الدكتور علي عبد اللاه يكتب : انتبهوا إلى معركة العقل الباطن

من Ikhwan Wiki | الموسوعة التاريخية الرسمية لجماعة الإخوان المسلمين
مراجعة ١٨:٤٠، ١١ مارس ٢٠١٥ بواسطة Attea mostafa (نقاش | مساهمات) (حمى "الدكتور علي عبد اللاه يكتب : انتبهوا إلى معركة العقل الباطن" ([edit=sysop] (غير محدد) [move=sysop] (غير محدد)))
(فرق) → مراجعة أقدم | المراجعة الحالية (فرق) | مراجعة أحدث ← (فرق)
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث
الدكتور علي عبد اللاه يكتب : انتبهوا إلى معركة العقل الباطن

بتاريخ : الجمعة 03 يناير 2014

الدكتور علي عبد اللاه

انتبهوا إلى معركة العقل الباطن تحاول أجهزة المخابرات دوما إعادة تشكيل وعى الناس واللعب في منطقة اللاوعي بحيث تتمكن من تمرير مجموعة من الفرضيات التي يراد لها بالإلحاح أن تتحول إلى حقائق . وعلى عكس السائد لدى الكثيرين من أن أجهزة المخابرات المصرية ضعيفة وهبله كما يراد التصوير لها على أساس أنها لا تستطيع الوصول إلى مصدر التسريبات بخصوص وزير الدفاع أو مثلا عجزها عن كشف غموض حادث رفح الذي استشهد فيها 16 جندي من جنودنا في رمضان قبل الماضي أو الترويج لوفاة السيسي ثم عودته وهكذا دواليك ، أو التسريبات التي يتحفنا بها عمرو أديب عن مواعيد وأماكن التفجيرات القادمة .

الواقع يؤكد أن نصائح شركة جلوفربارك التي تعاقد معها الانقلابيون باتت واضحة على الأرض اختفاء إعلامي للسيسي بقدر محسوب وظهور في توقيتات محددة وفعاليات إعلامية وإشاعات تديرها أجهزة المخابرات التي أؤكد لكم أنها ليست بالسذاجة التي يمكن للأفراد أن يتجاوزوها كما أن دولاب العمل فيها وهو يحتوى على ألاف الموظفين المدربين لا يصح بحال أن تكون شبكة رصد بمتطوعيها أو عمرو أديب بجلالة قدره اقدر منهم على التخفي والاختراق أو التوقع .

إنني لا أنفى التسريبات من حيث حدوثها أو إمكانية الاختراق ولكنى أقول أنها ليست مصدرها الغفلة أو الفشل في التوقع بل مصدرها هو الصراع المكتوم داخل أجنحة فيما تحاول مخابرات السلطة استثمار حدوثها ويتم توجيهها للعبث بمشاعركم ولا أنفى في ذات الوقت أنها تكبدهم خسائر فادحة على الصورة الذهنية لهم ولا أنفى الانشقاقات لأنها ممكنة الحدوث دوما لكنها في الجميع الأحوال سيتم احتواؤها قبل أن تؤدى إلى تضرر مصالح الراجل الكبير ؛

وفى عالم المخابرات والتخطيط الاستراتيجي يجب أن يتم عمل حساب لكل فرضية ويجب وضع كافة السيناريوهات على الطاولة ومحاولة إيجاد خطط بديلة لكل سيناريو … والمؤكد أيها السادة أنهم ليسوا عبطا ولكنى متأكد أنهم بيستعبطوا .

وهنا يبرز التساؤل حول طبيعة الرسائل الخفية التي يراد تمريرها وأمثلة لتقريب الصورة : أولا : حين تم تسريب رسالة مفادها ” إن الفريق السيسي يطلب أن يحصن موقعة في الدستور ليتمكن من العودة إليه حال فشله في انتخابات الرئاسة ” فان المخابرات تستثمر ذلك بالإيحاء والاستمرار في محاولة التأكيد إن الانتخابات القادمة ستكون نزيه بدليل إمكانية سقوط المرشح الحديدي الذي تقاتل كل الأجهزة من اجل فرضه ولو بالقوة.

ثانيا : استمرار الاختراقات الأمنية تستثمرها أجهزة المخابرات بأن تعطى رسالة إلى الداخل ( داخل الفريق الحاكم المتغلب بالقوة الأمنية ) إنكم لستم في أمان وهذا يؤد إلى مزيد من الالتفات حول الصنم ومزيد من الولاء للرجل القادر على حسم كل هذه الارتباكات والفوضى خاصة وان التسريبات ستطول الجميع لاحقا والكل سيصبح في مرمى نيران الثورة .

ثالثا :محاولة الإيحاء دوما بوجود خلاف بين الإدارة الأمريكية وإدارة الانقلاب تحاول التأثير في العقل الباطن بان هذا الحكم هو الحكم الذي سيقف بوجه الهيمنة الامبريالية الغربية والذي سيتمكن من إيقاف الإمبراطورية الأمريكية ؛ وهى صورة تدغدغ مشاعر المواطن البسيط الذي فرح بنموذج العزة والكرامة الذي أرساه الرئيس محمد مرسي خلال فترة حكمة ؛ ولذا فلا تتعجب حين تسمع كل فترة عن ضغوط أمريكية أو تهديد بقطع المعونة أو تقليص للعامين بالسفارة أو تحذير رعايا غربيين من السفر لمصر لان هذه الأمور وان كانت في ظاهرها تصب في مصلحة الثورة المصرية إلا أن حقيقة الأمر أنها تمثل نوع من أنواع الخداع الاستراتيجي وتنويم العقل الباطن للثوار المصريين.

رابعا : تصدير فكرة وجود انشقاقات داخل المؤسسة العسكرية قد يكون مفيدا مخابراتيا للعب بمشاعر وعواطف الثوار ورفع حد الطموح والأمل لديهم ومن ثم يتم تدمير الحالة المعنوية للثوار حين يصبحون على الاكتشاف المهم أن الديناصورات لا تتقاتل مع بعضها البعض لصالح الصغار وإنما يمكن أن تتقاتل لمصالحها هي فقط .

وهى مصالح يمكنهم الحصول عليها بالصفقات بينهم البعض من اجل التهام المزيد من الصغار وهى إستراتيجية معروفة في عالم المخابرات تسمى shake him down shake him up والخلاصة لا تصدقوا حدوث انشقاقات داخل الجيش ولا تصدقوا بيانات ما يسمى الضباط الأحرار داخل الجيش ولا تهرولوا خلف أخبار السيسي الذي مات حتى الآن أكثر من حسنى مبارك .

ولا تصدقوا الاختلافات أمام الكاميرات بين أعضاء الحكومة أو لجنة الخمسين ولا تصدقوا اختلاف الرؤى بين أعضاء جبهة الإنقاذ ولا تصدقوا الميدان الثالث فهو صنيعة مخابراتية هو وكثير من الواجهات إلى تصنع لحين استخدامها وقت الحاجة ولا تصدقوا أنكم بمظاهرات استمرت أكثر من ستة أشهر وقفتم حال البلد في حين أن مظاهرات سنة كاملة أيام الرئيس المنتخب كانت حقا دستوريا ولا تصدقوا أن النصر قد تأخر لمجرد إننا في الشارع منذ أشهر ولكن كلما طالت الفترة كلما زادة قدرتنا كثوار على التطهير واعلموا أنكم تحاربون سرطانا تمكن من جسد الأمة منذ 60 عاما.

لا تصدقوا إلا شيئا واحدا ؛ صدقوا أنفسكم فقط فانتم الرقم الصعب الوحيد الموجود على الأرض ؛ انتم فقط بصمودكم وتضحياتكم من ستكتبون التاريخ وتعيدون صياغة الواقع على الأرض ؛ وقديما قالوا : السيف الصدق انباءا من الكتب في حده الحد بين الجد واللعب أطمئنكم جميعا ليس هناك شيء مؤكد إلا انتم في الشارع وكل ما عداه وهم … لم ينجح الانقلاب ولكنه لم يسقط حتى الآن فهناك مجازر اللحظات الأخيرة وهناك ترتيبات ما قبل النهاية ..

استمروا في الصمود واعلموا انه قد تهزم الأنظمة بينما الشعوب لا تهزم قط د على عبد اللاه دبلوم التخطيط الاستراتيجي

المصدر