استمسك واثبت .. بقلم فؤاد الهجرسي

من Ikhwan Wiki | الموسوعة التاريخية الرسمية لجماعة الإخوان المسلمين
مراجعة ٢١:٤٧، ٢٢ مارس ٢٠١٥ بواسطة Attea mostafa (نقاش | مساهمات) (حمى "استمسك واثبت .. بقلم فؤاد الهجرسي" ([edit=sysop] (غير محدد) [move=sysop] (غير محدد)))
(فرق) → مراجعة أقدم | المراجعة الحالية (فرق) | مراجعة أحدث ← (فرق)
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث
استمسك واثبت .. بقلم فؤاد الهجرسي

بتاريخ : الاثنين 23 سبتمبر 2013

أخي في الله ...

اثبت ... واستمسك ، فأنت على الحق ، وإن صرخ الكذابون بغير ذلك ، وطريقك في الثبات ملازمة القرآن الكريم ، فيه شفاءُ سِقَم نفسك وعافية ايمان قلبك.

قال الله تعالى لنبيه ومصطفاه صلى الله عليه وسلم في أحلك الظروف ﴿فَاسْتَمْسِكْ بِالَّذِي أُوحِيَ إِلَيْكَ إِنَّكَ عَلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ﴾ [43 - الزخرف] ؛ وأنت التابع لنبيك ، الوارث لدينه الخاتم إلى يوم القيامة ؛ والقائم على تبليغ رسالته للعالمين .

استمسك واثبت: عش بالقرآن في شأنك كله ، امزج القرآن بروحك ؛ فهو الهواء الذي لا حياة لقلوب المؤمنين إلا به ، وأنت منهم ، اختارك الله لذلك واصطفاك واجتباك ، فكن عند حسن ظن ربك بك.

استمسك واثبت: التزم القرآن ؛ فهو حبل الله المتين ، الواصل بك اليه جل جلاله ، تستأنس به ، وتجد أمانك وتعرف طريقك ، اخلط القرآن بوجدانك ليلك ونهارك ، تُحل حلاله وتُحرم حرامه ، قال بن كثير رضى الله عنه « ذلك عهد الله إلينا ، نوقن به ، حين لا نرى انتقام الله العاجل من المجرمين أو حين نراه ونشهده ، ويشفي الله بالنصر قلوب قوم مؤمنين» ... القرآن عهد الله إليك في الحالين وأنت .. أنت من صفوة المؤمنين.

تدبر وتأمل: يلزمك في مثل هذه الآونة أن نتدبر الآيات .. واليك ﴿ كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِّيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُوْلُوا الْأَلْبَابِ ﴾ [29 - ص] ، ﴿ أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا ﴾ [24 - محمد]

ويقول صاحب الظلال رضى الله عنه حول هذه الآية .. وفي النقل تصرف:

« اثبت على ما أنت فيه ، وسر في طريقك لا تحفل ما كان منهم وما يكون ، سر في طريقك مطمئن القلب ﴿ إِنَّكَ عَلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ ﴾. . لا يلتوي بك ولا ينحرف ولا يحيد ».

﴿ فَاسْتَمْسِكْ بِالَّذِي أُوحِيَ إِلَيْكَ ﴾ إنه الإسلام .. دين الله الخاتم .. الجامع لكل دين.

قال الله تعالى ﴿ وَالَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ مِنَ الْكِتَابِ هُوَ الْحَقُّ مُصَدِّقاً لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ إِنَّ اللَّهَ بِعِبَادِهِ لَخَبِيرٌ بَصِيرٌ ﴾ [31- فاطر] .. أي الذي جمع في طياته كل وحيٍ سبق.

أخي في الله ... اثبت ... استمسك ، إنه الإسلام ، دين الله الخاتم ، الجامع لكل دين سبق ، وأنت جدير بحمل أمانة هذا الدين ، تجمع على منهجه عباد الله الموحدين.

قالوا: في الثبات على هموم الدعوة ... استمرارية مسير الدعوة.

الثبات ... الثبات

هو أن تثبت في موطن الحق ليقينك أنه حق ، ولأن الحق هو الأبقى مهما تناوشته خفافيش الباطل .

ومن لوازم الثبات على الحق حسن الفقه فيه والفهم له ، مع الاطمئنان لسلامة الغاية وشرف المقصد .

وأنت اليوم ـ أخي في الله ـ فقيه برسالتك فاهم لها ؛ فهي رسالة الإسلام ، وأنت مطمئن لسلامة الغاية وهي حمل هذه الرسالة للدنيا ، وعالم بشرف القصد وهو رضوان الله عنك في الآخرة ﴿ وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلاً مِّمَّن دَعَا إِلَى اللَّهِ وَعَمِلَ صَالِحاً وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ ﴾ [33- فصلت] .

أخي في الله : أنت تحقق المطلوب .. فتثبت على الحق الذي تعلم ، وعلى الحقيقة الواضحة لديك ، وغايتك رضوان الله عنك في الدنيا والآخرة ، وتنوشك الآن البلايا من كل جانب .. هل تثبت ؟ .. وهل تصبر ؟ .. وهل تحتسب ؟!! ، يلزم ذلك ... والعاقبة الحسنة بين يديك.

كن نموذجا في الثبات والصبر والاحتساب مثل الصحابي الأسير في دولة الروم ، وكن على يقين أن الله سيحقق وعده .. وقد قال ﴿ وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُم فِي الْأَرْضِ ﴾ [من الآية 55 – النور]

روي أن ملك الروم طلب واحدا من أسرى المسلمين ليفاوضه على دينه ؛ قال له :« لك نصف ملكي على أن تترك دين محمد » ، فقال الصحابي : «لو كان لي ملكك وسبعة أمثاله على أن أترك دين محمد ما تركته» ؛ غضب المك وصاح: «يا جنود : أذيقوه ألوان العذاب» وعادوا بعد تعذيبه واهن القوى وما زال جوابه: «كلا والله لن أن أترك دين محمد ولو أزهقت روحي»

فغضب الملك وصاح : «يا جنود : ألقوه في قدر ماء يغلي» .. وساروا به نحو القدر ، واقتربوا به من ، حتى رأى شدة غليانه وفورانه ، ولما أوثقوه بالحبال ، بكى بكاءً شديداً ، فظنوه قد تخوف من الموت بهذه الصورة البشعة ، وأَمَّلُوا أن يستجيب للملك ، فعادوا به .

قال الملك : «هل تركت دين محمد؟!» .. قال الصحابي :«لا والله ولو أُزهقت روحي» .. قال المك : «إذن ما يبكيك؟» .. قال الصحابي : «أعلم أن لي نفساً واحدة تموت في سبيل الله شهيدة ، وتمنيت أن لو كان لي بعدد شعري أَنْفُساً تموت شهيدة في سبيل الله الواحدة تلو الأخرى».

فلما رأى الملك ثباته قال له : «قبل رأسي وأنا أطلق سراحك» .. قال الصحابي الثابت على دينه : «لا والله حتى تطلق سراح جميع أسرى المسلمين» .. فأذعن الملك لإصرار الصامد وأطلق الجميع .

ألا إن الثبات على الحق ، هو من دقة الفهم وعمق اليقين ... ألا إن دعوة الإسلام عالمية ، فرض عين على جميع المسلمين ، ومشوارها طويل .. فليثبت الدعاة ؛ رجاء الفوز عند الله .

المصدر