محمد جمال النتشة

من Ikhwan Wiki | الموسوعة التاريخية الرسمية لجماعة الإخوان المسلمين
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث
محمد جمال النتشة

توطئة

صورة يظهر فيها القائد في مرج الزهور

ظلّ اسم الشيخ محمد جمال النتشة القيادي البارز في حركة المقاومة الإسلامية حماس ، في الضفة الغربية يشكّل كابوساً و هاجساً من الرعب لقوات الاحتلال الصهيونية حتى في أهدأ الظروف .

و لا يهنأ للاحتلال الصهيوني بال أن يظلّ الشيخ محمد جمال حراً خارج السجن .

بل أوعز إلى السلطة الفلسطينية بمطاردته و اعتقاله بعد الانسحاب من مدن الضفة الغربية ، فمكث في سجون السلطة أكثر من ثلاث سنوت .

ثم خضع للإقامة الجبرية في مدينة رام الله حتى اجتياحها العام الماضي .

و عرف الشيخ محمد جمال بأنه صاحب الكلمة الساحرة ، و الرأي الراجح ، و العقل الرزين ، و شهد له بذلك سجّانوه و أعداؤه في سجون الاحتلال و السلطة الفلسطينية ، قبل أحبائه .

حيث كان يتمّ تبدل حراسه بشكلٍ شبه يومي حتى لا يقعوا تحت تأثيره أو تتم استمالتهم .

تعريف بالشيخ

هو محمد جمال نعمان عمران علاء الدين النتشة ، من مواليد مدينة الخليل ، جنوب الضفة الغربية ، بتاريخ 25/2/1958 .

متزوج من سيدة خليلية و له أربعة من الأبناء هم : همام و إسلام و محمد و ولاء . حصل على شهادة البكالوريوس في الشريعة الإسلامية من الجامعة الأردنية عام 1982 ، و عمل مدرساً في رابطة الجامعيين ما بين (1983 - 1997) .

لقد شهدت الجامعة الأردنية عندما ارتادها القائد ، حركة صحوتية لا مثيل لها ، مما ساهم في صقل قدرات الشيخ التنظيمية والحركية ، خاصة وأن النتشة قد تعرف هناك إلى أستاذه الشيخ عبد الله عزام ، الذي سحره تواضع النتشة وحكمته الفذه ، ليقول عنه قبل خروجه للجهاد : تركت لكم هذا .. ولا خوف عليكم "يعني النتشة" .

تعرّض الشيخ النتشة منذ انطلاق الانتفاضة الفلسطينية الأولى عام 1987 لعدة عمليات اعتقال ، كانت الأولى في 10/10/1988 و أفرج عنه في 1990/22/2م ، و الثانية في 2/1/1991 و أفرج عنه في 2/9/1992 .

ثم كانت الثالثة في 1992/14/12 و أفرج عنه في 9/9/1993م . أما المرة الرابعة فكانت في 19/4/1994 ثم أفرج عنه في 31/8/1994 .

ولقد أُبعد مع كبار قيادات حركتي حماس والجهاد الإسلامي إلى مرج الزهور بين عامي 1992-1993م ، أُبعد الشيخ ، ولكن عشرات التلامذة واصلوا الطريق ، فلا تجد الآن إخوانياً ولا حتى خليلياً لا يعرف من هو جمال النتشة ..

و بعد دخول سلطة الحكم الذاتي إلى مدينة أريحا ثم باقي المدن الفلسطينية دون الخليل انتقل إليها الشيخ علّه يجد الأمان ، و عدم الملاحقة ، لكن عمليات الاعتقال و المطاردة بحقه تواصلت ، حيث أوعزت حكومة اللاحتلال إلى سلطة الحكم الذاتي لاعتقاله و كانت المرة الأولى في 9/6/1996م ، ثم أفرج عنه في 5/4/1997 ، ثم أعيد اعتقاله ثانية في 5/10/1998 و أفرج في 1/3/2001م لكنه أخضع للإقامة الجبرية في منزله حتى تارخ اعتقاله من قبل قوات الاحتلال.

الاعتقال الأخير

و بعد اجتياح المدن الفلسطينية نهاية آذار من العام الماضي جنّدت قوات الاحتلال وحداتها العسكرية للبحث عن الشيخ النتشة حتى تم اعتقاله في 2002/17/7م .

و تعرّض الشيخ النتشة منذ اعتقاله للتعذيب و التحقيق المتواصلين لأكثر من ستة أشهر منذ اعتقاله ، حتى تحوّل إلى هيكل عظمي كما تقول زوجته .

و حول كيفية اعتقاله أوضحت زوجته "أم همام" أن عملية الاعتقال تمت بتاريخ 2002/17/7م من مدينة رام الله ، عندما اعترضت سبيل الشيخ سيارة مدنية بها وحدة من جيش الاحتلال متنكرة بزي عربي .

و أضافت أن زوجها عُرض على المحكمة الصهيونية خمس مرات و كلها تم تأجيلها دون أن يتمكّن سجّانوه الصهاينة من توفير الأدلة ضده .

وأكّدت أم همام أنها لم ترَ أبا همام إلا خلال اثنتين من هذه المحاكمات و في كلّ مرة خمس دقائق فقط .

مشيرة إلى إن المحكمة الأخيرة كانت في 25 أيار الماضي و تم تأجيلها .

تحقيق و زنازين و تعذيب

عصام العريان والرنتيسي ومحمد جمال النتشة

و عن طبيعة التحقيق الذي تعرّض له زوجها أضافت أم همام نقلاً عن محاميه أنه خضع للتحقيق المتواصل مدة ستة أشهر ، قضى أربعة منها في زنازين سجن المسكوبية في مدينة القدس .

ثم نقل إلى سجن هداريم ليخضع لمرحلة أخرى من التحقيق مدتها شهران .

و أكّدت أن زوجها تعرّض للشبح و الضرب و تقييد الأيدي و الأرجل و المنع من النوم و الغذاء .

و أضافت أنه تم خلال فترة التحقيق نقله إلى قاعدة عسكرية شمال فلسطين في محاولة لمضاعفة الضغط النفسي عليه أو قتله ، إلا أنه عاد سالماً إلى السجن .

و تابعت : "تعرّض زوجي لضغوطات كبيرة أثناء التحقيق معه في المسكوبية ، و قد رأيته في المحكمة أول مرة بتاريخ 2000/17/9م حيث كان هيكلاً عظمياً ليس فيه سوى الجلد و العظم ، و قد تغيّرت ملامحه ، و نحل جسمه ، و ضعف جسده ، و طال شعره ، و أصبح أشعث أغبر ، لدرجة أنني لم أكد أصدق أنه هو" .

و أكّدت أم همام أنها لا تستطيع رؤية زوحها في كلّ محاكمة تعقد له في بيت إيل بسبب مشقة الطريق و الحصار ، و إذا أرادت رؤيته في المحكمة فعليها الذهاب إلى هناك قبل الموعد بيوم و البحث عن مبيتٍ حتى تراه خمس دقائق ، و هذا مرهق خاصة في ظلّ التزامات البيت و وجود الأطفال و المدرسة .

العزل

و عن آخر محطاته في سجون الاحتلال قالت أم همام : "نقلته قوات الاحتلال قبل نحو أسبوع من سجن هداريم إلى سجن العزل في بئر السبع ، بعد أن أعلن الأسرى الإضراب عن الطعام تضامناً معه لاستمرار التحقيق معه و عزله لمدة طويلة" .

و أضافت : "تتعمّد قوات الاحتلال عدم دمجه مع بقية المعتقلين لأنه قويّ التأثير و يمكنه أن يجتذب قلوب الأسرى و يعزّز من معنوياتهم" .

و قالت إن جميع التهم الموجهة إليه هي قضايا سابقة حوكم و حبس عليها ، و لا يوجد بحقّه أي شيء يمكن إدانته من خلاله .

و حول إمكانية زيارته برعاية منظمات دولية قالت أم همام إن قوات الاحتلال لا زالت تمنع الزيارات عن زوجها ، كما تمنع المحامين من لقائه مباشرة ، مشدّدة على استمرار معاناته كغيره من الأسرى من سوء الخدمات و قلة التغذية ، و الضغط النفسي المتواصل ، و كثرة التنقلات من سجن لآخر مما يتسبّب في عدم استقراره .

ظلم ذوي القربى

و أشارت أم همام إلى أنها عانت كثيراً هي و أطفالها الأربعة في غياب زوجها خاصة في مدينة رام الله و في مرحلة العمر المبكرة لأولادها الذين هم فيها بأمس الحاجة لرعاية والدهم و حنانه .

و قالت : "كانت قوات الاحتلال قبيل اعتقاله و أثناء الاجتياح تداهم المنزل و تعبث بمحتوياته و تضايقنا و تحقّق مع أطفاله ، و يسألون عنه .. لقد كسروا الأبواب و الأثاث و الممتلكات و حرقوا الباب بالليزر و أحضروا الكلاب معهم مما أثار الرعب بين أطفالي" .

إلا أن أم همام صدمت بنوعٍ آخر من المعاناة . موضحة أنها تعرّضت لمضايقات أخرى كانت أشدّ عليها من مضايقات الاحتلال .

و أضافت : "تعرّضنا لمضايقات من بعض سكان رام الله و خاصة جيراننا في العمارة السكنية الذين لم يقدّروا ظرفنا بل طلبوا منا الرحيل و نحن في أحلك الظروف و أصعبها ، حتى أجبرونا على الخروج" .

و تابعت : "مما زاد الألم أني كنت غريبة في رام الله لا أعرف أحداً ، فأنا من الخليل ، و انتقلت للعيش مع زوجي مؤقتاً في رام الله ، و كم تألمت خاصة عندما قالوا لنا (سنرميكم في الشارع) ، بعد ذلك لم أستطع الصبر و عدت أدراجي إلى الخليل مع أبنائي ، و لكم أن تتصوّروا كيف عدت و أنا أحمل الأغراض في ظلّ الإغلاق و أبنائي الأربعة ، ثم رحلة البحث للطلبة عن مدرسة و إجراءات النقل من مدراس رام الله إلى الخليل خلال منتصف العام الدراسي" .

و أضافت : "الآن نحن منقطعون عن زوجي و لا يوجد بيننا اتصالات كباقي المعتقلين في بعض السجون ، و حقيقة لا يوجد أي شيء يطمئن ، حيث لا نعرف عنه شيئاً بل نحن قلق متواصل ، نسأل الله التثبيت" .

غياب حنان الأب

و تابعت : "الأبناء الآن بحاجة إلى الأب أكثر من الأم ، و فعلاً هم كثيراً ما يتذكّروه و يتلهفون لسماع أخباره و رؤيته و الجلوس معه ، حقاً كانت فترة الإقامة الجبرية رغم مرارتها توفر نوعاً من الأمن و الأنس لنا و للأطفال أبنائه الذين كانوا يقرؤون معه ، و يضفي عليهم من حنان الأبوة" .

لكنها تقول : "الأمل في الله كبير أن يفكّ أسره و يعيده سالماً ، كذلك نطلب أن يأخذ حقّه داخل سجنه ، و ألا يظلّ عقاب التنقل يرافقه بين السجون" .

و تعود أم همام لتستأنس بالماضي و تضيف : "طول فترات اعتقاله السابقة تعرّض للتعذيب و الضغط الشديد من قبل قوات الاحتلال لكنّه ظلّ شامخاً ذو إرادة و عزيمة قويتين ، لا يلين و لا يذل" .

و تذكر أم همام أنه كان يكثر من قول : "اللهم إني أودعتك زوجتي و أمي و أبنائي و أهلي و المسلمين و أنت الذي لا تضيع ودائعك" . و "يا عزيز أعزني ألف مرة يا قويّ قوني ألف مرة" .

و طالبت أم همام في حديثها لنا المنظمات الدولية و الإنسانية التحرّك الفوري و العاجل لضمان توفير الحد الأدنى من الظروف التي يسمح بها القانون الدولي للمعتقلين ، كما طالبت الصليب الأمر بالتدخل لضمان السماح لها و لأبنائها بزيارته .

مواقف من حياة القائد محمد جمال النتشة

في التحقيق

كان الإرهاق يدب في جسد الشيخ النتشة ، وكان فريق المحققين قد استفد جميع خطواته في التحقيق ، فلا الإرهاب ولا الضرب ولا التهديد ، يؤتي أكله مع هذا الرجل ... محقق وآخر يفشلون في انتزاع معلومات بسيطة من القائد ، الذي يلسع المحقق تلو الآخر ، بابتسامة الواثق بنصر الله .

كان جالساً على كرسي صغير ، والأصفاد تخنق يديه ورجليه .. فدخل محقق مستحمس ، عوّل عليه اليهود في إرهاب الشيخ و انتزاع المعلومات منه ... وما إن بدأ المحقق التهديد وإذ بجند من جنود الله ، ذبابة صغيرة ، لا تمل ولا تكل من الطير أمام رأس المحقق ، الذي ما انفك يلوح بيده ، محاولاً إبعادها في خضم تهديد الشيخ ..

وإذ بالشيخ يبتسم ، فيسأله المحقق : ممَ تبتسم ؟! ، قال : ذبابة صغيرة ، لم تقدر أنت عليها ، ولم تستطع أن تقتلها أو تميتها ، فما بالك برجل صاحب عقيدة وعقل ..

فما إن أكمل الشيخ كلماته ، حتى جمع المحقق أوراقه وانصرف مخذولاً .. ولم يره الشيخ بعد ذلك . !

اسمي محمد جمال

مر الشيخ يوماً بأحد شوراع مدينة الخليل ، وإذ به يسمع رجلاً غاضباً يشتم ويسب الذات الإلهية ، فارتعد الشيخ ، وأوقف سيارته بجانب الشخص الغاضب ، قال له : اسمي محمد جمال النتشة ، كل ما تغضب ، فسبني واشتمني ، ولا تشتم ربي .ثم قفل عائداً إلى سيارته ، فانبهر الرجل من هذا الداعي ، وكأن الشيخ مصّ غضب هذا الإنسان ، ثم هدى الله هذا الرجل .. وأصبح من رجال الدعوة العاملين.

حسن البنا الخليلي!

كل من عرف الإمام الشهيد حسن البنا ، فإنه لا ينكر عليه ذكاءه الإجتماعي ، فهو يتذكر أسماء من التقى بعد سنوات عديدة ، وكذلك كان الشيخ القائد محمد جمال النتشة ، فكل من عرفه تأثر به ، وتأثر من ذاكرته القوية الألمعية ، يتذكر الأشخاص : أسماءهم ، وتفاصيل شخصية عنهم ، تغيب -أحياناً عن أهلهم-.!

المصادر

  • معاصرين للشيخ .

للمزيد عن الإخوان في فلسطين

أعلام الإخوان في فلسطين

العمليات الجهادية لكتائب القسام منذ تاريخها مقسمة حسب الشهر

المواقع الرسمية لإخوان فلسطين

مواقع إخبارية

الجناح العسكري

.

الجناح السياسي

الجناح الطلابي

الجناح الاجتماعي

أقرأ-أيضًا.png

كتب متعلقة

ملفات وأبحاث متعلقة

مقالات متعلقة

.

تابع مقالات متعلقة

وصلات فيديو

تابع وصلات فيديو

.