السماحة والتيسير في المعاملات

من Ikhwan Wiki | الموسوعة التاريخية الرسمية لجماعة الإخوان المسلمين
مراجعة ١٩:٠٢، ٢٠ ديسمبر ٢٠١٠ بواسطة Helmy (نقاش | مساهمات)
(فرق) → مراجعة أقدم | المراجعة الحالية (فرق) | مراجعة أحدث ← (فرق)
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث
السماحة والتيسير فى المعاملات



بقلم : الأستاذ.أحمد أحمد جاد


قال النبى صلى الله عليه وسلم (( رحم الله رجلاً سمحاً إذا باع وإذا اشترى وإذا اقتضى )) البخارى وابن ماجه والسمح : السهل الجواد ، وإذا اقتضى : طلب قضاء حقه بسهولة وعدم إلحاف وأعطى الذى عليه بسهولة وبغير مطل .. مع استعمال معالى الأخلاق وترك المشاحة وعدم التضييق على الناس فى المطالبة وأخذ العفو ..

ومن صور المسامحة :

1- إقالة النادم ، ففى الحديث (( من أقال مسلماً أقال الله عثرته )) أبو داود وابن ماجه .. وأقال أى وافق على نقض البيع ، وعثرته : خطيئته ، فإذا أراد المشترى رد المبيع على البائع وقبل البائع رده ، أزال الله عثرته يوم القيامة ، لأنه إحسان منه على المشترى . وعلى البائع أن يقيل النادم ..

2- إنظار المعسر والتيسير على الوسر ( وإن كان .... خير لكم ) البقرة : 280 وفى الحديث (( .. من سره أن ينجيه الله من كرب يوم القيامة فلينفس عن معسر أو يضنع عنه )) مسلم .. وعلى المدين أن يحسن فى قضاء الدين ، فمهما قدر على الأداء بادر إليه ولو قبل وقته وإن عجز فلينو قضاءه مهما قدر .. وفى الحديث (( من ادّان دينا ينوى قضاءه أداه الله عنه يوم القيامة )) الجامع الصغير ..

3- المسامحة فى المغابنة : يقال غبنه فى البيع إذا خدعه أو إذا نقصه .. عن جرير (( أنه ساوم رجلا بقرس ، فسامه الرجل 500 درهم ، فقال جرير : فرسك خير من ذلك ولك 600 حتى بلغ 800 ، فقيل له ما منعك أن تأخذها بـ 500 ؟ فقال جرير : لأنا بايعنا رسول الله r أن لا نغش أحداً )) المحلى لابن حزم ج 9 / 454 .. (( وكان عند يونس بن عبيد حلل مختلفة الأثمان ، ما قيمته 400 ، 200 فذهب إلى الصلاة وترك ابن أخيه فى الدكان ، فجاء أعرابى وطلب حلة بـ 400 فعرض عليه حلل من 200 فاستحسنها ورضيها فاشتراها فاستقبله يونس فعرف حلته فقال للأعرابى بكم اشتريت ؟ فقال بـ 400 فقال هذه ثمنها 200 فارجع حتى تردها ، فقال هذه تساوى فى بلدنا 500 وأنا ارتضيتها ، فقال يونس : إن النصح خير من الدنيا وما فيها ، ثم رده إلى الدكان ورد عليه 200 ثم عاتب ابن أخيه لعدم النصح والتربح ضعف الثمن )) السابق والغزالى فى الإحباء .. فهذا البيع تم بالتراضى لكن البائع لا يرضى إلا ما يرضاه لنفسه خشية لله .. هذه أخلاق فى المعاملات نفتقدها الآن !!

قال الغزالى : فمن قنع بربح قليل كثرت معاملاته واستفاد ربحاً كثيراً وبه تظهر البركة – الغزالى فى الإحياء ..

وإن المشترى إذا اشترى طعاماً من فقير محتاج فلا بأس ان يحتمل الغبن ويتساهل ويكون محسناً .