شكرا سوريا

من Ikhwan Wiki | الموسوعة التاريخية الرسمية لجماعة الإخوان المسلمين
مراجعة ١١:٣٨، ١٩ ديسمبر ٢٠١٠ بواسطة Moza (نقاش | مساهمات)
(فرق) → مراجعة أقدم | المراجعة الحالية (فرق) | مراجعة أحدث ← (فرق)
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث

شكرا سوريا

بقلم الأستاذ: محمد سعيد صبح

الأستاذ خالد مشعل أشهر من إحتضنتهم سوريا من المقاومة الفلسطينية

بعيدا عن لغة المدح والثناء التي تعودنا عيلها في إعلامنا الرسمي، وبالدليل الذي يستند الى المواقف العلنية، يمكن القول دون مورابة إن سوريا أدت وتؤدي ما عليها من مسؤولية تجاه القضية الرئيسية للأمة العربية والاسلامية، ألا وهي القضية الفلسطينية، وهي مسؤولية تقاعس عنها كثير من الأشقاء العرب.


فسوريا التي تتحمل ضغوطا كبيرة يعلمها القاصي والداني، وتدفع ضريبة باهظة لذلك، تواصل تمترسها في معسكر المقاومة والممانعة، بل وتبادر برغم الهجمات المتوالية عليها – من القريب قبل البعيد- الى تكثيف هذا الدعم لقوى الممانعة، بل لا تترك منبرا او محفلا يمكن خلاله دعم المقاومة إلا وعملت من خلاله على إبراز الحقوق والثواب الفلسطينية.


لم تكتف دمشق باستضافة قوى المقاومة الفلسطينية واحتضانها، بل اتاحت الفرصة لها كي تعمل بحرية على أرضها، في وقت اغلقت عواصم عربية اخرى ابوابها أمامها، بل طاردتها ولاحقتها – وما زالات – استجابة لاملاءات السيد الأمريكي، ومن وراءه الصهيوني.


الخطوة الاخيرة التي أقدمت عليها دمشق، بترتيب لقاء بين الرئيس الروسي ديمتري ميدفيف برئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الاسلامية حماس، بضيافة الرئيس بشار الأسد شخصيا، قطعت الطريق على كل من يشكك بنوايا سوريا في استضافة فصائل المقاومة، واشارت بوضوح الى نقلة جديدة للدبلوماسية السورية، التي لم تكتف بتأمين المأوى لمقاومة يطلب رأسها كثيرون، بل تبنتها، وتروج لها في المحافل الدولية، التي لن تكون روسيا آخر ساحاتها.


ردا على ما تروج له كتائب التشويه السريع حيال صمود سوريا في معكسر الممانعة، نتساءل، ما الذي تجنيه دمشق، من هذا الجهد، وما هي مصلحتها من تعريض أمنها للاستهداف، بايواء من وضعتهم واشنطن على لائحتها السوداء؟ ألم يتعرض الأمن السوري لأكثر من استهداف صهيوني في سلسة ملاحقته لقوى المقاومة الفلسطينية واللبنانية؟ فلماذا اذن هذا الاصرار السوري على مواصلة هذا الدعم؟


وفي المقابل، ما الذي يجبر دمشق على رفض حملة الاغراءات التي عرضتها واشنطن وقوى غربية، مباشرة أو عبر وسطاء عرب، مقابل التخلي عن دعم المقاومة، والانضواء تحت ما يسمى محور الاعتدال؟


الاجابة على هذه التساؤلات كلها، ان دمشق تتمسك بمبادئها الأصيلة، القائمة على الانتماء العربي، وشموخ الشآم، ونخوة الرجال، المتمسكة بالحق العربي وضرورة دعم قوى المقاومة بغض النظر عن اطيافها، ونصرة القضية الفلسطينية، بغض النظر عن موقف كثير من العرب منها، وليس أدل على ذلك، الا الموقف الذي تفردت فيه سوريا في اجتماع لجنة المتابعة العربية مؤخرا رفضا لتفويض سلطة رام الله في اجراء مفاوضات غير مباشرة مع الكيان الصهيوني، وهو ما أدخلها وقتها في أزمة مع عدد من الدول العربية، التي كانت تريد طريقا ممهدا للمفاوض الفلسطيني البائس للتنازل عن مزيد من الثوابت..


وعلى عكس، بعض العرب الذي يتعاطون مع القضية الفلسطينية كسوق يعززون فيه مصالحهم، وينصّعون بها صورتهم أمام شعوبهم، تتعاطى سوريا مع القضية الفلسطينية وفصائل المقاومة انطلاقا من مبدأ قومي راسخ مفاده ان سقطت المقاومة، فالعربدة الصهيونية ستكون على اوسع نطاق في المنطقة.


سوريا التي تحملت وتتحمل الضغوط الدولية، والعربية، لا يستحق أن تتعرض لحملة تشويه من مدفوعي الأجر عبر وسائل الاعلام العربية والدولية، انما تستحق الشكر والعرفان، ولها منا كل الوفاء على وقفتها التي لم تجن منها درهما ولا دنيارا، انما موقف مشرف يسجله التاريخ بمداد من ذهب، كما سيسجل مواقف الخزي والعار لمن باع وفرط وتنازل.

وصلات ذات صلة