سيد دسوقي حسن

من Ikhwan Wiki | الموسوعة التاريخية الرسمية لجماعة الإخوان المسلمين
مراجعة ٠٢:٥٥، ١٨ يناير ٢٠٢١ بواسطة Admin (نقاش | مساهمات)
(فرق) → مراجعة أقدم | المراجعة الحالية (فرق) | مراجعة أحدث ← (فرق)
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث
د. سيد دسوقي حسن .. عالم الهندسة والإبداع الحضاري

إعداد: ويكيبيديا الإخوان المسلمين

أولا : السيرة العلمية

أ: الشهادات العلمية

الأستاذ الدكتور سيد دسوقي حسن أستاذ ورئيس قسم هندسة الطيران بكلية الهندسة جامعة القاهرة، ورئيس هيئة تنمية الابتكارات باتحاد المنظمات الإسلامية، وأحد أعلام دعوة الإخوان المسلمين في مصر
  • ماجستير هندسة الطيران ديسمبر 1962 جامعة أوهايو ، الولايات المتحدة الأمريكية .
  • دكتوراه هندسة الطيران يونيو 1965 حول "الميكانيكا الهوائية" من جامعة ستانفرد كاليفورنيا أمريكا .
  • ماجستير في الرياضيـات 1971 جامعة ستانفرد كاليفورنيا أمريكا.

ب: وظائفه

  • عضو بعثة دراسية بأمريكا (1961 - 1965).
  • عالم باحث بشركة لكهيد بأمريكا (1965 - 1966).
  • أستاذ مساعد بجامعة تكساس ((1967 - 1969).
  • كان مسئول الحركة الإسلامية بأمريكا وأحد مؤسسيها في الفترة من (1964- 1971).
  • أستاذ مشارك بجامعة الرياض (1973 -1976).
  • أستاذ بجامعة الملك عبد العزيز ومعار إعارة كاملة لمكتب وزير التعليم العالي بالسعودية (1976 - 1979) .
  • أول من درس هندسة الفضاء في كلية الهندسة جامعة القاهرة.
  • رئيس قسم هندسة الطيران (1984 - 1990).
  • أستاذ هندسة الطيران والفضاء بكلية الهندسة جامعة القاهرة منذ 1979.

ج: إنجازاته العلمية

  • تصميم مناهج الهندسة الاجتماعية لجامعة الملك عبد العزيز (1981 - 1982)
  • الإشراف على مشروع دراسات الترجمة مع مكتب التربية العربي لدول الخليج بالرياض (1982)
  • الإشراف على مشروع للدراسات الإستراتيجية فى هندسة الطيران للقوات المسلحة المصرية (1989).
  • الإشراف على أكثر من مائة وخمسين رسالة ماجستير ودكتوراه في مجالات الهندسة.

د: الاهتمامات العلمية والفكرية

  • اهتمامه البحثي والتدريسى في ميدان هندسة التحكم والتوجيه للطائرات والصواريخ والأقمار الصناعية.
  • يتجه جهده الفكري إلى محاولة قراءة القرآن قراءة حضارية.

ثانياً: نشأته وحياته الاجتماعية

النشأة الأولى

  • ولد في قرية المرج ، مركز الخانكة ، محافظة القليوبية في 17 من نوفمبر عام 1937م في أسرة ريفية متوسطة الحال ،ولنستمع إليه يحدثنا عن نشأته الأولى ، فيقول في حوار معه نشر على موقع (المستشار) حول (التقتير على العلماء):
" كان والدي يمتلك أرضاً زراعية وورشة لصناعة الأحذية ، فكنت أرابط بين الدراسة وورشة الأحذية والحقل.ألحقني والدي بكتاب القرية ثم المدرسة الابتدائية بالزيتون لمدة أربع سنوات ثم مدرسة عين شمس الثانوية لمدة خمس سنوات ".
  • التحق بالمدرسة الابتدائية وهو في الثامنة من عمره سنة 1945م ، ثم بالمدرسة الثانوية سنة 1949م ، والتحق بكلية الهندسة بجامعة القاهرة سنة 1954م ، وهو في السابعة عشر من عمره .
  • التحق بكلية الهندسة جامعة القاهرة قسم الطيران سنة 1954م ، وتخرج الأول على الدفعة عام 1959م ، وعُيِّن معيداً بالكلية، وظلل بها حتى عام 1961 ثم سافر إلى الولايات المتحدة الأمريكية في بعثة دراسية وأنهي الدكتوراه عام 1965 وظللت هناك حتى عام 1970 .

حياته الاجتماعية

  • له من الإخوة الذكور اثنان ومن الإخوة الإناث ثلاث.
  • وله أربعة أبناء، هم: إيمان ونهى وزينب وأسامة
  • وله من الأحفاد اثنا عشر حفيدا.

ثالثاً: فى صفوف الإخوان المسلمين

تعرفه على الإخوان

عقب عودة الإخوان لنشاطهم بعد محنة الحل والاعتقال في عهدى النقراشي وإبراهيم عبد الهادي عاد أعمال الإخوان لممارسة نشاطهم الدعوى ، وكان للدعوة تأثير كبير في الناس في ذلك الوقت ، وقد التحق الدكتور سيد دسوقي بالإخوان منذ الصغر في بداية مرحلة الشباب .

كان الإخوان يجوبون البلاد لتثبيت دعائم دعوة الإخوان بعد الأحداث التي ألمت بهم ، وكان للشاب سيد دسوقي مهمة مكلف بها يحدثنا عنها في بحثه ( أمثلة من التربية الحضارية عند الإمام البنا) بقوله :

"كنت و أنا صبى صغير أصطحب الدعاة الزائرين لقريتنا لزيارة قرى أخرى لا نصل إليها إلا مشيًا، أو ركوبًا للدواب. وكان حظي أن أصطحب دعاة لا أنسى أثرهم في حياتي بما ألقوا في قلبي من المواعظ وفى عقلي من الذكر.وكان من هؤلاء الشيخ عبد اللطيف الشعشاعى (عليه رحمة الله)، وكان الشيخ ضريرًا، ويحتاج إلى صحبة ترافقه في تنقلاته البعيدة."

ويتحدث عن أثر دعوة الإخوان في أهل قريته في مقاله (أمثلة من التربية الحضارية عند الإمام البنا) بقوله :

" في 1950 - 1951م انتقل الفلاحون والعمال في قريتي بالمرج من جسد هامد متخلف إلى جسد حي ينشئ مدرسة ومستوصفًا، ويسعى في حركة تحارب العادات السيئة من تدخين الحشيش إلى التحلل الاجتماعي، كل هذا في عام واحد، بل بدأ هؤلاء الفلاحون يضطلعون بحفظ الأمن والضغط على عصابات القتل والسرقة حتى أقلعوا عن جرائمهم."

وقد تميز نشاط الطالب سيد دسوقي ،وهو في المرحلة الثانوية مما جعلت إخوانه في الشعبة يهتمون به ويكلفونه بأنشطة دعوية متنوعة ويجعلونه في موقع المسئولية ، منها ، ما يذكره في مقاله (ثلاث قضاة نجوم في حياتي وفي حياة مصر):

" اقتربت من الأستاذ عبد القادر عودة في أوائل الخمسينات ، وكنت أيامها ابن الرابعة عشر استضفناه في المرج في حفل المولد النبوي في القرية ، وكانت مهمتي أن أصاحبه في القطار إلى قريتنا وأشرف على ضيافته في شعبة الإخوان .."

واقترب أيضا من المستشار حسن الهضيبي المرشد العام للإخوان وتأثر به ، يقول :

" وفى نفس الوقت اقتربت من الأستاذ الهضيبي ، كان الأستاذ الهضيبي يذهب كل شهر تقريبا لزيارة أهله في (عرب الصوالحة) إحدى قرى القليوبية ، وهى قرية قريبة من قريتي المرج.
وكان مأذون القرية أستاذا لنا من الإخوان ، واسمه الأستاذ حسن عليان ، وكان الأستاذ عليان يختار مجموعة صغيرة من شباب الإخوان في حدود العشرة ؛ ليذهبوا إلى منزل الهضيبي في القرية ليسألوه ما بدا لهم من الأسئلة كتبوها في أوراق صغيرة ثم تجمع بين يدي الأستاذ ، وكان سؤالي في إحدى هذه الليالي هو : (في مصر شيوعية وشيوعيون ، فما موقفنا منهم ، وكيف نتعامل معهم ، فلما قرأ الأستاذ السؤال نظر حوله وسأل: من الذي سأل هذا السؤال؟.
فرفعت يدي في شيء من الخوف أنا أكون قد ارتكبت خطأ بهذا السؤال ، وكنت يومها أصغر الحاضرين سنًا ، ورأيت الأستاذ يتبسم ابتسامه كلها رضا ثم يعلق عن الشيوعيون : هم إخواننا في الوطن يطنون أن طريقتهم في الإصلاح هي الأمثل للوصول إلى الإصلاح المنشود،ظل هذا الموقف محوريا مع تعاملي مع كل المخالفين لنا في توجهاتهم الإصلاحية ..الحوار ثم الحوار ثم الحوار .

ويعرج الدكتور سيد دسوقي في مقالاته وبحوثه حول بعض المعلومات عن شبابه ،ففي الحوار الذي أجراه حول:(التنمية التي يفرضها الغرب علينا تزيدنا تخلفاً)،يقول:

" كنت في معارك الصبا أجادل إخواني العلمانيين حول الثقافة فأجنح بها إلى مزيد من الإرهاق في التراث كرد فعل لإغراقهم مضامينهم الثقافية في الأبعاد الترويحية أو تقديسهم للوثنية التاريخية، فلما اشتد العود الثقافي بفضل الله ونأينا عن معارك ردود الأفعال ."

أثر الإخوان المسلمين في حياته

لقد كان لنشأته فى ظلال دعوة الإخوان المسلمين أثر في حياته ، وصرح بها في بحوثه ومقالته ، يقول الدكتور سيد دسوقي في مقاله : (ملاحظات حول الحركة الإسلامية وعلاقتها بالدولة):

" ولقد تدربت سلوكياً و فكرياً في صباي في مدرسة الإمام الشهيد حسن البنا ، وما زلت أراها رغم تقلب السنين ومزاحمة الأيام أصفى المدارس فكراً وأقربها إلى روح القرآن والسنة …"

ويقول عن شخصية الإمام البنا الذى فى بحثه : (أمثلة من التربية الحضارية عند الإمام البنا):

" لقد كانت دعوة البنا دعوة إحيائية تحيى موات الأمة، وتعيدها إلى النبع الصافي من القرآن والسنة متجاوزة عمليات الإحياء الضيقة التي كانت تقوم على نُتَفٍ مذهبية أو نتفٍ تاريخية، أو نتف عرقية.
وهذا الإحياء لم يكن نظريًا، وإنما كان إحياءً عمليًا، فهذا الجسد الذي تريد إحيائه محتلة أرضه، منهوبة موارده، وتحيط به أمراض حضارية كثيرة، فهذا إذن إحياء تحت صليل السيوف الممشوقة فوق رقابنا تحرس ما تراكم في وعائنا من تخلف حضاري."

ويذكر كثيرا من المواقف عنه التي جعلته يستحوذ على القلوب .

وعن أثر الشهيد عبد القادر عودة ، يقول في مقاله (ثلاث قضاة نجوم في حياتي وفي حياة مصر):

"..ولا أنسى موضوع المحاضرة ما حييت كان الموضوع هو: ( معنى الأُخوّة ) حيث علمنا يومها أن الأُخوّة طيف متعدد العناصر، فهناك : الأخوة الإنسانية ، وهناك الأخوة القومية ، وهناك الأخوة الوطنية ، وهناك الأخوة العقيدية .
تذكرت هذه المعاني وأنا ألقى محاضرة في الطلبة المسلمين في لندن ، وقام يومها شاب من أصحاب اللحى الغاضبة يسألني كيف تقول في مصر أنهم أهلنا في مصر ، يومها ذكرت له درس الشهيد عبد القادر عودة في القرية ، وأن الأخوة مفهوم متعدد الطيف يسعنا ويسع كل من حولنا في إطار الأخوة الإنسانية ، والأخوة الوطنية جزء لا يستهان به من الأخوة العقيدية ."

وقد يبق ذكر تأثره بالأستاذ الهضيبي ، وظل هذا الموقف نصب عينيه فى حياته ، فيقول : ظل هذا الموقف محوريا مع تعاملي مع كل المخالفين لنا في توجهاتهم الإصلاحية ..الحوار ثم الحوار ثم الحوار .

وقد تأثر كذلك بمالك بن نبي المفكر الإسلامي الجزائري ، فيقول :

لم يقدر لي أن أقترب من الأستاذ مالك بن نبي شخصا أو فكرا حتى خريف عام 1968م. في ذلك الوقت كنت أعمل أستاذا مساعدا في إحدى جامعات تكساس بالولايات المتحدة الأمريكية، وكنت في ندوة في الشرق الأمريكي والتقيت بأخ سوداني أعطاني نسخة من كتاب مالك بن نبي "شروط النهضة"، ومن ذلك الوقت بدأ يقرأ كتبه ويتأثر بفكره الإصلاحي،وقرأ له كتاب: "شاهد قرن" ،وغيره .

رابعاً: جهوده في هندسة الطيران والأقمار الصناعية

إعادة فتح قسم هندسة الطيران بجامعة القاهرة

يقول دكتور سيد دسوقي:

عندما عدت إلى القاهرة في مايو 1979 أستاذاً في قسم هندسة الطيران وجدت القسم مغلقاً ولقد جاهدت في الجامعة لإعادة القسم فوجدت الطريق مسدودا.
وفي العام الدراسي 1983/1984 التقيت بالأخ الصديق الدكتور محمد منصور الأستاذ بجامعة ميونخ وأحد الذين حكم عليهم بالسجن عشر سنوات في محاكمات 1954 ودعاني لزيارته على الغداء ، وعندما أجبت دعوته إذا باللواء سعد شعبان مدير مكتب رئيس الجمهورية مدعواً أيضاً على مأدبة الغداء، فقلت له : الخدمة الوحيدة التي أتمنى أن تلبيها لجامعة القاهرة هي مساعدتنا في فتح قسم الطيران.. وبعدها بأيام جاءنا إخطار بالموافقة على إعادة قسم هندسة الطيران ، فعاد بفضل الله عودة قوية.

في مجال الأقمار الصناعية في مصر

تولى الدكتور سيد دسوقي رئاسة لجنة تكنولوجيا الفضاء وهى إحدى اللجان المختصة لإنجاز القمر الصناعي "ايجيبت سات واحد" لتطلقه مصر في منتصف تسعينيات القرن الماضي.وضمت اللجنة كوكبة من علماء مصر الموجودين في مختلف المراكز البحثية.

وارتأى الدكتور سيد دسوقي آنذاك أن يكون البدء بتصميم وتصنيع وإطلاق أقمار صغيرة، فإذا نجحت التجربة يتم الانتقال إلى ما بعدها. وكانت خبرة صناعة تلك الأقمار متوافرة في جامعة ستانفورد الأمريكية (التي حصل منها الدكتور دسوقي على شهادة الدكتوراه).

وقد برز فيها الدكتور تويجز، أحد أهم العلماء الأمريكيين وسافر الدكتور سيد دسوقي إلى هناك واتفق مع العالم الأمريكي ومساعده على أن يقضيا في مصر أسبوعين، وأن يستقدما معهما المكونات اللازمة لتصنيع عشرة أقمار علب صغيرة، لتطلق عن طريق بالون.

على أن تكون تلك بداية التعاون فى إجراء أبحاث مشتركة لتطوير الأقمار. وكل ما طلب آنذاك لم يتجاوز إصدار بطاقتي سفر للرجلين، وخمسة آلاف دولار لكل منهما لنفقات الأسبوعين، وخمسة آلاف دولار قيمة المكونات المطلوبة للأقمار العشرة، أي أن التكلفة لم تتجاوز 20 ألف دولار.

(للعلم فإن فكرة الأقمار الصغيرة أصبحت سائدة فى العالم الآن)، حيث أصبحت الجهات المختصة تطلق مجموعة من تلك الأقمار وتوزع عليها مهام القمر الكبير فى نفس المدار وحول بعضها البعض، وفى الصيف الأخير بعد مضى عشر سنوات زارت مصر وفود يابانية تريد أن تبدأ معها مشاريع لتلك الأقمار الصغيرة، بعدما أصبح اسم الأستاذ تويجز ملء السمع والبصر فى أوساط علوم الفضاء فى العالم).

حمل الدكتور سيد دسوقي العرض الذي عاد به من أمريكا وقدمه إلى اللجنة العليا للفضاء التي رأسها الدكتور علي صادق، لكنه فوجئ بأمرين، أولهما رفض الفكرة من أساسها. وثانيهما أن ثمة مشروعا للتعاقد مع أوكرانيا لتصنيع القمر، أعده الدكتور علي صادق والدكتور بهي الدين عرجون.

فى تلك الفترة جاء وفد من أوكرانيا لزيارة هيئة الاستشعار عن بعد، استعدادا لبدء المشروع. واقترح أحد الباحثين المصريين أن يلتقي كبير علماء مشروعات الفضاء الأوكرانى مع الدكتور سيد دسوقي باعتباره كبير العلماء المصريين فوافق على ذلك.

وحين تسرب الخبر فوجئ الدكتور سيد دسوقي بأن الجو قد توتر، وأن بعض أصحاب المصلحة فى المضي فى المشروع عملوا على إلغاء اللقاء، بحيل متعددة، وتحقق لهم ما أرادوه لأسباب بعضها معلوم وبعضها لا يزال فى علم الغيب، فى النهاية تم تجاهل فكرة تصنيع الأقمار العشرة بتكلفة 20 ألف دولار، وتسارعت خطى تنفيذ القمر الأوكرانى الذي بلغت تكلفته 21 مليون دولار.

وذهب مدير المشروع المصري إلى أوكرانيا بصحبة 50 مهندسا مصريا أجلسوهم هناك ليتفرجوا على اختبارات بعض الأجهزة، فلم يتعلموا شيئا، وعادوا لكي يكملوا دراساتهم العليا فى القاهرة، ثم تشتتوا بعد ذلك، وأغلبهم غادر البلاد بحثا عن عمل فى الخارج.

الأهم من ذلك أن مصر فشلت فى أن تنفذ مشروعها الوطني لصناعة الأقمار، ثم فقدت القمر الأوكرانى الذي مولته، وخرجت من المولد بلا حمص على حدّ تعبير الأستاذ فهمي هويدى .

ترى من المستفيد من إهدار المال والعلم ؟!!.

ولذلك عبر الدكتور سيد دسوقي عن عميق ألمه لما يحدث بمصر فى مقاله (ربي إني مغلوب فانتصر) بقوله :

أمضيت من حياتي نصف قرن أتعلم هندسة الطيران والفضاء وأُعلِّمها ، ويعلم الله ما أعطيت من جهد في هذا الاتجاه، ثم هآنذا تمضى بي الحياة ولا أجد مشروعا محترما نحتشد فيه في أرض الكنانة، كلما بدأت مصر تفكر في بعض مشاريع الفضاء تربص بها الذئاب، وانتهى المشروع دعما لدول أخرى وقوم آخرين.
أنا لا أشتكي من الاستعمار؛ فهذا هو حاله الإجرامي، ولكنني أشكو من القابلية للاستعمار، هؤلاء الذين أسميتهم من قبل "الثموديون الجدد" عاقروا ناقة الإنتاج والإبداع.. هؤلاء قومي وليسوا بقومي ، لا يبحثون إلا عن الثراء السريع الرخيص، هو أهل التكاثر بتعبير القرآن المجيد.
وأنا لست ضد الوكلاء الشرفاء في عالم التكنولوجيا فلهم دور معلوم، ولكن أن يتخطوا هذا الدور فيحددون لمصر احتياجات وهمية ليست ذات أولوية قومية ويشترون الذمم في سبيل ترويج بضاعتهم ويعوقون مسار التنمية الوطنية ويحملون جهدنا وأموالنا للذئاب الأجنبية فهذا ما ننكره وما نمقته.

معوقات تصنيع الطيران وأبحاث الفضاء

يروى الدكتور سيد دسوقي تجربته فى هذا المجال ،فيقول : لا توجد دولة نفطية فكرت في ذلك أو بالأحرى لا توجد إرادة سياسية عربية استطاعت كسر الطوق المحيط بقراراتها الاستراتيجية وقالت تعالوا ننشئ مركزاً لبحوث الفضاء أو مركزاً لصناعة الطيران .. فهذا طريق وعر أما الطريق السهل فهو إنفاق ما يزيد عن 25 بليون دولار لشراء طائرات أسرار صنعتها في يد الغرب.

ولي تجربة في مصر ، فقد عرضت هذا الأمر على صديقي القديم الدكتور عاطف عبيد وقت أن كان رئيساً لمجلس الوزراء ، فقال لي ضع تصوراً كيف يمكن أن نبدأ بهدوء في بحوث الطيران والفضاء ، وعندما أتيته بالتصور قال نشكل لجنة من 3 وزراء برئاسة الدكتور سيد ، قلت يكفي أن أسهم بعلمي لوجه الله ..

وظللت لمدة 3 أشهر أقوم بالتصميمات الهندسية وأقترح الأرض التي سيقام عليها هذا المشروع لكن تغيرت الوزارة ولما عرضت الأمر على الوزارة الجديدة عن طريق الدكتور عاطف عبيد نفسه لاستكمال ما بدأناه أرسل لي الرد في رسالة بريدية أن القوم قد رفضوا!!

ولذلك يأتي علي وقت أقول فيه لنفسي إننا نضحك على أنفسنا وعلى طلبتنا في الماجستير والدكتوراه!!

حقيقة الأزمة فى معوقات صناعة الطيران والأقمار الصناعية

يوضح الأسباب التي جعلت مصر والعالم العربي لا يهتم بصناعة الطيران والأقمار الصناعية ، فيقول :

  • التصدع والتفتت الذي تعيشه أوطاننا العربية منذ عشرات السنين إلام يعود؟

يعود إلى أن العالم العربي كله ما زال محتلاً بدرجات مختلفة، وأقصد بالاحتلال احتلال القرار السياسي والقرار التنموي والقرار الاجتماعي والقرار الثقافي.

وفي هذه المرحلة الاستعمارية تركز قوى الاستعمار على أمرين ، الركاز والأسواق، وهي تسمح بحركة اجتماعية في حدود خدمة الهدفين معاً.

وما نشاهده من تفكيك المجتمع تنموياً يصب في أهداف تفكيكه ثقافياً واجتماعياً وسياسياً واقتصادياً.

كما تحرص القوى الاستعمارية على تكوين ثالوث شيطاني من ثلاثة عناصر باعت دينها بدنيا رخيصة :

  • نخبة سياسية انتهازية لا ضمير لها.
  • رجال أعمال من أهل التكاثر المفضي إلى الأثرة والطغيان.
  • رجال أمن لا وطنية عندهم ويفعلون ما يؤمرون.

وكما تحرص هذه القوى الاستعمارية على التفكيك الداخلي لدويلاتنا العربية تحرص أيضاً على تفكيك أي بنية عربية أو إسلامية حتى لا تتجمع هذه الدويلات ويقوي بعضها بعضا.

ولا تتصور أبداً أن القرار يصنع في دولنا ، لكنه يصنع في الدول العظمى ويستقبله الحاكم من هؤلاء فيدفعونه إلى الجهات التنفيذية في أوطانهم.

ولا تتصور أبداً أن دولنا يوجد بها هياكل تصنع قراراً أو تضع استراتيجية وإنما الموجود هياكل كلها خاوية على عروشها سواء كانت في المعارضة أو في الموالاة.

خامساً: إنجازاته الدعوية في أمريكا

التقرب من الأفارقة الأمريكيين السود

في عام 1961 خرج في بعثة دراسية إلى الولايات المتحدة الأمريكية، وهناك التقيت مجموعة من الأصدقاء من طلاب العالم العربي ومنهم الدكتور محمد صقر الذي أصبح بعد ذلك رئيسا للجامعة الإسلامية في غزة ، والذي قام بإصدار مجلة " المنار " من بوسطن، وهي أول مجلة إسلامية في أمريكا ، والدكتور سلطان أبو علي الذي أصبح بعد ذلك وزيراً للاقتصاد في مصر ، وكلاهما كان يدرس الاقتصاد في هارفرد.

وكان هذا اللقاء الذي جمعني وصقر وسلطان هو نقطة البدء في عمل إسلامي وعربي منظم.

فقد رأينا ضرورة الاتصال بمالكم إكس الزعيم المسلم الأفروأمريكي الشهير، نظراً لتأثيره الشديد في مجتمع المسلمين الأفارقة ، ومحاولة تصحيح صورة الإسلام بعيداً عن الصورة العنصرية التي استقرت في ذهنه. لقد كنت تقرأ في جريدتهم فتجد أشياءً وأفكاراً عنصرية ، وكنت تحاول الدخول في مساجدهم فتجد المساجد مغلقة على اللون الأسود!

أن الأمر تحقق وذهب مالكم إكس أو مالك شباز كما كان يسمى نفسه إلى الحج ، وعاد من الحج ليكتب مقالاً رائعاً في ( لايف مجازين ) يتحدث فيه عن التحول القلبي والنفسي والعقلي الذي حدث له ، وأنه قد أصبح يحب ويحترم أصحاب البشرة البيضاء وأصحاب العيون الزرقاء ، وبدأ رحلته وجولته الجديدة في الدعوة إلى الإسلام بعيداً عن أفكار "أمة الإسلام" العنصرية.وتم بذلك تصحيح المفاهيم الخاطئة للإسلام لدى المسلمين السود.

الدعوة بين الطلاب

ويروى الدكتور سيد دسوقي تجربيه الدعوية فى أمريكا بقوله :

وبالنسبة لعملنا مع الطلبة ، فقد قمنا بتنظيم الاشتراكات في "مجلة المسلمون" بين الطلبة العرب ، وهي مجلة كان يصدرها الدكتور سعيد رمضان من جنيف ، ويصدر معها سلسلة من الرسائل الحضارية حول الإسلام باللغة العربية والإنجليزية.

وكانت خطتنا هي حفظ الهوية الإسلامية للطلبة العرب المسلمين والبعد عن المعارك المشرقية وقد وجدنا الأرض خصبة وواسعة في أمريكا، فالآلاف من المسلمين يتوافدون على الولايات المتحدة ويحتاجون هم وأبناؤهم من يقوم على تربيتهم ، وهناك أيضاً ملايين الأفارقة الأمريكان الذين ينظرون إلى الإسلام كمنقذ لهم مما يشعرون به من تعصب وإهمال.

وكان الطلبة العرب ألواناً في الفكر والسياسة ، وكانت أعداد المبعوثين المصريين تفوق أعداد غيرهم من البلاد العربية وكان للسفارة المصرية نشاطها الخاص بين الطلاب فكانت ترسل كل شهر مجلة للمبعوثين تربطهم بالوطن وببعضهم البعض.

والحقيقة أن الاجتماع السنوي للطلبة العرب ، والذي كانت تموله السفارات المختلفة كان عاملاً مساعداً في التجمع الإسلامي وما انبثق عنه من نشاط إسلامي شامل.

تكوين لجان للعمل الإسلامي

ومع حلول صيف 1964 دعا الثلاثي سيد وصقر وسلطان إلى اجتماع تأسيسي في جامعة ستانفرد حضره ممثلون من معظم الولايات الأمريكية ، وقرروا يومها أن يتكاتفوا في تجمع إسلامي مهمته خدمة الدعوة الإسلامية بين الطلبة والمهاجرين في أمريكا الشمالية.

ويومها سأل أحد الإخوة الجزائريين :

هل هذا التجمع امتداد لأي حركة شرقية عربية أو آسيوية ؟ فأكدت له سيد أن هذا التجمع لا علاقة له بأي جماعة أو حزب من الأحزاب في العالم الإسلامي ، وإنما هو فقط يبتغي بعث الهمم والحفاظ على الهوية الإسلامية للطلاب المسلمين والمهاجرين المسلمين ، ورغم ذلك فإننا لا نطلب من أحد أن يهجر انتماءه لأي جماعة أو حزب في بلاده، المهم أننا هنا في أمريكا نعمل جميعاً لهدف واضح .

وبالفعل بدأ العمل ينتظم في أمريكا الشمالية،وتم تشكيل لجان للنشاط بكافة أنواعه:

  1. لجنة للكتاب الإسلامي .
  2. لجنة للمجلة الإسلامية .
  3. لجنة للعمل مع المسلمين الأفارقة .
  4. لجنة للدفاع عن قضايا العرب والمسلمين .
  5. لجنة للاتصال بالحركة الإسلامية في أوروبا للاستفادة من تجاربها وتبادل الخبرات .
  6. لجنة للمعسكرات التي تضم الأطفال المسلمين الأمريكيين حتى يروا نموذجاً للحياة الإسلامية ومعظمها كان في الصيف .
  7. لجنة للاهتمام بجمعية الطلبة المسلمين.

والأمر المهم جداً أن هذا التجمع لم يكن مذهبياً ، فكل المذاهب كانت ممثلة فيه : الشيعي والسني والزيدي والإباضي بجميع تفرعاتهم الداخلية ، ولا أدل على ذلك من أننا رشحنا شيعة لرئاسة جمعية الطلبة المسلمين عدة مرات بعضهم إيراني وبعضهم عراقي وبعضهم أفغاني.

كما أن هذا التجمع لم يكن عرقياً ، ففيه كل الأعراق ، وكل الأجناس ، ومن خريجي هذا التجمع تجد الدكتور إبراهيم يازدي أول وزير خارجية في إيران الثورة ، والدكتور مصطفى شمران وزير الدفاع في إيران الثورة أيضاً ، وهناك أسماء كثيرة ما زالت تقوم بدورها في بلادها .

كما تجد أن هذا التجمع المبارك قد أثمر تعاوناً بناءاً بين الأقطار الإسلامية التي ينتمي إليها أفراده .

كان تجمعنا الإسلامي تجمعاً حول الأعمال وليست له هيكلة محددة ، فممثلو اللجان المختلفة يجتمعون في العام مرة واحدة ، ويختارون من بينهم مسئولا عاماً ، وقد كان قدري أن اختاروني لهذه المسئولية حتى أنهيت إقامتي بالولايات المتحدة في أواخر عام 1970.

وفي صيف 1968 ذهبت أنا وصقر وسلطان للاجتماع السنوي للطلبة العرب، وكنت أعمل وقتئذ أستاذا مساعدًا في جامعة تكساس، والتقينا هناك باثنين آخرين: د. أحمد صديق عثمان، والدكتور شريف بن الحاج سليمان (الذي أصبح وزيرا للتكنولوجيا في حكومة بن جديد بالجزائر).

وكالعادة أقمنا نحن الخمسة صلاة العصر في مكان المؤتمر ، وما أن انتهت الصلاة حتى رأيت من خلفي معظم الحاضرين في المؤتمر، حينئذ اقترح أحمد عثمان أن ندخل الإنتخابات باثنين هو وشريف، وفعلنا وكانت النتيجة مذهلة، شريف يفوز بأعلى الأصوات وبينه وبين من يليه فارق كبير.

في هذا العام أصبح شريف رئيسا للمنظمة وأحمد عثمان أمينا للصندوق، ومحررًا مساعدًا لمجلة الطلبة العرب (كان د. علي الدين هلال هو المحرر).

هكذا يفعل الاستبداد بعلماء مصر

كتب الظلم والاستبداد أن يظل الإخوان فى سجون عبد الناصر مدة حكمه ، ومن لم يكتب له السجن يظل مطاردا فى مختلف البلاد محروما من العيش فى بلاده فى أمن وأمان فى ظل حكومة الاستبداد، وقد ظل الدكتور سيد دسوقي غريبا عن وطنه لم يعد إليها إلا بعد موت جمال عبد الناصر ، يقول :

وفي ديسمبر 1965 ذهبت لحضور مؤتمر علمي في سان دييجو، ولما عدت إلى منلو بارك، حيث كنت أسكن وجدت رسالة جاءتني من إدارة الهجرة تطلب مني الرحيل، وقد صلت الرسالة متأخرة ثلاثة أسابيع، وهذا يعني أنه لم يبق لي إلا أسبوعاً واحداً ..

وبالفعل حزمت أمتعتي، وبعت البيت واشتريت تذكرة على الخطوط السويسرية إلى مصر على أن أتوقف في جنيف لعلي أستطيع عن طريق بعض الأصدقاء هناك الحصول على عمل في أي مكان. ذلك لأن بعض أصدقائي حذروني من العودة إلى مصرفي هذا الوقت.

توفي الرئيس عبد الناصر وتولى السادات، واتصل بي صديقي القديم د. أحمد كمال أبو المجد يشجعني على العودة فعدت إلى القاهرة مرورا بالجزائر بضعة شهور عملت خلالها مستشاراً في مكتب وزير الدفاع الجزائري عبد الحميد الأطرش، ولله الأمر من قبل ومن بعد.

سادساً: رؤيته للمشروع الحضاري

يحتوي المشروع الحضاري الذي يقدمه الدكتور سيد دسوقي حسن،وبرز فى مؤلفاته وبحوثه ومقالاته وحواراته موضوعات كثيرة فى مشروعه الحضاري،ومن أبرزها المجالات التي كتبها في خمسة أساسية هي:

  1. مجال التفسير الحضاري للقرآن الكريم.
  2. مجال التنمية.
  3. مجال الفكر السياسي .
#رؤيته الحضارية لبناء مصر بعد ثورة 25 يناير .
  1. التطور الحضاري للإخوان المسلمين .

والدكتور سيد دسوقي هو واحد من رواد التجديد الفكري في تلك المجالات السابقة ، يجمع بين التأصيل المعرفي المستند إلى المرجعية الإسلامية من جهة. ونادراً ما تجتمع هذه الأبعاد في عمل فكري واحد.

في مجال التفسير الحضاري للقرآن الكريم

يقدم الدكتور سيد دسوقي رؤيته واجتهاده انطلاقاً من التمييز بين ما يرويه القرآن من الأمثلة والقصص، وهو يرى أن الأمثال الواردة في آيات الكتاب العزيز تهدف إلى التوضيح وتقريب المعاني، أما القصص فيهدف إلى دلالات وعبر، وعلى هذا المنهج سار الدكتور سيد أشواطاً مع بعض آيات الكتاب العزيز، وقرأها قراءة جديدة، وكشف عن دروس وعبر تخاطب فطرة الإنسان ووجدانه وعقله وقلبه في وقت واحد؛ حتى إن القارئ يشعر وكأنه يقرأ ما في نفسه هو بكلمات الدكتور سيد دسوقي.

في مجال التنمية

كان الشغل الشاغل للدكتور سيد، ولا يزال، هو البحث عن المعنى العملي لمفهوم التنمية، لا المعنى المجرد الذي لا حظ له من التطبيق في الواقع الاجتماعي الذي تحياه شعوب الأمة الإسلامية. وقد هداه منهجه الحضاري في النظر في آيات القرآن الكريم إلى تعريف مبتكر للتنمية من الناحيتين النظرية والتطبيقية.

يقول إن "التنمية هي التخلية بين الإنسان وترابه الوطني ليتفاعل معه في ظل عقيدة وشريعة ونظام"، وذلك ليأكل مما يزرع، ويلبس مما يصنع، ويسد حاجاته المختلفة بجهده وبثمرات عمله. وهذا التعريف غير مسبوق في كتابات التنمية بمختلف توجهاتها التي أخذت في الظهور منذ نهايات الحرب العالمية الثانية.

منذ نهاية الثمانينيات من القرن الماضي وهو يحاضر ويكتب مؤكداً على أن جوهر التنمية هو "الحرية"، ولم يكن هذا المعنى بعيداً عنه، ولا عصياً على إدراكه؛ وذلك بفضل قربه من القرآن الكريم، وحبه له، وسياحته في آفاق الرحبة.

وقد هداه تأمله الحضاري إلى أن الحرية هي جوهر من الجواهر القرآنية النفيسة التي يتعين علينا الوصل إليها، وإفادة العالمين بها، وليس فقط أمة المسلمين.

في نظريته التنموية أيضاً، يقدم الدكتور سيد دسوقي تعريفاً إجرائياً عملياً يقسمها إلى أنواع ثلاثة:

  1. تنمية البقاء.
  2. تنمية النماء.
  3. تنمية السبق.

ويشرح مقصودة بكل نوع منها بطريقة مبسطة وقابلة للتطبيق، وفي متناول صناع القرار على كافة مستويات المسئولية.

ومن ملاحظاته على التنمية في مصر قوله :

  • نحن لا نخطط لمستقبلنا، وإن خططنا له فإننا نضع هياكل ناقصة.
  • التنمية من المنظومات الناقصة في بلادنا.
  • نحن نطحن الناس في نظم تعليمية لا تعرف هدفا تنمويا واضحا.
  • لا ينبغي أن نتبنى خدمات وسلعاً يصنعها لنا غيرنا.
  • الأصل في الأشياء هو التدريب، والتعليم يعد الفرد لنوع من التدريب.
  • منظومة التعليم غير السليمة تنتج مشكلات معقدة وتصل بنا إلى البطالة.
  • لا بد أن تعود الأمة إلى سياسة الوقف لمساندة التنمية الصناعية.
  • يجب أن يظهر في بلادنا المال المغامر الذي يتحدى بمشروعاته المجهول.

في مجال الفكر السياسي

شارك الدكتور سيد دسوقي منذ صباه الباكر في حمل مسئولية رد الشبهات التي ما برح أعداء الإسلام يثيرونها بقصد تشويه مبادئه السامية ، وطمس معالمه الواضحة، وحصره في زاوية ضيقة بين العبد وربه بحجة أن ذلك شرط ضروري للنهضة والتقدم مثلما فعل آخرون.

وكان من حظه أنه نشأ وتربي في مدرسة الإخوان المسلمين، فأتيحت له فرصة فهم الإسلام باعتباره نظاماً شاملاً للحياة، ومنهجاً قويماً يحقق مصلحة الإنسان في دنياه وآخرته بتوازن دقيق يجمع بين الروح والمادة دون إفراط هنا أو تفريط هناك.

والقارئ لكتابات الدكتور سيد يجد أن اهتمامه في مجال الفكر السياسي قد تركز على عدد من القضايا تمثل مفاصل أساسية في بنية الاجتهادات المعاصرة في هذا المجال ومن أهمها:

  1. قضية الدولة وعلاقتها بالمجتمع في ظل الظروف المعاصرة وفي ضوء التحديات التي تواجهها. وفي هذه القضية نجده يؤكد مراراً وتكراراً على فكرة يراها جوهرية وهي أن المحافظة على كيان الدولة كرابطة سياسية جامعة يجب أن ينظر إليه على أنه "مقصد" لا يقل أهمية عن مقاصد الشريعة الأخرى التي اجتهد علماؤنا في استنباطها قبل عدة قرون. وهذه فكرة جديدة وجديرة بمزيد من التأصيل والنظر.
  2. قضية آليات عمل النظام السياسي المعاصر من منظور إسلامي، وفي هذا الصدد يطرح رؤية جديدة أيضاً في كيفية تفعيل دور الشورى في مختلف هياكل الدولة، وفي جميع مؤسسات المجتمع. مؤكداً على أن الشورى الإسلامية ليست فقط قيمة سياسية وإنما هي أيضاً قيمة أخلاقية.
  3. قضية الحركات الإسلامية ودورها في جهود الإحياء والتجدد الحضاري. وحديثه في هذه القضية حديث الخبير بما يقول، فقد عرك العمل وعركه العمل في فترة سابقة من حياته مع الإخوان المسلمين،وهي أكبر حركة وأوسعها انتشاراً وتأثيراً ليس في مصر وحدها وإنما في العالمين العربي والإسلامي. ويقدم آراء بالغة الأهمية في تقييم ونقد وتطوير هذه الحركة وغيرها من الحركات الإصلاحية المعاصرة من موقع الناصح الأمين، والغيور الحريص على ما ينفع المجتمع والدولة معاً.

رؤيته الحضارية لبناء مصر بعد ثورة 25 يناير

من خلال الأوضاع والمستجدات بعد الثورة يقدم رؤيته فى مقاله (ملاحظات حول واجب الوقت للحركة الوطنية صاحبة الثورة المصرية) ، بقوله:

والحل عندي أن نتوقف عن هذا الاندفاع المرضى لإنشاء أحزاب سياسية ونندفع بكل قوة للعمل الأهلي من خلال إنشاء جمعيات وتجمعات تنموية نتنافس فيما بيننا فى إنشائها . فمثلاً تنشأ جمعيات مختلفة لبناء مدارس صناعية فى توجهات صناعية متعددة ، ومدارس زراعية فى توجهات زراعية متعددة .

وتنشأ أيضاً جمعيات لمراقبة الدولة دستورياً ، وجمعيات لمراقبة الدولة استراتيجياً فى كل المجالات ونتنافس بقوة لخدمة الوطن فيمكن حينئذ لبعضها أن يكونوا حزباً سياسياً ليخدم الأهداف الوطنية لطيف من هذه الجمعيات التنموية .

حُمَّى الأحزاب السياسية أم الجميعات التنموية ؟

كان من النتائج الرائعة للثورة المصرية أن ازداد المصريون تألقا سياسياً بدرجة رائعة ، كل الناس يتكلمون فى السياسة بوعي واضح ، النساء والأطفال والشباب والعمال ، هذا الانفجار السياسي جميل جداً أن يتحول إلى اهتمام دائم بالشأن العام سواء ما نقوم به كشعوب أو ما يقوم به من أوليناهم أمورنا.

ولكن أن يتحول الشأن العام إلى " مكلمات " سياسية وكل مجموعة تعد على أصابع اليد الواحدة تنشئ حزباً ويكثر الكلام ويقل العمل فهذا شأن مرضى ينبغي أن نتوقف عنه . والحل عندي أن نتوقف عن هذا الاندفاع المرضى لإنشاء أحزاب سياسية ونندفع بكل قوة للعمل الأهلي من خلال إنشاء جمعيات وتجمعات تنموية نتنافس فيما بيننا فى إنشائها .

فمثلاً تنشأ جمعيات مختلفة لبناء مدارس صناعية فى توجهات صناعية متعددة ، ومدارس زراعية فى توجهات زراعية متعددة . وتنشأ أيضاً جمعيات لمراقبة الدولة دستورياً ، وجمعيات لمراقبة الدولة استراتيجياً فى كل المجالات ونتنافس بقوة لخدمة الوطن فيمكن حينئذ لبعضها أن يكونوا حزباً سياسياً ليخدم الأهداف الوطنية لطيف من هذه الجمعيات التنموية .

العقبة الكئود فى بناء الأوطان هي عقبة التحرير وعقبة التنمية أو كما يقول القرآن : " فَلاَ اقْتَحَمَ العَقَبَةَ وَمَا أَدْرَاكَ مَا العَقَبَةُ فَكُّ رَقَبَةٍ أَوْ إِطْعَامٌ فِي يَوْمٍ ذِي مَسْغَبَةٍ "

هذه هي المهمة الكبرى لنا جميعاً : التحرير والتنمية ، وليس المكاء والتصدية .

التطور الحضاري للإخوان المسلمين

يقدم رؤيته للتطور الحضاري للإخوان عن طريق بذل مزيد من التربية ، وعدم القناعة بكثرة الأفراد والتغاضي عن التربية ، فالإيمان منزلة بعد الإسلام، ويجب على كل مسلم أن يرتقى بإيمانه ، كذلك يجب على الإخوان .

أما عن واجب التطور الذي يجب أن يقوم به الإخوان المسلمين بعد الثورة ،فيقول تحت عنوان:

المختصر المفيد في مهام حركة التجديد: حركة الإخوان المسلمون

  • (أ) نشر الفكر الصحيح في الأمة في مواجهة فكر مرضي أظن أن وراءه قوى خارجية و داخلية لحصر الإسلام في منطقة معزولة عن الحياة و صرا عات تاريخية و مذهبية.
ويحتاج ذلك إلى جهاز دعوى فكري يبذل جهداً في وضع معالم هذا الفكر في كراسات مكتوبة بعناية، وفي محاضرات مسجلة و منشورة في وسائل الإعلام المقروءة و المسموعة والرقمية و قد يتم ذلك بالتنسيق مع جهة رسمية مثل الأزهر و الجامعات من خلال الدراسات العليا .
  • (ب) تنظر الحركة في مخزونها البشري و تدفع القادرين منهم على الأعمال المجتمعية المختلفة تنموية أو سياسية أو تربوية. و ليس من الضروري أن تكون هذه المنظمات مرتبطة تنظيمياً بالحركة. فالحركة تصبح كجامعة يتخرج منها ألاف الناشطين في توجهات الإصلاح المختلفة و تستبقي في صفوفها بضعاً من هؤلاء من ذوي القدرة التربوية الذين سيواصلون رسالتها التربوية الشاملة لمن يلوذ بها من شباب الأمة .
وفي رأيي أن لا تتحمل الحركة الأم هم الأنشطة المتعددة سواء كانت تنموية أو سياسية و تتركها للجماعات الوطنية المختلفة سواء كانت جمعيات أو نقابات أو أحزاب سياسية حيث تصبح مهمتها الأساسية أن تمد هؤلاء جميعاً بعقول عالمة وقلوب مخلصة وهمم عالية.
  • (ج) تستدعي الحركة كل قواها من الرجال و المال لتدافع به ضد أي غزو خارجي و تضع كل إمكانياتها بين يدي الدولة منسقة مع كل القوى الوطنية.

سابعاً: مؤلفاته وبحوثه ومقالاته الفكرية

مؤلفاته

  1. ثغرة في الطريق المسدود.
  2. مقدمات في مشاريع البعث الحضاري.
  3. مقدمات جديدة في مشاريع البعث الحضاري.
  4. تأملات في التفسير الحضاري للقرآن الكريم.
  5. دراسة قرآنية في فقه التجدد الحضاري.
  6. في آفاق التفسير الحضاري للقرآن الكريم.
  7. مـقالات في الإصلاح.
  8. نظـرات حضارية في القصص القرآني.
  9. رؤى إسلامية في التنمية التقنية المستقلة.
  10. رؤى في إصلاح العملية التعليمية.

الحوارات الصحفية

  1. حوار حي حول طريقنا للتقدم.
  2. التخلف الحضاري للمسلمين وإمكانيات النهوض.
  3. القمر الإسلامي.. فكرة تحتاج لإعادة نظر .
  4. التقتير على العلماء وسياسة فضهم عن تنمية أوطانهم جريمة لا تغتفر .

بحوثه ومقالاته

  1. ملاحظات حول علوم المقاصد .
  2. التفاعل بين عالم القيم وبين العمل الهندسي.
  3. أفكار في التنمية.
  4. اللغة والحضارة.
  5. المصطلح العلمي: ذوق وترجمة وظيفية.
  6. التعليم والتنمية.. الهَمُ الجوهري.
  7. أمثلة من التربية الحضارية عند الإمام البنا.
  8. فى المسألة الصهيونية والهيمنة الغربية.
  9. قاموسي السياسي الحضاري .
  10. خواطر في فهم السنة.
  11. خواطر حول الفكر الحضاري لمالك بن نبي.
  12. ملاحظات حول الحركة الإسلامية وعلاقتها بالدولة.
  13. Outline Of An Islamic Theory Of Development.
  14. ربي إني مغلوب فانتصر.
  15. رسالة إلى الملأ الأمريكي.
  16. رسالة إلى ملأ التحالف المستكبر وإلى شعوبه المستضعفة.
  17. تأملات في "هوجة إصلاح الخطاب الإسلامي".
  18. تصور لهيئة للوقف التنموي على العلوم والتكنولوجيا.
  19. أيام الله في أمريكا.
  20. رؤى في إصلاح العملية التعليمية.
  21. العلم والتكنولوجيا وطبيعة العمران الإسلامي عبر التاريخ.
  22. الفوضى الخلاقة وانتحار الدول.
  23. التجدد الحضاري.
  24. الشعارات ومضامينها.
  25. لغتنا القومية والنص القرآني.
  26. دعاة المجررة والحاج كامل النجار.
  27. ورقة أولية في التنمية الصناعية.
  28. المواطنة.
  29. أفكار حول العلاقة بين الثقافة والعلم والتكنولوجيا.
  30. في تأويل سورة الكافرون.
  31. تحديث وهيكلة الصناعة في دول جنوب المتوسط.
  32. ملاحظات حول واجب الوقت للحركة الوطنية.
  33. ملاحظات حول حركة الحضارات من الميلاد إلى الهرم.
  34. تصميم عمليات الانهيار الكارثي للمجتمعات والدول.
  35. رسالة إلى عقلاء الأمة.
  36. إشراقات من سورة البلد.
  37. محاضرة في تأبين العلامة الدكتور توفيق الشاوي.
  38. تأملات حول المحكم والمتشابه في القرآن.
  39. تأملات في سورة الضحى والمزمل.
  40. التمني المصفى.
  41. ثلاث قضاة نجوم في حياتي وفي حياة مصر.
  42. ملاحظات حول واجب الوقت للحركة الوطنية صاحبة الثورة المصرية.
  43. مشروع الفضاء المصري ... نظرات استغفارية.
  44. الدعوة لعمل جهاز شعبي لحماية منتجاتنا وتسويقها.
  45. الفتاوى الباغية في مسألة الطعام.
  46. المضاجع

المراجع

  1. د . سيد دسوقي: التنمية التي يفرضها الغرب علينا تزيدنا تخلفاً ،حاورته/ د. ليلى بيومي.
  2. د. سيد دسوقي: ملاحظات حول واجب الوقت للحركة الوطنية صاحبة الثورة المصرية.
  3. موقع الدكتور سيد دسوقي .
  4. د. سيد دسوقي : أمثلة من التربية الحضارية عند الإمام البنا.
  5. د. سيد دسوقي: ثلاث قضاة نجوم في حياتي ونجوم في حياة مصر: عبد القادر عودة.. حسن الهضيبى .. طارق البشرى .
  6. د. سيد دسوقي: ملاحظات حول الحركة الإسلامية وعلاقتها بالدولة.
  7. د. سيد دسوقي: ربي إني مغلوب فانتصر.
  8. د. سيد دسوقي حسن : خواطر حول الفكر الحضاري لمالك بن نبي .
  9. د. إبراهيم البيومي غانم: مقدمته لموقع الدكتور سيد دسوقي .
  10. فهمى هويدي: حكاية قمر تاه ، جريدة الشروق المصرية ،الأربعاء 15 يونيو 2011م - 14 رجب 1432 هـ .
  11. د. سيد دسوقي حسن لـ " المستشار": التقتير على العلماء وسياسة فضهم عن تنمية أوطانهم جريمة لا تغتفر ،موقع المستشار.

للمزيد عن الإخوان في القليوبية

ملفات ومقالات متعلقة

أهم أعلام الإخوان في القليوبية

تابع أعلام الإخوان بالقليوبية

وصلات فيديو

.