الإخوان المسلمون: ثمانون عاماً من الصُـمودِ والتحدِّي (الحلقة السابعة عشر)

من Ikhwan Wiki | الموسوعة التاريخية الرسمية لجماعة الإخوان المسلمين
مراجعة ٠٦:٣٠، ١٨ فبراير ٢٠١٨ بواسطة Taha55 (نقاش | مساهمات) (حمى "الإخوان المسلمون: ثمانون عاماً من الصُـمودِ والتحدِّي (الحلقة السابعة عشر)" ([edit=sysop] (غير محدد) [move=sysop] (غير محدد)))
(فرق) → مراجعة أقدم | المراجعة الحالية (فرق) | مراجعة أحدث ← (فرق)
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث
الإخوان المسلمون: ثمانون عاماً من الصُـمودِ والتحدِّي (الحلقة السابعة عشر)


  • بقلم : زياد أبو غنيمة

التاريخ:17/1/2015

مقتل النقراشي باشا مهـَّـد لاغتيال الإمام البنا

النقراشي باشا

كانت حادثة مقتل النقراشي باشا على يد أحد شباب الإخوان المسلمين دون علم قيادة الإخوان فرصة ذهبية للمتربصين بالجماعة الذين كانوا جميعا على ما بينهم من خلافات يلتقون على أمل واحد هو التخلـُّـص من مؤسِّـس الجماعة ومرشدها بعد أن كان النقراشي باشا قد خلـَّـصهم ، أوهكذا خُيِّـل له ولهم ، من الجماعة ذاتها ، كان المتربصون بالجماعة وبمرشدها أكثر من جهة ، الملك فاروق وحاشيته ، الأحزاب التي رأت في الجماعة منافسا لها وفي مقدمتها حزب الوفد وحزب السعديين الأحرار ، السفارة البريطانية وصنائعها في القصر وفي الأحزاب وفي الإعلام ، اليهود والأمريكان ، جميعهم كانوا يتمنون الخلاص من حسن البنا .

السعديون يهدرون دم الإمام البنا

أثارت حادثة مقتل محمود فهمي النقراشي باشا برصاص أحد شباب الإخوان موجة من الغضب ضدَّ الإخوان ومرشدهم الإمام حسن البنا في صفوف شباب حزب السعديين الأحرار الذي كان يتزعمه النقراشي باشا ، وخلال تشييع جنازة النقراشي بمراسيم عسكرية بصفته حاكما عسكريا للبلاد نفث الشبان السعديون جام غضبهم وتعالت أصواتهم بهتافات توعدوا فيها الإمام البنا بالموت انتقاما لمقتل النقراشي ، ( الثأر .. الثأر ، الدم .. بالدم ) ، ( رأس البنا برأس النقراشي ) ، ( الموت لحسن البنا ) ، وسرت شائعة بأن محمد كامل الدماطى مدير مكتب النقراشي باشا شكـَّـل مجموعة من سبعة أفراد حلفوا برأس النقراشي أن يقتلوا حسن البنا .

إجراءات تمهيدية سبقت اغتيال البنا

الإمام حسن البنا

على عكس ما فعلته الحكومة السعدية من تعزيز إجراءات الحراسة حول النقراشي باشا بعد إصداره قرار حل جماعة الإخوان المسلمين خشية تعرُّضه لردة فعل إنتقامية ، فإن الحكومة اتخذت عدَّة إجراءات لكشف ظهر الإمام البنا ليكون هدفا سهلا لأي عمل إنتقامي ، وكانت الحكومة السعدية قد بدأت تلك الإجراءات فور صدورالأمر العسكري بحل جماعة الإخوان المسلمين وقبل مقتل النقراشي حيث شنـَّـت حملة اعتقالات طالت المئات من الإخوان واستثنت الإمام البنا من الإعتقال ليبقى وحيدا ، وبعد تولي إبراهيم عبد الهادي باشا بعد مقتل النقراشي باشا رئاسة حكومة حزب السعديين إتـَّـسعت دائرة الاعتقالات في صفوف الإخوان لتشمل 4000 معتقل كانوا يتعرَّضون لأبشع أشكال التعذيب الوحشي الذي لم تعرف له مصر مثيلاً من قبل ، وسحبتْ حكومة إبراهيم عبد الهادي باشا من الإمام البنا سلاحه المُرخص الذي كان وسيلته الوحيدة للدفاع عن نفسه ، ورفضت طلبا تقدَّم به لكي يُعتقل مع إخوانه المعتقلين ، ورفضت كذلك طلبه بأن ينزل ضيفا مقيما بعزبة أحد الإخوان بالريف وألقت القبض على صاحب العزبة الذي استضافه ، ومنعت الحكومة الإمام البنا من السفر إلى الخارج ، أو التنقل من مكان إلى مكان داخل القطر بغير إذن من الحكومة .

إغتيال الإمام حسن البنا

بعد عصر يوم الأربعاء 12 / شباط / 1949 م قدم الإمام حسن البنا برفقة صهره زوج شقيقته المحامي عبد الكريم منصور إلى مبنى المركز العام لجمعية الشبَّـان المسلمين في شارع الملكة نازلى بالقاهرة ( رمسيس لاحقا ) لإجراء مفاوضات مع ممثلين للحكومة السعدية حول قرار حل جماعة الإخوان المسلمين ، والأرجح أن اللقاء تمَّ بترتيب مسبق من قبل الحكومة السعدية بقصد استدراج الإمام البنا ليتمَّ إغتياله ، فما أن غادر البنا ورفيقه مبنى الجمعية في الساعة الثامنة واثنتي عشرة دقيقة وركبا في تاكسى عمومي رقم ( 3486 أجرة مصر ) ماركة فورد ـ موديل سنة 1940 ، حتى اندفع نحو السيارة رجلان ملثمان من الجانب الآخر من الشارع وأطلقا عليهما الرصاص ، ولاذا بالفرار فى سيارة كانت تنتظرهما بمدخل شارع عبد الخالق ثروت بالقرب من نقابة الصحفيين ، أصيب الإمام البنا بسبع رصاصات ، لكن حالته لم تكن خطرة ، وأصيب المحامي منصور برصاصتين وكانت حالته حرجة ، وبقي الإمام البنا متماسكاً ، وصعد درج جمعية الشبان المسلمين ليطلب الإسعاف ، ولما تأخرت سيارة الإسعاف طلب من سائق التاكسى أن ينقلهما إلى مقر جمعية الإسعاف القريبة ، وبسبب نقص الإمكانيات فى جمعية الإسعاف نقلتهما سيارة الجمعية إلى مستشفى القصر العينى حيث تـُرك الإمام البنا ينزف إلى أن لفظ أنفاسه الأخيرة فى تمام الساعة الثانية عشرة وخمسة عشر دقيقة بعد منتصف الليل مساء يوم 12 فبراير ، ونقل جثمان البنا إلى مشرحة زينهم حيث تمَّ تشريحه وجاء في التقرير الطبى أن سبعة أعيرة نارية اخترقت جسد الإمام البنا وأن الوفاة حدثت نتيجة النزيف).

شرُّ البلية ما يُضحك السعديون يتهمون الإخوان بقتل مرشدهم

إلتقى غالبية المتابعين للعلاقة بين الإخوان وبين السعديين على أن الحكومة السعدية برئاسة إبراهيم باشا عبد الهادي كان لها يدٌ في حادثة اغتيال الإمام البنا ، ولكن السعديين ، وعلى قاعدة المثل العربي ( رمتني بدائها وانسلـَّـت ) صادموا مشاعر غالبية المصريين واتهموا الإخوان بقتل مرشدهم ، فقد نشرت صحيفة ( الأساس ) الناطقة باسم حزب السعديين الأحرار خبر مقتل الإمام البنا تحت عنوان ( النار تأكل بعضها ) وتحت عنوان آخر ( الإرهابيون ينقلبون على شيخهم ) وزعمت في خبريها أن الإخوان المسلمين هم الذين قتلوا حسن البنا لأنه كان ينوى تسليم محطة الإذاعة السريَّة التى تتحدث باسم الجماعة المنحلة وتسليم الذخائر والأسلحة الباقية لدى بعض أعوانه ، فعمد بعض الإخوان المُتشدِّدين إلى قتله قبل أن يفعل ذلك ، وتبنَّـت الصحف المصرية التي كانت تخضع للرقابة التي كانت تفرضها الحكومة تحت ظل الأحكام العرفية لرواية السعديين ، ونشرت صحيفة ( الأهرام ) أن الإمام البنا

تلقى خطاب تهديد بالقتل إذا أذاع أيَّ سر من أسرار الجماعة ، وتبنـَّـت الصحافة البريطانية رواية الحكومة السعدية فنشرت صحيفة ( التايمز ) اللندنية خبر اغتيال الإمام البنا زاعمة أن خطابات البنا الأخيرة وخشية أتباعه من إفشائه لأسرار الجماعة هى السبب فى قتله .

وحدها صحيفة ( المصري ) خرقت الرقابة ونشرت تقريرا كتبه أحد صحفييها محيى الدين فكرى ذكر فيه أنه تمكـَّـن من دخول مبنى جمعية الشبَّـان المسلمين بعد إطلاق النار على الإمام البنا وأنه علم أن شابا نوبيا كان يجلس على مقهى مقابل لجمعية الشبان المسلمين أبلغ محمد الليثى سكرتير لجنة الشباب بجمعية الشبان المسلمين بأنه التقط رقم السيارة التي نزل منها الشخصان اللذان أطلقا النار على الإمام البنا وهو رقم (9979 خصوصى مصر ) وأن السيارة من ماركة ليموزين سوداء اللون ، فقام الليثي بكتابة الرقم على علبة سجائره وأبلغه هاتفيا للنيابة ، وعندما وصل خبر حصول ( المصري ) على رقم السيارة إلى عبد الرحمن عمـَّـار أصدر أمره بصفته المراقب العام على المطبوعات بمنع طباعة المصري لأنه كان يعرف أنه رقم السيارة المُخصَّـصة لتنقلات الأميرألاى محمد عبد المجيد مدير إدارة البحث الجنائى بوزارة الداخلية ، وعندما اقتحمت قوات الشرطة مطبعة ( المصري ) اكتشفت أن حوالي خمسة ألاف نسخة من العدد تسرَّبت إلى الأسواق فقامت بمصاردة النسخ المعدَّة للتوزيع .

الملك فاروق يتأكد بنفسه من وفاة البنا

كان الملك فاروق يُكن العداوة لجماعة الإخوان المسلمين ولمرشدها الإمام حسن البنا لأنه كان يرى فيها وفيه خطرا على عرشه الذي كان يفتقر إلى التعاطف الشعبي في سنوات عهده الأخيرة ، ويُعزِّز هذه الحقيقة ما أوردته مرافعة النيابة العامة في قضية اغتيال الإمام البنا في حديثها عن العلاقة بين الملك فاروق وبين الجماعة ومرشدها حيث جاء في المرافعة : ( لقد كانت جماعة الإخوان المسلمين بحكم نزعتهم الدينية في مقدمة الناقمين على سياسة الملك السابق فاروق والناقدين جهرا لمسلكه الشخصي ، مما جعله يستشعر أن ريح الخطر تهب عليه من ناحيتهم خصوصا بعد أن اشتدَّ ساعدهم وانتشرت دعوتهم واعتنقتها الألوف المؤلفة من المواطنين ، وأخذوا يعلنون في مبادئهم أن الإسلام دين ودولة وأن الحكم في شرعته بيعة يوليها الشعب لمن يصلح لها وليس ملكا عضوداً يتوارثه الأبناء عن الآباء ، فامتلأ فؤاده رعبا وصحَّ عزمه على مناوأتهم والضرب على أيديهم والتخلص من مرشد الإخوان بقتله ) .

وبسبب هذا الركام من الروح العدائية التي كان يُكنـُّـها الملك فاروق للجماعة ولمرشدها لم يكن غريبا أن يتلقى خبر اغتيال الإمام حسن البنا بفرح شديد ، وفي هذا السياق يذكر الكاتب القبطي ميلاد حنا زكي في مقال نشره في 16 / أيلول / 2010 م أن الملك فاروق اتصل فى تمام التاسعة مساء 12 فبراير ( شباط ) 1949م بطبيبه الخاص الدكتور يوسف رشاد وقال له بلهجة مفرحة : ( حسن ضُرب بالرصاص وحالته خطرة ، ولكنه لم يمت بعد ) ، وفي نفس السياق ينقل الكاتب المصري محسن محمد في كتابه ( مقتل البنا ) عن محمد حسن السليمانى الأمين الخاص للملك إن الملك فاروق تأثر جداً عندما علم بخبر مقتل النقراشي باشا ، ولكنه عندما علم بخبر مقتل البنا لم يظهر عليه أي تأثير ، وتواترت الروايات أنه عندما أخبر الملك فاروق بوفاة البنا توجه إلى قصر العينى ليتأكـَّـد بنفسه من موت الإمام البنا ، وبعد أن تأكـَّـد من موت عدوِّه اللدود انطلق لسانه بمقولته التي تناقلها الناس : ( الآن استقرَّ عرشي ) .


السعديون ينفثون حقدهم على البنا ميتا

لم يكن بمقدور حكومة حزب السعديين منع دفن الإمام حسن البنا ، ولكنها خشيت أن تتحول جنازته إلى تظاهرة ضدَّها ، ورفع عبد الرحمن عمار وكيل وزارة الداخلية مذكرة إلى الحكومة أعرب فيها عن خشيته من أن ينتهز الإخوان الجنازة لإحداث خلل بالأمن العام يؤدى إلى نتائج خطيرة ، ووجد رئيس حكومة السعديين في موت الإمام البنا فرصة لينفث حقده ضدّ الإمام البنا ميتا كما كان ينفثه في حياته ، فأصدر أمره إلى عبد الرحمن عمَّـار بأن يتمَّ تشييع جنازة الإمام البنا من منزله بدون مشاركة أحد ، وفي هذا السياق يقول الدكتور محمد حسين هيكل رئيس مجلس الشيوخ آنذاك في مذكراته : ( نـُقلت جثة الشيخ حسن البنا من مستشفى قصر العينى إلى منزل والده فى سرٍ من الناس ، ثمَّ أمرت والده بألا يشيعه إلى مقره الأخير إلا عدد محدود من أهله ، وألا يقام له مأتم يقصد إليه المعزون ) .

نعش الإمام البنا حمله رجلٌ وثلاث نساء

في ساعات الفجر الأولى من يوم 13 / شباط / 1949 م حاصرت قوات الأمن جميع الشوارع المحيطة ببيت الإمام البنا وأخذت تعتقل كل رجل حاول الاقتراب من بيت الإمام البنا ، وفي الساعة التاسعة من صباح ذلك اليوم شهدت القاهرة جنازة لم تشهدها شوارع القاهرة في تاريخها منذ نشأتها ، فقد خرج نعش الإمام الشهيد بإذن الله حسن البنا من منزله الكائن بـ 15 شارع سنجر الخازن بحى الحلمية الجديدة يخترق شوارع الحى للصلاة عليه فى مسجد قيسون تحمله ثلاث نساء هنَّ زوجته السيدة لطيفة حسين وبناته سناء ورجاء وهالة وأبوه الرجل الهرم المكلوم الذى جاوز التسعين عاماً ، ويسير خلف تلك الجنازة التي لم تشهد لها القاهرة مثيلا إبنة الإمام البنا الصغيرة وفاء ونجله الصغير أحمد سيف الإسلام ، وعند وصول الجثمان كان المسجد خالياً بعد أن أمر رجال الأمن إمامه ومؤذنه وخادمه بالانصراف لمنعهم من الصلاة عليه ، ووقف الأب المكلوم وسط دموعه أمام النعش يصلى ومن خلفه النساء الثلاث ، ليمضى النعش بعد ذلك إلى مدافن الإمام الشافعى ليوارى التراب .

ويتحدَّث الوالد المكلوم الشيخ أحمد عبد الرحمن البنا عن قصة تشييع ولده فيقول : ( أبلغت نبأ موته في الساعة الواحدة ، وقيل لي إنهم لن يسلموا لي جثته إلا إذا وعدتهم بأن تدفن في الساعة التاسعة صباحاً بدون أي احتفال ، وإلا فإنهم سيضطرون إلى حمل الجثة من مستشفى قصر العيني إلى القبر مباشرة ، واضُطررت إزاء هذه الأوامر إلى أن أعدهم بتنفيذ ما يطلبون رغبة مني في أن تصل جثة ولدي إلى بيته قبل دفنه لألقي عليه نظرة أخيرة ، وقبيل الفجر حملوا الجثة إلى البيت متسللين فلم يشهدها أحد من الجيران ولم يعلم بوصولها سواي ، وضربوا حصارا خانقا حول البيت ، بل حول الجثة نفسها فلا يسمحون لإنسان بالاقتراب منها مهما كانت صلته بالفقيد ، وقمت بنفسي بإعداد جثة ولدي للدفن ، ثم أنزلت الجثة حيث وضعت في النعش ، وبقيت مشكلة من يحملها إلى مقرها الأخير ، وطلبت من رجال البوليس أن يحضروا رجالًا ليحملوا النعش فرفضوا ، فقلت لهم : ليس في البيت رجال ، فأجابوا : فلتحمله النساء ، وخرج نعش الفقيد محمولاً على أكتاف النساء ، ومشت الجنازة الفريدة في الطريق فإذا بالشارع كله رصف برجال البوليس ، وإذا بعيون الناس من النوافذ والأبواب تصرخ ببريق الحزن والألم والسخط على الظلم الذي احتل جانبي الطريق ، وعندما وصلنا إلى جامع ( قيسون ) للصلاة على جثمان الفقيد كان المسجد خاليًا حتى من الخدم ، وفهمت بعد ذلك أن رجال البوليس قدموا إلى بيت الله وأمروا من فيه بالانصراف ريثما تتمُّ الصلاة على جثمان ولدي ، ووقفت أمام النعش أصلي فانهمرت دموعي ، ولم تكن دموعًا ، بل كانت ابتهالات إلى السماء أن يدرك الله الناس برحمته ، وعندما عدنا إلى البيت الباكي الحزين ، ومضى النهار وجاء الليل ولم يحضر أحد من المعزين لأن الجنود منعوا الناس من الدخول ، ولكن الزعيم القبطي مكرم عبيد باشا تحدَّى أوامر الحكومة وأصرَّ على اختراق حواجز الأمن ليعزِّينا في ولدنا الذي كانت تربطه به صداقة لسنوات طويلة .

ويذكر الميجور سانسوم ضابط الأمن بالسفارة البريطانية فى مذكراته أن كل الإجراءات التى اُتخذت لمنع المظاهرات بعد الاغتيال وخلال تشييع الجنازة كان قد تمَّ التخطيط لها قبل عدة أسابيع من اغتيال البنا ، وبعث جيفرسون باترسون القائم بأعمال السفارة الأمريكية في القاهرة برقية إلى وزير خارجيته في واشنطن مؤرَّخة في يوم 14 فبراير 1949 يصف فيها كيف دفن حسن البنا ، قال باترسون : ( تمَّ في هدوء دفن الشيخ حسن البنا المرشد العام للإخوان المسلمين في التاسعة من صباح الأحد 13 فبراير ، وقد تمَّ الدفن السريع الذي ليس له مثيل في مصر تحت ضغط الحكومة التى خشيت أن تتحوَّل جنازة البنا إلى فرصة مناسبة لأتباعه والمتعاطفين معه للتجمُّع وتعكير الأمن ، وقد أحاطت حراسة الشرطة المشدَّدة بالنعش من المشرحة إلى المسجد ، وأعلنت حالة الطوارئ بين قوات الشرطة في أنحاء البلاد ، ولم يحضر دفنه من الرجال غير والده ).