الجماعة الاسلامية الليبيه

من Ikhwan Wiki | الموسوعة التاريخية الرسمية لجماعة الإخوان المسلمين
مراجعة ١٦:٢٦، ٥ فبراير ٢٠١٠ بواسطة Rod (نقاش | مساهمات) (حمى "الجماعة الاسلامية الليبيه" ([edit=sysop] (غير محدد) [move=sysop] (غير محدد)))
(فرق) → مراجعة أقدم | المراجعة الحالية (فرق) | مراجعة أحدث ← (فرق)
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث

الجماعة الاسلامية الليبيه


لم تنته السبعينيات حتى اعلن في 1979م، عن تأسيس "الجماعة الاسلامية- ليبيا"، وذلك استجابة لضرورة التمكين والاستخلاف واستجابة لسنن الصراع بين الحق والباطل وبين اولياء الله واولياء الطاغوت، واستجابة لقوله تعالى (ولتكن منكم امة يدعون الى الخير ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر... آل عمران/104). ومنذ 1993م اصبحت "الجماعة الاسلامية- ليبيا" تُعرف باسم "الجماعة الاسلامية الليبية" (الاخوان المسلمون - ليبيا حاليا).


والجماعة الاسلامية الليبية امتداد للحركة الاسلامية التى أسسها الشهيد "حسن البنا" (رحمه الله)، وثمرة للصحوة الاسلامية المعاصرة، فهي لذلك تتبنى منهج جماعة "الاخوان المسلمين".


وقيادة الجماعة قيادة غير معلنة (في فترة السبعينيات والثمانينيات)، وذلك كغيرها من التنظيمات الاسلامية، ولكن ورد فى ادبياتها ومطبوعاتها، بالرغم من ذلك، اشارات الى شخصيات مثلت الجماعة كمسؤولين او متحدثين في مؤتمرات ومناسبات اجتماعية وسياسية ودعوية عديدة. نذكر من هؤلاء، على سبيل المثال، الشيخ الشهيد محمد بن غالي رحمه الله، والذي مثل الجماعة فى لقاءات ومؤتمرات عامة وخاصة[1]، والاخ "محمد الحفصي" الذي ورد في احد اعداد مجلة "المسلم" (لسان حال الجماعة الاسلامية) كممثل للجماعة، وقد ورد اسمه ضمن بيان صدر بخصوص اغتيال الشيخ الشهيد "المبروك غيث المدهون" (رحمه الله)[2] كما ورد كذلك اسم الاخ "رشيد المنتصر" كمسؤول عام للجماعة الاسلامية الليبية وذلك ضمن حوار اجرته معه مجلة "المسلم" حول حرب الخليج ومؤثراتها وتاثيراتها .[3] كما برز الاستاذ عبد الله ابوسن ممثلاً للجماعة في مناسبات اخرى عديدة .[4]



منطلقات الجماعة ومبادؤها واهدافها

تؤمن الجماعة الاسلامية الليبية، كما جاء في ادبياتها، ان الإسلام دين ودولة، فتؤمن به منهجا متكاملاً للفرد والاسرة والمجتمع والدولة، لا يحده مكان ولا زمان. وتؤمن به تشريعاً ودستوراً وفكراً وتنظيما، انطلاقا من قوله تعالى "ومن يبتغ غير الاسلام دينا فلن يقبل منه وهو فى الاخرة من الخاسرين.. آل عمران/85". وتؤمن الجماعة ان الحاكمية لله وحده، لا حاكمية طبقة اوجماعة او فرد.


فغاية "الجماعة" ان تمكن للاسلام دينا ودولة،[5] كما اراده الله سبحانه وتعالى. فازالة النظام الحالي، واقامة نظام اسلامي راشد بدلاً منه يعتبر، لذلك، واجبا شرعيا يجب القيام به.


كما ان محاربة النظام للاسلام، وانكاره للسنة، وتنكيله بالدعاة، واستهتاره بالقيم والاخلاق، ومصادرته للحريات، واضطهاده للناس، واستهتاره بكرامتهم،التي وهبها الله سبحانه وتعالى لهم، تعتبر من الدوافع الاساسية التي دفعت الجماعة الى معاداة النظام والوقوف ضده.[6]


وتؤمن الجماعة بان ليبيا جزء لا يتجزأ من الامة الاسلامية، تتاثر وتتفاعل، سلبا او ايجاباً، بما يدور فيها من احداث وقضايا . فيكون واقع الانحطاط الذي تمر به الامة الاسلامية هماً اخر من هموم الجماعة.[7]


وتعتبر الجماعة ان النظام فى ليبيا نظام محارب للاسلام، ومصادر للحريات، ومضطهد للشعب. وترى ان منع الاحزاب، والهيمنة على القضاء، وعلى المؤسسات، والاتحادات، والنقابات، وقمع الحريات، واغتصاب حقوق الإنسان والتعصب الجهوي، ومنع التجارة، وتأميم الاموال، ومصادرة الممتلكات، وسرقة وبعثرة اموال ليبيا، والرشوة والوساطة، وتحطيم الاسرة، ونشر الفاحشة، والرذيلة، وانتهاك حرمة البيوت، واقتحامها، وتعذيب الناس، والقوانين الظالمة، اسباب شرعية لمعاداة النظام، ومحاربته، واحلال البديل الراشد بدلاً منه.[8]


ولتحقيق ذلك، تعمل الجماعة على نشر الوعي الاسلامي، والدعوة الى وحدة المسلمين، ونبذ الخلافات، والقضاء على اسباب الفرقة، واعداد القوة التي تشمل، بالاضافة الى العدة والعتاد، بناء الانسان المؤمن القوي، ليشارك في بناء الامة، ويشارك في التنافس الحضاري القائم بين مختلف الحضارات. وبذلك تقدم الجماعة، الاسلام بديلاً حضارياً للعالم.[9]


وتدرك الجماعة ان اهدافها هذه، لن تتحقق الا ببناء الفرد المسلم، والاسرة المسلمة، عقائديا واخلاقياً وحركياً، حتى يمكن الوصول الى مجتمع اسلامي، تظلله عدالة سماوية، تفوق العدالة البشرية. على ان يحمي هذا المجتمع، نظام يسوده العدل والحرية والامن والرخاء والمساواة والامان. ونظام يدعو الى التحرر من التبعية السياسية، والعسكرية، والاقتصادية. ويقيم علاقاتة الدولية على اساس المسالمة والمودة بينه وبين من لا يحاربونه، ولا يحادونه، ولا يؤذون رعاياه من المسلمين. ونظام، يرى كذلك، ان حقوق الإنسان وحريته يجب ان تنبع من روح واساس النظام نفسه، فيكفل بذلك فتح المجال لتعدد الاراء، والاجتهادات، وحرية الصحافة، وحق التعبير، وحرية الكلمة، المسموعة، والمقرؤة.[10] ونظام سياسي يتم تبادل السلطة فيه سلمياً، كما يتم فيه الفصل بين السلطات التشريعية والتنفيذية والقضائية.[11]


ثم نظام يضمن التكافل الاجتماعي، والعدالة الاجتماعية، التي ترفض ان تكون هناك شخصية او اسرة او جهة او قبيلة او جماعة مقدسة فوق القانون . بل يكون، لجميع المسلمين، حقوق وتبعات متساوية بدون تمييز، بالاضافة الى حماية حرية العقيدة وحرية العبادة حتى لغير المسلمين، مع ضمان وحماية حق المواطن في الثروة العامة.[12]


خطابها

ركز خطاب "الجماعة الاسلامية الليبية" على تاريخ الإسلام ومسيرته المعاصرة في ليبيا. واهتمت الجماعة بمحنة الاسلام والمسلمين فى ليبيا، ودعمت وتعاطفت مع مواقف الاحزاب والجماعات والتيارات والشخصيات الاسلامية، كالشهيد الشيخ "محمد البشتي" والشهيد الشيخ "المبروك غيث المدهون" والشهيد "محمد مصطفى رمضان" والشيخ "الطاهر الزاوي" والشيخ "علي يحيي معمر" وابنائه.

بالاضافة الى تعاطفها مع منتسبي التيارات الاسلامية الاخرى، كحزب التحرير، وجماعة الدعوة والتبليغ، وغير ذلك من التيارات الاسلامية . كما ركز خطاب الجماعة على عالمية الاسلام، عبر استعراض ساحات العمل الاسلامي في العالم.


وابرزت الجماعة الاسلامية الليبية، على صفحات صوتها الرئيسي مجلة "المسلم"، قضايا حساسة للغاية كالـ"الحل الاسلامي" و"الصحوة الاسلامية" و"تبعية الامم" و"حملة الغرب على الاسلام" و"سقوط الخلافة" و"الماسونيه" و"الاستشراق" و"فقه الدعوة" و"مفهوم الدولة فى الاسلام" و"اركانها" و"خصائصها" و"اهدافها" و"غاياتها" و"وظيفتها"، وغطت، اخبارياً وتحليلياً، مسيرة الجهاد والمجاهدين في فلسطين وأفغانستان والشيشان وكشمير وليبيا، بالاضافة الى قضايا الاسلام في المغرب وتونس ومصر والسودان وغيرها من بلاد الاسلام.


وتطرقت الى ممارسات الانظمة ضد الاسلام والاسلاميين، وحاربت، فوق ذلك، الاتجاهات المضادة للاسلام والمسلمين، كالاشتراكية والشيوعية والقومية وغيرها من الافكار والمناهج والاتجاهات.


ونشر اعلام الجماعة ابحاث ومقالات ومقابلات لقيادات وعلماء واساتذة الاخوان المسلمين، كالشهداء "حسن البنا" و"سيد قطب" و"عبد القادر عودة" والشيخ "أبوالأعلى المودودي" و"عمر التلمساني" و"يوسف العظم" رحمهم الله جميعاً. فطرحت افكارهم، وآراءهم، وقدمت لكتبهم، على صفحات "المسلم"، وخاصة "في ظلال القرآن" للشهيد "سيد قطب" و"الاسلام بين جهل ابنائه وعجز علمائه" للشهيد "عبد القادر عودة" و"ماذا خسر العالم بانحطاط المسلمين" لـ"ابي الحسن الندوي" و"الماسونية" و"الاسلام فكرة وحركة وانقلاب" للاستاذ "فتحي يكن". ونشرت الجماعة، بجانب ذلك، مقابلات عديدة مع قيادات ومفكرين وكتاب وعلماء اسلاميين، لا ينتمون لجماعة الاخوان المسلمين.


تطور خطاب الجماعة

سيطر على خطاب الجماعة في اواخر السبعينيات الصوت الوعظي المباشر. ثم قللت الجماعة من ذلك في اواسط الثمانينيات واواخر التسعينيات ورجحت، بدلا من ذلك، الجانب السياسي، بالاضافة الى فتح ابواب مطبوعاتها امام تنظيمات وشخصيات ذات فكر ومنهج ورؤى تختلف عن فكر ومنهج ورؤى الاخوان المسلمين.[13]


اما خطاب الجماعة تجاه الاحزاب والجماعات الاسلامية الاخرى، كالتحرير والتبليغ والتيار الجهادي، وغيرها من الهيئات، والشخصيات الاسلامية، فقد كان خطاباً موضوعياً يغلب عليه مزيج من المباركة والتعاطف، ولكن دون تبني وسائل واساليب تلك الاحزاب والجماعات والشخصيات.


ويمكن لمس ذلك من خلال التغطية الاخبارية الايجابية، لمحن ونشاطات وتحركات منتسبي التيار الاسلامي الليبي باختلاف اتجاهاتهم ومناهجهم. ويظهر ذلك ايضاً، عبر مشاركة تلك الجماعات والافراد الامهم ومعاناتهم مادياً ومعنوياً. وكانت الجماعة، بالرغم من هذا التعاطف، حريصة على توضيح وجهة نظرها الخاصة، وبما يناسب منهجها، كلما تطلب الامر ذلك. وتعتبر الجماعة الاسلامية متعاطفة مع شباب الجهاد في "محنتهم" و"الامهم" و"معاناتهم". ولكن الجماعة تصر على ان لها رؤية مختلفة في امر الجهاد. فهي ترى ان الجهاد واجب يحتاج الى اعداد وتنظيم دقيقين، ويحتاج كذلك الى تحريك كافة القوى السياسية والاعلامية والمادية والبشرية والعسكرية المتاحة لدعم الجهاد، والقيام بمتطلباته، بل ترى الجماعة ان دراسة النتائج التي قد تترتب على القيام بالعمل المسلح ضد النظام، هو امر لا يقل اهمية عن الجهاد نفسه.


وللجماعة مجال متسع للتعامل مع التنظيمات السياسية الاخرى التي لا تتبنى الاتجاه الاسلامي، ولكنها تؤكد في كل مناسبة، انها ذات غايات ووسائل غير محدودة باسقاط النظام[14] . وتحذر من التعاون، ثم من التورط، مع دول وانظمة قد تكون هي التي جاءت بالنظام الحالي، او هي التي تدعمه وتسانده على الاقل، وتحذر الجماعة من محاولة استغلال او استعمال التنظيمات الاخرى، ولو في مرحلة معارضتها للنظام، كورقة ضغط في ايدي دول وحكومات اخرى . كما تحذر، في خطابها السياسي، من تورط المعارضة مع دول وانظمة، قد تورط ليبيا في تبعية للشرق او الغرب، فتخرج ليبيا من مأزق، لتقع في مازق اعقد منه.


من عوائق الجماعة الاسلامية الليبية

تقفز صعوبة التوفيق بين العالمية والقطرية، على قائمة العوائق التي تواجه، او قد تواجه، الجماعة الاسلامية الليبية. ففي ظل انظمة تحارب الاسلام والاسلاميين، وتطعن في الدين، عقيدة وشعائر وسنن واحاديث، وتمارس التسلط والقهر ولاستبداد، وتهضم حقوق رعاياها، وتكتظ سجونها بالابرياء والمظلومين، وتحكم مواطنيها بالحديد والنار، في ظل انظمة مثل هذه، يزداد الضغط على الاخوان المسلمين كي يتفاعلوا مع الواقع، والا سيصبحون، في نظر الشعوب، جماعة تعيش في واقع لا يمت بصلة الى واقع مجتمعهم القطري، فتنعزل عن الناس ويصبح خطابها او صوتها اقرب الى الترف الفكري، منه الى الواقع العملي. وعلى الجماعة ان تصل الى معادلة ما، تجمع بين التفاعل مع الواقع القطري والتعامل معه، دون المساس بمنهجها واستراتيجياتها العالمية . ولعل الجماعة تحاول ان تفعل ذلك، كما قد نلمس من وراء تغيير اسمها من "الجماعة الاسلامية- ليبيا" الى "الجماعة الاسلامية الليبية".


والجماعة، من جهة اخرى، وبرغم دعوتها العالمية، لا يحارب منهجها مبدأ الوطنية، فقد تبنت مفهوم الوطنية حسب وجهة نظر الاخوان المسلمين . يذكر احد مسؤولي الجماعة الاسلامية، وعلى سبيل المثال، ان"القومية والوطنية هما من دعامات النصر اذا قاما على اساس العقيدة"[15]. بل تعتبر الوطنية، في فكر الاخوان المسلمين بصفة عامة، وفي فكر الجماعة بصفة خاصة "واجباً اسلامياً". تقول فقرات من مقال نشر في مجلة "المسلم" حول الوطن والوطنية: "ان المسلم وحده هو الوطني، وليس احد اولى منه بهذه الصفة، على اعتبار ان انقاذ اي جزء من وطننا الاسلامي الكبير، هو من صميم الاسلام". واذا كان احد دوافع العمل الوطني هو "حب هذه الارض وألفتها، والحنين اليها، والانعطاف نحوها، فذلك امر مركوز في فطر النفوس من جهة، مامور به في الاسلام من جهة اخرى، وان بلالاً، الذي ضحى بكل شىء في سبيل عقيدته ودينه، هو بلال الذي كان يهتف في دار الهجرة بالحنين الى مكة، في ابيات تسيل رقة وتقطر حلاوة تقول:



الا ليت شعري هل ابيتن ليلة بواد وحولي اذخر وجليل

وهل اردن يوما مياه مجنة وهل يبدون لي شامة وطفيل[16]


بل وجرى دمع الرسول صلى الله عليه وسلم حنينا الى مكة عندما سمع وصفها من اصيل وقال " يا اصيل دع القلوب تقر".


وتقول هذه الفقرات ايضاً "فلا شك ان المغتربين عن بلادهم يشدهم الحنين الى العودة الى تلك الارض الطيبة حيث الاهل والاحبة، وتشدهم العودة الى بيوت تربينا فيها والى مدن وقرى احتضنت طفولتنا وشبابنا، والى مساجد كنا نصلي فيها. ان هذا الحنين الى تلك الشمس الدافئة والهواء النقي وصوت المآذن مدوية "لا اله الا الله"، انه نفس الحنين الذي شد رسول الله صلى الله عليه وسلم الى مكة".[17] تلك كانت فقرات اوردتها كنموذج لما نشرته "المسلم"، لسان حال الجماعة الاسلامية الليبية، حول الوطن والوطنية بالرغم من طبيعة دعوتها العالمية.


اما العائق الرئيسي الاخر فيكمن في كثرة اعداء الاخوان المسلمين بصفة عامة واينما كانوا. فهم يطرحون مشروعاً يهدف الى تقديم الاسلام للعالم كدين ودولة، اي انهم يقودون بذلك صراعاً حضاريا، والصراع الحضاري لا يرتبط بجيل او زمن او عصر محدد، ولا يرتبط باحداث او وقائع انية . والاخوان المسلمون يورثون "فكرتهم" و"منهجهم" من جيل الى جيل، مما يحقق عامل الاستمرار (احد اهم عوامل التطور والنمو)، فيصنعون، بذلك، جسراً فكرياً وثقافياً يربط بين مختلف لاجيال. ولان قطع الجسور بين اجيالنا، وعزل ماضيها عن حاضرها ومستقبلها، ولو فكرياً او ثقافياً، من اهم استراتيجيات الغرب والشرق، حتى يبدأ كل جيل من الصفر، بدلاً من ان يكمل مشوار الجيل السابق له، فتنقطع بالتالي عوامل النمو والتطور، وتعود جماعتنا ومجتمعاتنا وبلداننا بل وامتنا الى الوراء، كلما حاولنا ان نتقدم خطوة، فلا تقوم لنا بذلك قائمة.


ادى الصراع الحضاري (عبر الربط الفكري او الثقافي بين الاجيال) الى كثرة، بل الى تكاثر اعداء الاخوان المسلمين اينما وجدوا، بما في ذلك ليبيا، فالجميع ينظر اليهم (او الى فكرتهم على اقل تقدير) كعدو "استراتيجي" لا كعدو "مؤقت"، مما اوجد اجماعاً على ضرورة محاربتهم وضربهم باستمرار، مارست تلك الجماعة نشاطات مضادة لتلك الانظمة، او لم تمارس، فاعداء الجماعة يتحسبون جداً من تاثيراتها المستقبلية.


ادى ذلك، وكنتيجة متوقعة، الى كثرة الضربات التي تعرض لها الاخوان المسلمون في العالم، دون ان يحملوا سلاحا، ودون ان يقاتلوا. فنسمع لذلك، ومن حين الى اخر، وبصورة دورية، عن حملة اعتقالات، تعرض لها الاخوان المسلمون، في قطر ما من اقطار العالم الاسلامي، دون سبب. ومن امثلة ذلك، الحملة التي تعرض لها الاخوان المسلمون في ليبيا، عقب احداث مايو 1984م، والتي اصطدمت فيها مجموعة فدائية تابعة "للجبهة الوطنية لانقاذ ليبيا" مع قوات النظام في ليبيا . تعرض الاخوان المسلمون بعد احداث باب العزيزية، الى اعنف حملة اعتقالات، صاحبها هجوم اعلامي مكثف، كهجوم عبد الناصر على تنظيم الاخوان، عقب المحاولة الوهمية لاغتياله والتي عرفت بمحاولة المنشية.[18] جرت تلك الحملة مع علم النظام وادراكه، ان "الجبهة الوطنية لانقاذ ليبيا" كانت وراء احداث مايو. اما الواقعة الثانية التي تثبت ان الجماعة مستهدفة باستمرار من الداخل والخارج، سواءً مارست الجماعة اعمال عنف او لم تمارس، فتتمثل في حملة الاعتقالات العنيفة التي تمت عقب محاولة الاغتيال التي تعرض لها معمر على يد "الجماعة الاسلامية المقاتلة- ليبيا" في يونيو 1998م، مع علم النظام وادراكه، مرة اخرى، ان التيار الجهادي وراء محاولة الاغتيال المذكورة.[19] مما يؤكد ان الجماعة على قائمة المطلوبين بصورة دائمة وان حملات الاعتقال تتم كلما تهيئت الظروف لذلك.



اصدارات

تصدر الجماعة الاسلامية الليبية مجلتها المركزية "المسلم" والتي نشر العدد الاول منها فى سبتمبر 1980م. وهي اول مجلة اسلامية ليبية تصدر ضد النظام العسكري. كما تصدر الجماعة نشرة دورية باسم "ليبيا.. لسان حال الشباب المسلم" بالاضافة الى عدة منشورات وبيانات ومطبوعات مختلفة اخرى. واصدرت الجماعة بجانب كل ذلك مجموعة من الاشرطة المسموعة والمرئية تحدثت فيها عدة شخصيات اسلامية ليبية، من بينها بعض الشيوخ والائمة الافاضل كالشيخ الشهيد "محمد البشتي" رحمه الله وشخصيات اسلامية اخرى تناولت قضية ليبيا من وجهة نظر اسلامية عبر محاضرات ودروس ولقاءات عامة مختلفة. كما اشترك منتسبو الجماعة فى ندوات ومؤتمرات ومحاضرات ومناظرات حول الاسلام والمسلمين في ليبيا، وذلك عبر لقاءات اسلامية عامة فى المساجد وفى مختلف انحاء العالم. وتبنت الجماعة الاسلامية، بجانب ذلك، نشر وتوزيع كتب اسلامية ليبية معاصرة، منها، على سبيل المثال، بعض فصول كتاب "الشعوبية الجديدة.. فصول في التاريخ والسياسة" للشهيد "محمد مصطفى رمضان" والذي نُشر في عام 1971م، فكان بذلك اول كتاب ينشر في ساحة الصراع الفكري بين النظام الحالي وخصومه السياسيين.


كما كان لمنتسبي الجماعة مشاركات عديدة حول محنة الاسلام والمسلمين، وتوضيح قضية الاسلام في ليبيا، وذلك عبر ادبيات ومطبوعات اسلامية غير ليبية، كمجلة "المجتمع" ومجلة "الدعوة"، ومجلة "الامل"، وصحيفة "الزيتونة"، واغلب المجلات والصحف الاسلامية تقريبا.


وبصفة عامة، وضعت "الجماعة الاسلامية الليبية"، لمساتها على المسيرة السياسية المعاصرة في ليبيا، عبر ترسيخ الاسلام السياسي كبديل حضاري ينافس البدائل الاخرى، فتكون قد ساهمت، مع غيرها من التنظيمات الاسلامية، بتقديم بديل لليبيا يحقق، حسب وجهة نظر الجماعة، الاستقرار السياسي ويحقق الامن والتقدم والامان لليبيا واهل ليبيا.



نماذج من شهداء ورجال الجماعة، والاخوان بصفة عامة

ضمت الجماعة الاسلامية الليبية عدة شخصيات قيادية هامة، كما ضمت، بالاضافة الى ذلك، عشرات من الشخصيات البارزة في المجال الفكري والسياسي، ممن بداوا حياتهم الفكرية والسياسية من داخل حلقات الجماعة، ثم قدر لهم ان يواصلوا نشاطهم السياسي بصورة مستقلة، او عبر قنوات اخرى. وساقدم في هذا المقطع، الشهيد الدكتور "عمرو خليفة النامي" والشيخ الشهيد "محمد بن غالي"، والشهيد "عبد الله الشيباني" والاستاذ "محمد رمضان هويسة" والشهداء "محمد المجراب" و"فرحات حلب" و"الشارف الغول"، كنماذج لشهداء الجماعة ورجالها.


الدكتور عمرو خليفة النامي


ولد الدكتور "عمرو خليفة النامي"، حسب اغلب المصادر، في عام 1939م، بنالوت بجبل نفوسة. وانهى دراسته الابتدائية والاعدادية بمدينة "نالوت". ثم انهى دراسته الثانوية في مدينة "غريان" . تخرج عام 1962م من كلية الاداب بالجامعة الليبية ببنغازي، قسم اللغة العربية. وحصل على درجة الدكتوراة في الدراسات العربية والاسلامية من جامعة كمبردج عام 1971م.


ويعتبر الدكتور عمرو النامي من القيادات الاسلامية البارزة. وقد نشط في مجال الدعوة الاسلامية وقام بتدريس مادة الثقافة الاسلامية في اوائل السبعينيات في جامعتي طرابلس وبنغازي . والدكتور النامي كاتب واديب وشاعر وباحث. وله عدة اعمال ثقافية وادبية رائعة من بينها كتاب عن "ظاهرة النفاق". كما كان رحمه الله يشارك في تنقية ووضع المناهج الدراسية في ليبيا كلما سنحت له الفرصة لذلك. كما نظم قصائد عديدة رائعة اشهرها قصيدة "اماه" وقصيدة "يا ليلة العيد"، وقد اوردت القصيدتين في الفصل الثالث من هذا الكتاب. عمل الشهيد في مجال التدريس في اليابان وامريكا. واعتقل خلال اعوام 1971 و 1973م و1974م و1981م، ثم اعتقل مرة اخرى في1984م.. ثم انقطعت اخباره منذ 1986م.[20]


الشيخ محمد محمد بن غالي

احد الرموز الاسلامية البارزة في ليبيا. ولد الشيخ "محمد محمد بن غالي" في 6 ديسمبر 1946م، في منطقة سوق الجمعة، وهي ضاحية من ضواحي مدينة طرابلس، وحفظ القرآن الكريم فى صغره، ودرس المرحلتين الاعدادية والثانوية بالمعهد الديني بطرابلس. ثم التحق بالجامعة الاسلامية بالبيضاء، وتخصص في اللغة العربية والدراسات الاسلامية. تخرج بتفوق وعين معيداً في كلية التربية بجامعة طرابلس. اوفد الى جامعة الازهر الشريف بالقاهرة، حيث حصل على درجة الماجستير، وكان عنوان رسالته "ابن الاثير واثره فى الاسلام". عاد بعدها الى طرابلس ليعمل استاذاً فى كلية التربية بجامعة طرابلس. ثم اوفدته الجامعة في يناير 1975م، الى الولايات المتحدة الامريكية، لتحضير الدكتوراة فى الادب المقارن. وقد كانت له مشاركات عديدة هامة فى المؤتمرات الاسلامية والوطنية.


انتظم في جماعة الاخوان المسلمين في طرابلس عام 1959م. وساهم في تأسيس الجماعة الاسلامية الليبية في 1979م. مثل الجماعة في الكثير من المؤتمرات والندوات الاسلامية والعربية والليبية، ومثلها ناطقاً رسميا في مناسبات اخرى . استلم رئاسة تحرير مجلة "المسلم"، وشارك كعضو في مجلس الشورى وعضو المكتب التنفيذي للجماعة، كما ساهم في العديد من الدورات الشرعية واللغوية، وكان المرحوم متحدثاً صريحاً جاداً، وجندياً مخلصاً متواضعاً. وكان شرساً مع الظلم والظالمين، صلباً في الحق، عنيفاً مع اعداء الله ورسوله. توفي الشهيد رحمه الله في اخر ليلة من شهر رمضان المبارك من عام 1416هـ الموافق 20 فبراير1996م، وذلك حوالي الساعة العاشرة مساء، اثناء عمله فى مدينة "لوس انجلوس"، وكان قد ذهب الى عمله في تلك الليلة، بعد امامته لصلاة التراويح التي ختم فيها القرآن الكريم فى منطقة "اورانج كاونتي" بمدينة "لوس انجلوس". وشيعت جنازته في4 شوال 1416هـ الموافق 23 فبراير 1996م، بعد صلاة الجمعة، وقد حضر مراسم الدفن مئات من المسلمين من اصدقاء ومحبي الشيخ من مناطق مختلفة.[21]


عبد الله محمد الشيباني


اتم الشهيد عبد الله محمد الشيباني، رحمه الله، تعليمه الجامعي في ولاية اكلاهوما بالولايات المتحدة الامريكية، وكان دور الشهيد بارزاً في الدعوة الى الله، بين صفوف الطلبة الليبيين والعرب في تلك الولاية، ثم اتسع دوره مع تأسيس الجماعة الاسلامية الليبية ليغطي الساحة الامريكية، متنقلاً بين ولاياتها، داعياً الى الله، وداعياً أبناء الوطن الى ضم الصفوف وتوحيد الجهود في سبيل الله تعالى. وحين نادى منادي الجهاد في افغانستان، كان من اوائل الملبين، فقد ساند الجهاد الافغاني، من خلال مؤسسة الرعاية الانسانية العالمية، التي انشأها، ثم شارك في الجهاد بنفسه، وعاد بعدها الى ارض الوطن ليواصل عطاءه في الدعوة الى الله بالموعظة الحسنة، فكان ان كافأه الظلمة بأن اودعوه مع اخوانه السجون والمعتقلات بالرغم من ظروفه الصحية، التي اخذت تسوء تدريجياً، بسبب انعدام الرعاية الطبية التي حرم منها طيلة مدة سجنه، والتي امتدت ثلاثة سنوات (من عام 1998م الى عام 2001م) . كان الشهيد رحمه الله صلباً في الحق، لا يداهن، ولا يجامل، وكان صادق اللهجة، لم يخالف لسانه قلبه. وقد قضى نحبه صابراً في سجون النظام في ليبيا مساء يوم الخميس 7 ذو القعدة 1421هـ الموافق 1 فبراير 2001م (عن نعي للشهيد اصدرته الجماعة الاسلامية الليبية في 10 ذي القعدة 1421هــ الموافق 24 فبراير 2001م).


محمد رمضان هويسة


ولد الاستاذ "محمد رمضان هويسة" فى مدينة الزاوية بليبيا، فى عام 1934م. ونال تعليمه الابتدائي والاعدادي في مدينة الزاوية، وواصل تعليمه الثانوي في مدينة طرابلس. التحق بالجامعة الليبية ببنغازي، وتخرج من كلية الادآب عام 1960م. عمل بالسلك الدبلوماسي بالمملكة الليبية، وتنقل بين عدة وظائف بوزارة الخارجية، حتى اصبح قائماً بالاعمال في سفارة ليبيا لدى المملكة المغربية حتى سنة 1965م. وكان له الفضل فى ربط العلاقات الاخوية بين ليبيا والمملكة المغربية في ذلك الوقت. واستقال قبل الانقلاب العسكري بفترة. سجن لمدة عامين تقريبا . امتهن التجارة الحرة، فأسس الشركة الليبية المغربية للمقاولات. واقام في المغرب الى ان وافته المنية في "شيكاغو" بالولايات المتحدة الامريكية في 14 اغسطس 1983م . ولم يوافق النظام على دفن جثمانه في ليبيا فدفن بمقابر الشهداء بمدينة الدار البيضاء. وقد كان الاستاذ "محمد رمضان هويسة" من الوجوه الاسلامية البارزة في ليبيا.[22]


محمد ابراهيم المجراب


ولد الشهيد "محمد ابرهيم المجراب" عام 1950م بمدينة مصراتة. وهو من سكان مدينة بنغازي. انضم الى الجماعة الاسلامية الليبية، واعتقل اثر احداث مايو 1984م (احداث باب العزيزية) وكان يعاني من مرض السكر. قتل داخل المعتقل. وفي نوفمبر1990م استلم ولداه جثته.[23]


فرحات حلب


ولد الشهيد في مدينة زواره عام 1958م. تلقى تعليمه الابتدائي والاعدادي والثانوي في مدينة زواره. نال الشهادة الثانوية في عام 1977م. التحق بكلية الهندسة جامعة طرابلس. غادر البلاد في بعثة دراسية إلى الولايات المتحدة الامريكية على حساب الهيئة العامة للحديد والصلب. اكمل دراسته الجامعية في خريف عام 1984م. وعاد إلى ليبيا بعد تخرجه. أعتقل بعد احداث باب العزيزية، استشهد في10 يونيو 1984م بمدينة زوارة.[24]


الشارف الغول


والشهيد الشارف الغول من سكان سوق الجمعة بطرابلس. تخرج من كلية العلوم الجامعة الليبية قسم الجيولوجيا. نال شهادة الماجستير من جامعة اوهايو . اعتقل في سبتمبر 1983م، واعدم في مارس 1986م في السجن بعد ان نال من التعذيب ما نال.[25]


الصالحين بن سعود


ولد المرحوم الصالحين بن سعود بمدينة درنة عام 1921م. تلقى تعليمه في نفس المدينة. انضم لجمعية عمر المختار، وتعرف على فكر الاخوان المسلمين في اواخر الاربعينيات. كان رئيساً لنادي الاتحاد الرياضي الثقافي الاجتماعي . وكان مسؤولاً عن لجنة نصرة الجزائر بمدينة درنة. تعرض للاعتقال عدة مرات. كان شخصية اجتماعية مرموقة تتصف بالتقوى والصلاح. توفي رحمه الله في 5 ذي القعدة 1419هـ الموافق 21 فبراير1999م بمدينة درنة.[26]



اعتقال جماعي [27]

اعتقل في يوليو1998م، العشرات من خيرة شباب ليبيا، بتهمة الانتماء الى تنظيم الاخوان المسلمين، وبعد اربع سنوات، وبالتحديد في 16 فبراير 2002م (قبل عيد الاضحى المبارك بستة ايام فقط) صدرت ضدهم احكام قاسية جداً، شملت الحكم بالاعدام على اثنين، وبالمؤبد على 73، وبالسجن لمدة عشر سنوات على 11 معتقل. وقد اطلق سراح المجموعة في مارس 2006م، بعد تطورات عديدة سنشير اليها والى تطور خطاب الجماعة بصفة عامة في عمل اخر باذن الله. وفيما يلي قائمة المعتقلين مع منطوق الحكم ضد كل منهم كما نشرتها الجماعة الاسلامية الليبية.


دكتور سالم محمد ابو حنك (استاذ الكيمياء- جامعة قاريونس/اعدام)

دكتور عبد الله احمد عز الدين (استاذ الهندسة النووية- جامعة طرابلس/اعدام).


الحكم بالمؤبد على كل من:


دكتور عبد الله محمد شامية (استاذ اقتصاد بالجامعة ورئيس مركز البحوث الاقتصادية)، الدكتور عبد اللطيف كرموس (كلية الزراعة)، دكتور رجب امحمد الجروشي (استاذ الهندسة المدنية)، دكتور سليمان علي ختروش (استاذ الهندسة المدنية)، دكتور عبد المنعم الحصادي (استاذ الكيمياء)، مهندس خالد الهاشمي الزروق (مهندس واعمال حرة) فيصل الصافي (مهندس/الخطوط الجوية الليبية)، محمد فرج القلال (محاسب)، رمضان محمد الكور (فني خراطة)، عياد محمد المهدي (مدرس)، احمد المقطوف دنس (مدرس)، كمال رمضان الوش (مهندس طيران)، مختار عبد الله المحمودي (مهندس طيران)، د. سليمان الفاندي (استاذ في قسم الحاسوب/كلية الهندسة)، صلاح عمر الشامخ (معيد بكلية العلوم)، طارق احمد بو زريبة (مهندس كمبيوتر)، طاهر عبد القادر الثني (اعمال حرة )، محمد ابراهيم التائب (امام وخطيب مسجد)، محمد امحمد الزياني (مهندس)، احمد عبد الله السوقي (مهندس)، حامد نصر بشير الورفلي (مدرس)، عبد الرحمن سالم والي (مدرس)، محمد حسن صوان (مدير شئون ادارية)، علي الصادق الهوني (ماجستير هندسة)، د. عبد الباري علي الهادي العروسي (هندسة تأكل)، صالح فرج المسماري (موظف)، د. جمال فضل الله الماجري (طبيب بيطري)، عبد القادر محمد حمد الاجطل (مهندس اجهزة دقيقة)، عبد الفتاح بركة محمد الاوجلي (مهندس)، عوض بركة محمد الاوجلي (مهندس زراعي)، محمد المبروك الريان (مهندس زراعي)، بشير سليم الورفلي (مدرس ومحفظ قرآن)، فوزي ونيس القذافي (مهندس اتصالات)، نوري ونيس بالنور (طالب كلية الاقتصاد/امام مسجد ومحفظ قرآن)، فرحات مصطفى الهوني (اخصائي معامل هندسة)، مهندس عمر مفتاح السلاك (مبرمج شركة الخليج العربي للنفط)، د. عبد السلام بن خيال (استاذ الكيمياء العضوية)، نور الدين علي جويلي (موظف شركة الخليج العربي للنفط)، فوزي بشير بو كتف (مهندس شركة الخليج)، خالد محمد شعيب، (مهندس مدني)، عبد الله محمد المعداني، كمال الدين رمضان، احمد مفتاح ارفيدة (مدرب طيران)، عوض عاشور الحدودي، صلاح علي الزروق (مهندس مدني)، احمد حسن كشلاف (مصنع الحديد والصلب)، عبد الكريم عبد المقصود الحوتي (عامل)، محمد فتحي امبيق، عمر محمد بن طاهر الزوي، صالح محمد ابراهيم الزوي، عيسى عبد الحميد الزوي (مهندس مدني)، شريف محمد الشيخي (طالب طب)، الصالحين عبد الله المهدوي (محاسب)، عبد السلام علي اشيفني، فرج حسين الضراط (مدرس)، محمد حسين بالرأس علي (معيد بكلية الاداب)، خليفة حسن الجهاني (اعمال حرة)، عبد الحكيم احمد بادي( مهندس)، علي السنوسي المسماري (بكالوريوس اقتصاد)، مختار عبد المجيد الماني (مهندس ميكانيكي)، د.عبد الرحمن اليباني (طبيب بشري)، سفيان عبد الغني العبيدي (كلية الاقتصاد)، علي سالم العباني، صالح محمد دخيل (مهندس ميكانيكي) عبد الحفيظ سويسي (مدرس)، عثمان علي بن صريتي (تاجر)، فوزي محمد نتفة (ماجستير قانون)، ابوبكر رمضان المقرحي (موظف)، خليل علي البكوش (مهندس مدني) علي ابوبكر الصغير(مهندس كمبيوتر)، طارق الطاهر النعاس (مهندس ورجل اعمال)، ناصر عبد السلام كشلاف (اعمال حرة)، عمر الورفلي (موظف).


وبالسجن لمدة عشر سنوات على كل من:


اكرم يوسف العبيدي (طالب طب)، احمد محمد ابراهيم زائد (موظف)، احمد عمر بالطيب (طالب طب)، محمد اشرف فرج فنوش، حمد عبد السلام الفارسي (طالب طب)، انيس حسن القويضي (طالب طب)، محمد صلاح الدين ابو النجا(طالب طب)، عمر علي المقوب (طالب كيمياء)، يوسف سليمان بوشعالة (طالب هندسة)، نزار ميلاد كريكش (طالب طب)، حمدي عبد الهادي الديهوم (طالب علوم اجتماعية ومحفظ قرآن).



الحركة الاسلامية الليبية

برزت الحركة الاسلامية الليبية في اوائل الثمانينيات، بالرغم من ان فكرتها تعود الى السبعينيات. وقد اتحد في اوائل الثمانينيات الاخوان المسلمون الليبيون مع عناصر اسلامية ليبية لا تنتمي الى الاخوان المسلمين، واسسوا معاً عملاً اسلامياً موحداً تحت اسم "الحركة الاسلامية الليبية". ثم انقسمت الحركة الى مجموعتين استمرت احداهما تحت اسم "الجماعة الاسـلامية- ليبيا" التي اصبحت "الجماعة الاسلامية الليبية" ثم "جماعة الاخوان المسلمون" حاليا، بينما واصلت المجموعة الاخرى العمل تحت اسم "الحركة الاسلامية الليبية".


ويذكر الشيخ "محمد بن غالي" رحمه الله، ان سبب انفصال "الجماعة الاسلامية الليبية" عن "الحركة الاسلامية الليبية" هو الاختلاف فى اسلوب العمل لا في اهدافه.[1]


ويركز منهج الحركة الاسلامية الليبية على الواقع القطري. كما تتميز الحركة، حسب طرحها النظري، بالانفتاح على الجماهير، والابتعاد عن "النخبوية"، وتميل بناء على ذلك، الى علاج قضايا يومية معاصرة، كما تقلل من خطاب الوعظ والارشاد، مقابل التركيز على الجانب الفكري.


ويسيطر الصوت الجماهيري، بجانب ذلك، على خطابها، فالحركة، ربما تكون، اكثر مرونة، من غيرها من الحركات الاسلامية الليبية، فيما يخص الانضمام الى صفوفها. وهي ايضا، وربما نتيجة لما سبق، اقل تشددا فيما يخص انفتاحها الثقافي والسياسي على الهيئات والتنظيمات الاخرى. كما ان ارتباطها بالقطرية، تنظيميا وليس فكريا، امتن واقوى من ارتباطها بالعالمية. وربما تقترب منطلقات ووسائل واساليب الحركة من منطلقات ووسائل واساليب الجبهة القومية السودانية وحركة النهضة في تونس وبالذات فيما يخص الانتشار الافقي للحركة.


واود ان اتوقف هنا عن الحديث عن الحركة الاسلامية الليبية، بنية العودة اليها، ان شاء الله، من زاوية تختلف عن الزاوية التي تناولت بها الحركة سابقا. وحتى ذلك الحين، يكفي القول: ان اطروحات "الحركة الاسلامية الليبية" ما زالت تصلح (كمنطلق او كفكرة) لتأسيس وبناء وتنمية واحياء حركة اسلامية مستقلة حاليا، او بعد اسقاط النظام القائم . فهي كفكرة ومنهج ومنطلق لم تمت، بل لا زالت تحمل عوامل البناء والاستمرارية والنجاح والتطوير.



المراجع:

1- مقابلة مع المرحوم الشيخ محمد بن غالي أجراها د. فتحي الفاضلي

2- المسلم/ العدد 22/ السنة السادسة/جمادي الاولى- جمادي الثانية 1406هـ/ يناير- فبراير 1986م/ ص 2 (الغلاف الداخلي ).

3- طريق النصر/الدكتور رشيد المنتصر/المسلم/ العدد 27/ محرم- صفر 1412هـ/ اغسطس- سبتمبر 1991م/ ص14. 4- حوار مع الاستاذ عبد الله ابو سن/المسلم( نقلاً عن مجلة المجتمع)/العدد 28/ شعبان 1414هـ / يناير 1994م / ص 8- 11.

5- المجتمع المسلم.. سماته ونشأته/المسلم/شوال 1301 هـ/ ص30/السنة الاولى/غير مشار لرقم العدد / ب- كلمة المسلم.. ليبيا الى اين/المسلم/العدد 27/ ص 6 / محرم- صفر 1412هـ/ ج- لماذا نرفض وماذا نريد.. افتتاحية المسلم/المسلم/العددين الرابع والخامس/صفر- ربيع الاول 1401هـ/ ص3- 5/ د- اضواء على الحركة الاسلامية/المسلم/عدد محرم 1405هـ / ص27 / هـ - نحن ندعو الى عالم افضل / المسلم / غير مشار لرقم العدد / السنة الثانية / رمضان- شوال 1403هـ / يوليو- اغسطس 1982م/ ص 4.

6 - المصدر السابق.

7- المصدر السابق.

8 - المصدر السابق.

9- المصدر السابق

10- المصدر السابق.

11- المصدر السابق.

12- المصدر السابق.

13- انظر على سبيل المثال:المسلم/العدد31/ السنة 16/ محرم 1417هـ/مايو 1996م/انظر كذلك.. المسلم/ العدد 32/ السنة 16/ محرم 1417هـ / مايو 1996م 14- هذا هو طريقنا/المسلم/العدد 25/السنة السابعة/صفر- ربيع الاول 1408هـ/ اكتوبر- نوفمبر 1987م/ ص4.

15- طريق النصر/الدكتور رشيد المنتصر/المسلم العدد27/محرم- صفر1412هـ/ اغسطس- سبتمبر 1991م/ ص4-5.

16- انقاذ الوطن واجب اسلامي/المسلم/ربيع الاول- ربيع الثاني 1402هـ/ص11/السنة الثانية/غير مشار لرقم العدد.

17- المصدر السابق.

18- صحيفة الزحف الاخضر/ الاعداد الصادرة في 7 و14 و21 مايو 1984م.

19- تم القبض على العشرات من منتسبي الجماعة الاسلامية الليبية/انظر كذلك.. بيان من الجماعة الاسلامية المقاتلة بعنوان القذافي يفر والمجاهدون له بالمرصاد (البيان رقم 8)/صدر يوم الثلاثاء/21 شعبان 1417هـ/31 ديسمبر 1996م/نشر البيان تحت عنوان الجنوب: حرارة الجو وسخونة المواجهة / مجلة الفجر/ العدد 23/ رمضان 1417هـ/1997م/ ص14.

20- جذور الصراع في ليبيا / المؤلف/ ص 136/ انظر كذلك الانقاذ/العدد 45 شعبان 1415هـ/ يناير1995م /ص 22/ وانظر كذلك.. شؤون ليبية/العدد الرابع/خريف 1416هـ/1995م/الغلاف الخارجي الاخير

21- صحيفة الزيتونة/العدد 112/1 مارس 1996م/انظر كذلك.. بيان حول اغتيال الشيخ محمد بن غالي/اصدره المكتب السياسي للجماعة الاسلامية الليبية/وانظر كذلك.. الشيخ محمد بن غالي في سطور وكلمات تأبين للشيخ محمد بن غالي/المسلم/العدد 32/ محرم 1417هـ /مايو 1996م/ص9- 16.

22- صوت الطليعة / العدد 12/ يناير 1984م.

23- ليبيا/ نشرة دورية يصدرها الشباب المسلم الليبي / اوروبا / العدد الخامس / 15 فبراير 1991م.

24- بيان حول جرائم القذافي ضد الاسلاميين/المسلم العدد 18/ السنة الرابعة/رمضان/ شوال 1404هـ/ يونيو 1984م/ص39(الغلاف الداخلي الاخير). انظر كذلك نشرة الانتفاضة في ليبيا / العدد الاول / اكتوبر 1984م / ص6.

25- الانقاذ/ العدد 37/ ربيع الاول 1421هـ/ سبتمبر 1991م/ ص 100.

26- المسلم / العدد 33 / السنة 19/ ذو الحجة 1419هــ/ مارس 1999م/ ص11.

27- صفحة الجماعة الاسلامية الليبية (انترنت).

  • د. فتحي الفاضلي

· فتحي علي الفاضلي.

· ولد بمدينة درنة (ليبيا).

· اتم دراسته الاعدادية والثانوية في مدرستي "النهضة" و"شهداء يناير"

بمدينة " بنغازي.

· نال شهادة البكالوريوس من الجامعة الليبية بمدينة طرابلس.

· نال شهادة الماجستير في العلوم من جامعة "اوهايو"، بالولايات المتحدة الامريكية.

· نال شهادة الماجستير والدكتوراة، في التربية والعلوم، من جامعة ميزوري (بمدينة كولومبيا ولاية ميزوري)، الولايات المتحدة الامريكية.


Fathi Ali Fadhli

Born in Dernna, Libya.

Graduated of Junior and High Schools in Benghazi, Libya.

Received a B.S. from the College of Science, University of Libya at Tripoli.

Received a Masters of Science from Ohio University, Ohio, United States of America.

Received a Masters of Science in education from University of Missouri at Columbia, Missouri, United States of America.

Received his Ph.D. in education (Curriculum and Instruction) from the University of Missouri, at Columbia- Missouri, United States of America