من هم الإخوان ؟ وماذا يريدون ؟

من Ikhwan Wiki | الموسوعة التاريخية الرسمية لجماعة الإخوان المسلمين
مراجعة ٢٣:٥٢، ٢١ ديسمبر ٢٠١٠ بواسطة Sasky (نقاش | مساهمات)
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث



من هم الإخوان ؟ وماذا يريدون ؟


الإسلام نظام .... شامل لجميع مناحي الحياة

Ikhwan-logo1.jpg

" الله خالق كل شيء " " الذي أعطي كل شيء خلقه ثم هدي " " ما تري في خلق الرحمن من تفاوت " " وخلق كل شيء فقدره تقديرا " " إنا كل شيء خلقناه بقدر " " صنع الله الذي أتقن كل شيء " .

الكون جميعه أتقن الله صنعه ، خلقه ، ودّبره بنظام فائق التقدير " لا الشمس ينبغي لها أن تدرك القمر ولا الليل سابق النهار وكل في فلك يسبحون " " ثم استوي إلي السماء وهي دخان فقال لها وللأرض ائتيا طوْعا أو كرْها قالتا أتينا طائعين " . ولِحكْة لا يعلمها إلا الله خلق الإنسان وجعله مختارًا لا مكرها لنظام حياته ، " ونفس وما سوّاها فألهمها فجورها وتقواها " " إنا خلقنا الإنسان من نطفة أمشاج نبتليه فجعلناه سميعا بصيرا . إنا هديناه السبيل إما شاكرا وإما كفورا " " وقل الحق من ربكم فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر " " إنا عرضنا الأمانة علي السماوات والأرض والجبال فأبينْا أن يحملنها وأشفقن منها وحملها الإنسان " لذلك كان الجزاء علي الإيمان والكفر ، والحق ، والضلال ، والصلاح والفساد . وينتهي الأمر إلي : " فريق في الجنة وفريق في السعير " .

ومن اختار الإسلام الذي هو دين الله ، دين الحق ، فاتبع هداه ، وعاش حياته ملتزما مختارا نظام الله ومنهجه للإنسان " ألا يعلم من خلق وهو اللطيف الخبير " ليس له الحق في أن يحيا علي أي نظام آخر من وضعه أو وضع أي مخلوق . يقول الله تبارك وتعالي : " ألا له الخلق والأمر " " ليس لك من الأمر شيء " " وإليه يُرجع الأمر كله " " له الأمر من قبل ومن بعد " " قل أفغير الله تأمرونَّي أعبد أيها الجاهلون " " ومن يتبع خطوات الشيطان فإنه يأمر بالفحشاء والمنكر " " قل إنما أمرت أن أعبد الله ولا أشرك به " فاستقم كما أمرت ومن تاب معك " " قل إن هدي الله هو الهدي وأمرنا لنسلم لرب العالمين " " فأصدع بما تؤمر وأعرض عن المشركين " " بل لله الأمر جميعا " " ثم جعلناك علي شريعة من الأمر فاتبعها " .

يقول الله تعالي " فلنسألن الذين أرسل إليهم ولنسألن المرسلين " ويقول : " وقفوهم إنهم مسئولون " " فَوَربك لنسألنهم أجمعين " " وإنه لذكر لك ولقومك وسوف تسألون " . فسوف يُسأل كل إنسان يوم الدين عن الدين : فكل ما سَيُسأل عن العبد يوم الدين هو الدين الذي أرسل الله به رسوله صلي الله عليه وسلم .

فما الذي سيُسأل عنه يوم الدين ؟

يقول الله تعالي : " ونضع الموازين القسط ليوم القيامة فلا تُظلم نفس شيئًا وإن كان مثقال حبة من خردل أتينا بها وكفي بنا حاسبين " . " فمن يعمل مثقال ذرة خيرا يره ومن يعمل مثقال ذرة شرا يره " " ما يلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيد " " يا وَيْلتنا مالِ هذا الكتاب لا يغادر صغيرة ولا كبيرة إلا أحصاها " . أخرج الترمذي بسنده قال رسول الله صلي الله عليه وسلم : [ لا تزول قدما عبد حتى يسأل عن عمره فيما أفناه ، وعن علمه فيما عمل فيه ، وعن ماله من أين اكتسبه وفيما أنفقه ، وعن جسمه فيما أبلاه ] حديث حسن صحيح . كما أخرج ابن أبي حاتم ، وأبو نعيم وابن كثير في تفسيره عن معاذ بن جبل رضي الله عنه قال : [ قال لي رسول الله صلي الله عليه وسلم : يا معاذ إن المرء يُسأل يوم القيامة عن جميع سعْيه حتى كحل عيْنيه ، وعن فتات الطينة بإصبعيْه ، فلا ألْفيَّنك يوم القيامة وأحد غيرك أسعد بما أتاك الله منك ] .

وأحكام الشريعة الخمسة تطابق هذا الأمر وتتَّسع له : الواجب ، والمندوب ، والحرام ، والمكروه ، والمباح . وحتى المباح فهو حكم شرعي وبشروطه الشرعية فمنهج الإسلام بنظمه كلها دين الله الذي يشتمل علي مناحي الحياة كلها . فهو :

- نظام للعقيدة .

- ونظام للشرائع التعبدية .

- ونظام للأخلاق والمبادئ والقيم .

- ونظام للمعاملات والمعايش .

- ونظام للعلاقات الفردية ، والاجتماعية ، ولكل الأمة .

- ونظام للعلم والتعليم .

- ونظام للدولة ، والعلاقات الدولية .

- ونظام للحكم .

- ونظام للقضاء .

- ونظام للجهاد والجيش .

- ونظام للفرد .

- ونظام للأسرة .

- ونظام للمجتمع .

- ونظام للأمة .

- ونظام للبشرية .

فهو نظام شامل لجميع مناحي الحياة . " قل إن صلاتي ونسكي ومحيايا ومماتي لله رب العالمين لا شريك له وبذلك أمرت وأنا أول المسلمين " " ما فرطنا في الكتاب من شيء " " فاستقم كما أمرت " " فلذلك فادع واستقم كما أمرت " " وإنك لتهدي إلي صراط مستقيم " .


الإسلام منهج رب العالمين إلي البشر أجمعين

الكون من خلق الله ، فالله خالق كل شيء ، ومالك كل شيء ، " لله ملك السموات والأرض وما فيهن " " ولله ملك السماوات والأرض وما بينهما يخلق ما يشاء " إني رسول الله إليكم جميعا ، والمؤمنون جميعا ، والخلق أجمعون كلهم ملك لله وعبيده خلقهم لعبادته ، وجعلهم في ملكه ، فمن عبد الله منهم وأطاع منهجه في حياته طيَّب حياته وأسعده في الدنيا وأدخله جنته في الآخرة ، ومن عصاه وترك دينه أشقاه في الدنيا وعذبه في ناره في الآخرة . أمر الله رسوله صلي الله عليه وسلم ، كما أمر أمته أن يبلَّغوا الدين للخلق أجمعين ، وأن يجاهدوا الكافرين الذين يعصون خالقهم في الدنيا ، وهي ملك الله ، ويظلمون خلق الله فيها ، فبلَّغ رسول الله صلي الله عليه وسلم وجاهد مع أصحابه حتى آمن مَن آمن وكفر مَن كفر ، فأخذ من الكافرين هو صلي الله عليه وسلم ومن بعده من أمته قوي الأرض وسلطانها فجعلوه لله وعلي منهج الله ، فأقاموا العدل والحق والخير والمساواة بين الناس أجمعين . أخذوا الدنيا من الكافرين وجعلوها لله رب العالمين ، فقد ملك النبي صلي الله عليه وسلم الجزيرة العربية كلها وطبق فيها منهج الله ودينه ، وهو صلي الله عليه وسلم يعيش في حجرة من الطين ، واكتشفت الأمة عندما لحق بربه أنه كان قد اقترض قدرا من الشعير قوتا لأهله ، وهو الذي تحت يديه ملك شبه الجزيرة العربية .

وكذلك فعل أصحاب رسول الله صلي الله عليه وسلم والذين معه لم يتملكوا غير ما كانوا عليه من قوي عادية أو علمية ، ولم يزد عليهم غير إيمانهم بالله وبدينه .

1 – استْوعبوا العلم بدينهم الذي جاء به النبي صلي الله عليه وسلم .

2 – طبقوا وعملوا بمنهج الله ودينه وبكل نظمه .

3 – بلَّغوا ونشروا دين الله تعالي للخلق أجمعين .

4 – أحاطوا ودافعوا وضحُّوا من أجل الدفاع عن دينهم .

هذه المهام الأربعة فرض علي كل فرد من الأمة ، وعلي كل جماعة ، وعلي الأمة مجتمعة " كنتم خير أمة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر وتؤمنون بالله " فعلي كل فرد من الأمة أن يقتدي برسول الله صلي الله عليه وسلم فيؤدَّي هذه المهام الأربعة .

لقد تميَّز منهج الإسلام بأنه :

1 – منهم ربَّاني لا شيء فيه من عمل البشر .

2 – منهج لكافة البشر ، صالح لجميعهم إلي يوم القيامة .

3 – منهج شامل لجميع نظم الحياة .

4 – منهج يسمو بالخلق فيزكّي نفوسهم إلي أعظم الأخلاق .

وهذه الخصائص لابد أن تكون المهام الأربعة السابقة مراعية لها ، بحيث يكون استيعابها وتعلمها ونشرها والدفاع عنها حتى يكون العلم والتعلم ربانيا ، ولجميع العالم ، شاملا لكل نظم الحياة ، مقيَّدا بالأخلاق والتربية الحسنة ، فالإسلام منهج رباني ، وعالمي ، وشامل لكل نظم الحياة ، وأهله ذوُو أخلاق حسنة وتربية صالحة .


الجهاد ماضيٍ إلي يوم القيامة

الجهاد.jpg

الحق في مقابل الباطل ، والهدي في مقابل الضلال ، والصلاح في مقابل الفساد ، والإيمان في مقابل الكفر ، والصراع بين الأضداد يحرَّك الحياة وما فيها . فمنذ خلق آدم له عدو هو إبليس ، ومنذ وطئت قدما آدم عليه السلام الأرض قال له ولنا رب العالمين : " وقلنا اهبطوا منها جميعا بعضكم لبعض عدو .. " وقد توَعَّد إبليس آدم وبنيه : " قال أنظرني إلي يوم يبعثون . قال إنك من المنظرين . قال فبما أغويتني لأقعدن لهم صراطك المستقيم " ولقد اتخذ العدو من بني آدم حزبا " استحوذ عليهم الشيطان فأنساهم ذكر الله أولئك حزب الشيطان ألا إن حزب الشيطان هم الخاسرون " فوجب علي المؤمنين أن يجتمعوا علي عداوة الشيطان وحزبه " لا تجد قوما يؤمنون بالله واليوم الآخر يَوادُّون من حادَّ الله ورسوله ولو كانوا آباءهم أو أبناءهم أو إخوانهم أو عشيرتهم أولئك كتب في قلوبهم الإيمان وأيدهم بروح منه ويدخلهم جنات تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها رضي الله عنهم ورضوا عنه أولئك حزب الله ألا إن حزب الله هم المفلحون " .

لقد جاهد رسول الله صلي الله عليه وسلم في الله حق جهاده ، ومعه ومن بعده أصحابه رضي الله عنه فنشروا دين الله في البلاد ، ودافعوا عن دين الله بكل ألوان التضحية في سبيل الله وفاءً لعهد الله معهم " إن الله اشتري من المؤمنين أنفسهم وأموالهم بأن لهم الجنة يقاتلون في سبيل الله ... " فأقاموا منهج الله ودينه في معظم بقاع الأرض ، والعدو متربَّص حانق ينتظر الفرصة . يقول أبو أيوب الأنصاري رضي الله عنه : [ لمَّا أعز الله الإسلام ، وكثر ناصروه ، فقال بعضنا لبعض سرًا دون رسول الله صلي الله عليه وسلم : إن أموالنا قد ضاعت ، وإن الله تعالي قد أعزَّ الإسلام ، وكثر ناصروه فلو أقمنا في أموالنا وأصلحنا ما ضاع منها .. ، فأنزل الله تعالي علي نبيَّه صلي الله عليه وسلم ما يردّ علينا ما قلنا ، وللفقراء في سبيل الله : " ولا تلقوا بأيديكم إلي التهلكة " وكانت التهلكة الإقامة علي الأموال وإصلاحها ، وتركنا الغزو .] رواه الترمذي وقال : حديث صحيح . وعن ابن عمر رضي الله عنهما قال : قال رسول الله صلي الله عليه وسلم : [ إذا تبايعتم بالعينة ، وأخذتم أذناب البقر ، ورضيتم بالزرع ، وتركتم الجهاد سلَّط الله عليكم ذُلاً لا ينزعه حتى ترجعوا إلي دينكم ] رواه أبو داود وغيره . فجعل الرجوع إلي الجهاد رجوعا إلي الدين . وعن أبي هريرة رضي الله غنه قال : قال رسول الله صلي الله عليه وسلم : [ من مات ، ولم يغزُوَ لم يحدث نفسه مات علي شعبة من النفاق ] رواه مسلم ، وأبو داود ، والنسائي .

لقد تمكن الشيطان وحزبه من اليهود والنصارى عندما غفل الآباء والأجداد سامحهم الله عن جهاد الأعداء أن يدخلوا علي المسلمين في دينهم ما ليس من الدين ، بل تمكنوا من غزو البلاد والعقول بجيوشهم وثقافتهم ومذاهبهم حتى غيَّبوا النظم الإسلامية عن المسلمين وبلادهم فهما وتطبيقا ، وأحلَّوا نظمهم الباطلة حتى صارت منهج حياة المسلمين ، برغم تحذير رب العالمين وتحذير رسوله صلي الله عليه وسلم . يقول الله تعالي : " عن اليهود والنصارى : " وَدُّوا لو تكفرون كما كفروا فتكونون سواء " وَدَّ كثير من أهل الكتاب لو يردونكم من بعد إيمانكم كفارا " وقال النبي صلي الله عليه وسلم : [ لتَتَّبعَّن سنن من قبلكم شبرا بشبر ، وذراعا بزراع ، حذو الفعل بالفعل ، حتى إذا دخلوا جحر ضبُّ لدخلتموه قالوا : اليهود والنصارى يا رسول الله ؟ قال : فمن !!] وسَنَنَ من قبلكم : أي الطريقة والمذهب .

لقد عبد اليهود والنصارى البشر ، فألَّهوا عيسي عليه السلام ، وأَلَّه اليهود عزيزا . وقد انحرفت ديانة النصارى حتى نصَّبوا البَابَا يحكم ببشريته فيدخل مَن شاء الجنة ، ويحرم مَن شاء الجنة ، ويغفر لمن شاء ويعطيه صكاً بالمغفرة ، وسيْطر البابا علي كل أتباع الكنيسة من ملوك وقادة وعامة النصارى ، فضج الناس وخرجوا علي البابا وقالوا قولة البهتان : دع ما لِله لِلَّه ، وما لقيْصر لقيصر . أي عليك بالكنيسة ومن يدخلها لشئون الآخرة ، واترك كل ما كان خارج باب الكنيسة ونظام الدنيا لقيصر حاكم الدنيا . وتم تطبيق ذلك في مذاهبهم : الدين في الكنيسة ، وكل الدنيا يحكمها الحاكم ولا دخل للدين فيها ، فالدين لله يختص بأمور الآخرة ، والدنيا بكل نظمها لقيصر الحاكم لا يدخل فيها الله والدين ، فتم بذلك الفصل بين الآخرة والدنيا ، وبين نِطَاق الدين في الكنيسة ، ونطاق الدنيا خارجها . وهذا المفهوم الغربي النصراني قد تعلَّمه حكام المسلمين ووجدوا فيه بغيتهم فأشاعوه وروَّجوه حتى أصبح ثقافة يتلقاها الجيل بعد الجيل تحت مصطلح : لا سياسة في الدين ، ولا دين في السياسة . وأصبحت بلاد المسلمين يحكمها نظم ومناهج الغرب المنقطعة عن دين الإسلام ، ويروَّج لها بجهل أو بمكر المسلمون أنفسهم ، وقام نظام حياة المسلمين علي التجهيل بالدين وتعليم نظم الغرب الكافر ، وتمكنوا من إسقاط الخلافة الإسلامية التي تتبنَّي الإسلام وتدافع عنه ، وقسَّموا بلاد الخلافة إلي دويلات ، ووضعوا كراسي الحكم لمن ينهج منهجهم ويتابعهم ، وجيَّشوا الجيوش لحماية العروش ولمحاربة بعضهم البعض ولمنع منن يدعو للعودة للإسلام وجهاد الأعداء .

في هذه الأجواء قيَّض الله لأمة محمد صلي الله عليه وسلم من المخلصين والعاملين من أيقظ الأمة ونادي بعودة الإسلام والجهاد . ومن هؤلاء الشهيد حسن البنا رحمه الله ، فبدأ بنفسه ودعي من يعرفه حتى وفقه الله تعالي لإقامة جماعة الإخوان المسلمين للعمل علي إعادة الإسلام الذي غيبَّه أعداؤه .

قال حسن البنا رحمة الله عليه : فكرتنا إسلامية ، ودعوتنا دعوة سلفية . أي منهجنا ينحصر في الإسلام ، وندعو إليه بمثل ما كان عليه السلف الصالح من أهل السنة والجماعة التي عناها النبي صلي الله عليه وسلم بقوله [ خير القرون قرني ، ثم الذين يلونهم ، ثم الذين يلونهم ] فهم الذين قال أحدهم وهو ربعي بن عامر رضي الله عنه لرستم قائد الفرس : إنما ابتعثنا الله ليخرج من شاء من عبادة العباد إلي عبادة الله وحدهُ ، ومن جوْر الأديان إلي عدل الإسلام ، ومن ضيق الدنيا إلي سعة الدنيا والآخرة ، ولم يقل له : إنما بعث فينا رسولا ، لأن الرسول صلي الله عليه وسلم أدَّي ما كلفه به ربه ولحق بالرفيق الأعلى ، أما أفراد أمته صلي الله عليه وسلم فلن يبعث الله فيهم نبيًا بعد نبيهم صلي الله عليه وسلم ، والمسئولية تعلقت في رقاب آحادهم ، فكلهم أمة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر إلي يوم الدين . لقد قام سلف الأمة باستيعاب الرسالة ، والعمل بموجبها ، وتبليغها ، والدفاع عنها ، بكل نظمها وشمولها ، حتى تقاعس مَن تقاعس ، وجهل من جهل ، فتغرَّب المنهج وغاب منهج الإسلام عن الحياة .

استنهض حسن البنا وجماعته المسلمين ، كل المسلمين في أقطار الدنيا ، للعودة إلي الإسلام كمال كان يفهمه ، ويطبقه ، ويدعو إليه ، ويدافع عنه المسلمون الأوائل ، فالإسلام دين كل المسلمين ، في كل أقاليم الأرض ، فهم أمة واحدة ، بنفس خصائص الإسلام من ربانية ، وشمولية ، وعالمية ، ومبادئ خلقية تربوية ، ويدعو أن يتحمل كل مسلم ومسلمة مسئولية دينه فيؤدي المهام الدينية الأربعة :

1 – استيعاب الدين بنظمه شاملا .

2 – تطبيق الدين بنظمه في حياته كلها .

3 – نشر وتبليغ الدين كاملا لأهله ، وجيرانه ، وزملائه وكل إنسان .

4 – التضحية بالدفاع عن كل نظم الدين .

وأن يشارك كل فرد مع الجماعة في القيام بذلك كله في ربوع العالم .

قام أعداء الإسلام ومن تبعهم بالوقوف أمام هذه الدعوة التي يدعو إليها الإسلام باستعادة تطبيق نظم الإسلام علي المسلمين في بلادهم ، ولا يزالون يعادون ويُناوِؤن الإخوان وجماعتهم باعتبارهم روَّادً لاستعادة الخلافة حيث إن برنامجهم يستهدف :

1 – إصلاح الفرد المسلم .

2 – إقامة البيت المسلم .

3 – إرشاد المجتمع وكسب الرأي العام إلي جانب الفكرة الإسلامية .

4 – تحرير الوطن الإسلامي من كل سلطان أجنبي غير إسلامي .

5 – إصلاح الحكومة ، أي حكومة حتى تكون إسلامية بحق .

6 – أعادة الكيان الدولي للأمة الإسلامية بعودة الخلافة الإسلامية .

7 – نشر دعوة الإسلام في ربوع الأرض حتى يكون الدين كله لله .

تتعاون جماعة الإخوان مع كل فرد ، أو جمعية ، أو هيئة ، أو جماعة تكون دعوتها للإسلام ، وتدعو للوِفاق والتَّآزر لتحقيق هذه الأهداف , وتنبذ العنف والقهر في دعوة الغير ، وتتجنب الخلاف الذي يفرَّق الأمة ، وتقبل الخلاف في الرأي والمذهب الفقهي وتعذر المخالف ، وتعمل بالمرحلية ، والشورى ، وقبول كل جديد لا يخالف الدين ، وترحّب بكل من ينضم إليها والعمل علي منهجها ونظمها لنفسها علي غيرها فضلا وشعارها " قل لا أسألكم عليه أجرا إن أجري إلا علي رب العالمين " فالله غايتها ، والرسول قدوتها ، والجهاد سبيلها ، والموت في سبيل الله أسمي أمانيها حتى يتحقق حكم الله " قل هذه سبيلي أدعو إلي الله علي بصيرة أنا ومن اتبعني "

والله أكبر ولله الحمد