سوهاج تشيع فقيدها الشيخ أبو الحمد ربيع

من Ikhwan Wiki | الموسوعة التاريخية الرسمية لجماعة الإخوان المسلمين
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث
سوهاج تشيِّع فقيدها الشيخ أبو الحمد ربيع
مشهد من جنازة الشيخ أبو الحمد ربيع

(5-9-1427ه)

من أعلام الدعوة في مشهدٍ مهيب ودَّعت محافظه سوهاج ومصر كلها فقيد الدعوة الإسلامية الشيخ أبو الحمد ربيع عضو مكتب الإرشاد بجماعة [[الإخوان المسلمين، الذي وافته المنية مساء الأربعاء، عن عمرٍ يناهز السبعين عامًا.

وكان في وداعه ما يزيد على 10 آلاف مشيع، معظمهم من الشباب، وكان جثمان الشيخ الراحل قد وصل إلى قريه الشواولة مسقط رأسه الساعه الواحدة بعد الظهر، وأخذ المشيعون في التوافد حتى الساعه الرابعة عصرًا، وكان على رأس المشيعين رفيقه على درب الدعوة فضيلة الشيخ عبد الحليم سليمان عامر، وهو من الرعيل الأول لجماعة الإخوان.

وقد أمَّ الناس في صلاة الجنازة نجله الأكبر المهندس أحمد، وشهدت الجنازه تنظيمًا دقيقًا، وعقب دفن الفقيد أقيمت مراسم التأبين، وكان أول المتحدثين الدكتور محمد المرسي من قيادات إخوان المنصورة حيث قال:

"أيها الجمع الكريم جزاكم الله خيرًا على سعيكم وجهدكم وتعبكم، ونسأل الله عز وجل أن يجعل ذلك في ميزان حسناتكم وصحيفة أعمالكم.

أما إخواني أقول لهم أيها الإخوة الأبرار الذين تمثل فيهم الوفاء لأستاذنا وعالمنا الشيخ أبو الحمد ربيع أقول لهم إنه منذ شبابه وهو يعمل لدعوة الله، وأوذي في سبيلها وظل جنديًا ومربيًا وقائدًا في محراب دعوته إلى أن لقي ربه.
أيها الأخوة الأبرار بالأمس كنَّا نجلس معه يحلُّ لنا مشاكلنا ويفتينا في أمور ديننا، أيها الأخوة يا حملة المشاعل وسط العواصف الهوجاء هذا هو النهج فاسلكوه، فكان رحمه الله لا يلين ولا يستكين في سبيل دعوته..
كان يدعو بجهده وبالقدوة فاسلكوا نهجه وسيروا على دربه، أيها الأحباب نتوجه بالدعاء إلى الله أن يتجاوز عن سيئاته وأن يبدله دارًا خير من داره وأهلاً خيرًا من أهله، وأن يجزيه عن هذه الدعوه خير جزاء.. جزاء أهل القران وخاصته، اللهم اجزه خير جزاء.. جزاء الأستاذ عن تلاميذه والرائد عن دعوته، اللهم اجزه عن كل خطوة خطاها في سبيلك.

ووجَّه مرسى كلامه إلى أهله قائلاً:

هل كان في غيركم رجلٌ مثل هذا الرجل العظيم في اقواله القدوه في أفعاله؟ فسيروا على نهجه لأنه نهج النبي عليه الصلاه والسلام، فمن كان يحب شيخنا الجليل وحبيبنا الوالد الكريم يجب أن يسير على دربه، وألا يجزع عليه بل يقول "لله ما أخذ ولله ما أعطى وإنا لله وإنا إليه راجعون"، ولتكن هذه الكلمه شعار أبنائه بالدم وأبنائه بالعقيدة والدعوة.
وحين نقول هذه الكلمة تتحول المحنة إلى منحة ويجعلنا الله من الذين يخرجون من الظلمات إلى النور، وأذكر يومًا أننا كنا نسير نحن والفقيد- عليه رحمه الله بطريقٍ مظلم فكان عليه رحمة الله يقول: "اللهم نوِّر قبورنا"، اللهم حقق له هذه الدعوة كما كان يحب وأكثر مما أحب، كما تحب أنت وترضى يا كريم يا جواد، وصلى الله على سيدنا محمد وسلم.

ثم تحدث الأستاذ عبد الواحد محمد علي من قيادات الإخوان بسوهاج فقال:

أهل الشيخ وأحبابه يحيطون بجثمانه
"أيها الأخوة الفضلاء ربما اشتهى أحدنا يومًا شيئًا جميلا ًفيسأل أين مصدره؟ وكلنا كنا نشتهي أن نكون في أخلاق وأفعال الشيخ عليه رحمة الله، فما مصدر هذه الأخلاق الكريمة والأفعال الحميدة؟ إنها الدعوة إلى الله وإلى دينه، ومن هم أساتذته؟ إنهم حسن البنا، سيد قطب ويوسف القرضاوي وكل من سار على نهجهم.

رأينا في سلوكه ما تعلمه من القرضاوي الذي يقول:

"إن الحياة في سبيل الله أشق بكثيرٍ من الموت في سبيل الله" رأيناه عليه رحمة الله يكابد المشقة في سبيل الله وهناك من المشاق ما هو أشق من الموت إنه مكابدة الباطل والصمود في وجهه، ورأينا في سلوكه ما يقوله الشهيد سيد قطب: "لا بد للمجتمع الإسلامي من ميلاد، ولا بد للميلاد من مخاض، ولا بد للمخاض من الآم".
أيها الأخوة الأحباب شهد شيخنا عليه رحمة الله مخاض هذه الدعوه وآلامها فلم نره يومًا متبرمًا ولا ساخطًا على الحياة، هذا ما رأيته منه طوال ثلاثين عامًا رافقت فيها الشيخ.
أيها الشباب هذا دين الله فى رقابكم، إنها راية شيخكم وعالمكم، حجة أقامها الله عليكم، والله لايخدع فقد بلغكم شيخكم فردًا فردًا، واحدًا واحدًا، تعلم منه واحد واحد، وذهب إلى بيوتكم بيتًا بيتًا فماذا تقولون لربكم؟ فماذا تقولون لربكم؟

ثم تحدث الأستاذ خلف ثابت من إخوان محافظة أسيوط فقال:

"الحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا محمد، لله ما أعطى ولله ما أخذ ﴿كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ وَإِنَّما تُوَفَّوْنَ أُجُورَكُمْ فَمَنْ زُحْزِحَ عَنْ النَّارِ وَأُدْخِلَ الْجَنَّةَ فَقَدْ فَازَ وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلاَّ مَتَاعُ الْغُرُور﴾، فسيروا أيها الأخوة كما سار شيخكم ومعلمكم الخير الشيخ أبو الحمد، حمل الراية حمل المشعل، ابتُلى في سبيل الله فصبر، أعطاه الله فشكر، فقدم نموذجًا من نماذج الصحابة.

يقول أبو الدرداء:

أبكاني ثلاث وأضحكني ثلاث؛ أبكاني غافلاً وليس مغفولاً عنه، ضاحكًا بملء فيه ولا يدري أراضٍ الله عنه أم ساخط، وأبكاني فراق الأحبة محمد وصحبه، وهول المطلع، والوقوف بين يدي الله عزوجل " يوم تبدو السريرة علانية، وها هو شيخنا عليه رحمه الله سار على نهج الصحابه، وعلينا أن ناخذ العبرة والعظة من شيخنا الوالد أبو الحمد.
شيخنا أبو الحمد رائد من رواد الحركة الاسلامية المعاصرة حمل الأمانة ونصح لأمته ولإخوانه ولبلدته ولعشيرته، نسأل الله أن نسيرعلى دربه وأن نبلغ دعوته، وأن نُعرف الناس أن لهذه الدعوة الحقة رجالاً كما كان فضيلة الشيخ أبو الحمد، هو الصدق هو الشجاعة هو المروءة هو الثبات هو الحق، فكونوا مثل ما كان وسيروا على ما سار عليه.
ثم قام أحد تلاميذ الشيخ بالدعاء و أمَّن الحضور على دعائه، ويعبِّر أحد أحباء الشيخ الجليل بعد انتهاء مراسم الدفن عن مشاعره لمراسل (إخوان أون لاين) بقوله
"القلوب تفيض ألمًا، والعيون تفيض دمعًا، يبكي عليه الصغير والكبير الرجال والنساء.. أتى تلاميذه وأحباؤه من كل حدب وصوب ليشهدوا اللحظات التي يعجز اللسان والقلم عن وصفها، الكل غير مصدق أن الشيخ الجليل رحل عن الحياة، غير مصدقين أنهم لن ينهلوا من علمه، ومن يقف مع الضعيف؟ ومن الذي يساعد المحتاج؟ ومن يفتيهم في أمور دينهم ودنياهم؟.
حقًا فقد نُزع جزء من العلم بفقده؛ فإن الله لا ينزع العلم انتزاعًا بل ينزعه بموت العلماء، فكم من أسرة كادت أن تتفكك فوصلها، وكم من أسرة كان عائلها، وكم من يتيم كان أباه، وكم وكم !!
ماذا أقول عن جمال حديثه، وماذا أقول عن طلاقه وجهه؟ فبالرغم من الهموم التي كان يحملها إلا أن الابتسامة لم تكن تفارقه، يسير في الشارع فيسلم على الصغير والكبير.. رحمك الله يا أبا الحمد رحمة واسعة".

المصدر