أكاذيب وأوهام.. حصاد العسكر في 2017

من Ikhwan Wiki | الموسوعة التاريخية الرسمية لجماعة الإخوان المسلمين
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث
أكاذيب وأوهام.. حصاد العسكر في 2017


أكاذيب وأوهام.. حصاد العسكر في 2017.jpg

(31 ديسمبر 2017)

كتب: حسن الإسكندراني

مقدمة

شهد عام 2017 عشرات الوعود التى قدمها المنقلب عبد الفتاح السيسي للمصريين في مجالات الأمن والاقتصاد، حين وعد المصريين بأنهم "بكرة تشوفوا مصر"، و"هتبقى أد النيا". وكالعادة ذهبت أدراج الرياح، وزاد الطين بلة على المواطنين الذين تحولت حياتهم إلى جحيم. وفقا للتقرير الذي نشره موقع "عربي 21".

ستة أشهر فقط

طلب السيسي من المصريين الصبر 6 أشهر في 29 ديسمبر 2016، حيث قال: "من فضلكم، قفوا جنب بلدكم مصر ستة شهور فقط"، واعدا المصريين بقوله إن الدولة جادة في تحركاتها، "وهننجح أكثر في الفترة المقبلة".

وفي 20 مايو، وعد بإجراءات حماية "خلال أسابيع" ضد موجة الغلاء الطاحنة التي يعاني منها المصريون، تشمل (رفع حد الإعفاء الضريبي، وزيادة المواد التموينية المدعمة؛ لتخفيف معاناة أصحاب الدخل المتوسط والمحدود).

وفي 25 يوليو، وعد بحل أزمة ارتفاع الأسعار، وقال إنه يعلم تمام العلم بأن هناك ارتفاعا في أسعار المنتجات، ولكن لا يجب النظر إلى حال مصر من ناحية الأسعار فقط، واعدا بالتدخل في حل تلك الأزمة، وأضاف: "مش هسيب الأسعار كده، وعمري ما هبيع لكم الوهم".

3 أشهر للأمن

ووعد السيسي المصريين بالأمن في مناسبات متعددة، ففي 25 نوفمبر، وعد السيسي المصريين بالرد على مرتكبي هجوم مسجد الروضة بسيناء، الذي راح ضحيته أكثر من 300 مصري، بالرد "بالقوة الغاشمة".

وفي 29 نوفمبر الماضى، وأثناء الاحتفال بالمولد النبوي، وبعد أيام من اعتداء مسجد (الروضة)، تعهد السفاح بهزيمة الإرهابيين، وكلّف رئيس أركان الجيش محمد فريد، ووزير داخلية الانقلاب مجدي عبد الغفار، بإعادة الأمن والاستقرار لسيناء خلال 3 أشهر.

ورغم ذلك، فقد تبع تصريحات السيسي تلك تفجيرات أخرى بسيناء، بينها استهداف مطار العريش أثناء وجود وزير دفاع الانقلاب صدقي صبحي، ووزير داخليته مجدي عبد الغفار، في 21 ديسمبر الجاري، ما أدى لمقتل ضابطين كبيرين.

وأعلن الجيش، 28 ديسمبر الجاري، مقتل ستة جنود مصريين، بينهم ضابط، بانفجار عبوة في آليتهم بشمال سيناء. كما تم استهداف كنيسة مارمينا بمنطقة حلوان بالقاهرة، الجمعة 29 ديسمبر الجاري، ما أسفر عن مقتل 10 أشخاص.

سنة للاقتصاد

وفي السياق ذاته، قدم السيسي وعودا كثيرة منّى بها المصريين بتحسن الأحوال، وفي 26 أبريل، دعاهم للصبر والتحمل (عاما واحدا)، وقال خلال مؤتمر الشباب: "أنا بقول تصبروا وتتحملوا مفيش غير كده، لازم تجروا معانا وتشاركوا وتعرفوا حجم الأزمة، وأضاف: "مقدر تحملكم، بس لازم تتحملوا زيادة، نستحمل سنة كمان، وبعدين في انتخابات اختاروا ما شئتم".

زيادة على غير الوعد

وعود السيسي السابقة، تبعها زيادة بأسعار السلع والخدمات، بينها رفع أكثر من 55 % من الدعم عن المواد البترولية وزيادة أسعار الوقود في 29 يوليو 2017، إلى جانب تطبيق تعرفة جديدة للكهرباء والمياه، وزيادة تعرفة الركوب للمواصلات 4 أغسطس 2017، وزيادة سعر كروت شحن الاتصالات 30بالمئة في 28 سبتمبر، ورفع أسعار السجائر في 11 نوفمبر.

وفي الوقت الذي أعلن فيه وزير نقل الانقلاب عن زيادات جديدة في أسعار النقل للقطارات والمترو العام الجديد، أكد السيسي، في 23 ديسمبر 2017، عن رفع أسعار المترو، وقال: "مش هينفع يكون سعر تذكرة المترو زي الأسعار الحالية، ولا حتى ضعف، ولا ضعفين، ولا ثلاثة أضعاف".

مفيش أي مشكلة

ووعد السيسي المصريين ورجال الأعمال والمستثمرين الأجانب بتذليل الصعاب في مجالات التصنيع والاستثمار والتعاملات المالية، وقال في 7 ديسمبر، بمنتدى إفريقيا 2017، إن "الدولة قطعت شوطا كبيرا في حل مشاكل المستثمرين، وإن هناك تصورا شاملا للإصلاح الاقتصادي"، مضيفا: "والآن مفيش أي مشكلة"، وقال للمستثمرين: "لديكم فرص قوية في مصر، وحتكونوا آمنين على استثماراتكم، ونحن داعمين لكم بشكل كامل".

ورم الوعود فقد أعلنت شركة فنادق "هيلتون" العالمية عن سحب جزء من استثماراتها في مصر، وبالأخص من شرم الشيخ، 30 ديسمبر الجاري، كما تم إغلاق أكثر من 7 آلاف مصنع، وتسريح عشرات آلاف العمال، بحسب اتحاد الصناعات المصرية.

وأعلنت وكالة AM.BEST العالمية للتصنيف الائتماني أن مخاطر الاستثمار بأسواق التأمين في مصر مرتفعة، بينما أظهرت مؤسسة التمويل الدولي تراجع مصر للمركز الـ128 من بين 190 دولة في تقرير ممارسة الأعمال، وخفضت مؤسسة أرنست ويونج تصنيف جاذبية مصر للاستثمارات الأجنبية المباشرة 3 مراكز خلال 2017 منذ بدء تعويم العملة في نوفمبر الماضي.

النيل خط أحمر

وإثر إعلان مصر فشل مفاوضات سد النهضة مع إثيوبيا والسودان، وعد السيسي، في 19 نوفمبر 2017، المصريين بعدم المساس بحصة مصر من مياه النيل، مؤكدا أنها مسألة "حياة أو موت"، مطالبا الشعب بالحفاظ على المياه، ومواصلا تقديم وعوده للمصريين بقوله: "هنّفذ كل اللي وعدتكم به بحلول منتصف 2018".

ورغم تصريحات ووعود السيسي، إلا أن الملف الأخطر في حياة المصريين زاد تعقيدا، بعدما وصلت خلافات مصر والسودان، الشريك الاستراتيجي مع القاهرة بمياه النيل، حول ملف حلايب وشلاتين، إلى الأمم المتحدة.

وعلى الجانب الإثيوبي، ما زالت تصر أديس أبابا على ملء خزان سد النهضة خلال 3 سنوات، إلى جانب بناء 4 سدود أخرى على مجرى النيل الأزرق، ما يهدد حصة مصر من المياه (55 مليار متر مكعب سنويا)، وهو ما يعني بوارا للأراضي الزراعية، وعطشا للمصرين، وتوفقا للصناعات.

تيران وصنافير

وفي 21 يونيو، وعد السيسي بالكشف عن مزيد من التفاصيل حول اتفاقية تعيين الحدود البحرية بين مصر والسعودية، التي ترتب عليها انتقال تبعية جزيرتي (تيران وصنافير) للمملكة.

ورغم ما يثار حول الاتفاقية والجدل الدائر حول ارتباطها بإسرائيل و(صفقة القرن)، وما يتبعهما من تنازل عن أراض مصرية للفلسطينيين في سيناء، إلا أن السيسي لم يعلن للشعب أو للبرلمان حتى الآن عن أي تفاصيل عن الاتفاقية، ولا الصفقة المريبة التي أعلن عنها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، أثناء زيارة السيسي له في واشنطن، أبريل الماضي.

المشروعات الكبرى

ورغم اعتماد السيسي على عناوين مشروعات كبرى، إلا أنه قال في 15 يوليو، إن كل المشروعات التي وعد بها المصريين ستنتهي في 30 يونيو 2018، وهذا الموعد الذي يأتي إثر مسرحية الانتخابات الرئاسية في 2018.

وعلى غرار طريقة السيسي، وعد رئيس وزراء الانقلاب شريف إسماعيل المصريين بتحسين الوضع الاقتصادي خلال سنتين أو ثلاثة، عندما قال: "إن المواطنين سوف يشعرون بالتحسن الاقتصادي وفائدة القرارات الإصلاحية خلال سنتين أو 3 سنوات".

عام المرأة

وفي 2 يناير الماضي، أعلن السيسي أن 2017 هو عام المرأة، على غرار ما أعلنه عن 2016 أنه عام الشباب. ورغم ذلك، فقد تم اعتقال أكثر من 3 آلاف مصرية، وهناك 31 معتقلة حاليا، و11 مختفية قسريا، إلى جانب آلاف من النساء يقفن أمام السجون يوميا لزيارة أكثر من 65 ألف معتقل، بينما أصبحت المرأة العائل الوحيد لتلك الأسر.

وتتعرض المرأة المصرية يوميا للتحرش والسرقة والاغتصاب في الشوارع، بينما عاشت نساء الإسكندرية حالة هستيرية بعد قرار وزير للتموين -تم رفعه- بتخفيض حصة الخبز من 5 إلى 3 أرغفة.

ذوو الاحتياجات

وفى 26 أبريل 2017، وعد السيسي، أثناء المؤتمر الوطني للشباب الأطفال من ذوي الاحتياجات الخاصة، بتقديم الدولة لكافة أشكال الرعاية لذوي الاحتياجات الخاصة في مصر.

تلك الوعود تأتي في الوقت الذي يتعرض فيه عشرات من ذوي الاحتياجات الخاصة لأحكام سياسية قاسية بالسجن عشرات السنوات، حيث رصدت التنسيقية المصرية للحقوق والحريات 48 حالة احتجاز وحبس وأحكام قضائية بشأنهم. هذا إلى جانب وقف التعيينات الحكومية بكافة المحافظات والقطاعات لذوي الاحتياجات، إضافة إلى استخدام الأطفال منهم بالشوارع كوسيلة للتسول.

وقال الأمين العام للمجلس القومي لشؤون الإعاقة، أشرف مرعي، إن 25% من المواطنين من ذوي الاحتياجات الخاصة، و90% من الأطفال منهم لا يجدون أماكن للتعليم، و95% من الذكور لا يعملون، ويعاني 99$ صعوبة وصول الخدمات لهم.

المصدر