مهدي عاكف ...إلى أين

من Ikhwan Wiki | الموسوعة التاريخية الرسمية لجماعة الإخوان المسلمين
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث
لم تعد النسخة القابلة للطباعة مدعومة وقد تحتوي على أخطاء في العرض. يرجى تحديث علامات متصفحك المرجعية واستخدام وظيفة الطباعة الافتراضية في متصفحك بدلا منها.
مهدي عاكف ...إلى أين


الأستاذ محمد مهدي عاكف المرشد السابع للإخوان المسلمين

إخوان ويكي

مقدمة

مهدي عاكف الذي رحل في صمت الجبال الرواسى وشموخها..رحل بعدما زلزل أركان الباطل المستبد الذي ظن أنه بحبسه سينال من عزته وكرامته...رحل ولم تنحي رأسه لأحد رغم المحن التى تعرض لها والاعدامات التى حكم عليه بها...

رحل وقد اكرمه الله بمسيرة مرشده الذي تربى على يديه الأستاذ حسن البنا حينما لم يشيعه إلا اهله ولم يصل عليه الإ النساء وكان دفنه في جنح الليل ويحرس نعشه المنفرد جحافل لا أول لها ولا أخر من جنود الجيش والشرطة ... مهدي عاكف الذي تعرفه كل أركان الأرض بأعماله الصالحة بل تذكره الملائكة في رياض الصالحين.

الانطلاق

في محافظة صنعت لنفسها تاريخ عبر العصور ورفعت شأنها وخلد ذكرها بحبس ملك فرنسا لويس التاسع بين جنباتها بدار ابن لقمان وفي جو امتاز بصفاء الطبيعة وروعة الحياة وبساطة المعيشة وصدق المشاعر بين أبناء القرية نشأ محمد مهدي عاكف وسط أسرة متدينة حرص رب الأسرة على تربية أبناءه تربية إسلامية

فقد ولدت في يوم 12 يوليو من عام 1928م بقرية كفر عوض السنيطة مركز أجا محافظة الدقهلية، في اسرة محافظة وثرية حيث كان البيت يحيط به مشاعر الحب ويفيض منه معاني الرحمة التى كانت بين الأب والأم وابنائهما

والذي وصفه بقوله:

"كان بيتنا الكبير مملوءًا دائمًا بالخيرات وكان والدي محط احترام أهل القرية وإجلالهم، وما يكاد يخرج من البيت لعمله حتى تدب الحركة، ويعلو صياحنا - نحن الأطفال - حتى يملأ البيت، وتبدأ أمي الحبيبة تلك الملاك الجميل، الباسم الوجه، المشرقة، المحبة - يومها بعد صلاة الفجر بتجهيز طعام الإفطار الشهي، وإيقاظ النائمين
ثم تبدأ في أعمال البيت بكلِّ همة ونشاط.و أتاح لنا مرور الترعة من أمام البيت أن نتدرب على فنون صيد الأسماك فكنا نخرج بالساعات نقضيها على الترعة في صيد السمك، وكانت هذه المهنة لها عامل كبير في تعليمنا فنون الصبر والتريث".

أحب أمه حتى وصفها بقوله:

"وتبدأ أمي الحبيبة تلك الملاك الجميل، الباسم الوجه، المشرقة، المحبة - يومها بعد صلاة الفجر بتجهيز طعام الإفطار الشهي، وإيقاظ النائمين، ثم تبدأ في أعمال البيت بكلِّ همة ونشاط".
كانت أمي مثال للطيبة ورضا النفس، لا تعرف معنى للشر ولا السوء، ولا تعرف إلا الخير وحب بيتها وأولادها والناس جميعًا.. وجهها مشرق مبتسم دائمًا لم نرها أبدًا غاضبة، ولم نسمع منها أبدًا كلمة جافية، كانت أقسى كلمة نسمعها منها حين يشتد صخب الأولاد (طيب يا أولاد، سأخبر أباكم حينما يعود) تشكلت مقومات شخصية عاكف على يد والده الذي حرص على تعليم أولاده معنى الرجولة الحقه وفنون الحياة العزيز والقوة
وفنون الحوار مع العاقل والإعراض عن السفيه والجاهل، كما تعرف غض الطرف عن التفاهة والسفاهة .. والالتزام بما يرفع المقام والمكانة، فقد كان والده يعطيهم الفرصة لنعبر عن أرائهم بكل شجاعة دون الإخلال بالأدب في الحديث أو علو الصوت أو عدم احترام الكبير.
تخرج في مدرسة المنصورة الابتدائية وبعدها كانت رحلة في عالم كبير هو عالم المدينة الكبيرة. انتقل إخوته للدراسة في الجامعة فاتخذ والده قرار بانتقال الأسرة كلها لتكون لحمة واحدة غير متفرقة وقطنوا في حي السكاكيني والتحق بالفرقة الأولى الثانوية بمدرسة فؤاد الأول.
اختلف جو المدرسة الثانوية كثيرًا عن جو المدرسة الابتدائية، من حيث معاملة الأساتذة لهم بنوع من التساهل والحرية النسبية، وكانوا يذكرونهم دائمًا -إذا صدر مهم خطأ- أنهم الآن أصبحوا رجالاً. في هذه المدرسة كانت خطواته تسبقه إلى المسجد الذي حرص والده من الصغر أن يرتاده أبناءه وتعرف فيه على الكثيرين من الطلبة في المسجد وتكونت علاقات الصداقة وحرص على التعرف عليهم وتوثيق عرى المحبة فيما بينهم

يقول:

"كان أصدقائي الجدد صورة تختلف كلية عن أبناء القرية الطيبين، هادئي الطبع، أصحاب الخلق والقيم، غير أنني تعرفت على أصحاب الخلق القويم".

نحو النور

في مدرسته وفي مسجدها كانت جموع الشباب تلتقي لتقف بين يدي ربها وبعدها تتلاقى القلوب لتتعارف وكان وسط هؤلاء من يرتفع مقامه وتلتف حوله القلوب ويستمع له الجميع ..انه واحد من طلاب الإخوان المسلمين - الذين حملوا هم دعوتهم فنشروا عبيرها وسط القلوب الطاهرة النضرة فتلقفها بعضهم وكان مهدي عاكف منهم

وقد حرص على المساهمة معهم في كل فنون الرياضة حيث كان يحرص على مباريات كرة القدم ولم تتوقف العلاقة على ذلك بل توسعت دائرة المعرفة فتعرف على الإخوان في السكاكيني أمثال أحمد السكري وأحمد عادل كمال وإبراهيم الطيب وذلك كان عام 1941م

يقول

"لقد جمعتنا الكرة مع أصحابنا الجدد في الحي والشعبة، وكانت أمامنا عدة أراضٍ فضاء كنا نعدها كملاعب لهذه اللعبة المحببة، ولقد قربني إتقاني لهذه اللعبة من الصحبة الجديدة، وكان كل لاعب يحاول ضمي لفريقه، ولقد تعرفت بأنواع جديدة من البشر لم أرها من قبل مختلفي الأمزجة لكنى حرصت على التعرف على أصحاب الخلق القويم، وكنا بعد انتهاء المباراة نجلس سويًا نتحاور فيما حدث من أخطاء في المباراة، ثم يدور الحديث هنا وهناك"

والتقى بالأستاذ البنا بالمركز العام فيصف ذلك بقوله:

حرص الإمام البنا على معرفتنا من خلال هذا اللقاء، فكان يعرف كل واحد باسمه وعنوان سكنه ومدرسته، وأيضا عرف وضعي وشدة والدي إذا تأخر أحد أبناءه بعد الساعة الثامنة. فكان الأستاذ البنا في أثناء محاضرته وقبل الساعة الثامنة ينادي علي يا عاكف أذهب للبيت حتى لا تتأخر عن موعد والدك.

صراع في الوادي

"وفي منتصف العام الدراسي تقريبا انتقلنا لنسكن في شارع الملكة نازلي – شارع رمسيس الآن- وكان لذلك قصة طريفة، فقد كنت في شعبة العباسية، وكان رئيس الشعبة الأستاذ أحمد شكري فقال ذات يوم – أثناء وجودي في الشعبة - إن المنزل الذي وراء الشعبة سوف يتركه سكانه

ونحن نأخذ النور من عندهم ونخشى أن يسكن فيه آخرون فيتعبوننا، فقلت له: أرني هذا المنزل، لأن والدي يرفض أن يحضر من البلد لأنه يرى أننا نسكن في بيوت حديثة ضيقة، وهو يريد بيتا واسعا مثل بيوت البلد، وبالفعل ذهبت لرؤية هذا البيت فوجدته مناسبا جدا، وكان عبارة عن ست حجرات واسعة وصالتين والسقف مرتفعا وأمامه حديقة، وتم الأمر سريعا واستقرت الأسرة فيه"

انتقل عاكف وأسرته إلى شارع الملكة نازلى (رمسيس حاليا) وقت أن كان على مفترق الطرق حيث تخرج من التوجيهية وكان والده يسعى بكل قوته من إلحاقه بالكلية الحربية من اجل أن يبعده عن الإخوان المسلمين وتقدم ونجح في الكشف الطبي غير أنه رأى بعض السلوكيات الشائنة التي دفعته لسحب أوراقه وتقديمها في كلية الهندسة ولم يمانع والده

لكن حدث ما لم يكن في الحسبان حيث أنه كان قد انضم للنظام الخاص والتقى بالإمام البنا بعد فترة من انتقاله في السكن وتحدث الأستاذ البنا معه ومع غيره أن الإخوان ليس لهم في معهد التربية الرياضية العالي أحد، فسمع الكلمة وتحدث مع صديق له اسمه صلاح حسن الذي وافقه على أن يذهب لكلية التربية الرياضية

وكانت الأمور تسير بكل يسر حيث استقبلوه في الكلية بالترحيب مما شجعه أن يسحب أوراقه من الهندسة ويتقدم بها للتربية الرياضية بعد نجاحه في كل الاختبارات، وكانت اللجنة التي أجرت له الاختبار الشخصي تضم الدكتور القوصي والدكتور زكريا عميد المعهد، والدكتور فؤاد جلال أستاذ التربية وقتها والتي وافقت على قبوله.

قبل عاكف في التربية الرياضية فكانت الأزمة مع والده وإخوته الذين رغبوا أن يكون مهندسا مثلهم ولم تهدأ العاصفة إلا بعد شهور حينما زار والده التربية الرياضية ووجدها من الكليات المحترمة.

ولنستمع منه عن الأسباب التي دفعته لدخول التربية الرياضية حيث قال:

"لكن الحقيقة أنني دخلت المعهد لسببين، أولهما لخدمة الإخوان حيث كنا نرغب في الانتشار وتوصيل دعوتنا في كل مكان، أما السبب الثاني فقد كان والدي نفسه رحمه الله، كان شديدًا جدًّا في حرصه علينا، فلا نتأخر بعد الثامنة ، ولأنني كنت في النظام الخاص، وكنا كثيرًا ما نتأخر وأحيانًا أرغب في المبيت خارج المنزل، فقد كان التحاقي بالمعهد فرصة لأتعلل عندما أتأخر خارج البيت"، ومن المفارقات أن الذي رشحه للنظام الخاص هو الأستاذ البنا.

ساحة الحرب

متطوعو الإخوان في فلسطين

حينما أنشأ حسن البنا النظام الخاص عام 1940م كان لسببين:

  1. التصدي للمحتل الانجليزي على أرض مصر
  2. التصدي للمغتصب الصهيوني على أرض فلسطين

يصفه بقوله:

"كان النظام الخاص كثير ما يقوم بأعمال تدريبه لأفراده في الجبال والصحراء ليصنع منه شخصا قادرا على مواجهة المستعمر البريطاني، وكنا نتعلم الطبوغرافيا وسواقة السيارات والسباحة وجميع أنواع الأسلحة، وجميع حركات الدفاع عن النفس (وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة) وهذا ساعد كثير من متطوعي الإخوان في حرب فلسطين على عمل المناورات العسكرية وتكبيل الصهاينة الهزائم المتتالية، كما أنها ساعدت شباب الإخوان في حرب القنال".

ولذا حرص على تشكيل كتائب سافرت لفلسطين حيث أقلقت مضاجع الصهاينة وشهد لهم الجميع بهذا الجهد، وكان عاكف واحد من هذا النظام فكانت المهام الملاقاة على عاتقه مع عدد من أفراد النظام الخاص هى جمع مخلفات الأسلحة من الحرب العالمية الثانية وإعدادها وإرسالها للمجاهدين في فلسطين.

استمر الإخوان في جهودهم الساعية لتوفير الدعم لمجاهدي فلسطين، والعناية بمشكلاتهم الأخرى التي تفاقمت من جراء تزايد أعداد اللاجئين والمشردين من ديارهم وممتلكاتهم. وقد أدى هذا النشاط المكثف الذي بذله الإخوان إلى إزعاج السلطات المصرية، والدوائر الاستعمارية، فقامت الحكومة المصرية برئاسة النقراشي باشا ـ آنذاك ـ أولاً بمنع الإمدادات التموينية عن مجاهدي الإخوان، وثانياً بإصدار أوامر باعتقال مجاهديهم وهم في ساحات القتال.

انتهت حرب فلسطين بوقع الجيش المصري في حصار الفالوجا والذي كان لأخونا معروف الحضري دورا كبيرا في مساعدتهم لكن في مارس 1949م عقدت معاهدة رودس وعاد الجيش المحاصر وضباطه وظل الوضع كذلك حتى وقعت المحنة عام 1948م

حيث تم اعتقاله في 29 ديسمبر 1948 وأرسل إلى معتقل الهايكستب ثم بعدها معسكر الطور، حيث شاركه في المعتقل الشيخ القرضاوي والشيخ الغزالي والشيخ سيد سابق، حيث كان يقوم بالنشاط الرياضي لهم في السجن، وظل بالسجن حتى خرج في يناير 1950م.

ومن المواقف أنه ضاع عليه امتحان العام نظرا لأن الكلية عملية، غير أنه فوجئ بعميد الكلية يطلب منه أداء الامتحان فتم ذلك في مارس من نفس العام وظهرت النتيجة في 5 أبريل ونجح وكان ذلك لتدخل الدكتور طه حسين لدى العميد لإعادة امتحانه.

تخرج وكان السادس على دفعته وحقه التعيين في القاهرة غير أن البوليس السياسي رفض وخيره بين المحافظات فاختار طنطا، حيث استطاع أن يحصل على توجهى أدبي ويلتحق بكلية الحقوق بعدما انتقل لمدرسة سرس الليان وكانت تتبع منظمة اليونيسكو.

على أرض النار

خرج النحاس باشا بتصريحاته النارية التي ألهبت الوجدان وأشعلت جذوة النار في قلوب طلاب الجامعات بعدما قرر إلغاء معاهدة 1936م من طرف واحد فانطلق الطلاب يكبدون العدو الانجليزي الخسائر تلو الخسائر في حرب القنال

فكان عاكف أحد هؤلاء الذين قادوا معسكر التدريب في جامعة إبراهيم باشا فخرج جيلا زلزل أركان المحتل عام 1951م، يقول:

"كما كان علينا دور نحن شباب الجامعة حيث كنت في ذلك التوقيت طالب بكلية الحقوق جامعة إبراهيم باشا (عين شمس حاليا) وأنشأت معسكر للتدريب داخل كلية الهندسة بنفس الجامعة.
كان حلمي مراد رئيس اتحاد الطلبة في جامعة إبراهيم لا يزال شابًا صغيرًا جاء لتوه من فرنسا، فوجئت به يرسل إليَّ هو وبعض الطلبة بأنهم يريدون أن نعمل معسكرات في الجامعة ونتدرب على السلاح لكي نحارب الإنجليز، واختارني الاتحاد لأكون رئيس معسكرات جامعة إبراهيم، فأخذتُ الإذن والتوجيه من الإخوان ثم وضعت خطة وبرنامج المعسكر بنفسي.
وقام برنامج التدريب على هدفين أساسيين؛
الأول: محو الأمية العسكرية لدى الشعب المصري وطلبة الجامعات
والثاني: أن يسير التدريب في برنامج جاد، بحيث لا يمسك سلاحًا إلا الشخص الجاد الذي ينجح في كل الاختبارات الرياضية العنيفة والمصارعة مع الصبر والالتزام الكامل بشروط الجندية من حيث الأخلاق والتزام القيم، وقد نصبت خيمة في قلب الجامعة ووضعنا فيها بعض الأسلحة وبدأنا التدريب وفق البرنامج الموضوع.
وفي أحد الأيام فوجئتُ بالدكتور عثمان خليل، عميد كلية الحقوق، يأتيني ويقول لي إن مدير الجامعة الدكتور محمد كامل حسين يريد أن يقوم بافتتاح المعسكر على شاكلة معسكر جامعة فؤاد الأول (جامعة القاهرة)، فقلت له: يا عثمان بك نحن خارجون عن القانون ونعمل في حمى حرم الجامعة، ولا نستطيع أن نقوم بذلك خارج الحرم الجامعي، وأنتم لكم صفة رسمية، فهل تشاركوننا هذه المسئولية؟
فصمت ولم يرد عليَّ بكلمة، وجاءني الدكتور حسن مرعي، وقال لي نفس الكلام فرددت عليه بنفس الرد، وجاءني قائد الحرس أيضًا، وكان برتبة عقيد فقلت له نفس الكلام السابق ولم يستطع أن يرد عليَّ، إلى أن أرسل لي الدكتور محمد كامل حسين مدير الجامعة- وكان رجلاً عالمًا ومهذبًا- فذهبت إليه في مكتبه واستقبلني منذ دخلت من الباب حتى أجلسني بجانبه
وكان الدكتور نظيف وكيل الجامعة موجودًا بنفس المكتب فكرر عليَّ نفس الطلب السابق بأن يقوم بافتتاح المعسكر بنفسه ورددت عليه بنفس ردي على السابقين: فلست أنسى هذه الكلمة أبدًا، قال لي: شرف عظيم يا بني أن أشارككم جهادكم.
استمر العمل بجدية وكان للإخوان معسكرات أخرى في (السنيطة) بالشرقية، والتل الكبير، والقنطرة، وبورسعيد، فكانت الجامعة ترسل العناصر التي تستطيع أن تفعل شيئًا إلى هذه المعسكرات، وقد خرجت أعداد كبيرة من الإخوان في الجامعة
ثم ذهبوا للمعسكرات المتخصصة في المناطق الأخرى كالسنيطة في الشرقية، والتل الكبير، وتل بسطة وكانت هذه المعسكرات مكانًا للتدريب على العمليات الفدائية من نسف المخازن ونسف القطارات وحرب العصابات وأعمال بطولية أخرى، وكان هناك إخوان آخرون مهمتهم أن يمدونا بالسلاح والمتفجرات من بقايا الحرب العالمية الثانية.
قمنا بعمليات كثيرة زلزلت المحتلين، وكانت تأتي علينا أوقات لا ننام فيها من زحمة العمل، وأذكر من العمليات الكبيرة التي قمنا بها مثلاً نسف قطار القنطرة وبورسعيد ونسف مخازن أبو سلطان، وكذلك المعركة الشديدة التي استشهد فيها عمر شاهين وأحمد المنيسي في التل الكبير
وقد أحدث استشهادهم دويًا واستجابت الحكومة لإرادة الشعب وألغت معاهدة 1936م، ولا أنسى حين وقف مصطفى النحاس في مجلس النواب قوله: باسم مصر وقعتُ معاهدة 1936م وباسم مصر أطالبكم اليوم بإلغائها، فهو موقف وطني لم أر مثله، وكان فؤاد سراج الدين وزير الداخلية كذلك فيه وطنية في كثير من المواقف.
وفي يوم 27 يناير 1952 أعلنت حالة الطوارئ وحظر التجول بالقاهرة بعد السادسة مساءً وفي هذا اليوم كان من المقرر نقل كمية ضخمة من الديناميت إلى منطقة القنال لبعض العمليات وخصوصًا لنسف قطار بورسعيد القنطرة فلم أجد أمامي إلا الاستعانة بأحد ضباط الجيش وكان (بكباشي) اسمه (الكاشف) وآخر مستشار يدعى فتحي عوض، وأخذتهما معي في سيارة الديناميت هذه، لأنه كان هناك حظر تجول، فإذا اعترضني أحد يقوم الضابط والمستشار بتسيير الأمر".

كل ذلك لم يشفع له عند العسكر بعدما قامت ثورة 23 يوليو وشارك فيها الإخوان غير أن العسكر انقلبوا على الإخوان وحلوا الجماعة في يناير 1954م واعتقلوا مرشدهم حسن الهضيبي وعدد من الإخوان كان عاكف واحد منهم غير أنه استطاع الهروب وظل مطارد حتى نصحه الأستاذ التلمساني والدكتور كمال خليفة..

يقول:

"في يوم 11 يناير 1954 جاء لزيارتنا نواب صفوي زعيم (فدائيان إسلام) الإيراني، وألقى خطبة في جامعة القاهرة، ثم توجه إلى المركز العام؛ حيث ألقى محاضرة لقاء الثلاثاء كذلك، وعرفنا أنه بعد أن خطب في جامعة القاهرة أحرقت سيارات الاتحاد الاشتراكي وأغلقت الجامعة ثم كانت محاضرته في المركز العام يوم الثلاثاء
وبعد انتهاء المحاضرة عدت إلى منزلي فوجدت المستشار فتحي عوض بانتظاري وكان مدير مكتب الرئيس محمد نجيب وأخبرني أن مجلس الثورة حل جماعة الإخوان المسلمين في اجتماعه اليوم، ومطلوب القبض على اثني عشر أخًا قبل الساعة الثالثة صباحًا وأنا واحد منهم ثم صحبني معه إلى منزله وكان مجاورًا لمنزلنا
وفي الثالثة صباحًا هاجمت منزلي قوة من البوليس الحربي والبوليس السياسي وقاموا بتفتيش المنزل تفتيشًا دقيقًا وكنت أنظر إليهم من منزل المستشار فتحي عوض ومن ستر الله عليَّ أن الحجرة التي كنت أضع فيها السلاح الذي تسلمته من عبد الرحمن السندي لم يدخلوها ولم يفتشوها.. لقد أعماهم الله عنها.
إنني أتحدي أى واحد يقول إن الإخوان استعملوا ذلك السلاح الذي كان بأيديهم ضد أى مصري لقد كنت أدخل على رئيس الوزارة والسلاح في جيبي وكنت أقابل حتى عبد الناصر والسلاح في جيبي وكان لدينا في أيام الجامعة أسلحة فما حدث أن أى واحد من الإخوان استعمل ذلك السلاح ضد الشعب أو ضد أى واحد من الحكومة ولكن ذلك السلاح وذلك التدريب كان لإعداد هذه الأمة لمواجهة المحتلين الذين احتلوا أرضنا زهاء سبعين سنة في مصر"

ثم اعتقل مرة ثانية في أغسطس من عام 1954م بتهمة تهريب عبد المنعم عبد الرؤوف يقول:

" أخذت عبد المنعم عبد الرؤوف خلفي على الدراجة البخارية وانطلقنا عن طريق روض الفرج إلى كوبري أبو العلا ودخلنا إلى حي الزمالك متجهين إلى كوبري الزمالك، ومنه اتجهنا إلى ميدان الجيزة، فشارع الهرم حتى وصلنا أمام إحدى الفيلات.
كان الطريق من شارع الهرم إلى الفيلا من طرقات الثالثة، كثير المنحنيات مظلما تكثر فيه الكلاب لكثرة ما به من أراض زراعية وفيلات جميلة متناثرة، لذلك كان صوت محرك الدراجة البخارية واهتزازها أثناء السير يختلط مع نباح الكلاب فيحدث ضجة مزعجة، وعند وصولنا إلى الفيلا استقبلتنا زوجة البواب وكلابها عند المدخل الحديدي، وصعدنا نحن الاثنين إلى سطح الفيلا".

قبض عليه في أغسطس حيث يقول:

"تم القبض عليَّ في 1 أغسطس 1954 قبل حادث المنشية؛ وكنت الوحيد في السجن الحربي من الإخوان، وخلال تلك الفترة وما بعدها جربوا معي كل طرق التعذيب، حتى تورَّم جسدي من شدة التعذيب وتحرك فيه الدود، وكانوا أثناء التعذيب يقولون لي سواء اعترفت أو لم تعترف إعدام
فكان هذا يزيدني إصرارًا على احتقارهم من شدة التعذيب وأقول في نفسي سوف أقول لهم أي شيء حتى أنقذ نفسي من التعذيب، ومن ستر الله علي أنه حينما كانت تأتيني فترة الضعف هذه لا يطرق بابي أحد، فأظل حتى تنتهي، سواء بقيت عشر دقائق أو ربع الساعة فلا يطرق بابي أحد، وحينما أمتلئ بالإصرار والقوة يأخذونني للتعذيب، فأقول لهم: اضربوا أيها الكلاب، وهذه حادثة لا أنساها"

حكم عليه بالإعدام ثم خفف الحكم وظل حتى عام 1974م بعدما انتقل لكل سجون مصر وكانت له فيها مواقف كثيرة حيث كان قائد كل سجن يذهب إليه حتى أنه كان مسئولاً عن فرقة العجين التي تحتاج شبابًا أقوياء، فكانوا يستيقظون في الثالثة صباحًا ليعجنوا.

يقول عاكف:

"في يوم 25 يوليو 1974 جاء وفد من المخابرات والبوليس السياسي أو أمن الدولة، وكانوا حوالي خمسة أفراد، ودخلنا على مدير الليمان واسمه اللواء علي موسى ثم طلبوني أنا وعلي نويتو، وقالوا لي: يا عاكف لن نفرج عنك إلا إذا كتبت لأنور السادات
فقمت دون أن أشعر وقلت لهم: اسمعوا: أبلغوا أنور السادات أن محمد عاكف يقول لك: إن الله سبحانه وتعالى خلقه حرًا ولن يساوم على حريته، وإن الله خلق له عقلاً والعقل أمانة، والحاكم الشريف لا يساوم مواطنيه على حريتهم ولا على آرائهم، وانصرفت.
وفوجئت في اليوم التالي بعلي موسى يحضر مسرعًا ويقول لي: يا عاكف، مبروك إفراج، وكنا خمسة باقين في السجن من الإخوان، أنا وصلاح شادي، ومحمد سليم، وعلي نويتو، ومحمد العدوي."

ومن المواقف التي جعلت العسكر يضعونه على رأس أولوياتهم في الاعتقال حادثة المطار حينما حاولوا منع المستشار الهضيبي في المطار أثناء رجوعه من سوريا كخطة معدة لاغتياله فظهر مهدي عاكف وتوعدهم

وفي ذلك يقول:

"اعتدت سيارة غير سيارة المرشد، واستقبلناه وركب السيارة بجوار الدكتور خميس حميده وركبت أنا في الأمام، لكنني فوجئت بمن يقول أن عربية المرشد العام هي التي ستخرج فقط من المطار، فوقفت وقلت عربية المرشد العام ستكون أخر سيارة تخرج من المطار
فجاء مدير أمن القاهرة (أحمد صالح) وأخبرته بأنه باق دقيقتين وإن لم يخرج الجميع أنا سأفتح البوابة بالقوة، ففتحوا البوابة وقلت لجموع الإخوان لا تتوقفوا لأية احد حتى وصلنا المركز العام ، وكان هذا هو السبب الرئيسي في الحكم علي بالإعدام".

انطلاق في الأفق

رسائل.gif

خرج وعين بوزارة الإسكان والتعمير فيقول:

"خرجت من السجن وذهبت للبلد وكانت أمي موجودة ولم يمر أسبوع أو عشرة أيام حتى أرسلت لي وزارة المعارف لتسلم عملي كمدرس، وكان هناك شخص يدعي نوفل أيام وكان وقتها مديرا عاما لشئون العاملين، فقلت له : إن اسمي محمد مهدي عاكف
أبلغ الوزير أنني إن لم أكن على قمة زملائي أدبيا وماديا فلست في حاجة للعمل – وأنا كنت وقتها في أشد الحاجة لأي شئ ولكن ما قبلت إطلاقا أن أعود كمدرس – فأرسل لى بعدها يقول لى : لقد وضعوك في الدرجة الأولي في الأقصر، فقلت له : إنني قبض على في القاهرة فأعود موجها أول في القاهرة .
وصدر القرار بتعييني موجها أول في القاهرة وتسلمت عملي مستشارا لوكيل وزارة التعليم بالقاهرة في مجمع التحرير وجلست في مكتب فخم مكيف لمدة شهر كامل لم يدخل على أحد ولم يستشرني أحد، ولم أوقع على ورقة، وكان وكيل الوزارة زميل لى يدعي (أبو شادي) فقلت له : أنت تعلم أن محمد عاكف لن يكون أبدا وزيرا بلا وزارة فإما أن يكون هناك عمل وإما أن أذهب لأعمل موجها في أى منطقة من القاهرة
فأصدر قرارا بأن أذهب للعمل كموجه في مصر الجديدة ولم أكمل أسبوعا حتى جاء الكفراوي والحاج حلمي عبد المحسن وأخي حسن عاكف رحمه الله ليقولوا : نريدك معنا في التعمير وسنقوم بعمل إدارة عامة للشباب، وعارضتهم في البداية
وكنت وقتها أقيم في مصر الجديدة عند أختي وأتقاضي 68 جنيها من عملي كموجه أول فقالوا لى : سيكون الراتب مضاعفا وهناك منزل وسيارة فقلت إذن أذهب وأتزوج وهكذا تسلمت عملي مديرا عاما في وزارة التعمير أواخر عام 1974 ثم تزوجت".

وسافر وعمل في الندوة العالمية للشباب فأقام المعسكرات

"كان كل معسكر يوضع له عنوان فمثلا كان عنوان معسكرنا في تركيا عام 1980 أدب الخلاف في الإسلام ويكون العنوان هو المحور الذي يتحدث حوله السادة المحاضرون وتعمدت أن أحضر كبار المفكرين على الساحة العالمية مثل أحمد ديدات من جنوب أفريقيا، وأنور إبراهيم من ماليزيا والدكتور صباح زعيم وهو من أهل الاقتصاد في تركيا
وكان هو دأبنا أن نحضر كبار الدعاة والعلماء لإلقاء مثل هذه المحاضرات وكان المعسكر يستمر من عشرة إلى خمسة عشر يوما والطلبة في حدود 300 طالب على مستوي العالم كله وكان البرنامج هو برنامج الإخوان المسلمين مائة في المائة من صلاة الفجر وحتى صلاة العشاء وحقيقة أشعر بحمد الله أن هذه المعسكرات أدت دورا كبيرا جدا وتركت أثرا كبيرا في نفوس الذين حضروها .
وأذكر أن وكيل وزارة الشباب بتركيا ويدعي (بلجن) كان علمانيا لا يصلي وفوجئت وأنا أنزل العلم في آخر يوم أنه يبكي، وعندما سألته لم تبكي قال لي : لأنني سأفتقد هذا النظام وهذا الأدب الذي عشته معكم على مدي خمسة عشر يوما فقلت له : إذا كان هذا إحساسك فلماذا لا تصلي ؟ فقال لى : إن شاء الله سأصلي فأعطيت له منبها وسجادة هدية وقلت له : ضعهما في سيارتك وإذا سمعت الآذان فصل . وقد جاءني بعد الانقلاب في سنة 1980 وطردهم من الوزارات ليزورني هو وطلعت آصال في جدة وكان لقاء طيب".

سافر لألمانيا حيث كان الإخوان المسلمون قد بدءوا العمل في ألمانيا منذ فترة طويلة عندما رحل بعض الإخوان من القاهرة لألمانيا للدراسة قبل وبعد 1954 مثل الدكتور المحجري وجمال ناصر ثم بدأ العمل على مستوي واسع في الخمسينيات في ميونخ خصوصا، وفي نهاية الستينيات توج العمل بإنشاء المراكز الإسلامية في ميونخ وفرانكفورت وبون وبرلين وفور نبرج وشتو تجرت

وكل هذه المراكز الإسلامية تخضع للجماعة الإسلامية في ألمانيا وكانت في البداية الجماعة الإسلامية في بفاريا ثم جعلوها الجماعة الإسلامية في ألمانيا ثم تولى المركز الإسلامي بميونخ والتي يذكرها بقوله: وفي يوم من الأيام فوجئت بسيدة ألمانية ومعها ابنتها تأتي للمركز الإسلامي وتطلب منى أن أجد لابنتها زوج إسلامي لما وجدته من حسن خلق ومعاملة المسلمين.

انتخابات الشعب

يقول:

"عودت إلى مصر عام 1987 حيث توليت قسم الشباب والطلاب من جديد بجماعة الإخوان، ثم اخترت عضوا بمكتب الإرشاد منذ العام 1987م . وعندما جئت للقاهرة حدثت لى أزمة صحية شديدة في نفس اليوم الذي كنت سأسافر فيه للرياض فلم أستطع السفر وبقيت فجاءني للإخوان وأذكر منهم الدكتور محمود عزت والدكتور أسامة رسلان
وقالوا لى : لابد أن ترشح نفسك على رأس قائمة شرق القاهرة وكنت مريضا وليس في ذهني الانتخابات ومضي على ثلاثون عاما غائبا عن الشارع المصري، عشرون سنة في السجن وعشرة في الخارج ولكنهم رشحوني وسايرتهم استجابة للإخوان وفي الحقيقة وجدت روحا طيبة جدا من الإخوان
ووجدت الشارع لم ينسني، وما زال كثير من الإخوان الذين يعرفونني أحياء يرزقون وكانوا يسيرون معي في مسيراتنا، وحققنا نجاحا باهرا وكان يقود حملتي الانتخابية اثنان هما أسامة رسلان وأسامة حجي،وهم من خيرة من عرفت من الإخوان المسلمين حتى اليوم، وجزاهما الله عني خير الجزاء وكانت النتيجة أننا دخلنا مجلس الشعب وكنا ثلاثة من منطقة واحدة أنا والدكتور عبد الحي الفرماوي ومختار نوح .
كنت أحد 35 عضوا بمجلس الشعب مثلوا كتلة الإخوان المسلمين في البرلمان سنة 1987م عن دائرة شرق القاهرة، وكنت أرى أن الإخوان حققوا نجاحا في هذه الدورة لأنهم "كانوا دائماً يتكلمون في المصالح العامة ومراقبة الحكومة كهدف أساسي للمجلس وكذلك مراقبة ومناقشة القوانين والميزانية... إلخ....، وأنا شخصيا استفدت كثيرا في مجال السياسة وكيف تصنع الأحداث من المنبع".

الى سجون مبارك

يقول:

"في عام 1996 قبض على أنا ومجموعة من قيادات الإخوان في مصر ووجهت إلينا عدة تهم منها إحياء تنظيم جماعة الإخوان في مصر ومحاولة قلب نظام الحكم إلى آخر قائمة التهم المحفوظة وانشاء حزب سياسي وأغلق المقر الخاص بي وما زال مغلقا، وكالعادة مع الإخوان فقد تم تحويلنا إلى محاكم عسكرية لتحكم بما يراه الحاكم العسكري دون أن يكون هناك استئناف، ولأنهم يعلمون أننا لو حوكمنا أمام القضاء العادي فلن نخرج براءة فقط بل سندينهم أيضا .
ولقد سبقتنا محاكمات 1995 وهي كانت تضم حوالي 80 أخا من خيرة الإخوان ولقد بذلنا جهودا مضنية سواء على المستوي المحلي أو المستوي العالمي وتجاوب معنا ملايين البشر ببرقياتهم وعشرات المحامين من مصر ومن أنحاء العالم من أمريكا وبريطانيا وفرنسا وألمانيا
لدرجة أن البروفسير أربكان أرسل محامين على طائرة خاصة وكانت هيئة الدفاع من مصر من كبار المحامين ومن أساطين القانون ولما وجدوا أنهم يترافعون أمام أصنام من البشر وأمام أوضاع شاذة اضطروا إلى الانسحاب وفي الحقيقة أنني أنسي كثيرا أننا نتعامل مع بشر من العقلاء وحسبنا الله ونعم الوكيل".

مرشد عام

المستشار الهضيبي والأستاذ مهدى عاكف وإبراهيم شرف

يقول:

"في 2004م توفي المستشار محمد المأمون الهضيبي المرشد العام لجماعة الإخوان المسلمين، وقد اجتمع مكتب الإرشاد ليقرر انتخاب مرشد جديد للإخوان فتقدمت لهم باقتراح أن لا يترشح على منصب المرشد العام من هو فوق السبعين عاما حتى يعطي الفرصة للجميع، وظل الأمر وسط الإخوان لمدة شهرين وفي هذه الفترة تم اختيار الأخ الفاضل محمد هلال قائم بأعمال المرشد العام
وأجريت الانتخابات وفوجئت بانتخابي مرشدا عاما للإخوان المسلمين، وحينما تم اختياري كان سني 76 عام، فقلت لهم حينما أصل إلى سن الثمانين عاما سأقول لكم السلام عليكم وأترك المكان، لكن مرت الدعوة بظروف قاسية، وكان الوضع بين الإخوان والنظام شديد، فضغط علي الإخوان أن أكمل فترتي الست سنوات بسبب ما تمر به البلاد والدعوة فقبلت أن اكمل فترتي حتى اتممتها في 13 يناير 2010م".

أواخر ما قال:

"لم انم فترة الثورة فقد كنت مع الثورة دقيقة بدقيقة ولحظة بلحظة وتلقيت اتصالات كثيرة من إخوان الخارج يطمئنوا على الثورة المصرية، وقد نجحت الثورة بفضل الله. كل ما يهمنى على مدار حياتي أن يرضى عني الله وأن اجتهد في نشر دعوته بالحسنى

والعمل وسط إخواني، والتعاون المشترك بين الجميع، والانتشار وسط المجتمع لنعرفه بمعاني الإسلام الحقيقية الشاملة، ولنعمل سويا على التصدي للفساد، ومجابهة الظلم الواقع على الوطن، ولنرتقي به مستعينين بالله العظيم إنه نعم المولى ونعم النصير".

تعرف على المزيد

تم تجميع روابط داخلية وخارجية لمزيد التعرف على الشخصية وهي 31 رابط داخلي , و694 رابط خارجي.

روابط داخلية

::كتب متعلقة::

::أبحاث ومقالات متعلقة::

::متعلقات::

روابط خارجية

::أبحاث ومقالات متعلقة::

::فلسطين::

::مواساة::

::أخبار عربية وعالمية::

::تابع أخبار عربية وعالمية::

::مقالات متعلقة::

::تابع مقالات متعلقة::

::تصريحات وحوارات صحفية::

::روابط فيديو::

→ سبقه
محمد المأمون الهضيبي
مرشدو جماعة الإخوان المسلمين
خلفه ←
محمد بديع