من السلمية إلى الجزأرة

من Ikhwan Wiki | الموسوعة التاريخية الرسمية لجماعة الإخوان المسلمين
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث
من السلمية إلى الجزأرة


(الجمعة 03 يوليو 2015)

بقلم: د. عز الدين الكومي

مازلت أذكر هتاف فضيلة المرشد العام لجماعة الإخوان المسلمين من على منصة رابعة وهو يقول: (سلميتنا أقوى من الرصاص) وعلى الرغم من كل المحاولات المستميتة التي بذلها النظام الانقلابي لجر البلاد إلى العنف والاحتراب الأهلي ليجد المبرر لتنفيذ مخططاته الإجرامية وعلى الرغم من كمّ الاستفزازات التي مارستها عصابة الانقلاب والتي تجاوزت كل الخطوط الحمراء من القتل والاعتقال والاغتصاب والانتهاكات والأحكام الجائرة وتلفيق التهم والتي طالت الصف الأول من قيادات الجماعة وأبنائهم.. إلا أن كل هذه المحاولات باءت بالفشل وتحطمت على صخرة حكمة الجماعة وتماسكها وإعلاء مصلحة الوطن والحفاظ على نسيجه الوطني.

وكم حاول النظام التلويح بالنموذج السوري أو العراقي أو استنساخ النموذج الجزائر على مدار سنتين لكنه لم يفلح ذلك حتى وقعت حادثة اغتيال النائب الملاكي للنظام الانقلابي قبل يومين فأسفر النظام الانقلابي عن وجهه القبيح واستغل هذه الحادثة للتغطية على فشله الذي يظهر يوما بعد يوم وأنه مجرد كابوس يجثم على صدر الشعب فليس أمامه إلا إشعال حرب أهلية حتى يتم إلهاء الناس وإشغالهم عن المشروعات والوعود الوردية التي وعد بها وإلغاء الانتخابات البرلمانية ليبقي ممسكا بكل الصلاحيات في يده.

وعلي ما يبدو أن زعيم عصابة الانقلاب يحاول استدعاء النموذج الناصري في حقبة الستينيات والخمسينيات من القرن الماضي عملا بنصيحة فيلسوف النكسة (هيكل)الذي كان يقوم على التفجير وترويع الشعب حتى لا يطالب بالديمقراطية لأنه لا صوت يعلو على صوت المعركة كما يقول خالد محيي الدين في مذكراته أن عبد الناصر أخبره أنه هو الذي نظم إضراب العمال الشهير ينادون بسقوط الديمقراطية والدستور والمتعلمين وأن هذا الإضراب كلفه أربعة آلاف جنيه وقال البغدادي في مذكراته أيضا أن عبد الناصر أبلغه هو وكمال الدين حسين وحسن إبراهيم أنه هو الذي دبر التفجيرات لإثارة مخاوف الناس من الديمقراطية للإيحاء بأن الأمن سيهتز وأن الفوضى ستسود إذا مضوا في طريق الديمقراطية وعلي الرغم من عدم الانتهاء من التحقيقات أو وجود أدلة تدين أحدا تم مباشرة توجيه الاتهام باغتيال النائب الملاكي سواء على مستوي الجهات الأمنية أو الإعلامية أو حتى على مستوي زعيم عصابة الانقلاب والذي أعلن أثناء تشييع جنازة النائب الملاكي - بيدّو الأوامر من القفص – في إشارة للرئيس مرسي وهو يصلح ياقة قميصه أو يعبث بلحيته ومع أنه بعض المخبرين الانقلابيين في إعلام العار قالوا: إن وليد بدر" منفذ محاولة اغتيال محمد إبراهيم وهشام على منفذ عملية اغتيال هشام بركات والاثنين ضباط مفصولين من الخدمة.

إلا أن زعيم العصابة الانقلابية يتهم الإخوان ويطالب بالعدالة الناجزة واختصار مراحل التقاضي وتوعد بتنفيذ أحكام الإعدام والمؤبد إلا أنه وفي اليوم التالي يأمر جلاوزته بارتكاب مجزرة حمقاء وبدم بارد لمجموعة من المحامين مع لجنة رعاية أسر الشهداء والمعتقلين في نفس اليوم الذي كان جيش كامب ديفيد على أرض سيناء ما بين قتيل وجريح وأسير وهائم على وجهه في الصحراء وهروب طائرات الأباتشي وخوفها من المضادات الأرضية التي استولي عليها المهاجمون كغنائم باردة من جيش كامب ديفيد المهزوم مما يلقي بظلال كثيفة من الشك بأن زعيم عصابة الانقلاب يتبع سياسة الأرض المحروقة من ناحية وأنه يتواطأ مع قوى إقليمية لتفريغ سيناء لتنظيم الدولة من ناحية أخري والذي توعد في تسجيل مسرب له حركة المقاومة الإسلامية حماس بالقتل والتنكيل موجها رسالة إلى أنصاره في غزة بأن فتح غزة وطرد المرتدين منها قد اقترب.

وفي إصدار جديد حمل عنوان رسالة إلى أهلنا في بيت المقدس تحدث عدد من عناصر التنظيم قائلين إنهم يُحكمون بالشريعة بعكس غزة التي يحكمها طواغيت حماس بالديمقراطية، ووصفوا حركة حماس بالردة قائلين إنها تعمل فقط لإرضاء أمريكا وقطر وإيران وتركيا وأضاف أحدهم: لا تغركم تلك الصواريخ التي تطلقها حماس على اليهود فهي مثل صواريخ حزب الله

وقال إن تنظيم الدولة سيفعل بعناصر حركة حماس في قطاع غزة مثلما فعل فيهم بمخيم اليرموك للاجئين الفلسطينيين بدمشق في إشارة إلى قتل التنظيم لعشرات العناصر من فصيل أكناف بيت المقدس باليرموك.

ومما يثير الدهشة أن رئيس وزراء دولة الكيان الصهيوني يقدم تعازيه للشعب المصري وحكومته وقال في بيانه نتقدم بخالص التعازي إلى مصر حكومةً وشعبًا وإلي أسر المصريين الذين قتلوا على يد هذا الإرهاب الوحشي، وأضاف أن الإرهاب بدأ يقرع أبوابنا لذلك فإن إسرائيل ومصر ودولا أخري كثيرة في الشرق الأوسط، والعالم تقف في خندق واحد لمحاربة الإرهاب الإسلامي المتشدد.. ولكن الحقيقة هي أن نتنياهو والنظام الانقلابي ومن على شاكلتهم في نفس الخندق لكن أحرار مصر لن يكونوا يوما في خندق مع الصهاينة.

هذا البيان يوحي بأن هناك مؤامرة لجعل حماس في غزة بين فكي كماشة الكيان الصهيوني من جهة وداعش من جهة أخري وبالتالي يتم استنزاف حماس وإنهاكها في حروب طويلة مع داعش التي تم جلبها إلى سيناء خصيصا وتزويدها بأسلحة متطورة مصرية وروسية الصنع لتقوم بالدور المرسوم لها في سيناء.

وبذلك يكون النظام الانقلابي حول الإرهاب المحتمل الذي تحدث عنه وحصل على تفويض بذلك لمحاربته إلى إرهاب واقع تصنعه وتمارسه الدولة بكافة أجهزتها ضد الشعب.

المصدر