الكسب الحلال

من Ikhwan Wiki | الموسوعة التاريخية الرسمية لجماعة الإخوان المسلمين
مراجعة ١٦:٢٦، ٢٢ ديسمبر ٢٠١٠ بواسطة Helmy (نقاش | مساهمات)
(فرق) → مراجعة أقدم | المراجعة الحالية (فرق) | مراجعة أحدث ← (فرق)
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث
الكسب الحلال


بقلم:أ.أحمد أحمد جاد

ما أكل أحد طعاماً قط خير من عمل يده

جعل الله دار الدنيا دار الكسب والمعاش وأمر بالسعى فى طلب الحلال وجعله وسيلة للحصول على الرزق ( فامشوا فى مناكبها وكله من رزقه ) الملك : 15 ( وجلعنا لكم فيها معايش قليلاً ما تشكرون ) الأعراف : 10 ويجب على الإنسان أن لا ينشغل بالدنيا ويترك كسب الآخرة ولا يترك كسب الدنيا وينشغل بالأخرة ويقوم غيره على نفقته ومعاشه وفى الحديث (( ما أكل أحد طعاماً قط خير من عمل يده ، وإن نبى الله داود كان يأكل من عمل يده )) البخارى فى البيوع .

والحكمة فى تخصيص داود عليه السلام بالذكر أن اقتصاره فى أكله على ما يعمله بيده لم يكن من الحاجة لأنه كان خليفة فى الأرض ، وإنما ابتغى الأكل عن طريق الأفضل ، والحديث فيه : أن التكسب لا يقدح فى التوكل وفيه دليل على أنه أفضل المكاسب .. وإن تقوى الله تجلب الرزق والبركة .

والعكس : فإن الذنوب تحرم الرزق والبركة . وفى الحديث (( إن الرجل ليحرم الرزق بالذنب يصيبه .. )) أحمد وابن ماجه .. وإن كثيراً من التجار يهدف جمع المال بأى طريق ، والنفس تطمع فى المزيد ولا يملأ جوف ابن آدم إلا التراب . وفى الحديث (( ليس الغنى عن كثرة العرض ، ولكن الغنى غنى النفس )) البخارى ومسلم .

والغنّى من استغنى بما أوتى وقنع به ورضى ، ولا يحرص على الزيادة ، فالحرص على جمع المال يورطه فى رذائل الأمور وخسائس الأفعال لدناءة همته وبخله ويكثر من يذمه من الناس ويصغر قدره عندهم .. وفى الحديث (( ومن يستعف يعفه الله ومن يتصبر يصبره الله ومن يستغن يغنه الله .. )) البخارى ومسلم .. قال فى الفتح : ليست الفائدة فى عين المال وإنما لما يتحصل به من المنافع فإذا كثر عند المرء بغير تحصيل منفعة كان وجوده كالعدم وقى الحديث (( يقول الإنسان مالى مالى ، إنما له من ماله ثلاث : ما أكل فأفنى ، أو لبس فأبلى ، أو اعطى فأقنى وما سوى ذلك فهو ذاهب وتاركه للناس )) مسلم وأحمد .. والمال ابتلاء وفتنة ونعم المال الصالح للمرء الصالح .. والمقصود من التكسب الاستغناء عن الناس وإغناء الأسرة والأقارب وإفاضة المال على الإخوان والجيران وليس المقصود نفس المال وجمعه والتفاخر به .. والكسب الحرام لا يبارك الله فيه وإذا تصدق به فلا يقبل عند الله وإذا تركه لورثته كان ناراً عليه .. وليس المال دليل على حب الله . (( فإن الله يعطى الدنيا من يحب ومن لا يحب ولا يعطى الدين إلا لمن أحب فمن أعطاه الدين فقد أحبه )) رواه أحمد .

والكسب الحرام يسأل عنه صاحبه يوم القيامه (( لاتزل قدم ابن آدم يوم القيامة حتى يسأل عن خمس عن عمره فيم أفناه ، وعن شبابه فيم أبلاه وماله من أين اكتسبه وفيم أنفقه ، وماذا عمل فيما علم )) ؟ رواه الترمذى .