رسالة من فضيلة المرشد العام إلى الباكستان

من Ikhwan Wiki | الموسوعة التاريخية الرسمية لجماعة الإخوان المسلمين
مراجعة ٠٩:١٩، ٢ يوليو ٢٠١٢ بواسطة Attea mostafa (نقاش | مساهمات)
(فرق) → مراجعة أقدم | المراجعة الحالية (فرق) | مراجعة أحدث ← (فرق)
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث
رسالة من فضيلة المرشد العام إلى الباكستان

بقلم: الامام حسن البنا

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

وبعد: فإن اللحظات التى سعدت فيها مصر بزيارتكم وسعدنا بلقائكم لا يمكن أن ننساها أبدا، والآن وقد حقق الله الآمال التى كنا نتذاكرها فى هذا اللقاء وأصبحت دولة الباكستان الإسلامية دولة قائمة، فإننا نتقدم إلى القائد الأعظم بأجمل التهنئات وأطيب التمنيات.

إن الحوادث الدامية الأسيفة التى تقع الآن، وهذا العدوان الآثم على المسلمين فى دولتهم الجديدة الناهضة، ليتردد صداه فى كل نفس فى مصر وفى العالم العربى عامة وعند الإخوان المسلمين خاصة، ولن تتأخر هذه الشعوب المسلمة عن أداء واجبها كاملا نحو شعب الباكستان المجاهد ودولة الباكستان المجيدة.

فلتثقوا بذلك -يا سيدى القائد- تمام الثقة، ولتتأكدوا بأننا على استعداد لبذل كل جهد إلى جانبكم حتى تنتصر الباكستان فى نضالها العنيف للحرية والاستقرار ومقاومة التعصب الذميم.

وإن الأمل العظيم فى أن دولة الباكستان بقيادتكم الرشيدة ستنحو المنحى الإسلامى الصالح فى كل مظاهر حياتها، وستستمد من تعاليم الإسلام الصالحة لكل زمان ومكان أساسا لنهضتها العزيزة، فتقيم بذلك حياتها على أقوى الدعائم وتضرب المثل الصالح لمسلمى العالم ولغيرهم من الأمم والشعوب.

إننى أقدم إلى حضرتكم الأخ المجاهد الأستاذ صالح عشماوي وكيل الإخوان المسلمين ورئيس تحرير جريدتهم، التى لا تدع فرصة تمر دون القيام بالواجب فى تقوية الصلة بين الرأى العام المصرى والباكستان ليتشرف وليحمل إليكم أكرم عواطف الإخوان المسلمين فى وادى النيل والشرق العربى كله والمغرب العربى كذلك.

كما أنه يسرنى هنا أن أثنى أمامكم على الجهود الطيبة التى بذلها معنا أخونا ضيف مصر الآن "السيد عليم الله الصديقى" الذى بعث به إخوان الباكستان إلى المركز العام لإخوان وادى النيل، فكان سفيرا شعبيا موفقا عرف كيف يوضح موقف الباكستان لمصر واتصل بقلوب شعبها أوثق اتصال.

وإذا كنا الآن لا نملك إلا هذه الرسائل نتقدم بها، فأرجو أن نستطيع فى القريب أن نعبر عن هذه الأخوة الخالدة التى لا يمكن أن تزول، بل هى باقية ببقاء الإسلام الخالد بوسائل أقوى وأنفذ وأنفع إن شاء الله.

ولكم التحية والإجلال
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

المصدر : جريدة الإخوان المسلمين اليومية، العدد (480)، السنة الثانية، 12 محرم 1367ه- 25 نوفمبر 1947م،