سيد المشتولي

من Ikhwan Wiki | الموسوعة التاريخية الرسمية لجماعة الإخوان المسلمين
مراجعة ١٢:٣٨، ٧ نوفمبر ٢٠١٢ بواسطة Attea mostafa (نقاش | مساهمات)
(فرق) → مراجعة أقدم | المراجعة الحالية (فرق) | مراجعة أحدث ← (فرق)
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث
الحاج سيد المشتولي


توطئة

حياة هادئة وطموحات شابة هي ما كانت ترتسم بمخيلة الفتى سيد محمد المشتولي في سنوات عمره الأولى، فلم يكن ابن مدينة الخانكة بمحافظة القليوبية يظن أن بيعته الصادقة لجماعة الإخوان المسلمين وهو بعد طالب في دار المعلمين، ستكون ترس التحوُّل في حياته كلها التي عاشها ويعيشها في الدعوة إلى الله.

ولد الحاج سيد المشتولي في 21/4/1935م، ودرس في دار المعلمين حتى حصل على الدبلوم، ثم نال إجازة التدريس العالمية من كلية الدراسات العربية والإسلامية بجامعة الأزهر الشريف، وأتم دراساته العليا في القانون من كلية الشريعة والقانون بجامعة الأزهر، وعمل لفترة طويلة مدرسًا بدار المعلمين بالخانكة إلى أن وصل لسن المعاش.

التحاقة بدعوة الإخوان المسلمين

الحاج سيد أحد الرعيل الأول لجماعة الإخوان المسلمين؛ إذ التحق بركب جماعة الإخوان المسلمين سنة 1951م على يد زملائه بمعهد المعلمين، فقد ناله ما نالهم من سجن واعتقال وتعذيب، ويشهد جلاَّدوه بصلابته وثباته؛ حتى إن أقصى أنواع التعذيب لم تجبره على النطق بكلمة واحد في تأييد الرئيس الراحل جمال عبد الناصر، متأسيًا في ذلك برفاق دربه؛ الشهيد سيد قطب وإخوانه من الشهداء.

ويقول الأستاذ سيد المشتولي:

" تعرفت على جماعة الإخوان خلال دراستي بدار المعلمين في السنة الخامسة من الدراسة، وبعد فهمي لمنهج الإخوان ومعرفة عملهم التحقت بالجماعة عام 1951م، وكان أول اعتقال لي بعدها بثلاث سنوات في محنة 1954م، بعدما اعترف بعض الإخوة تحت التعذيب، وقد تم اقتيادي إلى مركز الخانكة، وهناك تم تجميع عدد من الإخوان.
ثم تم ترحيلنا إلى السجن الحربي؛ حيث تم استقبالنا بحفلة الاستقبال "الضرب والشتائم"، ثم تم نقلنا إلى سجن القلعة للتحقيق والتعذيب من جديد، وكان كل تحقيق معنا يتم ونحن مقيدون بالحديد وعلى أعيننا غمامة، وأثناء التحقيق يتم الاعتداء علينا بالضرب وكانت كل أسئلة المحقق تنحصر في: متى دخلت الإخوان؟ وما أسرتك الإخوانية؟
وبعد محاكمات هزلية تمَّ إصدار الحكم علي بالسجن عشر سنوات أشغال شاقة، وقد تنقلت أثناء فترة سجني بين عدة سجون، في البداية تم ترحيلي إلى ليمان طره، وظللت فيه أربعة أشهر، وكان معي وقتها الأساتذة عمر التلمساني ومهدي عاكف وعلي نويتو.
وأول شيء أمرونا به هو استبدال الملابس المدنية بملابس السجن وكانت عبارة عن بنطلون أزرق وجاكت بنفس اللون، إلى جانب لبس الحديد (القيود)، حيث تُربط بالقدمين حتى الوسط، وكان ذلك يمثل لنا عقبةً كبيرةً في الحركة، وخاصة عند قضاء الحاجة وأثناء النوم.
ثم نوضع في الإيراد (كشف طبي) لمدة 15 يومًا، بعدها يتم التصنيع (التوزيع للعمل داخل السجن)، بالنسبة لي تم توزيعي إلى الفرقة (6 جمالة) وهي مكونة من 20 إلى 40 سجينًا والمطلوب منها تحميل 5 عربات سكة حديد بالحجارة من (المصلب) وهو مكان منحدر في الجبل يبتعد عن العربات مسافة حوالي 50م؛
ونبدأ العمل في الساعة 8 ص حتى 2 ظهرًا بدون فطار أو حمامات، ننزل بعدها إلى الليمان في طابور كطابور الصباح، ثم نوزع على العنابر، وقابلت الأستاذ سيد قطب وذلك أثناء علاجي بمستشفى لمان طره في عام 1962م، فقد كان الشهيد سيد قطب يُعالَج من الذبحة الصدرية.
وكان الحديث يدور حول الاطمئنان عن الأحوال والصحة، وكان معه وقت ذلك الشهيدان يوسف الهواش ورفعت الصياد، وكان طعامنا هو اليمك "الطبيخ"، وكان يطلق عليه اسم "يعلمبه"؛ حيث لا نعرف ما نوع الطعام الذي نأكله؛
حتى إنه في يوم من الأيام جاءت زيارة إلى السجن وقامت بسؤال الجميع، حتى شاويش المطبخ لم يكن يعرف نوعية الطعام الذي نأكله، ومن المواقف التي لا أنساها أثناء طابور الصباح صاح صول السجن وقال: "أي حد منكم يحاول الهروب أو الخروج عن التعليمات سيضرب بالنار الحي".

ثم مال على أحد الإخوان وقال:

"لقد جئتم هنا لكي تكتبوا سطرين في التاريخ, فأرجو ألا ينكسر الخط، ومن المواقف التي أتذكرها أيضا خلال هذه الفترة أنه حدثت مشادة بين أحد الإخوان وحرس السجن أثناء وقت الزيارة أدت إلى إلغاء الزيارة، وعندما عدنا من الجبل وجدنا العنابر تم تفتيشها وأخذوا محتوياتنا؛
فما كان منا إلا أن امتنعنا عن الخروج في اليوم التالي إلى الجبل، واعتصم معنا جميع نزلاء الليمان وقتها، وكان عددهم 4000 سجين، وجاءنا مدير الليمان وتكلم معنا وهدَّأ الأمور وكان المتحدث باسمنا وقتها الأستاذ صالح أبو رقبة.
بعد ذلك انتقلت لسجن الواحات وكان في الصحراء، وهو عبارة عن مجموعة من الخيام وعنبر من الصاج لحفظ المواد التموينية يحاط بأسلاك شائكة، وكنا نقوم بمباشرة كل الأعمال بأنفسنا؛ حيث قسمنا أنفسنا إلى مجموعات، فمنا من يقوم بالعمل في الفرن، ومنا يقوم بالعمل في المطبخ، وآخرون يقومون بجلب الماء من بئر خارج السجن.
وكنت مع أول مجموعة من الإخوان رحلت لسجن الواحات، وكان معي الإخوة مهدي عاكف، وعلي نويتو ومصطفى مشهور وعمر التلمساني، وغيرهم،وكان لرمضان في السجن مذاق خاص، وكان الإقبال كبيرًا على الله تعالى؛
حيث كانت الصلوات جماعة في المسجد الذي أقمناه من قمش الخيام وقيام الليل كان بجزء كامل من القرآن الكريم، وكان الشيخ يوسف السيد يصلي بنا التراويح والتهجد، وكان المسجد لا يخلو من الذاكرين والقائمين والتالين لكتاب الله حتى صلاة الفجر.
وكنا نجلس بعد الصلاة حتى الشروق، وأثناء النهار يقوم كل منا بدوره في خدمة السجن وفي العشر الأواخر كنا نعتكف بالمسجد، وكنا نقرأ في اليوم من 10 إلى 15 جزءًا وكان هناك تنافس شديد بيننا، وكان المتفوقون دائمًا أعضاء النظام الخاص، ويوم العيد كنا نعمل إفطارًا جماعيًّا وندعو من معنا من المعتقلين.
وكان الوقت كله مشغولاً بذكر الله وبتحصيل العلم؛ حيث كنا نقوم بمحو أمية المعتقلين غير المتعلمين، كما كان هناك محاضرات في التخصص؛ حيث كان معنا في السجن كوكبة من علماء مصر وقتها، كما قمنا بعمل ورش لتعلم النجارة وتصليح الأحذية والسيارات وكل ما يخص المعيشة.
كما قمنا بعمل مجلة صحفية نقوم بتحريرها ونسخها بأيدينا ومدارستها داخل المسجد وخارجه، وعندما ذهبنا إلى الواحات لم يكن يصلنا أي خضراوات، وحتى لو جاء بها أحد في زيارة لنا تفسد لبُعد المسافة عن القاهرة والمحافظات، فكان معنا إخوة زراعيون قاموا بزراعة جميع الخضراوات أمام الخيام، وقد أثمرت بفضل الله وأتت بخير وفير.
كما ربينا دواجن؛ لدرجة أن من كان يزرونا نهديه بخيرات كثيرة من إنتاجنا من الخضراوات والدواجن، وكنا نطلب التقاوي من الزيارات التي كانت تأتي إلينا كل فترة، إلى جانب الإخوة المرضى الذين يذهبون للعلاج بالقاهرة، وكنا نستخدم مخلَّفات الفرن والمطبخ والدواجن كسماد.
وبفضل الله أنشأنا مزرعة مكونة من 6 قراريط تمَّ زراعتها بكل أنواع الخضراوات ويكفي إنتاجها 300 رجل غداء وعشاء، وتم نقلنا من سجن الواحات إلى سجن القناطر الخيرية بعد 6 سنوات، والسبب هو الضغط علينا لتأييد جمال عبد الناصر.
فقد مارسوا علينا ضغوطًا كبيرةً من خلال المحاضرات والفتن، وعندما قرَّر جمال عبد الناصر تأميم قناة السويس استغلَّها الأمن في إثارة الفتن في تأييد جمال عبد الناصر، ودارت نقاشات كبيرة داخل الإخوان حول هذا الإجراء، وبفضل الله ثبتنا على الحق حتى خرجنا في 1964م.
وبعد مضيِّ حكم العشر سنوات خرجت لبضعة أشهر قبل أن يتم اعتقالي مجددًا عام 1965م بالقرار الظالم لرئيس الجمهورية؛ باعتقال كل من سبق اعتقاله من الإخوان، وتم ترحيلنا إلى السجن الحربي وكانت المخابرات العسكرية هي التي تحقق معنا، وكان التحقيق ينصبُّ على: لماذا لم نستجب لمحاولات التأييد لجمال عبد الناصر خلال فترة السجن السابقة؟، وهل هناك صلة بين التنظيم القديم والجديد.
ثم صدر حكم عليَّ بالسجن سنتين، وبعد انتهاء المدة تم ترحيلي إلى سجن أبو زعبل، وخلال هذه الفترة كنا في صراع مع قوات الأمن طلبًا لتأييد جمال عبد الناصر، إلى أن مات عبد الناصر واستلم أنور السادات الحكم وبدأ يخرج الإخوان من السجون، وكنت من آخر من خرج من السجن مع الأستاذ حسن الهضيبي، وكان ذلك في أوائل السبعينيات".

وقد أوصي الأستاذ سيد المشتولي إخوانه أيضا وقال

" عليهم دائمًا باللجوء إلى الله تعالى وتفويض الأمر كله له سبحانه، كما أن عليهم أن يكونوا صورةً طيبةً للمسلم في جميع تصرفاته، وأن يتخذوا رسول الله صلى الله عليه وسلم أسوةً حسنةً، كما أوصيهم بأن يكون مطعمهم حلالاً مائة في المائة ولا يوجد به شبهة حرام، وعليهم بمخالطة الناس ودعوتهم إلى الخير والصبر على إيذائهم"

المصدر

سيد المشتولي موقع إخوان أون لاين

للمزيد عن الإخوان في القليوبية

ملفات ومقالات متعلقة

أهم أعلام الإخوان في القليوبية

تابع أعلام الإخوان بالقليوبية

وصلات فيديو

.