ملك روزاليوسف يتمادى في السقوط

من Ikhwan Wiki | الموسوعة التاريخية الرسمية لجماعة الإخوان المسلمين
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث
ملك روزاليوسف يتمادى في السقوط

د / جابر قميحة

كتبنا من قبل، من عدة أشهر مضت أن أنسب وصف لكرم جبر هو "الألفي"، لأنه رئيس مجلس إدارة مجلة اسمها "روزاليوسف لا توزع في الأسبوع أكثر من ألف نسخة، ومن ثم تكلف الدولة آلاف الجنيهات كل يوم".

ولقد أطلقت على كرم لقب "الألفي" وذلك يعد قياسًا على زعيم مملوكي يطلق عليه "محمد الألفي" لأنه كان في إمرته ألف مملوك.

وكرم مغرم بإطلاق كلمة المحظورة على جماعة الإخوان، فكان يقول "الجماعة المحظورة" ثم أصبح يستخدم "المحظورة" فقط أي بلا "جماعة" فكثيرًا ما تقرأ لكرم: علينا أن نتصدى للمحظورة.. خطر المحظورة.. المحظورة رائدة الإرهاب.. الخ.

وبمتابعتي لإفرازاته، وإفرازات رجله الثاني رئيس تحرير روزاليوسف "عبد الله كمال"، وجدت كلاًّ منهما "رجلاً أبيضَ" عاجزًا عن الإبانة، والتعبير عن رؤيته، فهما بلا أرضية أو خلفية ثقافية أو سياسية، وأصبح كل منهما يهرف بما لا يعرف.

وإذا سألت كرم الألفي هذا عن مصدر الحكم على جماعة الإخوان "بالحظر" جاءك جوابه "هي محظورة بحكم القانون، أي محظورة قانونًا".

ونسأله أي قانون يأ ألفي؟ فيكون الجواب "قانون الدولة" فنسأله ما قانون الدولة يا كرم جبر يا ألفي؟.

وأقول يا ألفي إننا نعيش في دولة بلا قانون. فالحاكم هو القانون، وهو الدستور، وهو النظام، وهو الحزب، وهو الدولة.

وفي قصيدتي "الإقلاع في البحور السبعة"، جاء على لسان الشخصية المحورية "المنافق الكبير" موجهًا أحد الشباب المعترضين على نفاقه:

فإنني أعيشُ يا فتى لكي أعيشْ

واسمَعْ نصيحتي أنا الخبيرْ

جواب هذي الأرضِ والبحور

لكي تعيش يا فتى بوجهِكَ الوحيدِ لن تعيشْ

وأن تجوبَ البحرَ في سفينةٍ تواجهُ التيارَ سوفَ تنكسرْ

ولن تصلْ

لن تعرف الطريقَ نحو القوتْ

لن تلبس الحريرَ والديباجْ

لن تقتني النضارَ واللجينَ والياقوتْ

لكنما تضيعُ في المدى مثلَ الصدى

وبائسًا.. ويائسًا تموت".

وفي مساء السبت 27/6/2009 استضافت السيدة "منى الشاذلي" في برنامجها "العاشرة مساء" كرم جبر والدكتور حمدي حسن المتحدث باسم كتلة الإخوان في مجلس الشعب وأستاذين آخرين، وكان محور الحديث انتخابات مجلس الشعب، ولكن "كرم جبر الألفي" وجدها فرصة سانحة للهجوم بشراسة مقززة على جماعة الإخوان، فاتهمها بما يأتي:

1- أنها عقدت من قبل صفقة مع الإنجليز.

2- أنها عقدت من قبل صفقة مع حزب الوفد.

3- أنها عقدت من قبل صفقة مع الملك فاروق.

4- أنها تعقد صفقات مع الأمريكان، إلخ.

5- أي أن تاريخ الجماعة كله صفقات في صفقات. ولا ننسى أن نشامى روزاليوسف هم الذين كتبوا وأصدروا كتابًا ضخمًا بعنوان "الإخوان وأنا" المنسوب للخبير الأمني اللواء فؤاد علام. ويعلم الله أنه لا خبرة له بالأمن، وأما خبرته الوحيدة فبحوك الأكاذيب، والتعذيب إلى درجة القتل أحيانًا، ورحم الله الشهيد كامل السنانيري، ومن أكاذيب هذا الخبير ادعاؤه بأن الإخوان المسلمين لم يجاهد واحد منهم في فلسطين، ولم ينزف واحد منهم نقطة دم (!!!!!).

ولنترك هذا الاستطراد وننظر إلى "كرم جبر الألفي" وادعاءاته، وأولها أن الإخوان عقدوا صفقة مع الإنجليز، والواقع يكذب هذا الرجل: فلم يقاتل الإنجليز في خط القنال إلا الإخوان المسلمون، واستشهد منهم عدد من الشباب منهم: عمر شاهين وأحمد المنيسي، وعادل غانم. ومن الشهداء الآخرين: الشهيدان محمد أحمد اللبان ومحمود عبد الله عبد ربه من طلبة الإخوان بالإسماعيلية (أثناء هجوم الإنجليز على الإسماعيلية)، والشهيد خالد أحمد الذكري من طلبة الإخوان بالإسكندرية (استشهد في معارك ليلة عيد الميلاد).

وكانت جنازة الشهداء القاهريين مهيبة، وأصر مورو باشا رئيس جامعة القاهرة أن يشترك في حمل نعوشهم، والشهيد يحشر مع النبيين والشهداء. وما أصدق قوله تعالى ﴿وَنُفِخَ فِي الصُّورِ فَصَعِقَ مَنْ فِي السَّمَوَاتِ وَمَنْ فِي الأَرْضِ إِلاَّ مَنْ شَاءَ اللَّهُ﴾ (الزمر: من الآية 68).

وقد سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم: "يا رسول الله من الذين لم يشأ الله أن يصعقهم؟" قال الصادق المصدوق عليه الصلاة والسلام "هم شهداء الله".

وكان الشيخ محمد فرغلي يدير المعارك من مخبئه ومساعده يوسف طلعت رحمهما الله. ورصد الإنجليز مبلغًا ضخمًا لمن يأتي بالشيخ فرغلي حيًّا أو ميتًا، فعجز الإنجليز وأتباعهم وعملاؤهم عن الوصول إليه، وساعد الإخوان أحد الصحفيين الأجانب ليلتقي بالشيخ فرغلي، وأجرى معه حديثًا سأله فيه: "ما خططكم في حاضركم ومستقبلكم؟"، فأجاب الشيخ في إيجاز مركز: "خطتنا أن نطرق أبواب الجنة برءوس الإنجليز". ونشر هذا الصحفي هذا السبق الصحفي، وعلق في نهايته بقوله: "ما أغبى حكومة لندن: إن عليها أن تضاعف المبلغ المرصود لصيد الشيخ فرغلي إلى مائة ضعف".

ثم جاء عبد الناصر وشنق الرجلين فرغلي ويوسف طلعت دون مقابل مادي.

ولا ننسى أن حل جماعة الإخوان إنما تم الاتفاق عليه بين مندوبين عن حكومة النقراشي وبعض القادة الإنجليز في اجتماع بأحد المعسكرات الإنجليزية في فايد.

فأين هذه الصفقة يا "كرم جبر"، يا "ألفي"؟؟!!!

وما مظاهر الصفقة التي تزعم يا "ألفي" أن الإخوان عقدوها مع حزب الوفد، كأنك لا تعلم أن الوفد عاش من أيام النحاس يعادي الإخوان، وقد تبنى الحزبُ: "أحمد السكري" الذي فصلته الجماعة، وكان له مقال دائم في صحيفة الوفد "صوت الأمة" يهاجم فيه الإمام الشهيد حسن البنا، ويحاول أن يشوه صورته في عيون الآخرين. وكان في صوت الأمة اليومية باب ثابت عنوانه "هذه الجماعة تهوي" وينشرون أسماء عشرات من المواطنين، بزعم أنهم استقالوا من جماعة الإخوان. وعلم الله أن هذه الأسماء كلها وهمية مخترعة. وأذكر أن شاعرًا إخوانيًّا أخذ العنوان وكتبه في بيت شعر هو:

هذى الجماعة تهوي = إلى سناها القلوبُ

مستأنسًا بقوله تعالى على لسان أبي الأنبياء إبراهيم عليه السلام ﴿فَاجْعَلْ أَفْئِدَةً مِنْ النَّاسِ تَهْوِي إِلَيْهِمْ وَارْزُقْهُمْ مِنْ الثَّمَرَاتِ لَعَلَّهُمْ يَشْكُرُونَ﴾ (إبراهيم: من الآية 37).

ويفزع المرشد العام حين يقرأ في (الأهرام) الصادرة يوم 5/6/1936 تصريحًا للنحاس باشا رئيس الوزراء يعلن فيه إعجابه المطلق بمصطفى كمال أتاتورك، ويصف دولته بأنها دولة شابة ذات حيوية فائقة، يحسب حسابها في الشئون الأوروبية: ويكتب الإمام الشهيد رسالة شديدة اللهجة للنحاس باشا يكشف فيها عن حقيقة أتاتورك هذا:

- فهو الذي ألغى الخلافة الإسلامية.

- وهو الذي ألغى القوانين الإسلامية، وحكم بلده بالقوانين الغربية.

- وهو الذي أجاز زواج المسلمة بغير المسلم.

- وهو الذي جعل ميراث المرأة كميراث الرجل.

- وهو الذي تبرأ من نسبة تركيا إلى الشرق.

- واستبدل بالحروف العربية حروفًا لاتينيةً.

لقد عاش الإخوان في عهد الإمام الشهيد حريصين على مصلحة الشعب والمسلمين والعرب: ففي يوليو سنة 1947 سافر محمود فهمي النقراشي رئيس الحكومة المصرية إلى أمريكا، ليلقي خطابًا في مجلس الأمن دفاعًا عن قضية مصر الوطنية، ولكن مصطفى النحاس زعيم حزب الوفد بعث- للأسف- برقية إلى مجلس الأمن يندد فيها بالنقراشي وحكومته، ويتهمه فيها وحكومته بالدكتاتورية، وانعدام الديمقراطية، وعدم شرعية هذه الحكومة؛ لأنها لا تمثل الشعب المصري.

وكانت هذه سقطة مخزية للنحاس باشا لا يقره عليها عاقل، لأن النقراشي ذهب مطالبًا باستقلال مصر، وجلاء القوات البريطانية عنها.

فما كان من الإمام الشهيد إلا أن أرسل البرقية الآتية:

"إلى جناب رئيس مجلس الأمن وسكرتير هيئة الأمم المتحدة: يستنكر شعب وادي النيل البرقية التي بعث بها إلى المجلس وإلى هيئة الأمم المتحدة رئيس حزب الوفد المصري، ويراها مناورة حزبية لا أثر للحرص على الاعتبارات القومية فيها، وسواء كانت حكومة مصر ديمقراطية أو دكتاتورية، فإن الشعب المصري يعلن على الملأ أمام هيئة الأمم المتحدة أن ذلك أمر يعنيه وحده، وأنه لا يسمح لأية دولة أجنبية بالتدخل، فله وحده الحق في أن يختار نوع الحكم الذي يريده، طبقًا لميثاق الأطلنطي ومبادئ هيئة الأمم، وله وحده الحق في أن يعرض على حكومته ما يريد، وأن يؤاخذها على كل تقصير يراه.

كما يعلن كذلك أن حقوقه الثابتة عن مصر وسودانه، والحرص الكامل على استقلاله أمر لا يقبل جدالاً ولا مساومةً، وأن الوحدة الدائمة بين شماله وجنوبه حقيقية واقعة وضرورة لا محيص عنها، ولا يحول بينها وبين الظهور على حقيقتها وروعتها إلا هذه الإدارة الثنائية التي فرضتها بريطانيا عليه بالإكراه، والتي طلبت الحكومة المصرية في عريضة دعواها إلغاءها، وأشارت إلى بطلان المعاهدة التي سجلتها بريطانيا، والتي لم يرض عنها الشعب المصري، ولم يسلم بها يومًا من الأيام.

وانتهز هذه الفرصة فأؤكد لأعضاء المجلس والهيئة: أن شعب وادي النيل عظيم والأمل في يقظة الضمير العالمي، وأنه لن يستقر سلام في الشرق، ولن تهدأ ثائرة شعوب العروبة وأمم الإسلام حتى ينال وادي النيل حقه كاملاً، وليس إرضاء مجموعة من البشر قوامها أربعمائة مليون بالشيء الذي يستهين به الحريصون على الأمن والسلام".


وأصدر الإمام الشهيد أمره إلى شعب الإخوان بالقيام بمظاهرات في كل بلاد مصر تأييدًا للقضية الوطنية، وأذكر أنني في يوم جمعة سنة 1947 حضرت ومعي عدد كبير من الإخوة مظاهرة قام بها الآلاف من الإخوان في مدينة المنصورة، وكان قائد المظاهرة الشيخ مصطفى العالم رحمه الله.

والتاريخ يقول إن الملك فاروق الذي تولى الملك بعد أبيه أحمد فؤاد سنة 1936 بدأ عادلاً، متحمسًا للمطالب الوطنية، ولكن أفسده بعد ذلك من تولوا أمره وتوجيهه، مما ساعد على نشر الفساد في مصر. فما كان من الإمام الشهيد إلا أن كتب إليه الرسالة الآتية وذلك بعد توليه الملك بقرابة ثلاث سنوات ونصها:

"يا صاحب الجلالة: حدود الله معطلة لا تقام، وأحكامه مهملة لا يعمل بها في بلد ينص دستوره على أن دينه هو الإسلام.

بؤر الخمور، ودور الفجور، وصالات الرقص، ومظاهر المجون تغشى الناس في كل مكان، حتى الإذاعة اللاسلكية كثيرًا ما تنقل جراثيم هذا الفساد إلى البيوت.

أندية السباق والقمار تستنفد الأوقات والأموال، ويعمرها كبار القوم، ويتردد عليها ثراة الأمة، حتى أصبحت أندية الموظفين في العواصم والحواضر عنوان الفساد، ومتلفة الأخلاق في البلاد.

كبار الموظفين يضربون للناس أسوأ المثل في كل تصرفاتهم الشخصية والرسمية مما أطلق ألسنة الناس بالنقد، وأضعف ثقتهم بالحكام.

الصور السافرة المتبرجة بالزينة التي لا تتفق بحال مع آداب الإسلام، وما فرضه الله على المرأة من التستر والاحتشام..... تظهر في كبريات الصحف وصغرياتها، وتصبح ملهاة العيون الحائرة، والقلوب الفاجرة، وتتناول أعرق الأسر، وأكبر البيوت، وأطهر الأعراض.

الحفلات الساهرة، والاجتماعات المتكررة، والمقابلات الكثيرة من رسمية وأهلية تختلط فيها الأجناس، وتشرب بنت الكاس، ويقضي الليل في مجون وعبث ولهو ورقص.

يا صاحب الجلالة: كل هذا وأمثاله قد حطم عقائد الشعب وثقته بنفسه، وأنساه المثل العليا، وصرفه عن طاعة الله وعمل الخير، وقضى على العقل والصحة والمال والعاطفة، وهدد الأسر الآمنة، والبيوت المطمئنة بالخراب العاجل، والتحلل السريع الذريع، والحوادث التي تنشر تباعًا في الجرائد والمجلات ترعب وتخيف، ولا بد أن تمتد اليد الآسية الطيبة، حتى يطهر هذا المجتمع من الميوعة والطراوة والخنوثة والمجون.

قلها كلمة منفذة، وأصدره أمرًا ملكيًّا: ألا يكون في مصر المسلمة إلا ما يتفق مع الإسلام". (نشرتها مجلة النذير في 8 من المحرم 1358 هــ، أي من قرابة ثمانين عامًا).

وأقول لك يا "كرم جبر"، "يا ألفي" كيف يكون بين الإخوان والملك فاروق صفقة؟ وكأنك تجهل، أو تتجاهل أن الذي دبر مقتل المرشد العام هو الملك فاروق وأتباعه؟!!!.

وقد تعترض أو تزعم أن الصفقة عقدت بين الأستاذ- حسن الهضيبي- والملك فاروق. وأقول لك: إن الملك هو الذي طلب مقابلة الأستاذ الهضيبي، وحمل إليه بعض رجاله حلتين من حلل "الرودنجوت" ليقابل الملك بواحدة منهما، ولكنه أصر على مقابلة الملك بزيه العادي، ومما قاله فاروق للمرشد الهضيبي "الملك فوق الشعب"، فقال المرشد: "ولكن الحقيقة التي يجب أن نؤمن بها هي أن الله فوق الملك وفوق الشعب، وتفاصيل ما دار ليس فيه ما يخدش كرامة الإخوان، ولا ما يدل على صفقة سرية معقودة، وكان كلام الملك مؤداه أنه يريد أن يطمئن على نفسه من أن تمتد إليه يد بالاغتيال.

وغادر المرشد الملك بسير طبيعي، أي وجهه إلى الباب، مع أن قواعد البروتوكول المتبعة أن يغادر الملك ووجهه إليه وظهره إلى الباب. وأهدى الملك للمرشد صورته الشخصية، في إطار فاخر لتعليقها في المركز العام، فأخذها المرشد ووضعها في دورة المياه.

وأخذ بعضهم عليه أنه حينما سأله الصحفيون عن طبيعة هذه الزيارة، فأجاب: إنها زيارة كريمة لملك كريم، واعتبر بعضهم هذا من قبيل النفاق، فماذا يقول الرجل المهذب.... القاضي المتزن، هل يقول إنها زيارة كريمة لملك سيئ؟! أم ماذا يا سيدي، "يا كرم جبر"، "يا ألفي"؟!!

أما اتهام الإخوان بالعمالة الخفية للأمريكان، وإيران، وحزب الله، هذا الاتهام أصبح مقززًا، يرفضه من رزق الحد الأدنى من العقل والبصيرة.

وقد صرح قادة الإخوان مرات متعددة بأنهم لا يمانعون من أن يزورهم شخصية كبيرة أمريكية أو غير أمريكية، بشرط أن يكون ذلك في حضور ممثل للحكومة المصرية.

وما قلته يا "كرم" يرفضه الوجود الواقعي الممتد للجماعة التي تزيد كل يوم، بامتداد مطرد: فالجماعة التي بدأت جمعية من ستة أفراد في الإسماعيلية سنة 1928 تحولت إلى جماعة، وأصبحت الآن تيارًا، له وجوده بالملايين في كل أنحاء العالم، وهذا باعتراف الدولة، واعتراف الصحفي "أحمد موسى" الذي رصد صفحة أسبوعية في أهرام السبت لتشويه سمعة الإخوان، واتهامهم بتهم ما أنزل الله بها من سلطان.

وأضيف قائلاً إن مثل هذه الحملات على الإخوان في الصحافة والقنوات الفضائية، وعلى ألسنة حكام هذا البلد، كقول مفيد شهاب في أحد معسكرات الشباب "إن الإخوان المسلمين أخطر على مصر والبلاد العربية من إسرائيل نفسها"، والقبض على عشرات من القيادات الإخوانية متهمين بتهم غريبة مخترعة، أقول إن كل أولئك يأتي بنتيجة عكسية، وهو ما يسمى في علم النفس "الإيحاء العكسي".

وأنا اقترحت، وما زلت أقترح على قيادة الإخوان أن يوجهوا رسائل شكر إلى كل من يهاجمهم.

وقد رأينا "كرم جبر"، "الألفي" يستشهد على صحة الصفقات المزعومة بكتاب "من قتل حسن البنا". والكتاب بين يدي الآن بعد أن قرأته، فلم أجد فيه كلمة أو فكرة من الذي نسبه "كرم الألفي" إلى كتاب محسن محمد "من قتل حسن البنا" (دار الشروق، الطبعة الثانية، مارس 1987).

صحيح أن الكتاب فيه كثير من المفتريات، ولكنه لم يخل من حقائق كثيرة. والمنهج العلمي كان يتطلب منك يا كرم أن تقرأ عدة كتب لا كتابًا واحدًا.

يا ليتك قرأت كتاب الدكتور إسحاق موسى الحسيني "الإخوان المسلمون كبرى الحركات الإسلامية في القرن العشرين"، وكتاب الدكتور ريتشارد ب. ميشيل الأمريكي عن جماعة الإخوان، وكتاب روبير جاكسون "حسن البناالرجل القرآني" وكتاب د. رفيق حبيب "الاحتجاج الديني والصراع الطبقي في مصر". وليس في هؤلاء جميعًا واحد ينتسب إلى الإخوان المسلمين.

وهذه الحال تذكرني بالبيت المشهور:

كناطح صخرة يومًا ليوهنها =

فلم يضرها، وأوْهى قرنه الوَعِلُ

المصدر : نافذة مصر