هل يطمح الإسلاميون في السلطة بالخليج؟
مقدمة
استيقظ العالم على أحداث مثيرة تجري في منطقة الشرق الأوسط أواخر عام 2010 وبداية عام 2011م وهي تحرك الشعوب في انتفاضات وثورات هزت أركان الحكم في العديد من الدول العربية بداية بتونس ثم مصر فليبيا وسوريا واليمن فيما عرف بثورات الربيع العربي.
ونظرت واشنطن ودول الغرب والشرق الأوسط إلى الربيع وكأنه يشبه شتاء طويلا ينطوي على كثير من المتغيرات، ربما تسير خارج نطاق سيطرتهم بعدما اعتلى سلم الحكم بعض حركات الإسلام السياسي والذي كان يزداد قوة، حتى اعتقد كثيرون أنه ليس بالإمكان عكس مساره.
خاصة أن حركات الإسلام السياسي لم تصل إلى سدة الحكم فجأة كنتاج لثورات الربيع العربي، لكن وصولهم نتاج عمل تراكمي سابق، وترجمة حقيقية لمستوى النفوذ الذي تتمتع به تلك الحركات في الوسط الاجتماعي. لذا ظهرت العديد من التساؤلات حول قدرة الأنظمة والحكومات الجديدة التي يشكل الإسلاميون قوامها وعمادها الرئيسي، على الاستمرار في الحكم، ومواجهة التحديات القائمة، وخصوصًا ما يتعلق بالأوضاع التي تركت عليها الأنظمة البائدة هذه الدول والمجتمعات.
أثار هذا الربيع قلق الأنظمة الحاكمة في دول الخليج واستشعروا الخطر الداهم الذي يقترب من عروشهم، ولذا وجهوا بمعاونة مخابراتهم إلى ضرب الحركات الإسلامية في بلدانهم، والتعاون على تحجيم وإسقاط التجارب الإسلامية في مصر وتونس، قبل أن يستقوى الإسلاميين في بلدانهم بهذه التجارب، وهو ما يجعلنا نتساءل هل فعلا يطمح الإسلاميين بالخليج في السلطة حتى تخاف الأنظمة الخليجية منهم؟؟؟؟
نظرة تاريخية
وقعت الشعوب العربية خاصة والإسلامية عامة تحت نير الاستعمار الغربي مع بداية القرن العشرين بعدما ضعفت الخلافة الإسلامية العثمانية، حتى جاء سقوطها مدويا عام 1924م والذي أحدث هزة عنيفة في كيان الكثير من الشعوب الإسلامية، وهو الحدث الذي لم تتفاعل مع عظمته الشعوب الإسلامية وسرعان ما تناست هذه الشعوب الأمر تحت الضربات الموجعة التي وجهها الاحتلال لها في محاولة لطمس هويتها وتفرق وحدتها.
خاصة بعدما سعى كمال أتاتورك إلى إخراج كل مظاهر الإسلام السياسية والاجتماعية من الدولة الجديدة، وحصر الإسلام كونه دينا يمكن للأفراد احترامه وممارسته في حياتهم الخاصة، طالما أن نفوذه لا يمتد إلى الدولة ولا يظهر جليا في أي من جوانب المجتمع.
ومع التغييرات التي طرأت على المجتمعات الإسلامية – خاصة بعد بسط الاحتلال الغربي سلطته على هذه المجتمعات – دفعت القائمين على الحكم إلى السير خلف الغرب في الحداثة والنهضة التي وصل إليها، لذا سعوا إلى تحديث حياتهم وجيوشهم وفق النمط الغربي حيث كشف وصول القوى الاستعمارية الأوروبية إلى الشرق الأوسط التفاوت المذهل بين معارف العرب والمسلمين وأدوات السلطة التي يملكونها وبين تلك التي لدى الغربيين
مما دفع بحُكَّام العالم الإسلامي إلى تحديث جيوشهم، وإصلاح نظم توزيع الأراضي الزراعية، وإدخال التصنيع الحديث، ودعم التغيُّرات في القواعد الاجتماعية المتعارف عليها، فنتج عن هذه الاصلاحات ضعف دور المؤسسات الدينية السياسي والاجتماعي، وكذلك التأثير الاقتصادي للأوقاف؛ مما أسفر عن استبدال السلطات الدينية بمتخصصين علمانيين في البلاط الملكي، والدوائر السياسية، والسلطة القضائية، فكانت الحداثة تقتطع بشكل لا ريب فيه من دور الإسلام في المجتمع.
اصطدمت بعض المؤسسات الإسلامية بهذه الحداثة وتفاعل معها البعض واعتبروها جزء من الإطار الإسلامي غير أن هذه المدارس الفكرية مثل الأفغاني ومحمد عبده لم تكتسب انتشارا واسعا، أو زخما كبيرا في أكبر قطاعات المجتمعات ذات الأغلبية المسلمة.
مكثت أفكار الأفغاني وعبده وأتباعهم محتجبة في أبراج عاجية، وبكونها منفصلة عن حياة الغالبية العظمى من المسلمين، كان تأثير تلك الأفكار محدودًا للغاية، وفشلت هذه المدرسة في الوصول إلى كتلة حرجة من المسلمين وتحويلها إلى وجهة نظرها بشأن موقع الإسلام في مجتمع الحداثة (أو الذي في طريقه إليها) ناهيك عن إقناعهم بوجهة النظر تلك. (1)
غير أن هذه المتغيرات والمستجدات على الساحة الإقليمية والعالمية دفعت بالبعض إلى الرجوع للهوية الإسلامية ومطالبة الشعوب بالتمسك بها للتصدي لمحاولات المستعمر الغربي لضرب الوحدة العربية والإسلامية، لكنها كانت أضعف من إمكانيات وقدرات الدول الغربية، ومن ثم سعت لتشكيل كينونات ذات أيديولوجية إسلامية في محاولة لتوحيد الصفوف.
في ظل هذا الواقع برزت حركات وجماعات مختلفة الأطر والأيديولوجيات كان نتيجتها معارك فيما بينها أكثر من معاركهم في مواجهة المحتل الغربي، وهو ما سهل على الغرب وبعض من استخدمهم لخدمة سياسته إضعاف هذه الحركات الإسلامية، مما جعلهم ينحصرون في إطار العمل الدعوي والديني فحسب.
وهو ما دفع ببعض الإسلاميين إلى ظهور الإسلام باعتباره المُحدد الاجتماعي الأشد تأثيرا في الأراضي الإسلامية التي أضحت حدودها تضم شبه الجزيرة العربية، وبلاد فارس، وشرق البحر الأبيض المتوسط، وشمال أفريقيا، وأجزاء من جنوب أوروبا وآسيا الصغرى وغيرها.
وعلى الرغم من أن فهما مختلفا للإسلام قد ظهر في كل من هذه المناطق؛ مما ساهم في تشكيل ثقافات شديدة الاختلاف، فإن الإسلام كان العامل الحاسم في إضفاء الشرعية على السعي للوصول للحكم السياسي، وتنظيم المجتمع، وسن القوانين، بحكم أن الإسلام نظام شامل يتناول مظاهر الحياة جميعا.
كان على رأس هذه الحركات جماعة الإخوان المسلمين التي أفرزتها هذه الأحداث والتي سعى لتأسيسها الشاب حسن البنا خريج كلية دار العلوم والذي جاء تعينه في مدينة الإسماعيلية – وهي المدينة التي كانت تعتبر مركزا عسكريا حيويا للمحتل البريطاني في الشرق الأوسط – حيث سعى لنشر المفاهيم الإسلامية المعتدلة بين فقراء المدينة والتي تشكلت منهم النواة الأولى لجماعة الإخوان المسلمين.
الإخوان المسلمين وشمولية الفكرة
اختزلت تعاليم الإسلام في بعض المؤسسات الدينية والأفراد، واقتصرت على المعاني الروحية والفقهية، وساعد على ذلك الجمود الذي أصاب بعض العلماء حتى أنهم رفضوا تجديد الفكر بما يتناسب مع المتغيرات التي طرأت على الواقع العام وظلوا أسرى المتون والحواشي والدعوة العامة.
كان لظهور جماعة الإخوان المسلمين في البداية تأثير على الفئات التي بلغتها هذه الدعوة حتى أن أحد رجال البوليس في ذلك الوقت كتب تقريرا للمديرية عام 1930م ذكر فيه أن كثيرًا من الذين لم تنفع معه وسائل التأديب البوليسية ولم تردعهم عن ارتكاب بعض الزلات، قد أفلحت معهم الوسائل الروحية التي تؤثر به جماعة الإخوان على نفوسهم، فصاروا مضرب المثل في الاستقامة والصلاح، وأنه يقترح أن تشجع الحكومة وتعمل على تعميم فروع هذه الجماعة في البلاد حتى يستتب الأمن ويعم الصلاح. (2)
قسم حسن البنا مراحل انتشار فكرته إلى ثلاثة مراحل وهي مرحلة التعريف والتي استمرت من عام 1928م حتى عام 1938م، ثم مرحلة التكوين وهي المرحلة التي استمرت حتى عام 1943م ثم مرحلة التنفيذ والتي غيرت فيها الجماعة فكرها السياسي واقتحمت معامع السياسة في أول انتخابات بعد الحصار البريطاني لقصر الملك في 4 فبراير 1942م، وهي الانتخابات التي انتفض الانجليز فيها ضد ترشح البنا في الإسماعيلية وحال بينه وبين استكمال ترشحه بالضغط على رئيس الوزراء آنذاك النحاس باشا. (3)
حاول الإخوان إظهار الوجه الحقيقي للإسلام المعتدل فانتشرت فكرتهم في العديد من الأماكن خارج مصر، ورحبت بها بعض الأنظمة في حين نظر إليها البعض الأخر بعين الريبة والقلق، خاصة في ظل التواجد الغربي المتحكم في المنطقة والذي كان يرى في حركات الإسلام السياسي الخطر على مصالحه
والذي عبر عنها Daniel Papes بقوله:
- إن الإسلام السياسي أكثر خطورة على الشعوب والعالم من الإسلام التقليدي، لأنه يسعى لإقامة نظام جديد، كما يدعو إلى مواجهة القيم الغربية والقضاء عليها واستبدالها بالخلافة الإسلامية. (4)
انتشر فكر الإسلام السياسي في العديد من الدول العربية، وبعدما تكونت الممالك والإمارات الخليجية سعى الإسلام السياسي لتدعيم قواعده فيها وتطبيق أفكاره على أرضه – خاصة بعد المواجهة التي حدثت بين الإخوان ونظام عبدالناصر في مصر – مما دفع بالكثير من أقطاب الإخوان للهجرة إلى دول الخليج خاصة بعد دعم السعوديين للحكم الملكي في مواجهة دعم عبدالناصر للحكم الجمهوري في اليمن.
وعلى الرغم من ذلك لم تفتح السعودية أراضيها للفارين من الإخوان أو قامت بنشر كتب سيد قطب نكاية في عبدالناصر على مواقفه نحو المملكة لكنها كانت انطلاقا من سياسة الملك فيصل نحو الحركات الإسلامية المعتدلة، حيث نظر لسيد قطب على كونه واحد من المفكرين المؤثرين في الحياة الفكرية لدى الكثيرين.
بالإضافة كانت السعودية تواجه الفكر السلفي التقليدي والذي كان كثيرا ما يعرقل سياستها، مما دفعها لفتح الباب للفكر الإخواني المعتدل والذي كان يتعامل بفقه الواقع والموازنات، بالإضافة لرغبة السعودية في إحداث نهضة تعليمية في البلاد وهى ما لمسته في الكثيرين ممن فروا إليه من الإخوان.
يقول خالد عباس طاشكندي – مساعد رئيس تحرير جريدة عكاظ – جاء الإخوان إلى السعودية في عهدي الملك سعود والملك فيصل، وتم قبول وجودهم في ظل الظروف السياسية والخلافات التي أحدثتها النزعة القومية والنظام الاشتراكي في مصر خلال تلك الحقبة، ولم يكن هناك عائق أمام استقبال المنتمين للجماعة بشرط أن لا يمس أي منهم بالهوية الدينية والسيادة الاجتماعية، وتم استقطابهم بكثرة في عهد الملك فيصل للعمل بالمؤسسات التعليمية في السعودية، وكذلك تم إعطاء بعض الكفاءات مناصب تعليمية.
وازدادت الهوة اتساعاً بين الإخوان والسلطات المصرية بعد تنفيذ حكم الإعدام على منظر الجماعة سيد قطب، الذي كانت سبباً في هروب المزيد من أعضاء الجماعة إلى المملكة، ومنح بعضهم الجنسية السعودية، ومن أبرزهم مناع القطان الذي كان أحد قيادات التنظيم في المنوفية بمصر قبل أن يهاجر إلى السعودية عام 1953م. (5)
كما هاجر العديد من الإخوان لدولة الإمارات وقطر، حتى أن بعضهم عملوا مستشارين لأمراء هذه البلاد. لقد كان صعود هذه الحركات ظاهرة غير متوقعة في هذا الوقت غير أنها كانت تهدف لتسويق أفكارها الشمولية
يقول سعد الدين إبراهيم:
- إن الحركات الإسلامية تسعى إلى بناء نظام اجتماعي جديد قائم على الإسلام وتحدث في دراسات أخرى عن العوامل المؤثرة في صعود هذه الحركات مشيرا إلى مسائل مثل الهوية، والتحديث، والميراث الثقافي، والمشكلات الاقتصادية والاجتماعية والمشاركة السياسية، والسيطرة الأجنبية ثقافيا وسياسيا. (6)
نظام السلطة في الخليج
لا يخفي علي المتابع لنشأة دول الخليج العربي في منطقة الشرق الأوسط مدي ارتباط الانظمة الحاكمة بمفهوم وحضارة المنطقة التي كانت مهبط الوحي وارض المقدسات جميع الانظمة تتخذ من الاسلام نظام للحكم سواء كان منصوصا علي ذلك او دللت عليه قوانين وأحكام البلاد .
وتعرف منظومة الخليج العربي نفسها بالجملة علي أنها دول اسلامية ومرجعيتها الشريعة الاسلامية كما تتزعم المملكة العربية السعودية الدول السنية بتعريف نفسها بأنها حامي المنهج السني وينص ميثاق الحكم علي الاسلام والشريعة الاسلامية نظاما للحكم في البلاد.
لقد تغيرت جيوغرافية المنطقة حيث هاجر الناس من الداخل الصحراوي إلى الرحب البحري على الخليج العربي، وبدأ الاستقرار والازدهار يعم المنطقة والتي أصبحت منطقة جذب كبيرة للسكان، خاصة بعد تدفق البترول فيها، وتغيرت معها خريطة الحكم ففي قطر - وبعد أن وهنت الدولة العثمانية - قام آل حميد من قبيلة بني خالد بثورة ضد العثمانيين وأعلنوا أنفسهم ملوكاَ على الإحساء سنة 1669م، وذلك قبل أن يتمكن الشيخ قاسم بن محمد بن ثاني من تأسيس دولة قطر الحالية والتي يتوارثها نسله.
لم تختلف دولة السعودية والكويت والبحرين عن سابقتهم من النشأة وسيطرة القبائل القوية عليها متمثلة في آل سعود بالسعودية، وآل خليفة بالبحرين، وآل الصباح في الكويت، وأغلقت دائرة الحكم من هذا التوقيت على هذه القبائل التي ظل الحكم متوارثا فيها جيل بعد جيل. (7)
الإسلاميون في الخليج
انتشر ما يعرف بالإسلام السياسي في القرن العشرين في بعض الدول الإسلامية، حيث كانت بدايته من قلب العاصمة المصرية عام 1928م حينما انطلقت دعوة الإخوان المسلمين، إلا أنه سبقها حركة التجديد الرائدة التي قام بها السيد جمال الدين الأفغاني لكنها لم تجد من يناصرها ويسير خلفها مثلما سار خلف دعوة الإخوان المسلمين أعداد كبيرة.
كان لاهتمام الشيخ البنا بتربية الأفراد والكينونات التربوية الصغيرة دور كبير في الحفاظ على أطر الجماعة وتنظيمها، وهو ما وجد تربة خصبة في بعض الدول العربية والإسلامية. كانت أول انطلاقه للشيخ البنا خارج مصر بفكرته نحو الحجاز عام 1936م بعدف أداء فريضة الحج ونشر الفكرة وسط الشعوب العربية القادمة للحج.
استطاع الشيخ البنا وقتها أن ينبئ عن نفسه كداعية مجدد للإسلام في هذه الانطلاقة، إلا أن رد الفعل الرسمي على دعوته لم يلق الترحاب الشديد في هذه المنطقة والتي كان يسيطر عليها الحكم المغلف بالحركة السلفية التي سبقت حركت الإخوان بسنوات في هذه البيئة المناسبة للفكر السلفي.
لم يجد الإخوان في بدايتهم البيئة المناسبة لدعوتهم في أرض الحجاز والخليج بسبب الطبيعة البيئية، والنزاع القبلي، واسلوب الحياة، والارتباط بالقبيلة، وعدم المؤسسية في البلاد، ولخوف الحكام من هذه الدعوة في بدايتها، ولحرصهم على عدم تعكير صفو الغرب تجاههم وتجاه حكمهم.
وعلى الرغم من حفاوة الملك عبدالعزيز بالشيخ البنا ووفود الإخوان في الحج، وحفاوة صحيفة أم القري بزياراته إلا أنه في ظاهر الأمر وباطنه لم يسمح له بنشر فكرة داخل الأوساط السعودية.
وضع الإخوان دول الخليج في بؤرة اهتمامهم فحاولوا دعم رؤيتهم من خلال دعوة أمراء الخليج للتوحد، حيث شجعوا ما تبذله الإمارة من جهود لتحقيق نظام موحد لجميع الإمارات الواقعة على الخليج تمهيدًا لتعديل معاهدة الأمراء مما يزيد من التعاون بين مجموع إمارات الخليج والأقطار العربية الشقيقة. (8)
اليمن والمحاولة الأولى
كانت اليمن يحكمها الإمام يحيى بن حميد والذي عمد إلى غلق البلاد على ما فيها حرصا منه على حكمه، حتى أنه قصر التعليم على بعض الفئات حتى لا يتطلع أحد إلى الحكم، إلا أن هذا السياج لم يمنع بصيص النور ينفذ منه إلى الناس.
بدأت علاقة الإخوان باليمن في وقت مبكر خاصة في الأوساط الرسمية، حيث طلب الأمير سيف الإسلام الحسين من الشيخ البنا أن يعين له سكرتيرا من الإخوان أثناء مؤتمر القدس الذي عقد عام 1938م فعين له الأستاذ محمود أبو السعود - أحد إخوان المركز العام - الذي صحبه في رحلته إلى لندن وباريس.
وزاد التواصل الشعبي بين الإخوان واليمنيين عن طريق الطلبة اليمينين المتواجدين في القاهرة للتعلم، والذين تحمسوا للانفتاح والتغيير حيث نبتت فكرة الثورة على الإمام يحيى والتي تحققت إلا أنه قتل أثنائها عام 1948م، وتولى السيد عبد الله بن أحمد الوزير الحكم في البلاد
واتهم الإخوان وقتها بمساعدة بن الوزير في الثورة على الإمام يحيى، وهو مالم يرضه الملك عبدالعزيز والذي عمد إلى دعم أحمد بن يحيى بن حميد حتى استطاع أن يعيد الحكم ويقضى على الثورة، وكان في هذا إشارة إلى أن النظام الحاكم في السعودية لن يقبل بالإسلاميين بالحكم في هذه المنطقة. (9)
تنامي التواجد الإسلامي في الخليج
ظلت منطقة الخليج مغلقة على من فيها لا تقبل بالتواجد الإسلامي الذي لا يتوافق مع رؤيتهم ومؤسساتهم، لكن الواقع يؤكد أن كثير من الأفراد لجئوا إلى بلاد السعودية والخليج من شتى الدول بعد موجة الاضطهاد التي تعرض لها الإسلاميين في بلادهم سواء مصر أو سوريا او غيرها، مما اضطرهم للهروب إلى بلاد الخليج، حيث عاشوا فيها وكان لهم فيها بصمات وأثر، حيث نشروا فكرتهم وساعدهم على ذلك مناصبهم التي تبوؤها خاصة في وزارات التعليم، حيث سعوا إلى أسلمة المناهج.
يقول عبد الله بجاد العتيبي:
- مع نشأة الدولة في أعقاب الاستقلال من المستعمر، وطروء القضية الفلسطينية -كقضية قومية أممية تستدعي حشدًا جماهيريًا، استغل الإسلاميون لحظات تاريخية ساهمت في انتشارهم في الخليج فبدأ يتقوى ويتنامى في أواخر الخمسينيات وبداية الستينيات
- إذ كان يتغذى في النصف الأول منها على رغبة السلطات –وإن كانت رغبة مستترة- في مجابهة التيار اليساري أو القومي لأغراض أمنية ولإحداث توازن فكري يحول دون تحول الجماعات الفكرية إلى جماعات ضغط حقيقية؛ فتمت رعاية الواجهات الإسلاموية (السلفية-الإخوانية) رعاية شبه رسمية لأنها كانت الجناح الأضعف حينه. (10)
ففي السعودية كانت فترة حكم الملك فيصل من الفترات التي نشط فيها الإسلاميين في البلاد، وهو ما دفع إلى اغتيال الملك فيصل بإيعاز من دول الغرب لخوفهم من تنامي الإسلاميين، ولدور الملك فيصل في حرب أكتوبر ضد مصر وإسرائيل، إلا أن الإخوان ظلوا في مواقعهم، وكان قد تأثر بهم العدد من سكان البلاد فنشأت بذور الحركة الإسلامية في مناطق الخليج المختلفة، وأصبح لها دور وأحزاب ومؤسسات.
ففي الكويت كان لآل المطوع دور في نشأة الحركة الإسلامية فيها، حيث تمكن عبد العزيز العلي المطوع من تأسيس أول بناء للإخوان المسلمين في الكويت على شكل شعبة في عام 1947م.
وفي قطر حيث هاجر إليها عبد البديع صقر والشيخ يوسف القرضاوي وعبد المعز عبد الستار وأحمد العسال وكمال ناجي وغيرهم وكان لهم تأثير كبير في الأوساط الرسمية والشعبية، غير أن عملهم انحصر على الجهود الفردية حيث لم يسعوا إلى تشكيل حزب أو تنظيم حرصا منهم على سياسة البلاد.
وفي دولة البحرين تعتبر جمعية الإصلاح هي أول جمعية تأسست في البحرين تحمل فكر الإخوان المسلمون، حيث تأسست في شهر ربيع الثاني 1360هـ الموافق لشهر مايو 1941م.
الإسلاميين والأحزاب السياسية في الخليج
أثار نجاح الأحزاب الإسلامية في البلدان التي تمرّ بمرحلة انتقالية الكثير من القلق، بين العلمانيين في المنطقة والمراقبين في الغرب على حد سواء.
فكان طريق الديمقراطية في دول الخليج طويلا ووعرا، ومع كون دول الخليج لا تعرف ما يسمى بالحزب السياسي المتعارف عليه في بقية الدول، لكن توجد جمعيات تتبعها حركات سياسية تشارك في الحياة السياسية، والانتخابات النيابية، مثل الكويت والتي بها العديد من الجمعيات مثل جمعية الإصلاح الاجتماعي (جماعة الإخوان المسلمين في الكويت)
وذراعها السياسي الحركة الدستورية الإسلامية (حدس) والتي تأسست في 1991 بعد تحرير الكويت من الغزو العراقي لتكون واجهة سياسية للجمعية ، حيث تتبني الخط الإسلامي السياسي، وقد شاركت في الانتخابات النيابية وفاز العديد من أعضائها في دورات كثيرة من عمر المجلس النيابي. (11)
كانت هذه أبجديات الفكر الإخواني في كل مكان لكن الجديد هو الفكر السلفي الذي خاض غمار السياسة في هذه الدولة قبل غيرها من الحركات السلفية في دول حزبية تعددية مثل مصر.
فجمعية "إحياء التراث الإسلامي" والتي انبثق عنها التجمع السلفي الإسلامي كذراع سياسي والذي أصبح منخرطًا بشكل كبير في أنواع الانتخابات كافة في البلاد، سواء أكانت بلديةً أم برلمانيةً، وحتى أيضًا انتخابات اتحادات الطلاب والنقابات العمّالية.
وهو حزب سياسي سني سلفي في الكويت برئاسة خالد سلطان بن عيسى تأسس عام 1981، ويهدف إلى أسلمة القوانين وتطبيق الشريعة الإسلامية في جميع شؤون الأمة، وشارك في الاستحقاقات النيابية حيث كان الصعود الكبير لـ"التجمع" كان في انتخابات مجلس الأمة في مايو 2008؛ إذ نجح حينها التيار السلفي، وفي المقدمة منه "التجمع السلفي"، وحصد نحو 10 مقاعد تقريبًا، فيما حصد التيار الإسلامي تقريبًا نصف مقاعد البرلمان. (12)
وفي الإمارات تأسست جمعية الإصلاح والتوجيه الاجتماعي وهي حركة إماراتية دعوية اجتماعية خيرية ذات توجه سياسي إسلامي تأسست سنة 1974م، حيث عملت الجمعية من خلال دستور الدولة حتى أنها شاركت في الحكم، ففي عام 1977 أصبح "محمد عبد الرحمن" البكر وزيراً للعدل والشئون الإسلامية والأوقاف، بترشيح من الشيخ راشد بن سعيد أيضاً، والبكر هو ثاني وزير من جمعية الإصلاح يتولى وزارة حكومية، وفي التشكيل الحكومي الثالث في يوليو 1979، تولى سلمان وزارة التربية والتعليم ومنصب رئيس جامعة الإمارات بعد تأسيسها بسنتين.
إلا أنها بعد الربيع العربي وتفاعلها معه أغضبت النظام في الإمارات والذي شن حملة اعتقالات في صفوف الحركة وتقديمهم للمحاكمة بتهمة ارتباطهم بتنظيم غير قانوني يجمع أموال بطريقة غير مشروعة وله ارتباطات مالية وتنظيمية وسياسية بالخارج، وبتهمة التآمر على أمن الدولة. (13)
لم تكن جمعية الإصلاح هي الحركة الإسلامية الوحيدة في الإمارات التي سعت للحكم، فقد تواجد أيضا حزب الأمة الإماراتي وهو حزب سياسي إسلامي في الإمارات تأسس في 1 أغسطس 2012م، مؤسسه وأمينه العام هو حسن أحمد الدقي، غير أن حكومة الإمارات صنفته بقائمتها للمنظمات الإرهابية في نوفمبر 2014م، حيث يعتبر الحزب من أقوى الأحزاب المعارضة للنظام الإماراتي.
وينضوي الحزب ضمن مؤتمر الأمة الذي يضم حزب الأمة الإسلامي بالسعودية، وحزب الأمة الإماراتي، وحزب الأمة الكويتي. (14)
وفي البحرين تعتبر جمعية الإصلاح (البحرين) هي جناح الإخوان المسلمين في مملكة البحرين وهي تشارك في البرلمان البحريني من خلال ذراعها السياسي جمعية المنبر الإٍسلامي. ويختلف الإخوان المسلمون في البحرين عن غيرهم في الدول العربية لكونهم على توافق مع السلطة الحاكمة، والسبب في ذلك يعود إلى أن الحكومة قد ساعدت الإخوان المسلمين في البحرين من أجل صد المد الناصري في منتصف القرن الماضي. (15)
وتعتبر السعودية منغلقة على الحكم ما بين آل سعود والسلفية الوهابية منذ التأسيس إلا أن الفترة الأخيرة من القرن الماضي – خاصة بعد حرب الخليج – ظهرت تيارات إسلامية متعددة بعضها يناهز السلطة وبعضها سار في ركابها وأكد شرعيتها
ومن هذه المؤسسات الإسلامية في السعودية حزب الأمة الذي أعلن ناشط سياسي سعودي الشيخ محمد بن غانم القحطاني أنه ينوي تشكيل حزب سياسي هو الأول من نوعه في السعودية عام 2011م والذي يطالب إنهاء نظام الملكية المطلقة في السعودية، حيث ضم العديد من الشخصيات إلا أنه لم يصبح حزبا فعليا، غير أن الواقع لا ينذر بحدوث هذا التغيير. (16)
إلا أن التيار السروري الذي ظهر ووجد أرضيه خصبة بعيد عن السلفية الوهابية وأصبح يعارض النظام الحاكم في السعودية، حيث كان موقف الرموز المحسوبة على التيار السروري في السعودية واضحا في معارضته للتوجهات السياسية الرسمية في السعودية بالاستعانة بالقوات الأجنبية في حرب الحليج، وفي الوقت نفسه معارضا لفتاوى المؤسسة الرسمية الدينية التي أجازت تلك الاستعانة، وكان من جراء هذا الفكر للنظام الحاكم أن زج بعلمائه في السجون، بل أعلنها الأمير محمد بن سلمان صراحة في رسالة للغرب أنه لن يسمح للإسلاميين بالمشاركة في الحكم في السعودية.
وفي قطر والتي تعتبر ملاذ أمن للإسلاميين المضطهدين بل أنها باركت الربيع العربي ودعمته على الخلاف من النظام السعودي والاماراتي الذي تملكه الرعب من التغييرات التي أحدثها الربيع العربي، مما يدفع الجميع للتساؤل عن دور الاسلاميين في قطر والذي جعلها في اطمئنان من الربيع العربي وعدم خطورته على نظامها.
لكن من الواضح أن الأثر الإخواني منذ عشرات السنين في الحكم القطري كان لها تأثيره خاصة الشيخ يوسف القرضاوي، إلا أن الإسلاميين لم يشاركوا في الحكم لكنهم عملوا مع النظام الحاكم في استقرار البلاد، بل أن العديد من الإسلاميين يتبؤون مناصب عليا في أجهزة الدولة المختلفة.
حيث أوضحت صحيفة "واشنطن تايمز" أن قطر ظلت على مدار نصف قرن واحة صحراوية صغيرة للإخوان ولكثير من الإسلاميين. وهكذا يظل الإسلاميين بمختلف أطيافهم في دول الخليج يسعون للمشاركة في الحكم بمختلف أنواعه إن سنحت لهم الظروف.
هل يطمح الإسلاميون في السلطة بالخليج
يختلف الإسلاميون المتواجدون في الخليج في الأيدولوجيات والفكر والرؤية، حيث تعدد الأطر الإسلامية ما بين جماعات إسلامية تدور في فلك النظم القائمة وتؤكد مشروعيتها ولا ترغب في السلطة، وبين جماعات من أهدافها واستراتيجيتها التغير وتداول السلطة، وهو ما لا يوجد في منطقة الخليج حيث أن الحكم محصور في الأسر الحاكمة، وهو ما يدركه الإسلاميين في هذا المناطق ولا يسعون لتغييره.
فتنظيم دول الخليج يقوم على الولاء القبلي والعائلي وليس على أسس أيديولوجية، ولذا وجهات نظر الإخوان لن تشق طريقها في هذه المجتمعات في شكلٍ خاص.
حيث يرى جاسم محمد سلطان في الندوة التي استضاف مركز بروكنجز الدوحة في 9 أكتوبر 2013م: أن الدور الوحيد الذي يمكن أن يؤديه الإخوان في الخليج، هو الدور الخيري، لكن فكرة الإسلام كنظام حكم شامل، الذي نشره مؤسس الإخوان حسن البنا، لن ينتقل إلى الخليج. (17)
ومع أن هذا هو الواقع إلا الإسلاميين في الخليج لديهم رؤيتهم الشاملة للحكم، فلا يحصرون سعيهم للمشاركة في الحكم في قمة الهرم السلطة ولكن يسعون للعمل من خلال الحكومات وتبوء مناصب وزارية أو في المجالس التشريعية، وهو نوع من السلطة.
فالإخوان لا يشترطون الوصول لقمة الحكم لكنهم يسعون أن يصبح الحكم وفق الأطر الإسلامية والديمقراطية.
يقول أبو بكر سليمان خانجي:
- الإسلاميين يعرفون أن الإسلام لم يتبنى طريقة معينة في الحكم بل جعل للحكم أسسا عامة ومبادئ وبالتالي يسع الناس أن يتعاملوا مع الصور بشكل فيه تجزئة ففي الوقت الذي يمكن إن يتبنوا نظاما ديمقراطيا تعدديا في دول شمال أفريقيا بإمكانهم أن يتبنوا نظاما وراثيا يقوم على أسس العدل والشورى وتطبيق شريعة الله وتحقيق مكانة وإنسانية الفرد في المجتمع.
كما انهم ليس شرطا عندهم أن يتحقق ذلك على أيديهم لكنهم على استعداد أن يدعموا كل من يتبنى وجهة نظرهم الشاملة لمعاني الإسلام وتداول الحكم.
لكن الواقع الخليجي لا ينذر بوصول الإخوان أو الإسلاميين للحكم لطبيعة نظم الحكم في هذه البيئة والتي لا تتوافق مع رؤية الإسلام السياسي، كما أنه يربطها مصالح غربية لن توافق بأي حال لوصول الإسلاميين للسلطة في مثل هذه المنطقة، بل من الواضح أن الدول الغربية هي من تشجع الساسة في هذه المناطق على محاولات القضاء على الإسلاميين وعلى رأسهم الإخوان المسلمين.
لقد جاءت ثورات الربيع العربي لتقويض كل مساعي الإسلاميين في دول الخليج، بل تفتح عليهم أبواب الجحيم مع النظم الحاكمة والتي كانت تتعامل معها على كونها من اطياف المجتمع – رغم خوفها الشديد منها – لكن كانت أحداث الربيع العربي وتصدر الإسلاميين في بعض الدول تأكيد على الصدام القادم بين حكام دول الخليج والإسلاميين بها.
يقول أبوبكر سليمان خانجي:
- ينظر البعض للإسلاميين في الخليج أنهم باتوا يشكلون خطرا على الأمن لا بسبب أمر قد فعلوه أو جريمة قد ارتكبوها وإنما بسبب نتائج الأحداث في دول أخرى غير خليجية خاصة الدول العربية في شمال أفريقيا والتي أسفرت الانتخابات في العديد منها عن فوز التيار الإسلامي بنسب متقدمة منحت معظمهم الحق في المشاركة السياسية الجادة والفاعلة.
ويضيف:
- وبحسب معطيات الواقع ستكون هي الغالبة في جميع الدول العربية والإسلامية على الأقل في العشرين سنة القادمة وذلك بعد أن جرب الجميع كل أنواع الأيدولوجيات الأخرى فإنه قد يكون من المجدي التعامل بإيجابية مع التيارات الإسلامية في المجتمع وإتاحة الفرصة لها للاندماج والمشاركة الفاعلة والاستفادة من طاقاتها بشكل ايجابي , بدلا من إهدار الوقت في التصادم معها ودفعها نحو التأزم والأزمات.
لذا يتطلب الأمر من الإسلاميين زيادة التواصل مع الحكام والعمل بجدية في تقديم مبادرات وتطمينات وتوضيح مواقفهم في القضايا المختلفة والعمل بجدية نحو الاندماج والمشاركة الإيجابية. (18)
وسيظل التخوف من الإسلاميين كتنظيم في الخليج قائما لدي دوائر صنع القرار والذي بات مقلقاً بعد الربيع العربي ما يتوجب علي الاسلاميون وفي القلب منهم الإخوان تحديث خطابهم لطمئنة هذه الأنظمة إن أرادوا التعايش معها ونشر فكرتهم.
المراجع
- طارق عثمان: مأساة الإسلام السياسي: قرن من التجارب مع الحداثة، ترجمة أحمد الخطيب
- حسن البنا: مذكرات الدعوة والداعية، (دار التوزيع والنشر الإسلامية، القاهرة، 2001م) صـ100 – 101.
- جريدة الأهرام اليومية: السنة 101 – العدد 32207 – 30 محرم 1394هـ - 14 فبراير 1975م– صـ7.
- Daniel Pipes: Islamism(the national interest: Sprig 2000) P 4-5
- خالد عباس: كيف اخترقت أيديولوجيا «الإخوان» السعودية، 23 ديسمبر 2018م
- Saad Eddin Ibrahim, Islamic Militancy as a Social Movement: the Case of Two Groups in Egypt
- جان جاك بيربي: جزيرة العرب أرض الإسلام المقدسة وموطن العروبة وامبراطورية البترول، ترجمة محمد خير البقاعي، طـ1، مكتبة العبيكان، الرياض، 2002م، 1423هـ.
- جريدة النذير، العدد (17)، السنة الأولى، 24 رجب 1358ه- 19 سبتمبر 1938م، صـ25.
- قسم الاتصال بالعالم الإسلامي: بيان عن موقف الإخوان من قضية اليمن، (جمادى الآخرة 1367ه- أبريل 1948م).
- عبدالله بجاد العتيبي وآخرون، الإخوان المسلمون والسلفيون في الخليج، (مركز المسبار للدراسات والبحوث، الإمارات، 2010م)، الطبعة الثانية، صـ33.
- المرجع السابق.
- محمد بدري عيد: التيار السلفي في دولة الكويت: الواقع والمستقبل
- الإخوان المسلمون في الإمارات
- أحزاب "الأمة" الخليجية: قائمة الإمارات "الإرهابية" بلا شرعية
- كريم سعد: البحرين تحارب الإخوان في الخارج وتتحالف معهم في الداخل
- حزب الأمة الإسلامي:ويكيبيديا الموسوعة الحرة
- الإخوان المسلمون من وجهة نظر خليجية: 9 أكتوبر 2013م
- أبو بكر سليمان خانجي: الإسلاميون في الخليج.. فرصة أم خطر؟