فيصل مولوي الكبير الذي افتقدناه

من Ikhwan Wiki | الموسوعة التاريخية الرسمية لجماعة الإخوان المسلمين
مراجعة ٢١:٠٥، ٨ يونيو ٢٠١١ بواسطة Attea mostafa (نقاش | مساهمات)
(فرق) → مراجعة أقدم | المراجعة الحالية (فرق) | مراجعة أحدث ← (فرق)
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث
فيصل مولوي الكبير الذي افتقدناه

بقلم: عبد الله بابتي

الشيخ فيصل المواوى.jpg

كبير هو العلامة الشيخ فيصل مولوي الذي جمعتنا معاً طوال نصف قرن حركة اسلامية واحدة اجتزنا فيها مراحل متعددة واستقرينا الى تأسيس الجماعة الاسلامية عام 1965 حيث تجسدت قناعاتنا وعملنا من خلال نشاطاتها. وها نحن اليوم نودعه بعد أن أرسى قواعدها وأحسن قيادتها وفتح أمامها أوسع المجالات..

كان كبيراً بدماثة خلقه وكبير تواضعه وسمو اخلاصه الذي تميز به طوال فترة عطائه وكثرة بذله وعظيم تضحياته. اختار هذا الطريق بعد ان حدد هدفه السامي في الحياة فأنجز دراسة الحقوق في الجامعة اللبنانية والشريعة الاسلامية في جامعة دمشق دعماً لمسيرة الدعوة الى الله تعالى.

كان كبيراً حين توجه الى تنشئة جيل مسلم يتربى على القيّم والدين فأنشأ جمعية التربية الاسلامية سنة 1967 مع نخبة مع العاملين لافتتاح مدارس الايمان الاسلامية التي احتلت مكانتها بحق في عالم التربية وأصبح لها فروع عديدة من الشمال الى الجنوب مروراً بالعاصمة بيروت وقد عمل على ترشيدها من خلال رئاسته للجمعية واستمرار نشاطه فيها رغم كثرة المهام.

كان كبيراً في القضاء الشرعي بعد أن اصر سماحة مفتي الجمهورية الشهيد الشيخ حسن خالد على التحاقه به بعد نجاحه بالمباراة فشغله حتى العام 2000 وبلغ في منتهاه مستشاراً في المحكمة السنية العليا والكل يذكره بخير من خلال أحكامه الشفافة ويقظة ضميره الراقية ومتانة حججه التي اعتبرت نبراساً للأنصاف والعدالة. كان كبيراً حين أعطى بزخم ونشاط ووضع مع اخوانه في قيادة الجماعة الاسلامية الهيكلية التنظيمية لها وكتب المواثيق وحدد الرؤى الشرعية منها والسياسية والتربوية وسواها حتى عمت نشاطات الجماعة كل المحافظات اللبنانية عبر افتتاح الفروع لها وأصبح لتيارها الأثر البالغ في الساحة الاسلامية خاصة واللبنانية والعربية عامة..

كان كبيراً حين اضطرته ظروف قاهرة ليلتحق بالخارج فأنشأ المجلس الأوروبي للافتاء والبحوث ثم أقام الكلية الأوروبية للدراسات الاسلامية في احدى ضواحي باريس بفرنسا كما اعتمد مرشداً دينياً للمنظمات الاسلامية في أوروبا.

كان كبيراً حين اختير عضواً في المكتب التنفيذي للاتحاد العالمي للعلماء المسلمين وكذلك في الهيئة الخيرية الاسلامية العليا في الكويت ثم في الندوة العالمية للشباب الاسلامي في السعودية وكان موضع ثقة هذه الهيئات العالمية وتزكيته وحدها المعتمدة لديها مما اتاح له دعم الكثير من مشاريع الخير والتطور في لبنان ونجاح حملات الاغاثة عند حصول النكبات.

كان كبيراً حين ترأس مجلس ادارة مؤسسة القدس الدولية التي واجهت ولا تزال تهويد اسرائيل للمدينة وتهجير أهلها فمارس دوره الرائد عبر مؤتمراتها في مختلف العواصم العربية دفاعاً عن المقدسات ودعماً للشعب الفلسطيني كي يبقى حامياً للأقصى وأرض الأنبياء.

كان كبيراً بكل ما تحمله مزايا الانسان الكريمة متميزاً بانفتاحه على العلم الشرعي والمرونة التي جعلت من فتاواه لأكثر قضايا العصر يسراً للناس وارشاداً لمزيد من الايمان والالتزام.. فكان مرجعاً اسلامياً بحق وداعية كبيراً بصدق وهذا ما دفع كبار القادة والمصلحين وكذلك القيادات الرسمية والشعبية في العالمين العربي والاسلامي ان يجدوا فيه الحكم العادل لحل مشاكلهم في أشد الأزمات..

رحل الشيخ فيصل مولوي وكانت حياته أرقى ما يكون القائد المجاهد تاركاً لنا ارثاً لا ينفد من الفكر المتنوّر والبذل اللا محدود والعطاء الذي استمر حتى آخر ايام صحته..

انه قدر الله الذي نسلم به عن رضى وقبول لكننا على العهد لهذه الشخصية الفذة والقيادة الرشيدة وعلى أمل اللقاء به ان شاء الله في جنان الخلد مع الأنبياء والشهداء والصديقين وحسن أولئك رفيقاً.

قيادي في "الجماعة الاسلامية"

المصدر

للمزيد عن الشيخ فيصل مولوي

وصلات داخلية

حوارات مع الشيخ فيصل مولوي

مقالات بقلم الشيخ فيصل مولوي

مقالات كتبت عنه

أخبار متعلقة

وصلات فيديو