علي طالب الله

من Ikhwan Wiki | الموسوعة التاريخية الرسمية لجماعة الإخوان المسلمين
مراجعة ٢٠:٤٦، ٢٧ أكتوبر ٢٠١٨ بواسطة Admin (نقاش | مساهمات)
(فرق) → مراجعة أقدم | المراجعة الحالية (فرق) | مراجعة أحدث ← (فرق)
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث
علي طالب الله
المراقب الأول لإخوان السودان

مقدمة

المراقب الأول لإخوان السودان علي طالب الله

غزت دعوة الإخوان المسلمين كثير من قلوب الناس لالتزامها بالمنهج الإسلامي الشامل الوسطي، والتي لا تعرف الغلو في الرأي أو التميع في العمل بالإسلام.

ولقد حرص الإخوان منذ بداية الدعوة على نشر فكرهم في مصر والوطن الإسلامي، حيث كانت وفودهم تجوب البلاد للتعريف بهذه الدعوة، والتي وجدت قلوب انصاعت لهذه الدعوة، ومن هؤلاء الذين استجابوا لها كان الشيخ علي طالب الله. البداية

في مدينة القطينة والتي ترقد في حضن ولاية النيل الأبيض ولد علي طالب الله عام 1910م، ومع قلة سبل التعليم في السودان – خاصة في الأماكن النائية – إلا أنه التحق بمراحل التعليم المختلفة قبل أن يلتحق بكلية غردون قسم الآداب التي تخرج فيها مطلع يناير 1930م.


المهام العملية

بعد تخرجه بدأ البحث عن العمل حتى عمل في بداياته بوزارة الشئون الاجتماعية، ثم عمل محاسبا بمصلحة الزراعة والغابات وانتقل بين مدينتي دنقلا والخرطوم حيث طابت له مدية ودمدني عام 1934م.

لكن لظروف الاعتقال ابعد عن خدمة الحكومة في عام 1945 قبل أن يعاد إليها حينما استقلت السودان عام 1954 م حيث اختير بوزارة الخارجية رئيس لقسم الصحافة بالوزارة.

اختير مدير لمكتب مقاطعة إسرائيل بوزارة الخارجية حتى تقاعد بالمعاش ولكنه أعيد للخدمة بالمشاهرة في نفس الوظيفة في مطلع يناير 1965

وظل يؤدي عمله بكفاءة عالية ومما يذكر عن تفوقه عندما كان محاسبا كتب عنه رئيسه البريطاني تقريرا أشاد فيه بعمله وتمكنه من اللغة الإنجليزية، وظل مديرا لمكتب مقاطعة إسرائيل حتى أحيل للتقاعد في بداية عهد مايو 1969م.

مسيرته للزعامة

حرص البريطانيين المختليين على فصل السودانيين عن المصريين الوافدين والمقيمين على الأراضي السودانية، غير أن حركات الشباب – خاصة الجامعيين – انتشرت وسط السودانيين، وكان للحركة الشيوعية والإسلامية قوة وسط هذا التجمع الطلابي.

ولذا بعدما انتقل علي طالب الله إلى مدينة ودمدني عام1934 م أتاح له الفرصة الانفتاح علي نادي الخريجين.

تكون مؤتمر الخريجين 1938 م والذي ظل تنظيما جامعا فعالا مؤثرا في الحياة السودانية في مجالاتها المتعددة. برز دورة المؤتمر عام 1948 م وإبان مقاطعة الجبهة التشريعية انتخب علي طالب الله عضوا من المؤتمر للهيئة الستينية وهذا دليل لما كان يتمتع بها من ثقة ولعل هذا مع صفات أخري ميزته وجعلته مقربا جدا للزعيم الأزهري وفيما بعد اختاره عضوا في اللجنة الثلاثية مع د. احمد السيد حمد ويعقوب عثمان عقب حوادث الجنوب المؤسفة عام 1955 م لتهدئه الخواطر بالجنوب، وكان لعلي طالب الله دور في الشارع السياسي أبان مقاطعة الجمعية التشريعية وعندما اصدر مؤتمر الخريجين جريدته الناطقة باسمه والتي تعقب علي رئاسة تحريرها الأساتذة محمود الفضلي وعلي حامد عليهم الرحمة اختير علي طالب الله مديرا لجريدة الخريجين المقاومة للاستعمار وكان يطبع المنشورات ضد الإنجليز بمنزله بأم درمان مما أدي إلي إيداعه الحبس بتهمة حيازة سلاح غير مرخص ومحاولة اغتيال الحاكم العام حينها روبرت هاو.

في صفوف الإخوان

دخلت دعوة الإخوان السودان لكنها لم تثبت أقدامها في البداية، ولم تخطُ للأمام قيد أنملة، حتى بعدما أرسل الإخوان الأستاذين صلاح عبد الحافظ وجمال الدين السنهوري بين عامي 1944م-1945م، في محاولة للتعريف بهذه الدعوة وسط الناس، وبالفعل قاموا بالخطابة في العديد من الأماكن.

ويقول علي طالب الله فإن الفكرة وجدت حماسًا وقبولاً شديدين، مما أدى إلى تكوين أول لجنة للإخوان المسلمين برئاسة إبراهيم المفتي، وبدوي مصطفى كنائب للرئيس، وعلي طالب الله سكرتيرًا، و محمد إسماعيل الأزهري -عم إسماعيل الأزهري- وآخرين.

لكن لم تكن اللجنة فعالة في رأي علي طالب الله، إلا أنها كانت مجرد محاولة من الأشقاء لاحتواء الحركة القادمة من مصر، أو مجرد انفعال وقتي تلاشى وانمحى مع الأيام (كما ذكر حسن مكي في كتابه).

توفر مناخا طيبا هيأ لهم أن يضعوا البذرة الأولي في تكوين خلايا ( أسر ) على منهج جماعة الإخوان في أماكن عديدة من البلد ( الأبيض ) , ( عطبرة ) , ( أمدرمان) , ( الخرطوم ) , (الفاشر ) وغيرها كان من أبرز القائمين على بعضها الأستاذ على طالب الله بأم درمان.

ومن الأسباب التي دفعت بعلي طالب الله للانخراط في تنظيم الإخوان المسلمون اطلاعه علي مؤلفات الشيخ حسن البنا (نحو النور) (دعوتنا بين الأمس واليوم) (إلي أي شئ ندعو الناس)، وقد قام هو ورفاق له أمثال عوض عمر الإمام ومحمد كرار والمفتي بتأسيس البنية الأساسية لجماعة الإخوان المسلمين في المدن والأرياف والقرى وانضم إليهم ناشطين إسلاميين في الجامعات والمدارس الثانوية.

ويقول ابنه أبو المكارم: ظهرت حركة الإخوان المسلمين في مصر، وظل يتتبعها، وكان رجلاً مستنيراً يقرأ كل الكتب التي تصدر من مصر أو العراق أو لبنان، وسمع بحركة الإخوان المسلمين في مصر، ورأى أن يؤسس حركة الإخوان المسلمين في السودان بناءً على قراءاته لأدبيات الإخوان، وعندما كوّن أول مجموعة للإخوان المسلمين في السودان وكان معظمهم من أبناء الختمية والأنصار.

ويضيف عن لقاء والده بالشيخ البنا: سافر إلى القاهرة، وكانت له مهمتان في القاهرة، مهمة تتعلق بالخريجين كلفه بها الأزهري، والمهمة الثانية لقاء أخيه مصطفى، وكان ذلك في منتصف الأربعينيات، وهذه الزيارة كانت سرية، وهناك قابل الإمام البنا سراً، وبايعه ثم عاد إلى السودان.

تقدم علي طالب الله إلى السلطات عام 1948م بطلب لتسجيل الحركة الإسلامية في السودان تحت مسمى "الإخوان المسلمين" رفضت السلطات الاستعمارية هذا الاسم, متأثرة بالأحداث السياسية والأمنية في مصر, وخشية من انتقالها إلى السودان.

وأعادت الحركة طلبها مرة أخرى, ولكن مع تغير مسمى الحركة إلى "حزب التحرير الإسلامي", وقد اختير هذا الاسم كرد مضاد لحركة التحرر الوطني الماركسية التي كانت تسيطر على أكبر التجمعات والنقابات الطلابية في السودان، خاصة في جامعة الخرطوم، إضافة إلى أن هذا المسمى جاء منسجمًا مع التوجه نحو محاربة "الاستعمار"؛ لإقامة المجتمع المسلم والدولة المسلمة, فهي إذن "حركة تحرير إسلامي".

تهريب إخوان مصر

بعدما وقعت الأحداث في مصر وانقلاب عبد الناصر على الإخوان بعد حادثة المنشية في 26 أكتوبر 1954م هرب عدد من قيادات الإخوان ناحية السودان، حيث لجأوا إلى علي طالب الله، غير أن عبد الناصر أرسل لإسماعيل الأزهري يطالبه برد الهاربين، وبدوره طلب من علي طالب الله لكنه طلب منه أن يتكتم على الأمر حتى يستطيع تهريب هؤلاء خارج السودان ، وبالفعل وكما تذكر أسرة علي طالب الله في حوار معها أن إسماعيل الأزهري تكتم ليوم على الأمر حتى تم تهريب عز الدين إبراهيم إلى أبو ظبي و أبو المكارم عبد الحي إلى أوغندا وعبد الحليم عمار إلى لبنان.

محاولات اغتيال

تولى الشيخ علي طالب الله مكتب مقاطعة إسرائيل بالسودان – وكان تابع لوزارة الخارجية- فكن من ضمن القرارات التي أخذها إغلاق مصنع الكولا – وكان إسرائيليا، فحاولوا اغتياله أكثر من مرة.

يقول ابنه عاصم في حوار لموقع النيلين: في أحد مؤتمرات المقاطعة، كان الأكثر إصراراً، والأعلى صوتاً في عملية المقاطعة، وبعد المؤتمر كان جالساً في المسجد الأقصى، فجاءه نفرٌ من اليهود وطلبوا منه أن يقوم بتدريسهم الفقه والإسلام، وقال لهم نحن الآن في بيت الله، ما في أجمل مكان لدراسة الفقه أكثر من بيت الله، اتفضلوا ندرِّسكم، لكن رفضوا وقالوا له نحن نريدك أن تذهب معنا إلى المنزل، وكان الشيخ طالب الله، أخبره بعض الإخوان وقال له إن هؤلاء الجماعة يدبرون مكيدة لاختطافك، واغتيالك ولا بد أن تعمل حسابك بشدة.. وتعرض الشيخ طالب الله أيضاً لمحاولة اغتيال في مصر من قبل الإسرائيليين، ومرة ثالثة أيضاً في الجولان بسوريا، وكل هذه محاولات اغتيال واختطاف للشيخ طالب الله من قِبل الموساد.

محنة ورحيل

كانت دائرة الدعوة تتسع بالكلمة الطيبة والقدوة الحسنة، وفي ساحات المدارس والجامعة برزكيان الحركة الإسلامية ولم تلج ان ذاك الأحزاب التقليدية هذه الساحات باستثناء الحزب الشيوعي. انتبه الحكام الإنجليز لما يجري وربطو بين الإخوان والعلاقات الوثيقة التي تجمع الشيخ علي طالب الله ،ومحمد عاشور ضابط الصيانة بالجيش المصري بالسودان الذي كان يخطب في المساجد فاحتج الإنجليز علي ذلك واستدعى القائد العام للجيش المصري بالسودان علي طالب الله واخبره بأنه بصدد نقل محمد عاشور إلي مصر لأنه إذا ترك فقد يعتقل مما سيفجر أزمة بين الحكومة البريطانية والمصرية وطلب منه أن تمر التقلية بسلام وهذا مؤشر على إدراك قدرة الإخوان المسلمين على تحريك الشارع ولكن ما أن جاء موعد الوداع بمحطة سكة حديد الخرطوم حتى تجمهر الإخوان وبعض المواطنين وخطب علي طالب الله ورددت معه الجماهير الهتاف وكانت أعين المخابرات ترصد كل شيء هنالك وثائق من المخابرات الأمريكية والبريطانية تختص بأنشطته وحياته منها ما هو موجود الآن بدائرة الوثائق البريطانية وما هو منشور بالإنترنت.وقدم على طالب الله للمحكمة وحوكم بشهرين سجن وكان يومها مراقب عام للإخوان بالسودان وبعد خروجه من المعتقل تسربت معلومات عن فكرة اغتيال الحاكم العام سير روبرت هاو وعلى ضوء تلك المعلومة الأمنية اعتقل علي طالب الله ووجد بحوزته مسدس وقدم لمحاكمة عاجلة ولعدم اكتمال الإدانة حكم عليه بأربعة أشهر سجن ومن بعدها ابعد عن خدمة الحكومة في عام1945 م ليتفرق للعمل السياسي وظل علي طالب الله كأول مراقب للإخوان المسلمين في السودان بعدها تفرغ للقضية الفلسطينية ,عمل بالمجال الدعوي للتبشير بالدين الإسلامي بجنوب السودان .

لكن حدث أن شكل الشباب الذين تربوا في مصر وتعرفوا على دعوة الإخوان فكر جديد لم يرق للأستاذ علي طالب الله ما عجل بالصدام بينهم فتم فصله من قبل الشباب عام 1954م.

يقول أبو المكارم علي طالب الله:

كان الشيخ علي طالب الله يركز على أن تكون حركة الإخوان المسلمين حركة جماهيرية لا حركة صفوية، وكان يعتمد أسلوب التربية، وهذا هو سر الخلاف بينه وبين بعض الإخوان آنذاك، فقد ظهرت مجموعات من الإخوان أثارت موضوع العمل السياسي وتوسعت في مجال المرأة، والشيخ علي طالب الله كان في خلاف مع هذه المجموعات. خاصة بعض الطلاب في الجامعة كبابكر كرار وناصر السيد وعبد الله زكريا، وكان مجموعة منهم يسميهم الطلاب الشيو ـ إسلاميين، يعني خليطاً من الشيوعية والإسلام، وكان الشيخ علي طالب الله يحذر من هذه المجموعات.

عند قيام المؤتمر العام للإخوان المسلمين عام 1954م لم يُدع الشيخ علي طالب الله لهذا المؤتمر، ويعتبر هذا أول انقلاب داخلي في جماعة الإخوان المسلمين، وجاءه خبر بأن هناك وفوداً تترى لتشارك في المؤتمر بالخرطوم، فرفض المشاركة في المؤتمر وكان هذا أول خلاف بينه وبين بعض المثقفين في الإخوان المسلمين. وجاءه أحد الإخوان وقال له اليوم سينعقد مؤتمر الإخوان المسلمين بالسودان، فقال له لا علاقة لي بهذا المؤتمر ولن أحضره، علما ًبأن الخطابات التي أرسلت للأقاليم أرسلت باسم الشيخ علي طالب الله.

بعد المؤتمر جاءه وفد من الإخوان المصريين، وطالبوه إما بإعادة انعقاد المؤتمر، أو أن يعود إلى منصبه كمراقب عام للإخوان في السودان، وقد أرسل هذا الوفد الأستاذ الهضيبي مرشد الإخوان المسلمين آنذاك، لكن الشيخ علي طالب الله اعتذر بأنه لا يريد أن يتسبب في انشقاق بالإخوان المسلمين في السودان. وعندما ألح عليه الإخوان المصريون طلب منهم إعفاءه من المسألة.

واختير في لجنة الدستور ظل علي طالب الله قبله لكل التيارات الإسلامية والسياسية ونال احترام الجميع وثقتهم إلي أن توفاه الله بأم درمان في عام 1984م


للمزيد عن الإخوان في السودان

روابط داخلية

كتب متعلقة

ملفات متعلقة

مقالات متعلقة

تابع مقالات متعلقة

أخبار متعلقة

متعلقات أخرى

أهم أعلام إخوان السودان

وصلات فيديو