يوم الرنتيسي والأسير

من Ikhwan Wiki | الموسوعة التاريخية الرسمية لجماعة الإخوان المسلمين
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث
يوم الرنتيسي والأسير


بسم الله الرحمن الرحيم

دمع الأسير هناك في أغلاله .... ودم الشهيد هنا سيلتقيان

اليوم .. تشرق الشمس من الشرق.. كما كل يوم.. يستيقظ الناس صباحا.. وينطلقون إلى مشاغلهم.. السماء من فوقنا زرقاء.. والأرض من تحتنا تدور.. والهواء يصافح وجوهنا برقة وهدوء.. وعصافير الحقول تغدو مغردة.. لا شيء مختلف.. اليوم كسائر الأيام.. لكن أحداث هذا اليوم ليس كسائر الأحداث..

في مثل هذا اليوم.. هدأ القلب الذي وسع فلسطين وشعبها وقضيتها، وسكنت الأنفاس التي كانت ريحا تعصف بسفينة المشروع الصهيوني .. واحترق الصدر الذي طالما اشتعل حنقا على المحتل الغاصب.. وتوقف الدماغ الذي وضع أساسات المشروع الوطني الفلسطيني القائم على الثبات .. توقف عن العمل.. لكن روح عبد العزيز الرنتيسي التي كانت سجينة جسده تحررت.. وانطلقت إلى فضاء أوسع.. وصار عبد العزيز الرنتيسي بما يحمله من فكر ومبادئ وعزم ودين.. رمزا لكل مسلم مجاهد.. بل لكل حر في العالم.. في مثل هذا اليوم..

قبل سنوات ثلاث.. ارتقى الدكتور عبد العزيز الرنتيسي شهيدا..

وكان يكفي السابع عشر من أبريل فخرا وكرامة أن يرحل فيه قائد كالرنتيسي.. لكنه فوق ذلك يوم الأسير.. ليكون هذا اليوم تماما كما قال الشاعر:

دمع الأسير هناك في أغلاله .......... ودم الشهيد هنا سيلتقيانِ

وتشرق شمس يوم الأسير على أكثر من أحد عشر ألف أسير في سجون الاحتلال.. يعانون القهر والإذلال.. تحرقهم لواعج الشوق إلى أهلهم وأطفالهم.. يذبحهم تغطرس السجان.. يضربون .. يعزلون .. يفتشون.. يمنعون من الزيارة.. وكل يوم يقتلون ولكن لا يموتون..

هم أحياء في قبور.. وأموات على ظهر الأرض.. لا نهارهم نهار... ولا ليلهم ليل.. ولا حياتهم حياة.. لكنهم مع ذلك.. أعزة بالإيمان.. أقوياء بالإرادة.. أحرار بالثبات.. هم الذين ولدوا في مخيمات الصمود ومدن الشموخ.. ورضعوا لبان الأنفة والإباء.. وحفظتهم أمهاتهم منذ الصغر.. "السجن للرجال يما".

وفي ذكرى عبد العزيز الرنتيسي.. ترفع غزة رأسها.. غزة أم الأبطال.. غزة التي عاش عبد العزيز الرنتيسي في شوارعها.. ووطأ حافيا تربها.. غزة أم المجاهدين.. وأول شبر يطرد منه المحتل.. بالقوة.. بدماء عبد العزيز الرنتيسي..

وفي يوم ذكرى عبد العزيز الرنتيسي ويوم الأسير.. لا بد أن نستلهم معاني الصبر والصمود والتضحية... من الشهيد عبد العزيز الرنتيسي ومن أسرانا الأبطال... فلا مساومة على المبادئ.. ولا بديل عن الجهاد حتى تحرير البلاد والعباد.. في ذكرى عبد العزيز الرنتيسي لا بد من التأكيد على الثبات.. الذي لا حدود له.. الثبات الذي لا يوقفه جوع ولا قصف ولا قتل ولا اجتياحات.. الثبات الذي تزول الجبال دونه.. ولا تتزلزل قلوب الرجال..

يعلمنا عبد العزيز الرنتيسي أن الحياة لغاية.. أسمى حياة.. وأن الحياة بلا غاية.. ليست حياة.. ويعلمنا أن الله غايتنا.. عبد العزيز الرنتيسي الذي طبقت الآفاق شهرته.. وعشقه الشعب والناس.. وازدانت به ميادين الجهاد وشاشات الدفاع عن المقاومة.. لا يمكن أن تنسى ذكراه.. والأهم لا يجمل بشعبه أن يركع.. وأن يتنازل عما قدم دماه من أجله..

إن دماء الشهداء إذ تسيل .. تكتب حقا على الأحياء.. أن يسيروا بلا خلاف.. على الطريق الذي رسموه

إن دماء الرنتيسي تكتب على الشعب أن يجوع ولا يركع.. أن يقتل ولا يركع.. أن يدفع الغالي والرخيص ولا يركع.. وأن يسير موحدا.. على الطريق الذي خطه بدمه..

وإن دموع الأسرى تكتب على الشعب أن يموت كل يوم كما يموتون... ولا يركع.. إن التنازل عن ذرة من تراب فلسطين .. هو طعنة في ظهور الأسرى.. وغدرة بدم عبد العزيز الرنتيسي..

عبد العزيز الرنتيسي أسد فلسطين .. وفي فلسطين لا مكان للذل، فلسطين مهبط الأنبياء، فلسطين أرض الشهداء، فلسطين عرين الأسرى، وفي فلسطين لك الخيار: أن تعيش عزيزا كعبد العزيز.. وتموت شهيدا مثله. وتتبوأ منزلة بين العظماء.

أو تعيش عالة على غيرك، يتصدر الناس وأنت قاعد... وتعيش خاملا وتموت خاملا، ولا تكون كعبد العزيز.

أعجبني هذا المقال فنقلته لأعلق عليه بأننا عن درب عبد العزيز الرنتيسي لن نحيد ولن تذهب دماء شهدائنا ولا حرية أسرانا سدى ..تحية الى أرواح شهدائنا جميعا والى كل أسرانا في سجون الحرية ..

المصدر

للمزيد عن الدكتور عبد العزيز الرنتيسي

ملفات متعلقة

مقالات متعلقة بالرنتيسي

مقالات بقلم الرنتيسي

تابع مقالات بقلم الرنتيسي

.

حوارات مع الرنتيسي

حوارات مع عائلة الرنتيسي

بيانات حول إغتيال الرنتيسي

أخبار متعلقة

تابع أخبار متعلقة

.

وصلات فيديو

.