محطات سياحية

من Ikhwan Wiki | الموسوعة التاريخية الرسمية لجماعة الإخوان المسلمين
مراجعة ١٣:١٦، ١٢ نوفمبر ٢٠١١ بواسطة Ahmed s (نقاش | مساهمات)
(فرق) → مراجعة أقدم | المراجعة الحالية (فرق) | مراجعة أحدث ← (فرق)
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث
محطات سياحية

مذكرات وذكريات يكتبها الداعية فتحي يكن

( محطات سياحية ورحلات دعوية في أرض الله الواسعة)

رحلة إلى القدس وحضور المؤتمر الاسلامي العام 1960

بعد هزيمة العرب في فلسطين عام 1948 تنادى زعماء وقادة الحركات الاسلامية لاجتماع عقد في دمشق حضره ممثلون من معظم الدول العربية والاسلامية.

كان منهم: الشهيد سيد قطب، الشهيد نواب صفوي، المرحوم الدكتور مصطفى السباعي، المرحوم الدكتور سعيد رمضان، المرحوم الأستاذ محمد محمود الصواف، الأستاذ كامل الشريف وغيرهم..

ولقد قرر المجتمعون تشكيل ما سمي بـ "المؤتمر الاسلامي العام" للاهتمام بالقضية الفلسطينية ومواجهة التحديات الصهيونية على كل صعيد..

ومنذ ذلك الحين درجت أمانة المؤتمر الاسلامي، التي أسندت إلى الدكتور سعيد رمضان ونائبه الأستاذ كامل الشريف على عقد مؤتمر سنوي في القدس لإبقاء القضية الفلسطينية حية في ضمير العالم الاسلامي.

عام 1960 حضرت مع الأخ المرحوم الحاج (م. بلحوص) المؤتمر المذكور الذي انعقد في (المدرسة العمرية) الواقعة في فناء المسجد الأقصى وبجوار مسجد قبة الصخرة.

كان عريف الاحتفال المرحوم الأستاذ أكرم زعيتر الذي ألقى كلمة بالمناسبة وراح يقدم الخطباء للكلام.. فتكلم الأستاذ كامل الشريف، فالدكتور سعيد رمضان، فالأستاذ محمد عبد الرحمن خليفة، فممثل إيران السيد محمود طالقاني، وغيرهم..

ولقد ألقيت يومها كلمة لبنان مؤكداً على أن هزيمة العرب عام 1948 كان بسبب تركهم للإسلام:

عقيدة وشريعة، نتيجة إسقاط

يكن يلقي كلمة لبنان في القاعةالعمرية

الخلافة، وما فعلته معاهدة سايكس-بيكو من تمزيق للأمة، وإحياء للنعرات الطائفية والمذهبية والقومية..

-وأكدت على أن الأمة مدعوة إلى الأمور التالية:

·العمل على إحياء الخلافة.

·العمل على إحياء الأخوة الاسلامية والوحدة العربية.

·إحياء فريضة الجهاد.

وأذكر أني مررت بمسجد قبة الصخرة فوجدت ورشة عمل فوق القبة، فسألت عن ذلك فقالوا إنهم يضعون (صفائح ذهبية) فوق القبة.

فقلت وهل يجوز أن ننشغل بهذا والمسجد الأقصى وبيت المقدس وكل فلسطين في خطر؟؟ من ذكريات هذه الرحلة زيارتنا لقرية (صور باهر) التي كان فيها المقر العسكري لقوات مجاهدي حركة الإخوان المسلمين الذين جاءوا من مختلف الدول العربية والاسلامية، والذين أبلوا في جهادهم أحسن البلاء، لولا خيانة الملك فاروق، واغتيال المرشد العام الإمام حسن البنا (رحمه الله) والأمر الذي صدر باعتقال آلاف المجاهدين وإيداعهم السجون لدى عودتهم إلى مصر بدل تكريمهم.

ومن الذكريات أننا بعد أن سبحنا في البحر الميت (بحيرة لوط) اكتست أجسامنا بحلة بيضاء من شدة ارتفاع نسبة مادة (البوتاسيوم) في المياه.. فاستذكرنا قصة (سدوم وعمورة – قوم لوط) الذين قضوا بقارعة من السماء، كيف قلب الله تعالى عالي قريتهم سافلها، وتحولت إلى بحيرة لا تزال نسبة المواد المحرقة موجودة فيها حتى الآن، وعلى ضفافها تقوم شركات لاستخراج الكثير من المواد ومادة البوتاسيوم بشكل خاص.. فهل من معتبر؟؟ وهل من مذكر لقوله تعالى: ?فلما جاءهم أمرنا جعلنا عاليها سافلها، وأمطرنا عليها حجارة من سجيل منضود{ (هود:82).


رحلات الحج عام 1961و1974

·الأولى: برفقة المرحوم الشيخ عصام الرافعي.

·الثانية: برفقة زوجتي وبعض الأخوة.

لقد أكرمني الله تعالى بتأدية فريضة الحج أكثر من مرة.. فمن ذاق عرف، ومن عرف لذة زيارة البيت العتيق والطواف حول الكعبة المشرفة والسعي بين الصفا والمروة والوقوف بعرفات والمبيت في منى، ورمي الجمرات، وما تحمله كل شعيرة من هذه الشعائر من معان، وما تتركه في النفس البشرية من آثار لما تردد عن القيام بذلك كل عام.

فنسأل الله تعالى أن يجعل حجنا مبروراً، وسعينا مشكوراُ، وتجارتنا لن تبور.


الحجة الأولى

كانت الحجة الأولى عام 1961م حيث كان برفقتي الشيخ عصام الرافعي.

-بعد أداء العمرة عدنا إلى جدة ونزلنا بضيافة الشيخ نصيف رحمه الله جد الدكتور عبد الله نصيف الذي كان علماً من أعلام المملكة ورمزاً من رموزها.

وكانت دارته المؤلفة من طبقتين مركز استقطاب العلماء والدعاة القادمين من كل أنحاء العالم الاسلامي.

- لا أنسى نه كان يجلس بعد صلاة الفجر من كل يوم على (بلكون) في الطابق الأرضي مطل على الشارع وأمامه صندوق فيه مال يتصدق به على أهل الحاجة، ولا ينهض من مكانه حتى يفرغ الصندوق ليملأ في اليوم الثاني من جديد.. رحمه الله رحمة واسعة وجمعنا به في جنات النعيم.

-من الذين رافقناهم في هذه الحجة الأساتذة: الدكتور مصطفى السباعي، وكانت آخر حجة له قبل وفاته، رحمه الله، والمرحوم الدكتور سعيد رمضان، والمرحوم الأستاذ عبد الحكيم عابدين (السكرتير العام السابق للإخوان المسلمين في مصر) ثم لا أنسى المقرئ الخاص للإمام الشهيد حسن البنا رحمه الله والذي كان يرطب قلوبنا بقراءته الندية طوال فترة تأديتنا للمناسك.


الحجة الثانية

ثم أكرمني الله تعالى بحج بيته في العام 1974 وكانت برفقتي الزوجة الغالية أم بلال، وبصحبة الأخوة الشيخ فيصل مولوي والشيخ رشيد ميقاتي، والأستاذ محمد علي ضناوي.

كانت هذه الحجة شديدة الوطأة علي، فبعد الحج قمنا بزيارة المدينة المنورة، وأصبت فيها بحمى شديدة ارتفعت الحرارة إلى 41 درجة، ولقد أحاطتني زوجتي بعناية بالغة مستقدمة ما تيسر لها من الأطباء ولكن بدون جدوى..

فقررنا الانتقال إلى جدة للعلاج حيث نزلنا في أحد الفنادق في حين اتصلت هي ببعض الاخوة لتأمين المعالجة.

وبقينا في جدة حيث لزمت الفراش حوالي أسبوع إلى أن امتنّ الله علي بالشفاء.

حمدت الله، ثم شكرت لزوجتي مكابدتها ومعاناتها، وسألت الله أن يجعل كل ذلك في ميزان حسناتها يوم القيامة، وأن يكون مرضي هذا محواً للسيئات ورفعاً للدرجات وطهوراً، وبخاصة أنني استبشرت خيراً حين قرأت في السيرة النبوية أن معظم الصحابة كانوا يصابون بالحمى بعد تأدية مناسك الحج، ولا يصلون المدينة إلا وأدمغتهم تغلي من ارتفاع الحرارة..

أحب الصالحين ولست منهم عساني أن أنال بهم شفاعة

وفي الطريق يشاء الله أن تنفجر عجلة السيارة الأمامية والتي كانت تسير بسرعة جنونية، رغم كل تنبيهاتنا لسائقها، وبانفجار العجلة انحرفت السيارة عن الطريق، وارتطمت في أتربة الصحراء، وخلنا أن الأجل قد انتهى، وأن المنية قد وافتنا.. توقفت السيارة وسط عاصفة من الغبار، ولكن الله سلم، ولم يصب أحد بأذى، فتم إصلاح العجلة وتابعنا الطريق والحمد لله..

كان طعم هذه الحجة خاصاً يفوح منه الخشوع وعبق الاخوة والحب في الله والتملي من فيوضات المناسك.

ولولا حادثين عابرين لكانت تلك الحجة مثالية، نسأل الله تعالى القبول.

أما الحادث الأول فكان في مكة، حيث فقد الأخ الشيخ رشيد ميقاتي كل ما يحمل من مال خلال الطواف.

وأما الحادث الثاني فقد وقع لنا خلال انتقالنا بالسيارة من جدة إلى المدينة.

فقد كنت حريصاً على تكريم الأخوة بكل ما أستطيع، فطلبت من السائق أن يتوقف بنا قليلاً عند (موقعة بدر) لنصلي ركعتين في مسجدها، ونستذكر عبرها، ونأخذ نصيباً من الراحة في (استراحتها) ولكنه رفض وأبى بكل غلظة.. فألححت عليه، وقلت إن هؤلاء الشباب جاءوا من مكان بعيد وكلهم شوق إلى اقتفاء كل أثر من آثار رسول الله r، ولكنه أمعن في الرفض والعناد.

وما أن ابتعدنا قليلاً حتى خفف سيره، وكأنه يتحضر للوقوف عند إحدى الاستراحات، وبدون حياء قال: (أنا عاوز أتناول كأس شاي)؟!!

فلم أتمالك نفسي وكنت جالساً خلفه، فنهضت من مكاني وأمسكت بيديه مثيتاً المقود على الطريق، مانعاً إياه من الانحراف بالسيارة باتجاه الاستراحة

قائلاً: ألا تتقي الله يا رجل.. لقد استحلفناك مراراً لتقف بنا عند استراحة بدر للصلاة والتأمل فأبيت، ثم أنت الآن تريد الوقوف لتناول الشاي.. ثم أقسمت بأنني لن أدعه يتوقف بعد الآن حتى وصول المدينة).

عفا الله عنا وحسن أخلاقنا، وجعلنا في مستوى الإسلام أداءً وسلوكاً، وحسبنا الله ونعم الوكيل..


رحلة إيطاليا

في بيروجيا عام 1967

بدعوة من المركز الإسلامي في إيطاليا حضرت المؤتمر الذي عقد في مدينة (بروجيا) والمعروفة بأنها المركز الرئيسي لتعليم اللغة الايطالية للطلبة الذين يرغبون متابعة دراستهم في إيطاليا.


مؤتمر بروجيا

- ألقيت سلسلة محاضرات حول (دور الشباب الإسلامي) بحضور عدد من الأخوة الذي يتابعون الدراسة في إيطاليا وبخاصة في إطار الطب العام والطب الصيني.


رحلة الحج برفقة الوالده عام 1970

* برفقة الوالدة رحمها الله

وكانت حجتي الثالثة برفقة المرحومة الوالدة أكرم الله مثواها وأعظم نزلها ورضي الله عنها وأرضاها، وكانت في السبعينات.

لقد حرصت على أن أكون بخدمة الوالدة مهيئاً لها كل ما يريحها ويكمل حجها.

ولا أنسى ما بذله الأخ الكريم الشيخ مالك الشعار بهذا الخصوص، وكان حينها يتابع دراسته في الجامعة الاسلامية في المدينة، فكان لها ابناً باراً أحاطها بكل عناية ورعاية، جزاه الله عنا وعنها كل خير.

بعد أداء مناسك الحج قمنا بزيارة المدينة المنورة، وكان نزولنا في فندق بجوار الحرم النبوي لنستمتع بالصلاة فيه والجلوس في الروضة الشريفة.


رحلة الجزائروالملتقى السادس للفكر الاسلامي 1972

كان الوفد اللبناني إلى الجزائر لحضور الملتقى الرابع للفكر الإسلامي كبيراً حيث ضم: الأستاذ المرحوم محمد جميل بيهم، والمرحوم عمر فروخ، والسيد موسى الصدر، والشيخ طه الصابونجي، والمرحوم حسين القوتلي، والشهيد صبحي الصالح، والداعية فتحي يكن، والدكتورة منى حداد يكن وغيرهم..

أقلتنا طائرة واحدة من بيروت إلى العاصمة الجزائرية عبر مطار روما، وكان في استقبالنا على أرض المطار وزير الشؤون الدينية والتعليم الأهلي المرحوم (سي مولود قاسم) وحشد من وزارة التربية.

- المحطة الأولى: في رحلتنا كانت وزارة الشؤون الدينية والتعليم الأهلي، حيث أخذنا قسطنا من الراحة والضيافة ثم أقلتنا سيارات (البيجو) إلى مدينة "تيزي أوزو".

كانت اليافطات والاعلام والشعارات الخاصة بالمؤتمر تملأ شوارع المدينة مرحبة بضيوف العالم الاسلامي من العلماء والدعاة..

تميز المؤتمر بحضور نوعي كثيف من العلماء كان منهم: المرحوم الشيخ محمد أبو زهرة، والشيخ أحمد الشرباص، والشيخ المرحوم محمد الغزالي، والداعية زينب الغزالي، والدكتور مصطفى الزرقاء، والدكتور معروف الدواليبي، والأستاذ محمد عبد الرحمن خليفة – المراقب العام للإخوان المسلمين في الأردن.

لاحظت انتشاراً كثيفاً للشباب الجزائري يفترش الشوارع والساحات العامة مما يؤكد وجود نسبة كبيرة من البطالة والعاطلين عن العمل..

- لفتني إعلان كتب على لوحة في وزارة التربية يحذر مسترسلي شعرهم بحلاقة قسرية في نهاية مدة محددة، وظننا ابتداءً أن الإعلان موجه للطلاب.. فإذا به خاص بالأساتذة!!.


طبيعة المؤتمر

كان المؤتمر يدور حول عدد من محاور الفكر الاسلامي عموماً وعدد من القضايا الخلافية في الفقه الاسلامي، إضافة إلى الحضارة الإسلامية.

* طبيعة إدارة الجلسات:

كان وزير الشؤون الدينية والتعليم الأهلي يقوم بإدارة الجلسات بنفسه بالرغم من وجود لجنة لهذا الأمر، إنما كان دورها معطلاً بالكلية..

العصبية والمزاجية التي كانت تتسم بها شخصية الوزير المرحوم مولود قاسم أضفت على المؤتمر الطابع القمعي الديكتاتوري..

وقد لا يصدق من يقرأ أن الوزير كان قد وضع على جانبي المنصة شرطيين يستعين بهما على إنزال من لا يعجبه كلامه أو يعتبره خارجاً عن الموضوع.

لم أصدق ابتداءً أن الوزير – رحمه الله وعفى عنه – قد طلب من الشرطيين وقف كلام أحد الفلاسفة الفرنسيين ممن اعتنقوا الاسلام "لخروجه عن الموضوع" وعندما طلب أحد الأساتذة الكلام انتصاراً للفيلسوف تم سحبه من على المنصة.

وجاء دور إلقاء محاضرة للدكتور مصطفى الزرقاء (أحد علماء بلاد الشام وأحد فقهائها المجددين) فما أن بدأ محاضرته حتى بدأ الوزير ناقداً ومندداً، ثم طالباً منه التوقف عن المتابعة والعودة إلى مقعده، وهكذا كان..

وعلى الأثر، طلب الأستاذ محمد عبد الرحمن خليفة الكلام.. وما أن اعتلى المنصة مبيناً مكانة الدكتور الزرقاء ووجوب إنزاله منزلته، فما كان من الوزير إلا أن طلب إنزاله عن المنصة.

وهكذا كان التصرف مع المرحوم الدكتور صبحي الصالح..

حيال ما كان يجري كنت والكثيرين في حالة ذهول..

فكرت ملياً ثم طلبت إذناً بالكلام، وقلت لزوجتي جهزي نفسك للخروج، وأدركت أنني قد صممت على أمر.

لم يمر وقت طويل حتى جاء دوري بالكلام، فاعتليت المنصة ووجهت خطابي إلى معالي الوزير قائلاً: "لا أريد أن أتكلم في أي موضوع وإنما أريد أن أخاطبك أنت.. أخاطب هذا الأسلوب القمعي في إدارة الجلسات والتعاطي مع أهل الفضل من العلماء والدعاة" ثم تابعت وبسرعة "لقد أتينا إلى الجزائر لنتكلم بماء أفواهنا، لا ليحجر على عقولنا، أو يربط ألسنتنا، وتُصادر أفكارنا.

أما والحالة هذه فإنني أعلن انسحابي من هذا المؤتمر غضباً لله، ثم غضباً لكرامات علمائنا ودعاتنا ومفكرينا".

وعلى الأثر نزلت من على المنصة وخرجت من القاعة وخرج معي عدد كبير من العلماء، وذهبنا فوراً إلى الفندق وصعدت إلى غرفتي وتهيأت للسفر.

لم تنقض فترة طويلة حتى وصل إلى الفندق السيد موسى الصدر يرافقه الوزير الجزائري والشيخ محمد أبو زهرة رحمه الله، حيث تم تسوية الأمر وعهد بإدارة الجلسات إلى اللجنة المكلفة.

ثم علمت بعد ذلك بأن حرص الوزير على نجاح العمل كان يدفعه لأن يتولى تنفيذ كل ما يتعلق به بنفسه.. ثم علمت أنه طبع بنفسه البلاغ الذي قرأناه على لوحة الإعلانات في وزارة التربية، وأن إخلاصه وغيرته على الاسلام يشفعان له هذه التصرفات..

رحمه الله وعفى عنا وعنه، وختم لنا جميعاً بخاتمة الإحسان.


رحلة إسبانياوحضور المؤتمر الخامس للجمعية الإسلامية في إسبانيا(تموز 1974)

شاركتني في رحلتي هذه إلى إسبانيا زوجتي العزيزة أم بلال، وكانت رحلة حافلة بالدروس والعبر..

كان في استقبالنا على أرض مطار مدريد المرحوم الشهيد نزار الصباغ وعدد من الأخوة، حيث انتقلوا بنا إلى أحد المنتجعات البحرية حيث مكان انعقاد المؤتمر في بلدة (كاستيل ديل فرو) على شاطئ البحر الأبيض المتوسط.

بعد وصولنا بقليل وصل ضيف آخر من ضيوف المؤتمر هو الأستاذ الأديب محمد أحمد جمال من السعودية، ثم الدكتور عبد السلام الهراس من المغرب.


توطين العمل الاسلامي في بلاد الغرب

كان العمل الاسلامي في إسبانيا في بداياته، مما دفع إلى التركيز على موضوع أهمية الإسلام في الغرب، والأساليب الناجحة في هذه العملية، ابتداءً بالخطاب الملائم.. وصولاً إلى الدعوة بلسان الحال، ومن خلال السلوك الإسلامي الجاذب.

وقد توالى على الكلام الأستاذ جمال والعبد الفقير وزوجته، ثم الدكتور الهراس والدكتور الفاروقي.

وكانت فترة الحوار المخصصة أكبر بكثير من فترة الكلام، مما أتاح للحضور فرصة لطرح العديد من الأسئلة، وملامسة العديد من المشاكل، والوصول إلى الكثير من الثوابت.


جولة في بلاد الأندلس

بعد الانتهاء من المؤتمر رافقنا المرحوم نزار الصباغ بسيارته الخاصة إلى بلاد الأندلس، شارحاً، وموضحاً.

حضرة الحجر وإفلاس البشر:

من المشاهد التي وقفنا أمامها بدهشة مشهدان متناقضان في البعد الحضارة وتحديد المصير.

- الأول: ويتجلى في ابتكار طريقة لنقل الأصوات بين غرف قصر الحمراء بما يشبه (الانترفون) وإنما من خلال فتحات وثقوب تتسع ابتداءً وانتهاءً فتنقل الصوت إلى أرجاء القصر.

كما يتجلى في ساعة صمم عقربها العمودي الثابت بشكل يجعل ظله المتحرك مؤشراً على الوقت.

- الثاني: وأمام التقدم الحضاري الأول يبرز مشهد لا حضاري تنعدم فيه القيم ويشير إلى حال الانحطاط الأخلاقي الذي بلغه بعض ملوك بني الأحمر.

فأمام شرفة القصر (بركة للسباحة) ترتادها في مواقيت محددة مجموعة من الجواري والمحظيات يمارسن السباحة عاريات إلى أن يطل صاحب القصر عليهن ويقذف من يختاره من بينهن بوردة في يده لتكون من نصيبه في تلك الليلة؟؟

بعد أن استمعت إلى الشرح المفصل والمخجل قلت لنفسي: ليس عجباً أن يخسر المسلمون الأندلس.. وأن تنحسر عنها راية الإسلام..


رحلة الرياض وحضور اللقاء الرابع لمنظمةالندوة العالمية للشباب الإسلامي 1979

بدعوة من الأمانة العامة لمنظمة الندوة العالمية للشباب الإسلامي حضرت اللقاء الرابع للندوة والذي انعقد في الرياض بتاريخ 18 مارس 1979.

ولقد افتتح اللقاء بكلمة وزير التعليم العالي ورئيس الندوة الشيخ حسن بن عبد الله آل الشيخ، حيث رحب بالحضور قائلاً: (أرحب بكم رجالاً آمنوا بالله، وتوفروا على العمل لنصرة دينه في كل مكان.

قد هالكم ما يعانيه العالم اليوم من فتن ومظالم وانهيارات وصدامات، وعلمتم أن طوق النجاة من كل ما يلقي ويعاني هو في صدق الانتماء لعقيدة الإسلام المشرقة، والتي اختارها الله للعالم).

ثم كانت كلمة الأمين العام للندوة العالمية الدكتور عبد الحميد أبو سليمان والتي جاء فيها:

إنها للحظة غامرة أن أقف في هذا الموضع بعد أعوام ثلاثة، أقف لأحييكم، أحيي وجوهكم، ولكي أجدد الترحيب بكم، أرحب بكم اخوة مجاهدين في سبيل الله، سبيل الخير والحق، سبيل الوجود الأفضل، الوجود الأفعل، أخوة مجاهدين في أخطر ميدان وأرحب ميدان.. الدعوة والعقيدة.. ميدان الشباب، وبناء الشباب وتضامن الشباب – ثلاثة أعوام، من أصل أعوام ثمانية هي عمر هذه المنظمة الشابة، المنظمة الشامخة، منظمة الدعوة العالمية للشباب الإسلامي.

وتابع قائلاً: ... بفضل الله ثم بفضلكم جميعاً، أمكن لهذه المنظمة أن يكتمل بناؤها، وأن ترسي قواعدها، أن تقف اليوم عزيزة بكم قادرة في خدمة الأمة تعمل من أجل خدمة شباب الأمة في سبيل صفاء عقيدته وصفاء رؤيته وترقية ثقافته...

أيها الأخوة الكرام:وأنا أسلم الأمانة في هذا اللقاء، أرجو أن تواصل الندوة مسيرتها المباركة نحو غاياتها النبيلة السامية حلماً أصبح حقيقة ودرباً فسيحاً يمتد على أفق الوعي والقدرة...

أيها الأخوة: أرجو للقائكم هذا كل التوفيق، ولمسيرتكم في خدمة الأمة والدعوة كل الفلاح، وصدق الله، }إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم{ (الرعد:11) و }والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا{ (العنكبوت:69)، و }لينصرن الله من ينصره{ (الحج:40) و }بشر الصابرين{ (البقرة:155).

ثم توالى على الكلام عدد من الأساتذة الكرام وكان موضوع المحاضرة التي ألقيتها (الشباب والتغيير)..

وفي ختام المؤتمر صدرت توصيات نلخصها بما يلي:

إن الندوة العالمية للشباب الاسلامي – إيماناً منها بأهمية الدور التاريخي للإسلام وشبابه نحو إصلاح حاضر الأمة المؤلم، واستنفاداً لمستقبل الإنسانية الانتحاري، رغم انجازاتها العلمية والمادية الباهرة، بل بسبب تلك الانجازات لما تنطوي عليه من قوى مهلكة – قد خصصت الموضوع الفكري في أعمال لقائها الرابع لبحث قضية: "الإسلام والحضارة ودور الشباب المسلم" وقد دعت قيادات الشباب المسلم في العالم، ونخبة من الكتاب والمفكرين الإسلاميين لتجلية هذه القضية الخطيرة من جوانبها المختلفة..

أولاً: القيم والمبادئ الأساسية التي يقوم عليها الإسلام.

ثانياً: ألآفاق المستقبلية للعطاء الإسلامي.

ثالثاً: الوعي الصحيح للإنجاز التاريخي للحضارة الإسلامية.

رابعاً: الفهم العلمي الصحيح للأسس الفكرية والفلسفية والعقائدية.

خامساً: دراسة للواقع الحضاري المعاصر للعالم الإسلامي.

سادساً: الموقع الخاص للشباب في الفهم.

يهيب اللقاء بالأمة الإسلامية أن تعمل جاهدة على بذل التضحيات اللازمة لإنقاذ المقدسات الغالية، والذود عن حقوق الشعةب الإسلامية السليبة... ويؤكد اللقاء أن الإسلام قوام الأمة ومبرر وجودها.. يناشد اللقاء الأمة ضرورة مواجهة هجمات الأعداء على السنة بالتمسك بالاسلام عقيدة وشرعاً... يحذر اللقاء شباب الأمة من الانخداع بقوى الشر والمكر والفساد...

كما أوصى اللقاء بعض التوصيات في مجال الأنشطة الشبابية وأهمية وضع برامج التدريب القيادي الإسلامي وترقيتها، وفي مجال مستقبل العطاء الحضاري الإسلامي، وفي مجال التربية والتعليم، وفي مجال وضع خطة النمو الحضاري الإسلامي، وأخيراً في مجال الإعلام والترويج.

والله نسأل أن يمد الندوة والمخلصين بعون من عنده، وأن يجعل أعمالنا خالصة لوجهه الكريم، وأن يهدينا سبلنا، وأن يأخذ بأيدينا جميعاً إلى الحق والخير والرشاد – إنه سميع مجيب.


رحلات دمشق ولقاءات الرئيس السوري حافظ الأسد 197919851988

رحلاتنا إلى دمشق كثيرة، وأكثر من أن تحصى، إنما اخترت في هذا المقام الكلام عن بعض الزيارات واللقاءات النوعية والمميزة، وتحديداً تلك التي كانت مع الرئيس السوري حافظ الأسد.

الزيارة الأولى كانت عام 1979، وقد شاركني فيها الأخوة ابراهيم المصري وعبد الله بابتي، والأخرى كانت بحضور الدكتور علي عمار والشيخ محرم العارفي، وأخرى كنت فيها لوحدي وهكذا..

استغرقت الزيارة الأولى حوالي الأربع ساعات، تم خلالها استعراض الكثير من القضايا، وتناول العديد من الموضوعات.

- مما يتميز به الرئيس الأسد عن غيره:

  1. أنه يعير المتحدث سمعه وانتباهه بشكل كلي..
  2. لا يشعر الجالسين إليه مهما طال الوقت بأي ملل، طالما أن هناك موضوعات تحتاج إلى مناقشة.
  3. لديه استعداد للاستماع ومناقشة الرأي الآخر ولو كان مخالفاً لرأيه ولكل هدوء وموضوعية.
  4. لا تخلو الجلسات معه من مداخلات تحمل الدعابة وتضفي على الجلسة جواً من الارتياح، وتعمل على نجديد حيوية الحوار.

توقفنا عند الأبعاد التي أحدثتها الثورة الصناعية في العالم والآثار التي خلفتها على إنسانية الإنسان والقيم الحضارية.

وتناولنا كتاب "الساعة الخامسة والعشرون" المترجم عن الروسية إلى العربية، والذي يحكي فيه مؤلفه قصة الإنسان الذي أصبح جزءاً من الآلة والحياة الصناعية، وكيف أن البشرية تحتاج إلى بزوغ فجر الساعة الخامسة والعشرين التي تعيد القيمة الإنسانية للإنسان.

وكانت وجهات النظر حول هذه الظاهرة متطابقة بشكل كلي.

واستطراداً.. انتقل بنا الكلام للحديث عن الحالة الإسلامية.

وأذكر أن الرئيس الأسد سأل ماذا تريد الحركة الإسلامية بالضبط، وما هي أهدافها؟ قلت: تطبيق شرع الله في الأرض على اعتبار أن الإسلام دين البشرية، والعرب هم رسل الإسلام إلى العالمين..

ومع اتساع الحوار قلت للرئيس الأسد: نحن نعتبر أن سوريا قلعة العروبة والإسلام، وأمنيتنا أن تتبنى قيادتكم الحكيمة الإسلام منهجاً للحياة الاجتماعية والاقتصادية والسياسية.. ونحن كحركة إسلامية حريصون على أن يحكم بالإسلام سواء من قبلنا أو من قبل غيرنا.

إن الظواهر تشير إلى تزايد الحس الديني.. وفي اعتقادنا أن تعميق هذا الحس الأصلي من شأنه أن يتجاوز بنا كعرب ومسلمين كل الحساسيات المذهبية والطائفية، ويحقق ولادة الوحدة المنشودة قطرياً وعربياً وإسلامياً، كما يحقق انتصارنا على أعدائنا..

إن العرب والمسلمين في كل مكان ينتظرون انبعاثاً وطنياً وإسلامياً..

ونظن أن سوريا لديها كل مقومات هذا الانبعاث..

الداعية يكن الى السودان لحضور المهرجان العربي الافريقي

تلبية للدعوة الرسمية التي تلقاها الداعية فتحي يكن لزيارة السودان، والمشاركة في المهرجان الأول للشباب العربي والافريقي، وإلقاء بعض المحاضرات بهذه المناسبة، غادر الداعية يكن بيروت إلى الخرطوم.

*المحاضرة الأولى:

وفي "قاعة الصداقة" ألقى الداعية فتحي يكن محاضرة في جموع الشباب العربي والافريقي الذين يمثلون حوالي 40 بلداً وكان عنوان المحاضرة (دور الشباب في تشكيل الحياة السياسية للعالم العربي والافريقي).

( اقراء ملخص المحاضرة لاحقا )


خطبة الجمعة في مسجد الشهيد

وألقى الداعية يكن خطبة الجمعة في مسجد "الشهيد" بحضور رئيس الجمهورية عمر البشير وحشد من القياديين والرسميين..

تناول يكن في الخطبة التحديات التي يواجهها المسلمون، والتي تستهدف هويتهم ووجودهم.

زيارة منظمة الدعوة الاسلامية:

وتلبية لدعوة الأمين العام لمنظمة الدعوة الاسلامية عبد الله سيد أحمد قام الداعية يكن بزيارة لمقر المنظمة، واطلع على نشاطاتها وإنجازاتها، على امتداد العالم الاسلامي.

زيارة المعسكر النسائي: (مركز تدريب الداعيات)

وتوجه الداعية يكن خلال تواجده في السودان إلى مركز تدريب الداعيات حيث القى محاضرة في حشد نسائي يفوق الألف شابه.. وعرض يكن لدور المرأة حيال تحديات المرحلة، ومتطلبات الصمود السوداني، ودعم المشروع الحضاري الذي بدأته ثورة الانقاذ.

زيارة المؤتمر الوطني:

البروفسور عبد الرحيم علي / د. كمال العبيد أمين العلاقات الخارجية

وتلبية لدعوة البروفسور عبد الرحيم علي رئيس مجلس شورى المؤتمر الوطني قام يكن بزيارة مقر المؤتمر حيث كان في استقباله رئيس المجلس وأمين العلاقات الخارجية للمؤتمر الدكتور كمال عبيد.

وتناول البحث مجمل القضايا الراهنة على الساحة العربية والافريقية.

محاضرة كلية الطب:

وألقى الداعية يكن محاضرة في كلية الطب بجامعة الخرطوم بعنوان دور الطلبة في البناء الاجتماعي والاقتصادي والسياسي.

وفي مواجهة الهجمة الشرسة المعلنة على الدول الاسلامية عموماً وبخاصة الافريقية والعربية منها.

محاضرة في الجامعة الافريقية العالمية:

وفي حشد غفير ضم عمداء وإداريي وأساتذة وطلاب وطالبات الجامعة الافريقية العالمية، ألقى الداعية يكن محاضرة تناول فيها دقة المرحلة وتداعياتها وتحدياتها، لافتاً إلى الحرب السافرة التي تقودها الولايات المتحدة وحلفاؤها على الاسلام كعقيدة وتشريع، وعلى المسلمين كوجود ومصير، مفنداً مفردات المشروع الاميركي في الحرب على الاسلام (الاسلام المعدل) + (الحرب على المعاهد والجامعات الاسلامية) + (الحرب على المؤسسات الخيرية) + (محاولة تطوير الخطاب الاسلامي).. الخ

لقاء رئيس الجمهورية:

وكان ختام زيارة الداعية يكن إلى السودان لقاؤه الرئيس عمر البشير وجولة في محادثات السلام، والنمو الاقتصادي الذي يشهده السودان في أعقاب استخراج النفط، وحركة النمو والتطور الصناعي الذي بلغ مرحلة متقدمة في نطاق صناعة "سيارات الجياد" التي بدأ انتاجها منذ عام ألفين، والملفتة متانة وفخامة..

حفل الوداع:

هذا وقد أقام أمين عام اتحاد الشباب الوطني السوداني أسامة عبد الله وزير الدولة لشؤون الري حفل وداع، قدم فيه للداعية يكن درع الاتحاد وجرى تبادل الكلمات الترحيبية والوداعية..

المصدر