30 يونيه حمل كاذب .. فراج اسماعيل

من Ikhwan Wiki | الموسوعة التاريخية الرسمية لجماعة الإخوان المسلمين
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث
30 يونيه حمل كاذب .. فراج اسماعيل

بتاريخ : الثلاثاء 02 يوليو 2013

أحد السيناريوهات التي توقعتها قبل 30 يونيه بأسابيع أن يتمخض نفخ المعارضين بقيادة النظام السابق عن حمل كاذب.

هذا بالضبط ما اكتشفناه في نهاية ذلك اليوم الذي قالوا عنه إنه الأخير لمرسي في الحكم.

لم يكن حملاً كاذبًا فحسب، لكنه كان فضائحيًا بكل ما تعنيه الكلمة، إذ نام العالم قبله بيوم على مأساة الاعتداء الجنسي على صحفية هولندية في ميدان التحرير واستيقظ في اليوم الموعود على تقرير الطبيب الشرعي الذي أكد أنها تعرضت للاغتصاب الجنسي الكامل 9 مرات متتالية.

ينبغي أن ننزه الثوار الحقيقيين والمعارضين الشرفاء، فليس كل معارض لمرسي من أولئك المغتصبين، هناك الوطنيون الذين يسعون لوطن يتمتع بحياة أفضل للجميع وبعدالة ناجزة.

المشهد أظهر سيطرة النظام السابق على الحشود التي نعترف أنها كانت كثيفة، وذلك وراءه عدة عوامل، أولها الحشد الطائفي عبر التخويف المستمر في وسائل الإعلام المسيطرة من مستقبل الإخوة المسيحيين في ظل حكم الإسلاميين، وثانيها المال الهائل الذي أنفقه رجال أعمال الحزب الوطني المنحل الذي قدر بألف جنيه للبلطجي من حملة السلاح نظير استخدامه في الترويع ومنع مؤيدي مرسي من النزول، و300 جنيه للبلطجي نظير الترويع وإلقاء المولوتوف على مقرات حزب الحرية والعدالة والإخوان.

ذلك يتضح من تصريح مرتضى منصور أحد رجال النظام السابق عندما قال لقناة الحياة مساء 30 يونيه: "لو جاء إلى ميدان التحرير أسماء محفوظ أو إسراء عبدالفتاح أو وائل غنيم حنضربهم بالجزمة".. نعلم قيمة هؤلاء الثلاثة في ثورة يناير التي أسقطت نظام مبارك.

على أي حال كان 30 يونيه مجرد عودة الروح للنظام السابق في ظل تواطؤ كامل من قيادات جبهة الإنقاذ التي شهدت تحلحلاً في منتصف ذلك النهار باستقالة شادي الغزالي حرب، ثم خيبة أمل حاولت أن تغطيها بما سمّته البيان رقم (1) الذي أعلنت فيه سقوط شرعية مرسي، مطالبة الحشود بالبقاء في أماكنهم، وهو ما لم يستجب له الكثيرون، لأن الذين تم تأجيرهم دفع لهم إلى ختام ذلك اليوم، ومن ثم فقد غادروا ميدان التحرير والاتحادية بمجرد أن انتهى دوامهم.

في الساعة الواحدة من فجر الاثنين تناقصت الحشود في ميدان التحرير لنحو 7 آلاف فقط، بعد أن قدروا في ذروتهم بأكثر من 90 ألفًا، وصار العدد في ذات الساعة أقل بكثير أمام قصر الاتحادية، حيث تشكل الخيام الطائفية 40% من خيام المعتصمين، وتستضيف داخلها محمد أبو حامد وحمدي الفخراني.

بعد معرفة حركة 6 إبريل بالمؤامرة الكبرى وتسليح البلطجية انضم 27 من أعضائها التابعين لجبهة أحمد ماهر إلى مظاهرات المؤيدين للشرعية في ميدان رابعة العدوية.

ظهور بعض ضباط الشرطة في صفوف المتظاهرين ضد مرسي فاجأ البعض ولم يفاجئني شخصيًا إذ حذرت منه سابقًا، فقد ظهروا بنظاراتهم السوداء وملابسهم الرسمية وسط ابتهاج البلطجية الذين حملوا بعضهم على الأعناق.

في الغربية، انضم مأمور أحد المراكز ونائبه إلى المتظاهرين، وفي إحدى القرى، تم إحراق مقر حزب الحرية والعدالة بحضور مأمور شرطة، وفي أحد الطرق الزراعية قاد ضابط أمن دولة سابق البلطجية لتفتيش السيارات وإخراج الملتحين ومن يشتبه أنهم إسلاميون.

لم تفاجئني أيضًا قيادة أحمد جمال الدين وزير الداخلية السابقة لمسيرة من ضباط الشرطة في ميدان التحرير، فأثناء توليه لمنصبه استمعت لاستغراب وجهاء إحدى المناطق بالقاهرة لأنه تابع للنظام السابق ويعرفون ذلك جيدًا منذ كان ضابط شرطة.

قال قباري خليل، شاهد عيان من المركز العام لجماعة الإخوان المسلمين في المقطم، إن ضابط شرطة كان يوجه البلطجية أثناء الهجوم بالأسلحة الآلية والمولوتوف على المركز.

لا نعلم كيف ترك الدكتور مرسي هذه المؤسسة الأمنية الهامة خارجة عن السيطرة، حتى أن جزءًا لا يستهان به من رجالها أعلنوا فعلاً الانقلاب عليه في ذلك اليوم.

شجع ذلك البلطجية على الخروج والتمادي في الحرائق واستخدام الرصاص الحي.

لو تم محاسبة أحمد جمال الدين عما حصل منه في 24 أغسطس الماضي، عندما سحب قواته من أمام قصر الاتحادية فجأة، لأمكن السيطرة على ما حدث منه ومن بعض ضباط الشرطة يوم 30 يونيه.

تم القبض على مجموعة من البلطجية داخل مركب يملكه محمد الأمين صاحب قناة cbc مسلحين بالأسلحة الثقيلة.

القناة نفسها انفردت بنقل الهجوم على مركز الإخوان المسلمين بالمقطم على الهواء مباشرة لحظة وقوعه!

بحلول الساعة الحادية عشر مساء الأحد، انفلتت أعصاب المنظمين لمظاهرات 30يونيه، فانتقلوا إلى سلاح الإشاعات بإعلان استقالة حاتم بجاتو وسعد الحسيني محافظ كفر الشيخ ومحافظ دمياط في محاولة لإرباك الدولة، لكن المؤتمرين الصحفيين اللذين عقدتهما الرئاسة تمكنا من إجهاض الإشاعات أولاً بأول.

يبقى التأكيد على أن ميدان رابعة العدوية ساهم بقوة في إفشال ذلك اليوم بتوازن الرعب الذي أوجده.

المصدر