صرصارنا الوطني الديمقراطي

من Ikhwan Wiki | الموسوعة التاريخية الرسمية لجماعة الإخوان المسلمين
مراجعة ١٤:٢٢، ١٣ نوفمبر ٢٠١٠ بواسطة Helmy (نقاش | مساهمات) (حمى "صرصارنا الوطني الديمقراطي" ([edit=sysop] (غير محدد) [move=sysop] (غير محدد)))
(فرق) → مراجعة أقدم | المراجعة الحالية (فرق) | مراجعة أحدث ← (فرق)
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث
صرصارنا الوطني الديمقراطي


بقلم:أ.جمال فهمى


شكل للبيع


لماذا نبدو أحيانًا وكأننا نكره ونعادي الصراصير والهوام والحشرات الصغيرة المسكينة ونمارس ضدها ـ بدون مناسبة ـ حملات تحريض وتجريس وتشهير تسيء لسمعة مصر أمام المجتمع الدولي وتضعنا تحت طائلة المواثيق والقوانين الأممية التي تكافح العنصرية وكراهية النوع؟!

هذا السؤال ليس سؤالاً «بيئويا»، يعني ليس ذريعة يتذرع بها العبد لله للفتوي والتنظير في ـ لمؤاخذة ـ «الأيكولوجيا» وفلسفة التنوع البيئي والحكمة الإلهية من خلق الكون علي سنن التنوع والغني والثراء في الأنواع والكائنات المختلفة الوظائف بما فيها الصراصير وسواها، لكني في الحقيقة أتذرع بالسؤال آنف الذكر لكي أعلن تضامني الكامل وتعاطفي الشديد مع الصراصير والحشرات الأخري التي ترعي وتسعي حاليا مع باقي زملائها وأصدقائها الطيبين بسكينة وأمان في أحشاء شحنة القمح الروسي التي استوردها مؤخرًا واحد من رجال أعمالنا السوداء، وأسأل ـ قبل ما أنسي ـ عن الفرق بين صراصير وسوس الشحنة الروسية وإخوتهم الصراصير والسوس الساكن والمقيم حتي الساعة في الشحنة الأوكرانية؟ وهل يا تري الضجة المثارة الآن حول سوس وصراصير روسيا بالذات في وقت تراجع فيه الكلام وخَفُتَ تماما عن أقرانهم الأوكرانيين، تعود إلي نوع من التمييز العنصري بين كائنات رقيقة شقيقة تنتمي (بالصدفة) إلي جنسيتين مختلفتين كانتا جنسية واحدة قبل عقدين فقط من الزمن حينما كان المرحوم الاتحاد السوفيتي السابق حسه في الدنيا وملء السمع والبصر ويجمع تحت عباءته جمهوريتي روسيا وأوكرانيا معًا؟!

ثم إن دواعي العدل والاستقامة تفرضان الجهر باستفسار آخر بريء عن الفرق بين سوسة أجنبية غلبانة وصرصار ضعيف مسكين وغريب جاء كلاهما إلي بلادنا سعيًا وراء الرزق الحلال وبحثًا عما يسد الرمق وسط تلال قمحنا المستورد، وبين جيوش السوس والصراصير «الوطنية الديمقراطية» التي تغمر حياتنا كلها في هذه المرحلة التاريخية الدقيقة ونسعد بمنظرها المقرف ونحن نراها تسرح وتمرح براحتها أمام عيوننا الكحيلة علي قمة هرم السلطة والثروة في البلد، فضلا عن دهاليز وسراديب الصحافة والإعلام الحكومي بجناحيه «المستقل» قوي جدًا خالص و«العادي» قوي جدا خالص برضه؟!.. أستفسر فحسب عن نتائج المقارنة بين الصرصارين الوطني والأجنبي من حيث الضرر المؤكد أو المتوقع من أيهما، ولا أنتظر إجابة أو توضيحًا لأن اللبيب تبين أنه بالإشارة لا يفهم حاجة أبدًا!!

علي كل حال لست أظن أن في الأمر تمييزًا علي أساس اختلاف «جنسية» الصراصير والسوس، لكني أكاد أجزم أن هناك تفرقة عنصرية واضحة علي أساس «الجنس»، فجنس المصريين هو المستهدف بإثارة الضجيج كل ساعة والتانية حول الحشرات الصديقة الطيبة التي يتم استيرادها وخلطها عمدًا بالدقيق والأقماح المخصصة لصنع رغيف عيش رخيص ومدعم لكنه غني بـ «البروتينات الحشرية» التي أثبتت التجارب العلمية المعملية والواقعية المعيشية أنها البديل الآمن للبروتين الحيواني خصوصا بعد تفشي وباء «إنفلونزا الطيور» ثم «الخنازير»، وربنا يستر ويسلم ويحفظ مصر ودورها التاريخي في «عملية السلام» ومواجهة الخطر الإيراني من إنفلونزا جديدة تصيب «الصراصير» هيه كمان.. قادر يا كريم!!

وقديمًا قالوا .. صرصار في الدقيق خير من ألف في البلاعة، كما تستطيع حضرتك أن تعتذر لفيروز وتشدو معي بهذه المناسبة السعيدة :

ياصرصار الصراصير ع الضيعة القريبة

خد لي بدربك ها المنديل واعطيه لحبيبي.. لو سمحت.