محمد الراوي

من Ikhwan Wiki | الموسوعة التاريخية الرسمية لجماعة الإخوان المسلمين
مراجعة ٠٢:٥٥، ١٨ يناير ٢٠٢١ بواسطة Admin (نقاش | مساهمات)
(فرق) → مراجعة أقدم | المراجعة الحالية (فرق) | مراجعة أحدث ← (فرق)
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث
الشيخ محمد الراوي .. التفاني في العلم


إعداد: ويكيبيديا الإخوان المسلمين

نشأته

الدكتور محمد محمد الراوي أستاذ التفسير بكلية أصول الدين بجامعة الأزهر ، ومن الدعاة المشهورين في مصر .

والشيخ الراوي من الشيوخ القلائل الذين تمتلئ الصدور بالهيبة عندما تراه ، وتشعر عندما تسمع كلامه بالصدق والإخلاص والحرقة على حال الأمة الإسلامية.

تجده ..لا يجامل ..لا يخاف في الله لومة لائم ، ينتقد تخاذل الحكام دون خوف من بطشهم ، ولعل ذلك السبب في عدم تكريمه التكريم الذي يليق بجهوده وكفاحه ،والذي لا يرجو عليه مثوبة من أحد .

وهو ابن أخت الشيخ محمد فرغلي ، من قادة الإخوان المسلمين ، وقائد كتائب الإخوان المسلمين في حرب فلسطين 1948.

ولد في قرية ( ريفا ) محافظة أسيوط في الأول من فبراير 1928, حفظ القرآن الكريم في سن مبكرة في القرية ، حيث كانت المعاهد الأزهرية لا تقبل الطالب في السنة الأولى الابتدائي إلا بحفظ القرآن الكريم كله. ودرس أربع سنوات في القسم الابتدائي ، وخمس سنوات في القسم الثانوي في معهد أسيوط يقول عن ذكرياته الأولى :

" وقريتنا وهي تُدعى "رفا"، جنوب أسيوط ، وكانت القرية تشتهر بكثرة حفظ القرآن ، ففي كل مسجد حجرة مخصصة لحفظ القرآن، وكان شغلنا الشاغل هو مجالس القرآن ، وكان ذلك متعة كبيرة للنفس، أحببناها وأثّرت في نفوسنا، وصاغت شخصياتنا.

ترسخت لدي في مرحلة الشباب كل المعاني الجميلة ، وأسارع في إلى الخيرات، كي أطبق ما أتعلمه وأدرسه تطبيقاً حقيقياً، وكانت الصحبة ، والحمد لله صحبة صالحة، فجميع أصحابي كانوا فضلاء أوفياء، يحبون الإسلام والقرآن، ويتنافسون في الخير.

في هذه المرحلة زادت عباداتي ، وزادت قراءتي للقرآن وكتب التفسير والفقه. وأنا سعيد لأنني قضيت طفولة مفتوحة من حيث اللعب والمتعة، وسعيد أيضاً لأن كل ذلك كان منضبطاً، ومستمداً من الثقافة الإسلامية، التي صاغت وجداننا في القرى والنجوع ".

بعد انتهاء الدراسة الثانوية الأزهرية في أسيوط تقدم إلى كلية أصول الدين بالقاهرة ، وحصل منها على الشهادة العالمية سنة 1955م ، ثم نال تخصص التدريس من كلية اللغة العربية، جامعة الأزهر عام 1956م .وحصل على الدكتوراه في التفسير من جامعة الأزهر .تولى رئيسا لقسم التفسير بالكلية .

مكانته العلمية

  • عمل بعد تخرجه بقسم الدعوة في وزارة الأوقاف ، ثم أصبح مفتشا عاما في مراقبة الشؤون الدينية بعد مسابقة عامة لجميع المفتشين كان ترتيبه الأول على الناجحين ، ثم نقل بعدها إلى مجمع البحوث الإسلامية بالقاهرة وعمل بالمكتب الفني بالمجمع.
  • طُلب لجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية بالرياض وانتقل إليها بداية من العام الدراسي 1390-1391هـ / 1990م ، واستمر بها مدة تزيد على خمس وعشرين سنة عمل خلالها في :
1 ـ كلية اللغة العربية ، عمل بها مدرسا للتفسير والحديث .
2ـ في كلية العلوم الاجتماعية من بداية إنشائها .
3ـ ساهم في قيام كلية أصول الدين ، وعمل بها أستاذا للقرآن وعلومه ورئيسا لقسم القرآن أكثر من ثلاثة عشر عاما .
4ـ ساهم في إنشاء المعهد العالي للدعوة الإسلامية ، وقام بإلقاء المحاضرات فيه ، وأشرف على رسائل الماجستير للذين أكملوا الدراسة فيه، و أشرف على كثير من الرسائل العلمية ما بين ماجستير ودكتوراه في كلية أصول الدين وغيرها من كليات الجامعة.
5 ـ اشترك في مناقشة كثير من الرسائل العلمية في جامعة الإمام محمد بن سعود وجامعة أم القرى بمكة المكرمة، والجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة ، وجامعة الملك سعود.
6 ـ عضو في اللجان العلمية العالمية في مصر والعالم العربي ، ومنها :
7 ـ عضو مجمع البحوث الإسلامية بالقاهرة.
8ـ رئيس قسم التفسير بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية بالرياض .

جهوده في خدمة الإسلام

تتنوع جهوده الشيخ محمد الراوي في خدمة الدعوة الإسلامية بين الأحاديث في القنوات الفضائية والإذاعة، والمحاضرات ، والمؤلفات العلمية:

أ ـ البرامج التلفزيونية ومنها:

  • 1- حق اليقين..
  • 2- عبر من قصص القرآن..
  • 3- وقفات مع آيات..
  • 4- مكارم الأخلاق..
  • 5- وقفات إيمانية..
  • 6- هذا بيان ..
  • 7- الشهادة لله.
  • 8- المحكمات ..
  • 9- البرامج الدينية لسنوات طويلة في إذاعة وتلفزيون المملكة العربية السعودية وجمهورية مصر العربية ودولة قطر، ودولة الكويت وغيرها.
  • 10- عمل مقدمة للمصحف الوثائقي الذي جمعته إذاعة القرآن بالقاهرة، فجمع بين القراء القدامى ، ووصل بينهم في مصحف متكامل بلا انقطاع، وقد طلب منه أن يعمل مقدمة لما يتلى في كل صباح من إذاعة القرآن الكريم بالقاهرة، وقد تم ذلك بفضل الله وتوفيقه، حيث اكتمل تسجيل (392) حلقة تذاع يوميا قبل تلاوة القرآن في إذاعة القرآن بالقاهرة بصورة دائمة.

ب ـ المحاضرات :

وقد تنوعت المحاضرات ما بين محاضرات للطلاب ،ومحاضرات في ندوات علمية ، وهى في مجملها تتناول التفسير وعلوم القرآن ، وقضايا المجتمع والأمة الإسلامية ، ومنها :

  • إلقاء المحاضرات العامة في بيان هداية القرآن الكريم ومقاصده لمدة خمس سنوات في نيجريا.

وقد طلب ذلك مني بحكم إقامتي فيها وقدومي إلى الجامعة منها. وكان لها أثرها وتأثيرها وبخاصة حين ختمت المحاضرة يقول :

لقد كنت أسمع صوت الإنجيل يدوي من وسائل الإعلام في أفريقيا. فهل من غيور على الإسلام يسمع الناس جميعا صوت القرآن ؟ وما هي إلا أيام قلائل حتى رأيت ذلك في واقع الأمر حيث أمر المغفور له جلالة الملك فيصل بإنشاء إذاعة القرآن التي امتد نفعها في كل مكان. ولم تنقطع صلتي بها وأحاديثي فيها مدة إقامتي الطويلة في المملكة العربية حفظها الله ورعاها.

من هذه المحاضرات التي سجلت واحتفظ بها كثير من طلاب العلم :

  • وحدة المسلمين في مواجهة الأخطار ، سبيلها وغايتها.
  • القرآن الكريم بين الدراسة والتطبيق - مكانة الآمة الإسلامية في تحقيق السلام العالمي.
  • المسلمون بين ثبات القرآن ووثبات المدنية.
  • المحاضرات في معظم دول مجلس التعاون الخليجي، ولا زالت بفضل من الله وتوفيق منه.
  • المحاضرات الدينية العامة في داخل محافظات مصر العربية المختلفة وفي الجامعات المتخصصة والأندية العامة .
  • ولم تنقطع المحاضرات العامة في أندية المملكة ومؤسساتها العامة ومعاهدها العلمية. وقد أتيح له ذلك في رحابة وراحة وحب طوال خمسة وعشرين عاما متصلة.

ج ـ الإرشاد والندوات والمؤتمرات :

اشترك في التوعية الإسلامية في الحج لمدة خمسة عشر عاما لنشر التوعية بين حجاج المسلمين بإشراف رئاسة إدارة البحوث العلمية والإفتاء والدعوة والإرشاد بالمملكة العربية السعودية مع صفوة من علماء المملكة ومن أبرزهم : الشيخ عبد العزيز بن باز.

شارك في العديد من الندوات والمؤتمرات العلمية ، ومنها :

  • 1- المؤتمر العالمي الثاني لتوجيه الدعوة وإعداد الدعاة الذي عقد بالجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة.
  • 2- المؤتمر العالمي الأول لمكافحة المسكرات والمخدرات الذي عقد بالمدينة المنورة.
  • 3- مؤتمر الفقه الإسلامي الذي عقد بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية بالرياض.
  • 4- مؤتمر السيرة النبوية والسنة الشريفة الذي عقد بالأزهر الشريف.
  • 5- مؤتمر الإعجاز العلمي للقرآن الكريم الذي عقد بمكة المكرمة.
  • 6- المشاركة في المؤتمرات وإلقاء المحاضرات في كثير من ولايات أمريكا وفي أوروبا ( إنجلترا، فرنسا، ألمانيا، بلجيكا، أسبانيا ).

وكانت جهوده الدعوية تهدف إلى خدمة كتاب الله فهما وتفسيرا وبيان ، ودعة القرآن المسلمين إلى التوحد ونبذ الفرقة والاختلاف ،وجاءت جهوده ممثلة في  :

  • 1- العناية بالقرآن الكريم تلاوة وحفظا.
  • 2- الدعوة إلى التمسك بالقرآن والسنة كمنهج حيا علما وعملا.
  • 3- العناية بتربية النشء والشباب على مأدبة القرآن.
  • 4- الدعوة إلى جمع كلمة المسلمين وترابطتم في شتى المجالات لنصرة الحق وإعلاء كلمة الله. والقرآن يهدي في كل شأن للتي هي أقوم.


من مؤلفاته العلمية

  • 1- الدعوة الإسلامية دعوة عالمية .
  • 2- كلمة الحق في القرآن الكريم .
  • 3- حديث القرآن عن القرآن .
  • 4- القرآن الكريم والحضارة المعاصرة .
  • 5- القرآن والإنسان .
  • 6- الرسول في القرآن الكريم .
  • 7- الرضا .
  • 8- منهج الأنبياء في الدعوة إلى الله .
  • 9- كان خلقه القرآن .
  • 10- المرأة في القرآن الكريم .

الدكتور الراوي وقضايا الأمة

القضية الرئيسة التي تشغل بال الأمة ، قضية تفرق الأمة وضعفها مما أدى إلى ضياع فلسطين والاعتداء الأثيم المستمر عليها أما سمع وأبصار العالم ، ولم يتحرك ساكن لرد العدوان ، وفي الوقت التي صمتت فيه الألسن ، وصمت الآذان فلا تسمع صراخ أطفال غزة والصواريخ تهوى عليهم كالأمطار، والتزم الجميع الصمت ، بل التآمر مع العدو لضرب غزة الصامدة .

كما كشف الأحداث أن مبارك المخلوع كان متآمرا على غزة ، وللأسف التزم علماء الأزهر ومعظم علماء الأمة الصمت مجاراة للسياسة العامة للدولة وحفاظا على مناصبهم التي قد يفقدونها بسبب مواقفهم المناهضة لسياسة الدولة ، في ظل هذا الصمت الرهيب يرتفع صوت الدكتور الراوي عاليا تمجيدا للمقاومة ، ولوما لتخاذل الحكومات ، وتشتت العلماء في موضوعات فرعية تضيف مزيدا من انشقاق الأمة بحديثه الذي يفيض حرقة على الحال الذي وصلت إليه الأمة من تفرق وضعف وهوان وتخاذل للأعداء للدرجة التي جعلتها تقف صامتا مستكينة تجاه ما يحدث في فلسطين ، ولنتسمع إليه في حديثه عما يتعرض له الشعب الفلسطيني في غزة .

أـ المقاومة في غزة والحصار المفروض عليها

الشيخ محمد الراوي على قناة الناس

المقاومة شرف الأمة وما حدث في غزة يؤكد أن الأمة أصيبت بالغُثَائية والفشل وذهاب الرأي ، وأن واقع المسلمين في تفرقهم وتفريطهم هو سبب هزائمهم، مطالبًا الأمة بضرورة التوحد والوحدة، ورص الصفوف لتكون على قلب رجل واحد، لنكون أهلا لأن يمدنا الله بنصره وتأييده.

إن واقع الأمة وما يحدث في غزة يفرض على الأمة أن يغيروا من أنفسهم حتى يغير الله ما هو واقع بهم، استشهادًا لقول الله تعالى "إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم وإذا أراد الله بقومٍ سوءً فلا مرد له ومالهم من دونه من والٍ" (الرعد:11).

ويقول في الواقع الذي عاشه إخواننا في قطاع غزة المحاصرة، من قصف صهيوني وحشي استمر اثنين وعشرين يومًا متصلة، وسط حالة من الصمت الرسمي العربي والدولي :

هذا الواقع يفرض على المسلمين جميعًا أن يتوحدوا، وأن يوحدوا صفوفهم، لأن الله سبحانه وتعالى يأمرهم بذلك، وأن يعتصموا بحبل الله جميعًا وألا يتفرقوا، ويجب أن يعلموا أن هذا الأمر فرض عليهم، فليس لهم أن يأخذوا به أو يتركوه، فإن الفرقة مدمرة والتنازع يغري العدو بالتكالب على أمة الإسلام ويحقق للأمة الإسلامية الفشل وذهاب الريح، وهذه الأمور من استغلال العدو لضعفنا لا يجب أن تضيع عن ذهن صغير أو كبير أو حاكم أو محكوم.

هذا الواقع المؤلم الذي شاء الله عز وجل أن تراه الدنيا في غزة يفرض عليهم أن يغيروا ما بأنفسهم حتى يغير الله ما هو واقع بهم، استشهادًا بقول الله تعالى: "إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم وإذا أراد الله بقومٍ سوءً فلا مرد له ومالهم من دونه من والٍٍ" (الرعد:11) ، كما أن سنن الله ، ونحن جميعًا نعلمها وندركها، لا تتجاهل أحدًا ولا تتبدل ولا تتحول، تطالب الجميع بالتغيير حتى يغير الله حالنا من الهزيمة إلى النصر بإذن الله.

وعن التغيير الذي يطالب به الأمة لكي يتغير الوضع في غزة وفي فلسطين، يقول :

ما وقع في غزة لا دلالة له إلا أن أمتنا تحتاج أن تكون في توادها وتعاطفها كمثل الجسد الواحد، ومن يسعى لتمزيق هذا الجسد يريد لهذه الأمة كلها أن تتعفن، لأن الجسد إذا قطع لا تستطيع اليد أن تعمل ما خلقت له إلا بالتماسك بالجسد كله، وأنا شخصيًا لا أعرف أحدًا قطع يده ثم أرسلها لتأتي له بشيء.

ولذلك فإن الأمر الواقع يحتاج لتغير وتغيير، تغير بالأنفس وتغيير ما يجب تغييره لإصلاح هذه الأمة، ولابد أن يطول هذا التغيير الأفراد والمؤسسات ؛ لأن ما سجلته أحداث غزة يؤكد أن هذه الأمة أصيبت بالغثائية والفشل وذهاب الريح.

وقد استجاب الله له ، فحدث تغيير ما يجب تغييره لإصلاح هذه الأمة ، التغيير الذي زلزل الظلم ، فثار الشعب التونسي ، وفر زين العابدين الطاغية ، وثار الشعب المصري على مبارك الطاغية المستبد وخلعه ، وتوالت ثورات تحرير الشعوب العربية .

ب ـ دور العلماء لنصرة غزة

يقول :

وطالب الدكتور الراوي علماء المسلمين بأن يروا في مقدمة الصفوف جهادًا وصدق كلمة، ووفاءً لله في نجدة المظلوم، والأخذ على يد الظالم، داعيًا إلى أن تتوجه فتاوى علماء الأمة إلى جمع الكلمة، والتحذير من الفرقة، وتعظيم قيمة الجهاد والشهادة في سبيل الله.

وألا تكون الفتاوى الجزئية في أمور فرعية يتسع المجال فيها لخلاف الآراء ، بل يجب أن تكون الفتاوى متوجهة بعزم أكيد إلى جمع الكلمة للجهاد الواسع في كل ميدان دون تردد حتى نرفع ما أريد لتصوير الجهاد بالإرهاب مع أنه لمصلحة الإنسان حيث كان.

فنحن مع المظلوم ولو كان من غيرنا ونحن على الظالم ، ولو كان منا ، عملا بقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: "انصر أخاك ظالمًا أو مظلومًا فقال: رجل يا رسول الله صلى الله عليه وسلم أنصره إذ كان مظلوماً، أفرأيت إذا كان ظالماً كيف أنصره؟! قال: تحجزه أو تمنعه من الظلم، فإن ذلك نصره " .

ج ـ دور الأمة والحكام .. لكي تنتصر لغزة :

يقول : أنا في الحقيقة أعجب لأمة هذا عددها وتلك نعم الله عليها.. كيف تضع رأسها على كتف العالم وتنشد أن تنتصر بغير أن تستجيب طائعة راضية لله للرسول، وأعجب في الوقت ذاته أننا وقد أحكم لنا الكتاب الكريم ما يجب أن نكون عليه وبّين لنا كل شيء عن عدونا ومع هذا نظل نرد شعارات بلهاء تنبئ عن غباء وجهل وتخلف.

ويكفي أن نتدبر آية واحدة من كتاب الله عز وجل وصفت لنا حالهم إلى يوم القيامة وجاء فيها : "كُلَّمَا أَوْقَدُوا نَارًا لِلْحَرْبِ أَطْفَأَهَا اللَّهُ ۚ وَيَسْعَوْنَ فِي الْأَرْضِ فَسَادًا ۚ وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُفْسِدِينَ" (المائدة: 64)، وأقول إن طفلنا الصغير في جميع ديارنا الإسلامية يعلم أن كلمة يسعون تفيد أن سعيهم في الفساد لا يتوقف ؛ لأنها تفيد الاستمرارية.

أما من يضعون أيديهم في أيدي العدو الصهيوني ، فيقول :

الذين يطمحون أن يجدوا لأنفسهم مخرجًا من إدانة أنفسهم في بُعدهم ومخالفتهم لربهم، أقول لهم إنهم لا يسيئون إلى أنفسهم فقط ، وإنما يسيئون للعالم أجمع، الذي ينشد سلامًا وعدلا في إفاقة الحق، ووفاءً للحق ، والعدل الذي تسعى له الإنسانية جميعًا، ونحن المسلمين نعلم أن أمتنا تؤمن برسالة الرسل جميعًا استشهادًا لقوله تعالى في سورة الحديد: "لَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلَنَا بِالْبَيِّنَاتِ وَأَنْزَلْنَا مَعَهُمْ الْكِتَابَ وَالْمِيزَانَ لِيَقُومَ النَّاسُ بِالْقِسْطِ ".

وبالتالي نحن المسئولين عن ضياع العدل في العالم، وأُذكّر كل مسلم بالآية الكريمة "وَالَّذِينَ كَفَرُوا بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ إِلَّا تَفْعَلُوهُ تَكُنْ فِتْنَةٌ فِي الْأَرْضِ وَفَسَادٌ كَبِيرٌ" (سورة الأنفال :73)، فالله عز وجل يحمل المسلمين عند تفرقهم وعدم موالاتهم لبعض في إقامة حق وعدل، يحملهم الفتنة والفساد الكبير في الأرض، وهم مسئولون عنها، لأن الآية الكريمة لم ترد الفتنة والفساد الكبير في الأرض على ولاية أهل الكفر، وإنما رددتها على عدم ولاية المسلمين بعضهم لبعض.

وكفانا أن نستحضر ما قاله الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم "تتداعى عليكم الأمم كما تتداعى الأكلة إلى قصعتها فقالوا: أو من قلة نحن يوم إذن يا رسول الله؟ قال : لا ، ولكنكم غثاء كغثاء السيل" . صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم.

ولو نظرنا إلى الحديث بتمعن سنجد فعلا الغثائية التي نراها واضحة أمام أعيننا، والتي وصلت إلى حد أن يجتمع هؤلاء الولاة مع بعضهم البعض فلا يستطيعون فعل شيء، ولا يحققون أي شيء، ولا أدرى متى نفيق من غفلتنا؟، ومتى نبعث من الموات؟، ومتى نستطيع أن نحقق عزمًا يرضاه الله فيمدنا ينصره وتأييده؟!!.

أما من يحولون بين الشباب والجهاد في سبيل الله ،فيقول :

أقول لهم دعوا الشباب يعبر عن نفسه ؛ ليرد العار عن أمته، لماذا تحولون بينهم وبين الشهادة في سبيل الله؟!! دعوهم، فإن هذا الكيان الصهيوني الغاصب لا يعرف غير هذه اللغة، واعلموا أنه لن يتحقق سلام مع هؤلاء الخنازير، ولو على المدى البعيد.

وأقول لحكام الأمة لابد من الإسراع إلى التعاون والتضافر والتماسك، وكفانا أن نقدم للعدو نصرا بفشلنا، أرجوكم جميعا تناسوا خلافاتكم ومشاكلكم، ودعوا التمزق الذي يمنحهم نصرا سهلا، فوالله لو اتحدت أمتنا ساعة واحدة لهزت الأرض بقوتها ووحدتها، ولعملت لهم إسرائيل ألف حساب، ولغيرت أمريكا حساباتها، أطالبهم بالعودة إلى كلمة سواء، ولا أتهم أحدا بالخيانة. وصيته للأمة : أقولها بكل صراحة: إن واقع المسلمين في تفرقهم وتفريطهم هو سبب هزائمهم، وإن طوق النجاة وسر النصر يكمن في التكاتف والوحدة والوعي بما يحاك بالأمة من مؤامرات، ودعم المقاومة ؛ لأنها شرف الأمة.

المراجع

1ـ موقع علماء الشريعة: الشيخ محمد الراوي: كنا نودع رمضان بالبكاء ،28 جمادى الآخرة 1432هـ /31 مايو 2011م .

موقع المسلم: الشيخ الراوي: المقاومة شرف الأمة .

3 ـموقع طريق القرآن: فضيلة الشيخ الدكتور محمد الراوي .

4 ـ أحاديث وبرامج الدكتور محمد الراوي المسجلة .

للمزيد عن الشيخ محمد الراوي

للمزيد عن إخوان أسيوط

من أعلام الإخوان في أسيوط

ملفات متعلقة وأبحاث

أخبار متعلقة

تابع أخبار متعلقة

وصلات فيديو