فتحي رفاعي

من Ikhwan Wiki | الموسوعة التاريخية الرسمية لجماعة الإخوان المسلمين
مراجعة ٠٨:٣٨، ٢٢ أكتوبر ٢٠١٢ بواسطة Admin (نقاش | مساهمات)
(فرق) → مراجعة أقدم | المراجعة الحالية (فرق) | مراجعة أحدث ← (فرق)
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث
العالم المجاهد الشيخ : فتحي رفاعي

بقلم : علاء ممدوح

نشأته وتربيته

هو أحد أبناء الرعيل الأول لجماعة الإخوان المسلمين .. عُرف بحبه الشديد لطلب العلم وصبره الجميل على ما مر به من بلاء السجن والمرض وله تاريخ مشرف في الجهاد بأفغانستان وتربية ورعاية المسلمين في العديد من البلاد التي ارتحل إليها .. وصاحب الجهد الوافر في إعادة بناء التنظيم بعد خروجه من السجن ليكون رجل التربية والعلم طوال عمره ..

نشأ الشيخ الفاضل محمد فتحي محمد رفاعي حفظه الله تعالى في بيئة طيبة صالحة، و تربى تحت رعاية إيمانية من والده الذي كان ناظرا في التعليم وذلك بأن

ألحقه والده بكتاب القرية ليكون دائما بصحبة القرآن الكريم،فأتم حفظه وهو في العاشرة من عمره .وهيأ له والده الرفقة الصالحة،وربطه بالمسجد منذ صغره ليكون ربيب المساجد، وكفى بذلك أدبا و تربية وعزا.

كما ألحقه بالتعليم الأزهري ، ليكون تعليمه دينيا وعلميا ، كما كان والده يقول دائما له " لقد وهبتك العلم و الدين " وكان لهذه النشأة أثرها في حياته بعد ذلك سواء في الجانب الدعوي بالتحاقه بجماعة الإخوان المسلمين أو في الجانب العلمي الذي برع به ونال فيه أعلى الشهادات .

مسيرته التعليمية

واصل الشيخ الجليل تعليمه الأزهري حتى حصل على دبلوم معهد المعلمين الخاص ليعمل بعد ذلك مدرسا للغة العربية لفترة في مصر ، ثم أعير للجزائر عام 1963م ليعمل مدرسا للغة العربية أيضا هناك .

وفي عام 1959م حصل على ليسانس العالمية التربوية من كلية اللغة العربية جامعة الأزهر شعبة الشريعة الإسلامية .

وبعد ذلك وفي عام 1960م حصل على شهادة العالمية في تخصص التدريس وهي إجازة في التدريس العالي و معادلة للماجستير،ثم حصل على الدكتوراه من جامعة الأزهر أيضا وكانت رسالته بعنوان " أصول النحو و علله لابن جني "

سافر الشيخ للمدينة النبوية ليعمل مدرسا للغة العربية في الجامعة الإسلامية لمدة ثلاث سنوات تم فيها تكلفيه بكتابة مادة حول الفكر الإسلامي واعتمدت للدراسة هناك ومازالت تدرس حتى الآن كما تمت ترجمتها لعدة لغات .. ومازال الشيخ يعمل حتى الآن مستشارا تعليما للهيئة العالمية للتعليم لرابطة العالم الإسلامي بمكة المكرمة .

كما حصل الشيخ أيضا على الماجستير في الإعلام من المعهد العالي للدعوة بالمدينة المنورة التابع لجامعة الإمام محمد بن سعود وكانت رسالته بعنوان " الإعلام الصهيوني وموقف المسلمين منه"..

تلا ذلك الإعداد لرسالة الدكتوراة بنفس الجامعة وكانت بعنوان " الإعلام الغربي وموقف المسلمين منه" غير أنه لم يتسنى له إكمالها فقد رأى أنه من الواجب أن يعين إخوانه المجاهدين بأفغانستان ..فسافر إلى هناك للجهاد بالسلاح والبيان حيث قام بتربية المسلمين هناك تربية علمية كانت لهم بمثابة الحصن المنيع أمام هجمة الإلحاد الشيوعي .

في ركب دعوة الإخوان

بدأت رحلته مع الإخوان مبكرا منذ الصغر حيث ارتبط بهم وتربى في محاضنهم كما يخبر هو بنفسه وظل يحمل أمور وأمانة الدعوة حتى تم اعتقاله في عام 1954 ..

يقول المهندس محمد الصروي عن محنة الشيخ فتحي:

(تربى في مدرسة السجن الحربي وخرج ولم تكسر له شوكة ولم تلن له قناة .. لم يرهبه التعذيب في السجن الحربي رغم مرضه بالربو بل خرج منه في أواخر عام 1956 مصرا على العمل والجهاد والنضال ) ..

كان شعاره طوال هذه الفترة إن الله يحب معالي الأمور ويكره سفسافها ويركز على بيان هذا الأمر أيضا المهندس الصروي في السطور التالية يقول:

(دائما يردد أين أنت من عظائم الأمور والجهاد في سبيل الله؟ استطاع مع الأخ أحمد سلام من إخوان المحلة الذين اعتقلوا في 1954 جمع أعداد كبيرة من عمال شركة المحلة .. وبث في قلوبهم حماسا عاليا .. وعلمهم جميعا العمل للآخرة ..
فهي خير وأبقى وله معهم جهد تربوي كبير كان متحمسا للتخلص من عبد الناصر فهو يرى أنه حجر عثرة في طريق هذه الدعوة ويجب التخلص منه ويكفيه ولا نزكى على الله أحدا أنه استطاع تربية أكثر من حوالي أربعين أخا عاملا من عمال شركات المحلة والقرى المجاورة للمحلة الذين إذا حدثوك فكأنك لست أمام عامل بسيط بل كلمات عالم جليل) انتهى.

وبالفعل قام شيخنا الرفاعي بالعمل المتواصل على إعادة حيوية التنظيم بعد خروجه من السجن وتبلورت هذه الجهود في تأسيس بدايات التنظيم حوالى عام 1960 وما بعدها.. وبدأت فعلا الاتصالات والاجتماعات لهذا الغرض بينه وبين كل من محمد عبد الفتاح شريف و عبد الفتاح إسماعيل و عوض عبد المتعال

والذين كانوا قد قرروا في السجن العمل بعد الخروج على تأسيس هذا التنظيم وكان نتاج هذه اللقاءات الاتفاق على توزيع المهمات والتي كان نصيب الشيخ فتحي فيها كبيرا ومؤثرا حيث تولى مسؤلية محافظة الغربية والاتصال بالإسكندرية ثم أصبح مسؤولا عن وسط الدلتا (الدقهلية ـ الغربية ـ المنوفية) ومسؤولا عن وضع البرامج التربوية و الدراسية للتنظيم ..

واستقر الوضع النهائى للتنظيم بعد مناقشات بينه وبين زملائه على اختيار سيد قطب رئيسا للتنظيم .. ومحمد يوسف هواش نائبا لرئيس التنظيم ..كما شارك الشيخ فتحي رفاعي في كل المناقشات الفكرية للتنظيم والاجتماعات الكبرى والحساسة في تلك الفترة وأدلى بدلوه الأزهري والفقهي فيها.

ولكنه سافر عام (1963) في بعثة إلى الجزائر وتسلم مكانه الأستاذ صبري عرفة الكومى رئاسة منطقة الدلتا وبذلك نجا الشيخ فتحي رفاعي بأعجوبة من حبل المشنقة .. إلا أنه استقدم من الجزائر وتم اعتقاله .. وتعرض لتعذيب شديد لكونه أحد مؤسسي التنظيم ..

وهو من أصحاب الأمراض المزمنة إذ كان مريضا بالربو.. ولكنه كما يشهد له إخوانه كان ممن هم صبرهم جميل، ورضاؤهم بقضاء الله عظيم.. وتعرض هو و مجموعة متميزة من إخوانه لنموذج خاص من التنكيل فبعد مرحلتي السجن الحربي وعنبر الإيراد الذى سماه الإخوان (غيابة الجب) ..

تعرض لما يخبرنا عنه المهندس الصروي الذي يقول :

(أصدرت الحكومة أوامرها بنفي وتشريد وتغريب وترحيل 21 فرداً منا إلى سجن قنا، نكالاً.. كما تم ترحيل 14 آخرين من سجن القناطر إلى قنا أيضاً .. ووجدت نفسي في غمضة عين فقدت المرتبة والمخدة اللتين حصلت عليهما منذ أسبوع واحد بعد طول معاناة ..

أما المرحلون من عنبر الإيراد بليمان طره فهم:

أولاً: من عنبر الإيراد بليمان طره أشغال شاقة 15 سنة وذكر منهم محمد فتحي رفاعي (منية سمنود - غربية)..
وعند ظهرت في السجن فتنة تكفير المجتمع المسلم قام هو ومعه لجنة مكونة من كل مبارك عبد العظيم ، وعبد المجيد الشاذلي بكتابة مذكرة تقع في أربع وثلاثين صفحة (فولسكاب) تشرح جوانب العقيدة ، وما عليه أعضاء تنظيم 1965 وتم تقديمها لقيادة الإخوان بالسجن لبيان ابتعاد هذا التنظيم الواعد (65) عن ما اتهم به من تكفير عموم المجتمع المسلم .

دوره في الجهاد

كان للشيخ في فترة الجهاد الأفغاني دور كبير وهام حيث كان يعد من أكبر قادة المجاهدين هناك وكان من أهم معاوني الشيخ عبد الله عزام و يخبر الشيخ موسي القرني في حديثه عن تلك الفترة أنه تم انتخاب أخ مصري من كبار المجاهدين هو الشيخ فتحي

والذي كان له دور بارز في الإصلاح بين الفصائل التي حدث بينها الخلاف في أفغانستان تحت رعاية وتنسيق الشيخ عبد الله عزام الذي كان يكلفه بالمرور على بعض رؤساء الفصائل آنذاك فجمع حفظه الله تعالى بين جهاد النفس والعمل الإصلاحي ..

وكانت له جهود أخرى في الشيشان حيث سافر إلى هناك أيضا وقام بدعم المجاهدين كما سيأتي ذكره عند الحديث عن رحلاته وأسفاره .

رحلاته وخدمته للمسلمين بها

كانت للشيخ رحلات كثيرة زار خلالها العديد من الدول الإسلامية و العربية منها:

دولة قطر، وقد أثنى على أهلها خيرا وزار بعض الدول الإفريقية مثل كينيا و ساحل العاج وزار الشيشان كما سافر إلى روسيا و زار فيها بعض المدن مثل موسكو ، وفي رحلته هذه ألف كتابا عن الإسلام والذي تمت طباعته على نفقة إحدى دور النشر هناك ولكنه اشترط عليهم ألا يغيروا في المحتوى وألا يعاد طبعه وأن يكون زهيد السعر وكان له ما طلب .
وقد وضع عالمنا الفاضل بصمته المؤثرة من خلال مجهوداته العظيمة لنفع المسلمين بعلمه وماله ووقته .. حيث بذل وقته في تعليم الناس وإزالة ستار الجهل من على عقولهم وقلوبهم لأنه وصل لقناعة بأن الجهل هو المشكلة الأساسية التي يعاني منها المسلمون مع قلة بمن يقوم بأمر التعليم ..
وكذلك قام خلال رحلاته ببيان حقائق بعض الفرق المنحرفة الموجودة ببعض البلاد كالشيعة والصوفية والخوارج فسقطت الأقنعة عنهم في تلك البلاد ليميز الله الخبيث من الطيب ..
كما كان له جهد ملموس في كشف مخططات التنصير التي عملت تحت ستار الملاجئ والمدارس وهيئات الإغاثة مستغلين مسألة الفقر لذا كان دائم الحث للمسلمين على إخراج الزكوات والإكثار من الصدقات لمواجهة هذه الهجمات..
وقد أثمرت جهوده عن إسلام العديد من الناس في بعض البلاد وخلاصة ما يمكن الوقوف عليه من دورس في هذه الرحلات هو أن على كل مسلم أن يعلم غيره حتى تنشتر تعاليم الدين الحق وليكون المسلمون على بصيرة من أمرهم .

ومازال العطاء مستمرا

هذا الشيخ الجليل والعلم الفاضل يبلغ الآن من العمر خمسة وثمانين عاما ومع ذلك حين تراه العين تعجب من همته العالية ونشاطه وعمله الدؤوب في خدمة الدين حسبة لله تعالى.

ولما سئل عن ذلك أخبر أن مرد هذه البركة في الصحة والعافية ثلاثة أمور :

الأول: قيام الليل
الثاني: الصدقات
الثالث: تقوى الله والبعد عن المعاصي

للشيخ أيضا العديد من التوصيات التربوية الرائعة منها أن ينشأ الطفل المسلم في المسجد ليرتبط بصحبة المسجد وأن يلازم الطفل العناية بالقرآن الكريم حفظا وتلاوة وتعلما فبارك الله تعالى في عمر هذا الشيخ الفاضل على ما بذله من جهد وما عدد من توصيات لأبناء أمته وأجزل له المثوبة وتقبل منه صالح العمل .

وفاته

شيع الإخوان المسلمون وأهال قرية منية سمنود الاثنين 9-7-2012 أحد مجاهدي جماعة الإخوان المسلمين الحاج فتحي الرفاعي , وذلك بعد حياة حافلة بالجهاد والعطاء والتفاني في سبيل فكرته .

والفقيد رحمه الله عُرف بحبه الشديد لطلب العلم وصبره الجميل على ما مر به من بلاء السجن والمرض وله تاريخ مشرف في الجهاد بأفغانستان وتربية ورعاية المسلمين في العديد من البلاد التي ارتحل إليها .. وصاحب الجهد الوافر في إعادة بناء التنظيم بعد خروجه من السجن ليكون رجل التربية والعلم طوال عمره

المراجع

  1. كتاب الإخوان في سجون مصر لمحمد الصروي دار التوزيع والنشر الإسلامية، 2004.
  2. كتاب الزلزال و الصحوة لمحمد الصروي . دار التوزيع والنشر الإسلامية .
  3. كتاب الإخوان وعبد الناصر القصة الكاملة لتنظيم 1965م للأستاذ أحمد عبد المجيد.
  4. كتاب الموتى يتكلمون بقلم الأستاذ سامي جوهر ..مكتبة مدبولي .
  5. حوار الشيخ فتحي رفاعي مع الدكتور محمد السيد في برنامج (واجعلنا للمتقين إماما).