من شهداء الإخوان بمذبحة طرة 1957م

من Ikhwan Wiki | الموسوعة التاريخية الرسمية لجماعة الإخوان المسلمين
مراجعة ١١:٥٥، ١٥ أكتوبر ٢٠٢٣ بواسطة Editor (نقاش | مساهمات)
(فرق) → مراجعة أقدم | المراجعة الحالية (فرق) | مراجعة أحدث ← (فرق)
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث

نحو المذبحة

أقيمت المذبحة في أول يونيو 1957م لمائة وثمانين من الإخوان المسلمين، هم الذين بقوا في سجن ليمان طرة بعد ترحيل إخوانهم إلى سجن المحاريق وبنى سويف وأسيوط وغيرها من السجون.

ولقد سبقت المذبحة عدة مقدمات؛ ففي يوم الأربعاء 22/ 5 منعت صلاة العصر بصورة غاية في الاستفزاز، ويوم الخميس 23/ 5 منع لعب الكرة الذي كان مرخصًا به، ويوم الجمعة ظلت الزنازين مغلقة حتى صلاة الجمعة، ويوم السبت حدثت مشادة بين الضابط عبد العال سلومة وثلاثة من الإخوان بغير داع، ويوم الأحد 26/ 5 قال سلومة مهددًا: "فيه أوامر عالية بجر الإخوان لمعركة نِخَلَّص فيها على ثلاثين.. أربعين"، وأخذ الضابط عبد الله ماهر يحتك بالإخوان بغير مناسبة ويحاول استفزازهم بكل طريقة، ويوم 29/ 5 شرح الإخوان لمدير السجن ما يحدث لهم، ويوم 30/ 5 منعت الزيارات، ويوم 1 يونيو حدثت المذبحة".

ويقول الأستاذ جودة شعبان (أحد شهود المذبحة): كنا في ليمان طرة ما يقرب من 180 من الإخوان، وكان أكبر عدد منهم في الليمان من إخوان شبرا، وكانت زياراتهم هي يوم مشهود؛ فقد كان عدد الحضور في اليوم المخصص لهم كبير, وفي أواخر مايو شعرنا بأن ضباط السجن يقومون بعمليات استفزازية ضد الإخوان، خاصة الضابط عبد العال سلومة وعبد الله ماهر، فأخذنا نتواصى بالصبر وضبط النفس وحكمة التصرف أمام كل ما نتعرض له من معاملة المسئولين في الليمان، خاصة الضباط الذين كشفت الأحداث عن مدى حقدهم وكراهيتهم للإخوان أمثال عبد العال سلومة وعبد الله ماهر وعبد اللطيف رشدي، وكانت الأحكام للإخوان الموجودين في الليمان تتراوح بين العشر سنوات والخمس وعشرين سنة، وكنا نطلع الجبل مثل بقية المساجين، وكانت لنا طريحة لابد من أن ننجزها، وكان من بين وسائل الضغط النفسي علينا في الليمان عملية التفتيش المستمر، وكانت تتم بصورة مستفزة، وكادت هذه المذبحة تحدث في فبراير 1956 م لكن مدير السجن كان حكيمًا فحال دون ذلك، مما دفع زكريا محيي الدين وزير الداخلية آنذاك أن يقوم بنقله عقابًا له على ذلك، وجاء بمأمور آخر هو السيد والي والذي كان شديد الحنق على الإخوان المسلمين.

وقبل يوم المذبحة جاءت زيارة لمجموعة إخوان شبرا، وكانت من أكبر الزيارات، وكنت واحدًا من المطلوبين للزيارة، وقد جاء أهالينا ببعض الطعام، وكان من ضمن الذين أخذوا طعامًا الأخ عبد الغفار السيد، وفجأة ظهر الضابط عبد الله ماهر ودفع الأخ مما أوقعه في صورة مستفزة، ولم يقتصر على ذلك بل قام بضرب أم أحد الإخوان ثم أنهى الزيارة، وسارع إلى الإدارة وقال: إن الإخوان اعتدوا عليه، وكأن الأمر مبيت، فانتفضت الإدارة لتنفذ ما اتفق عليه مع السادة من قبل، وجاءوا وقالوا: من أخذ شيئًا فليركن على جنب، فخرجت ومعي بعض الإخوة، فأمر بأخذنا إلى عنبر التأديب، وساقوا أهلنا إلى قسم المعادي مرفق معهم مذكرة يقولون فيها: إنهم أدخلوا ممنوعات للسجن، وكان من ضمنهم والد الأخ حسن علي حسن فقال لوكيل النيابة: إننا لم ندخل ممنوعات لكنه كان طعامًا، والأمر أننا إخوان مسلمين فأفرج عنهم، وبعد أن أدخلونا عنبر التأديب لم ندر بما يحدث في الخارج، وعشنا في لحظات كلها تعذيب وتكدير, لكننا كنا قبل الحادث قد رأينا أنهم أعادوا مرضى الإخوان الموجدين في المستشفى، وشعرنا بأن شيئًا يدبر لنا فقررنا الامتناع عن الخروج للجبل حتى لا نُضرب بالرصاص بحجة أننا حاولنا الهروب، وكتبنا مذكرة نطلب فيها التحقيق معنا، ولنعرض عليهم أن حياتنا في خطر، وكنا ما زلنا في عنبر التأديب، وثاني يوم من الزيارة سمعنا صوت رصاص منهمر وصرخات الإخوان من كل مكان، وبعد فترة صَمَت صوت الرصاص وجاءت النيابة وسمعت منا وأدانت إدارة السجن لكنها تغيرت، وفي الليلة الرابعة بعد المذبحة أخرجونا إلى سجن القناطر الخيرية وبقينا فيه ثلاثة أشهر في تعذيب وتكدير، وعلمنا أن المذبحة أسفرت عن مقتل واحد وعشرين من الإخوان وأصيب مثلهم.

١_ الشهيد رزق حسن إسماعيل

الأسم: رزق حسن إسماعيل

العمل: مزارع

تاريخ الميلاد: عام 1914

البلدة: كفر المرزاقة – محافظة كفر الشيخ

نشأ رحمه الله فى بلدة كفر المرازقة محافظة كفر الشيخ حيث حفظ القرآن الكريم وتعلم بالمدرسة الابتدائية ثم انشغل بالزراعة حيث كان يمتلك أكثر من عشرة أفدنة ببلدته, وكان محبا للخير فلا يدع مريضا بالقرية أو القرى حولها حتى يزوره. ويمشى فى جنازة المتوفى ويحضر محافل الصلح بين المتخاصمين من الأفراد والعائلات, ويشارك فى بناء المدارس والمستشفيات. ويزور أهله وجيرانه ويتودد إلى الفقراء بالصدقة والمساعدة يطفىء الحريق, ويقف مع المظلوم حتى يأخذ حقه,واشتهر بذلك بين الناس فى صدق وأمانة.

ولما جاءت دعوة الإخوان المسلمين إلى بلدته حوالى عام 1940 انضم إليها بصدق وإخلاص وتجرد وشجاعة وإقدام, فبرزت صفاته النبيلة ونمت وأزهرت وأحب إخوانه واحبوه. حتى جاءت محنة عام 1954 فكان شجاعا كريما صادقا أمينا, أخفى عنده كاتب هذه السطور وكان يعلم الخطر فى ذلك ولكنه لم يتهيب الموقف وانتهى الأمر بالحكم عليه خمس عشر عاما قضى بعضها غير متبرم ولا ضجر... بل مشجع لغيره من الإخوان... حمل الحجارة على كتفه فى سبيل مرضاة ربه مبتسما راضيا بقضاء الله وقدره حتى لقى الله شهيدا بيد الغدر والظلم فى 1/6/1957 بليمان طره.

رحمه الله رحمة واسعة وأسكنه فسيح جناته وبارك فى ذريته.

2- الشهيد محمود أحمد السيد صقر

الاسم : محمود أحمد السيد صقر

تاريخ الميلاد: عام 1934 – بمنية المندرة

المؤهل: ليسانس اللغة العربية من الأزهر الشريف.

المهنة : مدرس بمدرسة كفر الشهيد الإعدادية التابعة لمركز ميت غمر.

قبض على المرحوم فى يوم 23/8/1965 الساعة السادسة صباحا بعد ورود إشارة من المباحث العامة بالقاهرة إلى مركز السنطة تفيد بأنه توفى يوم 8/9/1965 بالمستشفى العام.

دخل المرحوم محمود أحمد صقر جمعية تحفيظ القرآن الكريم التى كانت فوق سطح المسجد الأحمدى بطنطا وحفظ القرآن الكريم بها ثم دخل المعهد وحصل على الشهادتين الابتدائية والثانوية, ثم دخل كلية اللغة العربية وفى السنة النهائية كان ترتيبه الأول فى علمى النحو والصرف وطلب منه الأزهر الشريف التقدم لكى يعمل معيدا فى هاتين المادتين, اشتغل مدرسا بمدرسة كفر الشهيد الإعدادية التابعة لمركز ميت غمر إلى أن يطلبه الأزهر ليعمل معيدا به.

كان رحمه الله مثالا للتقوى والصلاح والتفانى فى عمل الخير للناس ويمد يد العون للجميع والسعى فى تشغيل العاطلين.

طلب منه أستاذه عمل رسالة فى النحو فهمها وحازت المرتبة الأولى وأمر بطبعها وكان على درجة عالية من حسن الخلق مما جعله محببا عند كل من يعرفه.

رحمه الله رحمة واسعة وجعله من شباب أهل الجنة وزوجته من الحور العين لأنه لم يتزوج فى دار الدنيا.

3- الشهيد بدر الدين عبد العاطى شلبى

الإسم : بدر الدين عبد العاطى شلبى

تاريخ الميلاد : عام 1930

جهة الميلاد : الجميزة – مركز السنطة الغربية

العمل : موظف بوزارة الزراعة " محطة التربية بالجميزة".

تعلم رحمه الله بكتاب القرية إلى أن حفظ كثيرا من القرآن الكريم ودخل المدرسة الابتدائية إلى أن اكتفى بذلك القدر من التعليم نظرا لظروف الأسرة ولكنه رحمه الله لم ييأس. فكان يبحث عن العلم الحقيقى وهو العلم الموصل إلى المولى عزوجل, وكان دائما يبحث بصفات المسلم الحق قلبا وقالبا, والفكر هو طريقه إلى الله دائما والفقه, والإخلاص مراده, والله سبحانه وتعالى معبوده, وبر الوالدين سروره, وإدخال السرور على عباد الله فرحه وكان دائما القدوة الحسنة لأهل قريته, فى المعاملة وكان موضع ثقة الجميع وذلك بمنهجه الواضح , وقد شغل قبل استشهاده بإتمام حفظ القرآن الكريم هو وبعض أحبائه وشغل أولاده أيضا بذلك ليلا ونهارا رحمه الله.

قبض على الشهيد يوم 24/8م 1965 فى حوالى الساعة السادسة والنصف مساء ثم بعد أربعة وعشرين ساعة تقريبا وبعد أن فك الحصار المفروض على المكان الذى به منزل الشهيد, عاود زبانية المباحث العامة البحث عنه بحجة أنه هرب منهم, ويعلم الله كم عانى الأهل والأقارب من هؤلاء الزبانية بحجة أنهم يخفوه ويعلمون مكانه ومرت الأيام والسنون ونحن نكتم أنفاسنا ولكن الأيام تمر حتى ظهرت الحقيقة أنه استشهد فى ليلة القبض عليه من آثار التعذيب نظرا لعقيدته. وظهرت الشريفة المكرمة التى عانت آلام الاعتقال وقاست مرار السجن لتقول الحقيقة مفصلة, والتى أخفاها الزبانية, تلك الحقيقة هى: أن هذا الشهيد لم يهرب كما ادعوا ولكنه استشهد نتيجة التعذيب الشديد الذى لاقاه من زبانية المباحث العامة بطنطا حيث فارقت روحه الحياة, فانطبق عليها قول الحق[ يا أيها النفس المطمئنة ارجعى إلى ربك راضية مرضية, فادخلى فى عبادى وادخلى جنتى] صدق الله العظيم".

4- السيد السيد عزب عمران

اسم الشهيد: السيد السيد عزب عمران

المهنة : ميكانيكى وابور النور تابع البلدية

مؤهلاته: لا يوجد

مواهبه: كان بطلا فى حمل الأثقال وكان رياضيا ويمتاز بالرازنة والهدوء

ميوله: إسلامية ويعمل للدولة الإسلامية والوطنية.

نشهد أنه كان من الإخوان الممتازين بالمحلة الكبرى استشهد فى يوم السبت 1/6/1957 بليمان طره فى الحادث المشهور.

5- الشهيد على إبراهيم حمزة

اسم الشهيد: على إبراهيم حمزة

تاريخ الميلاد: عام 1936.

محل الميلاد: بنى أبو صير مركز سمنود.

محل الإقامة: المحلة الكبرى

المهنة: ترزى افرنكى.

مؤهلاته: لا يوجد

مواهبه: يمتاز بالهدوء والذكاء

ميوله : إسلامية ويعمل للدعوة الإسلامية والوطنية

نشهد بأنه كان من الإخوان الممتازين بالمحلة الكبرى. استشهد فى يوم السبت 1/6/ 1957 بليمان طره فى الحادث المشهور.

المصادر

  1. جابر رزق: مذبحة الإخوان المسلمين في ليمان طرة، دار اللواء للطباعة والنشر، الطبعة الثالثة، 1421ه - 2001م.
  2. أحمد البس: الإخوان المسلمون في ريف مصر، دار التوزيع والنشر الإسلامية، 1987م.