3 مؤشرات تؤكد انهيار مكانة مصر إقليميّا ودوليّا

من Ikhwan Wiki | الموسوعة التاريخية الرسمية لجماعة الإخوان المسلمين
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث
3 مؤشرات تؤكد انهيار مكانة مصر إقليميّا ودوليّا


(06/05/2017)

كتب: يونس حمزاوي

مقدمة

حالة من التقزم والانهيار لمكانة مصر إقليميا ودوليا، لاسيما بعد انقلاب 3 يوليو 2017م. ويتجلى تقزيم مكانة مصر إقليميا في عدد من الملفات، منها فلسطين وسوريا واليمن والسودان وحتى ليبيا، واستخفاف إثيوبيا بالقاهرة في ملف مياه النيل. هذه الملفات لم يعد للقاهرة فيها رأي أو قيمة، وباتت القرارات المصيرية لها تتحدد في عواصم أخرى كانت إلى وقت قريب أقل شأنا من أن تنافس القاهرة في مكانتها الدولية والإقليمية.

و"لم يحدث من قبل أن تصبح مصر في ذيل العالم العربي كما يحدث الآن، لم يحدث من قبل أن إمارة خليجية صغيرة تمثل قيادة الأحداث، ويكون دور مصر هو "التخديم" على تلك الزعامة الوهمية والغريبة، لم يحدث من قبل أن تكون مراكز القرار الاستراتيجي لقضايا المنطقة، حتى تلك المتعلقة بالأمن القومي المصري في صميمه، موجودة في دول أخرى بعيدة، بينما مصر تحضر في إطار الصورة فقط وليس في صميمها"، بحسب الكاتب الصحفي جمال سلطان.

أبوظبي وملف ليبيا

وليس أدل على تقزم دور مصر إقليميا من الملف الليبي، فقبل حوالي شهرين، عقدت حكومة قائد الانقلاب عبدالفتاح السيسي، اجتماعا في القاهرة بين العسكري الليبي المتقاعد خليفة حفتر الذي يقود مليشيات غير معترف بها دوليا في شرق ليبيا، ويصر إعلام السيسي على أن يسميها الجيش الليبي!

وبين رئيس حكومة الوفاق الوطني المعترف بها دوليا في العاصمة طرابلس فايز السراج، وقد حضر السراج كما حضر حفتر، لكن الجنرال المتعجرف رفض أن يلتقي السراج، أو يحترم قائد الانقلاب الذي يرعاه عسكريا وتدريبيا واستخباراتيا، وأحرج حفتر نظام السيسي وغادر.

ولكن أبوظبي قبل عدة أيام، تمكنت من جمع الطرفين، وبعد الاتفاق والتفاصيل تمت دعوة السيسي الذي سافر من القاهرة إلى أبوظبي. وبهذا تحولت أبوظبي إلى مركز صناعة القرار، وبات السيسي "مُخدّما" على هذا الدور ومقرا به وتابعا له، وما سفر قائد الانقلاب إلى الإمارات مؤخرا إلا لكي يكمل الاجتماع.

والدوحة ترعى ملف المقاومة الفلسطينية

المشهد الثاني الذي يعكس تقزم دور مصر الإقليمي، هو إعلان حركة المقاومة الإسلامية حماس، الأسبوع الماضي، عن وثيقتها الجديدة التي لا تمانع فيها من قيام دولة فلسطينية على حدود 4 يونيو 1967 دون الاعتراف بإسرائيل. وجاء الإعلان من الدوحة وليس القاهرة، التي فقدت بانحيازها لمسار التفاوض والتسليم بالأمر الواقع، ورفضها لفكرة ومسار وحركات المقاومة دورها، وباتت على الهامش في أهم قضية تتعلق بالأمن القومي المصري.

ولو كان لدى الحكم العسكري الجاثم على أنفاس المحروسة منذ أكثر من 6 عقود، أي رؤية حكيمة ومتوازنة، لاحتضنت كل الحركات الفلسطينية، ووجدت فيها الدفء المنشود والدعم المطلوب، ولكن السيسي بانحيازه لأكثر عناصر فلسطين شبهة "محمد دحلان" ، أفقد مصر دورها، وجعلها قزما رغم مكانتها الحضارية والجغرافية التي تؤهلها لأن تكون اللاعب المؤثر في المحيط الإقليمي.

وترامب يستبعد القاهرة من زيارته

أما المؤشر الثالث على تقزم دور مصر الإقليمي، فهو استبعاد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب القاهرة من أول زيارة مرتقبة له إلى المنطقة، حيث أعلن البيت الأبيض، رسيما، عن أن أول زيارة للرئيس الأمريكي سوف تشمل دولتين فقط هما السعودية وإسرائيل، في الأسبوع الأخير من مايو الجاري.

وذكرت مصادر إعلامية أن بعض قيادات الدول العربية سيسافرون إلى الرياض من أجل أن يحظوا بمقابلة ترامب، وبطبيعة الحال من هؤلاء قائد الانقلاب عبدالفتاح السيسي، وهي حال حدوثها ستكون سابقة بالغة الإهانة، أن يكون ترامب على بعد ساعة ونصف، ويتجاهل دولة بحجم مصر، ناهيك عن الأحاديث الضخمة الفخمة التي روجها الإعلام الموالي للعسكر عن إعجاب ترامب بالسيسي، والكيمياء التي تربط بين الاثنين، والأغاني الكثيرة من تلك الشاكلة!.

وبحسب سلطان، فإن تجاهل ترامب للسيسي، ثم يطلب منه أن يأتي إليه في العاصمة السعودية هو أمر مهين للغاية، معربا عن تمنيه ألا يحدث، داعيا قائد الانقلاب إلى رفض هذه الدعوة حال تلقيها. مشددا على أن مصر مرت بسنوات صعبة كثيرة، وعقود من المعاناة، وتداول على حكمها الكثيرون طوال تاريخها الحديث، ولم تكن في يوم من تلك الأيام بمثل هذا الهوان!.

المصدر