له يا أفندم سيادة الوزير بيقول إنه مأمن البوليس الحربي والكرسي جاهز.

هو استمع بس عباس واللا ناقش؟

- هو كتب السؤالين علشان يناقش فيهم المشير. وتاني يوم قوات البوليس الحربي لما جت وحاصرت بيت المشير، شمس ماكنش يعرف إن البوليس الحربي، اللي شفته وده دليل، إن شمس ماكانش له سيطرة على البوليس الحربي قبلها زي ماكان بيزعم.. البوليس الحربي جاي متحرك من مصر الجديدة وشمس ما يعرفش.

د مش قرينة، انك تعمل تدبير يوم 25 لتنفيذه يوم 27 وحد يسيبك لتحبط هذا التدبير؟

- ماهو ده اللي حصل.

انت ناقشت الخطة؟

- دي مش خطة، وأنا كراجل عسكري بأقول رأيي الشخصي للمشير.

سميها زي ما تسميها. وقرأ الرئيس "مريت على منزل المشير وكان موجود عباس رضوان وجلال، وكان أمام المشير خريطة العمليات، وحدد المشير على الخريطة ما يمكن سحبه من قوات للعملية".

- أنا قلت خريطة عمليات يا أفندم؟

زي بعضه.. خريطة عمليات أو خريطة مساحة.. ثم استمر الرئيس في تلاوة أقواله "وأن المشير طلب من عباس تأمين القاهرة، وإنه يروح البوليس الحربي، فاندهش وإن فيه جماعات أمن من عند صلاح هايسعدوه". تصورت إن صلاح ده مين؟

- صلاح يعني المخابرات العامة.

"وعند تحديد من سيتم القبض عليهم اقترح هو اسم مدير أمن القاهرة.. وانصرف مع المتهم جلال هريدي تاركاً المتهم عباس رضوان مع المشير".. ما هو الواجب الذي كلفك به المشير؟

- أروح معاه القناة.

وإيه اللي فهمته من اللي ذكر في جلسة مساء 23/8 من كلام المشير؟

- ماهي دي الجلسة اللي طلب مني فيها أروح معاه القناة.

حضرت جلستين؟

- أيوه، ودي في الثانية.

طيب، قررت إن المشير عند بحث الخطة كان في نيته الاستيلاء على القيادة الشرقية والمدرعات؟

- ده غلط.. هو كان رايح القناة.

عباس قرر انك اقترحت تأمين الفرقة في دهشور لأنك سبق لك الخدمة فيها، وعرضت تأمين اللواء المدرع لمعرفتك بقائده؟

- محصلش.

أمال قرر هذا الكلام ليه؟

- في الجلسة دي يا أفندم؟

أيوه.

- إني أروح دهشور؟

أيوه.

- محصلش.

طيب قرر جلال إن واجبك هو تثبيت الفرقة في دهشور والاتصال باللواء المدرع لتأمينه

- لا أنا أناقش جلال.

وليه ماتناقش عباس رضوان وهو قال نفس هذا الكلام؟

- لأنه بيفهم.

إيه البيانات اللي كانت موجودة على الخريطة اللي كان جاري بحثها؟

- سيادة المشير كان كاتب صاعقة.. مظلات على الخريطة.

مين اللي جاب الخريطة؟

- معرفش.

عباس قرر انك وجلال انتم اللي جبتم الخريطة.

- عباس قرر كده؟

أيوه.

- أنا معرفش حاجة عنها.

عباس قرر إن الخريطة عليها بيانات ومواقع الوحدات اللي يمكن سحبها للاستعانة بها.

أيوه، وهو المشير كان بيقول ممكن آخد وحدات كذا وكذا، وجلال يكتب.


وإيه واجب شمس بدران الذي كلف به؟

- لم يذكر أمامي خالص.

طيب إيه أسماء الأشخاص اللي كانوا هايرافقوا شمس إلى الفرقة المدرعة؟

- معرفش، وأنا قلت الكلام ده في النيابة.

قلت إيه؟

- حشرت اسم سعد عثمان وابن أختي.

علي نور الدين- هوه يافندم له أقوال بهذا الخصوص.

الرئيس- أنا عارف.

علي نور الدين- ورد في التحقيق إنه ليس به إصابات.

الرئيس- هل كان عباس يكتب الأسماء المقرر اعتقالها في ورقة؟

- الورقة كانت مع المشير.

المشير كان يقرأ ورقة؟

- هو طلع ورقة فيها أسامي وأنا مشفتهاش.

وبعدين قرأها؟

- لم يقرأها، هو جاب سيرة شعراوي بس، وقال لعباس رضوان، لما يتمسك شعراوي تبقى تروح وزارة الداخلية.

طيب، إيه اللي انت فهمته من كلام المشير بالنسبة لجماعات أمن من عند صلاح نصر.. ومن عند صلاح زي انت مابتقول؟

- الموضوع.

علي صوتك.. إحنا مش في مؤامرة.

- لو سمحت السؤال تاني.

إيه اللي فهمته من كلام المشير عن جماعات الأمن؟

لما المشير قال له الاعتقالات.

انت ليه جيت للحتة دي وصوتك وطي.

- يمكن الميكرفون.

طيب سمعني.

- لما المشير قال لعباس عن البوليس الحربي واتكلم عن الاعتقالات قال له تقدر تستعين بأطقم الأمن، قال إيه الأطقم دي، فقال له أطقم من عند صلاح، وأنا فهمت إنها من المخابرات، وظننت إنه يقصد عليش، لأن عباس صاحب عليش، وعليش هو اللي ماسك، لأن صلاح نصر عيان.

هل تم اتصال بصلاح نصر؟

- معرفش.

ده انت كنت مقيم في منزل المشير وعارف إيه اللي بيحصل.

- رحت يوم 23 / 8 وخرجت علشان كان فيه مشاوير ورجعت تاني.

هل كنت رايح بيت المشير لمجرد انك توده وتزوره؟

- لما رحت الساعة 8 كان حسين مختار عاوز يقابل أولاده، فأنا أعطيته مفتاح شقتي ورحت معاه وفتحت له الشقة وأعددتها له ونزلت.

بصفتك كنت موجود يوم 24، تعرف إن المشير راح قابل صلاح نصر في اليوم ده؟

- لا، المشير ماكانش موجود في البيت، وجلال قال لي زمانه جاي، وأنا كنت تعبان ونمت.

إيه تعليق عباس رضوان بالنسبة لعملية جماعات الأمن؟

- مردش برضه.

خلاها معلقة؟

- لا هو كتب السؤالين اللي حيسألهم للمشير.

إيه تصورك إنه مرضيش يناقش هذه المسائل أمامكم؟

- جلال بيتدخل، وميعرفش البروتوكول، وعلشان كده أنا أخذت جلال ومشينا.


طيب عباس ماطلبش قوات من الصاعقة لتدعم الواجب اللي هايقوم به؟

- لا محصلش.

جلال قرر ذلك، وإن المشير قال له إنه هياخد عشرين واحد من الصاعقة.

- محصلش.

انت اتصلت بالسرجاني يوم 25 / 8 لتوصيل رسالة إلى أنور عليش، إيه مضمون الرسالة؟

- قلت له تروح لأنور عليش، وتجيب سيرتي أمامه. وإذا سأل عني قل له لو رجعت الخدمة لدهشور ممكن تديني فصيلة لحراستي.

طيب إيه الضرورة لاحتياطات الأمن دي كلها؟

- والله يا افندم أنا خايف عليهم، وكان لي رأي قلته لسيادة المشير. أول ما خرج المشير كان في تقديري إن الضباط متعلقين به ولما يحال على المعاش.

طيب ودي تحت أي بند.. عنصر إثارة أو تأمين؟

- تحت إنه ميحطش في اعتباره إن الضباط تحبه وتثق به من غير دراسة، يعني إذا أثير موضوع دهشور، أقول له ما وصلت له من معلومات.

يعني ده عنصر تأمين أو عنصر تعجيل؟

- لا عنصر إبعاد للمشير عن فكرة دهشور، إذا كان عنده معلومات غير صحيحة.

ده قيل بمناسبة إيه؟

- ده جه في دردشة كلام، وأنا قلت له لو راح الريس الوحدات وزارهم هايتأثروا به مش هايسألوا عن المشير.

يعني بالنسبة للصورة اللي أمام المحكمة إن لم تثبت عكسها تعطي إحساس بأنه دفع للإسراع. اعطني الكلام اللي لك واللي عليك وأنا بأقول هذا الكلام علشان أقول إن الكلام لحد هنا يدي انطباع معين، فلازم تثبت عكسه، يعني في مجال الإثارة، واللا في مجال الإسراع والتطمين. عاوز أعرف معنى هذا؟

- أنا كان ضمن تعليقاتي بأقول له الضباط ميهمهمش ده أو ده طالما إن اللي هاييجي بيمشي بنفس الأسلوب بتاع سيادتك، وأنا مش عاوز يتحط في صور مش متأكد منها وعلشان كده قابلت حسن السرجاني.

الساعة عشرة؟

- أيوه.

فين؟

- بجوار جامعة عين شمس.

وسألته عن ايه؟

- دار حديث طويل، وسألته عملتم إيه في رفح، ومين رجع، وفهمت منه إن قيادة الفرقة كلها اتغيرت ماعدا 3 ضباط هو واحد منهم، وعرفت منه إن اللواءات الموجودة في دهشور كلها غريبة عني وأنا لم أخدم معاهم، وبعدين قلت له فلان عندكم، وكنت أقصد أنور عليش قال أيوه، قلت له والله ابقى قول له كذا وكذا..

قلت له إيه؟

- قلت له يقعد مع أنور عليش ويجيب سيرتي، وإذا كان يسأل عني فبلغه الرسالة.

وإيه الرسالة؟

- قلت له قول له إن اللواء نصار بيسألك لو رجع الخدمة في دهشور تقدر تعين له فصيلة لحراسته.

طيب عاوز الواجب الملقى عليك أكثر من كده إيه، دي معلومات تعطيك الاطمئنان إذا ما تحركت مع الفرقة؟

- أنا كنت بأشوف هايطلبني واللا لا.

لو كان أنور عليش قال له آه واستجاب يبقى ده الحد الفاصل لتصرفك؟

- إذا كان استجاب مش عارف هاقول لسيادتك إيه. كنت هاأفكر.

كنت لسه هاتفكر؟

- أيوه.

طيب إيه الفصيلة اللي انت طالبها لحراستك؟

- ده كلام. علشان أنور يتصل بي مش يطلَع له فصيلة. دي طريقة علشان يتم الاتصال بي.

كنت طلعت معاش؟

- أيوه، كان بقالي شهر ونصف شهر.

كأنك بتعمل اختبار علشان تشوف إن كان هذا الكلام ممكن تنفيذه؟

- إذا كان هايقابلني أو لا.

يقابلك ليه؟

- يقابلني علشان أفكر في طريقة الاتصال بدهشور.

ليه؟

- علشان المشير لو قعد معايا تاني أقدر أناقشه وأرد عليه رد مقنع.

إزاي والعملية في دور التنفيذ؟

- مكانتش في دور التنفيذ، والمشير قال أوقف تاني.

المتهم حسن السرجاني قرر إنه الساعة 11.30 مساء 25/8 حضر ابنك إليه في منزله ودعاه إلى مقابلتك فنزل ووجدك في سيارتك بجوار منشية الصدر، ووجدك مرتبك، تتلفت يميناً ويساراً. ولما سألك قلت له انك مراقب وطلبت منه حمل رسالة إلى أنور عليش مضمونها إمكان مقابلتك، وهو فهم انك عاوز تدخل الفرقة في دهشور علشان يطالبوا بعودة المشير.

- أنا كنت عاوز أعرف في تجاوب واللا لا علشان أعرف الوضع.

ليه ما اتصلتش بأنور عليش مباشرة؟

- معرفش عنوانه.

وبس وسيلتك كانت السرجاني؟

- هو الوحيد اللي أعرفه.

وليه اخترته؟

- ذكاؤه محدود.

إذا كان رجوعك للفرقة في دهشور سيتم بالطرق القانونية، إيه الحكمة والضرورة للفصيلة اللي هاتحرسك؟

- القصد مش أرجع دهشور، وإنما أعطي كلام للسرجاني ميفهموش وينقله زي ماهو لأنور عليش ميفهموش، يقوم يتصل بي عليش ويستوضحني، وإذا لم يتصل يبقى مفيش حاجة.

ويتصل بك ويقول لك كلام ماتفهموش؟

- لا أنا أفهم، وأنا السرجاني إذ لم يتصل بي يبقى مافيش حاجة وهي رسالة مش مفهومة.. فمش حيبلغ إذا كان غير مستجيب.

اسمع يا عثمان، أنا عاوز حاجة مقنعة أنا طول ما المسألة مش مقنعة هااضطر أسأل؟

- الطريقة دي المشير عملها معايا سنة 52 بالضبط، وأنا عملت نفس العملية، قلت رسالة غير مفهومة علشان أجرجر الراجل يتصل بي إذا كانت علاقته بي كويسة وممكن يستجيب.

بتقول علشان تجرجره؟

- أيوه.

بس.. كفاية، أهو ده اللي إحنا عاوزينه.

طيب بالنسبة للي حدث ليوم حصار البوليس الحربي لمنزل الجيزة؟

- أنا كنت راجع من مقابلة السرجاني عن طريق شارع صلاح سالم، لقيت البوليس الحربي عند مفترق القصر العيني ومصر القديمة، فأنا قدرت الموقف. جلال هريدي وله سابقة مع المخابرات. خفت يحصل حاجة زي دي لأن بيت المشير في وسط السفارات، وإذا ماحدث إطلاق رصاص، فرحت طالع جري لقيت جلال لواحده وقلت له فين شمس وطلبت منه احضاره فوراً، ورحت طالع في جولة ثانية فلقيت القوات وصلت أمام الجامعة في الجيزة، وكنت أقدر أروح، إنما رجعت تاني علشان أوقف أي طلقة تحدث.

يعني فاكر مفيش طلقة طلعت بجهودك الشخصية؟

- مساهمة بجهودي.

وبعدين إيه الحالة اللي كان عليها البيت والأحاديث اللي دارت؟

- جت القوة والموقف كان فيه مشاعر مش تمام، كانت ربكة وفيها شئ يحزن النفس، سيادة اللواء سليمان ( وأومأ إلى اللواء سليمان مظهر عضو اليسار في المحكمة ) كان موجود.

يعني برضه عاوز تبين وتوهم المحكمة زي ما اتكلمت عن سيناء وجبنا البيانات؟

- سينا دي موضوع تاني وطالب محاكمتي.

هايحصل..

- إن شاء الله.

إن شاء الله. شمس قال إن جلال وانت كنتم تدعون للمقاومة، برضه ماكنتش عنصر تهدئة كنت عنصر إثارة.

- حاجة من اتنين، أنا وجلال موجودين ومفيش طلقة طلعت، واحد مننا هايقول بلاش مش معقول جلال، يبقى لازم أنا اللي قلت.

شمس قرر إنه في ليلة 26 / 8 توجه إلى منزل المشير فوجد جلال وعثمان وأمين عبد العال والجنيدي وقوة الحراسة في استعداد لمقاومة القوة اللي تحاصر المنزل. على كل إحنا

في أسئلتك نرسم صورة لأن الرأي العام طرف في هذا الموضوع علشان يعرف الحقيقة من واقع كلامك.

إذا كان الدفاع له أسئلة إحنا نوجهها دلوقتي ( وتقدم الادعاء والدفاع بأسئلتهم إلى رئيس المحكمة ). ووجه الرئيس أسئلة الادعاء:

ما الذي دعاك إلى الاعتقاد بأن المقصود أن يتحدث عباس رضوان مع حسن عليش بشأن الاعتقالات؟

- حسن عليش خدم معايا في الحرس الوطني، وعلاقته كانت قوية بعباس رضوان، وصلاح نصر كان عيان في ذلك الوقت، ولما قال صلاح قلت المخابرات العامة، وقلت عباس يعرف حسن عليش وصلاح نصر عيان، وحسن عليش اللي ماسك في الوقت ده.

طبعاً العلاقة بين عباس وصلاح أقوى؟

- أنا بأقول استنتاجي، وصلاح كان عيان.

هل فهمت من حديث المشير عن جماعات الأمن أن يكلف عباس رضوان الاتصال بالمخابرات أم يكلفه الاتصال بصلاح نصر؟

- لا إنه يبقى يتصل بحسن عليش.

بس حسن عليش اسمه لم يذكر؟

- ده استنتاجي لأن صلاح نصر كان عيان.

ألم يذكر دور شمس في التوجه إلى الفرقة المدرعة للسيطرة عليها في الاجتماع الأول يوم 23 / 8.

- لم يذكر.

علي نور الدين - لا، ده قبل تحقيق النيابة.

قررت أمام المحكمة انك اتصلت بالسرجاني حتى يتم الاتصال بفرقة دهشور. ألا يدل ذلك بأن الخطة جدية؟

- أنا مش عاوز أكلم المشير كلام مش قائم على دراسة، كل الكلام على مقابلة الريس، وأنا معاه جلسة أخرى، فإذا فرض وقال تروح دهشور، عادي أناقشه بما توافر لدي من معلومات.

يعني مش خوفاً من أن ينكشف أمام شمس؟

- شمس وأنا واخد على تريقته.

ثم بدأ الرئيس في توجيه أسئلة الدفاع

أسئلة من محمود عبد اللطيف المحامي عن عباس رضوان

قلت في حديثك عن لقاء يوم 24 / 8 إنه عندما وجه المشير الكلام إلى عباس رضوان عن البوليس الحربي، بدا عليه الدهشة. لماذا؟

أنا كنت معتقد أن عباس قايم بدور الصلح بين المشير والريس، بمجرد إن المشير قال لعباس، عباس دهش وأنا دهشت، وبعدين عباس عاوز يسأل أسئلة لم يمكنه جلال بطريقته، فكتب الأسئلة في ورقة، إنما اندهش فعلاً.

السؤال الثاني "وقلت أيضاً عن نفس هذا المجلس، فرد عباس رضوان برضه معلهش لي سؤالين بعدين، فماذا فهمت من هذا التحفظ؟"

- إن عباس مش موافق على كده وانه يعمل من جانبه على تهدئة الثورة النفسية للمشير.

السؤال الثالث "لم يأخذ عباس الوضوح الكافي، هل يقصد إنه ماكانش فاهم تعليمات المشير؟"

- كراجل زي عباس يندهش طبعاً هايمسك البوليس الحربي إزاي وعاوز يفهم العملية، علشان كده راح المشير ناقل على طول على الاعتقالات. فيه واجبين، واجب البوليس الحربي وواجب الاعتقال. سيادة المحامي يقصد أيهما؟

أقصد الواجبين.

- أنا فهمت إن ده مايعتبرش ده واجب أخذه عباس.

سؤال من محمَد عيسى المحامي عن أحمد عبد الله

هل سبق أن التقيت بأحمد عبد الله أو دار بينكما حديث؟

- شفته مرة في بيت المشير واقف مع جلال.

داخل البيت؟

- مرة داخل البيت ومرة خارج البيت مع جلال.


دي المرة اللي قلت له إن المشير عمال يمطوح في العملية؟

- لا يافندم لم يصدر حتى أي كلام لأحمد عبد الله.

الأسئلة من كمال خالد المحامي

بحكم صداقتك بالمشير، هل تذكر المراحل التي مر بها المشير منذ تنحى المشير من 5 / 6 إلى 2 / 8 من حيث إصرار المشير على التنحي وعدم العودة؟

- من يوم ما قابلته حتى جلسة 23 وهو مصر على عدم العودة.

أمال بداية تفكيره في العودة؟

- أول مرة ليلة 23 / 8.

سؤال من ماهر محمد علي

بحكم وجودك في منزل المشير مع حسين مختار، هل أبلغ حسين مختار بدور معين له في المناقشات؟ هل لمستم إن حسين مختار اشترك في أي عمل؟

- لا لم يحصل.

هل لمستم إنه كان على بينة من اتفاقات تدور مع أحمد عبد الله؟

- لا.

لماذا كان في منزل المشير؟

- كان مطلوب القبض عليه، وهو ملازم جلال.

ذكر إن اللي يعلموا بتفاصيل الخطة 6 وشمس قال لا 7 لأن حسين بيتردد وعارف.

- أنا مشفتش حاجة زي دي.

أسئلة من مختار فهمي

هل كان اتصالك بالنقيب السرجاني يوم25 / 8 مبني على موعد سابق؟

- يوم 25 / 8 كان يوم جمعة وأنا طلبت من ابني يتصل بالسرجاني علشان يكلمه عن البطاقة فطلع ابني وحدد ميعاد جنب جامعة عين شمس.

اشمعنى جامعة عين شمس؟

- جنب بيته وهو بييجي ماشي.

وهل كان يعلم سبب المقابلة؟

- لا.

سؤال من محمَد علي رشدي.

محمد رشدي: هو أجاب عليه.

- أظن النهاردة مفيش فرصة لحد تاني، والأسماء هي نفس الأسماء اللي حددناها، هاييجي إسماعيل حمدي.

ثانيا: المخابرات العسكرية المصرية ونكسة حرب 1967م

كان من أحد اكبر أخطاء الهزيمة هو فصل المخابرات العامة عن المخابرات الحربية وعدم وجود التنسيق بينهما في امور الاستطلاع ومعرفه نوايا العدو وعقد اجتماعات تنسيقية بينهما وتوحيد تقاريرهما ، وتقديم دراسات متعمقة متناسقة عن "كل لاحتمالات" وتضع حلولها امام المسئولين.

فمن المعروف أن لحنة التنسيق لأجهزة المخابرات المختلفة، تكثف عملها وتنسق تقاريرها بحيث لا يوضع أما رئيس الدولة ، إلا دراسات الكافية والتي لا تتسم بثغرات "المعلومات المخابراتية".

ونظرا للجهل "والسرية" التي تسود ، حول معني ودور "المخابرات" ، لم يفصل الكثيرين منا بين دور المخابرات العامة والمخابرات الحربية ليس فقط في في نكسة حرب 1967 ولكن أيضا قبلها وبعدها ،

السبب بسيط .. ويؤكده ، من عاصر تلك الأيام ، فقد اغرق الاعلام الموجه عيون الشعب نحو مسئوليه صلاح نصر وانحرافاته الشاذة في جهاز المخابرات مع إعلان اسماء بعض الممثلات اصحاب الاسماء الرنانة التي تصطدم عقول المصرين في محاكمات جهاز المخابرات العامة حتى تطغى أخبار انحرافات "المجموعة التي كانت تحيط بصلاح نصر ... وعبدالحكيم عامر" ، فشل المخابرات "وقتها" في معرفه الدقيقة لموعد الضربة الجوية الإسرائيلية صباح يوم 5 يونيو عام 1967 بالثانية الواحدة

انتصارات المخابرات العامة لا تنحصر فقك في رفعت الجمال ( رأفت الهجان) ولكن أيضا النجاح المتكرر في كثير من العمليات ... التي لا يزال معظمهم مجهولا حتي الأن ...

فلم يكن رأفت الهجان هو العميل الوحيد الذى تم زراعته وسط قمه الهرم السياسي الإسرائيلي بل كان هناك أيضا ، كان هناك عميلا اخر لا يقل في اعماله عن رأفت الهجان وكان صديقا مقربا لموشى ديان - كانت هوايته التنقيب عن الاثار - وساعدة على اكتشاف العديد من الاثار المصرية الحقيقية التي دفنتها المخابرات في رمال سيناء ليكتشفها ديان بنفسه ...

ويخلط البعض بين مهمات "الوحدات المتخصصة في الجيش" ودور المخابرات العسكرية فينتظر البعض أن تقوم أجهزة المخابرات ... بشكل متناسق ، سواء العامة أو الحربية باكتشاف مسرح عمليات الجيش الحربية في سيناء "المصرية" ومعرفه طوبوغرافيتها وتضاريسها والاسلوب الامثل للتعامل مع العدو فيه ..... بينما هناك دورا كبيرا وخطيرا يستلزم دراسة طوبوغرافيه الأراضي الإسرائيلية في صحراء النقب وفى سيناء دراسة تامه وهو ما يساعد ، هيئة أركان الحرب علي التخطيط الدقيق واختيار أنسب المواقع لوضع قواتنا المقاتلة فيه وتحديد مكان مقابله العدو .اذا فكر في دخول سيناء...

واذا كانت كل القيادات السياسية والعسكرية قبل الثورة وبعدها قد اتخذت قرارها بعدم مهاجمه العدو فلا أعتقد ، أن ذلك يعني وبالتالي عدم الحاجه الى دراسة طبوغرافيه اراضيه وبالرغم من هزيمتنا امام هذا العدو في حرب 56 فيعتقد أنه لم يحاول أي من قادة الجيش او من جهاز المخابرات الحربية أن تحظي دراسة تحركات العدو عام 1956 او دراسة طوبوغرافيه الجزء الإسرائيلي من سيناء علي ما يحقها من اهتمام تستحقه.

وهو الامر الذى التفتت اليه نفس هذه القيادات بعد الهزيمة وضياع سيناء لوضع سيناريو الحرب المقبلة عام 1973 بكل نجاح

لذلك فأن اول قائد عسكري مسئول ، أنوه به ، هو الفريق محمد صادق مدير المخابرات الحربية عام 1967 وهو ابن سابق لاحد كبار الجيش المصري وهو من اصل تركى ويعتبر في الحقيقة من اقدم ضباط الجيش المصري اقدميه ... واشتهر بكراهيته الشديدة للاتحاد السوفيتي حتى قبل حرب يونيو .

- تسلم الفريق محمد صادق جهاز المخابرات الحربية في نوفمبر عام 1966

- يقول في مذكراته انه احتاج الى 6 شهور لدراسة منهج العمل المعقد الذى كان يقوم به سلفه في الجهاز.

يصف الفريق صادق في مذكراته كيف كان عبد الناصر يهتم جدا بقراءة يوميه لتقارير اجهزة المخابرات العامة والحربية ووزارة الخارجية بالإضافة الى تقارير خاصه كان يرسلها له بعض زعماء قادة حركه عدم الانحياز خاصه الهند وزعيمها نهرو

يعترف الفريق صادق في مذكراته ان الهند قد أخبرت فعلا عبد الناصر بأن هناك هجوما وشيكا ستقوم به إسرائيل على القواعد والمطارات العسكرية المصرية صباح يوم 5 يونيو عام 1967

ويؤكد على ان عبد الناصر قد نقل تلك المعلومة بعد التيقن من صحتها من جهات امنيه اخرى الى هيئه اركان الجيش المصري يوم 2 يونيو عام 1967 ثم اعاد عليهم هذه المعلومة مرة اخرى في قاعدة أنشاص الجوية في نفس اليوم ...

ويؤكد الفريق صادق في مذكراته انه قام بتقديم عرض للقادة عن ترتيبات اسرائيل القتالية أكد فيه على وجود تجمعات مجنزرة إسرائيلية على كل الطرق الإسرائيلية المؤدية الى رفح وابو عجيله وكوم ابو سالم وبئر سبع ..

كما ادعى انه قدم تقريرا وافيا عن رد فعل العدو اذا ما قرر عبد الناصر أغلاق خليج العقبة امام السفن الإسرائيلية حذر فيه من ان اسرائيل ستضربنا في الفترة ما بين يوم 27 مايو الى يوم 2 يونيو عام 1967 غير ان شمس بدران والمشير محمد فوزى وبعض كبار قيادة الجيش قللوا كثيرا من هذا التقرير بسبب اعتمادهم على تقارير الاتحاد السوفيتي

ويتهم الفريق صادق الاتحاد السوفيتي في خداع مصر عام 1967 عن طريق تقديم معلومات خاطئة لأنور السادات بأن هناك اعتداء إسرائيلي وشيك على سوريا وهو الامر الذى انكرته تماما القيادات السوفيتية حتى الان وتسألت من اين جاء السادات بهذه المعلومات وهو الأمر الذى بقى بدون تحقيق بسبب وفاة عبد الناصر وتعيين السادات رئيسا للجمهورية ....

عموما وطبقا مذكرات الفريق صادق ارسل عبد الناصر الفريق محمد فوزى الى سوريا لمعرفه حقيقه الامر وقد حلق الفريق فوزى بنفسه فوق الجبهة في الجولان ولم يرى أي تجمعات إسرائيلية وعاد وقدم تقريره الى المشير وشمس بدران ألا انهم وطبقا لمذكرات الفريق صادق لم يعيرا تقرير محمد فوزى أي اعتبار فقد كانوا يعتمدون كليه على

تقارير المخابرات الروسية !!

وانتقد الفريق صادق في مذكراته قيام المشير عام بإغراق سيناء بقوات الاحتياط المصرية وبملابسهم المدنية بدون أي سلاح او مياه وان الدبابات المصرية من طراز t34 , t54 , shereman قد تم ارسالهم الى سيناء بدون وقود كافي او ذخيرة كافيه وان كل تشكيلات سلاح المدفعية نقصتها الخرائط الطبوغرافية دون ان يوضح لنا دور المخابرات الحربية التي كان يرأسها في تقديم تلك الخرائط ودورها في تحديد اماكن قوتنا مما يحقق اكبر قدر من المزايا الاستراتيجية لقواتنا سواء قبل او اثناء المعركة.

وهو ينتقد ... ومعه كل الحق في ذلك ... ظن كل من عبد الناصر والمشير عامر بأن مجرد ارسالنا عدد كبير من القوات سيكون رادعا قويا لمنع اسرائيل من الاعتداء على سوريه ...............

وفى نفس الوقت ينتقد بشدة شمس بدران وزير الحربية في ان ولائه لعامر غطى على مسئوليته في اعداد الجيش وفى اخفاقه بتزويد الجيش المصري بصواريخ سام الروسية الصنع وانتقد ايضا احوال الطيران المصري ونقص عدد الطيارين وافتقادهم للتدريب ونوه على سقوط بعض الطائرات المصرية عام 1966 في احد الاشتباكات الجوية مع اسرائيل وارجع السبب في ذلك الى ضعف الطائرات المصرية امام نظيرتها من الطائرات الإسرائيلية .... واذا كانت هذه هي الحقيقة فما دور المخابرات الحربية من رصد هذه الحالة وتقديمها الى القيادة المعنية.

لقد كان جنوب اسرائيل وقطاع غزة وصحراء النجف تحت المسئولية المباشرة للمخابرات الحربية ومع ذلك فلم ترصد تلك المخابرات بناء اسرائيل لبعض قواعدها الجوية على الحدود المصرية فقد كان كل ما قامت به قواتنا الجوية من طلعات جويه للاستطلاع قبل حرب 67 لم يتعدى سوى طلعتين جويتين على ميناء ايلات ومع الاسف كان ذلك 3 ايام قبل الضربة الجوية الإسرائيلية صباح 5 يونيو المشئوم

ومن اقوال الفريق صادق نرى مأساة حقيقه في مبررات مدير المخابرات الحربية عن دورة في هزيمه 67 .... فمن واقع مذكراته نجد انه قد ركز كثيرا على دور الوحدات القتالية الأرضية الإسرائيلية وعلى اعتماد القيادات العسكرية على التقارير الروسية وانغماسها في المعارك السياسية ومع ذلك لم يبين لنا أي قدر من الاهتمام قامت به المخابرات الحربية لاستطلاع حاله الطيران الإسرائيلي وامكانيه ضربه للقواعد الجوية المصرية.

ثالثا: وقائع محاكمة السيد شمس بدران وزير الحربية المصري السابق

كتب يحي الشاعر يقول: يقول محمد عبد الغنى الجمسى فى مذكراته ( وجاء الدور على شمس بدران وزير الحربية بتقديمه للمحاكمة ، وأثناء هذه المحاكمة فى فبراير 1968 سأله رئيس المحكمة عن رأيه فيما حدث ، وترتب عليه هزيمة يونيو ، رد قائلا " لما تطور الموقف ، ورأينا أننا لازم نسحب البوليس الدولى ـ قوات الطوارىء الدولية ـ علشان نبين إن إحنا جاهزين للهجوم ، لأن وجود البوليس الدولى يمنع أى عملية دخول لقواتنا ، وانسحب البوليس الدولى ، استتبع ذلك احتلال شرم الشيخ الذى استتبع قفل خليج العقبة.

وكان الرأى أن جيشنا جاهز للقيام بعمليات ضد إسرائيل ، وكنا متأكدين 100 % إن إسرائيل لا تجرؤ على الهجوم أو اخذ الخطوة الأولى أو المبادرة بالضربة الأولى ، وأن دخول إسرائيل أى عملية معناها عملية انتحارية لأنها قطعا ستهزم فى هذه العملية ".

ولما سألته المحكمة مستفسرة عن رأيه فى أن الرئيس عبد الناصر قرر قفل خليج العقبة بعد أن أخذ تمام من القائد المسئول ، رد شمس بدران قائلا " القائد العام ـ المشير عامر ـ أعطى تمام وقال أقدر أنفذ ، وبعدين من جهة التنفيذ كان صعب عليه ".

علق رئيس المحكمة على كلام شمس بدران بقوله " والله إذا كانت الأمور تسير بهذا الشكل وتحسب على هذا الأساس ، ولا تكون فيه مسئولية الكلمة ومسئولية التصرف ، يبقى مش كثير اللى حصل لنا") ـ من مذكرات لواء محمد عبد الغنى الجمسى رئيس هيئة العمليات خلال حرب أكتوبر 1973. المصدر : حرب أكتوبر 1973 مذكرات محمد عبد الغنى الجمسى ـ الطبعة الثانية عام 1998. وقائع محاكمة السيد شمس بدران وزير الحربية السابق في الجمهورية العربية المتحدة حول بعض الملابسات التي رافقت تطور الأحداث قبيل نشوب حرب يونيه 1967 القاهرة، 24 فبراير 1968 جريدة " الأهرام ": العدد الصادر في 25 فبراير 1968

باسم الحق تبارك وتعالى

وباسم الشعب وحقه على الثورة نفتتح الجلسة

المتهم شمس بدران.

- أفندم.

المحامي

- محمد علي رشدي.

عبده مراد: طالعنا في الصحف تقريراً عن المتهم مسعد الجنيدي، هل تكرمتم أن يسمح لنا بالاطلاع على هذا التقرير.

المحكمة قالت ما يمكن نشره عن هذا التقرير ولا اطلاع عليه.

اللي إحنا قلناه هو ما يكون من حق الدفاع ومن حق الإعلان ونديلك النص اللي إحنا ذكرناه هنا من واقع محضر الجلسة.

اتفضل هنا ( وغادر المتهم القفص وجلس أمام المنصة ).

الرئيس للمصورين: ياللا خلصوا بقى.

محمد على رشدي: لي كلمة، أرجو أن أقولها قبل المحاكمة، وهي أن هذا المتهم كجميع المتهمين يحاكمون باسم الثورة ومصلحة الشعب، إنما هم يحاكمون قبل كل شئ أمام قضاة عدول ولا يجوز أبداً أن تكون هذه المحاكمة محل إثارة أو تشهير أو تجريح. لا شك أن الصحافة بوصفها سلطة رابعة هي محل تقدير وإعزاز. إنما أن ينشر كما نشر في جريدة الأخبار أمس، ماذا قالوا عن شمس بدران ( هنا يقف المذنب الكبير )، هذا اختلاف عندما ينسب إلى المتهم المفروض أنه برئ إلى أن تدينه المحكمة، بأنه مذنب كبير. ثم يقول المقال بعد ذلك.. ( وبدأ المحامي يتلو فقال له الرئيس)

إحنا جميعاً قرأنا هذه المقالة.

تابع ) وقائع محاكمة السيد شمس بدران وزير الحربية المصري السابق

- هل يرضيكم هذا، هل يرضي المحكمة أن يعرض بالمتهم كذلك وهو بين أيديكم، نرجو أن تسمحوا لنا أن نرجوكم أن تنبهوا الصحافة ألا تستبق القضاء.

هو بالنسبة للصحافة بصفة عامة، هي حرة وهذا ما كان بيدعو إليها المتهم شمس بدران واللي بتدعوا إليها الاستقالة اللي هي موضوع الإثارة، وهي الدعوة إلى حرية الصحافة والديمقراطية، والنهاردة بعد ما قريت هذا المقال اللي مجمع فيه تلخيصاً من مجمل الأقوال اللي قيلت من المتهمين السابقين.. كونه يضع فيها العنصر اللي بيزيد به ما يلخص

هذا، دي الحاجة الوحيدة اللي يترك لضمير الصحفي إنه يقدرها، اللي إحنا متأكدين إن ضمير الصحافة يجب أن يقف موقف العدل والمحكمة من نظر القضية.

عاوزين نعرف المرحلة التي أقمت فيها في منزل المشير والمشوار إلى اسطال، وبعد كده نتدرج بالسؤال خطوة خطوة.

- والله أنا شايف إن العملية بدأت قبل كده بمراحل طويلة، يعني الحالة التي وصلنا لها بدأت من مدة طويلة، كان فيه أحداث طويلة تراكمت على بعضها وأدت إلى هذا الموقف اللي إحنا فيه وأنا لي دور في جميع هذه الأحداث وأحب أقول الموضوع من أوله.

ما إحنا هانوصل لأوله، بس قول هذه النقطة.

- بس مقدرش أقولها، لازم نبتدي من الأول علشان يبقى الموضوع متدرج.

من الأول يعني سنة كام؟

- أفتكر من سنة 62.

وليكن. مادام هانبتدي من سنة 62، أحب أقرأ الجزء اللي جه في أقوالك اللي قلت فيه " استكمالاً لحديثي أريد أن أقول أن هذه الأزمة بدأت سنة 62 عندما شكل مجلس الرياسة وعرض عليه قانون معين، وهو القانون الخاص بالأسلوب اللي يتبع في تعيين القيادات على مختلف المستويات. فوافق عليه المجلس وكان من شأنه أن يأخذ اختصاصات المشير في بعض التعيينات داخل القوات المسلحة، وهذا ما دعا المشير إلى تقديم استقالته ". القانون عرض يوم أيه؟

- أفتكر مايو 62.

بس القانون ده عرض يوم 29 / 11 / 62.

- أفتكر سنة 63، وبالنسبة للتواريخ مقدرش أحدد.

إحنا نحدد، القانون عرض 29 / 11 / 62، ولذلك الاستقالة اللي بتستند عليها في كلامك والموقف بين الريس والمشير نشأ من تاريخ الاستقالة التي كانت توزع للاستثارة في أول ديسمبر 1962.

- الاستقالة كانت عملية توضيح وليست للاستثارة.

معلهش، على العموم إحنا هنا نتكلم بالتفصيل مش هانستعجل. إحنا قدامنا اليوم بطوله، ويمكن يوم الاثنين كمان.. ولكن عندما حل سنة 63 صرف النظر عن القانون لدخولنا حرب اليمن.

- الاستقالة بتاريخ كام لو سمحت؟

في 1 ديسمبر سنة 63.

- يبقى في صيف 63. والأحداث بتبتدي في أوائل صيف 62 في شهر مايو. حصل إن الريس أخذ قرار بإن جميع أعضاء مجلس الثورة أو نواب الريس يتركوا شغلهم الرسمي وينضموا للتنظيمات الشعبية في الاتحاد القومي أيامها. وكان الكلام ده يشمل جميع الناس بما فيهم المشير عامر الله يرحمه ويحسن إليه، والمشير وافق. وفي هذا الوقت كانت الظروف لا تسمح من وجهة نظري الشخصية بأن المشير يترك القوات المسلحة.

إيه هذه الظروف؟

- وكنت أري من الخطورة أن المشير يترك القوات المسلحة وإنها تبقى فاضية في هذه الظروف وإلا حدث ما لا يحمد عقباه..

ده من وجهة نظر مين؟

- من وجهة نظري الشخصية وكانت وجهة نظر المشير إنه يمشي.

بنيت وجهة نظرك على أي أساس؟

- إن الجيش ليس في ظروف أن يترك بدون قائد، وماكانش يستحمل في هذا الوقت إن يحصل فيه تغيير، لأن كان فيه الكلام كثير يحدث حالة بلبلة تحدث انقسام في الجيش.

لتوضيح هذه النقطة كان مفروض أن يتم التآمر في جميع القيادات منذ الانفصال، بصورة أخرى إذا تكرر سنة 56 و 57 من إهمال في قيادات القوات المسلحة وخاصة الطيران، وكان صدقي محمود من ضمن القيادات اللي هاتنشال من سنة 57.

- ده اللي أنا هاأقوله بالتوضيح، في أوائل 62 كان فيه توتر برضه عقب الانفصال، كان رأي الريس تغيير قيادة الطيران وإنه يغير صدقي محمود وجمال عفيفي بالذات. والريس كان زعلان والمشير كان رأيه إن صدقي محمود أصلح واحد. وكان فيه فرق كبير بين صدقي وبين الناس اللي بعده وإن محدش منهم يصلح ليحل محل صدقي في قيادته للطيران. والريس قال كذا مرة من إنه عاوز يغير صدقي محمود

وجمال عفيفي على أساس ييجي دم جديد ومش ممكن واحد يفضل متربس بالشكل ده وكانت دي وجهة نظر الريس ولقيته زعلان من تمسك المشير بهم وأنا رحت للمشير وقلت له مفيش داعي لهذا الكلام وممكن إحلال غيرهما محلهما، والمشير وافق على هذا. والكلام كان على شيل صدقي محمود وجمال عفيفي، وأنا رحت وقلت للريس فقال لا. المشير اتصل بي وأنا قلت بلاش صدقي ينشال ويكتفي بشيل جمال عفيفي، وانشال فعلاً، إنما اللي جه بعده ماكانش في كفاءته ورجعه تاني قبل العمليات بـ 4 أشهر، والريس قال أنا والله لقيت جمال عفيفي كان كفء ورجعناه، واللي كان موجود محله عادل حافظ ماكانش على مستوى الكفاءة بتاعته ووجدنا إن عادل حافظ لا يصلح واضطرينا نجيب جمال عفيفي مرة أخرى.

جميع هذه الاعتبارات أدت إلى اتفاق فى وضع القيادات في محلها، وإن جميع القيادات تأخذ نوع من التدرج حتى يمكن إن قيادات جديدة تيجي وانتهى الأمر أن القانون قدم بالفعل لمجلس الرياسة.

- انتهى الأمر إلى أن الريس رجع وافق تاني على إن صدقي يستنى، إنما أنا معرفش وافق ليه، وكان المشير قال لي أبلغ الريس إنه يكون مطلق اليد في هذا الموضوع، وقالها بالانجليزية " فري هاند ".

يعني المشير على لسانك بلغ الريس أن يطلق يده إنه يشيل صدقي أو أي حد؟

- أيوه.

إيه الوضع المقلوب ده. إزاي المشير وشمس يبلغوا الريس إن عنده اليد المطلقة يشيل أي واحد؟

- بس الألفاظ.

والله اللفظ هنا له معنى كبير، لأن ده موضوع القضية إنه كان هناك انقلابا سلمياً سنة 62، لما ييجي الريس يقول انتم فكرين إني كنت أقدر أقول لأي شئ كن فيكون ويقوم ييجي يقبل الحلول الوسط واللي يقدر يحلل هذا الكلام يعرف أبعاد هذه القضية.

- والله ماكنش فيه انقلاب سلمي سنة 62.

هل لما رئيس الجمهورية يقدم قانون يتفق فيه مع المشير؟

- لم يتفق معه فى القانون والمشير قدم استقالته.

المشير قدم استقالته علشان يفرض إرادته؟

- القانون قدم لمجلس الرياسة وفتح فيه باب المناقشة.

المشير ساب المجلس ومشي؟

- بس بيننا وبينه وافق على القانون، إنما لما شاف العملية هاتدخل في موضع الجد والتنفيذ، اتخلق الموقف. هو ساب الجلسة ومشي.

يعني انت متصور في هذا الوقت تقوم حرب أهلية؟

- حرب أهلية ليه، هو استقال.

إذا كنا إحنا في حالة الهزيمة والجيش مكسور نيجي نقوم بمؤامرة؟

- أي مؤامرة؟

اللي إحنا بنحقق فيها؟

- مفيش مؤامرة.

لما نيجي للتفاصيل هانتكلم.

- الموضوع كان فيه عاملين، العامل الأول بتاع صدقي، وهو وافق إنه يستنى، واللي عرفته إن الريس أخذ برأي المشير علشان مايحصلش أزمة وبعد كده زي ما فهمت وجدوا جمال عفيفي كويس ورجعوه.

بس أحب أوضح برضه إن الاستقالة هي ستار للقوى الحقيقية في الجيش.

- مفيش قوى.

متقاطعنيش. أما أديك الكلمة ابقى اتكلم.

- اتفضل سيادتك.

عملية استقالة 62 هي ستار.. ولكن القوة الحقيقية في الجيش، وإذا كان الجيش النهاردة وهو مكسور هذا الكلام اللي إحنا بنحقق فيه، كانت هاتحصل مثل هذه العملية، فما بالنا بالأمر إذا كانت العملية هاتحصل سنة 62 والجيش واقف على رجليه.. كان هايحصل إيه؟

- ما كانش هيحصل حاجة.

منين تعرف؟

- أنا عارف الجيش كويس وبقى لي 15 سنة فيه. موضوع صدقي انتهى عند هذا الحد. وقبل موضوع صدقي كان فيه موضوع جلال هريدي.

طيب، قبل موضوع جلال هريدي. بعد ما انسحب المشير من مجلس الرياسة. ألم يتصل بك الرئيس انت والمشير وأخبرك إن هناك تحركات من الضباط.

- أنا هاأقول الكلام ده. وجلال هريدي كان عنصر آخر من عناصر الإثارة بين المشير والريس. وموضوع صدقي محمود كان للريس الحق فى بقائه أو تنحيته، وأنا أقنعت المشير بهذا. أما موضوع جلال هريدي والإذاعة المشهورة بتاعته كان قبل صدقي. وجلال كان هاجم الريس وشمس بدران في إذاعة سوريا، وباقي المقالة كلها مدح في المشير والمقالة دي

عملت أثر مش تمام والمفروض إنه راجل صاعقة

ومكانش يصح إنه يقول هذا الكلام تحت أي ظروف، واللي أنا عرفته إنه كان في السجن ومنهار ولما رجع جلال هريدي أنا وجدت إن جلال شخص مسئول وكان يجب أن يتحمل ولا يحصل منه هذا، وكان رأيي إنه يطلع معاش. المشير له علاقات عاطفية شخصية مع جلال، وبيعتبره كأحد أولاده، ومكانش موافق إنه يطلع معاش، وقال إن جلال وحسين واحد فى الصاعقة وهو اللي أنشأها.

وأنا قلت له إن فيه ناس كثير ممكن تمسك الصاعقة أحسن من جلال، وأنا لم أقتنع بكلام المشير وقلت له يطلع استيداع حتى نفكر فى إعادته، والريس فى الوقت ده كان متضايق من تمسك المشير بجلال. وأنا رايح للريس على أساس إني أتفاهم إن جلال يطلع على الاستيداع. لكن لقيت المشير برضه راح للريس وكلمه عن جلال والريس بطيبته السمحة وافق للمشير إن جلال يروح ملحق عسكري لفترة على أساس إنه يرجع الصاعقة بعد كده. دول أزمتين حدثوا قبل 62.

هل أنت تأكدت إن الريس وافق عن رضى بالنسبة لصدقي محمود؟

- معرفش في قلبه إيه، إنما أنا رحت قلت له زي ما انت عاوز تعمل في صدقي محمود اعمله، وهو وافق على بقائه.

فيه فرق بين التقدير المسئول بالنسبة للصورة العامة في البلد وبين التقدير غير المسئول في إبراز معنى السلطة ومعنى السيطرة الحقيقية.. كون الريس يقدر هذه الاعتبارات إن الموضوع ككل. النهاردة لما قالوله يقدم ويوافق عليه وبعدين المشير يترك الجلسة ويقدم استقاله، وبعدين لأي سبب يحصل إن العملية تستمر. بعد هذا الحدث، مراكز السلطة تبقى العملية اتغيرت.

- مش فاهم أي عملية استمرت.

أنا بأتكلم عن موضوع صدقى محمود. يقول إن الريس وافق.

- أنا بأقول مجاملة للمشير أو أي غرض آخر أنا معرفش.

مكانش فيه تحرك أيامها من الضباط؟

- أنا بأتكلم عن موضوع صدقي وجلال هريدي سنة 61. ونيجي لموضوع 62 الريس كان عاوز نواب الريس يتركوا مناصبهم ويشتغلوا فى الاتحاد القومي، بما فيهم المشير، والمشير وافق وأعتقد إنه كان بيصارحني، والريس كان في هذا الوقت في ذهنه عدة مبادئ. لازم ييجي دم جديد للحكومة، والجيش لازم يأخذ وضع سليم زي وضع أي وزارة، ويجي وزير حربية مسئول أمام البرلمان ومايبقاش الجيش نشاز. ده كان مجمل كلامه.

يعني انت شايف فى الفترة اللي كنت موجود فيها. وجودك لم يساعد على وجود شلل؟

- لا. لا يخرج الأمر من وجود شلل كان فيه شلة في الطيران من صدقى محمود وأيوب وكنت أحاربها باستمرار لأن دي اللي بتجيب النكسة.

والخدمات اللي تؤدي كانت إزاي؟

- مش فاهم.

لازم تفهم. انت كنت وزير؟

انت بتقول فيه 3 عناصر لتأمين البلد سياسة البلد والعدالة بين الضباط ومعاملتهم معاملة إنسانية.

- العدالة أولاً أن يأخذ كل واحد حقه ويأخذ دوره في الجيش وأن عنصر الكفاءة يكون أساس الترقية في التشكيلات. يعني جميع القيادات كان يتوفر فيها هذا العنصر.

- أيوه طبعاً.

واحد زي عثمان نصار في تصورك يصلح إنه يقود فرقة؟

- مقدرش أقول رأيي في نصار.

ليه؟

- كده.

ليه؟

- بالنسبة للقاعدة اللي محطوطة، عثمان نصار يمسك فرقة لأنه مسك تشكيل من أول قائد لواء.

هو مقومات قيادة الفرقة فقط بأنه عدى في شهادة.

- الشهادات مكانش لها قيمة.

إذا كان اختيار شخصي تفتكر إن عثمان يستطيع قيادة فرقة؟

- والله ماتحرجنيش وأنا مكنتش حر في تعيين القيادات.

يعني ده اختيار المشير؟

- معرفش إنما اللي أقدر أقوله إن فيه قاعدة، يعني إحنا ماشيين عليها باستمرار وهي تسلسل القيادات.

طيب تكمل.

- الخدمات الانسانية، الناس اللي بتعيى بأمراض مستعصية كانوا بيسافروا وبعض زوجات الضباط كانوا بيسافروا. وفي حالات حصلت مقدرش أذكرها إنما حددت بقواعد ثابتة علشان أيوب أو غيره يقدر يوصي على واحد. وكنا بنسفر المريض للعلاج وبنسفر معاه أبوه أو أخوه. والخدمات الإنسانية ماكانتش معمولة لأي هدف، إلا أن الضباط تحس بالصلة بينها وبين القيادة بتاعتها علشان يمتنع إن تيارات تخش

فى الجيش. وطبعاً كان فيه عوامل كثيرة جداً ممكن تؤثر في الضباط، وموضوع انفصال سوريا نفسه أحدث هزة كبيرة. كل دي عوامل استدعت أن يبقى فيه رابطة إنسانية بيننا وبين الناس، اللي أنا قلت عنها خدمات واحد معندوش فلوس علشان يطلع جنازته بنديله فلوس.

يعني كان لها قواعد؟

- أيوه، وأنا عملت لكل حاجة قاعدة علشان أمنع أي وسايط.

أحمد عبدالله قال كان يعطي إجازة لزوجته وأولاده مثل انت؟

- اللي أنا أذكره كان فيه مجموعة من الصاعقة راحت الكونغو ووصلوا بطريقة بشعة جداً، وضربوا جيش الكونغو وكانوا يستاهلوا. وبعد الرجوع انهم يعملوا فرشة، انت وأنا أعطيتهم أجازة هو وناس تانيين بناء على رأي المشير. نيجي بقى لأزمة 62، أنا بعد ما اتكلمت مع الريس ( ثم نظر إلى المصورين ) مش معقول أنا ها أقعد متلبش ومتكتف علشان المصورين بيقاطعوني.

اتكلم.

- أزمة 62، انتهت الأزمة الأولى إن الريس غير فكره في عودة الناس كلها وانهم يستنوا زي ماهم. إنه معرفش إيه العوامل في رجوع الريس عن رأيه. وبعدين أزمة القانون سنة 62 كنا في هذا الوقت كان شكل مجلس رياسة بناء على إعلان دستوري وكان فيه السيد بغدادي والسيد زكريا وأن بعض المواضيع تعرض على المجلس لمناقشتها. وماكنش المشير معترض على هذا. إنما هو اعترض على القانون الخاص بتعيينات معينة في الدرجة الثالثة وانه لازم يرجع فيها لمجلس الرياسة ودي عندما تبقى درجة مقدم أو عقيد، ودول ناس كثير جدا. والمشير قال إن هذا الموضوع يسلبه سلطاته ويجعله طرطور وهو ماكانش موافق على هذا القانون وانسحب من المجلس وقدم استقالته.

وانت إيه رأيك في هذا الكلام؟

- إنه كلام سليم جداً بس مش بالطريقة دي دلوقتي.

ليه؟

- جايز الرأي ده يكون مقبول فى الوقت الماضي.

الكلام ده لو مالناش ميثاق مرتبطين به أو دستور، ونمر بمرحلة من أدق المراحل وإلى سنة 56 كان فيه احتلال والتفكير في الأسلوب المتبع مش بالعملية السهلة وحصل اتفاق معين على صورة معينة، والمفروض إن سنة 70 هاتتغير هذه الصورة. الخروج من هذا الكلام في تصورك يبقى إيه واللا ده تمهيد لسنة 70.

عارف إيه اللي مكتوب فى الميثاق بالنسبة للأحزاب؟

- مش عارف..

مكتوب إذا فتحنا الباب لأكثر من حزب ييجي حزب يميني وييجي حزب يساري والبلد تتقطع من الداخل وتعطي فرصة للمتسوسين عليها.

- الكلام ده مش هايتحقق سنة 70.

هايعاد النظر في الميثاق.. منقدرش نعرف المناقشة سنة 70 هاتوصلك لايه. النهاردة تقدر تبني رأي فى الاتجاه اللى هاتسير فيه، إنما ماتبقاش دعوة وراها قوة الجيش. دي الفرشة اللى كان مطلوب بها عند توزيع استقالة المشير.

- الفرشة دي جت في أقوال واحد معرفش عباس قالها لواحد أولا، إنما بالنسبة لرأي المشير سنة 62. حصل سوء تفاهم بين الاثنين وأنا وجدت إني أتدخل في هذا الموضوع لوحدة الصف، وكان يعز علي إن المشير ينفصل عن الريس بأي شكل.

قبل ما نخش في الموضوع العاطفي ده، عاوزين ننهي الجزء اللي فات، العملية ساحت على بعضها.

- ده رأيي أنا النهاردة.

اللى هو مستمد أساساً من رأي المشير؟

- مش مستمد من رأي المشير. أنا لي رأي والمشير له رأي والريس له رأي.

أمال كنت بتوزع الاستقالة على أي أساس.

- أنا وزعتها لشخص واحد أبو نار بس.

طيب تبعتها لأبو نار ليه؟

- نتيجة ظروف معينة.

إحنا عاوزين نعرف هذه الظروف، إيماناً بما هو في الاستقالة واللا تطوعا لما طلبه المشير؟

- أنا أرسلت الاستقالة لأبو نار فعلاً.

عن اقتناع أو أمر من المشير؟

- مفيش أمر، أنا اللي باعتها وأبو نار أنا كنت معاه في الإسكندرية وبعد الكارثة اللي حصلت بيحصل كلام طبيعى بين واحد وصاحبه. وأبو نار اتكلم وقال أنا سمعت إن في إشاعة عن استقالة المشير وإنه كان له رأي سنة 62، فقلت له أيوه فيه استقالة. وأرسلت له الاستقالة

هل اللي يدعوا للديمقراطية لا يقبل مناقشة عادلة في مجلس رياسة؟

- المفروض إن المناقشة بأغلبية الآراء، الموضوع إن القانون أرسل للمجلس ولم يحضر الرئيس هذه الجلسة. وبعدين اتفتح باب المناقشة، ولما بإن من جو المناقشة إن الموضوع موضع رضى واقتناع الأغلبية طلب المشير التأجيل وأخذ الرأي على التأجيل فلم تحصل الموافقة وصوتت الأغلبية ضد التأجيل. لكن مجرد إن المجلس أغلبية رأت عدم التأجيل لما يحتوي هذا الموضوع من معاني، لأن ده مبدأ كان متفق عليه قبل ذلك. والنقطة الثانية إن المشروع مقدم من رئيس الجمهورية وتأجيله رفض مذهب. ولكن بمجرد أن وضح هذا ترك المشير وانسحب من الجلسة. أنا بقول لك الملابسات، أنا بناقش كلمة واحدة معنى الديمقراطية، هل هي سلوك أم صور، هي سلوك وتصرف. النهاردة إذا كنت في مجلس قرية أو مدينة أو محافظة أو في أي موقع تظهر الديمقراطية.

الديمقراطية مش مكتوبة على ورق وهي في قلب كل واحد.

- أنا بس بأعلق على الاستقالة اللي أدخلت كوسيلة للاستثارة بغض النظر إن شمس وزع منها صورة واحدة.

صورة للإثارة أيامها واللا الأيام دي؟

- أنا بقول الأيام دي. أنا مش واجد إنها صورة من الاستثارة لأنها حقيقة حصلت.

انت كنت قاعد هناك مع المشير في البيت؟

- أنا كنت أزوره في ظروف صعبة من الصبح للظهر، ثم أعود لبيتي، وهو شخص تربطني به علاقات وطيدة من زمان مقدرش أكون شخص ندل وأتركه في هذه الظروف، وهو اللي عمل لي الحجرة لأقيم بها، وكنت أحياياً أبات عنده مرة في الأسبوع على الأكثر، مش قاعد باستمرار معاه.

طيب، قل لنا مين اللي لجأ إلى منزل المشير وأقام إقامة مستديمة؟

- هييجي في الموضوع.

ده في مجال الحوادث المرتبطة بالموقف؟

- أيوه.

طيب نكمل.

- سنة 62 حصل الأزمة دي وكان الريس مصر على القانون في ذلك الوقت، وحصل طبعاً خلاف زي اللي حصل النهاردة بس بصورة أخف شوية والضباط كلهم قالوا إزاي المشير يمشي ويترك الجيش، واللي حصل النهاردة ده انعكاس طبيعي.

في تقديرك لما هذا الرأي يتوجد سنة 62 والريس كشخص مسئول عن البلد يرى هذه الحقيقة داخل الجيش؟

- هو يرى ما يراه لأنه الشخص المسئول وفي يده السلطة ويقدر أن ينفذ القانون، إنما إذا كنت أنا شخص أرى عكس ذلك أتنحى، وزي ما عمل المشير.

يعني سنة 62 حصل رأي عام في الجيش؟

- أيوه، وأنا أرسلت كل هذا الكلام للريس بتفاصيله. كنت أحول كل التقارير للريس. وسنة 62 حصل برضه خلاف ووجدت إن الموضوع لازم يتسوى وتعد الصداقة والمياه لمجاريها، لأن عدم عودتها كنت أخشى برضه إن بعض الناس المتطرفين يحاولوا يعملوا حاجة ويقولوا إن المشير عاوز يعمل انقلاب زي ما حصل النهاردة. وأنا رحت للريس واتكلمنا في هذا الموضوع. وفضلت أضغط على الريس والمشير كي يتلاقوا وكنت أنا الشخص الوحيد المؤهل بالنسبة للاثنين أن يقوم بعملية التقارب، بدليل إن الريس قال هذا الكلام وقال إنه شاف ناس كتير وكنت انت الشخص الوحيد الفريد في بابه. والكلام ده قاله لناس كتير وتمكنت إني أصد المشير وأقنع الريس بمقابلته. ورحنا بيت الريس وحصل ضغط عاطفي من الريس لدرجة إن المشير بكى ووافق إنه يستنى على أساس حل وسط، وهو إن الريس يؤجل هذا القانون لمدة 6 أشهر، وعند تنفيذ القانون يبقى المشير حر ويعمل زي ما هو عاوز وده كان مدخل الاتفاق ومشيت الأمور بصرف النظر عن الموضوع وعن إن المشير يتنحى. برضه كان بعدها القانون ممشيش بهذا الأسلوب وحصل هذا التراضي العاطفي محصلش الناحية الموضوعية بدليل إن القانون لم يصدر، أصل الجوانب العاطفية زي ما يكون دمل ما يفتحش لأنه ما استواش، النتيجة إن القانون محصلش اللي كان يستهدف مصلحة أساسية. ده كان بناء على اتفاقهم الاثنين.

هل تفتكر مع وجود قوات مسلحة ومع بيانات عن تحركات، تفتكر أي سياسي معقول يحط الفأس في الرأس ويكشف المواضيع ويكون نتيجة المواقف الطبيعية هو الصدام المسلح، أنا يهمني في الموضوع كله إننا لا نترك للمستمع بانطباع سيئ وهو أن اللقاء العاطفي مثل الناحية الموضوعية. والنهاردة لما نيجي نغطي كل الأعمال ونقول إن فيه استقالة سنة 62. ده الجزء اللي في القضية اللي عامل تساؤل ومن واجبنا إننا نوضح للناس هذا الجانب التاريخي.

- أنا بأقول المواضيع اللي أنا عشتها.

أنت عنصر مساعد في توضيح هذه الحقيقة وإحنا بنستغل وجودك علشان توضيحها.

- أنا بأقول إن الموضوع تأجل لمايو، إنما إيه الدوافع للريس، أنا معرفش. وبعد أزمة 62 مشيت الأمور لكن كان فيه بعض خلافات في الرأي في هذا الوقت.

طيب، في ده نسأل سؤال بصفتك انك كنت من أقرب الناس للمشير في مجال العمل، وجه على لسانك موضوع الديمقراطية وأعطيتنا رأيك وكلمتنا عن استقالة سنة 62 واللي قيل بشأنها عقب جلسة الرياسة في 29 نوفمبر سنة 62، إذا كانت المطالب الخاصة بالديمقراطية قدمت في أول ديسمبر 62، ليه لم يردد المطالبة بها خلال الفترة من 62 إلى الآن، هو وجود الشخص في السلطة أو التهديد بعدم وجوده يبقى مفتاح العملية؟

- مقدرش أقول تهديد، هو لم يقدمها في صورة تهديد إنما كان فيه خلاف.

طيب ليه محققش هذا الغرض؟

- إذا كانت القضية قضية ديمقراطية كان جدد الموضوع. أنا عاوز أقول إن الاستقالة وسيلة تهديد، ولما رجع للسلطة مابقاش فيه موضوع ولا ديمقراطية.

ده فيه تهديد للنظام.. إذن لما استباح لنفسه سنة 62 كان هدد السلطة كلها؟

- أنا بأقول إن ده معناه إنه طالما إنه راضي بوجوده في المنصب الرسمي مالوش الحق في إعلان هذا الكلام.

طيب نخش في كلام تحديد الإقامة؟

- لسه فيه كلام.

وانت حسيت من العرض اللي عرض عليك بالنسبة للوزارة. كان امتى؟

- فى مارس أو إبريل سنة 66، وأنا خرجت مخصوص متعمداً إن أبعد عن الاتصالات، وتركت رأيي وسافرت علشان مايكونش فيه مجال للأخذ والرد. وطبعاً كانت الفكرة الرئيسية إني هأبقى نمرة 2 بعد المشير، علشان إذا حصل حاجة لا قدر الله. وده كان رأيهم. وبعد ذلك إحنا رحنا الباكستان، وأنا بأقولها لأن لها علاقة بموضوع قفل شرم الشيخ. والموضوع بدايته في أوائل سنة 67.

طيب إحنا واقفين دلوقتي، نبتدي الساعة 1. ( ورفعت الجلسة وكانت الساعة الثانية عشرة والربع، وعادت المحكمة للانعقاد في الساعة الواحدة تماماً، حيث واصلت مناقشة المتهم شمس بدران ).

- كنا قلنا على رحلة الباكستان، وأنا ذاكرها لأنها أول تفكير في موضوع شرم الشيخ، والرحلة دي كانت فى ديسمبر سنة 66 أو يناير 67. المشير راح الباكستان ورحت معاه أنا وصلاح نصر في هذا الوقت تصادف أن مجلس دفاع الجامعة العربية كان عاقد اجتماع بناء على توصية مؤتمر القمة وكان الاجتماع في مصر، وكانت الدول العربية الرجعية مركزة حملاتها على إننا حطين البوليس الدولي علشان يحمينا. دي كانت الحملة الصحفية المسعورة. في هذه الأيام المشير جات له فكرة إننا نعمل حاجة من شأنها منع هذه الحملة المسعورة، قال نبعث إشارة للريس ونوضح له هذا الرأي وإننا نسحب البوليس الدولي ونحتل شرم الشيخ وإن هناك كتائب جاهزة. وأرسلت إشارة للريس ومحصلش رد عليها، لأنه لم يقتنع

وقتها. وأنا قلت للمشير أنا فكرت في موضوع تاني لأننا إذا سحبنا القوات الدولية من شرم الشيخ حيستتبعها قفل الخليج، ويمكن تقوم حرب. فقال لا، أنا مش قصدي منع الملاحة، وإنما احتلال شرم الشيخ علشان مانديش حجة لأي حد يتكلم. قلت له الكلام حيبقى عن قفل الخليج وإلا الحملة المسعورة حتزيد.

مين صاحب الفكرة؟

- المشير، وكلفني أبعتها في برقية للريس، ولما الريس ماردش قلت له يمكن علشان هذا الإجراء حيؤدي إلى متاعب إحنا مش حملها النهاردة، فرد علي إحنا حانحتل شرم الشيخ، بس مش حنقفل الخليج. قلت له لا، دي تبقى نص حل.

صلاح نصر كان موجود فى المناقشة؟

- أعتقد إنه كان موجود، وطنطاوي هو اللي أرسل البرقية للريس.

معرفش ده حصل حديث واللا مناقشات تقال النهاردة سنة 68؟

- لا، ده حديث بيني وبينه وفيه شهود والإشارة موجودة، الإشارة موجودة أنا بأتكلم على عدم حصول الرد. أنا بقول إن هذا حصل.

الإشارة موجودة أنا بأتكلم على عدم حصول رد.

- أنا بقول إن هذا حصل.

ده كلام مالوش علاقة مباشرة في القضية دي تقولها في معرض إيه؟

- في معرض إيه الفكرة في غلق الخليج؟

بس دي مش واردة في أي حاجة، بالنسبة للادعاءات.

- بس تسلسل الحوادث.

أنا أفهم تسلسل الحوادث فى موضوع استقالة 62 ده يدخلها في القضية، إنما الموضوع ده إيه دخله في القضية؟

- إن تسلسل الحوادث أدت للنكسة اللي إحنا فيها وده كله مرتبط بالموضوع اللي إحنا حنوصل له الأخر. وأحب أقول إني أعز المشير جداً، ولكن اللي له وعليه هاأقوله.

طيب، عاوزين نحصر كلامنا في الأحداث اللي هنسأل فيها. إحنا ابتدينا نسأل في وجودك في بيت المشير وفيه ناس بتردد عند المشير، عاوزين الصورة كلها منذ بدأت.

- أنا هاأقول الصورة كلها، إحنا رجعنا مصر بعد كده وجه بلاغ من السوريين إن فيه حشود إسرائيلية حولها والمشير عمل مؤتمر.

إحنا نسيب عملية العدوان كله.

- دي داخلة في صلب الموضوع.

إحنا عاوزين فيما بعد العدوان.

- يبقى الكلام مبتور. إيه اللي أدى للموقف اللي أنا جيت هنا بسببه.

يعني انت شايف من مصلحتك انك تخش في تفاصيل العدوان؟

- أيوه.

إذا كنت هاتدخلنا في مواضيع خاصة بأسباب النكسة الموضوع هايدخلنا في محاكمة وادعاءات أخرى ليس هذا مجالها.

- كل اللي أنا بأقوله إيه دوري أنا. حصل بلاغات من سوريا عن وجود حشود على سوريا والمشير عمل مؤتمر وأرسل الفريق فوزي إلى سوريا علشان ينسق الموقف بيننا وبينهم.

ده على أساس إن الجيش جاهز للعمل، وإلا مكانش اقترح هذا الاقتراح وأرسل الإشارة؟

- أنا سألته وقلت له إحنا مش جاهزين النهاردة نخش معركة، وقلت له إن انسحاب البوليس الدولي من شرم الشيخ هايؤدي إلى معركة.

بصفته إنه مسئول عن القوات المسلحة لما يبعت هذه الإشارة؟

- رجع قال لي أنا أقصد احتلال شرم الشيخ محل البوليس الدولي ووافقني إنه ماقفلش الخليج، وده يبقى نصف حل لوقف الحملة المسعورة.

إيه الغرض من إثارة هذا الموضوع، عاوز توصل لإيه؟

- عاوز أوصل لتحديد موقفي النهاردة.

عن مناقشة بتقول إنها حصلت وليس لها ما يؤيدها؟

- أنا بقول إن المشير أول من فكر هذا التفكير.

إيه الغرض؟

- أنا بأقول الموضوع من أوله

كقصة؟

- بأقول قفل الخليج جه إزاي. ده كفكرة في ذهن المشير وحصل تحريك للقوات في سيناء علشان تأخذ مواقع هجومية في حالة هجوم إسرائيل على سوريا، وكان فيه خطط لذلك ومعرفش إذا كانت مستوفاة أو لا، لأن الحرب ماكنتش من اختصاصي. ولما حصل تحريك القوات لازم نسحب البوليس الدولي علشان نبقى جاهزين للهجوم، واستتبعه انسحاب البوليس الدولي من شرم الشيخ قفل الخليج. وقفل الخليج استتبعه ظروف معينة وكان لازم الريس يعلنه في يوم من الأيام، أنا في حل من ذكر ظروفها، وكان فيه زيارة علشان مايحصلش تراجع. وكنا متأكدين إن جيشنا جاهز وإن إسرائيل لا تقدر على الهجوم لأن تقدير المخابرات إننا متفوقين في المدرعات والمدفعية والطيران، وكان مقدر إن إسرائيل لا يمكن تمشي إلى حتفها. ده كان تقدير العملية والمشير راح سينا وأنا كنت معاه، وقابل ناس هناك وكانو ثائرين علشان عاوزين يبتدوا العمليات. ولما اتجدد ميعاد قفل الخليج كان مفروض إن الريس يعلنه في خطبة. والريس اختار قاعدة جوية وراح قابل الضباط هناك وكانوا متحمسين وعاوزين يحاربوا، والريس اتكلم معاهم من الزوايا السياسية البحتة وفهمهم الموقف لدرجة إن الضباط ماكنش كلامه يتمشى مع حماسهم، لدرجة إن الريس خرج بعد الخطبة والمشير حس بهذا فراح واقف في الضباط وقال لهم ماتخافوش ياولاد انتم هاتحاربو. بعد ما رجع الريس قيل له إيه انطباعك، قال مفيش حاجة. عاوز تقول إيه؟

- إن الريس كان بيتكلم كلام سياسي وعاوز يوعيهم. لو محصلش حرب ماتزعلوش علشان في أمريكا وكيت وكيت، والكلام ده بأقوله لأن بعد كده حصلت إشاعات إن المشير كان عاوز يضرب الأول والريس مكانش عاوز. أنا بأقول الريس مش مكانش عاوز إننا نحارب ولكن فهم من كلامه إننا مانأخذش الضربة الأولى علشان أمريكا حاتسندها والحقيقة إن المشير كان مقتنع بفكرة عدم ضرب الضربة الأولى وكان قال الكلام ده لصدقي محمود.

كل هذا الكلام إيه هدفه؟

- كل ده أنا لي فيه هدف. علشان بيوضح موقفي أنا. المسألة مش ورق وتحقيق وكلام.

أصل خطبة أنشاص مسجلة ومكتوبة، وأنا كنت موجود في هذا اليوم، والموضوع الخاص باتخاذ القرار السياسي مستند على الأساس العسكري، اتخذ هذا القرار في جلسة خاصة بقفل خليج العقبة، وحضرها جميع أعضاء اللجنة التنفيذية.

- أنا قرأت الكلام ده.

ولهذا تقرر التأكد من استعداد القوة العسكرية.

- ماهو أنا جاي.

أمال ليه تعرضت للحكاية دي؟

- أنا بأحكي عن الظروف اللي وصلتني النهاردة للموقف ده، وأنا بأحكم على مواقع ظروفي اللي حضرتها علشان تبقى صورتي واضحة.

هل تاريخ الشخص سنة 52 ومجهوده يعطي تبرير لما يحدث بعد كده من غلط؟

- إذا حصل غلط.

ده يحط التزام أكثر إذا حصل خطأ بعد كده.

- أيوه، وسيادتك هاتشوف الكلام اللي أنا بأقوله ونشوف التحقيق وعلى ضوء الكلام ده تحط صورة واضحة. حصل بعد عملية قفل الخليج، الريس كان مرتبط بظروف قاهرة كان لازم يعملها.

إيه الظروف القاهرة؟

- ظروف سياسية دولية.

زي إيه؟

- مش عاوز أقوله لأنه موضوع سري ميصحش بالنسبة للرأي العام الدولي.

لا مابقاش فيه مجال للسرية..

- كان يوثانت جاي يزور الريس على أساس التراجع في القرار، والريس علشان يضعه أمام الأمر الواقع أعلن هذا القرار وماكنتش عاوز أقول الكلام ده.

ليه، بالعكس ده الموضوع في شأن التكتيك السياسي. طيب قل لنا موضوع الضربة الأولى، انت قلته بس وضحه.

- باسم الشعب وحقه على الثورة لازم الشعب يعرف برضه وأنا مش في مجال الدفاع عن شخص ولو إنه شخص ميت مالوش حد يدافع عنه. بس أنا أقول الوقائع. حصل تحديد موعد معين لقفل الخليج. وكان الموعد قصير جداً لدرجة استحالة تنفيذه. فاضطر المشير يجيب وحدات مظلات ووحدات خفيفة راحت احتلت. يعني اضطر يعمل عملية سريعة كان فيها متاعب كثيرة وكان متضايق وقلت له انت وافقته على هذا، قال والله أنا ارتبط، فقلت له ده غلط وكان يجب تناقش الريس أولاً.

أنا دلوقتي محتار بالنسبة للكلام اللي بيحصل علناً، والكلام الذي لا يحصل علناً. اللي إحنا سمعناه واللي مش علني إحنا بنسمع به النهاردة لأول مرة والمفروض إن له خطورته وكان لازم نسمعه علني في أي موقع. والنهاردة لما تيجي تقول لي كان المفروض في زيارة يوثانت أن يتخذ قرار بشرط ييجي يلاقي

الموضوع متقفل وبعدين لما الريس يقول للمشير إن العملية هاتوصل 100% ويبص للمشير إن له الكلمة الأخيرة والفصل، يعني إيه الكلام ده؟

- دي كلمة.

مش كلمة دي مستقبل بلد.

- الريس قال للمشير تقدر تقفل في ظرف كذا، قال أقدر والتنفيذ كان صعب عليه.

مقلش ليه تاني، هل حد دري بهذا الكلام؟

- ده اللي أنا قلت له، قلت له مادام متقدرش، مش كنت تقول للريس وتأخذ فرصة أكثر.

إذا كانت الأمور تسير بهذا الشكل ولا يكون فيه مسئولية، الكلمة بالنسبة لهذه البلد مش كثير اللي حصل؟

- أنا بأقول لسيادتكم الوقائع.

بس للأسف الوقائع دي ليس لها شهود.

- المحكمة لها أن تقدر ما تراه، لها أن تأخذ بهذا الكلام أو لا. والريس موجود وممكن سيادتك تسأله وأنا راضي بحكمه. وبعدين تم قفل الخليج والقوات تمركزت في سينا والريس كلفني أروح روسيا وحصل مفاوضات، ورجعت من روسيا وجيت لقيت الريس في القيادة وفيه مؤتمر، وقلت له عن اللي حصل في روسيا. وللحقيقة أنا بأقول كلام للتاريخ علشان الشعب

يعرفه. الريس قال دلوقتي الاحتمال اترفع من 80 % إلى 100 في المائة، وقال أنا عندي معلومات بإن بعد كده هايحصل هجوم من اليهود، ده للحقيقة والتاريخ أنا بأقول هذا الكلام، وطبعاً الناس لم تصدق والريس مكانش يقدر يقول إيه المصدر اللي عرف منه، وهو عرف من مصدر أمريكاني. مش برضه الموقف السياسي يحتم إننا لا نضرب الضربة الأولى علشان تدخل الأمريكان وهنا للتاريخ برضه صدقي محمود اعترض وقال أنا مقدرش تبقى عملية معجزة بالنسبة لي تشلني. فالمشير قال تحب تضرب الضربة الأولى وتواجه إسرائيل بس؟ فقال خلاص أنا موافق. والمشير قال له إيه الخسائر المحتملة، قيل 20 %.

في مؤتمر الضباط قال 10%.

- قال 20 % ووافق صدقي محمود، والمشير طبعاً بالتالي كان موافق. وبعدين موضوع الطيران لسه هانجيله ومكانش صدقي محمود مضلل في ذلك. بعد كده الريس شاف توزيع القوات وبعدين خرج. وموضوع الطيران مكانش فيه حد مصدق إن اليهود هايبقى عندهم القدرة يعملوا عملية ضدنا نظرا لتفوقنا في المدرعات والطيران، علاوة على إن كان معمول خطة ممتازة لينا ومن شأنها إنها تكسر أي مواجهة. التقدير اللي محدش قدره إن اليهود أخذوا إمكانيات فنية من أمريكا. أنا مابقولش أخذوا إمكانيات عسكرية، إنما صفوة الموضوع لا هي مظلات اتعملت أو طيارات اتوزعت أو حفلة اتعملت في أنشاص. العامل الرئيسى إن اليهود عملوا استكشاف تفصيلي بواسطة الأمريكان لكل مسمار طيارة عندنا،

وحصل فى أول غارة على المطارات انهم اصطادوا الطيارات اللي بتضرب بالصواريخ. وموضوع الضربة الأولى، المشير وافق عليها، وكان المشير كان عاوز يضرب الضربة الأولى لأنه خايف على روح الأولاد المعنوية، وبعدين شاف إن المصلحة عدم الضربة.

لازم يكون معروف إن عملية القوات مهياش حديد، سواء طيارات أو دبابات، الموضوع تدريب وإيمان ومعلومات كانت مسئولة عنها المخابرات.

- التدريب والإيمان موجود، إنما المعلومات مش موجودة.

موضوعنا مش النكسة، موضوعنا المؤامرة هاتقعد كثير في هذا الكلام؟

- لا، الطيران اليهودي اعتمد على خطة أمريكية.

مش قادر أفهم الكلام ده تبرير للي حصل؟

- ماحصلش حاجة.

إحنا النهاردة عاوزين نتكلم في موضوع المؤامرة.

- المؤامرة دي نتيجة إيه.. نتيجة خلاف بين المشير والريس.

على إيه؟

- إن فيه خلاف من الأول أدى لهذا الكلام.

طيب ما نتكلم في المؤامرة.

- أنا بأشرح لسيادتك التعارضات اللي حصلت، وإن المشير وافق على كلام الريس بإنه مايضربش الضربة الأولى.

دي خطة الدفاع نتركها للدفاع.

- أنا بأقرر وقائع أدت إلى حضوري هنا.

وهانخلص من الوقائع دي بعد كثير؟

- لا هانخلص على طول فى ظرف خمس أو 10 دقائق.

ها أعتبرها مش في الموضوع، هاسيبك تتكلم.

- ده بيوضح الموضوع.

اتفضل.

- بعد هذا، قلت لسيادتك إن الضربة الأولى ماكانتش هاتفرق في هذا الموقف، لأن لو كان حصل إننا ضربنا الضربة الأولى كانت خسائرهم هاتبقى 10 % وبعدين هايقوموا بالضربة الثانية ويعجزونا 100% والمسئول مين عن هذا، نمرة واحد جهاز المخابرات، كان فيه 300 طيارة ميراج أعطيت لإسرائيل مكانتش محسوبة بناء على معلومات المخابرات. وبعد ما انشل سلاح الطيران في ظرف يوم أصبح الموقف في رأي المشير إنه لابد من انسحاب الجيش، لأن اليهود ابتدوا يحاصرو الجيش وأخذ رأي القادة الموجودين كلهم، ووافقوا، وكلم الريس. ومعرفش حصل مناقشة، وقال للريس أنا هارجع لك كل ولادك سالمين مش هاسيب حد. ودي نص المكالمة بعد كده إن المشير رأى إنه إزاء الموقف اللي حصل أنا تخيل لي إنه عاوز ينتحر، كان قائد عسكري كهانيبال وغيره بعد أي معركة عسكرية فاشلة. فأنا اتصلت بالريس ومرضيتش أقول له عن موضوع الانتحار لأني مش واثق وكلمت الريس على أساس ييجي وقال لي، أنا لم أتدخل في المعركة من أولها وهاجي أعمل ايه، ومرضيش إلا لما قلت له ظنوني عن الانتحار، فقال فعلاً ده صح، ده كان واخد سيانور، وجه وقعد مع المشير فترة كبيرة وبعد ما مشي عرفت من المشير إن الاتفاق تم على عملية التنحي وإن زكريا محيي الدين هاييجي رئيس جمهورية وإن هذا الكلام سري جداً.

وكلمت الريس تاني يوم الصبح وماكنتش مؤمن إطلاقاً بالقرار اللي أخذوه وكنت مؤمن بحاجة واحدة إن المشير وأنا رغم إني لم أشترك في عملية القوات وشغلي كان بعيد عن الحرب، رغم هذا أنا كلمت الريس تاني يوم وقلت له أنا شايف إن القرار اللي اتخذتوه قرار خطير ومش ممكن إنكم انتم الاثنين تتنحوا وإحنا نخرج إحنا الاثنين، إنما انت رمز النظام ومايصحش تخرج في هذا الوقت. قبلها بيوم طلبت حضوره علشان المشير، قال لي المشير أخباره إيه قلت له إنه مصر إنه يمشي لأنه شايف إنه سبب الهزيمة العسكرية. فقال لي طيب وانت قلت له إنما كان لي مبرراتي إني أمشي، وفيه دافع شهامة يخليني أورث المشير في الجيش وفيه دافع تاني إني عاوز أستريح وقلت له أنا خارج معاه.

وبعدين قال عرفت

امبارح أنا كنت عاوزك ليه، قلت له آه وأنا غير مستعد أن أوافق على هذا. وبعد ماجينا يوم 9 وكان فيه إشارة تنحي الريس جه القواد القيادة والمشير قال لهم إننا هانمشي وانتم تأخذوا أوامركم من القائد الجديد اللي هو فوزي وناس بكت وخرجنا قبل إعلان القرار ومشينا، وأعلن قرار تنحي الريس. وكان الاتفاق إعلان قرار تنحي الريس والمشير، إنما أعلن قرار تنحي الريس بس. والمشير كان عاوز يروح الإذاعة قلت له مفيش داعي وتتكلم مع الريس. وجه عندي البيت واتكلم مع الريس، وأقنعنا الريس إنه يطلع بيان بتنحيتنا، وطلع القرار في الجرايد. الكلام ده كله مرتبط في القضية علشان أدلل إني مش طامع في أي منصب، ولما علي نور الدين سألني عن منصب رئيس الوزراء قلت له أنا اتعرض علي عروض أكبر من كده. وقال لي مين يقبل إنه يرجع السلطة تاني.

وبعدين انصرفنا، واتعين يوم 11 الفريق فوزي قائد عام، وأصبح فيه مدة يوم بين تنحي الريس وتعيين الفريق فوزي، وحصل في هذه الفترة إن كل الجيش مكانش عاوز الريس يتنحى وحصل كلام كثير جدا وحصل اعتصام في منزل المشير، وأنا كنت واقف هذا الموقف مع المشير علشان لا اتركه لوحده، وجه ناس كثير جوا وكنت بأتكلم معاهم على أساس إننا لازم نتحمل وزر المعركة العسكرية والناس كانت تقول كلنا مشتركين في هذه العملية ولازم البلد يبقى يد واحدة ومايبقاش فيه الريس رجع والمشير مارجعش، وأنا كنت بأقول لهم لازم

يكون فيه قيادات جديدة وإذا كنا في خلال 15 سنة معملناش قيادة تحل محلنا، يبقى ده الفشل. وكان فيه ناس كثير لم تقتنع بهذا الكلام، فيه العقيد إبراهيم أبو الخير والناس بتوع البوليس الحربي وأعضاء المحكمة الاثنين وكلام مع ناس كثير جداً مش فاكرهم وبعدين المشير جه صرف الناس على أساس إنه هايروح لهم تاني يوم، وراحوا تاني يوم القيادة على أساس انهم مستنيين المشير، ويظهر فوزي حاول المحاولة دي فحصل شك من الموجودين على أساس إنه بيعمل المحاولة دي علشان يزيح المشير ويعمل قائد عام، فأنا اتصلت بالتليفون طلبت سعد عبد الكريم وسعد نجيب وعبدالرحمن فهمي وسعد زكي وعدد من الناس اللي أعرف انهم يؤثروا على الناس، وقلت لهم الكلام اللي بتقولوه ده كلام فارغ وقرارنا مافيـش رجوع ولازم تأخذوا تعليماتكم من الفريق فوزي باعتباره أقدم واحد.

واقتنعوا الناس دول وخفت أن يؤولوا كلامي باعتباره رأي شخصي ورحت للمشير، كان قاعد في الزمالك وخليته يكلم الضباط وانصرفوا، وبعدين طلع قرار بتعيبن فوزي في الإذاعة، وطبعا إيه اللي كان هايحصل لو كانوا مانصرفوش محدش عارف، إنما ربنا ستر وانصرفوا قبل إذاعة القرار، وكان هناك مصطفى عامر وحسن عامر وعلي شفيق قبل هذا الكلام يوم 10 بالليل علشان نكسة عسكرية ومايصحش يرجع نائب أول، قال لي رأيك إيه قلت له رأيي إنه ده ماينفعش وأعتقد إن المشير مش هايوافق، وبعد ما طلع قرار بتعيين فوزي في الإذاعة كان موجود مصطفى عامر وحسن عامر وعلى شفيق في البيت، وبمجرد سماعنا القرار أخذته بالحضن وقبلته وقلت له الحمد لله، وبعد كده جه صلاح نصر من عند الريس وقال إن الريس بيقول لازم نرجع.

بعد كده أخذنا عربية وراح المشير الحلمية وأنا رحت معاه وبعدين مر على الريس ليسلم عليه على أساس إني أقنعته إننا لازم نبعد نهائي عن القاهرة علشان نبعد الاصطياد في الماء العكر. ومر على الريس وسلم عليه وأنا كملت على بيته في الزمالك ورتبنا العربية علشان تروح اسطال، والحقيقة أنا فاكر واقعة لجلال هريدي معرفش جه معانة في المرة دي أو المرة الثانية.

جه معاكم؟

- طبعا، موضوع جلال هريدي هو كان معتبر بعد ما رجع من سوريا وكان رأيي إنه يطلع معاش، فقال المشير إن الصاعقة ماتنفعش من غيره. واتفقنا على إحالته للاستيداع. وبعدين بصيت لقيته راح للريس وواخد موافقة بتعيين جلال ملحق عسكري، وأنا كنت مقتنع إن الريس اتخذ هذا القرار علشان مايزعلش

المشير، وبعدين جلال كان دايما يلسن كلام عن الريس ويقول أنا مع المشير. المهم رحنا اسطال وكان فيه سواق، وجايز أنا سقت في السكة أو في مرة ثاني والمشير عارف حساسيتي بالنسبة لجلال هريدي وإني لا أحترمه. قال لي إيه رأيك نأخذ جلال معانا، قلت له ده هايسئ لنا، قال لي ده إنه كان معاك علشان بتضايق، قال ليه ده جه عرض علي حراسته وده زي ابني وأنا لم أقتنع بكلامه إنما فيه ناحية عاطفية بين المشير وجلال، وإحنا طالعين بالعربية من البيت لقيت جلال راح ناطط وجه معانا اسطال. وإحنا في اسطال كلمت مصطفى عامر اللي إحنا قاعدين في بيته إن جلال وعلي شفيق لازم يمشوا وقعدوا يومين ومشيوا.

وأنا في زيارتي لاسطال سبت اسطال ورجعت على أساس إن المشير مايرجعش نهائي لا نائب أول ولا قائد جيش، لأنه باس