إنه الياسين الذي لا ينسى

من Ikhwan Wiki | الموسوعة التاريخية الرسمية لجماعة الإخوان المسلمين
مراجعة ١٦:٤٣، ١ مايو ٢٠١١ بواسطة Moza (نقاش | مساهمات) (حمى "إنه الياسين الذي لا ينسى" ([edit=sysop] (غير محدد) [move=sysop] (غير محدد)))
(فرق) → مراجعة أقدم | المراجعة الحالية (فرق) | مراجعة أحدث ← (فرق)
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث
إنه الياسين الذي لا ينسى

بقلم: مصطفى الصواف

ونحن نعيش أجواء انطلاقة حركة المقاومة الإسلامية حماس وذكراها الـ 22، يجب أن لا يغيب البتة عن المشهد رجل تعجز فلسطين أن تلد مثله، هذا الرجل لم يكن يملك عصا موسى، عليه السلام، ولم يكن يأتيه الوحي كالأنبياء صلوات الله عليهم وسلامه، ولكنه كان يملك إرادة لم تتوفر لمثله أو لغيره، بل فاقت قدرات الكثيرين من البشر ومن ذوي المكانة العالية في المجتمع على مستوى المجالات والتخصصات.

هذا الرجل الذي لن نوفيه حقه مهما تحدثنا عنه وتذكرنا مواقفه وما قدمه لدينه أولا، ولفلسطين أرضا وشعباً، لو قلنا إنه المؤسس فهو أكبر، ولو قلنا إنه القائد فهو أشمل، ولو قلنا إنه النموذج والقدوة، فقد كان أسمى وأعمق، لذلك من الصعب على من يريد الحديث عن الإمام الشهيد أحمد ياسين أن يوفيه حقه مهما ملك جوامع الكلم، فكيف بشخص مثلي لم يعرف الكثير عن خبايا حياة الرجل، الذي صنع ليس حركة حماس، بل صنع رجال حركة حماس، صناعة من النخب الأول، رجالاً أشداء وفي نفس الوقت رحماء، كان رحمة الله عليه أنساناً، وزوجاً، وأباً، ومفكراً، وقائداً، ومربياً، عمل في كل الحقول، مربياً للأجيال فكان محبوبا ومؤثراً، في مجال الدعوة إلى الله، فاشتاقت له منابر المساجد، والتف حوله العلماء قبل طلاب العلم، واشتغل في السياسة، فكان صاحب فكر سياسي فاق قدرات الآخرين، فأسس حركة حماس، وبنى أساساتها مدماكاً مدماكاً وحجراً حجراً وطوبة طوبة فكان صاحب الفضل الأول، وصاحبه رجال حاولوا التشبه به نجح بعضهم ولم يصل اليه آخرون، والبعض لازال يحاول، ولكن البنيان به ومن بعده زاد شموخاً واتسع مكاناً، وفاض ليعم بخيره بقاعاً كثيرة، فكان بنيانه نموذجاً، عرفه رجال لم يكونوا من أهله، ولكنهم أحبوه واعتبروه قدوة لهم، فكان رجل البنيان الأول ومؤسسه، كان رجل الوحدة الوطنية، كان رجل فلسطين بلا منافس، حافظ على المشروع وثبت على المواقف ودافع عن الحقوق.

اليوم، حماس لازالت تصنع البنيان ولم تصل بعد الى حد الكمال، ولكنها تحاول أن تبني على الأسس التي وضعها الشيخ ياسين، لأنه الأساس المتين الذي مهما ارتفع يبقى قوياً صامداً، يواجه كل العواصف والزلازل، ويزداد قوة ومتانة ورسوخاً، وها هي السنين تعقب بعضها البعض، وحماس عاما بعد عام تؤكد أنها على عهد الإمام الذي عاهد فيه الله ثم الشعب أن يكون هو وما بنى ومن خلفه على نفس العهد، ولازالت حماس على عهدها ولن تحيد حتى يتم العهد، وتعود الحقوق ويعود الشعب إلى أرضه وبيته، وعندها تكون قد أدت الأمانة.

تحية إلى روح الشهيد الإمام القائد أحمد ياسين في الذكرى الثانية والعشرين، تحية إلى كل الشهداء، وتحية إلى الأسرى الأبطال، وتحية إلى فلسطين كل فلسطين شعباً وقوى ومؤسسات، وأتمنى ان أرى قادة حماس كما كان الإمام الحاضن الذي لم يدع أحداً إلا احتضنه وسعى إليه، لم يستغن عن أحد، وكان يضع الرجال موضعهم الحقيقي، فكان ما كان ومضت المسيرة، ولازال يزداد الحشد والتأييد.