النجدة النجدة.. ديار الإسراء والمعراج تباد

من Ikhwan Wiki | الموسوعة التاريخية الرسمية لجماعة الإخوان المسلمين
مراجعة ١٧:٥٦، ٤ يوليو ٢٠١١ بواسطة Darsh10 (نقاش | مساهمات)
(فرق) → مراجعة أقدم | المراجعة الحالية (فرق) | مراجعة أحدث ← (فرق)
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث
النجدة النجدة.. ديار الإسراء والمعراج تباد

03-05-2010

بقلم: الشيخ محمد عبد الله الخطيب

أيها الحكام، أيها العرب، أيها المسلمون.. ماذا تريدون؟ وماذا تنتظرون؟

إنَّ الأمرَ جدٌّ لا هزلَ فيه، وحق لا باطل فيه، ومستقيم لا اعوجاجَ فيه، وهو أن محنة فلسطين وصلت إلى الحلقوم، وأن هناك منذ عشرات السنين مئات الآلاف من المسلمين بل الملايين يعيشون هذه المحنة ويرضون بما ينزل بهم ويتحملون الشدائد، وما زالوا يتحملونها، وينامون على الآلام ويستيقظون عليها، وما زالت الأخطار والآلام تُحيط بهم والضراء لا نهايةَ لها، وهم يحتسبون كل ذلك عند الله وحده، ومن أجل قضايا المسلمين، وما نزل بهم في كل مكان دمائهم أريقت بلا سبب إلا أنهم قالوا ربنا الله، والنساء أُهينت، وهم راضون في الضراء قبل السراء، وفي البأس والشدة قبل السعة.

نحن لا نعلمهم ولا نستطيع أن نحسَّ بآلامهم كما هي، لكنَّ الله يعلمهم فردًا فردًا، ويعلم ما ينزل بهم وهو سبحانه يرضى عنهم ويتقبلهم، وفي الحديث: "ما يصيب المسلم من نصب ولا وصب ولا همّ ولا حزن حتى الشوكة يشاكها في سبيل الله إلا كفَّر الله بها عن خطاياه".

وهذه وثيقة تاريخية نطق بها أحد رؤساء الولايات المتحدة الأمريكية في صراحةٍ أُرسلها إلى الحكام والزعماء والقادة العرب والمسلمون لعلهم ينظرون إليها فيغيروا نظرتهم إلى اليهود وإلى الصهيونية ويصدقون ما قاله الله ورسوله لهم، وهذه الوثيقة عمرها أكثر من مائة سنة تُبيِّن بوضوح أخلاق اليهود وطباع اليهود ومكر اليهود وكيد اليهود وخسة اليهود.. هذا الرئيس "بنجامين فرانكلين" يقول مخاطبًا الأمريكان يُحذرهم من اليهود.

"في عام 1789 ميلادية ألقى هذا الرئيس الأمريكي خطابًا جامعًا عند وضع دستور الولايات المتحدة الأمريكية جاء فيه ما يلي: "هناك خطر عظيم يهدد الولايات المتحدة الأمريكية؛ وذلك الخطر العظيم هو خطر اليهود"، ثم قال: "أيها السادة: في كل أرض حلَّ بها اليهود أطاحوا بالمستوى الخلقي، وأفسدوا الذمة التجارية فيها ولم يزالوا منعزلين لا يندمجون بغيرهم، وقد أدَّى بهم الاضطهاد إلى العمل على خنق الشعوب ماليًّا كما هو الحال في البرتغال وأسبانيا، ومنذ أكثر من 700 عام وهم يندبون حظهم السيئ، ويعنون بذلك أنهم قد طردوا من ديار آبائهم، ثم يقول: وهم طفيليات يعيش بعضهم على بعض، ولا بد لهم من العيش بين غيرهم من الشعوب ممن لا ينتمون إلى عرقهم، وإذا لم يُستبعدوا عن الولايات المتحدة- بنص دستورها- فإنَّ سيلهم سيتدفق إلى الولايات المتحدة في غضون مائة سنة إلى حد يقدرون معه أن يحكموا شعبنا ويدمروه ويغيروا شكل الحكم الذي بذلنا في سبيله دماءنا، وضحينا له بأرواحنا وممتلكاتنا وحرياتنا الفردية، ولن تمضي مائتا سنة حتى يكون مصير أحفادنا أن يعملوا في الحقول لإطعام اليهود، على حين يظل اليهود في البيوتات العالية يفركون أيديهم مغتبطين، وإنني أحذركم أيها السادة، إنكم إن لم تبعدوا اليهود نهائيًّا فلسوف يلعنكم أبناؤكم وأحفادكم في قبوركم، إن اليهود لن يتخذوا مثلنا العليا ولو عاشوا بين ظهرانينا عشرة أجيال، فإن الفهد لا يستطيع إبدال جلده الأرقط، إن اليهود خطرٌ على هذه البلاد إذا ما سُمِحَ لهم بحرية الدخول إنهم سيقضون على مؤسساتنا، وعلى ذلك لا بد من أن يُستبعدوا بنص الدستور" (راجع كتاب ملحمة فلسطين تأليف د. عدنان النحوي).

هذه الوثيقة من واحد من رؤساء الولايات المتحدة، عرف اليهود وحذَّر منهم، والمسلمون اليوم والأمس لو قرءوا القرآن وتدبروه لما احتاجوا إلى وثائق من أحد، ولا إلى توجيهٍ من بشر فإن نصف سورة البقرة الأول ركَّز على أخلاق اليهود وصفاتهم وموقفهم من أنبياء الله ورسله، ومن البشرية كلها، وما ورد في هذه السورة يكفى في التعريف الحقيقي باليهود فضلاً عما ورد في باقي الدستور القرآني، وكل كلام بعد كلام الله لا قيمة له، بل ولا وزن له.

لكننا أوردناه لأن الكثيرَ من المسلمين بعدوا عن القرآن، وشُغلوا بغيره.

وحديثنا في هذا المقال عن الدرة المغتصبة وهو حديث مؤلم يحزُّ في النفس، ويؤلم الإنسان أشد الألم، إذْ كيف تتخلى أمة عن جزءٍ منها بل هو القلب، والعدو الذي يتربص بها عدو لا نهايةَ لمطامعه والكل يعلم ذلك.

وقد جاء الصهاينة ليقولوا في وقاحةٍ وبجاحة: نحن أصحاب فلسطين، ولقد كانوا أصحاب فلسطين يومًا لكنهم قبل أن يكونوا أصحابها كانت ملكًا للعرب، وكانوا يسمون بالجبابرة كما نطق القرآن لموسى لما أمرهم بالدخول إليها ﴿إِنَّ فِيهَا قَوْمًا جَبَّارِينَ﴾ (المائدة: من الآية 22)، وهؤلاء العرب الأقدمون دمَّر الله عليهم، وحلَّ محلهم بني إسرائيل ثم جاء الإسلام، وفتح عمر بن الخطاب فلسطين فهي ملك للمسلمين إلى يوم القيامة، ووقف ثابت عليهم، وفيها من الذكريات ما لا يحتاج إلى حديث.

فدعوى اليهود التي رددوها وأقنعوا بها العالم، بأن فلسطين ملك لأجدادهم انتهت كل هذه الدعاوى بالفتح الإسلامي.

وبنو إسرائيل قبل دخول المسلمين إليها كانوا كما ذكر القرآن أفسدوا في الأرض وعلوا فيها فسلط الله عليهم (بختنصر) فهزم دولتهم، وهدم هيكلهم، وكتب الله عليهم كما أخبر القرآن كلما عادوا إلى الإفساد في الأرض يُسلِّط الله عليهم مَن يستأصلهم، وهم يؤمنون بذلك فقال: ﴿عَسَى رَبُّكُمْ أَنْ يَرْحَمَكُمْ وَإِنْ عُدْتُمْ عُدْنَا وَجَعَلْنَا جَهَنَّمَ لِلْكَافِرِينَ حَصِيرًا (8)﴾ (الإسراء)، وقد عادوا إلى الإفساد والقتل والنهب والسلب وسفك الدماء، وهنا يحل عليهم وعيد الله لهم، الذى يلازمهم كلما أجرموا وفسقوا، وهذه عقيدة عن كل مسلم، بل هي مذكورة عندهم في التوراة، وجاء في الحديث الصحيح: "تقاتلون اليهود فتقتلونهم، حتى يختبئ اليهودى وراء الشجر والحجر، فيقول الحجر: يا مسلم، يا عبد الله هذا يهودي ورائي تعالى فاقتله"، وبعض اليهود يقول: إن هذا الحديث بمعناه عندنا في التوراة، ولذلك دفعنا بكل ما نملك في سبيل تفريق المسلمين وإبعاد بعضهم عن بعض، وإثارة العداوات حتى لا يكونوا أمةً واحدة فعندها نكون قد انتهينا.

أيها العرب.. أيها المسلمون..

إن طبيعة الغدر في بني صهيون طبيعة متأصلة، وهي من خصائصهم، بني صهيون يعلمون جيدًا هذه الخصائص فيهم، قال تعالى فيهم: ﴿قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ هَلْ تَنقِمُونَ مِنَّا إِلاَّ أَنْ آمَنَّا بِاللهِ وَمَا أُنزِلَ إِلَيْنَا وَمَا أُنْزِلَ مِنْ قَبْلُ وَأَنَّ أَكْثَرَكُمْ فَاسِقُونَ (59) قُلْ هَلْ أُنَبِّئُكُمْ بِشَرٍّ مِنْ ذَلِكَ مَثُوبَةً عِنْدَ اللهِ مَنْ لَعَنَهُ اللهُ وَغَضِبَ عَلَيْهِ وَجَعَلَ مِنْهُمْ الْقِرَدَةَ وَالْخَنَازِيرَ وَعَبَدَ الطَّاغُوتَ أُوْلَئِكَ شَرٌّ مَكَانًا وَأَضَلُّ عَنْ سَوَاءِ السَّبِيلِ (60)﴾ (المائدة).

والآن أيها العرب.. أيها المسلمون.. ماذا تريدون؟ وماذا تنتظرون؟

هل يقنعكم أن تضحك عليكم "إسرائيل" وتخدعكم حين تقول: نحن نريد السلام؟ أي سلام هذا؟ سلام الجزارين.. سلام الذين قال عنهم القرآن: ﴿ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَالُوا لَيْسَ عَلَيْنَا فِي الأُمِّيِّينَ سَبِيلٌ﴾ (آل عمران: 75) فقتل غير اليهود عندهم لا شيء فيه، وتدمير ما يمتلكه غير الحسنة عندهم، وترويع الآمنين وكبار السن والأطفال والسيدات التي تمتلئ بهن السجون، أين السلام؟ وأين الأمان في عصابات لا تعرف إلا الدماء، ولا تفهم إلا عمل المذابح؟

وقد حدد أحد العلماء الأفاضل الأخطاء التي وقعت فيها الأمة العربية والإسلامية في تعاملها مع العدو الصهيوني، وهو الشيخ الدكتور القرضاوي، وهو غني عن التعريف، حصرها في ستة أخطاء:

1- حين اعتقدت الأمة أولاً أن القضية تخص الفلسطينيين وحدهم.

2- عندما اعتبرت أن السلام خيار إستراتيجي لا بديلَ عنه.

3- عندما اعتقدت أن إسرائيل قوة لا تُقهر.

4- الاعتقاد بأن أمريكا راعية للسلام، رغم أنها شريك كامل لإسرائيل.

5- تقديم سلسلة من التنازلات العربية في مسيرة السلام.

6- الاكتفاء بالرد على الأفعال بالأقوال.

وها نحن اليوم نرى بأعيننا في عالم الواقع أن المسجد الأقصى بات في خطر، وأن بني صهيون يحيطون به من كلِّ جانب لتدميره حتى الصلاة مُنعت فيه إلا على الشيوخ أحيانًا، وأن التهديدات أصبحت صريحةً وواضحةً، وأن الاستيطان يسير على قدمٍ وساق، كل هذه الأهوال والأفعال التي يفعلها اليهود ولا تتحركون ولا تشعرون بالخطر، ولا تحسون بالمصائب التي أصبحت مجسمةً أمام أعينكم، فهل غابت هذه الحقائق عنكم؟ وهي تنزل في كل يوم بأمة الإسراء والمعراج، متى تتحركون إذًا؟ ومتى تدركون الموقف؟ متى توحدون الصف أو الهدف؟ متى تقولون كلمة تدل على الحياة أو الحركة لصالح أمتكم؟

ويطالب علماء المسلمين بإلحاحٍ بعزل إسرائيل في المنطقة وإغلاق الأسواق العربية والإسلامية أمام المنتجات التي تأتي من الأعداء، ونؤكد الضرورة الملحة والمستعجلة في أن توحد الأمة صفَّها، وأن تكون كلمتها واحدة، وقراراتها ذات أثر، وأن تعمل جميعها على استخلاص حقوقها من بين فكيّ الأفاعي.

كما يجب وجوبًا على جميع الأمة أن تنقذ الحيارى والضعفاء الذين استذلهم اليهود، وساموهم سوء العذاب وطردوهم من أرضهم وديارهم وأموالهم، وأصبح حتى المرضى لا يجدون مَن يشفق عليهم أو يعالجهم.

والله العظيم.. ثلاثًا.. إنها لكوارث وعجائب وغرائب فوق التصور، لا يكاد الإنسان يصدقها، لولا أنه يراها ويعيش فيها، وينام ويصحو على آلامها.

أدركوا الموقف قبل أن تنزل الكوارث التي لا يعلم مداها إلا الله.

إن أمةَ الإسلام لن تموت بإذن الله إذا استيقظت اليوم قبل الغد قبل فوات الأوان، ماذا فعلت الحكومات العربية والإسلامية أمام أخطار التهويد وبسط النفوذ الصهيوني على المنطقة؟ وماذا فعلت الهيئات والبرلمانات ومجالس الشورى والجامعة العربية وكل التنظيمات في شتى بقاع العالم العربي والإسلامي؟ وماذا فعلت لجان القدس العربية إزاء قضية القدس المغتصبة وأمام هدم المسجد الأقصى؟

كانت هذه الحكومات قبل ذلك تعلن المواقف الرسمية وتراجعت بين الصمت وإعلان الاستنكار والشجب.

إن الموقف الآن على مستوى الساحة العربية والإسلامية يحتاج فورًا إلى قمة عربية إسلامية جادة تشطب التطبيع من قاموس الأمة وتقرر حشد كل ما يملكه العرب من إمكانات مختلفة لمحاولة إيجاد توازن يعمل العدو له ألف حساب أو على الأقل يضيق من سكرة الإجرام ويقف عند حده.

ولا شك فإن المؤسسات الدينية وغيرها التي لا حول لها ولا قوة الآن رغم أنفها لها دورها المأمول بالنسبة لدعوة جميع الأحزاب وجميع القوى الشعبية في كل مكان لكي نستيقظ لهذا الإجرام الصهيوني والصحف والمجلات وأجهزة الإعلام وكبار الكُتَّاب من الوطنيين والغيوريين فكل هؤلاء وغيرهم لهم دور وعليهم أن يقولوا للصهيونية الباغية المجرمة إن الأمة ما زالت قادرةً على العطاء والدفع والجهاد لإنقاذ الأمة من هذا العدو الذي طغى وبغى.

أيها الأحباب: إن معكم سلاحًا لا يُفل ولا تنال منه الأيام ولا الليالي، وهو الحق الذي قامت عليه السماوات والأرض، وأنتم تملكون هذا السلاح وهو أقوى سلاح وأمضى سلاح على ظهر الأرض، فاطرقوا أبواب الله بالدعاء وأكثروا من الطرق فإن الله عز وجل وعدنا بإجابة الدعاء ووعده حق.. فقال سبحانه: ﴿وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِي إِذَا دَعَانِي فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ (186)﴾ (البقرة)، قفوا بباب الله واخشعوا واطرقوا أبوابه واسألوه أن يزيل عنكم وعن إخوانكم هذا البلاء، وأن يرفع هذا العذاب الذي أحاط بأمة الإسلام، وهذه بعض أدعية مأثورة يُدعى بها، وكل مأثور يُدعى به.

1- دعاء سيدنا عمر- رضي الله عنه-: "اللهم اغفر لنا وللمؤمنين والمؤمنات والمسلمين والمسلمات، وألف بين قلوبهم، وأصلح ذات بينهم وانصرهم على عدوك وعدوهم، اللهم العن كفرة أهل الكتاب الذين يصدون عن سبيلك ويكذبون رسلك ويقاتلون أولياءك، اللهم خالف بين كلمتهم وزلزل أقدامهم وأنزل بهم بأسك الذي لا ترده عن القوم المجرمين".

2- "اللهم رب العالمين وأمان الخائفين ومذل المستكبرين وقاصم الجبارين، تقبل دعاؤنا وأجب نداءنا، اللهم إنك تعلم أن هؤلاء الغاصبين قد احتلوا أرضنا وغصبوا حقنا وطغوا في البلاد فأكثروا فيها الفساد"، "اللهم فرد عنا كيدهم وفل حدهم وأزل دولتهم وأذهب عن أرضك سلطانهم وخذهم ومن وادَّهم وعاونهم أو ناصرهم أخذ عزيز مقتدر.. اللهم ولا تدع لهم سبيلاً على أحد من عبادك المؤمنين".

اجتهدوا في كل الطاعات، خاصةً الدعاء؛ فإنه العبادة أو مخ العبادة، وعليكم بوقت السحر ثلث الليل الأخير.. ففي الأثر "دعاء السحر سهام القدر".. حفظكم الله ورعاكم وأعانكم فكونوا معه سبحانه يكن معكم وتمسكوا بحبله واعتصموا به يعزكم ويجمعكم على الخير.. آمين.


المصدر

اخوان اون لاين