نقابة الصحفيين تُكرِّم عز الدين والمُفرَج عنهم بالعسكرية

من Ikhwan Wiki | الموسوعة التاريخية الرسمية لجماعة الإخوان المسلمين
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث
نقابة الصحفيين تُكرِّم عز الدين والمُفرَج عنهم بالعسكرية
عز الدين مع أعضاء مجلس النقابة خلال الاحتفال بتكريمه

بقلم:أحمد رمضان

- أحمد عز الدين: التجربة قاسية وصحفيو الأمن شهُّروا ضدي

- عبير سعدي: أعطيتُ صوتي لعز الدين وأشعر بالتقصير نحوه

- عبد الرحيم: سأطالب بعودة "الشعب" و"آفاق عربية" في أقرب جلسة

- المرسي: أخذنا إخلاء سبيل وليس براءة والمسجونون شرفاء الوطن

في احتفاليةٍ كبيرةٍ بنقابة الصحفيين مساء أمس كُرِّم الزميل أحمد عز الدين مدير تحرير جريدة "الشعب" السابق والذي حصل على حكم بالبراءة في القضية العسكرية لقيادات الإخوان.

ياسر عبده حضر الاحتفالية مع أسرته

وشهدت الاحتفالية حضورَ عددٍ كبيرٍ من المُفرَج عنهم وأسرهم، وهم: د. عبد الرحمن سعودي (رجل أعمال)، محمود المرسي (مهندس)، د. أمير بسام (الأستاذ بطب الأزهر)، م. أسامة شربي (مهندس)، جمال شعبان (محاسب)، محمد مهنا (محاسب)، حسن زلط (رجل أعمال)، د. محمد بليغ (أستاذ الرمد)، ياسر عبده (الأمين العام لنقابة التجاريين بالجيزة)، كما حضر رضا (نجل د.خالد عودة) ممثَّلاً عن والده.

كما حضر الاحتفالية التي أقامتها لجنة الحريات عددٌ من أعضاء مجلس نقابة الصحفيين، وهم محمد عبد القدوس (مقرِّر اللجنة)، وصلاح عبد المقصود (وكيل النقابة)، وعبير سعدي وجمال عبد الرحيم، فضلاً عن عددٍ من النشطاء السياسيين، وعلى رأسهم جورج إسحاق منسِّق حركة كفاية.

وفي كلمته قدَّم أحمد عز الدين الشكر إلى نقابة الصحفيين وكل مَن سانده في قضيته، موضِّحًا أن التجربة كانت قاسية، وأنه وإخوانه تعرَّضوا لضغوط نفسية وعصبية وجسدية هائلة، كما أكَّدت هذه القضية مدى الحاجة للإصلاح السياسي؛ "فالسلطة التنفيذية تريد أن تثبت أنها الدولة والقانون والدستور، فكان يصدر لنا أمر اعتقال فَوْر حكم محكمة الجنايات ببراءة المتهمين جميعًا.

وقال عز الدين: "هذه السلطة متوحِّشة؛ لا تريد أيَّ منازع لها ولا تقبل أية تعددية أو مخالفة في الرأي، وإلا سيكون السجن هو المصير".

وأعرب عز الدين عن أسفه الشديد لما حدث ضده من أهل مهنته، مشيرًا إلى أحمد موسى المحرِّر الأمني بجريدة "الأهرام"، والذي شنَّ هجومًا حادًّا على أحمد عز الدين أثناء حبسه، مطالبًا بتوقيع أقسى عقوبة عليه، وحينما طالب عز الدين يحيى قلاش سكرتير مجلس النقابة السابق بأن يتدخَّل لنشر ردٍّ عما نُسب إليه اتصل قلاش بالفعل برئيس تحرير "الأهرام" ووعده بنشر ردٍّ، ألا أن ذلك لم يحدث.

وحول حصوله على حكمٍ بالبراءة وأحكامٍ أخرى بحبس عددٍ من الإخوان، أكَّد عز الدين أن النظام قطع الجسدَ إلى نصفين، مشيرًا إلى أن الجميع عليه مسئولية كبيرة حتى نراهم جميعًا خارج الأسوار، وطالب بمواصلة التغطية الإعلامية لقضيتهم حتى يُفرَج عنهم وعن كل مظلوم رآه داخل الأسوار.

وأوضح محمد عبد القدوس مقرِّر لجنة الحريات أن ما فعله النظام بالإخوان في محكمة عسكرية هزلية مرتبطُ الصلة بما يقوم به النظام من ممارسات قمعية وسياسات اقتصادية فاشلة تجاه الشعب، كإضعاف الإضراب، وإعطاء منحة سياسية علاوة 30%، وأعقبها زيادة هائلة في الأسعار.

وأشار صلاح عبد المقصود مقدِّم الحفل إلى أنه رغم أحكام البراءة إلا أن النظام بتصرُّفاته أدَّى إلى أن تكتسب هذه المجموعة احترام المصريين، خاصةً أن أغلبهم رجال أعمال لم يغشُّوا الشعب أو يسرقوه أو يغرقوه في عبَّارات، كما لم يحُرقوه في قطارات، مشيرًا إلى حديث الرسول صلى الله عليه وسلم فيما معناه: "لله في كل نفس مائة ألف فرج".

وتحدَّثت الزميلة عبير سعدي عضو مجلس النقابة ومقرِّرة لجنة النشاط، والتي زارت الزميل أحمد عز الدين في محبسه قبل الإفراج عنه بأسابيع وأهدته كتاب "لا تحزن"، وهنَّأت الزميل عز الدين وكل المُفرَج عنهم، وألمحت إلى أن هناك أشخاصًا لا تعرفهم في الحياة، ولكن يشعر المرء أنه مرتبط بهم جدًّا، وأعربت عن حالة الحزن والألم التي مرَّت بها، وهي بين أسرتها في الوقت الذي يقبع زميل فيه خلف الأسوار.

وأكَّدت عبير سعدي أنها أعطت صوتها في انتخابات النقابة الأخيرة للزميل أحمد عز الدين رغم علمها بأن صوتها سيبطل، فضلاً عن إصدار عدة بيانات عبر الاتحاد الدولي للصحفيين برئاسة جيم بومنيحه الذي رحَّب بالإفراج عن عز الدين ودعاه للاستمرار في التعبير عن رأيه.

وأشارت عبير إلى أن الوعد الرئاسي بإلغاء حبس الصحفيين في قضايا النشر لم يتحقَّق، فضلاً عن أن التلويحَ بحبس صحفي يكفي لإسكات ألف صحفي.

وقالت عضو المجلس: "أشعر بالتقصير وأني لم أفعل شيئًا لزميلنا عز الدين، كما أخشى جدًّا من تكرار هذه الوقعة".

وطالبت باتخاذ مواقف قوية من حبس الزملاء الصحفيين، خاصةً أنَّ البلاد الآن تمرُّ بحالاتِ فسادٍ كبيرةٍ تتطلَّب جهدَ كل الصحفيين للكشف عنها.

وأشارت إلى أن اعتقال عز الدين يأتي في سياقِ التصعيد ضد الجماعة الذي بدا منذ نجاحهم في انتخابات مجلس الشعب الأخيرة في 2005م، معلنةً عن تعاطفها معهم، وفي القلب منهم صحفيو الإخوان؛ لأنه لا يمكن أن يُسجَن صحفي بسبب رأيه.

كما أدانت حرمان عز الدين من خوض انتخابات مجلس النقابة الأخيرة رغم تكرار نفس الوقعة مع مجدي حسين أثناء اعتقاله، وأضافت أنها تأثَّرت كثيرًا بشعار عز الدين الانتخابي "صوتك= حريتنا".

حينها أشار صلاح عبد المقصود إلى أن أحمد عز الدين حصل على 360 بطاقةً باطلةً؛ أي أكثر من 10% من أصوات الصحفيين عبَّروا عن موقفهم تجاه الزميل المعتقل.

وأعرب جمال عبد الرحيم عضو المجلس ومقرِّر لجنة النشاطات عن خجله لتقصيره الشديد تجاه عز الدين، كما اعتذر لعدم قيامه بأي دورٍ، إلا أنه استدرك وقال: "أتمنَّى إذا كنا قصرنا في حقِّه أن نناقش في أقرب جلسة مُشكَّلة عودة جريدتي (الشعب) و(آفاق عربية)"، وطالب مجلس النقابة أن يتخذ خطواتٍ عملية في هذا الشأن.

وأوضح عبد الرحيم أن كلمة "الإخوان" أصبحت سُبَّةً في ظل هذا النظام، مشيرًا إلى أنه عندما احتجَّ على إقامة مؤتمر للبهائيين في مقرِّ النقابة خرجت بعض وسائل الإعلام تتهمه بأنه عضو بارز بالجماعة، مشيرًا إلى أن أي شخصٍ يريد النظام اعتقاله يتهمه بانتمائه للجماعة.

وأضاف أنه يعمل محرِّرًا قضائيًّا بجريدة (الجمهورية) منذ عام 1990م، وقام بتغطية أغلب المحاكمات العسكرية للإخوان، وأنه بسبب تغطيته الحيادية طلبت المخابرات منه "الكارنيه" الخاص به كمحرِّرٍ قضائي أثناء تغطية المحاكمة العسكرية للدكتور محمد حبيب.

وقال جورج إسحاق القيادي في حركة كفاية إنه أول مرة يرى أحمد عز الدين، إلا أنه سعيدٌ به وبعبد الرحمن سعودي وبكل الذين أُفرج عنهم، فضلاً عن صديقه الحميم د. محمد علي بشر وم. خيرت الشاطر وأسرته وأولاده الذين تعوَّد عليهم كثيرًا وأصبحوا أصدقاءه.

وعدَّد د. أمير بسام أحد المفرج عنهم والأستاذ بطبالأزهر أبرز مساوئ النظام من الاقتتال على رغيف الخبز، وعقد صفقات مع اليهود لبيع الغاز وحرمان الوطن منه، فضلاً عن محاكمة الشرفاء في محاكم هزلية غير دستورية، وحذَّر من خطورة تزاوج السلطة مع الثروة حتى أصبحت القرارات لصالح حفنة قليلة، بالإضافةِ إلى التفريط في دم أبنائنا على الحدود.

وشدَّد بسام على ضرورةِ تحقيق الحرية كمطلبٍ اجتماعي واقتصادي وعلمي، مؤكِّدًا أن المحكمةَ العسكريةَ لم ولن تحدث بنا أي هلع؛ لأننا ارتضينا الله ربًّا والإصلاح طريقًا.



ومثَّل باقي المُفرَج عنهم في الاحتفالية م. محمود المرسي الذي أكَّد أنه لا يرى معنى ولا طعمًا لحكم البراءة، كما أنه لا يسميه سوى إخلاء سبيل؛ لأنهم خلَّفوا وراءهم إخوةً أفضل مَن يتمنوا الخير لهذا الوطن، موضحًا أنه لا يزال يشعر بلوعةٍ وأسى كلما نظر في وجه أولادهم في الوقت الذي يعيث البعضُ بأموال الشعب فسادًا.

وألمح المرسي إلى أن أولاده يسألونه: ألا زلت تؤمن بهذا الوطن وبالتغيير السلمي؟!"، معبِّرًا عن حالةِ السخط التي وصلوا إليها، ومحذِّرًا النظام من انفجارٍ شعبي بسبب ممارساته.