تاريخ الإخوان المسلمون في حي السيدة زينب

من Ikhwan Wiki | الموسوعة التاريخية الرسمية لجماعة الإخوان المسلمين
مراجعة ١١:٤٣، ١٠ فبراير ٢٠١٤ بواسطة Ahmed s (نقاش | مساهمات)
(فرق) → مراجعة أقدم | المراجعة الحالية (فرق) | مراجعة أحدث ← (فرق)
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث
تاريخ الإخوان المسلمون في حي السيدة زينب

موقع إخوان ويكي (ويكيبيديا الإخوان المسلمين)

مقدمة

مسجد السيدة زينب

السيدة زينب، أحد أحياء القاهرة القديمة الشعبية. اشتق اسمه من وجود جامع السيدة زينب في الحي. ويعد هذا الحي من أهم الأحياء الشعبية في القاهرة.

كان يسمى سابقا حي جنوب متضمناً (حي السيدة زينب وحي الخليفة والمقطم). وفى إطار حرص محافظة القاهرة على تيسير الخدمات التي تقدم للجمهور عن طريق الأحياء وبناء على قرار السيد الدكتور/ محافظ القاهرة بضرورة فصل بعض أحياء المحافظة فقد تم تقسيم حي جنوب إلى حي السيدة زينب وحي الخليفة والمقطم عام 1998 ومن ثم أصبح يسمى بحي السيدة زينب ويعتبر حي السيدة زينب من الأحياء الشعبية العريقة والقديمة المكتظة بالسكان والعقارات القديمة وبه مسجد السيدة زينب والذي تم تطويره ليتناسب مع مكانته الدينية حيث يرتاده العديد من الرواد سواء من الأقاليم أو البلاد العربية والإسلامية. ويقع المسجد بميدان السيدة زينب وكان هذا المكان يعرف قديما في العصر المملوكي باسم خط السباع نسبة إلى قنطرة شيدها السلطان بيبرس البنقدارى " 658 هـ " على الخليج المصري الذي كان يمر من أمام المسجد وكان على هذه القنطرة رسم للسباع وهو شعار السلطان الظاهر بيبرس ،وقد تم ردم الخليج المصري عام 1898م ومع عملية الردم اختفت قنطرة السباع وظهرت واجهة مسجد السيدة زينب ومنذ ذلك التاريخ أي في نهاية القرن التاسع عشر بدأ يطلق على الميدان بل والحي بأكمله اسم السيدة زينب المدفونة داخل المسجد.

والسيدة زينب رضي الله عنها غنية عن التعريف فأبوها هو الإمام علي بن أبي طالب وأمها السيدة فاطمة الزهراء بنت الرسول صلى الله عليه وسلم الله عليه وسلم وجدتها لأمها السيدة خديجة بنت خويلد رضي الله عنها وشقيقاها هما الإمامان الحسن والحسين رضي الله عنهم جميعاً وقد سمي الحي بهذا الاسم نسبة إلى وجود مسجد وضريح السيدة زينب رضي الله عنها وأرضاها.

مع ذلك يرجح أن السيدة زينب الذي سُمي هذا الحي باسمها هي زينب بنت يحيى بن زيد بن علي بن الحسين بن أبي طالب، وهي التي دفنت في المشهد المجاور لقبر عمر بن العاص.


الإخوان في السيدة زينب

لقد كانت السيدة من أوائل الأماكن التي انتشر فيها الإمام البنا يدعو فيها إلى مفهوم الإسلام الصحيح العملي والوسطي، فبعدما انتقل للدراسة في كلية دار العلوم واستقر في القاهرة، وانطلق يدعو في المقاهي ليكون قدوة عملية لزملائه ويحكي الأستاذ حسن البنا في مذكرات الدعوة والداعية كيف حاول محاربة المفاسد في المجتمع عن طريق تكوين دعاة إسلاميين فيقول:

"ففكرت في أن أدعو إلى تكوين فئة من الطلاب الأزهريين وطلاب دار العلوم للتدريب على الوعظ والإرشاد في المساجد ثم في المقاهي والمجتمعات العامة، ثم تكون منهم بعد ذلك جماعة تنتشر في القرى والريف والمدن الهامة لنشر الدعوة الإسلامية.
وقرنت القول بالعمل فدعوت لفيفا من الأصدقاء للمشاركة في هذا المشروع الجليل كان منهم الأخ الأستاذ محمد مدكور خريج الأزهر وكان لا زال مجاورا حينذاك والأخ الأستاذ حامد عسكرية رحمه الله، والأخ الأستاذ أحمد عبد الحميد عضو الهيئة التأسيسية للإخوان المسلمين الآن وغيرهم كنا نجتمع في مساكن الطلاب في مسجد شيخون بالصليبة، ونتذاكر جلال هذه المهمة وما تستلزمه من استعداد علمي وعملي، وخصصت جزءا من كتبي كالإحياء للغزالي والأنوار المحمدية للنبهاني وتنوير القلوب في معاملة علام الغيوب للشيخ الكردي، وبعض كتب المناقب والسير، لتكون مكتبة دورية خاصة بهؤلاء الإخوان يستعيرون أجزاءها، ويحضرون موضوع الخطب والمحاضرات منها.

ويضيف قوله:

وجاء الدور العملي بعد هذا الاستعداد العلمي فعرضت عليهم أن نخرج للوعظ في المقاهي فاستغربوا ذلك وعجبوا منه وقالوا إن أصحاب المقاهي لا يسمحون بذلك ويعارضون فيه لأنه يعطل أشغالهم، وإن جمهور الجالسين على هذه المقاهي هم قوم منصرفون إلى ما هم فيه وليس أثقل عليهم من الوعظ فكيف نتحدث في الدين والأخلاق لقوم لا يفكرون إلا في هذا اللهو الذي انصرفوا إليه؟ وكنت أخالفهم في هذه النظرة وأعتقد أن هذا الجمهور أكثر استعدادا لسماع العظات من أي جمهور آخر حتى جمهور المسجد نفسه، لأن هذا شيء طريف وجديد عليه والعبرة بحسن اختيار الموضوع فلا نتعرض لما يجرح شعورهم، وبطريقة العرض فتعرض بأسلوب شائق جذاب وبالوقت فلا نطيل عليهم القول.
ولما طال بنا الجدل حول هذا الموضوع قلت لهم ولم لا تكون التجربة هي الحد الفاصل في الأمر فقبلوا ذلك وخرجنا فبدأنا بالمقاهي الواقعة بميدان صلاح الدين وأول السيدة عائشة ومنها إلى المقاهي المنتشرة في أحياء طولون إلى أن وصلنا من طريق الجبل إلى شارع سلامة، والسيدة زينب، وأظنني ألقيت في هذه الليلة أكثر من عشرين خطبة تستغرق الواحدة منها ما بين خمس دقائق إلى عشرة.
ولقد كان شعور السامعين عجيبا، وكانوا ينصتون في إصغاء ويستمعون في شوق وكان أصحاب المقاهي ينظرون بغرابة أول القول ثم يطلبون المزيد منه بعد ذلك، وكان بعض هؤلاء يقسم بعد الخطبة أننا لابد أن نشرب شيئا أو نطلب طلبات، فكنا نعتذر لهم بضيق الوقت، وبأننا نذرنا هذا الوقت لله فلا نريد أن نضيعه في شيء، وكان هذا المعنى يؤثر في أنفسهم كثيرا، ولا عجب فإن الله لم يرسل نبيا ولا رسولا إلا كان شعاره الأول "قل لا أسألكم عليه أجرا" لما لهذه الناحية العفيفة من أثر جميل في نفوس المدعوين.
لقد نجحت التجربة مائة في المائة، وعدنا إلى مقرنا في شيخون ونحن سعداء بهذا النجاح وعزمنا على استمرار الكفاح في هذه الناحية.


المركز العام في السيدة زينب

بعدما انتقل الإمام البنا إلى القاهرة عام 1932م انتقل معه المركز العام للإخوان فاختار له مكان يجتمع فيه هو وإخوانه، ولم يتوقف عند مكان واحد فكان ينتقل من مكان لآخر حتى استقر المركز العام في العتبة ثم الحلمية الجديدة.

ومن هذه الأماكن كان حي السيدة زينب الذي احتضن مقر الإخوان فترة من الزمان، ففي غرة رجب 1354هـ الموافق 28 من سبتمبر 1935م انتقل المركز العام إلى السيدة زينب من شارع الناصرية، وكانت عبارة عن شقة تقع في الدور الأرضي لأحد البيوت القديمة، وتتكون من أربع غرف وصالة صغيرة، وكان أهم ما يميزها هو وجود فناء فسيح أمامها يصلح لإقامة الحفلات وإلقاء المحاضرات، وكان عنوان الدار هو 13شارع الناصرية - السيدة زينب - وقد نشرت جريدة الإخوان خبر ذلك الانتقال.

وكانت تنتظم الدروس في هذه الدار أربعة أيام في الأسبوع ينتظم فيها الإخوان لسماع الدروس، ثلاثة منها تلقى بمسجد الدار، والرابعة محاضرة عامة تصف لها الكراسي، و"الدكك" في فناء الدار ويدعى إليها الجمهور، فدرس في التصوف يلقيه رجل كبير في السن يدعى "حامد عبد الرحمن" بك كان مفتشًا للري وأحيل إلى المعاش، وكان درسه في شرح حكم ابن عطاء الله السكندري، وقد أفدت من هذا الدرس حيث صادفت الحكم التي كان يشرحها حامد بك عندما حضرت له صراعًا نفسيًا كان يهزني هزًا فكأنما كان يخاطبني بتلك الحكم.

ودرس في تفسير القرآن الكريم يلقيه حكيم الإسلام الأستاذ الشيخ طنطاوي جوهري، وكان يفسر القرآن بالعلوم الحديثة، وهو لون لم يكن مألوفًا في ذلك الوقت، وكان الرجل بارعًا في التفسير وفي الإقناع، حيث كان على قدم راسخة في التفسير وفي العلوم الكونية معًا.

والدرس الثالث درس التكوين، وهو درس لا تستطيع أن تسميه درس تفسير ولا درس تصوف ولا درس تاريخ ولا درس أخلاق ولا درس سياسة ولا درس أدب، وإنما هو جامع لذلك كله ويجمع إلى ذلك آفاقًا أخرى ليس من السهل الإحاطة بها؛ لأن كل هذه العلوم والفنون كانت تقدم إلى السامعين ممزوجة بذوب النفس وعصارة القلب ومهجة الفؤاد، وهو ما يجعل مزيج هذه العلوم والفنون قادرًا على صهر النفوس وصياغتها من جديد.

وكان يلقي هذا الدرس المرشد العام، ومع أن الدرسين السابقين لم يكن يواظب عليهما إلا سبعة أشخاص أو ثمانية كنت أحدهم، فإن درس التكوين لم يكن يتخلف عن حضوره أحد من الإخوان؛ لأنه طراز لا عهد لأحد بمثله.

أما المحاضرة العامة فبالرغم من المجهود الذي كان يبذله الإخوان في الإعداد لها وفي دعوة الناس في الشوارع المجاورة لحضورها، فإن معظم المقاعد تظل خالية مع أن الذي كان يلقيها في أكثر الأحيان هو المرشد العام، ولا يتخلف إلا لعذر فإذا تخلف قام شقيقه عبد الرحمن الساعاتي بإلقائها.

وفي مارس 1937م انتقل المركز العام إلى عمارة الأوقاف رقم 5 بميدان العتبة الخضراء.


أنشطة الإخوان بالسيدة زينب

لقد نشط الإخوان سواء في المركز العام أو في شعب الإخوان فقلعة الكبش وطولون وغيرها، وكانت من أوائل هذه النشطة التنبه لقضية فلسطين والتي كان المركز العام مهتم بها منذ اندلاع الثورة الكبرى عام 1936م، فيقول الإمام البنا في رده على الأمير طوسون: ن قضية فلسطين ليست خاصة بالمسلمين فقط بل هي قضية الإنسانية قبل كل شيء، فنحن نطلب قوتًا للجياع، ودواء للجرحى، ومواساة للمنكوبين على أن فلسطين جزء من الوطن العربي العام وأهله مسلمون ومسيحيون فليست قضية خاصة بالمسلمين فقط.

التصدي للفساد

لقد نشط إخوان السيدة في التصدي للفساد الذي استشرى في المجتمع خاصة أن السيدة زينب كانت من المناطق الفقيرة والتي انتشر فيها البلطجية والتسول بحكم وجود مسجد السيدة زينب وكثرة رواده، وحاول الإخوان الحد من هذه الظاهرة بتوعية الشعب بأنه من الأسباب الرئيسة لانتشار التسول هو وجود الأيدي الممدودة لأولئك المتسولين بالعطايا والهبات هذا من جهة، ومن جهة أخرى عدم إخراج الزكاة فأكثر القادرين عليها لا يخرجونها بل ولا يفكرون فيها، حتى أن معظمهم لا يحسبها فرضًا من الفرائض كما أن بعضهم يظن أن مجرد التصدق بهذه الدريهمات للمتسولين فيه الكفاية، فأخذ الإخوان في توعية هؤلاء القادرين بأن الزكاة فرض من فرائض الإسلام، وأنه لا تقبل النافلة بدون الفريضة، وإذا أخرج القادرون زكاة أموالهم فلن يكون هناك فقير، وعندها لا يكون لتلك الدريهمات التي تبذر في الشوارع على أولئك المتسولين معنى، كما أنه لا يكون لأولئك المتسولين مبرر لتسولهم ولا يجدون الأيدي التي تشجعهم على التمادي في هذه المهنة المزرية حقًا.
وأيضا حينما تأسست جمعية إخوان الحرية بمصر فى عام 1942م، وكانت رئيسة هذه الجمعية على النطاق العالمي والتي أسست نظامها مس فريا إستارك، أما مستر فاى فكان المراقب العام لإخوان الحرية بمصر، وأصدرت نشرة أسبوعية خاصة بها فى 24 جمادى الأولى 1361هـ 9 يونيو 1942م، واستمرت هذه النشرة مع هذه الجمعية حتى عام 1951م وكان رئيس تحرير هذه النشرة شفيق رمزي، واتخذت الجمعية مقرا لها فى بيت السنارى بشارع الكومى بالسيدة زينب، لم يكف الإخوان عن كشف خبايا هذه الجمعية والتصدي لأفكارها الهدامة والمضللة للشباب، وتحت هذه الكشوفات المتكررة قل نشاط الجمعية عام 1945م وتوقفت نهائيا علم 1951م.

إنشاء المساجد

نشط الإخوان في حي السيدة في إنشاء وترميم وإصلاح وإنارة المساجد الموجودة في الحي، فقد عمل الإخوان جاهدين على إنشاء المؤسسات النافعة فى المجتمع، ومن أهم هذه المؤسسات إنشاء المساجد وإصلاح وترميم المتهدم منها؛ من ذلك ما نشرته (الاعتصام) عن مسجد طولون، حيث قالت تحت عنوان "مسجد الإخوان المسلمين بطولون": "يقع هذا المسجد بأول شارع طولون، وتبلغ مساحته نحو 190 مترًا، وهو فى حاجة إلى ترميم بعض جدرانه وبناء دورة مياهه وتوصيلها إلى المجارى العمومية، وقد بلغت قيمة التبرعات التى جمعت لهذا المشروع الخيرى ثمانية عشر جنيهًا مصريًّا وست وستون قرشًا صاغًا، وكانت هذه التبرعات بتصريح وزارة الشئون الاجتماعية.
ونظرًا لأن هذه العمارة تتطلب نحو أربعين جنيهًا مصريًّا؛ نظرًا لغلاء المؤن والأدوات الصحية فالإخوان المسلمون يأملون فى أهل البر والإحسان أن يساهموا فى هذا المشروع الخيرى بإرسال ما تجود به أنفسهم باسم هاشم أحمد العمري أفندى ، نائب شعبة الإخوان المسلمين بطولون قسم السيدة زينب".

الإهتمام بالصحة

نظرا لحالة أهالي السيدة زينب، وتفشي الأمراض ، نشط الإخوان في إنشاء المستوصفات، وكان يشرف على ذلك القسم الطبي داخل الجماعة حيث أسندت رئاسة هذا القسم للدكتور محمد أحمد سليمان، وهو من الأقسام التى أنشئت حديثًا، وأوكل للدكتور محمد سليمان القيام على تنظيمه عمليًا وفنيًا وإداريًا. وكان نشاط هذا القسم فى ذلك الوقت يتكون من: مقر خاص بعيد عن المركز العام أمام مدرسة السينية بحى السيدة زينب، وبالقسم مستوصف يقوم بالكشف الطبى على المرضى نظير أجر يسير، كما يقوم بتنظيم الكشف على أعضاء شعب الإخوان، والقيام بقوافل طبية لعلاج الفقراء، ومعاونة مصلحة الشئون القروية بوزارة الصحة، ثم انتقل المستوصف إلى دار الإخوان بالمركز العام بالحلمية فى 15 نوفمبر 1944م.
وكان الدكتور إبراهيم أبو سنة متخصصًا للأمراض الباطنية وأمراض النساء والأمراض السرية من كلية الطب الملكية ومستشفى قصر العيني يكشف على مرضى الإخوان المسلمين والفقراء بنصف الثمن في عيادته الخصوصية بميدان السيدة زينب يوميًا من الساعة 9-12 صباحًا، ومن 4-7 مساء ماعدا يوم الجمعة.

الإهتمام بالتعليم

اهتم الإخوان بمحو أمية الذين لا يستطيعون دخول المدارس لظروف السن أو الفقر أو غيرها، كما كان اهتمامهم بالطلبة كبير، حيث أعطى قسم الطلبة جانب التفوق الدراسى اهتمامًا كبيرًا حتى كون الطلبة العاملون فى حقل الدعوة نموذجًا طيبًا للمتفوقين، كما قام بمعاونة الطلاب الضعفاء دراسيًا لرفع مستواهم وإقالة عثرتهم الدراسية، وكان هذا الاهتمام يبدأ من المراحل الأولى للتعليم وحتى التعليم الجامعى، وشعبة السيدة زينب رقم 13شارع الناصرية، وشعبة الظاهر 26 شارع السكاكينى.
كما حث الإخوان الطلبة على تقديم الطلبات للالتحاق بهذه الدروس، على أن تقدم الطلبات لشعبة السيدة محتوية عنوان الطالب والعلوم الراسب فيها من الساعة 6 حتى الساعة 8 مساءً، ولإنجاز ذلك بسرعة يتم الاتصال بالأستاذ عبد الكريم محمد (14شارع القصر الكبير، شارع خيرت بالسيدة) من الساعة 2 – 5 مساءً، وتقوم هذه الشعب بتدريس اللغة الفرنسية لطلبة الحقوق والثانوي، وجميع العلوم للابتدائي والثانوي، ويقوم عليها عدد من حملة الدبلومات العليا أوربية ومصرية.
كما كانت شعب الإخوان تتحول إلى مدارس ليلية وفصول تقوية فى فصل الصيف، سواء لأصحاب الدور الثانى من التلاميذ والطلاب أو لمن أراد أن يستمر فى تقدمه الدراسى، كان ذلك فى جميع العلوم للمدارس الأولية والابتدائية والثانوية وبعض الكليات مثل الحقوق، إضافة إلى درس فى بعض اللغات مثل الفرنسية لدارسيها، وكان يقوم بذلك لفيف من حملة الدبلومات العليا الأوربية والمصرية، وذلك بمختلف شعب الإخوان مثل شعبة السيدة زينب وشعبة الظاهر.

الإحتفالات الدينية

احتفل الإخوان في السيدة بالمناسبات الدينية، مثل الهجرة النبوية والإسراء والمعراج والمولد النبوي.... الخ، من منطلق نشر الثقافة الإسلامية والوعي الديني بين الناس ولتعريف بدعوة الإخوان حيث أقامت منطقة السيدة زينب حفلاً عظيمًا يوم الثلاثاء الموافقة 25 نوفمبر سنة 1947م الموافقة 12 المحرم سنة 1367هـ بمناسبة ذكرى الهجرة النبوية المباركة وذلك في تمام الساعة السابعة مساء في سرادق فخم كبير أقيم بشارع الإسماعيلية بشارع الدواوين، ويقدر عدد الحاضرين بنحو ثلاثين ألفًا أو يزيدون.
ولقد تحدث عدد من الإخوان ما بين شعراء وخطباء من بينهم الأستاذ مصطفى مؤمن والدكتور محمد سليمان والأستاذ عبد الحكيم عابدين، كما كان مسك الختام حديث فضيلة المرشد العام الأستاذ حسن البنا الذي أرتجل كلمة:
أيها الإخوان:
لمثل هذه الاحتفال تقاليد ومقتضيات لا نستطيع الخروج عنها أو مخالفتها مهما أضربت العواطف في النفوس، واشتعلت في القلب الأحاسيس ومهما أفاض المظهر الكريم على الأفئدة من شعور غامر، ومن هذه التقاليد أن أحيكم فحياكم الله وسلامه عليكم ورحمة الله وبركاته. ومنها أيضًا أن أهنئكم بالموسم الكريم، موسم استقبال عيد الهجرة ورسالة الهجرة ومبادئ الهجرة، مبادئ التضحيات الغاليات.
ولهذه المناسبة أيها الإخوان أنصح لكم نصيحة مخلصة أشدد عليكم في رعايتها، وهي أن تُطهروا قلوبكم وتصفوا أسراركم وتصفحوا عمن نال منكم أو أساء إليكم. فوالله ... لضنين بهذه القلوب التي لم تعرف إلا معاني الحب في الله، ولم تسعد إلا بمشاعر الإخوة الحقه الصادقة... ضنين بهذه القلوب الطاهرة أن تلوث بحقد أو تشوه ببغضاء وتنال من صفائها خصومة وبخاصة من أفراد جمعتهم يومًا ذكريات وألفت بينهم معان وأعمال.
إن الدين حب وبغض كذلك، ومن الإيمان أن نحب لله ونبغض لله ولكن ما أشد وأقسى أن نكره على كره من نحب ...
فأحبوا لأنكم بالحب تسعدون وبهذه العاطفة تجتمعون وعلى هذه المشاعر وبها ترتبطون فلا تحرموا قلوبكم نعمة الحب في الله.
لا تحرموها شعور الحب الطاهر البريء وادخروا حُمرة الغضب لساعة آتية قريبة نلقى فيها خصومنا ولست اعني خصومنا في الداخل فليس لنا في الداخل خصوم والحمد لله وإن كانوا فهم كغثاء السيل ستحركهم العاطفة فإما ساروا ... وإما تمادوا ...
وإن كلمة الجهاد عاطفة ملتهبة، ومعاني الجهاد مثل حية باقية تتجه إليها قلوب أبناء هذه الأمة التي ظُلمت واعتدي على حريتها وحقوقها وأحيط بها في كل مكان ... وذلك كله أيها الإخوان سيوجه هذه الأمة في سنة 1947م كما وجهها في سنة 1919م ... أمة موحدة القلوب، مساواة الصفوف وإذن فلا تعبئوا بخصوم الداخل فسيعلمون عمّا قريب أنه ليس أمامهم إلا أحد أمرين: إما أن يسيروا ... أو يفروا والله غالبٌ على أمره ...
فالوصية الوصية أن تدخروا ساعة البغض لخصومنا الحقيقيين خصوم الأمة والوطن وهم أقوياء تعلمونهم بأسمائهم وتعرفونهم بسيماهم...
ثم تحدث عن الدول الاستعمارية والصهيونية ودورهم في تضليل الشعوب الإسلامية بل والإنسان عمومًا ... ثم عرض فضيلة الأستاذ المرشد لجانب الذكرى ومعاني الهجرة وضرورة ربط الحاضر بالماضي وتطبيق القيم والمبادئ والمعاني الإسلامية تطبيقًا صحيحًا لتحقيق نهضة الأمة الإسلامية ...الخ.
كما أقام إخوان منطقة جنوب القاهرة بالسيدة زينب حفلاً في ميدان السيدة زينب بمناسبة ذكرى الإسراء والمعراج وكان أول المتحدثين هو الأستاذ عبد السلام فهمي رئيس المنطقة ثم تلاه الأستاذ لبيب البوهي ثم أعقبه الأستاذ أحمد الطوبي شاعر الغربية وتلاه الأستاذ سعيد رمضان ثم الشيخ عبد اللطيف الشعشاعي ثم الأستاذ مصطفى فومي ثم انتهى الحفل بكلمة فضيلة المرشد العام الذي تحدث عن تكريم الله تعالى لرسوله صلى الله عليه وسلم في كل أطوار حياته طفلاً وصبيًا ويافعًا وكهلا، وإن هذا التكريم للنبي الكريم هو تكريم لهذه الأمة في شخص نبيها، ولذلك فالجدير بكل مسلم أن يعمل لكي يستحق هذا التمجيد بحق وتناول فضيلته أمر الإسلام وشموله للدنيا والدين وبيّن أن أمور المسلم في دينه ودنياه مرتبطة بالقرآن الذي لم يترك شيئًا إلا فصله تفصيلاً...
وبعد أن انتهى فضيلة المرشد من كلمته الجامعة طلب الحاضرون من الأستاذ أحمد السكري الوكيل العام للإخوان أن يحدثهم في الموقف الحاضر.


أقسام وإدارة

اجتمع رهط الجوالة بها في هيئة جمعية عمومية انتخب مجلس إدارة من حامد عبد الحميد زعيما وأحمد نبوي شعبان نائبا وأحمد محمد توفيق مساعد زعيم وعبد الفتاح بشير سكرتيرا وفتحي الخولى أمينا للصندوق.

كما قرر قسم الأخوات استئناف درس الأخوات المتعلمات "على أن يكون بدار شعبة الأخوات بشارع الناصرية رقم 13 بالسيدة زينب أمام مسجد كعب الأحبار يوم الثلاثاء من كل أسبوع في الساعة الرابعة مساء.

وحين يئس الإنجليز من احتواء الإمام البنا وجماعته سواء بالشدة أو الإغراء -وذلك فى أثناء الحرب العالمية الثانية- فكر الإنجليز فى حل جماعة الإخوان المسلمين، وطالبوا حسين سري باشا بذلك، وكانت المرة الأولى التى يطالب فيها الإنجليز بهذا الطلب؛ فقد حدث أن أراد الإخوان عمل احتفال فى السيدة زينب بالقاهرة فأعدوا لذلك سرادقًا كبيرًا حضره كثير من الإخوان عام 1941م الأمر الذى أزعج السفارة البريطانية فى وقت كان الإنجليز يعانون من الهزائم المتوالية أمام الألمان، فقدمت السفارة البريطانية احتجاجًا لدولة سرى باشا لتهاونه فى السماح للإخوان بمزاولة نشاطهم العدائى للإنجليز وتهديدهم لسلامة الإمبراطورية البريطانية، وطلبت منه حل هذه الجمعية، ولكن سرى باشا رفض ذلك -حيث إن الأمر لا يستدعي- فاضطرت السفارة أن تنشئ جمعية "إخوان الحرية" لمناهضة الإخوان.

لم يسلم إخوان السيدة من الاعتقال والمحن في محنة عام 1948م ومحنة عام 1954 ومحنة 1965م، فكانت كل هذه المحن دافعا قوية لتربية الأفراد فيها فكان لهم نبراسا في انتخابات عام 2005م والتي استطاع الإخوان فيها برغم الصعوبات أن يفوز الأستاذ عادل حامد مرشح الإخوان عن دائرة السيدة زينب أن يفوز بمقعد العمال.

ولقد سجَّل أهالي حي السيدة زينب إقبالاً مشهودًا على المؤتمر الشعبي الذي نظَّمه الإخوان المسلمون بالمنطقة للاحتفال بثورة 25 يناير، بمشاركة الدكتور محمد مرسي رئيس حزب الحرية والعدالة، والداعية الدكتور صفوت حجازي عضو مجلس أمناء الثورة.

وأكد د. مرسي: أن مصر تحتاج إلى نظرة مستقبلية تحافظ على مكتسبات الثورة وتنهض بالوطن والأمة، موضحًا أن التحديات التي تواجه المصريين تسير على محورين أساسيين هما محورا الممانعة والتعويق أو الثورة المضادة، وتحديات التنمية والقدرة على الاستمرار بروح الثورة.

وقال: هناك مَن يحاول العودة إلى الماضي السيئ من أرباب الفساد المنتشرين كالسوس في العظام؛ حيث إن النظام السابق لم يترك دربًا ولا فجًّا إلا حاول إفساده، ومعهم بقايا أمن الدولة الذين حلت الدولة جهازهم، ولكنهم ما زالوا في المجتمع بين دروبه وحناياه، ويخافون على رقابهم؛ لأنهم عذبوا وقتلوا العشرات من المصريين الأبرياء.

وأضاف: إن هؤلاء الضباط ما زالوا حتى الآن دون عمل، وعددهم 1400 تقريبًا، ويحاكم منهم العشرات فقط، ومعهم عددٌ من البلطجية ومعهم مَن سرقوا أموال الشعب الذين يحاكم رموزهم الآن، ولكنَّ كثيرًا منهم لم يحاكموا بعد وما زالوا ينعمون بالحرية، فضلاً عن الممانعة الخارجية التي تتمثل في الصهاينة والأمريكان وأذنابهم الذين لا يريدون الخير لهذا الشعب وهذه الأمة، وهم يحاولون تعويق الأمة في هذه المرحلة حتى يعيدوا ترتيب أوراقهم.

وأوضح د. مرسي: أن تحديات المحور الثاني تتمثل في التنمية والحفاظ على الثورة، مشددًا على أن مصرَ تحتاج جهد كل يدٍ وساعدٍ للمشاركة في تطوير الإنتاج وتنميته مع استمرار الثورة بضوابط وأهداف وغايات محددة، وألا تهدأ حتى يتم تحقيقها التي قامت من أجلها الثورة، ومقاومة محاولات إيجاد شروخٍ في المجتمع مثل الفتنة الطائفية، والتي كشفت كنيسة القديسين عن مَن وراءها.

من جانبه أكد د. صفوت حجازي عضو مجلس أمناء الثورة: أن ميدان التحرير جسَّد الوحدة التي شملت جميع المصريين فلم يُفرِّق أحدٌ بين مسلم ومسيحي أو فقير وغني، مشددًا على أن هذه الوحدة هي الروح التي يتمنى كل المصريين أن تبقى دائمًا بين أبناء الشعب المصري.


المراجع

1- مذكرات الدعوة والداعية: حسن البنا، دار النشر والتوزيع الإسلامية، ص 53، 54، 55.

2- مجلة الإخوان المسلمون/ السنة الرابعة / العدد 47 / 26 ذي الحجة 1355هـ / 9 مارس 1937م.

3- جريدة الإخوان المسلمون اليومية: العدد 480/ السنة الثانية / 12 محرم 1367هـ - 25 نوفمبر 1947م.

4- محمود عبد الحليم: الإخوان المسلمون أحداث صنعت التاريخ، جـ1، دار الدعوة، 1998م.

5- نشرة إخوان الحرية / العدد 103 / صـ 6 / 30 جمادى الأولى 1363هـ / 23 مايو 1944م.

6- مجلة الإعتصام / 28 ربيع الآخر 1361هـ / 14 مايو 1942م.

7- جمعة أمين عبدالعزيز: أوراق من تاريخ الإخوان المسلمين، دار التوزيع والنشر الإسلامية.

8- موقع إخوان أون لاين.