صفعات تركية للكيان الصهيوني

من Ikhwan Wiki | الموسوعة التاريخية الرسمية لجماعة الإخوان المسلمين
مراجعة ١٩:٣٧، ٨ أغسطس ٢٠١٠ بواسطة Admin (نقاش | مساهمات)
(فرق) → مراجعة أقدم | المراجعة الحالية (فرق) | مراجعة أحدث ← (فرق)
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث


صفعات تركية للكيان الصهيوني

رجب طيب أردوغان

منذ أن تولى حزب العدالة والتنمية رئاسة الحكومة في تركيا ثم رئاسة الجمهورية أصبح لتركيا دور مؤثر في القضايا الإقليمية والدولية وأصبح لها كلمة مؤثرة في الكثير من القضايا المطروحة على الساحة الدولية، وظهر هذاالدور جليا في العدوان الصهيوني الأخير على غزة .. دور شعبي ودور حكومي وتمثل الدور الشعبي في المظاهرات التي شارك فيها مئات الآلاف من الشعب التركي.

وكمثال عملي طالعتنا الصحف على نبأ إلغاء تركيا مناورات "نسرالأناضول" والتي كان من المفترض أن يشارك فيها الكيان الصهيوني حيث أمر رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان بإلغاء مشاركة الكيان الصهيوني وكان سبب هذاالقرار هو رفض الشعب التركي أن تقوم الطائرات الصهيونية التي قصفت غزة خلال مجزرة الرصاص المصبوب بالتدرب من فوق سماء تركيا.

يذكر أن مناورات "نسر الأناضول" التي بدأت عام 2001م في عهد الائتلاف الحكومي العلماني بزعامة بولنت أجاويد بعد شهور قليلة من اندلاع الانتفاضة الفلسطينية الثانية أثارت سخطا في صفوف الشعب التركي، وكان من بين المحتجين بشأنها حزب العدالة والتنمية والذي كان وقتها في صفوف المعارضة.

ويشارك في هذه المناورات بجانب تركيا والكيان الصهيوني كلا من أمريكا وإيطاليا وبعض دول حلف الناتو وشاركت القوات الجوية الصهيونية في المناورات 15 مرة بمعدل عشر طائرات في كل مرة، وفقا لاتفاقية عام 1996م.

أسباب إلغاء تركيا مناورات "صقر الأناضول" الجوية

وقد تلقى الإسرائيليون الطلب التركي بشيء من الغضب والمفاجأة ومن جانبها سعت تل أبيب إلى الآتي:

الاحتجاج لدى دول الناتو بأن الطلب التركي يشكل انتهاكاً واضحاً للتفاهمات بين إسرائيل ودول الناتو المتعلقة بمشاركة القوات الإسرائيلية في مناورات حلف الناتو.

السعي للبحث في الأسباب التي دفعت تركيا لتقديم هذا الطلب المحرج للإسرائيليين.

السعي لإرغام أنقرة من أجل التراجع عن طلبها والسماح بمشاركة الإسرائيليين.

أسفرت التحريات الإسرائيلية عن التوصل إلى أن أسباب الطلب التركي تعود إلى الآتي:

قيام القوات الإسرائيلية بارتكاب الجرائم في قطاع غزة، وبالتالي فإن مشاركة هذه القوات في المناورات والتدريبات العسكرية التي تتم داخل الأراضي التركية هو أمر يسيء إلى سمعة تركيا إضافة إلى أنه يرفع من وتائر الغضب والاحتجاجات الشعبية التركية.


رفض الإسرائيليون طلب وزير الخارجية التركي أحمد دافو توغلو زيارة قطاع غزة وأصرت تل أبيب على عدم التراجع برغم المطالبة التركية المتكررة بما أدى إلى إعلان الوزير التركي رسمياًُ إلغاء زيارته لإسرائيل.

عدم تقبل الإسرائيليين لموقف رئيس الوزراء التركي الذي اتخذه في مواجهة الرئيس الإسرائيلي شيمون بيريز في كانون الثاني الماضي خلال اجتماع قمة دافوس وهو الموقف الذي عبّر من خلاله أردوغان عن احتجاجه على العملية العسكرية الإسرائيلية ضد قطاع غزة.

تقول المعلومات أن واشنطن سعت من أجل الضغط على أنقرة لجهة التراجع والموافقة على مشاركة القوات الإسرائيلية في المفاوضات وأضافت المعلومات أن الضغوط على أنقرة وصلت إلى مرحلة الآتي:

تهديد واشنطن بعدم المشاركة والانسحاب من المناورات.

تهديد إيطاليا تضامناً مع أميركا وإسرائيل بعدم المشاركة والانسحاب من المناورات.

رد الفعل التركي على الضغوط لم يتمثل في رفض أنقرة للضغوط وحسب، وإنما كذلك بإلغاء هذه المناورات.

الأبعاد غير المعلنة لإلغاء المناورات

من المعروف أن توتر علاقات خط تل أبيب - أنقرة لم يبدأ بالموقف التركي المساند للجانب الفلسطيني في حرب غزة التي جرت مطلع هذا العام وإنما هو توتر يجد محفزاته الرئيسية في توجهات حزب العدالة والتنمية الإسلامي الحاكم وتحديداً المتعلقة بالآتي:

السياسة الخارجية التركية: التأكيد على إتباع سياسة خارجية مستقلة وخارج دائرة التنسيق التقليدي مع تل أبيب واشنطن وقد بدأ الأداء السلوكي للسياسة الخارجية التركية يعكس ذلك منذ بدايات صعود حزب العدالة والتنمية في عام 2002م.

السياسة الداخلية التركية: تبلور صراع سياسي تركي يمثل طرفاه حزب العدالة والتنمية وحزب الشعب الجمهوري وقد اختار محور واشنطن - تل أبيب دعم حزب الشعب.

الجديد في الأبعاد غير المعلنة يتمثل في:

سياسة تركيا الجديدة إزاء سوريا وما ترتب عليها من روابط تركية - سورية متزايدة إضافة للمواقف السياسية التركية المؤيدة لحقوق سوريا في صراعها مع إسرائيل إضافة لرفض تركيا المتزايد لتقديم التسهيلات الأمنية العسكرية التي تتيح لإسرائيل استهداف سوريا إضافة إلى موقف تركيا غير المتواطئ مع تل أبيب في جهود الوساطة السورية - الإسرائيلية التي ظلت تشرف على رعايتها أنقرة.

سياسة تركيا الجديدة إزاء إيران:

ظلت تركيا طوال الأعوام الماضية ترفض الوقوف إلى جانب حليفتها واشنطن لجهة التورط في تشديد العقوبات ضد إيران، إضافة إلى رفض تركيا القاطع لأي طرف باستغلال الأراضي والأجواء التركية للقيام باستهداف إيران، وتمثلت التطورات والوقائع الأخيرة المتعلقة بالموقف التركي إزاء أزمة الملف الإيراني في الآتي:

إعلان تركيا رسمياً أنها تتصدى بالوسائل العسكرية لأي طائرة تخترق الأجواء التركية للقيام باستهداف إيران.

إعلان تركيا رسمياً عن تعاونها مع إيران في مجالات النفط والغاز والتجارة.

إعلان تركيا عن مخطط لزيادة معدلات التجارة الإيرانية - التركية من 6.5 مليار دولار إلى 20 مليار دولار خلال الأعوام الخمسة القادمة.

تقول التسريبات أن المناورات الجوية كان الإسرائيليون يخططون لاستخدامها بشكل مزدوج:

المشاركة في المناورات والتدريبات الجوية بحسب البرنامج المحدد.

تنفيذ عملية مخابراتية - عسكرية سرية بالتعاون مع القوات الجوية الأميركية المشاركة.

تشير التسريبات إلى أن العملية السرية الموازية كانت تهدف إلى القيام بعمليات الرصد والاستطلاع الجوي لبعض مناطق الحدود الإيرانية إضافة إلى محاولة الرصد الإلكتروني لطبيعة عمل الرادارات ووسائل الدفاع الجوي الإيرانية من خلال التحليق في الأجواء التركية.

التداعيات المواجهة لتزايد التوترات على خط أنقرة - تل أبيب:

يوجد برنامج تعاون عسكري تركي - إسرائيلي تم الاتفاق عليه منذ فترة طويلة وظل هذا التعاون مستمراً برعاية واشنطن ويتضمن هذا التعاون المواضيع الآتية:

تحديث طائرات F-4، F-5 التركية بتكلفة تبلغ 900 مليون دولار.

تحديث 170 دبابة تركية من طراز إبراهام M-60 بتكلفة تبلغ 500 مليون دولار.

تطوير صواريخ بوبيي-1 وبوبيي-2.

تطوير صواريخ كروز من طراز دليله التي يبلغ مداها 400 كلم.

تطوير صاروخ بوبيي-2 أرض - جو بتكلفة تبلغ 150 مليون دولار.

تطوير صواريخ أرو الاعتراضية المضادة للصواريخ البالستية.

وهناك اتفاقيات تتعلق بصفقات تبادل الأسلحة المتطورة بين الطرفين هذا وبرغم أن إسرائيل سبق وشاركت في بعض الأنشطة العسكرية المتبادلة مع تركيا خلال فترة ما بعد حرب غزة وموقف أردوغان فإن إلغاء هذه المناورات يشير في حد ذاته إلى رغبة تركية متزايدة في النأي عن إسرائيل مهما كان الثمن غالياً ومهما كانت واشنطن سخية في دفع مليارات الدولارات لتمويل جدول أعمال العلاقات العسكرية - الأمنية الإسرائيلية – التركية.