يحيى حميد الدين

من Ikhwan Wiki | الموسوعة التاريخية الرسمية لجماعة الإخوان المسلمين
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث
لم تعد النسخة القابلة للطباعة مدعومة وقد تحتوي على أخطاء في العرض. يرجى تحديث علامات متصفحك المرجعية واستخدام وظيفة الطباعة الافتراضية في متصفحك بدلا منها.
يحيي حميد الدين

من ويكيبيديا، الموسوعة الحرة

مقدمة

الإمام يحيى محمد حميد الدين محمد المتوكل (يونيو 1869 - 17 فبراير 1948) هو إمام اليمن من عام 1904م وحتى عام 1948 وهو مؤسس المملكة المتوكلية اليمنية.

أجبر الإمام يحيى الأتراك على الإعتراف به إماماً مستقلا عل شمال اليمن في العام 1911 بعد حروب متواصلة ضد العثمانيين منذ 1872 بعد الحرب العالمية الأولي تخلصت المناطق الشمالية لليمن من التأثير التركي نهائياً وتعرض حكم الإمام لعدة تحديات أبرزها ثورة الدستور؛

والتي قُتل على إثرها من بندقية الشيخ علي بن ناصر القردعي المرادي. حكم الإمام في فترة كانت المنطقة العربية تمر بـ"ثورات فكرية" وإنتهج الإمام سياسية إنعزالية خوفاً من إمتدادها إلى اليمن.

تعليمه

تلقى تعليماً بدائيا في كتّاب صنعاء (معلامة باللهجة اليمنية) وهو تعليم يقتصر على العلوم الدينية. عند وفاة والده الإمام المنصور بالله محمد (عام 1904 م) استدعى علماء عصره الزيديين المشهورين، إلى حصن نواش بقفلة عذر، وأخبرهم بالوفاة وسلم مفاتيح بيوت الأموال لهم طالباً منهم أن يقوموا باختيار الإمام الجديد فأبوا إلا أن يسلموها له لاكتمال شروط الإمامة فيه.

لم تعترف الدولة العثمانية بإمامته على اليمن وهو جزء من الدولة العثمانية، مما أدى إلى نشوب الحرب بين الأتراك وقوات الإمام. انتهى القتال عام 1911 باعتراف العثمانيين به إماماً على اليمن.

فترة حكمه

حكم اليمن من عام (1904 - 1948). كان إمتداداً لـ"وجاهة" زيدية على صنعاء وماحولها من القرن العاشر الميلادي وكانت وظيفتهم الأساسية الوساطة بين قبائل حاشد وبكيل واللتان عُرفا بلقب جناحي الأئمة الزيدية

فالحكم الزيدي كان قائماَ على ولاء هاتين القبيلتين تحديدا من بين سائر قبائل اليمن لم تكن العلاقات ودية بينهم دوماً وعندما تولى الإمام يحيى الحكم عمد على محاولة إخضاعهم بالقوة وإستغلال الدين وأي بادرة تمرد كان يقمعها بمعاونة قبائل صعدة أقوى مراكز الزيدية قديما وإلى ما بعد سقوط الملكية في اليمن

أقام مملكة إقطاعية تفتقر لأبسط البنى التحتية فلا كهرباء ولا مستشفيات وعزل اليمن عن العالم الخارجي تماماً باستثناء وجود بعض الأطباء الإيطاليين والفرنسيين لمعالجة أفراد الأسرة الحاكمة ماتطلب علاجهم

ظل الله في الأرض

وفي ذلك يقول المناضل الكبير الأستاذ محمد الفُسيِّل:

"إذا تجاوزنا تاريخ حُكم الأئمة لأكثر مِن ألف عام وحصرنا حكمهم خلال القرن العشرين في عهد الإمام يحيى حميد الدين لوجدنا أنّهُ استطاع أن يحيط حكمه بهالة دينية زائفة ضلَّلَتْ الملايين منذ قيام حكمه في أوائل القرن العشرين وحتى اغتياله عام 1948 م.

لقد كان حُكْمَاً كهنوتياً مستبداً يدّعي أنّهُ ظل الله في الأرض. وأنّهُ ذاتٌ إلهيّة مقدّسة لا يجوز لأحد أن ينصحَهُ أو ينتقدَهُ. ومَن يفعل ذلك فهو من البُغاةِ الكَفَرَة".

ويستطرد الفُسيِّل يقول:

"الأجيال التي لم تعشْ في أيّام الإمام يحيى لا تستطيع أن تتصوّر كيف استطاعَ حُكم الإمام يحيى أن يطمسَ من عقول الملايين القدرة على التفكير إلّا في إطار تقديس الإمام تقديساً عقائديّاً دينيّاً لا يفرّق بينه وبين الله.
كما أنّ هذه الأجيال لا تستطيع أن تتصوّر معاناة الأحرار في نضالهم ضد تلك الخرافة المقدسة. لأنّهم كانوا في الواقع يناضلون ضد عقيدة الشعب في الإمام.

فكان أي حُرٍّ يريد انتقاد الإمام أوّل ما يخاف على نفسه من أبيه أو أمِّهِ وأقرب الناس إليه أكثر من خوفه من الإمام. فكُلُّهُم مضَلَّلُون يُقدِّسون الإمام ويبادرون بتكفير مَن ينتقدهُ وينبذونه، ورُبَّما سلّموهُ للإمام تقرُّباً إلى الله !!". (مجلة معين العدد 243 سبتمبر 2001 م)

تاريخه

خلال عامي 1911 و1912 سمح بهجرة خمسة عشر ألف يهودي إلى فلسطين. بعض الشهادات التي أتت من غير اليمنيين والتي كانت شاهدة على وضع اليمن في عهد الأئمة التي تجمل الوضع المأساوي الذي عاشه الشعب اليمني تحت حكمهم ردحا طويلا من الزمن.

فهذا أمين الريحاني يذكر أن من يريد أن يرى كيف كانت الحياة في القرون الوسطى فعليه بزيارة اليمن فيذكر:

«وكأنك في السياحة في تلك البلاد السعيدة، تعود فجأة إلى القرن الثالث الهجري (التاسع الميلادي) لا مدارس، ولا جرائد، ولا مطابع، ولا أدوية، ولا أطباء، ولا مستشفيات في اليمن، إن الإمام هو كل شيء هو العالم، والطبيب، والمحامي، والكاهن».

مملكة اقطاعية والطبيبة الفرنسية تعبر عن الوضع بتعبير مشابه فتقول:

« مهما يكن من أمر فإن اليمن التي تساوي ثلث مسافة فرنسا ويسكنها نحو خمسة ملايين نفس ما زالت تعيش في ظلام القرون الوسطى وهي من وجهة النظر السياسية مملكة إقطاعية اقتصادها قائم على الزراعة والحرف.
واحتياجاتها لهذه الأسباب قليلة ولا يدخلها إلا القليل من المهندسين والأطباء الأجانب وهي لهذا ميدان مفيد جداً للباحثين في أصول السلالات البشرية ومميزاتها إذ لم يعكره أي شيء غربي على الإطلاق».

وتقول:

« من النادر الدخول إلى اليمن أو الخروج منها عن غير طريق عدن. فليس من خط جوي منتظم يمر فوق الأراضي اليمنية. ورغم أن في مدن اليمن الرئيسية الثلاث: صنعاء والحديدة وتعز، مطارات صالحة لنزول الطائرات فلا تستعملها إلا طائرات الإمام لأنها محرومة من المؤسسات اللاسلكية التي تفرضها اللوائح الدولية».

كان الإمام يحيى في الحرب العالمية الأولي قد وقف على الحياد، فلا حارب الأتراك في جهاته مستغلاً الظرف، ولا شاركهم مع باقي قبائل اليمن الأسفل في حربهم القصيرة ضد المحميات في الجنوب والتقدم إلى لحج. وقد ضمنت له هذه السياسة الحفاظ على قواته التي سيستخدمها بعدئذ ضد جبهات متعددة.

وقد قام الإنجليز رغم أنتهاء الحرب واستعداد الأتراك للخروج من اليمن بالاستيلاء على تهامة حتى الحديدة؛ لكي تكون مناطق مقايضة مع الإمام يحيى الذي أدرك الإنجليز وبحكم طبيعة الأمور في اليمن أن الإمام سيتطلع إلى تحرير الجزء المحتل من قبلهم وبسط سيطرته عليه.

وقد أخذ الإمام يحيى فعلاً وبعد خروج الأتراك من اليمن يتطلع إلى السيطرة على المناطق التي أخلاها الأتراك، بل ويتطلع إلى بسط سيطرته على المحميات في جنوب اليمن، لكن الإنجليز وجرياً على سياستهم المشهورة ((فرق تسد)) قاموا عام 1921 م بتسليم ما احتلوه من المناطق التهامية إلى حليفهم الإدريسي والذي وقف إلى جانبهم في الحرب بموجب معاهدة صداقة عقدت بينه وبين الإنجليز عام 1915 م.

وهكذا وجد الإمام الذي أعلن قيام (المملكة المتوكلية اليمنية) نفسه محاطاً بالخصوم في الشمال والجنوب والغرب، ومحروماً من الموانئ المدرة للمال جراء نشاطها التجاري، بالإضافة إلى تمردات القبائل الرافضة للفردية المطلقة ولسياسة أخذ الرهائن والتعسف في جباية الأموال.

وقد واجه سيف الإسلام أحمد بن الإمام يحيى كقائد عسكري لقوات أبيه تمردات القبائل في حاشد وتهامة والبيضاء ببأس واقتدار، كما تمكنت قوات أخرى للإمام من دخول الحديدة بعدئذٍ دون قتال، وذلك بعد موت الأمير محمد الإدريسي المؤسس للإمارة الإدريسية، لتحل مشاكل خلافة السلطة في الأعقاب وليتسلم الحكم في الإمارة حسن الإدريسي عم محمد المؤسس؛

والذي لم يكن بنفس حماس وحنكة المؤسس، مما مكن قوات الإمام من التقدم شمالاً لتحاصر مدينتي صبيا وجيزان، أهم مدينتين ضمن الإمارة الإدريسية، ولقد رفض الإمام الاعتراف بالإمارة الإدريسية مقابل الدخول في حماية الإمام، بحجة ان الأدارسة المنحدرين أصلاً من المغرب العربي دخلاء على البلاد التي كانت دوما جزءاً من البلاد اليمنية التي حكمها أجداده.

وقد دفع هذا الموقف الحاسم من الإمام الأدارسة إلى الالتجاء بآل سعود الذين قامت دولتهم في نجد والحجاز على أنقاض دولة الشريف حسين وأبنائه، فعقد معاهدة حماية بين آل سعود والأدارسة عام 1926 م بسط السعوديون على إثرها سلطتهم على بلاد عسير؛

وهي المعاهدة التي لم يعترف بها الإمام، مما أدى إلى مواجهات واشتعال حرب بين الطرفين عام 1934 م انتهت بتوغل القوات السعودية داخل الأراضي اليمنية وعجز قوات الإمام عن استعادة أجزاء عسير وكانت نتيجة ذلك الوضع العسكري توقيع الاتفاقية بين الطرفين وعرفت واشتهرت بمعاهدة الطائف

وفي مواجهة الإنجليز في جنوب اليمن كان الإمام يحاول ضمن بسط سيطرته على البلاد اليمنية أن يبسط سيطرته على المحميات الجنوبية فدخلت قواته الضالع للضغط على بريطانيا؛ كي تسلمه الحديدة، وليعلن عدم اعترافه بخط الحدود الذي رسمته اتفاقية بين قوتين غازيتين على أرض ليست لهما.

وقد رأى الإمام أن يستعين بإيطاليا التي تحتفظ بمستعمرات في الساحل الأفريقي المقابل، فعقد اتفاقية صداقة معها عام 1926م ولم يفت الإنجليز مغزى هذه الاتفاقية، التي شجعت الإمام على دخول العواذل العليا والسفلى إلى جانب تدعيم قواته في الضالع والبيضاء، كما عقد معاهدة صداقة وتعاون مع الاتحاد السوفيتي في العام 1928 م.

فكان رد فعل الإنجليز على تحركات الإمام هذه هو الحرب التي اشتعلت بين الطرفين عام 1928 م، استخدم فيها الإنجليز الطائرات الحربية التي ألقت على الناس منشورات تهديد وقنابل دمار ألحقت الضرر في جيش الإمام وفي المدن الآمنة التي ألقيت عليها، وقد انتهت هذه الحرب بهزيمة الإمام وإجباره الدخول في مفاوضات انتهت هي الأخرى بمعاهدة الصداقة والتعاون المتبادل بين اليمن وبريطانيا 11 فبراير 1934 م

وقد انسحب الإمام فيما بعد من مناطق المحميات التي دخلها، ومع أن الإمام رفض الاعتراف بخط الحدود الذي رسمته اتفاقية بريطانيا وتركيا، إلا أنه اضطر للتسليم بالوجود البريطاني في عدن لمدة أربعين عاماً قادمة، وهي مدة الاتفاقية، على أن يتم بحث موضوع الحدود قبل انتهاء مدة هذه الاتفاقية.

اغتياله في الثورة الدستورية

اغتيل الإمام يحيى حميد الدين إمام اليمن في 17 فبراير سنة 1948، وقد كان الإمام يحيى قد جاوز الثمانين من العمر، وذلك بعد عودته من زيارة منطقة بيت حاضر، حيث كمن له مجموعة من الثوار بقيادة القردعي وأطلقوا عليه النار في سيارته مما أدى إلى وفاته؛

وفي ذلك اليوم قُتل أيضاً نجلاه الحسين والمحسن, وحفيده الحسين بن الحسن الذي كان على حجره، ووزيره القاضي عبد الله العمري، ودفن بجوار جامع الرحمة بصنعاء.

وعرف هذا الحدث باسم الانقلاب الدستوري، حيث دبر مستشار الامام يحيى الانقلاب، عبد الله الوزير، والذي كانت بريطانيا داعمة له، واستولى على السلطة كإمام دستوري لكن الانقلاب فشل بعد أن قاد ولي العهد أحمد بن يحيى حميد الدين ثورة مضادة أنهت الحكم الدستوري بعد 25 يوماً وتولى أحمد الحكم خلفا لأبيه وسمي بالامام وأول ما فعله هو ان أباح العاصمة صنعاء لكل من وقف معه لمدة شهر كامل..

المراجع

المصدر