شمس الدين الشناوي

من Ikhwan Wiki | الموسوعة التاريخية الرسمية لجماعة الإخوان المسلمين
مراجعة ١٠:٤٨، ٢ يناير ٢٠١٣ بواسطة Attea mostafa (نقاش | مساهمات) (حمى "شمس الدين الشناوي" ([edit=sysop] (غير محدد) [move=sysop] (غير محدد)))
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث
شمس الدين الشناوي من أعلام المحامين الإخوان في مصر

مركز الدراسات التاريخية

ويكيبيديا الإخوان المسلمين

بقلم/ أشرف عيد العنتبلي

باحث دكتوراه بجامعة القاهرة

أولا : المقدمة

الأستاذ محمد شمس الدين محمد شمس الدين الشناوي وشهرته : (شمس الدين الشناوى) من أعلام المحامين والإخوان المسلمين فى مصر.

ولد في القاهرة سنة 1330 هـ / 1911، وتدرج في مراحلة التعليمية حتى حصل على الشهادة الثانوية من المدرسة السعدية، ثم التحق بمدرسة الحقوق بجامعة فؤاد الأول (القاهرة الآن) ، وتخرج فيها عام 1938، التحق بدعوة الإخوان المسلمين شابا ، وقد أثّر الإخوان فى تكوينه الثقافى مما دفعه إلى حفظه للقرآن الكريم، وتلقيه للعلوم الشرعية في جمعية الإخوان المسلمين من خلال البرامج التثقيفية والجلسات التربوية التى كان يعقدها الإخوان ، والتوجيهات التى كان الإمام البنا يقدمها للإخوان فى دروسه .

عمل في سلك المحاماة حتى توفي، ويعد أحد الناشطين البارزين في مجال العمل السياسي وحقوق الإنسان مما عرضه للاعتقالات والسجون التي زادته صلابة في التمسك بمبادئه التي آمن بها، وضحى في سبيلها.

وسافر إلى السعودية فترة من عمره ، لكنه اختار العودة إلى وطنه بعد استقرار الأوضاع حتى وفاته سنة 1989.

ثانيا : شمس الدين الشناوى وقضايا الإخوان

تبنى الأستاذ محمد شمس الدين الشناوي الدفاع عن الإخوان فى مختلف قضاياهم ، والتى من أشهرها :

ـ قضية السيارة الجيب .

السيارة التى ضبطت في 15 نوفمبر 1948 ،وتحتوى على أوراق وبعض الأسلحة لإرسالها إلى فلسطين .

وقام الأستاذ شمس الدين الشناوي فيها بالدفاع عن المتهم الحادي عشر (أحمد عادل كمال 24سنة يعمل بالبنك الأهلي).

والدفاع عن السابع عشر ( محمد أحمد علي 36سنة يعمل موظفا بالمجاري) بالاشتراك مع الأستاذين : عبد المجيد نافع و هنري فارس.

وقد تقررالنطق بالحكم فيها يوم 17 مارس 1951.

وقد استطاع الأستاذ محمد شمس الدين الشناوي الحصول على وثيقتين بريطانيتين ،وقد قبلتهما المحكمة واعتبرت كل منهما صحيحة حتى يثبت العكس ، وتلك الوثيقة التي كشفها الأستاذ محمد شمس الدين الشناوي المحامي في مرافعته الرائعة أمام المحكمة في القضية التي عرفت باسم قضية "السيارة الجيب" وثيقتين رسميتين تفضحان الأسباب الحقيقية لحل الإخوان المسلمين، ودور الأصابع الخارجية في تحريك الأحداث.

الوثيقة الأولى تقول :

إنه " في 10 / 11 /1948 اجتمع سفراء انجلترا وأمريكا وفرنسا في فايد وقرروا اتخاذ الإجراءات اللازمة بواسطة السفارة البريطانية في القاهرة لحل جمعية الإخوان المسلمين التي فهم أن حوادث الانفجارات الأخيرة في القاهرة قد قام بها أعضاؤها ، وأرسلت هذه الإفادة إلى رئيس المخابرات تحت رقم 13 في 13 / 11 / 1948 وترجمة الوثيقة كالآتي :

الموضوع اجتماع سفراء صاحب الجلالة البريطانية وأمريكا وفرنسا في فايد 10 / 11 / 1948 .
رقم القيد 1843 / أس / 48 .
التاريخ 13 / 11 / 1948 .

إلى رئيس المخابرات رقم 13 : " فيما يختص بالاجتماع الذي عقد في فايد في 10 الجاري بحضور سفراء صاحب الجلالة البريطانية وأمريكا وفرنسا أخطركم أنه ستتخذ الإجراءات اللازمة بواسطة السفارة البريطانية في القاهرة لحل جمعية الإخوان المسلمين التي فهم أن حوادث الانفجارات الأخيرة في القاهرة قام بها أعضاؤها " .

إمضاء
(ج . د . أوبريان مأجور)

الوثيقة الثانية :

وفي 20 / 11 / 1948 أرسل رئيس إدارة المخابرات فرع " أ " بقيادة القوات البريطانية بالشرق الأوسط إلى إدارة المخابرات ج . س ـ 13 في القيادة العليا للقوات البريطانية في مصر خطابا هذه ترجمته الحرفية :

الموضوع : جمعية الإخوان المسلمين :
رقم القيد 167 / أ ن ت / 48 ـ 20 / 11 / 1948إلى إدارة ج ـ س ـ 13 .

القيادة العليا للقوات البريطانية في مصر والشرق الأوسط :

1 ـ بخصوص مذكرتكم رقم 743 / أ ن ت / 48 المؤرخة في 17 / 11 / 1948 .
2 ـ لقد أخطرت هذه القيادة العليا رسميًا من سفارة صاحب الجلالة البريطانية بالقاهرة أن خطوات دبلوماسية ستتخذ بقصد إقناع السلطات المصرية بحل جمعية الإخوان المسلمين في أسرع وقت ممكن .
3 ـ فيما يتعلق بالتقارير التي كانت قد رفعت من الرعايا الأجانب المقيمين بمصر فقد أرسلت لوزارة الخارجية للعلم . .
التوقيع
رئيس إدارة حرف " أ "
قيادة القوات البريطانية في الشرق الأوسط
كولونيل : أ . م . مالك درموت

ـ قضية الأوكـار .

فى أعقاب حل الجماعة فى 8من ديسمبر 1948 ثم مقتل النقراشي فى 28 ديسمبر1948 تم اعتقال جميع الإخوان ، وحشروا فيها كل من أرادوا حشره من الإخوان ـ الخطرين في نظرهم ـ وأسندوا إليهم تهما باتخاذهم أوكارا جمعوا فيها أسلحة وذخائر ومحطات إذاعة لقلب نظام الحكم .. وقد ضمت هذه القضية أكبر عدد من المتهمين حيث بلغ عددهم خمسين متهما .

وكان الأستاذ شمس الدين الشناوي أحد هيئة الدفاع فى القضية ، وفي جلسة يوم 9/6/1951 طالب الدفاع بالإجماع المحكمة بأن تفصل أولا في بطلان الإجراءات نظرا لما سمعته من شهادات قاطعة بحدوث التعذيب واشتراك النيابة في تزوير القضية .

وأصر الدفاع بإجماع أعضائه على هذا الطلب .. ثم عقدت الجلسة وقام رئيس المحكمة وهو في حالة نفسية تسترعي النظر وقرر تأجيل القضية لدور مقبل ، بعد أن اتهم الدفاع بوضع العراقيل أمام المحكمة .

ثالثا : شمس الدين الشناوى مع الإخوان فى السجن

شارك الأستاذ شمس الدين الشناوي إخوانه في محن السجن المختلفة التي تعرضوا لها فى 1954 و1965، ونال مثلما كان ينالهم من التعذيب ، وقد ذكر هو نفسه صورا من ذلك ، فيقول : شمس الدين الشناوي أمام ذات الدائرة.. في نفس اليوم بأن صفوت الروبي كان يطفئ السجائر في جسده.. ويقطع من لحمه ويقدمه لهقائلا:" دوق اللحم النجس"!!

وتم القبض عليه كذلك فى قضية تنظيم 1965 ، وتمت محاكمته أمام محكمة الدجوى العسكرية ، وتم الحكم عليه بثلاث سنوات .

ويروي الأستاذ شمس الدين الشناوي صورًا من التعذيب الذي تعرض له (وكان بدوره ممن استضافهم السجن الحربي في ذلك الوقت) أمام محكمة جنايات القاهرة الدائرة السادسة، فيقول:

إنه اعتقل عام 1965 بالسجن الحربي.. وهناك استقبله الجلاد صفوت الروبي وهاني محمد إبراهيم بألوان من الضرب شتى، حيث وضع فيما كان يسمى مخزن (2) وهو الذي يوضع فيه المحتضرون من المسجونين ومن ينتظرون دورهم في التعذيب .. وأضاف الشاهد أنه عندما استدعي إلى مكتب شمس بدران ، وكان هناك جلال عمر الديب، و محمد عبد المقصود الجنزوري وغيرهم من جلادي التعذيب.

وقد قال شمس بدران لصفوت الروبي : خدوا الواد ده.. مصروف له ألف كرباج.

ويستطرد الأستاذ شمس الدين الشناوي قائلا : وبالفعل علقوني على فلقة وضربوني بالسياط حتى أغمي علي... وبعدها أمروني بالجري حول فسقية السجن لكي يجري الدم في عروقي ويعاودوا ضربي.. ثم بدأوا يطفئون السجائر المشتعلة في جسدي... وجعلوني آكل لحمي...

ويشهد المحامي محمد شمس الدين الشناوي أمام ذات الدائرة.. في نفس اليوم بأن صفوت الروبي كان يطفئ السجائر في جسده.. ويقطع من لحمه ويقدمه له قائلا: (دوق اللحم النجس ).!!

وبعد انتهاء مدة سجنه الثلاث سنوات ، حان وقت الإفراج عنه إلا أنهم ساوموه حول الإفراج عنه أو الاعتقال ، ويعبر الأستاذ محمد شمس الدين الشناوي المحامي عن ذلك بقوله:

فوجئت ذات يوم في أواخر ديسمبر 1968 بأحد الحراس يدخل إلى زنزانتي ويصحبني معه لإدارة السجن، وهناك علمت بأنه قد صدر قرار بالإفراج عني، ونظرت فوجدت حولي بعض المعتقلين ممن قيل إنه قد أفرج عنهم ومنهم أولاد الشيخ الأودن الأربعة .. وأثناء عملية إتمام الإجراءات حضر شمس بدران فلمحني وناداني وقال لي:

إذا كنت تريد حريتك، فعليك أن تقول إن الشيخ الأودن أرسلك إلى أحد الإخوان في طنطا لتطلب منه أن يحضر لمقابلة الشيخ للاتفاق على قلب نظام الحكم، وتقول أيضاً إن الشيخ مرتبط بمجموعة من ضباط الجيش.

هتف المحامي قائلاً: لم يحدث شئ من هذا فصرخ شمس بدران قائلاً: أتظنون يا أولاد الكلب أن التعذيب قد انتهى .. تعال يا صفوت.

ويقول الأستاذ شمس الدين الشناوي : وأثناء إحضار الفلكة أمسك شمس بسماعة التليفون وطلب الرئيس جمال عبد الناصر ، وقال له: معلش يا سيادة الرئيس أستأذنك في إلغاء الإفراج عن شمس الدين الشناوي، وأعدك أن أحصل منه على اعتراف يدين الشيخ الأودن.

وعندما فتحت التحقيقات في قضايا التعذيب في عهد السادات تقدم للشهادة الدكتور ماجد حمادة طبيب السجن الحربي ، وقد جاءت أقواله بخصوص التعذيب الذى وقع على الأستاذ شمس الدين الشناوي كما وردت بمحضر النيابة :

النيابة العامة : صورة طبق الأصل من أقوال الدكتور ماجد حمادة في البلاغ رقم 117 سنة 1975حضر تعذيب فتح المحضر يوم الخميس الموافق أول يناير سنة 1976الساعة 1.25 صباحا بسراي النيابة .

بالهيئة السابقة حيث حضر المتهم المذكور ماجد حمادة إلى سراي النيابة فدعوناه داخل غرفة التحقيق وسألناه بالآتي فقال : اسمي : عقيد طبيب أركان حرب ماجد عبد الهادي حمادة سن 48 . . عقيد طبيب بالخدمات الطبية بمستشفى القوات المسلحة بالمعادي . . مولود بالقاهرة ومقيم 10 ش الشهيد إسماعيل فهمي الحي الخامس مصر الجديدة .

حلف اليمين

ج : أنا لا أذكر إلا الصورة العامة التي شرحتها في التحقيق لما كان يجري في السجن الحربي من ضرب السياط ولكني أذكر واقعة معينة بالذات بالنسبة للأستاذ شمس الدين الشناوي وذلك نتيجة لقراءتي لكتاب محاكمات الدجوي للأستاذ شوكت التوني وهو يذكر فيه أي شمس الدين الشناوي نفسه أنني استدعيت يوما لرؤيته في مكتب شمس بدران وكان مصابا بإصابات جسيمة وطلبت فورا إيقاف التحقيق معه ونقله إلى مستشفى السجن الحربي.
وقد تم ذلك وهذا ما قرأته في الكتاب الذي أشرت إليه الآن وأقرر أن هذه الواقعة حدثت فعلاً من حيث أنه تم استدعائي إلى مكتب شمس بدران في يوم من أيام عملي في السجن الحربي ليلاً فوجدت في هذا المكتب ضابطًا لا أذكره ومعه المساعد صفوت الروبي ولكن شمس بدران لم يكن موجودا في المكتب في ذلك الوقت ووجدت أحد المعتقلين مصابا بجروح متعددة وفي حالة إغماء وطلبت نقله إلى مستشفى السجن الحربي وقد تم ذلك وأسعف بالعلاج ولكنني في الوقت الذي أقرر فيه أن هذه الواقعة حدثت لا أستطيع أن أجزم بأن هذا الشخص الذي شاهدته مصابا في هذه الليلة كان هو الأستاذ شمس الدين الشناوي خصوصًا وأنه تم استدعائي أكثر من مرة لمكتب شمس بدران بالسجن الحربي وفي كل مرة منها كنت أشاهد أحد المعتقلين مصابًا بهذا بالسجن الحربي وأقول أن حالته لا تسمح باستمرار التحقيق معه ولكن رغم تكرار مرات توجهي لمكتب شمس بدران .
وفي هذه المرة أتذكرها بالذات لأن شمس بدران لم يكن موجودًا في هذه المرة فقط وكان موجودًا في باقي المرات وفي هذه المرة أيضا قال صفوت الروبي أمامي عبارات مفادها أنه متردد في نقل المصاب إلى مستشفى السجن الحربي بحجة أنه عاوز يكمل معه لأن المصاب حيتكلم ، ولهذا أنا متذكر هذه الواقعة ولأن صفوت الروبي عندما تردد في تنفيذ أمري بإحضار عربة لنقل المصاب إلى المستشفى اشتكيته لحمزة البسيوني وأنا صممت على نقل المصاب إلى المستشفى ونقل فعلا على نقالة ولكني لا أستطيع أن أجزم بأن هذا المصاب هو الأستاذ شمس الدين الشناوي لأن الحادثة موجودة في مخي ولكن المصابين جميعهم لا أذكرهم لفوات مدة زمنية طويلة ولكن أنا قرأت في كتاب محاكمات الدجوي الذي ألفه الأستاذ شوكت التوني أن الأستاذ شمس الشناوي يحكي قصته ولما قرأت قصته في هذا الكتاب ارتبطت القصة التي أذكرها في ذهني باسم شمس الدين الشناوي وده نتيجة اللي قرأته في كتاب الأستاذ التوني وربطي للواقعة اللي في مخي نتيجة رفض صفوت الروبي لتنفيذ أمري باسم الأستاذ شمس الدين الشناوي ولكن أنا لم أكن أعرف هذا الاسم قبل قراءتي لهذا الكتاب .
قد يكون الشخص الذي شاهدته في مكتب شمس بدران وصممت على نقله إلى المستشفى رغم تردد صفوت الروبي شخص آخر غير الأستاذ شمس الدين الشناوي خصوصا وأنني عالجت مجموعة كبيرة من المصابين ولا أذكر حالة كل مصاب على حدة على سبيل الدقة للأسباب التي ذكرتها في التحقيق وخصوصا فوات مدة زمنية طويلة ولا أتذكر أي شيء غير الذي ذكرته الآن . س : ألديك أقوال أخرى ؟ ! ج : لا . . تمت أقواله وقع وكيل النيابة

رابعا : شمس الدين الشناوى مع الأستاذ عمر التلمسانى

وقد ظل الأستاذ شمس الدين الشناوى يعمل فى سبيل الله بعد خروجه من السجن ، فلم تضعف عزيمته ولم تلن له قناة ، ولم ينس إخوانه الذين مازالوا في السجون والمعتقلات ، فقد تعمدت الحكومة في عهد السادات الإفراج عن السجناء الذين قضوا نصف المدة ماعدا الإخوان المسلمين ، مما دفع الأستاذ شمس الدين الشناوي لمقاضاة وزير الداخلية.

يقول المهندس محمد الصروي : في كل عام يتم الإفراج عن المسجونين الذين أمضوا نصف المدة، وكانوا يستثنون فئات معينة، منها الإخوان.

كان ذلك يحدث في 23 يوليو من كل عام.. فقام السادات بتغيير الموعد إلى المولد النبوي الشريف.. وفي هذه المرة لم يُكتب استثناء الإخوان من القرار الجمهوري.. ولم يفرج عنا أيضاً.

فقام محامو الإخوان وعلى رأسهم الأخ المحامي القدير شمس الدين الشناوي برفع قضية مستعجلة في مجلس الدولة للإفراج عنا، واستمرت سبع جلسات ثم حجزها القاضي للحكم.

وكان واضحاً أن الحكم لصالحنا.. وطالب المحامون بسجن وزير الداخلية ومدير مصلحة السجون ومأمور السجن.. وكان الحل هو الإفراج المفاجئ عنا.. وفي يوم 4/4/1974 م الموافق ليوم ميلادي، جاء قرار الإفراج عن 81 أخاً من الإخوان وهم جميع المحكوم عليهم بـ 10، 12، 15 سنة، وبقي المحكوم عليهم بالأشغال الشاقة المؤبدة في كل من 1954، 1965م .

وظل مرافقًا للأستاذ عمر التلمساني، فيروي الأستاذ عمر التلمساني قصة التعاون بين الإخوان والوفد فى انتخابات 1984 ، فيقول: ".. والتقيت بالسيد فؤاد سراج الدين (رئيس الحزب) في منزله بحي جاردن سيتي (بالقاهرة) ومعي مجموعة من الإخوان هم الإخوة: المستشار صالح أبو رقيق والمستشار محمد المسماري والأستاذ شمس الدين الشناوي والأستاذ إبراهيم شرف والأستاذ جابر رزق والأستاذ محمد عبد القدوس.

خامسا : شمس الدين الشناوي شاعرًا

لم تكن ثقافته تقتصرعلى الناحية القانونية فحسب ، بل كان له تجربة شعرية يعبر فيها عن مكنون نفسه ، وإن كانت قصائده الشعرية قليلة إلا أنها تدل على موهبة وملكة شعرية ، ومنها :

- قصيدة " وسقط منا في ساحة الجهاد " ، نشرت فى مجلة الاعتصام بالقاهرة ، مايو ويونيو 1985، وله عدد من القصائد المخطوطة.

وله قصيدة في رثاء صديقه محمد المسماري مذكرًا بما اتصف به من سجايا وواصفا لوعة الفقد،وقد استخدم بعض المفردات والصيغ المهجورة، كما التزم الوزن والقافية في بناء قصيدته.

نموذج من تجربته الشعرية قصيدة : فراقٌ بلا وعد.

فراقٌ بـلا وعـدٍ ونأيٌ بــــــــــــلا رجْعِ

لعـمـرك مـاذا يضمـر الدهـر من وجْعِ

حـبـيبـيـن كـنـا نمـلأ الكـون بـالهــوى

ونمـلأ كأس الصـفـو مـن مغربِ الدمع

ومـا قصّرتْ رؤيـاي عـــــــــــن ذي دلالةٍ

ولكـننـي أغمضت عـن ناعبٍ سمعي

تجلّدت للأحداثِ لـمــــــــا تدافعت

بـمـنكبـهـا نحـوي فلـم تستطع دفعـي

وثـارت خطـوبٌ واحتـوتـنـي مـــــــــواقفٌ

فـمـا بـدّلت حـلمي ولا شاغلت روعـي

لقـيـت الـمـنـايـا صـارمًا غـيرَ جــــازعٍ

ولا مذعـنٍ للقهـر فـي النهــــــي والصّدع

جزعتُ وإشفـاق الـمحـبـيـــــن خلةٌ

من البين ما بي غـيرهـا الـيـوم فـي طبعـي

تخلّصتُ مـن قـيـد الـحـيـاة وسجنهـــــــا

ولا زلـت أطـويـهـا عـلى السجن والقــمع

وكـم كـنـت نزّاعًا إلى كـسـر قـيـدهـــــا

فـواتـاك مـا تصـبـو وعـوفـيـت بالنزع

وأضنـاك فـي الـدنـيـا صراعُ شبـــــــيبةٍ

مع القـيـد والأيّام والغايــــــة الـمــنع

ومـا كـان عـمـرُ الـمـرءِ عــــــدّاً وحسبةً

ولكـن بـمـا أدّى مـن الفعـــل والصّنع

رحـلـتَ عـن الـدنـيـا وخلّفتـنـي بـهــــا

أعـانـي كـمأخـوذٍ يُســــــــاق إلى النّطع

رحـلـت عـن الـدنـيـا ومـا كـنـت ثــاويًا

ولكـنّ عـمـر الشّهـب ومضٌ مـن اللـــمع

حـللـتَ ببطن الأرض نـــــــــــورًا وروضةً

جزاءً بـمـا أسلفتَ مـن سـابق الـوضع

تخِذتَ إلى الأخرى سـراجًا مـن الـدّنــــــا

فلم تَعْشُ عن خطوٍ ولم تخشَ من روع

عـرفت لكلٍّ قـدرهـا مـا ظلـمتهــــا

وحولفْتَ بـالـتوفيق في الفصل والجـمع

تزوّدت بـالـتّقـوى ومـا الزاد غـيرهــــا

ولا فـي ســــواهـا مـن سبيلٍ إلى نفــع

تخـفَّفْتَ مـن حـمـلٍ يؤود مشــــــالهُ

وأثقـلـت فـي الـمـيـزان بـالـوتـر والشفـع

وأخلصت للرحـمـن قـلـــــبًا وفطرةً

وأسلـمت للرحـمـن فـي الـمـنح والـمـنع

رضـيـتَ بـمـا يـقضي وأحـببت حكـمه

فجُنِّبْتَ مـا تُلقـي الشـياطـين فـي السمع

عزفتَ عـن الـدنـيـا ولكـن عـمَرْتَهــا

بـما يُصلح الأخرى فأربـيت في الزرع

وكـنـتَ تُرجَّى للـمـلـــمّات إن عَدَتْ

وإن ثـارتِ الهـيجـاء رُجِّيـــــــــت للنقع

وإن أعـوز الرأي السديـد مـــنحتَهُ

جـوادًا كـمـا تُلقـي الـبـواسقُ بــــالطلع

وإن أقفرتْ عـند الـبـيـان مـنــابرٌ

فعـندك سُقـيـاهـا مـن الـمُزن والنـــــبع

سلـمتَ مـن الـتعقـيـد قلبًا ومظهـرًا

وعـوفـيـت مـن مَيلٍ لـدى القــول والطبع

حفِظتَ كتـابَ الله تتلــــــــــــوه غاديًا

وتشدو بـه عـند الرواح وفــــي الركع

تسنّمتَه تـرقى بـه فـــــــــي مدارجٍ

من الخلـد عزّت فـي الطِّلاب وفي القرع

تجـرّدتَ للـحق الـمبـيـن مـنـاضلاً

وواتتك آيـاتُ الـبـيـانِ عـلى طــــــــوع

ولـم تتّخذْ يـومًا عــــــــــلى العسف خُطّةً

تهـادن بـغـيًا، أو لـتـنأى عـــــن الردع

رحـلـت عـن الـدنـيـا وخلّفتـنـي بـهــــا

أغالـب أنـواء الـحـيـاة بــــــــلا درع

وقـد كـنـتَ خِلِّي فـي الـحـياة وصاحـبـي

ومأمـنَ سـرّي والـمكفكِفَ للـــدمع

رحـلـت ومـا زوّدتـنـي قبــــــــــل فرقةٍ

بضمّة صدرٍ تطفئ النـار فـي ضلعـي

ولا قبـلة الـتـرحـال يروي مذاقهـــــــا

ظـمـا النفس حتى يأذن الله فـي جـمع

عزاءً لـمـن قـاسـى مـن الفقـد بعــــــدهُ

من الأسـرة الـولهى مــــن الثكل واللّوع

عزاءً لـمـن صـافـاه بـالـحـب والهـــــوى

لكل الـبرايـا فـي الـحــواضر والنّجع

ويـا قبرُ بشـرى بـالـحـبـــــــــيب وضُمَّهُ

فإنك محســـــود الرّفـادة والـبــــيع

سادسا : وفاته

وتوفي الأستاذ محمد شمس الدين الشناوي في 1410 هـ / 1989 م عن عمر يبلغ 78 سنة قضاها في رحلة جهاد في الحياة محاميًا وصاحب دعوة تعرض للسجن والاعتقال ، فندعوا الله أن يرحمه رحمة واسعة ، ويسكنه جناته .

سابعا  : المراجع

1- جابر رزق : مذابح الاخوان فى سجون ناصر.

2- عباس السيسى : حكايات عن الإخوان .

3- محمد الصروي : الإخوان المسلمون في سجون مصرمن عام 1942م-1975م.

4- عادل سليمان ، وعصام سليمان : شهداء وقتلة فى ظل الطغيان .

5- محمود عبد الحليم : الإخوان المسلمون أحداث صنعت التاريخ ، الجزء الثانى والثالث .

للمزيد عن العلاقة بين الإخوان وعبد الناصر

كتب متعلقة بعلاقة الإخوان بجمال عبد الناصر
أقرأ-أيضًا.png

ملفات متعلقة

  • ملف: الإخوان وثورة 23 يوليو 1952م ،"لكل ما يتعلق بدور الإخوان في ثورة يوليو 1952م"
  • ملف: ملف تنظيم 1965م ،"لكل ما يتعلق بتنظيم 1965م واعتقال عبد الناصر للإخوان ومحاكمتهم"
  • ملف: ملف حادثة المنشية ،"لكل ما يتعلق بحادثة المنشية التي دبرها عبد الناصر للنيل من الإخوان"
  • ملف: ملف مذبحة طرة ،"لكل ما يتعلق بالمذبحة التي فعلها عبد الناصر للإخوان في معتقل ليمان طره عام 1957م"

مقالات متعلقة

وثائق متعلقة

أحداث في صور

.

وصلات فيديو

.