الانطلاقة الـ22'حماس' والحاجة إلى اكتشاف الذات

من Ikhwan Wiki | الموسوعة التاريخية الرسمية لجماعة الإخوان المسلمين
مراجعة ٠٧:٥٩، ١٣ يونيو ٢٠١١ بواسطة Rod (نقاش | مساهمات) (حمى "الانطلاقة الـ22'حماس' والحاجة إلى اكتشاف الذات" ([edit=sysop] (غير محدد) [move=sysop] (غير محدد)))
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث
الانطلاقة الـ22'حماس' والحاجة إلى اكتشاف الذات

بقلم: عماد عفانة

حتى كبار قيادات وكوادر حركة حماس باتوا يجمعون على أن ما يمر بحركة حماس من أحداث عظام وحوادث تتزلزل لها الجبال وكفيلة بأن تطيح بهالات وبمقامات وحركات عظيمة ولا تتأثر بها حركة حماس إلا إيجابا لهو أمر خارج سيطرتها واكبر من تخطيطها وأعظم من مكرها.

وقد وجد هذا ترجمته في عدد غير قليل من الأحداث العظام والحوادث الرهيبة نسرد بعض منها على سبيل المثال لا الحصر.

- حماس وقبل انطلاقتها رسميا وعلنيا نوفمبر 1987م، مرت قيادتها بعدد من الضربات على أيدي العدو المحتل حينما اكتشف العدو التنظيم العسكري المسلح الذي كان شيخ الشهداء احمد ياسين يحاول تأسيسه عام 1982م وحكم على الياسين بعدد كبير من الأعوام، ثم سخر الله الجبهة الشعبية القيادة العامة لتبرم صفقة تبادل يخرج فيها الياسين حرا طليقا ليواصل مشواره الجهادي.

فلو كانت حينها حركة الياسين حركة منبتة لذابت ولتفككت فور تغييب الياسين خلف القضبان ولاندثر هذا الفكر، ولكن عناية الله سخرت له قوى أخرى لتحرره من السجن ليواصل مشواره.

- وحماس بعد انطلاقتها نوفمير 1987م بفترة قصيرة تلقت من العدو ضربة قاصمة غيبت اغلب قياداتها خلف القضبان، في محاولة لوأد هذه الحركة الوليدة.

ولو تعرضت حركة أخرى لمثل هذه الضربة لتفككت وتلاشت خصوصا في ظل المنافسة المحمومة من فصائل م.ت.ف، ولكن عناية الله أرادت لها أن تتسع وتواصل انتشارها في الداخل والخارج بفعل هذه الضربة وبجهد أبنائها وكوادرها الذين واصلوا الانتفاضة بزخم اكبر وبفعل موجع للعدو.

- وحماس تعرضت لأكبر عملية إبعاد جماعي قسري غير مسبوقة في التاريخ الفلسطيني شملت نحو 418 من قيادات وكوادر الانتفاضة أكثر من 400 منهم من قيادات حماس.

ولو تعرضت حركة أخرى لمثل هذه العملية لوئدت قيادتها ولتاهت في مجاهيل المنافي ومتاهات الشتات، ولكن الله أراد لها الصمود والثبات على حدود الوطن في إصرار عجيب وغير مسبوق على العودة، أراد الله لها من خلالها أن تواصل انتشارها وامتدادها إلى مختلف ربوع العالم لتحتل رحلة إبعادهم وقتا ثمينا من بث اغلب واهم القنوات الإعلامية في العالم أخرجت من خلالها القضية الفلسطينية من احتكار م.ت.ف وحركة فتح إلى قوى أخرى إسلامية، ومن ضيق الإقليمية والمحلية إلى فضاء العالمية وكأنها تضع أول خطوة على طريق القيادة وعلى طريق تحرير القضية أولا من محتكريها ومن محلتيها تمهيدا لتحرير الوطن.

- وحماس وبعد دخول القضية الفلسطينية في النكبة الثانية نكبة أوسلو التي باع بموجبها محتكرو القضية من أبناء م.ت.ف وحركة فتح نحو 78% من ارض فلسطين التاريخية مقابل سلطة حكم ذاتي نقلت بموجبها المقاتلين من خنادق الثوار إلى أقبية العار والتعاون مع المحتل في اتفاقات أمنية هدفت بالأساس الى حماية المحتل وليس لإخراجه من أرض الوطن، بعد هذه النكبة تعرضت حماس لأشرس وأقوى حملة قمع وترويع تتعرض لها في تاريخها وزج بالمئات من قيادتها وكوادرها في سجون السلطة.

ولو تعرضت حركة أخرى لمثل هذه الحملة الاستئصالية لذهبت أدراج الرياح منذ زمن بعيد، لكن الله كلأها برعايتها وشملها بحمايته فعاشت في القلوب وفي العقول منهجا وسلوكا فصمدت وعضت على الجرح وثبتت على العهد وبقيت قابضة على الدين وعلى السلاح ولو كن جمرا محرقا.

- وانطلقت انتفاضة الأقصى العام 200م وقيادات وكوادر حماس ويدها الضاربة لما تخرج من سجون السلطة بعد ولولا قصف العدو للمقرات الأمنية للسلطة بالطائرات لما خرجوا عنوة رغم قيد السجان ليواصلوا مسيرة الجهاد والمقاومة.

ولو كانت حركة أخرى تعرضت لما تعرضت له وواجهت ما واجهت من بني جلدتها من الملاحقة والاستئصال لما وقفت حماس على قدميها من جديد إلا بعد سنوات من الترميم وإعادة البناء، ولكن الله مدها بمدد من عنده لتقود الانتفاضة من جديد ولتصبح قائدة ورأس حركة الجهاد ضد المحتل في فلسطين كلها ولتذيق العدو كأس المر والهوان.

- وحماس تلقت قيادتها ضربات موجعة لاستئصالها أطاحت برؤوس اغلب قيادتها التاريخية وعلى رأسهم الشيخ الياسين والرنتيسي والمقادمة وابو شنب وشحادة وأبو الهنود والجمالين والعشرات من القيادات والكوادر.

ولو تعرضت أخرى لمثل هذه الضربات الموجعة لآثرت السلامة ونجت برؤوسها، ولكنها حركة لا تطلب رضا الله وليس رضا الناس، وتبتغي الحرية لوطنها ولشعبها ولو بدمائها ودماء قاداتها.

-وبعد تردد طويل اتخذت حماس قرارا بخوض التجربة الانتخابية وبنت كل حساباتها الأرضية على أن تحوز نحو 44% من أصوات الناخبين في أحسن الأحوال لتكون مجرد معارضة قوية في وجه السلطة لتحول دون مزيد من التنازلات والتفريط بالقضية من جهة ولتوقف أي محاولة للتغول عليها من هذه السلطة من جهة أخرى.

لكن الله أراد لهذه الحركة أن تكون في المقدمة فوضع محبتها في قلوب اغلب الناخبين وحازت على الأغلبية وباتت رأس الشرعية المؤهلة لقيادة المشروع الوطني الفلسطيني.

ولكنها واجهت وما زالت تنكر كل قوى م.ت.ف لنتائج الانتخابات ورفضت الاعتراف بها عمليا وان اعترفت بها إعلاميا ولم تسلم مقاليد السلطة لحماس فعليا وان سلمتها صوريا، وواجهت عددا من السيناريوهات السياسية والعسكرية لإقصائها فلما لم ينجحوا واجهت حماس تحالف قوى م.ت.ف وعلى رأسها فتح مع المحتل لتجويف الشرعية التي حازتها حماس من خلال تغييب اغلب نوابها في الضفة المحتلة خلف القضبان طوال نحو أربع سنوات عجاف.

- وحماس واجهت وما تزال تآمرا داخليا وخارجيا عبر عن نفسه بعدد من الأشكال منها الحصار القاتل الذي ما زال مستمرا، ومنها الحرب المجنونة التي شنها العدو على غزة نوفمبر 2008م.

ولو ووجهت أي حركة أخرى بما ووجهت بها حماس لرفعت الرايات البيضاء منذ زمن ولتنكبت الطريق ولوضعت رأسها بين الرؤوس حفاظا على كيانها وعلى رؤوس قياداتها، ولكن الله تعالى اختار هذه الحركة لتكون هي المشكاة التي تقود هذه الأمة نحو العودة إلى دينها والى كرامتها وعزتها من جديد.

لذلك يقول المراقبون أن على حماس وبعد 22 عاما على انطلاقها أن تقف وان تتأمل جليا ما حدث وما يحدث لها لجهة اكتشاف الذات وتأمل الموقف العظيم الذي باتت تتبوأه على كل الصعد:

- سياسا: أن تطرق حماس بصمودها وبثباتها وبشرعيتها الانتخابية أبواب كل المحافل والعواصم الغربية قبل العربية وان لا تخشى في الله لومة لائم وان تفتح حوارا حضاريا مع الجميع وبلسان الديمقراطية والحريات التي يتغنى بها هذا الغرب المجرم، وأن تبدأ حماس اكبر حملة سياسية في تاريخها لتفح كل الأبواب المغلقة دونها.

- شعبيا: أن تدرك أنها باتت أملا للأمة وأحرارها وأنها باتت قائدة أرادت أم لم ترد لكل التواقين للانعتاق ولكل العاملين على تحرير البلاد والعباد وان تكون عند حسن ظن الجميع وان ترتقي بتفكيرها عن هذا المستوى الرفيع والعظيم من القيادة الواسعة والحكيمة وان تعمل على استيعاب ودمج كل هذه القوى وهؤلاء الأحرار بكل ما يملكون من قوة وإمكانات مادية ومعنوية في خطة عالمية من اجل الانعتاق والتحرير.

- عسكريا: على حماس أن تخرج من قوقعة الحزبية ومن عباءة التنظيم الضيق لصالح سعة العالمية وان تنفتح على شعبها أولا قبل أن تنفتح على العالم اجمع وان تعمل منذ الآن على تجنيد اكبر عدد من أبناء شعبنا في الداخل في جيش التحرير القادم، وان تجتهد في استيعاب على الأقل ربع مليون مقاتل في جيش الفتح المؤهل دينيا عقائديا وتدريبا عسكريا وتسليحا حديثا، لتنتقل حماس مرة والى الأبد من مربع تلقي الضربات إلى مربع التسديد.


للمزيد عن الإخوان في اليمن

روابط داخلية

كتب متعلقة

ملفات وأبحاث متعلقة

مقالات متعلقة

.

أخبار متعلقة

.

أعلام الإخوان في اليمن

.

مؤتمرات التجمع اليمني للإصلاح

المؤتمر الأول
شعار التجمع اليمني للإصلاح.jpg
المؤتمر الثاني
المؤتمر الثالث
المؤتمر الرابع