محمد رحمي

من Ikhwan Wiki | الموسوعة التاريخية الرسمية لجماعة الإخوان المسلمين
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث
محمد عبد المعطي عبد الرحيم (الشهير بالحاج رحمي)


موقع إخوان ويكي

بقلم:علاء ممدوح

تقديم

واحد من الرعيل الأول لجماعة الإخوان المسلمين .. من هؤلاء الرجال الذين ملئت نفوسهم إيمانا ويقينا ..وثبتوا كالجبال الراسخات في وجه المحن والشدائد والأزمات

مليء وجهه بالبشر والسرور، ونفسه بالطيبة والمرونة والرفق في التعامل ..

إنه محمد عبد المعطي عبد الرحيم الشهير بمحمد رحمي ..

الذي قامت على أكتافه ومعه إخوانه دعوة الإخوان من جديد وبذلوا من أجل ذلك الغالي والثمين من نفوسهم وأموالهم وأحبابهم ..

فكيف كانت نشأة الحاج محمد قبل التحاقه بالإخوان..؟

وكيف عرف هذه الجماعة وانضم لها..؟

وما هي ذكرياته عن محنة 65 في سجون الطواغيت والظلمة ..؟

وكيف سارت حياته بعد الخروج من السجن؟

وماذا قال عن سيد قطب القائد الفكري للتنظيم في ذلك الوقت ..؟

وما هي أهم نصائحه لإخوانه ..؟

هذا الأسئلة نجيب عنها بالأسطر القادمة إن شاء الله ..

المولد والنشأة

ولد حفظه الله في قنا في 14 أو 15 شعبان 1360ه الموافق 5/9/1941م

وظل ببلدته طوال 11 عاما , لينتقل إلى القاهرة في عام 1960 بعد خروج والده على المعاش ..

وتستقر الأسرة الكريمة بحي السيدة زينب

واصل حفظه الله تعليمه حتى وصل للثانوية العامة ، وتعثرت به الدراسة ، فتركها جانبا ليعمل رسام زخارف في مصنع للخزف قطاع خاص بشبرا في عام 1963م ، وظل يعمل في هذا المصنع حتى أغسطس 65 .

يقول الحاج محمد  :

" اسمي محمد عبد المعطي ، واسم والدي عبد الرحيم ، واسم الجد أحمد كمال ..فأكون بذلك محمد عبد المعطي عبد الرحيم أحمد كمال علي ، و شهرتي محمد رحمي " .

كارنية محمد رحمي الفرقة الثالثة الثانوية سبتمبر 1962م

الالتحاق بركب جماعة الإخوان المسلمين يقول الحاج محمد :

" في 57-58 كنا في بني سويف ، وكان لنا جيران طيبون تعرفت عليهم و اصطحبوني معهم إلى المسجد فانتظمت على أداء الصلاة جميعها في المسجد

وكان لي ارتباط وثيق بالجمعية الشرعية ببني سويف وتأثرت كثيرا بكتب الشيخ محمود خطاب السبكي .. وفي أغسطس عام 1960 انتقلنا لحي السيدة زينب بالقاهرة وبقيت صلتي بالجمعية الشرعية وواصلت الصلاة في مساجدها ..

وفي عام 62 -63 عرفني أحد أصدقائي على أخ فاضل وكان هو الأخ مبارك عبد العظيم الذي جذبني جدا بشاشة وجهه كأنك تعرفه من زمن وسرعة استشهاده بالأيات والأحاديث بكلامه وأخبرنا أن الناس بات التزامهم بأمور دينهم ضعيفا فلابد أن ننقذ أنفسنا بتمسكنا بديننا.

أولا، وثانيا أن نكون أعوانا على البر والتقوى واتفقنا أن نتزاور بصفة دورية وتعرفت أيضا على الأخ عبد الفتاح الخضري ومجموعة أخرى من الإخوان كلهم تم القبض عليهم عام 65

وفي يوم الجمعة 19/ 8/ 65 زارني الأخ مبارك وأخبرني أن كثيرا من الإخوان قد اعتقلوا وقد يعتقل هو أيضا ولم أره بعد ذلك ..

يقول المهندس الصروي :

"الانتظام في الأسرة بدأت انتظم في أسرة تربوية في بيت ( الشهيد ) فاروق المنشاوي وأعضاء هذه الأسرة فاروق المنشاوي ـ فايز إسماعيل ثم بعد ذلك على بكرى ومحمد خفاجي وعز الدين عبد المنعم شمس ومن تسمح ظروفهم من الخريجين مثل جلال بكرى وغيرهم

أما الأخ سيد سعد الدين الشريف فانتظم في أسرة في حي ( السيدة زينب ) مع محمد البحيري ومحمد أحمد عبد الرحمن وكمال سلام ومحمد عبد المعطى عبد الرحيم ( محمد رحمي ) .."

ويقول الأستاذ أحمد عبد المجيد :

" كان الأخ محمد عبد الرحيم رحمي ، رسامًا وخطاطًا بارعًا ، وكان منتظمًا في مجموعة الجيزة مع الأخ الفاضل مبارك عبد العظيم عباد ، وتم تكليفه بالدراسة والتدريب علي عمل المكياج ، وخطا فيه بعض الخطوات ، ولكن لم تستكمل الصورة حيث دارت عجلة الأحداث بعد ذلك وحالت دون إتمام ذلك .

وبعد فترة من مباشرة قسم المعلومات لمهامه قام بعمل نشرة غير دورية ، تحتوي علي الأخبار التي يتم الحصول عليها من الصحف المحلية والأجنبية والعربية والإذاعات ،

وغيرها مما يصل إلينا من معلومات تهمنا في خط سير الحركة ، مع مقالات تربوية ، وكذا كشف بعض المخططات العالمية التي تقوم بضرب الإسلام ، وتعرية الأنظمة وكشفها وإلقاء الضوء عليها وعلي البطولات والزعامات الزائفة أو تأتي الأخبار والإشاعات مما ينقل لنا من المستويات المختلفة من الإخوة المنتظمين بالتنظيم التي كانت علي الساحة وقتها مثل عبد الناصر ."

حكاية الاعتقال الغريبة

هذه القصة تبين أن قدر الله لابد نافذ يقول الحاج محمد  :

" كنت أعمل في مصنع خزف وقيشاني قطاع خاص ولكني كنت حريصا جدا على أن أعمل في مصنع خزف قطاع عام وسعيت لذلك جاهدا فذهبت في عام 1964إلى هذا المصنع وتقدمت بطلبي وأخبروني أنه متى ما وجدت فرصة فسيراسلونني...

ومضت الشهور حتى إذا كان عام 65 اتصلت ذات الشركة على والدي لإخباره أن هناك فرصة عمل لي وتحدد اليوم وكان يوم أربعاء 24،25،/8/65فذهبت وفي طريقي نسيت أن أمر على مكتب الاستعلامات ودخلت مباشرة للقسم الذي سأعمل به وجلست أتحدث مع رئيس القسم وإذ برجل غريب يدخل علينا ويسأل رئيس القسم عندك موظف اسمه محمد رحمي فأجابه :

لا ، فتدخلت في الحديث :

أنا محمد رحمي ، فطلب مني البطاقة فلم يجد فيها اسم محمد رحمي لكني أكدت أني هو وأن هذا اسم شهرتي فطلب مني أن أذهب معه فذهبت وأنا أظن أنه من مكتب الاستعلامات وسرنا حتى خرجنا من بوابة المصنع وركبنا سيارة حينها فقط علمت أن هذا أمر اعتقال وأنني من دللته على نفسي ..

ذهبنا لقسم شبرا وهناك وجدت الأخ صلاح خليفة ثم توجهنا إلى لاظوغلي ووجدت الأخ محمد البحيري ثم عدت والضابط ثانية للتفتيش فانزعج الوالد جدا ووجدوا في البيت بندقية صيد وخراطيش وسكاكين فأخذوني والوالد وهذه الأشياء وعدنا إلى لاظوغلي وهناك سألوا الوالد عن هذه الأشياء فأجابهم كلها خاصة بي البندقية بندقية صيد ومرخصة والسكاكين هواية أقوم بتصنيعها بالبيت فصرفوا الوالد وبقيت أنا وأخذوني بعد ذلك بسيارة وبعد مسافة طويلة وجدتني أمام بوابة سوداء ضخمة مكتوب عليها السجن الحربي .."

حياة أخرى في السجن الحربي

والد الأستاذ محمد رحمي في 5 أغسطس 1955

يقول حفظه الله :

" بعد دخولي استلمني صفوت الروبي وهم بدفعي فأمسكت يده بشدة ودفعته فكاد أن يسقط أرضا فاستلمني عسكره بالكرابيج وأخيرا قال لهم خذوه سجن 3 وهناك كنت وحيدا وبدون نظارتي فتيممت وصليت المغرب والعشاء وخلعت الحذاء والسترة ونمت عليهما وهذا كان أمان من الله وسكينة أن أنام في مثل هذه الظروف ..

وفي مكاتب التحقيق سألوني عن علي عشماوي فأجبتهم لا أعرفه وكان هذا صحيحا فنزلوا علي ضربا بالنعال والكرابيج وعلقت بالفلكة ..فقلت لهم :

أشوفه يمكن أعرفه ..فأتوا به فعرفته وقلت :

نعم أعرف أن اسمه علي ولكني لا أعرف أن اسمه علي عشماوي وهذا كان صحيحا وفوجئت بعلي عشماوي يقول لي :

" يا محمد قول على كل حاجة هما عرفوا كل حاجة خلاص .." فنظرت إليه متعجبا وسكت .

وسألني الضابط : اسم أسرتك ايه ؟

فأخبرتهم باسم أسرتي العائلية .. فاستشاط غضبا وهاج وضرب وسب الدين وقال :اسألك عن اسم أسرتك الإخوانية .

فقلت له :لا أعرف لها اسما وهذا كان صحيحا ".

لقد تحمل الحاج محمد مع إخوانه عذاب السجن الحربي من سوء رعاية صحية وإجهاد شديد بما يسمى بالطوابير والإجبار على كتابة ما يريدون بكل وسائل امتهان الكرامة والإنسانية

يقول المهندس الصروي:

( الحرمان من النوم بالليل.. وذلك بإذاعة أغاني أم كلثوم طوال الليل بصوت مرتفع حتى نُحرم من النوم.. ومن يستيقظ لا يستطيع قيام الليل بسبب تشويش الإذاعة الشديد علينا.. حتى كدنا نحفظ أغاني أم كلثوم كلها.

(الإجهاد الشديد بالجري طوابير طوال النهار من الثامنة صباحاً حتى الخامسة مساء حتى إن كل واحد منا فقد حوالي خمسة وعشرين كيلو جراماً وصرنا في منتهى الرشاقة من كثرة الجري وقلة الطعام.

(الوقوف أحياناً تحت الشمس الحارقة حتى أن الأخ الشاعر المرهف الحس الدكتور عبد الرحمن بارود سقط من طوله فجأة بسبب ضربة الشمس والدوار الشديد.

(التنكيل الشديد والتعذيب الرهيب مرة كل أسبوع بأحد الإخوان، وأذكر منهم الإخوة محمد بدر زينة، والأخ محمد سالم (إسكندرية) والمهندس محمد عبد الفتاح رزق شريف، والأخ محمد رحمي وغيرهم كثير.)

وفي عام 66 بدأت المحاكمات التي لم يحضرها الحاج محمد لإصابته الشديدة في قدمه جراء تعذيب الروبي له فمكث في مستشفى السجن عشرة أيام حتى أن والدته لما ذهبت للمحكمة لم تجده فظنته قد مات ..

ويخبرنا الأستاذ جابر رزق عن سبب هذا الضرب من صفوت الروبي للحاج محمد فيقول :

" وكان الشيخ عبد الفتاح مهيبا لا أذكر أنه قد تعرض لإهانات الحراس رغم كثرتها بالنسبة للإخوان وأذكر أن الأخ محمد رحمي وجد في زنزانة الشيخ عبد الفتاح بعد صلاة الفجر وبعد الانتهاء من عملية "تنظيف دورة المياه"

وضبطه أحد العساكر وعلم ذلك صفوت الروبي ويبدو أن الشيخ عبد الفتاح كان مرصودا حتى أنه أسكن معه أحد أفراد القضية ممن يمكن أن يستفاد منهم في معرفة حياة الشيخ عبد الفتاح .

وكان جزاء الأخ محمد رحمى "علقة"ساخنة على قدميه مزق فيها صفوت الروبي قدما الأخ رحمي حتى أنه كان الشخص الوحيد الذي لم يستطع حضور محاكمة القضية إلا بعد أيام طويلة .."

وفي 22/8 /66 كان النطق بالأحكام ويقول الحاج محمد :

" لم نتأثر أبدا فنحن نعرف أنها تمثيلية وأحيانا كان يظهر على بعض الإخوة علامات الألم وهذا لم يكن بسبب الحكم ولكن بسبب أن العساكر كانوا يقبضون على ذراع الأخ بقسوة شديدة ليظهر شكله في الإعلام متألما من الحكم..

وتم الحكم علي ب 15 سنة أشغال شاقة وأعادونا إلى زنازين انفرادية لأسبوع حتى يوم ترحيلنا من السجون المدنية ..

قبل هذا أذكر حادثة مهمة وهو أنه كنا في ذات يوم في التاسعة صباحا خارج مبنى السجن الحربي نبني الطابق الثاني لفيلا حمزة البسيوني فرأيت طائرة تقترب من إستاد ناصر الذي كان بجوار السجن ..

ثم رأيت بعد ذلك الصواريخ تسقط حتى أن شظايها وصلت لساحة السجن الحربي فعرفنا أن اليهود دخلوا مصر ورأينا الذل والانكسار على وجوه هؤلاء الفجار بدران وبسيوني والروبي ومن معهم حين تم اعتقالهم في نفس السجن المدني الذي كنا فيه .."

في السجون المدنية

الحاج رحمي أمام الدجوي

انتقل الحاج مع 130 أخ إلى سجن طرة وظل به سبعة اشهر انتقل بعدها إلى سجن قنا مع 40 من الإخوان فاستقبلهم هناك إخوان 54 وكانوا أيضا 40 أخ على رأسهم المرشد السابق محمد حامد أبو النصر ومحمد مهدي عاكف وصلاح شادي والشيخ أحمد شريت ..

وكان استقبالا رائعا جدا واتفق الإخوان هناك أن كل من لم يكمل دراسته لابد له من إكمالها.. يقول الحاج محمد  :"

فتقدمت للثانوية العامة عام 69 – 70 أدبي وكنت سابقا علمي ونجحت ثم سجلت بكلية الآداب جامعة القاهرة قسم تاريخ انتساب موجه ..

وأذكر من الإخوة الذين ساعدوني أستاذ جابر رزق الذي درسني لغة فرنسية في الثانوية العامة فقد كان أستاذا لها ، والأخ عبد المنعم عرفات درسني فلسفة في الثانوية العامة ، والأخ العريشي درسني إنجليزي في الثانوية العامة والجامعة ..

وأذكر أن الأهالي ساعدونا في جلب الكتب والمذكرات ...

وفي السجن جاءني نبأ وفاة الوالد وبعده الوالدة رحمهما الله تعالى ..

وقد مكثت في السجن 8سنوات و8 شهور حتى من الله علي بالإفراج عام 74.."

الخروج من السجن واستئناف المسيرة

رفع إخوان 54 الذين خرجوا عام 73 قضية ضد مصلحة سجون وزارة الداخلية بسبب أنهم خالفوا قانونهم الذي ينص على أنه من يقضي نصف أو ثلاثة أرباع المدة ولم تكن له مشاكل في السجن يحق له الخروج دون إكمال المدة وظلت القضية عاما كاملا فلما أحست الحكومة أن المحكمة ستحكم لصالح الإخوان وأنها ستكون سابقة قضائية سارع السادات بإصدار قرار الإفراج عن كل الإخوان ما عدا المؤبدات بمناسبة مولد النبي صلي الله عليه وسلم ..

يقول الحاج محمد :" في الفترة من 74 إلى 77كنت قد استكملت التعليم الجامعي وعملت لمدة سبعة أشهر في مجلس الإعمار وهو شبه هيئة قائمة على إعمار مدن السويس وبورسعيد والإسماعيلية وكان معي محمد عاكف ونويتو والعريشي ومحمد عبد الرحمن وغيرهم ..

لكني تركت العمل لمشقة السفر للإسماعيلية وعملت في النجارة.

وفي عام 76 عقدت على زوجتي وكان البناء عام 77 وفي 78 فتحت دكانا غيرا لبيع الدهانات والبويات وفي عام 80 ذهبت إلى الإمارات أعمل "إمام مسجد" وظللت هناك بفضل الله حتى عام 97 وعدت بعدها لمصر .. ومن عام 97 إلى أوخر 99 عملت مراجع كتب في دار التوزيع والنشر بالسيدة زينب ..ولله عندي من الأبناء ستة:

خديجة ... متزوجة ولها بنتان

عاصم ... مصمم جرافيك

بلال ... خريج كلية العلوم و يعمل مندوب مبيعات أدوية

زيد ... خريج مودرن أكاديمي

حسن ... خريج هندسة مودرن أكاديمي أيضا

و أخيرا سارة .

الدين النصيحة

ينصح الحاج محمد إخوانه و المسلمين عامة فيقول :" كل المحن التي مرت علي هي من الله تعالى فضل و نعمة وما جاءني من خير فهو من بركات هذه الفترة ..

وليعلم الجميع أن كل السعادة لمن اختصه الله بالعمل للدين و أن العمل للدين مع الإبتلاء له طعم غير عن العمل للدين بغير إبتلاء .

وطبيعة الطريق هي التضحية بالغالي و الثمين منذ بعثه صلى الله عليه و سلم وحتى قيام الساعة .. و أعظم طريق هو طريق الجهاد ...

والمحن هي التي تربي الرجال وانظر إلى محنة مكة و كيف صبر الصحابة وكانوا ( 313) فقط وهؤلاء الذين قامت على أكتافهم دولة الإسلام و ربوا الأجيال التي بعدهم .

وأنا أحب الإخوان جدا ولا يمكن أن أتركهم و سأواصل معهم المسيرة بكل جندية وحب ووفاء".

سيد قطب ... وشهادة حق للتاريخ

الحاج محمد رحمي

ولا يمكن أن نتكلم عن شخصية الحاج محمد دون ما ذكر أ. سيد قطب الذي يكن له الحاج محمد كل الاحترام و المحبة و الإجلال و التوقير .

يقول الحاج محمد :" كان أ. سيد قطب ممنوعا من زيارة الإخوان له أو حتى مجرد الرؤية ، ولكني رأيته قدرا مرتين ... الأولى : في مستشفى السجن الحربي عندما كنت مصابا في قدمي من تعذيب الروبي فلم أتمكن من الذهاب للمحاكمات .

و الثانية : يوم الترحيل فقد كنا ننتظر مدة نصف ساعة عربة الترحيلات فرأيت أ. سيد قطب جالسا في غرفة أمامنا و لكن وجهه ليس لوجوهنا و إنما كان جانبه هو المقابل لنا ، فقد كانوا حريصين على ألا يلتقي الإخوان بالأستاذ سيد ولا يلقاهم عليهم من الله ما يستحقون .

ودائما كنت أرى على أ.سيد سكينة و طمأنينة عجيبة أنزلها الله تعالى عليه في جميع حركاته و لفتاته .. وكان حريصا جدا على بث هذه الروح في صفوف الإخوان وهم في قفص الإتهام حتى لا يستفزوا من قبل القاضي المجرم ..

حتى بعد سماعه حكم الإعدام ظل هادئا مستبشرا وتهللت أسارير وجهه بالفرح و السرور كأنما سمع حكما بالإفراج "

لكن هناك من شوه صورة أ. سيد قطب إعلاميا وانتقدها حتى من الإخوان أنفسهم ! وعلى هؤلاء يرد الأخ محمد فيقول :

" في السجن ومن مجالساتي مع الإخوة في كلامنا عن سيد قطب تصورت أنه موجه تربوي و فكري للجماعة ليس إلا ... ولكن بعد خروجي من السجن وقراءتي لكتبه مثل الظلال ،

و معالم في الطريق عرفت حقيقة من هو الأستاذ سيد قطب الذي هاجموه و انتقدوه و شوهوه إعلاميا ، إنه الوحيد في تلك الفترة الذي وضع اليد على الجرح ،ووصف الدواء الناجع لحال الأمة ، ولكن و كما قال الإمام البنا رحمة الله عليه " بعض العلماء الرسميين سوف يستغربون فهمكم للإسلام "

وهذا الذي فعلوه تماما مع سيد قطب ، بل و أخذوا من كلامه عبارات معينة جردوها عن السياق الذي جاءت فيه لتدل على معان أخرى لم يقصدها سيد قطب مطلقا ليتهموه زورا و بهتانا بتكفير عوام المسلمين …

وأي عالم من علماء المسلمين على مر التاريخ لو جردت بعض عباراته عن سياقها لاختلف المعنى تماما ويتهم ذلك العالم أنه قال هذا ...

كما لا ننسى أن إعلام فترة جمال لم و لن ينسى رفض الأستاذ سيد قطب كتابة اعتذار لجمال الذي كان هو نفسه من قبل يجل جدا أ. سيد حتى أنه كان يقول عنه :أخي الكبير ..

أضف إلى تلك الأسباب رغبة كل صحيفة في الترويج عن نفسها على حساب سيد قطب بالعناوين المكذوبة ."

ولكن بماذا رد الحاج محمد على كل من اتهم أ. سيد قطب ونسب إليه كل فكر تكفيري متطرف؟

يقول بارك الله فيه :"سيد قطب هذا الرجل الذي كان فيه من الرقة و الوداعة و السماحة و الخلق الحسن الشيء الكثير ...

حتى أن جميع المساجين الجنائيين من قتلة و تجار مخدرات في سجن طرة كانوا يحبونه جدا و يثنون عليه خيرا من رقة تعامله معهم ...

فلو كان متطرفا و تكفيري الفكر لكان غليظا عليهم قاسيا معهم .

إنهم يشوهون كل من يقول إن الإسلام هو منهج للحياة حتى ولو لم يكن سيد قطب.

أ. سيد قطب الذي قال فيه الشيخ علي طنطاوي :" عندما كتب سيد قطب رحمه الله التصوير الفني في القرآن عام 46 وبعدما قرأناه قلنا إن هذا فتح من الله تعالى خاص بسيد قطب "

و أذكر أنه قبل أكثر من عشر سنوات كتب أحد الباحثين الكشميريين رسالة دكتوراه بعنوان " عبقري الإسلام سيد قطب " كتب فيها كلاما رائعا جدا عن أ. سيد قطب .

كذلك كتب أ. صلاح الخالدي كتابه ( سيد قطب من الميلاد إلى الاستشهاد )والذي تم طبعه ثانية و زاد فيه الأخ صلاح كلاما كثيرا طيبا جدا عن سيد قطب....

هذه هي شهاداتي في الأستاذ سيد قطب كما عرفته رحمه الله تعالى .. "

المصادر

  • حوار مع أ. محمد رحمي من الرعيل الأول لجماعة الإخوان يدلي بشهادته في تنظيم 65 ... موقع إخوان ويكي .

ألبوم صور

الحاج محمد رحمي
 

محمد رحمي

الحاج-محمد-عبدالمعطي-عبدالرحيم-الشهير-بمحمد-رحمي-16-يونيو-1988م

محمد رحمي

الحاج-محمد-رحمي-والدكتور-رشاد-البيومي-أثناء-العمل-في-منتصف-الثمانينيات

محمد رحمي

الحاج-محمد-رحمي-قبل-دخول-المعتقل--عام-1965م

محمد رحمي

الحاج-محمد-رحمي-قبل-دخول-المعتقل--عام-1965م

محمد رحمي

الحاج-محمد-رحمي-عام-1979م

محمد رحمي

الحاج-محمد-رحمي-في-الإمارات-شوال-1416هـ-فبراير-1996م

محمد رحمي

الحاج-محمد-رحمي-عام-1979م

محمد رحمي

الحاج-محمد-رحمي-ربيع-أول-1424هـ-مايو-2003م

محمد رحمي

الحاج-رحمي-امام-الدجوي

محمد رحمي

شهادة-الحصول-على-الفرقة-الثانية-من-كلية-الآداب-عام-1975م-للأستاذ-محمد-رحمي

محمد رحمي

كارنية-محمد-رحمي-الفرقة-الثالثة-الثانوية-سبتمبر-1962م

محمد رحمي

محمد-رحمي-4-أكتوبر-1956م-بسوهاج

محمد رحمي

محمد-رحمي-6-يناير-1959م-ببني-سويف

محمد رحمي

محمد-رحمي-وعمره-4-سنوات-وأخوه-كمال-الصغير-وخاله-في-الوسط-عام-1945م

محمد رحمي

والد-الأستاذ-محمد-رحمي-في-5-أغسطس-1955