الإسلام ومظاهر التيسير في الحج

من Ikhwan Wiki | الموسوعة التاريخية الرسمية لجماعة الإخوان المسلمين
مراجعة ٢٣:١١، ٢٤ يوليو ٢٠١٩ بواسطة Keto70 (نقاش | مساهمات) (حمى "الإسلام ومظاهر التيسير في الحج" ([تعديل=السماح للإداريين فقط] (غير محدد) [النقل=السماح للإداريين فقط] (غير محدد)))
(فرق) → مراجعة أقدم | المراجعة الحالية (فرق) | مراجعة أحدث ← (فرق)
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث
الإسلام ومظاهر التيسير في الحج


تتميّز الشريعة الإسلامية بأنّها شريعة تيسيرٍ وسهولةٍ، جاءت بالتخفيف، ورفع الحرج، والمشقة عن الناس، وراعت هذا الأمر في جميع أحكامها، ولم تأتِ أبداً لشقاء الناس وتعذيبهم، حيث قال الله تعالى: "وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ" "الحج78"

وقال أيضاً: "يُرِيدُ اللَّـهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلَا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ" "البقرة185" وأيُّ حكم يخرج عن التسهيل إلى التعسير، فهو ليس من الدين في شيءٍ، لذلك كان من أهم قواعد الفقه، أنّ المشقة تجلب التيسير، فالله – سبحانه – لم يكلفنا ما لا نطيق ففرض الصلاة أربعا غير أن يسرها على المسافر، وإن كان مريضا صلاها على جنبه أو قاعدا أو أجراها على قلبه، وهذا من مظاهر التيسير من الله على الأمة المحمدية، والقرآن الكريم به الكثير من الآيات التي رفعت الحرج عن هذه الأمة حتى قال الإمام الشاطبي: "النصوص على رفع الحرج فيه – أي القرآن - كافية".

ولقد وضحت مظاهر التيسير العظمي في شعيرة الحج حيث يراد به مراعاة حاجة المكلف وقدرته على امتثال المأمورات واجتناب المنهيات عند تشريع الأحكام شريطة عدم الإخلال بالثوابت والقطعيات الشرعيَّة، وهو مقصد عام للشريعة الإسلامية.

والتيسير ورفع العنت وإزالة الحرج مقصود شرعى فى أصل فريضة الحج، ومن ثمَّ يؤسس مفهوم ذلك إلى إزالة مظاهر العسر فى أعمال الحج وأحكامه من باب أولى

ومن أبرز الدلائل على ذلك:

  • فمن مظاهر التيسير الإسلام فلا يجب الحجّ على غير المسلم، وإن قام به فلا يصحّ منه.
  • ومن مظاهر التيسير التكليف وهو أن يكون المسلم بالغاً عاقلاً، فلا يجب الحجّ على المجنون ولا يصحّ منه، ولا يجب كذلك على الصغير، ولكن لو فعله صحّ منه، دون أن يجزئ ذلك عن حجّة الإسلام الواجبة.
  • ومن مظاهر التيسير أن تؤدى مرة واحدة في العمر، ولا حرج من الحج أكثر من مرة، بل إن هناك نصوصًا تدل على فضل تتابع الحج والعمرة، إلا أن الرسول صلى الله عليه وسلم أراد أن يرفع الحرج عن عموم المسلمين بحجه مرة واحدة، وذلك رحمةً بهم؛ فلو حَجَّ مرتين مثلاً لأراد المسلمين أن يقتدوا به في عدد مرات حجه، وبالتالي يصبح هذا مشقة عليهم، وهو ما ترفضه رحمته؛ ومن ثَمَّ اختار أن يحج مرة واحدة مع شوقه إليه!!.
  • ومن مظاهر التيسير إناطة الشرع الشريف فرضية هذه العبادة على الاستطاعة البدنية والمالية للحاج، قال تعالى: "وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلًا" "آل عمران: 97"، وفى ذلك تخفيف شديد على الناس؛ فإن الاستطاعة لا تتيسر بشروطها فى كل فرد من أفراد الأمة على الدوام.
  • ومن مظاهر التيسير جواز تقديم بعض أعمال يوم العيد على بعض، فالسُّنة يوم العيد رمي جمرة العقبة أولاً، ثم ذبح الهدي، ثم الحلق أو التقصير، ثم طواف الإفاضة، هذا فعل النبي؛ لكن مَن قدم بعض هذه الأشياء على بعض جاز، قال رجل للنبي - صلى الله عليه وسلم -: "زرت قبل أن أرمي؟"، قال: (لا حرج)، قال: "حلقت قبل أن أذبح؟"، قال: (لا حرج)، قال: "ذبحت قبل أن أرمي؟"، قال: (لا حرج) "رواه البخاري".
  • ومن مظاهر التيسير التخيير بن الأنساك الثلاثة: الإفراد والقرآن والتمتع وعدم إيجابها جميعها أو جعلها منسكاً واحداً،وفي ذلك تخفيف على العباد.
  • ما يترتب على الإخلال فيه من جبره بالفدية ونحوها سواء حال ارتكاب محظوراً أو ترك واجب وغير ذلك من صور التسامح فيه.
  • ومن مظاهر التيسير رمى الجمرات بحصى مثل حصى الخذف، وهو حصى صغير في حجم حبة الباقلاَّ كما يقول الإمام النووي، وهذا الحجم الصغير حتى لا يؤذي إنسانًا بطريق الخطأ.
  • ومن مظاهر التيسير جواز تأخير رمي يوم الحادي عشر إلى يوم الثاني عشر، لأهل الأعذار؛ فعن أبي البداح بن عاصم بن عدي عن أبيه - رضي الله عنه -: "أنَّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أرخص لرعاء الإبل في البيتوتة خارجين عن منى، يرمون يوم النحر، ثم يرمون الغد، ومن بعد الغد ليومين، ثم يرمون يوم النفر" "رواه الإمام مالك"
  • ومن التيسير في رمي الجمار أن وقتها موسع، فآخر وقت رمي جمرة العقبة ما لم يطلع فجر اليوم الحادي عشر، فقد حدَّ النبي - صلى الله عليه وسلم -بداية وقت رمي جمرة العقبة، ولم يحد نهايته.
  • ومن مظاهر التيسير أن من أخر طواف الإفاضة، وطافه قبل رجوعه إلى بلده، ولو سعى بعد الطواف، أجزأه عن طواف الوداع، كما تجزئ الفريضة عن تحية المسجد لمَن دخل والإمام يصلي.
  • ومن مظاهر التيسير سقوط طواف الوداع عن الحائض والنفساء، فيجب على الحاج إذا فرغ من حجِّه أن يطوف طواف الوداع، ثم يرجع إلى أهله؛ لكن خُفِّف عن الحائض والنفساء، فلا يجب عليهما البقاء في مكة حتى تطهرا ثم تودعان، فعن ابن عباس - رضي الله عنه - قال: "أُمِر الناسُ أن يكون آخرُ عهدهم بالبيت؛ إلا أنه خفف عن الحائض" "رواه البخاري".

عسرنا على أنفسنا

لقد شدد نبي الرحمة صلى الله عليه وسلم بأن يأتي المسلم رخص الإسلام كما يأتي بالعزائم فقال: "إن الله يحب أن تؤتى رخصه كما يحب أن تؤتى عزائمه" (رواه ابن حبان) وقال صلى الله عليه وسلم: "ما بال أقوام يرغبون عما رُخِّص لي فيه؟! فوالله لأنا أعلمُهم بالله، وأشدهم له خشية"(رواه البخاري ومسلم). ولقد غضب النبي على من لم يقبل الرخص، وظن أنها تقدح في كمال تقوى الشخص، أو أنها تبعده عن ربه.

  • وهذا ما نراه من معظم الحجيج حيث تراهم جميعا يتكالبون على الحجر الأسود في مشهد ينذر بكارثة، على الرغم أنه يكفي الحاج أن يقبله أو يشير إليه من بعيد حتى لا يحدث ضرر لأحد.
  • بل وقعت الكوارث من النفرة من عرفات فجميع الحجاج ينفرون من عرفة إلى مزدلفة بعد غروب الشمس مباشرة والجميع في وقت واحد ؛ ولكم أن تتخيلوا أكثر من ثلاثة ملايين حاج ينفرون من كان واحد إلى مكان واحد في وقت واحد؛ وهذه الصورة حدثت في حجة الوداع مع النبي – صلى الله عليه وسلم – وهم آلاف معدودة وعاتبهم على هذا التدافع والازدحام ؛ فكيف لو رأى زماننا هذا ؟!! فعن ابن عباس رضي الله عنهما: أنه دفع مع النبي – صلى الله عليه وسلم – يوم عرفة فسمع النبيُّ – صلى الله عليه وسلم – وراءه زجراً شديدًا وضربًا وصوتًا للإبل، فأشار بسوطه إليهم وقال: " أيها الناس عليكم بالسكينة، فإن البر ليس بالإيضاع ." (البخاري ومسلم).
  • وفي رمي الجمرات حيث التدافع الشديد من بعض الحجيج حتى سمعنا في أعوام كثيرة عدد كبير من الوفيات بسبب التدافع لرمي الجمرات، ومن يسر الإسلام ورحمته بالحجاج أنه يجوز لك أن تبدأ بأحد أعمال يوم النحر الخمسة (الرمي – الذبح – الحلق – الطواف – السعي) ؛ ودليل ذلك أن النبي صلى الله عليه وسلم ما سئل عن شئ قدم أو أخر في هذا اليوم إلا قال : " افعل ولا حرج ".

إن الرسول صلى الله عليه أمر صحابته أن يقتدوا به في مناسك الحج فقال: " خُذُوا عَنِّي مَنَاسِكَكُمْ " (مسلم والنسائي)، ولما علم الرسول شدة اقتداء الصحابة به وخاصة في مناسك الحج خشي عليهم الازدحام والتقاتل في أداء المناسك – كما حدث في واقعنا المعاصر – فرفع عنهم الحرج؛ فعن جابر، قال النبي صلى الله عليه وسلم: " قد نحرت هاهنا، ومنى كلها منحر، ووقف بعرفة، فقال: قد وقفت هاهنا، وعرفة كلها موقف، ووقف بالمزدلفة، فقال: قد وقفت هاهنا، والمزدلفة كلها موقف" . (أبوداود).


الإخوان والحج

مقالات متعلقة

.

تابع مقالات متعلقة

وثائق وأحداث في صور